يقول السائل : كثير من النساء يخرجن بكثرة إلى الأسواق سواء لحاجة أو لغير حاجة علما أنها تخرج بدون محرم مع أن الفتن لا تضمن في هذا العصر أفيدونا .؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : يقول كثير من النساء يخرجن بكثرة إلى الأسواق سواء لحاجة أو لغير حاجة ، علما أنها تخرج بدون محرم ، علما أن الفتن لا تؤمن في هذا العصر .أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟.
الشيخ : لا شك أن بقاء المرأة في بيت زوجها خير لها كما جاء في الحديث : ( بيوتهن خير لهن ) .
ولا شك أن إطلاق الحرية لها في الخروج خلاف ما يأمر به الشرع من حماية المرأة والحرص على وقايتها من الفتنة ، والواجب على الأولياء أن يكونوا رجالا بمعنى الكلمة ، فقد قال تعالى : (( الرجال قوامون على النساء )) لكن مع الأسف أننا نحن المسلمون اليوم بدأنا نقلد أعداء الله في تسويد النّساء ، أي في جعل السيادة للنساء ، وصار النساء الآن هن الرجال وهن القوامات ، وهي التي تدبر الرجل .
ومن الغرائب أو ومن العجائب والعجائب جمّة أن هؤلاء الذين جعلوا السيادة للنساء يزعمون أنهم هم أهل التقدّم والحضارة ، وبؤسا لقوم يدّعون الحضارة والتقدم يجعلون أمورهم بأيدي نسائهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) ، وكلنا يعرف أن النساء كما وصفهن الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) .
فالواجب أن يكون الرجل مع أهله رجلا بمعنى الكلمة وأن ينفذ ما نصبه الله تعالى فيه من القيام على المرأة حيث قال تعالى : (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )) .
كما أن هناك من الرجال من هو سيء الخلق يمنع زوجته حتى من الخروج إلى صلة الأقارب الذين تجب صلتهم، يمنعها من الخروج إلى بيت أمها وأبيها، يمنعها من الخروج إلى بيت أخيها أو عمها أو خالها مع أمن الفتنة في ذلك ، يقول لا تخرجي أبدا حبسك البيت ، والرسول يقول : ( إنهن عوان عندكم ) أي أسيرات ، فأنت أسيرة عندي ولا تخرجي ولا تتحركي ، ولا تأتي إلى أحد ولا يأتي إليك أحد ، ولا تذهبي إلى أخت لك في الله .
كل هذا خطأ ، الدين بين هذا وهذا، بين رجل مائع يعطي المرأة حريتها حتى في ما فيه ضررها ، وبين رجل صلب كالحجارة أو أشد يمنع زوجته من كل شيء فيه مصلحة لها بدون ضرر عليه ، فدين الله عز وجل وسط بين تطرفين غال ومفرط.
1 - يقول السائل : كثير من النساء يخرجن بكثرة إلى الأسواق سواء لحاجة أو لغير حاجة علما أنها تخرج بدون محرم مع أن الفتن لا تضمن في هذا العصر أفيدونا .؟ أستمع حفظ
يقول السائل : كثير من إخواننا وأصدقائنا وأقاربنا وعامة الناس بعيدون كل البعد عن الدين فكيف تكون دعوتهم أفيدونا .؟
الشيخ : هذا السؤال في الواقع قد يتوهم سامعه أن أكثر الناس على هذا المستوى الذي فرضه السائل ، أي بعيدون كل البعد عن الدين الإسلامي ، والحقيقة أن الأمر ولله الحمد بخلاف ذلك ، فكثير من الناس اليوم ولا سيما الشباب قريبون من الدين الإسلامي، صحيح أن في الشباب في بعضهم فساد وعتو ونفور عن الحق ، ولكن والحمد لله عامة الشباب وأكثر الشباب مقبلون على الدين ملتزمون بأحكامه ، وهذا مما يبشر بمستقبل خير لهذه الأمة الإسلامية ، إذ أن الإقبال من الشباب ليس خاصا في شباب المملكة السعودية ، ولكنه عام في كل البلاد الإسلامية إلا أن هذا الشباب يحتاج إلى قيادة حكيمة من بينهم، وتكون هذه القيادة مبنية على علم بالشرع وحكمة في التصرف، لأن بعض الناس يكون عنده جهل بالشرع فيقول عن الحلال إنه حرام ، ويقول عن المستحب إنه واجب ، فيلزم الناس بما لا يلزمهم شرعا ويمنعهم مما أبيح لهم شرعا بناء على ما عنده من العاطفة الدينية لكنها عاطفة مبنية على جهل .
