فتاوى الحرم المكي-1409-12b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
الإستجمار بالنجس لا يجزئ مع الدليل والتعليل .
الشيخ : .. ولا بد أيضا أن يكون طاهرا، فإن كان نجسا لم يجزئ الاستجمار به ، لماذا ؟ .
لأن النجس لا يزيد النجاسة إلا نجاسة، النجس لا يطهر ، كيف يطهر وهو نجس !، هو يحتاج إلى تطهير، مثل أن يستنجي الانسان بروثة حمار، لو استنجى بروثة حمار وأزالت الخارج ، أزالته ونقّته تماما ، هل يجوز الاستجمار ؟.
الطالب : لا.
الشيخ : لا ، لماذا ؟ .
لأنها نجسة ، ولهذا لما أمر النبي صلى الله عله وسلم عبد الله بن مسعود أن يأتي إليه بأحجار يستجمر بها أتى إليه بحجرين وروثة ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال : ( إنها رجس ) أي إنها نجسة، فصار الاستجمار بالنجس لا يجزئ بمقتضى الدليل والتعليل، ما هو الدليل ؟ .
حديث ابن مسعود أن الرسول عليه الصلاة والسلام ألقى الروثة وقال : ( إنها رجس ) .
وأما التعليل فلأن النجس لا يزيد النجس إلا نجاسة، لأنه هو بنفسه يحتاج إلى تطهير ، فكيف يكون مطهرا ؟.
لأن النجس لا يزيد النجاسة إلا نجاسة، النجس لا يطهر ، كيف يطهر وهو نجس !، هو يحتاج إلى تطهير، مثل أن يستنجي الانسان بروثة حمار، لو استنجى بروثة حمار وأزالت الخارج ، أزالته ونقّته تماما ، هل يجوز الاستجمار ؟.
الطالب : لا.
الشيخ : لا ، لماذا ؟ .
لأنها نجسة ، ولهذا لما أمر النبي صلى الله عله وسلم عبد الله بن مسعود أن يأتي إليه بأحجار يستجمر بها أتى إليه بحجرين وروثة ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال : ( إنها رجس ) أي إنها نجسة، فصار الاستجمار بالنجس لا يجزئ بمقتضى الدليل والتعليل، ما هو الدليل ؟ .
حديث ابن مسعود أن الرسول عليه الصلاة والسلام ألقى الروثة وقال : ( إنها رجس ) .
وأما التعليل فلأن النجس لا يزيد النجس إلا نجاسة، لأنه هو بنفسه يحتاج إلى تطهير ، فكيف يكون مطهرا ؟.
الإستجمار بالشيء المحترم لا يجزئ مع الدليل.
الشيخ : طيب غير محترم، فإن كان محترما فإن الاستجمار به لا يجزئ ولو أنقى ، وسواء كان الاحترام للشيء لكونه يشتمل على شيء من علوم الدين أو لكونه مما لا ينبغي أن يستعمل في الاستجمار .
لو استنجى الانسان بطعام والعياذ بالله ، بطعام فهل يجزئ ؟ .
لا يجزئ مع أنه آثم، ولو استنجى بكتب علم شرعي يجزئ أو لا ؟ .
لا يجزئ حتى وإن أنقى، لأنه محترم .
ولو استنجى بعلف ، علف يابس استنجى به ؟. فإنه لا يجزئ لأنه محترم، طيب ما هو الدليل ؟ .
الدليل هو : ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يستنجى بعظم أو روث ) العظم لأنه زاد الجن.
لو استنجى الانسان بطعام والعياذ بالله ، بطعام فهل يجزئ ؟ .
لا يجزئ مع أنه آثم، ولو استنجى بكتب علم شرعي يجزئ أو لا ؟ .
لا يجزئ حتى وإن أنقى، لأنه محترم .
ولو استنجى بعلف ، علف يابس استنجى به ؟. فإنه لا يجزئ لأنه محترم، طيب ما هو الدليل ؟ .
الدليل هو : ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يستنجى بعظم أو روث ) العظم لأنه زاد الجن.
الكلام على عالم الجن و قصة إسلامهم عند النبي صلى الله عليه و سلم .
