فتاوى الحرم المكي-1410-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول تدبر القرآن وخصائص شهر رمضان .
الشيخ : ووصفه الله عز وجل بأنه موعظة وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين ، ولهذا ينبغي لنا أن نعتني بهذا القرآن حفظاً وتعلماً وعملاً به كما كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات من كتاب الله حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ، لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ، يتعلموها أي يتقنوا لفظها ، وما فيها من العلم ، من المعاني العظيمة ، والعمل ، التطبيق ، لأن هذا القرآن إنما نزل ليتدبر ويتفهم ، ويتذكر بما فيه (( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )) ليدبروها أي : يتأملوها ويفكروا فيها ويتذكروا بما فيها من عمل ، هذا القرآن العظيم اختص هذا الشهر الكريم بنزوله فيه .
بيان أن نزول القرآن كان في شهر رمضان , وذكر بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : وما معنى نزوله فيه ؟ معنى نزوله فيه أن الله ابتدأ إنزاله في هذا الشهر ، فأول ما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر ، لأن أول الوحي الذي أوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الرؤيا الصالحة ، يرى في المنام أشياء فتكون كما رآها ، تأتي مثل فلق الصبح ، مضى على ذلك ستة أشهر ثم نزل عليه الوحي القرآن ، متى يكون ابتداؤها إذا كان مضى على الرؤيا الصالحة ستة أشهر متى ؟ إذا كان إنزال القرآن في رمضان والرؤيا الصالحة مضى عليها ستة أشهر قبل نزول القرآن متى يكون أول ابتداء هذه الرؤيا ؟ في ربيع الأول ، ولهذا كان يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم ابتدأ الوحي عليه حين تم له أربعون له سنة ويتم له أربعون سنة في ربيع ، والرؤيا الصالحة هي أول ما ابتدئ به من الوحي كما قالت عائشة رضي الله عنها : ( كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فصار يخلوا بغار حراء حتى نزل عليه الوحي ) فهذا القرآن أول نزوله كان في شهر رمضان .
2 - بيان أن نزول القرآن كان في شهر رمضان , وذكر بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم . أستمع حفظ
من خصائص شهر رمضان : أن الله فرض صيامه , ومعنى قوله تعالى :" كتب عليكم الصيام " .
الشيخ : ومن خصائص هذا الشهر أن الله فرض صيامه وجعله أحد أركان الإسلام فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )) ومعنى كتب أي فرض ، لأن الكتاب بمعنى الشيء المفروض كما قال تعالى : (( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا )) ولا شك أن فرض الصيام على الأمة من حكمة الله عز وجل لأنه يتم به التكليف الذي يكلف به الإنسان .
ذكر أقسام العبادات مع الأمثلة .
الشيخ : فنحن كلفنا بعبادات منها أعمال تشتمل على القول والفعل ، ومنها أموال تبذل ، ومنها كف للنفس عن محبوباتها مثال الأول إيش ؟ الأقوال والأعمال كالصلاة مثلاً الصلاة فيها أقوال وفيها أعمال ويتقدمها طهارة قد تكون الطهارة الشاقة في أيام البرد والسبرات ومنها أموال تبذل مثل : الزكاة فإن الزكاة تبذل من المال ، ومن المعلوم لنا جميعاً أن المال محبوب إلى النفوس كما قال تعالى : (( وإنه لحب الخير لشديد )) أي لحب المال وقال تعالى : (( وتحبون المال حباً جماً )) ومنها كف النفس عن محبوباتها مثل الصيام فإنه كف للنفس عما تشتهيه وتحبه من الطعام والشراب والنكاح .
الحكمة من الصوم .
الشيخ : ولكن يجب أن نعلم أنه ليس المقصود أو ليست الحكمة من الصوم أن يكف الإنسان عن محبوباته بل هناك ما هو أعلى وأعظم وهي أن يكف الإنسان عن محرمات الله عز وجل كما قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) هذا هو الحكمة وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) يعني ليس لله قصد وإرادة أن يدع الإنسان طعامه وشرابه وهو مصر على معصية الله ما الفائدة ولهذا كان يقال إن شهر رمضان مدرسة تربوية تربي الإنسان على فعل الواجبات وترك المحرمات ، ومن لم يكن فضله من صومه إلا الجوع والظمأ فإنه خاسر .
بيان خطورة الغيبة للصائم .