ومن الناس من عنده علم ولكن عنده سفه في التصرف، عنده علم ويعرف الحق ولا يلزم الناس بأكثر من الحق ، لكن عنده سوء تصرف يتكلم بعنف و ينفعل بعنف ، ويغضب إذا لم يتم له مراده بين عشية وضحاها ، هذا أيضا خطأ فلا بد من تأنٍّ ، ولا بد من صبر، ولا بد من علم، ولا بد من سعة صدر في المسائل التي يقع فيها الخلاف بين الناس بغير نص قاطع يتبين به خطأ أحد الطرفين .
أقول إن العالم الإسلامي ولا سيما الشباب منهم مقبل على خير، ومن كان منهم ضالا فهدايته بإذن الله يسيرة ، وكم من أناس اهتدوا بمناسبة سهلة يسيرة بأدنى شيء، فأنت يمكنك أن تذهب إلى هذا الشخص الذي ترى فيه انحرافا فتختلط معه يوما أو يومين أو ما شاء الله ، وتبين له حقيقة الإسلام والأخلاق الفاضلة ، والإنسان بطبيعته وبفطرته ينقاد إلى الخير قال الله تعالى : (( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) .
فمثلا يمكن أن تهدي لهذا الشخص هدية ، والهدية توجب المودة، يمكن تدعوه إلى بيتك تكرمه، يمكن أن تذهب إليه في زيارة ودية وما أشبه ذلك ، ويمكن أن تهدي إليه أشرطة فيها مواعظ، أن تهدي إليه كتبا فيها مواعظ حتى تجلبهم شيئا فشيئا.
2 - يقول السائل : كثير من إخواننا وأصدقائنا وأقاربنا وعامة الناس بعيدون كل البعد عن الدين فكيف تكون دعوتهم أفيدونا .؟ أستمع حفظ
سائل يقول : والدي لا يصلي مع الجماعة فكيف أجعله محافظا على صلاة الجماعة .؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يقول في السؤال : أريد منك يا فضيلة الشيخ أن تعطيني حلا عاجلا لوالدي لكي أجعله يصلي مع الجماعة في المسجد حيث أنه لا يصلي مع الجماعة مهما كانت الظروف ؟ .
الشيخ : نعم، السائل جزاه الله خيرا طلب مني حلا عاجلا ! وأنا لست أقول للشيء كن فيكون، هذا بيد الله عز وجل .
والحل لمشكلة الوالد جوابها كالجواب عن السؤال السابق : أن تدعوه بالتي هي أحسن، وطبعا سوف يتصور الوالد إذا دعاه ولده، سوف يتصور أنه إن هو أجاب ولده لذلك فهذا من باب التنزل ، ويحتقر نفسه إذا كان أجاب ولده ، ولكن هذا من إملاء الشيطان ومن وحي الشيطان .
والواجب على الوالد أن يجيب إلى الحق سواء دعاه ولده أم غيره ، ولكن مع هذا إذا كنت ترى أن دعوتك والدك لا تؤثر ، فمن الممكن أن تطلب من شخص يعزّه والدك ويحترمه أن ينصح والدك ، ولعل الله عز وجل أن يفتح على أبيك بواسطة هذا الرجل الناصح الذي يعزّه والدك ويحترمه.
يقول السائل : إذا حصل للإنسان شيء طارئ وهو في الصلاة مثل أن يحصل له البول أو غير ذلك فهل يقطع الصلاة مع الإمام أم ينفرد ويتم الصلاة مع الدليل.؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
السائل : يقول السائل إذا حصل للإنسان شيئا طارئا وهو في الصلاة مثل أن يحصل له البول أو غير ذلك، فهل يقطع الصلاة أم ينفرد ويتم الصلاة مع ذكر الدليل، أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟.
الشيخ : يقول هذا السائل إذا حصل للمأموم عذر قاهر يلزمه بقطع الصلاة ، فهل يقطع الصلاة أو ينفرد عن الإمام ويتمها خفيفة ؟ .
الجواب : له الخيار بين الأمرين : إن شاء قطع الصلاة ، وإن شاء انفرد عن الإمام وأتمها خفيفة .