الشيخ : والجن هم أولئك العالم الغيبي الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف متعدّدة ، لما وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلموا ، أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم ضيافة ، قال لهم : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما ) مفهوم هذا الحديث ؟ مفهوم أو غير مفهوم ؟.
الطالب : مفهوم.
الشيخ : طيب، قال لهم : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما ) نحن الآن إذا أكلنا اللحم أكلنا اللحم كله وبقي أيش ؟ ، بقي العظام . إذا رميناه في الأرض فإن الجن يجدونها مكسوة لحما أوفر ما يكون يأكلونها .
وقال : ( كل بعرة فهي علف لدوابكم ) البعرات التي تخرج من بهيمة الأنعام تكون علفا لدواب الجن ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء بالعظم والروث.
الطالب : مفهوم.
الشيخ : طيب، قال لهم : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما ) نحن الآن إذا أكلنا اللحم أكلنا اللحم كله وبقي أيش ؟ ، بقي العظام . إذا رميناه في الأرض فإن الجن يجدونها مكسوة لحما أوفر ما يكون يأكلونها .
وقال : ( كل بعرة فهي علف لدوابكم ) البعرات التي تخرج من بهيمة الأنعام تكون علفا لدواب الجن ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء بالعظم والروث.
إذا كان طعام الجن و طعام دوابهم محترما لا يجوز الإستنجاء به فطعام الإنس و طعام دوابهم من باب أولى لأن جنس البشر أفضل من جنس الجن.
الشيخ : إذا كان طعام الجن وطعام دوابهم محترما لا يجوز الإستنجاء فطعام الإنس وطعام دوابهم من باب أولى ، لأن جنس البشر أفضل من جنس الجن بلا شك، فإن البشر خلقوا من الطين والجن خلقوا من النار، وأبو الجن إبليس أمر ليسجد لآدم ولكنه استكبر ، ومعلوم أن المسجود له أفضل من الساجد .
على كل حال هذا الأمر معروف لا يختلف فيه أهل العلم أن جنس البشر أفضل من جنس الجن، لكن في كل من البشر والجن في كل منهم خبثاء ، قال الجن : (( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك )) وقالوا : (( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون )) شوف حتى الجن يعرفون أن الإيمان يزيد وينقص : (( منا الصالحون ومنا دون ذلك )) ، هؤلاء المسلمون : (( منا المسلمون ومنا القاسطون )) هؤلاء المسلمون والكافرون، لأن القاسطون هم الكافرون، طيب كم شرطا ذكرناه للاستجمار ؟ أيش ؟.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : أن يكون طاهرا.
الطالب : أن يكون محترما.
الشيخ : منقيا.
الطالب : غير محترم.
الشيخ : غير محترم.
على كل حال هذا الأمر معروف لا يختلف فيه أهل العلم أن جنس البشر أفضل من جنس الجن، لكن في كل من البشر والجن في كل منهم خبثاء ، قال الجن : (( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك )) وقالوا : (( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون )) شوف حتى الجن يعرفون أن الإيمان يزيد وينقص : (( منا الصالحون ومنا دون ذلك )) ، هؤلاء المسلمون : (( منا المسلمون ومنا القاسطون )) هؤلاء المسلمون والكافرون، لأن القاسطون هم الكافرون، طيب كم شرطا ذكرناه للاستجمار ؟ أيش ؟.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : أن يكون طاهرا.
الطالب : أن يكون محترما.
الشيخ : منقيا.
الطالب : غير محترم.
الشيخ : غير محترم.
4 - إذا كان طعام الجن و طعام دوابهم محترما لا يجوز الإستنجاء به فطعام الإنس و طعام دوابهم من باب أولى لأن جنس البشر أفضل من جنس الجن. أستمع حفظ
الشرط الرابع لجواز الإستجمار أن يكون بثلاث مسحات فأكثر مع الدليل.
الشيخ : الشرط الرابع : أن يكون بثلاث مسحات فأكثر، فإن أنقى بواحدة فزد ثنتين، وإن أنقى بثنيتين فزد واحدة ، لا بد أن يكون ثلاثا فأكثر لقول سلمان رضي الله عنه : ( نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ).
الشرط الخامس لجواز الإستجمار أن لا يجف المكان قبل الإستجمار .