الشيخ : وما أكثر الذين ليس لهم من صومهم إلا الجوع والظمأ ما أكثر الذين يصومون عمّ أحل الله ولكنهم ينتهكون ما حرم الله ، من ذلك مثلاً الغيبة فإن من الناس عن يصوم عن الأكل والشرب والنكاح ولكنه يأكل لحوم الناس يصوم عن الشيء الحلال ويأكل الشيء الحرام والغيبة من كبائر الذنوب قال الله تعالى : (( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ? أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ? )) ولاسيما إذا كانت غيبة أولي الأمر من العلماء والأمراء ، فإنها تكون أشد وأعظم ، لأن غيبة أولي الأمر إن كان من العلماء فإن الناس لا يقبلون ما يقولون ، إذا كانت تشوه سمعهم عند الناس ، ويقال فيهم كذا وتعد أخطاؤهم وليس أحد معصوم من الخطأ فإن هذا يوجب قلة الثقة بأقوالهم وعدم قبولها وإن كانت الغيبة لولاة الأمور من الأمراء فإذا ذلك يوجب التمرد عليهم وأن تنسى محاسنهم ولا تذكر إلا مساوؤهم ونحن نقول إن الأمراء والعلماء يخطؤون كغيرهم فكل بنوا آدم خطاء ، ولكن الناصح حقيقة هو الذي إذا رأى خطأ من ولي الأمر ، من أمير أو عالم أن يتصل به وينبهه عليه لأنه قد يكون غير مخطئ قد تظن أنه أخطأ وليس بمخطئ يكون الخطأ من عندك أنت ، فلهذا كان الناصح حقاً هو الذي إذا رأى خطأً من أهل العلم أو ولاة الأمور أن يتصل بهم شفوياً أو كتابة وينبهه وتبرأ بذلك ذمته ، وإذا كانت الغيبة من كبائر الذنوب فإننها نرى بعض الصائمين يجلس إلى البعض ويغتاب عباد الله فيأكل لحومهم وقد روى الإمام أحمد بإسناد فيه ضعف لكن لا بأس من ذكره للاستشهاد به أن امرأتين صامتا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فجلست إحداهما إلى الأخرى تأكلان لحوم الناس فعطشا عطشاً شديداً حتى كادتا تموتا من العطش فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا بهما فأمرهما أن تقيئا فقائتا قيحاً وصديداً ولحماً عبيطاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن هاتين المرأتين صامتا عن ما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما ، جلست إحدهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس ) وهذا الحديث لا شك أن سنده ضعيف لكن يذكره كثير من أهل الوعظ تخويفاً وتحذيراً ولو لم يكن من الغيبة إلا أن الله شبهها بأكل الميت فقال : (( أيحب أن يأكل أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) .
من أخطاء الصائمين : إضاعة الصلاة وإخراجها عن وقتها الشرعي .
الشيخ : ومن ذلك أن بعض الناس الصائمين يصوم عن الأكل والشرب ويصوم كذلك عن الصلاة يصوم عن الصلاة يعني لا يصلي ، نحُدث أن بعض الناس إذا تسحر وملأ بطنه من نعمة الله نام إلى أن يأتي وقت الدوام إن كان في عمل ، ثم يقوم ويغسل وجهه يذهب إلى العمل ولا يصلي ، ونسمع أن بعض الناس إذا صلى الفجر نام إلى قرب المغرب ، وهل هذا صائم حقاً ؟ هذا صائم عمّ أحل الله لكنه لم يصم عمّ حرم الله ، فإن إضاعة الصلاة وإخراجها عن وقتها من الغي والضلال ، قال الله تعالى : (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً )) .
من أخطاء الصائمين : التعامل بالربا .
الشيخ : ومن ذلك أن بعض الناس يصوم عن الأكل والشرب لكنه والعياذ بالله يتعامل بالربا ، والربا مثاله ، وإلا له صور كثيرة ، لكن مثاله : أن يعطي شخصاً دراهم نقداً بأكثر منها مؤخراً مثل أن يعطيه ألفاً بألف ومئة إلى سنة سواء فعل ذلك على وجه صريح أو على وجه الحيلة لأن من الناس من يفعل هذا على وجه صريح يعطي دراهم نقداً بأكثر منها نسيئة ومنهم من يعطي ذلك على وجه الحيلة مثال الحيلة : يأتي لشخص ويبيع عليه سلعة بيعاً صورياً يقول مثلاً خذ هذه الأكياس رز أو هيل أو غيرها ، هذه الأكياس تساوي مثلا ًمئة ألف يبيع عليه مئة وعشرين ألفاً ثم بعد البيع يأتي المستدين فيبيعها على صاحب الدكان الذي اشتراها منه الأول ويخرج المستدين بدراهم ، نحن نعلم علماً أكيداً بأن صاحب الدراهم التي استدانها لم يرد هذه السلعة ونعلم كذلك أن الذي باعها عليه واشتراها أولاً من صاحب الدكان لم يردها ولو وجد عند صاحب الدكان غير هذا النوع من المال لاشتراه لأن المقصود هو التوصل إلى دراهم بدراهم زائدة ، لكن تفصل بينهما هذا السلعة .