ودليل ذلك قصة الرجل الذي انفرد وصلى وحده حين صلى معاذ بن جبل رضي الله عنه بقومه وأطال بهم القراءة ، فانصرف رجل من القوم وصلى وحده ، فلما سلم معاذ بن جبل قال : إن هذا الرجل قد نافق ، تخلف عن جماعة المسلمين ، فشكاه الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الشكوى كأنها صادرة من الرجل على معاذ، دعا معاذا وقال له : ( أفتان أنت يا معاذ ؟! إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف ) .
فهذا الحديث دليل على أنه يجوز للمأموم إذا كان له عذر أن ينفرد عن إمامه ، والعلماء قالوا له أن يتمها خفيفة وله أن يقطعها . فأيهما أولى ؟.
الطالب : ...
الشيخ : الأولى أن يتمها خفيفة إذا تمكن ، فإن لم يتمكن فليقطعها ولا حرج عليه.
4 - يقول السائل : إذا حصل للإنسان شيء طارئ وهو في الصلاة مثل أن يحصل له البول أو غير ذلك فهل يقطع الصلاة مع الإمام أم ينفرد ويتم الصلاة مع الدليل.؟ أستمع حفظ
يقول السائل : في ليلة السابع والعشرين اشتد الزحام في المسجد الحرام ولكنني استطعت أن أصلي ولكنني لم أتمكن من الركوع ولا السجود فما الحكم أفيدونا.؟
الشيخ : نعم ، إذا اشتد الزحام في المسجد ولم يتمكن الإنسان من الركوع أو السجود فإن الله سبحانه وتعالى أعطى عباده قاعدة فقال : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) . هذا الرجل يقول السائل إنه لا يستطيع الركوع فماذا يصنع ؟ .
يفعل ما هو بدل عنه وهو الإيماء، لا يستطيع السجود كذلك يفعل الإيماء، هذا هو القول الراجح .
وقال بعض العلماء : بل ينتظر حتى يقوم الناس فيركع ويسجد، وهذا وإن كان فيه تحقيق للركوع والسجود لكن فيه تخلف عن الإمام .
وقال بعض العلماء : بل يسجد على ظهر الإنسان الذي أمامه ، وهذا وإن كان فيه إدراك للركوع والسجود ومتابعة للإمام ، لكن فيه تصرف في الغير وتشويش عليه، كيف تجعل ظهر الإنسان مصلى لك ؟. والإنسان ربما إذا فعلت به هذا يشوش عليه كثيرا جدا، ثم قد يكون في الأمر فتنة، قد يكون الذي الأمام الإنسان ممن يحرك الشيطان شهوته إذا سجد على ظهره ، ولهذا فالأقوال إذن كم ؟.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : ثلاثة أقوال، قول إنه ينتظر حتى يقوم الناس ثم يركع ويسجد، قول آخر يركع ويسجد بالإيماء، قول ثالث يسجد على ظهر إنسان أمامه، وهذا الأخير هو أضعفها .
والراجح عندي القول الثاني الذي هو الإيماء ، الذي هو الإيماء لأنه هو داخل في عموم قوله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ).
5 - يقول السائل : في ليلة السابع والعشرين اشتد الزحام في المسجد الحرام ولكنني استطعت أن أصلي ولكنني لم أتمكن من الركوع ولا السجود فما الحكم أفيدونا.؟ أستمع حفظ
يقول السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي زوجها هل يجب طلب الطلاق منه وإذا كان يمنع فما الحكم علما أن الزوجة ليس لها من يعولها أفيدونا .؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي زوجها ، هل يجب أن تطلب الطلاق منه ، وإذا كان لديها ابناء فما الحكم ؟ .
ملاحظة : أن الزوجة ليس لها من يعولها، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : نعم، إذا كان الزوج لا يصلي مع الجماعة فهو فاسق والزوجة تحل له .