الشيخ : الشرط الخامس : أن لا يجف المكان قبل الاستجمار، فإن جف لم يجزئ فيه إلا الماء ، وهل يمكن أن يجف قبل الاستجمار ؟ .
يمكن ، لا يكون عنده حجر فيذهب يطلب حجرا وفي هذه المدة ييبس المكان ، نقول هنا لا ينفع الاستجمار، لا ينفع إلا الماء.
يمكن ، لا يكون عنده حجر فيذهب يطلب حجرا وفي هذه المدة ييبس المكان ، نقول هنا لا ينفع الاستجمار، لا ينفع إلا الماء.
هل يشترط أن يكون الشيء الذي يستجمر به مباحا .
الشيخ : طيب وهل يشترط أن يكون مباحا أو لا ؟ . يعني لو أنه لو غصب حجرا من إنسان وأخذه قهرا واستجمر به ، هل يجزئ أو لا يجزئ ؟ .
نقول : يجزئ ، فلا يشترط أن يكون مباحا، لأن هذا من باب الإزالة ، ولهذا لو أزلت التنجاسة بماء مغصوب طهرت النجاسة .
طيب إذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من استجمر فليوتر ) . لماذا سمى إزالة الخارج من السبيلين بحجر أو ما يقوم مقامه لماذا سماه استجمارا ؟ .
قال العلماء : مأخوذ من الجمار والحصى، الحصى الغير كبيرة تسمى جمارا ، ومنه قولهم : رمينا الجمرات ، فإنها ترمى بأحجار صغيرة ، لكن الحجر الذي يستجمر به ليس كالحجر الذي يرمى به ، بل هو بلاشك أكبر منه .
نقول : يجزئ ، فلا يشترط أن يكون مباحا، لأن هذا من باب الإزالة ، ولهذا لو أزلت التنجاسة بماء مغصوب طهرت النجاسة .
طيب إذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من استجمر فليوتر ) . لماذا سمى إزالة الخارج من السبيلين بحجر أو ما يقوم مقامه لماذا سماه استجمارا ؟ .
قال العلماء : مأخوذ من الجمار والحصى، الحصى الغير كبيرة تسمى جمارا ، ومنه قولهم : رمينا الجمرات ، فإنها ترمى بأحجار صغيرة ، لكن الحجر الذي يستجمر به ليس كالحجر الذي يرمى به ، بل هو بلاشك أكبر منه .
معنى قوله صلى الله عليه و سلم " و إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يعلم أين باتت يده ".
الشيخ : طيب بعده ؟. ( وإذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا )
الطالب : ( فليغسل يده ) .
الشيخ : ( فليغسل يده قبل أن يدخلهما الإناء ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) هذا أيضا حكم ثالث في الحديث، قال : ( إذا استيقظ أحدكم فليغسل يده قبل أن يدخلهما الإناء ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ).
الطالب : ( فليغسل يده ) .
الشيخ : ( فليغسل يده قبل أن يدخلهما الإناء ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) هذا أيضا حكم ثالث في الحديث، قال : ( إذا استيقظ أحدكم فليغسل يده قبل أن يدخلهما الإناء ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ).
8 - معنى قوله صلى الله عليه و سلم " و إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يعلم أين باتت يده ". أستمع حفظ
المقصود بالنوم في هذا الحديث.
الشيخ : إذا استيقظ من نومه أي النوم ؟. نوم الليل أو نوم النهار ؟.
الطلاب : ...
الشيخ : ننظر، إذا نظرنا إلى هذه الكلمة : ( من نومه ) قلنا هذا عام ، وكذلك إذا نظرنا إلى التعليل : ( فإن أحدكم لا يدري ) قلنا هذا عام أيضا ، لأن النائم في النهار لا يدري عن نفسه كالنائم في الليل ، وعلى هذا فيكون الحديث عاما لنوم الليل ونوم النهار، وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم ، وقالوا إن النائم إذا استيقظ من نومه الليلي أو النهاري فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثا .
وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالنوم هنا نوم الليل قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) والبيتوتة لا تكون إلا بالليل ، وعلى هذا فإذا استيقظ من نوم النهار فإنه يجوز أن يغمس يده في الإناء قبل أن يغسلها ثلاثا ، ولا شك أن هذا القول له وجهة نظر قوية .