تحريم استعمال الحيل في دين الله مع الأمثلة .
الشيخ : وهذه حيلة ، والحيل ليست تقلب الحرام حلالاً بل تزيد الحرام قبحاً إلى قبحه ، ولا يخفى علينا أن الله عاقب اليهود الذين تحيلو على محارم الله بعقوبة جعلها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وذلك أن الله حرم على اليهود أخذ الحيتان في يوم السبت وابتلاهم فصارت الحيتان تأتي يوم السبت على وجه كبير كثير ، تأتي شرعاً على الماء وفي غير يوم السبت لا يرون حوتاً واحداً وبقوا على هذا برهة من الزمن ، فطال عليهم الأمد فقالوا : كيف نحرم أنفسنا من الحيتان ؟ هذا غير ممكن إذن ماذا نعمل ؟ قال اعمل حيلة ،كيف اعمل الحيلة ؟ اجعل شبكة يوم الجمعة فتأتي الحيتان يوم السبت وتدخل في الشبكة ، وإذا كان يوم الأحد أخرجوا هذه الحيتان فكانوا يقولون نحن لم نصد الحيتان يوم السبت ، متى صادوها ؟ يوم الأحد لكن حقيقة الأمر أنهم صادوها يوم السبت ولهذا قلبهم الله تعالى قردة ، صاروا قروداً قال الله تعالى : (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين )) والشيئ الغريب في هؤلاء الذين يتحيلون على الربا أنك تجدهم في مظهرهم من خيار الناس تجدهم وعليهم الوقار والسكينة وتجدهم يتقدمون إلى المساجد ويكثرون من قراءة القرآن ولكنهم يأكلون الربا وهم لا يعلمون ، وأكل الربا ليس بالأمر الهين ، بل أكل الحرام مطلقاً ليس بالأمر الهين .
بيان أن آكل الحرام لا يستجاب له الدعاء ودليله .
الشيخ : لأن الآكل الحرام لا يستجاب له دعاء والعياذ بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً )) وقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كلوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام قال فأنى يستجاب لذلك ) مع أنه يدعو الله رافعاً يديه وهو في سفر وأشعث أغبر ، كل أسباب الإجابة موجودة ومع ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنى يستجاب له ) لماذا ؟ لأنه يأكل الحرام مطعمه وملبسه وغذّي بالحرام ، قال : ( فأنى يستجاب لذلك ) . فأنا أتعجب من هؤلاء الجماعة تجدهم يحرصون على الخير لكن قد غلبتهم الأهواء ووقعوا في الربا إما على وجه صريح وإما على سبيل الحيلة .
وصف آكل الربا في القرآن .
الشيخ : وهذا أي أكل الربا وصفه الله بوصف عظيم فقال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )) من يستطيع أن يحارب الله ورسوله ؟ لا أحد يستطيع ولذلك يعتبر أكلة الربا من المحاربين لله ورسوله لأنه قال : (( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )) فالمهم أن الصوم أهم ما فيه أن يقوم الإنسان عمّ حرم الله عليه .
من خصائص شهر رمضان : أن من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
الشيخ : ومن خصائص هذا الشهر أن من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، إيماناً بالله وبوعده وتصديقاً به واحتساباً لهذ الأجر والثواب فإن يغفر له ما تقدم من ذنبه .
من خصائص شهر رمضان :أن فيه ليلة القدر وذكر علاماتها .
الشيخ : ومن فضائل هذا الشهر أن فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القرد ، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر )) وهذه الليلة وصفها الله تعالى بأنها مباركة يبارك فيها للمؤمنين ولها علامات ، علامات حاضرة وعلامات لاحقة ، أما العلامات الحاضرة فهي أنها ليلة منيرة يعني يكثر فيها النور لكثرة نزول الملائكة فيها وأنها ليلة هادئة يجد المؤمن فيها راحة وطمأنينة وإقبال على الله عز وجل ومنها أن الإنسان إذا أقبل فيها على الله يجد لذة أكبر مما لو أقبل على الله في غيرها لأنها ليلة مباركة ، العمل فيها خير من ألف شهر ، وأما علاماتها الاحقة فهي أن الشمس تطلع من صبيحتها ليس لها شعاع بخلاف بقية الليالي كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه .
ذكر حكم إخفاء ليلة القدر عن الناس .
الشيخ : وعلى كل حال هذه الليلة أخفاها الله سبحانه وتعالى عن العباد لحكم عظيمة منها أن يجتهد الناس في جميع الليالي ، لأنهم لو كانوا يعلمون أنها في ليلة معينة لاجتهدوا في هذه اليلة دون غيرها وفاتهم الأجر الكثير الذي يترتب على قيام العشر كلها .