وإذا كان الزوج لا يصلي أبدا ونصحته زوجته ولكنه أصر على عدم الصلاة فإنه كافر كفرا مخرجا عن الملة ، ومرتد والعياذ بالله ، ولا تحل له أبدا ولا يجوز أن تبقى معه ، إن كان الرجل الذي في السوق يحل لها فهذا الزوج يحل لها، ومن المعلوم أن الرجل الذي في السوق ما يحل لها ، فهذا الزوج أيضا ما دام لا يصلي لا يحل لها ، ويجب عليها الامتناع منه ، ويجب عليها أن تذهب إلى أهلها بأولادها ، وهو ليس له حضانة على أولاده ولا ولاية لقول الله تعالى : (( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) فهذا كما هو في الآخرة هو أيضا في الدنيا، لا يمكن أن يكون الكافر وليا على مسلم أبدا ، وإذا ذهبت إلى أهلها فالحضانة تكون للزوج أو لها ؟.
الطالب : لها.
الشيخ : لها، ولا حق لهذا الرجل المرتد عن الإسلام في حضانة أولاده . وقد قال العلماء بالحرف الواحد كما في متن زاد المستقنع : " ولا حضانة لكافر على مسلم " .
ولكن إذا قال قائل : ما دواء هذه العلة ؟ . نقول دواء هذه العلة سهل ، ما هو ؟ .
أن يسلم الرجل ، ويدخل في الدين الذي خرج منه ، فيصلي، فهو إذا صلى عاد الأمر كما هو، وعادت المسائل إلى مجاريها، هذا هو الحل، فإن أبى فالحل الفراق ، نعم ؟.
الطالب : ما دليل تكفيره ؟.
الشيخ : طيب دليل تكفيره من كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام الصحابة رضي الله ، والنظر الصحيح، فالأدلة : سمعية ، وعقلية .
أما الكتاب : فقال الله تعالى عن المشركين : (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم الدين )) يعني فإن لم يتوبوا من المشرك ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فليسوا إخوانا لنا في الدين ، ومن المعلوم أن الأخوة في الدين لا تنتفي إلا بالكفر، لا يمكن أن تنتفي الأخوة في الدين بالمعاصي وإن عظمت ، فها هو القتل ، قتل المؤمن عمدا من أعظم الذنوب وليس بكفر ، قال الله تعالى فيه في القصاص : (( فمن عفي له من أخيه شيء )) فجعل القاتل أخا للمقتول، وها هو قتال المؤمنين أيضا من أعظم الذنوب قال الله فيه : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتتلوا فأصلحوا بينهما )) إلى قوله : (( إنما المؤمنين إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) . ولو كان ترك الصلاة معصية كبيرة فقط لم تنتف الأخوة الإيمانية به ، وعلى هذا فترك الصلاة مخرج عن الملة بمقتضى هذه الكريمة .
فإذا قال قائل : هذه الآية الكريمة أيضا فيها أن عدم إيتاء الزكاة تنتفي به الأخوة فهل تقول بذلك ، هل تقول أن ترك الزكاة كفر ؟ .
الجواب : نعم أقول بذلك لولا وجود حديث يمنع هذا القول، هذا الحديث هو ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤد منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) ومن المعلوم أنه إذا كان يمكن أن يرى سبيلا له إلى الجنة فليس بكافر ، لأنه لو كان كافرا لم يكن له سبيل إلى الجنّة . إذن الآية الكريمة وهي في سورة براءة تدل على أن ترك الصلاة كفر كما أن الشرك كفر .
أما السنة فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين الرجل وبين الشرك و الكفر ترك الصلاة ) فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة فاصلا يفصل بين الإيمان والكفر ، ومن المعلوم أن الفاصل يخرج المفصول بعضه عن بعض ويقطع الاتصال نهائيا . إذن إما صلاة وإما كفر .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) .
أما كلام الصحابة رضي الله عنهم فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) وحظ أي نصيب ، وهنا الحظ منفي بلا النافية التي تمنع أي شيء من منفيها ، وعليه فيكون تارك الصلاة لا حظ له في الإسلام لا قليل ولا كثير .
وقال عبد الله بن شقيق وهو من التابعين الثقات : " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " وهذا حكاية إجماع، وقد حكى الإجماع إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر حكاه إمام مشهور وهو إسحاق بن راهويه رحمه الله .
وأما النظر والقياس : فلأن كل إنسان يدع الصلاة ولا يصليها مع علمه بأهميتها في الإسلام ، وأنها ثاني أركانه ، وأن لها من العناية حين فرضها وحين أدائها ما لا يوجد في أي عبادة أخرى، لا يمكن لأي عاقل يرى هذه المنزلة للصلاة ثم يدعها وفي قلبه شيء من الإيمان، أبدا ، وليس الإيمان مجرد التصديق بوجود الله عز وجل أو بصحة رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم ، لا، التصديق بهذا كان موجودا حتى في الكفرة فهذا أبو طالب كان يشهد بذلك . ولكن الإيمان لا بد أن يكون مستلزما للقبول والإذعان، القبول للخبر والإذعان للأمر ، فإذا لم يكن إذعان للأمر ولا قبول للخبر فلا إيمان .