ولكن الإحتياط أن تغسلها قبل غمسها بالماء ثلاثا سواء قمت من نوم الليل أو من نوم النهار هذا هو الاحتياط.
الطلاب : ...
الشيخ : ننظر، إذا نظرنا إلى هذه الكلمة : ( من نومه ) قلنا هذا عام ، وكذلك إذا نظرنا إلى التعليل : ( فإن أحدكم لا يدري ) قلنا هذا عام أيضا ، لأن النائم في النهار لا يدري عن نفسه كالنائم في الليل ، وعلى هذا فيكون الحديث عاما لنوم الليل ونوم النهار، وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم ، وقالوا إن النائم إذا استيقظ من نومه الليلي أو النهاري فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثا .
وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالنوم هنا نوم الليل قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) والبيتوتة لا تكون إلا بالليل ، وعلى هذا فإذا استيقظ من نوم النهار فإنه يجوز أن يغمس يده في الإناء قبل أن يغسلها ثلاثا ، ولا شك أن هذا القول له وجهة نظر قوية .
ولكن الإحتياط أن تغسلها قبل غمسها بالماء ثلاثا سواء قمت من نوم الليل أو من نوم النهار هذا هو الاحتياط.
معنى قوله " فإن أحدكم لا يعلم أين باتت يده " و الحكمة في ذلك .
الشيخ : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) لو قال قائل : كيف لا يدري أين باتت يده ؟ ، كل يدري أن يده باتت في فراشه معه، فما وجه قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدري أين باتت يده ) ؟ .
قال بعض العلماء : لا يدري أين باتت يده هل هي تجولت في جسده ومست شيئا نجسا تحتاج معه إلى تطهير، وقال آخرون : لا يدري أين باتت يده، لأن الشياطين قد تعبث به في منامه وتلوث يديه وهو لا يدري .
بناء على المعنى الأول قال هؤلاء : لو وضع يده في كيس فإنه لا يجب أن يغسلها قبل غمسها في الإناء، لأنه قد حفظها من التلوث بما يحصل من بدنه .
ولكن القول الراجح هو الثاني ، أي أن الشيطان قد يعبث بجسد ابن آدم حال نومه ، فربما يحمل أشياء ضارة يلوث بها اليد ، فإذا غمسها في الإناء قبل أن يغسلها ثلاثا تلوث الإناء بهذه الأشياء الضارة ، والنبي عليه الصلاة والسلام يريد منا أن نبتعد عن كل ما يضر.
لنرجع الآن إلى الحديث لننظر ماذا نستفيد منه .
قال بعض العلماء : لا يدري أين باتت يده هل هي تجولت في جسده ومست شيئا نجسا تحتاج معه إلى تطهير، وقال آخرون : لا يدري أين باتت يده، لأن الشياطين قد تعبث به في منامه وتلوث يديه وهو لا يدري .
بناء على المعنى الأول قال هؤلاء : لو وضع يده في كيس فإنه لا يجب أن يغسلها قبل غمسها في الإناء، لأنه قد حفظها من التلوث بما يحصل من بدنه .
ولكن القول الراجح هو الثاني ، أي أن الشيطان قد يعبث بجسد ابن آدم حال نومه ، فربما يحمل أشياء ضارة يلوث بها اليد ، فإذا غمسها في الإناء قبل أن يغسلها ثلاثا تلوث الإناء بهذه الأشياء الضارة ، والنبي عليه الصلاة والسلام يريد منا أن نبتعد عن كل ما يضر.
لنرجع الآن إلى الحديث لننظر ماذا نستفيد منه .
من فوائد الحديث وجوب الإستنشاق.
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث وجوب الاستنشاق ..
الطالب : ...
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : أو الانتثار ؟
الطالب : الانتثار.
الشيخ : طيب، ظاهر الحديث وجوب الانتثار ، يعني إخراج الماء الذي أدخلته في الأنف، ولكن قال بعض العلماء الواجب هو الاستنشاق ، وأما الانتثار فليس بواجب .
ولا شك أن الانتثار أكمل وأفضل وأولى.