ثانياً أن فيها امتحاناً للعباد ، امتحاناً للصادق الذي يحب الخير من الإنسان المتهاون لأن الإنسان المتهاون يقول أنا كيف أقوم العشر ليال من أجل ليلة واحدة والإنسان الصادق يقول أقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة عسى أن أوفق فيها . ولكن هل فضل هذه الليلة لا يحصل إلا لمن علم بها أو يحصل وإن لم تعلم بها ؟ الجواب على هذا أنه يحصل وإن لم تعلم بها إذا قمت جميع ليالي العشر لأنه ليس من شرط الحصول على فضلها أن يعلم الإنسان بها ولو كان هذا شرطاً لفات خيرها كثير من الناس لأن أكثر الناس لا يعلمون بها ، ولأن الأحاديث الواردة في فضلها ليس فيها اشتراط أن يعلم الإنسان بها فالإنسان إذا قام الليالي العشر إيماناً واحتساباً فإنه يوفق لخيرها ولفضلها سواء علم بها أم لم يعلم .
ثانياً أن فيها امتحاناً للعباد ، امتحاناً للصادق الذي يحب الخير من الإنسان المتهاون لأن الإنسان المتهاون يقول أنا كيف أقوم العشر ليال من أجل ليلة واحدة والإنسان الصادق يقول أقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة عسى أن أوفق فيها . ولكن هل فضل هذه الليلة لا يحصل إلا لمن علم بها أو يحصل وإن لم تعلم بها ؟ الجواب على هذا أنه يحصل وإن لم تعلم بها إذا قمت جميع ليالي العشر لأنه ليس من شرط الحصول على فضلها أن يعلم الإنسان بها ولو كان هذا شرطاً لفات خيرها كثير من الناس لأن أكثر الناس لا يعلمون بها ، ولأن الأحاديث الواردة في فضلها ليس فيها اشتراط أن يعلم الإنسان بها فالإنسان إذا قام الليالي العشر إيماناً واحتساباً فإنه يوفق لخيرها ولفضلها سواء علم بها أم لم يعلم .
من خصائص شهر رمضان : الاعتكاف .
الشيخ : ومن فضائل هذا الشهر أن الله شرع لعباده فيه الاعتكاف ، فالاعتكاف مشروع في هذا الشهر وليس مشروعاً في غير هذا الشهر يعني لا يسن إلا في رمضان لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتكف إلا في رمضان ، إلا عاماً واحداً ترك الاعتكاف في العشر الأواخر وقضاها في العشر الأول من شوال وأما في غير ذلك فلم يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم ، في غير رمضان وذلك لأن الغرض من الاعتكاف الحصول على ليلة القدر ومن ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط ثم أخبر بأن ليلة القدر في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر .
بيان أنه لا ينبغي لمن دخل المسجد للاعتكاف أن ينوي مدة يلبثها فيه .
الشيخ : وبهذا نعرف ضعف قول من قال من أهل العلم أنه ينبغي لمن دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه يعني بعض العلماء قال : إذا دخلت المسجد لصلاة الفريضة أو لدراسة علم أو لغير ذلك فانوي الاعتكاف مدة وجودك في المسجد ، نقول هذا ليس بصحيح وليس بمشروع للإنسان أن ينوي ذلك ، لأن هذا لو كان مشروعاً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم من فعله أنه كان ينوي إذا دخل المسجد أنه معتكف ولم يرشد الأمة إلى ذلك يعني لم يقل للأمة إذا دخلتم المسجد فانووا الاعتكاف ما دمتم فيه وإذا كان لم يقل ذلك للأمة ولم يفعله هو بنفسه فإن إثبات كونه شرعاً لا يصح ، واضح يا جماعة ؟ طيب ، لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يقول هذا سنة أو هذا مشروع حتى يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلا ، فلا يقبل منه ، لكن ينبغي لطالب العلم أن يورد على هذا القول إيراداً فما هو ؟ ما هو نعم .
الطالب : ...
الشيخ : قم قائما ليسمع الناس
الطالب : ...
الشيخ : لا ما يرد هذا ، الإيراد الذي أورده أن النية محلها القلب ولكن لا أدري كيف يكون هذا إيراداً على ما قلت أنا أقول لو كان نية الاعتكاف عند دخول المسجد مشروعة لكان الرسول يبينها للأمة إما بفعله أو قوله .
الطالب : ...
الشيخ : قم قائما ليسمع الناس
الطالب : ...
الشيخ : لا ما يرد هذا ، الإيراد الذي أورده أن النية محلها القلب ولكن لا أدري كيف يكون هذا إيراداً على ما قلت أنا أقول لو كان نية الاعتكاف عند دخول المسجد مشروعة لكان الرسول يبينها للأمة إما بفعله أو قوله .