وعلى هذا فنقول إن تارك الصلاة كافر كفرا أكبر مخرج عن الملة ، إذا مات فإنه يحرم أن يغسل أو يكفن أو يصلى عليه أو يدفن في مقابر المسلمين أو يدعى له بالرحمة، لأنه خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين، نسأل الله لنا ولكم السلامة .
وأما الذي يصلي ويخلي فهذا موضع خلاف بين العلماء الذين يقولون بتكفير تارك الصلاة، فمنهم من كفره بترك فرضين ، ومنهم من كفه بترك فرض واحد ، ومنهم من قال إذا كان أكثر أوقاته لا يصلي فهو كافر .
والذي يظهر لي أنه لا يكفر إلا إذا كان لا يصلي أبدا ، فإذا كان لا يصلي إلا يوم الجمعة أو لا يصلي إلا في رمضان ، نظرت إذا كان يفعل ذلك لعدم اعتقاد الوجوب فهذا كافر لا من أجل ترك الصلاة ولكن من أجل إنكار الوجوب ، وإنكار الوجوب لا يشترط فيه الترك ، أي لو أن رجلا أنكر وجوب الصلاة كان كافرا وإن صلى ، وفي هذا يتبين خطأ من قال : إن الأحاديث الواردة في كفر تارك الصلاة إنما يراد بها من تركها جحدا لوجوبها ، فإن هذا القول ضعيف جدا، لأننا إذا قلنا المراد من تركها جحدا لوجوبها لم يصح لا طردا ولا عكسا ، كيف ؟ . لأن الرجل إذا جحد وجوبها كفر وإن كان يصلي أليس كذلك ؟ .
إذن لو أن رجلا صلى وهو جاحد لوجوبها، تقولون إنه كافر مع أنه لم يتركها ، فأنتم الآن ألغيتم الوصف الذي علق الشارع الحكم به وهو الترك .
أما من جهة العكس فلا يصح، لأن تاركها هو الذي دل الحديث على كفره، فإذا ألغينا هذا الوصف فقد ألغينا وصفا اعتبره الشارع واعتبرنا وصفا لم يعتبره الشارع بل ألغاه ...
الطالب : الجواب على حديث عبادة بن الصامت ...
الشيخ : بعض الناس أورد على هذا حديث عبادة بن الصامت : ( خمس صلوات فرضهن الله فمن أتى بهن فأتم ركوعهن وسجودهن ووضوءهن أدخله الله الجنة ، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) ؟ .
والجواب عن هذا : أولا أن هذا الحديث لا يقابل الأحاديث الأخرى الدالة على الكفر من حيث الصحة ، ومعلوم أنه عند التعارض يقدم الأرجح والأقوى .
ثانيا : أن هذا الحديث لا يدل على المراد، لأن الرسول قال فأتمهن : ( فأتم ركوعهن وسجودهن ووضوءهن ) . ( ومن لم يأت بهن ) يعني على هذا الوصف، أي على وصف التمام ( فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) فنفي الإتيان هنا منصب على نفي الإتيان بهن على وجه التمام لأن هذا هو المذكور في أول الحديث، أي فمن لم يأت بهن تامات فإنه ليس له عند الله عهد .
أما من لم يأت بهن أبدا فالآية والأحاديث والآثار التي ذكرناها واضحة في كفره.
الطالب : ...
الشيخ : أما قول المرأة في سؤالها : ليس لها من يعولها . فهذا من ضعف توكلها على الله ، فإن الله سبحانه وتعالى يعول خلقه ، وقد قال الله تعالى : (( ومن يتق الله بجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) وقال تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )) فلتستعن بالله ، ولتفارق هذا الزوج الذي لا يصلي ، ثم سوف يجعل الله لها فرجا ومخرجا .
السائل : أثابكم الله .