الطالب : ...
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : أو الانتثار ؟
الطالب : الانتثار.
الشيخ : طيب، ظاهر الحديث وجوب الانتثار ، يعني إخراج الماء الذي أدخلته في الأنف، ولكن قال بعض العلماء الواجب هو الاستنشاق ، وأما الانتثار فليس بواجب .
ولا شك أن الانتثار أكمل وأفضل وأولى.
من فوائد الحديث وجوب الوتر في الإستجمار.
الشيخ : ومن فوائد الحديث وجوب الوتر في الاستجمار، لقوله : ( ومن استجمر فليوتر ) .
ولكن قد روى أهل السنن ما يدل على أن الايتار في الاستجمار ليس بواجب فهو سنة إلا في الثلاث فإنه لا بد منا .
ولكن قد روى أهل السنن ما يدل على أن الايتار في الاستجمار ليس بواجب فهو سنة إلا في الثلاث فإنه لا بد منا .
من فوائد الحديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : ومن فوائد الحديث حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم من وجهين :
الوجه الأول : أنه ذكر ثلاث مسائل كلها متقاربة ، ما هي ؟ .
الإنتثار في الوضوء ، والإستجمار ، وغمس اليد في الإناء لإخراج الماء ليتوضّأ منه ، وهذه غالبا تكون متقاربة أو متقارنة ، فلهذا ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم جميعا .
والوجه الثاني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بغسل اليدين قبل إدخالها في الإناء ثلاثا علل الحكم في قوله : ( فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ).
الوجه الأول : أنه ذكر ثلاث مسائل كلها متقاربة ، ما هي ؟ .
الإنتثار في الوضوء ، والإستجمار ، وغمس اليد في الإناء لإخراج الماء ليتوضّأ منه ، وهذه غالبا تكون متقاربة أو متقارنة ، فلهذا ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم جميعا .
والوجه الثاني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بغسل اليدين قبل إدخالها في الإناء ثلاثا علل الحكم في قوله : ( فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ).
تعليل الأحكام الشرعية له ثلاث فوائد.
الشيخ : وتعليل الأحكام الشرعية له فوائد ثلاث، تعليل الأحكام الشرعية له ثلاث فوائد : الفائدة الأولى ؟ .
الطالب : ...
الشيخ : أيش ؟
الطالب : عدم احتمال السبب.
الشيخ : السبب ؟.
الطالب : نعم
الشيخ : لا.
الطالب : ...
الشيخ : أيش ؟
الطالب : عدم احتمال السبب.
الشيخ : السبب ؟.
الطالب : نعم
الشيخ : لا.
الفائدة الأولى : بيان سمو الشريعة و أن أحكامها كلها مقرونة بالحكم .
الشيخ : أولا : بيان سمو الشريعة الإسلامية وأن أحكامها كلها مقرونة بالحكم، لأن العلل حكم، ولكن من العلل ما يكون معلوما للناس، ومنها ما يكون مجهولا، ومن الحكم ما يكون معلوما لكل أحد، ومن الحكم ما يكون معلوما لأهل العلم دون غيرهم.
الحكم التي رتبت عليها الأحكام الشرعية ثلاثة .
الشيخ : فالحكم التي رتبت عليها الأحكام عليها الأحكام الشرعية ثلاث :
معلوم لجميع الناس، ومعلوم لأهل العلم فقط، ومجهول للجميع.
معلوم لجميع الناس، ومعلوم لأهل العلم فقط، ومجهول للجميع.
الأول : ما كان مجهولا لجميع الناس و ما هو موقف المسلم منها.
الشيخ : ففي الشريعة أشياء ما نعرف الحكمة فيها ، كون الصلاة خمسا هل ندري ما الحكمة ؟ .
لا ندري، كون الظهر أربعا ، والعصر أربعا ، والعشاء أربعا ، والفجر اثنتين لا ندري ما الحكمة ، إذ من الجائز أن تكون الظهر والعصر والعشاء ثمانيا ، والفجر أربعا ، والمغرب سبعا مثلا . ففي الشريعة ما لا يمكن الوصول إلى معرفة حكمته .