التوفيق بين حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال له : أوف بنذرك . و بين قولنا أن الإعتكاف خاص بالعشر الأواخر من رمضان .
الشيخ : يمكن أن يورد علينا مورد بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام أو قال يوماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أوف بنذرك ) ومعلوم أن ليلة من الليالي ليست هي العشر الأواخر من رمضان وهذا يدل على أنه يشرع للإنسان أن يعتكف في المسجد وإن لم يكن في العشر الأواخر ؟ والجواب عن هذا أن يقال : هذا من باب الإقرار على الفعل لا من باب مشروعية الفعل وهناك فرق بين إقرار الإنسان على الشيء ومشروعية الشيء للأمة ، وأنا أضرب لذلك أمثلة لأن هذه القاعدة مفيدة لطالب العلم ومهمة ، أولاً ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً ، كان يقرأ لأصحابه وهم سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ لأصحابه فيختم ب ( قل هو الله أحد ) ، كلما قرأ في الصلاة ختم ب ( قل هو الله أحد ) فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : ( سلوه لأي شيء كان يصنع هذا ) ؟ فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبروه أن الله يحبه ) ، ولكن هل هذا أمر مشروع أي أننا نقول للناس : اختموا قراءة الصلاة ب ( قل هو الله أحد ) ، الجواب لأ ، ولهذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يختم قراءة الصلاة ب ( قول هو الله أحد ) ولا أمر الأمة بذلك ، لكنه أقر من فعل هذا على أنها صفة الرحمن فيحب أن يقرأها ، ومن ذلك أيضاً الوصال ، وصال الصوم ومعنى وصال الصوم ، أن يقرن الإنسان بين يومين بسحور واحد فلا يفطر بينهما هذا هو الوصال ، هذا الوصال أقر النبي صلى الله عليه وسلم منه أن يواصل الإنسان إلى السحر فقط ، قال أيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر ونهى عمّ سوى ذلك ولكن يقال إلى السحر هل هو مشروع أو الأفضل أن تبادر بالفطر أيهما يا جماعة ؟ الأفضل أن يبادر بالفطر لكن لو أنه أمسك ولم يأكل شيئاً إلا في السحر لكان هذا جائزاً مع أن الذين يفعلون ذلك يفعلونه على سبيل التعبد فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم تعبدهم بهذا لكنه لم يشرعه للأمة .
ومن ذلك أيضاً أن سعد بن عبادة رضي الله عنه وهو سيد إحدى القبيلتين من الإنصار ، فمن هما ؟ إيش الأوس أو الخزرج ؟ من سيد الأوس ؟ سعد بن معاذ ، سعد بن عبادة رضي الله عنه تصدق بمخرافه يعني بنخل له تخرف تصدق به لأمه بعد موتها فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ( وجاءه رجل فقال يا رسول الله فقال : يا رسول الله إن أمي افتلت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها ؟ قال: نعم )
فأقره على ذلك لكن هل هذا مشروع بمعنى أننا نأمر الناس أن يتصدقوا عن موتاهم الجواب لأ ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق الناس عن موتاهم بل إنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عمل إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) لم يقل يتصدق له أو يصوم عنه أو يقرأ عنه أو يصلي عنه بل قال أو ولد صالح يدعو له فلم يرشد إلى إهداء العمل الصالح للأموات بل أرشد إلى الدعاء لكن مع ذلك لو تصدق الإنسان على الميت أو صام عنه أو قرأ عنه أو صلى عنه فإن ذلك جائز ولكنه ليس مشروعاً بحيث يطلب من الإنسان أن يفعل هذا
طيب إذن نقول يمكن أن يكون الشيء جائزاً شرعاً لكنه ليس مشروعاً للأمة أن يفعلوه ويقوموا به وقد ذكرنا عدة أمثلة .
نعود الآن لتذكرها فمن يذكر المثال الأول ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أحسنت الرجل الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية فكان يختم لقومه إذا صلى بهم ب ( قل هو الله أحد ) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يشرع ذلك للأمة .
والمثال الثاني :
الطالب : ...
الشيخ : نعم الوصال إلى السحر في الصوم جائز ولكنه ليس مشروعاً بل المشروع تعجيل الفطر نعم . هاه
الطالب : ...
الشيخ : نعم نعم نذر عمر بن الخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام لم يشرع للأمة أن ينذروا الاعتكاف أو أن يعتكفوا في غير العشر الأواخر ولكنه أقر عمر بن الخطاب على نذره الذي نذره أن عتكف .
في مثال أيضاً رابع : نعم
الطالب : ...