6 - يقول السائل : ماذا تعمل المرأة التي لا يصلي زوجها هل يجب طلب الطلاق منه وإذا كان يمنع فما الحكم علما أن الزوجة ليس لها من يعولها أفيدونا .؟ أستمع حفظ
يقول السائل : رجل لا يصلي ولكنه يعمل أعمالا صالحة فما الحكم وما الحكم في رجل لا يصلي إلا في شهر رمضان ويترك الصلاة إذا انتهى شهر رمضان أفيدونا.؟
الفقرة الأولى : يقول السائل رجل لا يصلي ولكنه يعمل أعمالا صالحة ، فما الحكم ؟.
الشيخ : أيش ؟.
السائل : وما الحكم في رجل لا يصلي إلا في شهر رمضان ويترك الصلاة إذا انتهى شهر رمضان ؟. أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : أما الفقرة الثانية فقد أجبنا عنها .
وأما الفقرة الأولى : وهو الرجل الذي لا يصلي لكنه صاحب خير ، يحسن إلى الناس ويتصدّق كثيرا ، ويصل رحمه وهو حسن الخلق ، بشاشة في الوجه وطلاقة ، وانشراح صدر وإصغاء للمتكلم ، وخطاب ليّن ، من أحسن الناس عشرة ؟.
فالجواب : أن جميع هذه الأعمال لا تنفعه ، لا يقبل منه صدقة ولا صيام ولا حج ولا إحسان ، ولا طلاقة وجه ، كل هذا لا ينفعه عند الله عزّ وجلّ ، قال الله تعالى : (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) وقال الله عز وجل : (( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله )) . النفقات نفعها متعدّ ومع ذلك لم تقبل منهم لأنهم كفروا بالله ، كل كافر مهما عمل من الخير فإنه لن ينفعه عند الله عزّ وجلّ .
ثم يجب أيها الإخوة ، يجب أن نعرف الفرق بين المرتد وبين الكافر الأصلي، الكافر الأصلي يمكن أن نقبله على دينه ولا نقول له شيئا .
لكن المرتد نطالبه بالرجوع إلى الإسلام فإن أبى وجب قتله ، ولا يجوز أن يبقى على ظهر الأرض ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) .
الكافر الأصلي قد يكون له أحكام مثل حل الذبيحة، من الذي تحل ذبيحته من الكفار ؟ .
اليهود والنصارى تحل ذبائحهم، تارك الصلاة لا تحل ذبيحته ، لو ذبح فقال : بسم الله ، وأنهر الدم فذبيحته خبيثة غير حلال يجب أن تسحب للكلاب، لأنه ليس بمسلم .
طيب كذلك أيضا يجب أن نعلم أن أي إنسان مرتد لا يمكن أن يجوز نكاحه ، بمعنى لو أن الزوجة هي التي لا تصلي ، وهذا قد يقع، الأكثر في الواقع أن ترك الصلاة يقع من الرجال ، لكن أحيانا يقع من النساء ، فالزوجة التي تصلي لا يجوز عقد النكاح عليها أبدا لأنها كافرة مرتدة ، فلا يجوز للمسلم أن يتزوّجها ، قال الله تعالى : (( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن )) .
فالكافرة لا تحل للمسلم ، وكذلك المسلمة لا تحل للكافر. إلا نساء أهل الكتاب كما عرفتم بأنه يجوز للمسلم أن يتزوّج امرأة يهودية أو نصرانية .
7 - يقول السائل : رجل لا يصلي ولكنه يعمل أعمالا صالحة فما الحكم وما الحكم في رجل لا يصلي إلا في شهر رمضان ويترك الصلاة إذا انتهى شهر رمضان أفيدونا.؟ أستمع حفظ
يقول السائل : هل الحلي الذي تلبسه المرأة فيه زكاة مع الدليل .؟
الشيخ : نعم ، الحلي الذي تلبسه المرأة فيه خلاف بين العلماء : فمنهم من قال لا زكاة فيه ، ومنهم من قال فيه زكاة سنة واحدة ، ومنهم من قال فيه الزكاة كل سنة، وإذا كانت المسألة مسألة نزاع بين العلماء فالواجب الرجوع إلى الله ورسوله لقوله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) .
وإذا رجعنا إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة وجدنا أن الدليل مع من يقول بوجوب زكاة الحلي ، وقد اختار هذا القول كثير من العلماء ، فهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله وأصحابه ، ورواية عن الإمام أحمد ، واختاره من العلماء المعاصرين شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز وفقه الله . وهذا هو القول الراجح ، لأنه إذا كانت تعضده الأدلة وجب القول به وطرح ما سواه .