وموقفنا مما لا نعرف حكمته أيش ؟ . التسليم والإنقياد ، وهذا من الابتلاء والاختبار أن يكلف الله عباده بأشياء لا يعرفون حكمتها ، ليعلم الله عز وجل من ينقاد لشرع الله ممن لا ينقاد إلا لهواه.
لا ندري، كون الظهر أربعا ، والعصر أربعا ، والعشاء أربعا ، والفجر اثنتين لا ندري ما الحكمة ، إذ من الجائز أن تكون الظهر والعصر والعشاء ثمانيا ، والفجر أربعا ، والمغرب سبعا مثلا . ففي الشريعة ما لا يمكن الوصول إلى معرفة حكمته .
وموقفنا مما لا نعرف حكمته أيش ؟ . التسليم والإنقياد ، وهذا من الابتلاء والاختبار أن يكلف الله عباده بأشياء لا يعرفون حكمتها ، ليعلم الله عز وجل من ينقاد لشرع الله ممن لا ينقاد إلا لهواه.
الثاني : ما كان معلوما لأهل العلم فقط و أمثلته.
الشيخ : من الأشياء ما هو معلوم حكمته لمن ؟.
لأهل العلم خاصة ، لا يدرون عنها ، مثل وجوب الوضوء من لحم الإبل، إذا أكلت لحم إبل وجب عليك أن تتوضّأ وجوبا، وانتبه يا من تأكل السمبوسة التي فيها لحم إبل فإنها تنقض الوضوء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل ، وسئل أنتوضّأ من لحم الغنم ؟، فقال : ( إن شئت ) قال : أنتوضّأ من لحوم الإبل ؟، قال ( نعم ) .
فكونه جعل الوضوء من لحم الغنم موكولا إلى المشيئة دليلا على أن لحم الإبل ليس موكولا إلى مشيئة الإنسان ، وأنه يجب عليه أن يتوضّأ منه وجوبا ، وسواء أكله نيئا أو مطبوخا ، وسواء كان من الهبر أو من الكبد أو من الأمعاء أو من الرأس أو من القلب أو غير ذلك، طيب وجوب الوضوء من لحم الإبل هل هو معلوم الحكمة ؟.
قال بعض العلماء : هو غير معلوم الحكمة ، ما ندري أيش الحكمة ، وفرضنا فيه التسليم .
وهنا أقف لأقول لكم إن العلماء يسمون الحكم الذي لا تعرف حكمته يسمونه تعبديا ، يعني غير معلل ولكننا نتعبّد لله تعالى به، وقال بعض العلماء بل إن وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل له حكمة، ما الحكمة ؟.
الطالب : في الإبل قوة شيطانية ...
الشيخ : نعم.
الطالب : في الإبل قوة شيطانية ، فإذا توضّأت ذهبت تلك القوة.
الشيخ : طيب، أسمعتم ما قال ؟ .
الطالب : أن الإبل خلقت من الجان لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خلقت من نار ) فإن الإبل فيها قوة شيطانية كما ذكر الأخ.
الشيخ : طيب، إذا اختلاف تعبير، الإبل خلقت من الشياطين ، يعني أن فيها طبيعة من طبائع الشياطين ، وليس المعنى أن مادتها من الشياطين كما أن الله قال : (( خلق الإنسان من عجل )) يعني من سرعة، ومادة الإنسان من سرعة أو من تراب ؟ . التراب ، لكن المعنى أنه لما كانت طبيعته العجلة صار كأنه خلق منها .
ففي الإبل قوة شيطانية والقوة الشيطانية تطفأ وتخفف بالماء ، ولهذا لما كان الغضب من الشيطان أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا غضب أن يتوضّأ ، هذا تكون الحكمة معلومة لكنها خفيت على كثير من العلماء.
لأهل العلم خاصة ، لا يدرون عنها ، مثل وجوب الوضوء من لحم الإبل، إذا أكلت لحم إبل وجب عليك أن تتوضّأ وجوبا، وانتبه يا من تأكل السمبوسة التي فيها لحم إبل فإنها تنقض الوضوء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل ، وسئل أنتوضّأ من لحم الغنم ؟، فقال : ( إن شئت ) قال : أنتوضّأ من لحوم الإبل ؟، قال ( نعم ) .