الشيخ : الصدقة عن الميت نعم طيب أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يأمر الناس به ولهذا نقول لو فعل الإنسان هذا فهو جائز لكن لا نأمره أن يفعل وهناك فرق بين الأمر بالفعل وبين الإقرار على الفعل .
ومن ذلك أيضاً أن سعد بن عبادة رضي الله عنه وهو سيد إحدى القبيلتين من الإنصار ، فمن هما ؟ إيش الأوس أو الخزرج ؟ من سيد الأوس ؟ سعد بن معاذ ، سعد بن عبادة رضي الله عنه تصدق بمخرافه يعني بنخل له تخرف تصدق به لأمه بعد موتها فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ( وجاءه رجل فقال يا رسول الله فقال : يا رسول الله إن أمي افتلت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت أفأتصدق عنها ؟ قال: نعم )
فأقره على ذلك لكن هل هذا مشروع بمعنى أننا نأمر الناس أن يتصدقوا عن موتاهم الجواب لأ ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق الناس عن موتاهم بل إنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات الإنسان انقطع عمل إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) لم يقل يتصدق له أو يصوم عنه أو يقرأ عنه أو يصلي عنه بل قال أو ولد صالح يدعو له فلم يرشد إلى إهداء العمل الصالح للأموات بل أرشد إلى الدعاء لكن مع ذلك لو تصدق الإنسان على الميت أو صام عنه أو قرأ عنه أو صلى عنه فإن ذلك جائز ولكنه ليس مشروعاً بحيث يطلب من الإنسان أن يفعل هذا
طيب إذن نقول يمكن أن يكون الشيء جائزاً شرعاً لكنه ليس مشروعاً للأمة أن يفعلوه ويقوموا به وقد ذكرنا عدة أمثلة .
نعود الآن لتذكرها فمن يذكر المثال الأول ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أحسنت الرجل الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية فكان يختم لقومه إذا صلى بهم ب ( قل هو الله أحد ) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يشرع ذلك للأمة .
والمثال الثاني :
الطالب : ...
الشيخ : نعم الوصال إلى السحر في الصوم جائز ولكنه ليس مشروعاً بل المشروع تعجيل الفطر نعم . هاه
الطالب : ...
الشيخ : نعم نعم نذر عمر بن الخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام لم يشرع للأمة أن ينذروا الاعتكاف أو أن يعتكفوا في غير العشر الأواخر ولكنه أقر عمر بن الخطاب على نذره الذي نذره أن عتكف .
في مثال أيضاً رابع : نعم
الطالب : ...
الشيخ : الصدقة عن الميت نعم طيب أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يأمر الناس به ولهذا نقول لو فعل الإنسان هذا فهو جائز لكن لا نأمره أن يفعل وهناك فرق بين الأمر بالفعل وبين الإقرار على الفعل .
17 - التوفيق بين حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال له : أوف بنذرك . و بين قولنا أن الإعتكاف خاص بالعشر الأواخر من رمضان . أستمع حفظ
بيان مسألة تكرار العمرة في سفر واحد .
الشيخ : وبالمناسبة يوجد بعض الناس الآن يقدمون مكة معتمرين عن أنفسهم وبعد مضي يومين أو ثلاثة يخرجون إلى التنعيم ليعتمروا عن أمهاتهم مثلاً وبعد يومين أو ثلاثة يخرجون إلى التنعيم يعتمروا عن آبائهم فيعتمر في الشهر الواحد عدة عمر في سفرة واحدة ولا شك أنهم لا يقصدون بهذا إلى الخير ونفع الموتى ولكن يجب أن نعلم أن الشرع مقيد بما أقره الشرع فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمر من التنعيم يعني يخرج من مكة إلى التنعيم ليعتمر ؟ الجواب لأ ما فعل ذلك ولا مرة واحدة ، ولا أمر أصحابه بذلك أيضاً ما قال اخرجوا إلى التنعيم لتأتوا بعمرة بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم فتح مكة في رمضان وبقي فيها تسعة عشر يوماً في مكة ولم يخرج إلى التنعيم ليأتي بعمرة مع أنه فتحها في رمضان إما في الثامن عشر وإما في العشرين منه ولم يصم بقية الشهر ولم يأت بعمرة وبعض الناس الآن تجده يقدم مكة في رمضان ويتكلف ويشق عليه الصوم ولا يفطر ويرى أن الصوم في مكة في رمضان يرى أنه من أعظم الأشياء مع أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي وكان في رمضان مفطراً حين فتح مكة وهل الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل ما غيره أفضل منه ؟ لا والله ما يفعل فلذلك أنا لا أقول للناس أفطروا ، يصومون ولا حرج والصوم في السفر على القول الراجح جائز لكن أقول أنه إذا حصل على الإنسان مشقة فلا ينبغي أن يشق على نفسه مع رخصة الله سبحانه وتعالى إذن نقول : إن فعل بعض الناس اليوم من كونهم إذا قدموا مكة أتوا بالعمرة لأنفسهم ثم أتوا لكل واحد من أقاربهم بعمرة هذا خلاف المشروع ، ليس بمشروع بلا شك ، لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، لا في عهده ولا بعد عهده فيما نعلم ولكن قد يورد علينا بعض الناس إشكالاً على هذا الكلام فما هو ؟
ذكر الجواب عن اعتمار عائشة رضي الله عنه من التنعيم بعد حجها وبيان أنه لاحجة فيه على تكرار العمرة من التنعيم .