الأدلة : قال الله عز وجل : (( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة )) وقال الله عز وجل : (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم )) والمراد بكنز الذهب والفضة هو عدم إخراج الزكاة فيهما وما يجب إخراجه، فالكنز هو الذي لا تخرج زكاته ولو كان على ظهر الأرض ، وما كان مدفونا وتخرج زماته فليس بكنز .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة : ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم ) إلى آخر الحديث . والحلي إذا كان عند امرأة فهي صاحبة ذهب ، إن كان حليها من ذهب أو فضة إن كان حليها من فضة ، هذا حديث عام ، فمن ادعى خروج الحلي منه فعليه الدليل .
وهناك أدلة خاصة منها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : ( أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال : أتؤدين زكاة هذا ؟ . قالت : لا، قال : أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار ؟ . فخلعتهما وقالت : هما لله ورسوله ) فهذا أيضا نص خاص يدل على وجوب الزكاة في الذهب .
ثم إن الزكاة أمرها يسير والحمد لله ، يجب في مائة ريال كم ؟ . ريالين ونصف، ثم لا يجب الزكاة في الذهب إلا إذا بلغ النصاب ، وهو في الذهب خمسة وثمانون جراما، في الفضة خمسمائة وخمسة وتسعون جراما، فالأمر والحمد لله ميسر، والمرأة التي من الله عليها بالحلي يسهل عليها جدا أن تؤدي زكاتهما .
لكن إذا لم يكن عندها نقد وأخرج عنها زوجها أو أبوها أو أخوها فهل ذلك جائز ؟ .
الجواب : نعم جائز، وإذا أبى أبوها أو أخوها أو أحد من أوليائها أن يخرج عنها ، وليس عندها ما تخرج به منه من الدراهم وجب أن تبيع من حليها مقدار الزكاة وتخرج الزكاة .
فإذا قالت : أنا إذا كنت سأبيع منه كل سنة شيئا ينفد ؟.
فالجواب : لا ينفد، لأنه إذا وصل إلى حد ينقص عن النصاب لم تجب فيه الزكاة .
سائل يقول : هل يجوز للمسلم أن يحلف بالله عز وجل من أجل أن يجاهد نفسه لأنني كثيرا ما أقع في الذنوب ولكن عندما أحلف أستطيع أن أجمع شهوات نفسي أفيدونا.؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : هل يجوز للمسلم أن يحلف بالله عز وجل من أجل أن يجاهد نفسه، لأنني كثيرا ما أقع في الذنوب ، ولكن عندما أحلف أستطيع أن أجمع شهوات نفسي ؟. أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : نقول لا يجوز للإنسان أن يستعمل هذا الأسلوب في أداء الواجبات، لأن الله قال في كتابه : (( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة )) يعني عليكم طاعة معروفة بدون إقسام . فلا يجوز للإنسان أن يقسم على نفسه بأن يفعل كذا وكذا، لأن هذا خلاف ما أمر الله به في قوله : (( طاعة معروفة )) أي بدون إقسام .
ولو أن الإنسان فتح لنفسه هذا الباب كان إذا أراد أن يتوضّأ يقول : والله لأتوضأن، إذا أراد يصلي : والله لأصلين، إذا أراد أن يصوم يقول : والله لأصومن، فيكون هذا القول أشد من يتكلم بالنية ، والتكلم بالنية ليس بمشروع ، فيكون هذا غير مشروع بلا شك .
فالإنسان ينبغي له أن يجاهد نفسه على فعل الطاعة على الوجه المعروف امتثالا لأمر الله لا إرغاما لنفسه وإلزاما ، وفي ظني أن الذي لا يمكن أن يفعل العبادة إلا بالقسم واليمين، في ظني أنه عنده شيئا من كراهية هذه الطاعة، ولهذا يرغم نفسه باليمين، وكراهة الطاعات أمر خطير جدا قال الله : (( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم )) .
السائل : طيب يا شيخ يحلف أنه يترك المعاصي ؟.
الشيخ : حتى لو حلف أن لا يفعل معصية لا يحلف، يستعين بالله عز وجل ويفكر ويقدر ويعرف آثار المعصية وسوء عاقبتها ويتركها .