فكونه جعل الوضوء من لحم الغنم موكولا إلى المشيئة دليلا على أن لحم الإبل ليس موكولا إلى مشيئة الإنسان ، وأنه يجب عليه أن يتوضّأ منه وجوبا ، وسواء أكله نيئا أو مطبوخا ، وسواء كان من الهبر أو من الكبد أو من الأمعاء أو من الرأس أو من القلب أو غير ذلك، طيب وجوب الوضوء من لحم الإبل هل هو معلوم الحكمة ؟.
قال بعض العلماء : هو غير معلوم الحكمة ، ما ندري أيش الحكمة ، وفرضنا فيه التسليم .
وهنا أقف لأقول لكم إن العلماء يسمون الحكم الذي لا تعرف حكمته يسمونه تعبديا ، يعني غير معلل ولكننا نتعبّد لله تعالى به، وقال بعض العلماء بل إن وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل له حكمة، ما الحكمة ؟.
الطالب : في الإبل قوة شيطانية ...
الشيخ : نعم.
الطالب : في الإبل قوة شيطانية ، فإذا توضّأت ذهبت تلك القوة.
الشيخ : طيب، أسمعتم ما قال ؟ .
الطالب : أن الإبل خلقت من الجان لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خلقت من نار ) فإن الإبل فيها قوة شيطانية كما ذكر الأخ.
الشيخ : طيب، إذا اختلاف تعبير، الإبل خلقت من الشياطين ، يعني أن فيها طبيعة من طبائع الشياطين ، وليس المعنى أن مادتها من الشياطين كما أن الله قال : (( خلق الإنسان من عجل )) يعني من سرعة، ومادة الإنسان من سرعة أو من تراب ؟ . التراب ، لكن المعنى أنه لما كانت طبيعته العجلة صار كأنه خلق منها .
ففي الإبل قوة شيطانية والقوة الشيطانية تطفأ وتخفف بالماء ، ولهذا لما كان الغضب من الشيطان أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا غضب أن يتوضّأ ، هذا تكون الحكمة معلومة لكنها خفيت على كثير من العلماء.
الثالث : ما كان معلوما لجميع الناس و أمثلته.
الشيخ : الثالث : ما يعرف حكمة حكمه لجميع الناس مثل ؟.
الطالب : السواك.
الشيخ : مثل السواك، ما حكمته ؟
الطالب : التطهير.
الشيخ : تطهير الفم، كما جاء في الحديث الصحيح : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) .
تحريم السم حكمته معلومة أو غير معلومة ؟ . كل الناس حتى العوام لماذا حرم السم ؟ . قالوا لأنه يقتل .
طيب نرجع الآن إلى الحديث الذي معنا قلنا : إن فائدة قرن الحكم بالتعليل قلنا أن له ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى : بيان سمو الشريعة ، وأنه ما من حكم في الشريعة إلا وله حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
الطالب : السواك.
الشيخ : مثل السواك، ما حكمته ؟
الطالب : التطهير.
الشيخ : تطهير الفم، كما جاء في الحديث الصحيح : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) .
تحريم السم حكمته معلومة أو غير معلومة ؟ . كل الناس حتى العوام لماذا حرم السم ؟ . قالوا لأنه يقتل .
طيب نرجع الآن إلى الحديث الذي معنا قلنا : إن فائدة قرن الحكم بالتعليل قلنا أن له ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى : بيان سمو الشريعة ، وأنه ما من حكم في الشريعة إلا وله حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
الفائدة الثانية : زيادة الطمأنينة لقبول الحكم و مثاله.
الشيخ : الفائدة الثانية : زيادة الطمأنينة لقبول الحكم ، فإن الإنسان إذا علم الحكمة من الشيء ازداد طمأنينة في قبول ذلك الشيء ، أليس كذلك ؟ .
طيب لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب بالتمر ، لم يقل إنه حرام لكنه أشار إلى الحكم بذكر العلة فقال : ( أينقص إذا جفّ ؟ ) قالوا : نعم ، فنهى عن ذلك، فهنا لما قال : ( أينقص إذا جفّ؟ ) فقالوا : نعم ، فنهى عن ذلك، عرفنا الحكمة أو لا ؟ . فنزداد بذلك طمأنينة.