الشيخ : فما هو ؟ فعل عائشة رضي الله عنها ، عائشة رضي الله عنها ( قدمت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع محرمة بالعمرة فأتاها الحيض في أثناء الطريق في سرف فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال : ما لك لعلك نفست ؟ قالت نعم ، قال هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ثم أمرها أن تحرم بالحج ) ، وإذا أحرمت بالحج في هذه الحال صارت قارنة يعني جامعة بين الحج والعمرة وفعلت ( وقال لها افعلي ما يفعل الحج غير أن لا تطوفي بالبيت ) ولكن لما تم الحج قالت: ( يا رسول الله كيف ينطلق الناس بحج وعمرة وأنطلق بحج فأمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم وتحرم منه بعمرة ) وهذا أمر من الرسول عليه الصلاة والسلام وإقرار فكيف نقول إن الرسول لم يفعله ولم يأمر به ؟ والجواب عن هذا أن نقول : إذا حصل لامرأة مثل ما حصل لعائشة إذا ألحت وشاءت أن تخرج من مكة إلى التنعيم وأما في غير هذه الحال فليس بمشروع أن يخرج الإنسان إلى التنعيم ليحرم بعمرة وهذا الذي يكون عليه بعض الناس لا شك أنهم لا يريدون إلى الخير ولكن الخير يجب أن يكون مقروناً بما جاءت به الشريعة وإلا فليس من الخير أن تأتي بأمر لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الخلفاء الراشدين .
19 - ذكر الجواب عن اعتمار عائشة رضي الله عنه من التنعيم بعد حجها وبيان أنه لاحجة فيه على تكرار العمرة من التنعيم . أستمع حفظ
الحث على اغتنام فضل رمضان والحرص على الأعمال الصالحة فيه قبل مجيء الموت .
الشيخ : هذه الفضائل التي في رمضان ينبغي لنا أن ننتهز الفرصة فيها وأن نحرص غاية الحرص على الأعمال الصالحة وترك المحرمات لأن الإنسان لا يدري هل يعود عليه هذا الشهر أو لا ، فكم من أناس كانوا معنا في هذا المكان في العام الماضي وأصبحوا الآن مهتمين بأعمال من الآباء ، والإخوان والأصحاب وغيرهم ، وأنت صائر إلى ما صاروا إليه ولا بد أن يأتيك اليوم الذي أتاهم ، لا بد أن يأتيك اليوم الذي تتمنى فيه أن يكون لك مثقال ذرة من العمل الصالح واستمع إلى قول الله تعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركـت )) قال الله تعالى : (( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )) ألا تعلم أن الموتى يتحسرون على عدم العمل الصالح كل واحد منهم يتمنى أن في كتابهم زيادة حسنة أو نقص سيئة ولهذا جاء في الحديث : ( ما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئاً ندم أن لا يكون استعتب ونحن الآن نضيع الأوقات جزافاً نفرط في الأوقات أشد مما نفرط بالمال بل إننا نمسك المال إمساكاً عظيماً وأما الأوقات وهي أغلى من المال وأثمن فما أكثر ما نضيعها إما في محرم وإما في غير فائدة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
فأوصي نفسي وإياكم في هذا الشهر المبارك وفي غيره أن ننتهز الفرصة قبل أن يفوت الأوان ونعجز عن أن نحصل شيئاً قليلاً من العمل الصالح أو أن ندرأ عن أنفسنا شيئاً قليلاً من العمل السيء .
فأوصي نفسي وإياكم في هذا الشهر المبارك وفي غيره أن ننتهز الفرصة قبل أن يفوت الأوان ونعجز عن أن نحصل شيئاً قليلاً من العمل الصالح أو أن ندرأ عن أنفسنا شيئاً قليلاً من العمل السيء .
الحث على المبادرة إلى التوبة وذكر فضلها .