9 - سائل يقول : هل يجوز للمسلم أن يحلف بالله عز وجل من أجل أن يجاهد نفسه لأنني كثيرا ما أقع في الذنوب ولكن عندما أحلف أستطيع أن أجمع شهوات نفسي أفيدونا.؟ أستمع حفظ
يقول السائل : ما هي الصفة صلاة الخوف وما هي الأحوال التي تقام فيها هذه الصلاة .؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : يقول في سؤاله : ما هي صفة صلاة الخوف ؟. وما هي الأحوال التي تقام فيها هذه الصلاة ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذا يؤجل حتى يوجد سببها .
يقول السائل : ما حكم التأمين على الحياة والممتلكات .؟
السائل : يقول السائل : ما حكم التأمين على الحياة والممتلكات ؟ . أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الشيخ : التأمين على الحياة ليس بجائز، لأن هذا المؤمن على الحياة هل يمكن إذا جاءه ملك الموت أن يحيله على شركة التأمين ؟! .
لا يمكن، إذن فالتأمين على الحياة خطأ وسفه وضلال، ثم إن فيه اعتمادا على هذه الشركة دون الله عز وجل، لأن المؤمن على الحياة يعتمد أنه إذا مات سوف تؤمن هذه الشركة لورثته قوتهم ونفقتهم ، وهذا اعتماد على غير الله .
وأصل هذه المسألة التأمين على الحياة أو على الممتلكات أصلها مأخوذ من الميسر، بل هي في الواقع ميسر، والميسر كما نعلم جميعا مقرون في كتاب الله بالشرك والاستقسام بالأزلام والخمر كما قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) وكيف كان من الميسر ؟ .
لأن هذا المؤمن إذا دفع كل سنة كذا وكذا من المال فقد يبقى سنوات عديدة ومديدة وهو يسلم هذا المال ، ويكون هو الغانم وإلا الغارم ؟.
الطالب : غارم.
الشيخ : يكون غارما، وإذا مات عن قرب صارت الشركة غارمة وهو غانم، وكل عقد دار بين الغرم والغنم فهو من الميسر.
يقول السائل : كيف تكون المعية في قوله تعالى :" وهو معكم أينما كنتم " هل هي معية ذاتية أم معية العلم والإحاطة أفيدونا .؟
الشيخ : نحن نعلم جميعا أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء ، وأنه على العرش استوى ، وإذا قال سبحانه وتعالى عن نفسه : (( وهو معكم أينما كنتم )) فإنه لا يمكن لأي إنسان أن يتصور أنه سبحانه وتعالى معنا في الأرض، ولا يمكن لأي عاقل أن يتصور ذلك فضلا عن المؤمن .
ولكنه معنا عز وجل وهو نفسه فوق العرش فوق سماواته، ولا تستغرب أن يكون الله تعالى فوق عرشه فوق السماوات السبع، ويقول عن نفسه أنه معنا، لا تستغرب هذا، فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ويقال إنها معنا، يقول شيخ الإسلام : " يقول العرب مازلنا نسير والنجم معنا، مازلنا نسير والقمر معنا " ومع ذلك فالقمر أين مكانه ؟.
في السماء. النجم مكانه كذلك في السماء، فالله عز وجل مع خلقه ولكنه في السماء .
ومن زعم أنه مع خلقه في الأرض كما تقوله الجهمية ، فأنا أرى أنه كافر ، يجب أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا ، وأن يقدر ربه حق قدره وأن يعظّمه حق تعظيمه ، وأن يعلم أنه سبحانه وتعالى قد وسع كرسيه السماوات والأرض ، فكيف تكون الأرض محلا لله عز وجل ؟!.
الكرسي وسع السماوات والأرض ، وقد جاء في الحديث : ( ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرس إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض ) الله أكبر!. الحلقة أي حلقة هي ؟.
حلقة المغفر ، حلقة صغيرة قال : ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة ) هذا هو العرش مخلوق والكرسي مخلوق فما بالك بالخالق عزّ وجلّ ، فمن بعض مخلوقاته كالكرسي والعرش وسع السماوات والأرض ، كيف يقال إن الأرض تسع الله وأن الله في الأرض ؟.
والله لا يقول هذا أحدا عرف قدر الله وعظّمه حق تعظيمه ، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه ، وهو سبحانه وتعالى بكل شيء عليم .