طيب لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب بالتمر ، لم يقل إنه حرام لكنه أشار إلى الحكم بذكر العلة فقال : ( أينقص إذا جفّ ؟ ) قالوا : نعم ، فنهى عن ذلك، فهنا لما قال : ( أينقص إذا جفّ؟ ) فقالوا : نعم ، فنهى عن ذلك، عرفنا الحكمة أو لا ؟ . فنزداد بذلك طمأنينة.
الفائدة الثالثة : إمكان القياس على ذلك الحكم و مثاله .
الشيخ : الفائدة الثالثة : إمكان القياس على ذلك الحكم في شيء يشاركه في تلك العلة، واضح ؟ . إمكان القياس على الحكم المعلل في شيء يشاركه في العلة .
يعني مثلا إذا قال الشارع هذا واجب السبب كذا وكذا ، نقول كل ما وجد فيه هذا السبب صار واجبا ، هذا حرام لكذا وكذا نقول كل ما وجد فيه هذا التحريم هذه العلة صار حرام.
البيع على بيع المسلم حرام وإلا لا ؟ .
الطالب : حرام .
الشيخ : لماذا ؟ .
لإحداث العداوة ، إذن التأجير على تأجير المسلم حرام لإحداث العداوة ، وعلى هذا فقس، فصار ذكر العلة فيه ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى : بيان سمو الشريعة وأن أحكامها مبنية على الحكم .
الثاني : زيادة الطمأنينة وقبول الحكم ، لأن النفس كلما عرفت الحكمة وثقت بالحكم وازدادت رضًا به .
الثالث : إمكان القياس على الحكم المعلل فيما يشاركه في تلك العلة .
ثم قال، انتهى أظن الحديث ؟.
الطالب : فيه ألفاظ.
الشيخ : اقرأ.
القارئ : وفي لفظ لمسلم : ( فليستنشق بمنخريه الماء ) ..
الشيخ : نعم.
الطالب : الفوائد ؟.
الشيخ : هذه الفوائد وش نعيد ؟!
الطالب : الفوائد ... يا شيخ.
الشيخ : ماذا نعد من الصبح ؟!
الطالب : هذه فوائد أولية.
الشيخ : طيب فيه ألفاظ .
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، لقرنه بالحكمة، طيب ممكن نأخذ زيادة فوائد.
يعني مثلا إذا قال الشارع هذا واجب السبب كذا وكذا ، نقول كل ما وجد فيه هذا السبب صار واجبا ، هذا حرام لكذا وكذا نقول كل ما وجد فيه هذا التحريم هذه العلة صار حرام.
البيع على بيع المسلم حرام وإلا لا ؟ .
الطالب : حرام .
الشيخ : لماذا ؟ .
لإحداث العداوة ، إذن التأجير على تأجير المسلم حرام لإحداث العداوة ، وعلى هذا فقس، فصار ذكر العلة فيه ثلاث فوائد :
الفائدة الأولى : بيان سمو الشريعة وأن أحكامها مبنية على الحكم .
الثاني : زيادة الطمأنينة وقبول الحكم ، لأن النفس كلما عرفت الحكمة وثقت بالحكم وازدادت رضًا به .
الثالث : إمكان القياس على الحكم المعلل فيما يشاركه في تلك العلة .
ثم قال، انتهى أظن الحديث ؟.
الطالب : فيه ألفاظ.
الشيخ : اقرأ.
القارئ : وفي لفظ لمسلم : ( فليستنشق بمنخريه الماء ) ..
الشيخ : نعم.
الطالب : الفوائد ؟.
الشيخ : هذه الفوائد وش نعيد ؟!
الطالب : الفوائد ... يا شيخ.
الشيخ : ماذا نعد من الصبح ؟!
الطالب : هذه فوائد أولية.
الشيخ : طيب فيه ألفاظ .
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، لقرنه بالحكمة، طيب ممكن نأخذ زيادة فوائد.
في الحديث بيان قصور علم الإنسان.
الشيخ : طيب في الحديث أيضا دليل على قصور علم الإنسان ، لقوله : ( فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ).
اضيفت في - 2006-04-10