الشيخ : وباب التوبة لمن عمل سيئاً مفتوح ولله الحمد فإن الله تعالى يبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار وهو سبحانه وتعالى يحب من عباده التوبة ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن الله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضاع راحلته وعليها طعامه وشرابه فطلبها ولم يجدها فنام تحت شجرة ينتظر الموت فبينما هو كذلك إذا بخطام ناقته متعلق بالشجرة فأخذ بخطام الناقة وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ) يعني ما عبر التعبير السليم من شدة فرحه وكان الواجب أن يقول : اللهم أنت ربي وأنا عبدك لكن من شدة فرحه أخطأ ، وهذا يدل على أن الله تعالى يحب التوبة توبة العبد محبة عظيمة لا يقابلها شيء .
بيان شروط التوبة :
الشيخ : ولكن التوبة كما ذكرناها سابقاً لا بد فيها من شروط خمسة فمن يستحضرها منكم ؟
شروط التوبة الخمسة ذكرناها في مجال سابق .
الطالب : الندم .
الشيخ : الندم ما في قبل شيء ؟ طيب تفضل .
الطالب : الإخلاص لله عز وجل . نعم .
شروط التوبة الخمسة ذكرناها في مجال سابق .
الطالب : الندم .
الشيخ : الندم ما في قبل شيء ؟ طيب تفضل .
الطالب : الإخلاص لله عز وجل . نعم .
أولا : الإخلاص لله .
الشيخ : الإخلاص لله عز وجل بأن لا يحمل الإنسان على التوبة شيء من الدنيا أو خوف من مخلوق لا يحمله إلا الإخلاص لله عز وجل أحسنت هذه واحدة ، الثاني ؟ الإقلاع عن الذنب .
ثانيا : الإقلاع عن المعصية .
الشيخ : الإقلاع عن الذنب يعني بأن يقلع الإنسان عن الذنب إن كان متلبساً به فإن كانت التوبة عن ترك واجب قام بفعل الواجب وإن كانت التوبة عن فعل محرم ، قام بترك المحرم ، وإذا كانت التوبة عن حقوق الناس أدى ذلك إليهم .
وهنا نسأل رجل في حال صغره كان يسرق وهو صغير والآن عرف الحق وأراد أن يتوب وتاب إلى الله وندم واستغفر الله لكن بالنسبة للأموال التي سرقها ماذا يصنع بها ؟ نقول لا بد أن توصلها إلى أصحابه ولكن كيف يقول لأصحابه يقول سرقت منكم وأنا صغير وهذه أموالكم مشكلة يمكن يقع في مشكلة فكيف الخلاص ؟ نقول فيه خلاص يستطيع أن يرسلها إليهم بالبريد ويكتب هذه دراهم لك من شخص ولا حاجة أن يعين أو يتصل بإنسان يثق به صاحب للمسروق منه ويقول أنه سرقه من فلان وأرجوا منك أن توصله هذه الدراهم ، طيب إذا كان لا يعرف الذي سرق منه ، لو فرضنا أنه لا يعرف المسروق منه ، نقول يتصدق بها عنه والله سبحانه وتعالى يعلم هذا .
طيب إشكال ثالث يقول أنا أعلم صاحب المال ولكن لا أدري ما مقدار المال ، لا أدري هل هو ألف أو مئة نقول احتط لنفسك اعمل الاحتياط ، أنت لا يلزمك إلا الأقل ولكن إن دفعت الأكثر فهو أحوط .
وهنا نسأل رجل في حال صغره كان يسرق وهو صغير والآن عرف الحق وأراد أن يتوب وتاب إلى الله وندم واستغفر الله لكن بالنسبة للأموال التي سرقها ماذا يصنع بها ؟ نقول لا بد أن توصلها إلى أصحابه ولكن كيف يقول لأصحابه يقول سرقت منكم وأنا صغير وهذه أموالكم مشكلة يمكن يقع في مشكلة فكيف الخلاص ؟ نقول فيه خلاص يستطيع أن يرسلها إليهم بالبريد ويكتب هذه دراهم لك من شخص ولا حاجة أن يعين أو يتصل بإنسان يثق به صاحب للمسروق منه ويقول أنه سرقه من فلان وأرجوا منك أن توصله هذه الدراهم ، طيب إذا كان لا يعرف الذي سرق منه ، لو فرضنا أنه لا يعرف المسروق منه ، نقول يتصدق بها عنه والله سبحانه وتعالى يعلم هذا .
طيب إشكال ثالث يقول أنا أعلم صاحب المال ولكن لا أدري ما مقدار المال ، لا أدري هل هو ألف أو مئة نقول احتط لنفسك اعمل الاحتياط ، أنت لا يلزمك إلا الأقل ولكن إن دفعت الأكثر فهو أحوط .
اضيفت في - 2006-04-10