فتاوى الحرم المكي-1410-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول تفسير سورة (ص)
الشيخ : أما بعد : أيها الأخوة الكرام فننا سمعنا مما تلاه أئمتنا من كتاب الله عز وجل في صورة ص ، أن الله تعالى وصف أشرف خلقه بأنهم عباد لله عز وجل وهم الأنبياء من أولي العزم وغيرهم بأنهم عباد الله .
معنى عبودية الله تعالى و أقسامها .
الشيخ : وعبودية الله سبحانه وتعالى ثابتة على كل أحد وهي نوعان :
القسم الأول : العبودية العامة .
الشيخ : عبودية عامة تشمل كل من في السموات والأرض من مؤمن وكافر وبر وفاجر ومطيع وفاسق ، ومنها قوله تعالى : (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )) وهذه العبودية هي الخضوع لحكم الله الكوني ، فما من أحد في السموات والأرض إلا وهو خاضع لحكم الله الكوني ، فها هو فرعون رأس الطغاة خضع لحكم الله الكوني ، أغرقه الله عز وجل بالماء الذي كان يفتخر به عند قومه ويقول : (( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )) ؟ أهلكه الله بجنس ما يفتخر به بماذا ؟ بالغرق أغرقه الله تعالى أغرقه حتى إذا أدركه الغرق قال : (( أمنت بالذي آمنت به بنوا اسرائيل وأنا من المسلمين )) فقيل له : (( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) ، وهو أطغى الطغاة إذن هو عبد لله بمقتضى الحكم الكوني أو الشرعي ؟ الكوني وقال الله تعالى عن عاد قوم هود : (( فأما عاد فاستكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة )) فقال الله تعالى : (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وتأمل قوله أن الله الذي خلقهم ، ولم يقل أن الله الذي خلق السموات والأرض بل قال : أن الله الذي خلقهم ليبين لهم الضعف أمام خالقهم عز وجل فالذي خلقهم أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون .
بيان أدلة العبودية العامة .
الشيخ : ودليل هذه العبودية أعني العبودية العامة قوله تعالى : (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )) فالكافر العاتي يمرض ويصاب بعقله ويصاب بأهله ويصاب بماله ، ولا يستطيع أن يدفع قضاء الله الذي قضاه عليه كوناً أما النوع الثاني من العبودية .
القسم الثاني : العبودية الشرعية .
الشيخ : أما النوع الثاني من العبودية : فهي العبودية الشرعية وهي الخضوع لحكم الله الشرعي فهذه خاصة بالرسل وأتباعهم والرسل عليهم الصلاة والسلام هم رؤوس هذا النوع من العبودية ولقد سمعتم في سورة ص : (( واذكر عبادنا إبراهيم وإسماعيل واسحاق )) (( واذكر عبدنا أيوب )) (( واذكر عبدنا داوود )) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي يبين الله فيها أن الرسل عليهم الصلاة والسلام عباد من عباد الله .
الرد على الذين يتعلقون بالرسل ودعائهم و الاستغاثة بهم من دون الله تعالى .
الشيخ : وبهذا نعرف ضلال أولئك القوم الذين يتعلقون بالرسل خوفاً وخشيةً واستغاثةً ورجاءً مع أن الرسل في جانب الربوبية كغيرهم لا يملكون شيئاً فالمتعلق بهم ضال في دينه سفيه في عقله ، أما ضلاله في دينه فلأن الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يعلن للملأ فيقول : (( لا أقول عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك ، إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وأمره أن يقول : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) وإذا كانت هذه حال محمد صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الناس جاهاً عند الله ، وأشرف الرسل فما بالك بمن دونه من الخلق أليسوا أولى أن لا يملكوا هذا ؟ نعم أو بلى أولى أن لا يملكوا هذا وإذا كانوا لا يملكون ذلك فاستمع إلى قول الله عز وجل : (( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) وهم عن دعائهم غافلون ولقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم عشيرته ، وجعل يناديهم بأسمائهم يعلن أنه لا يملك لهم من الله شيئاً حتى قال لفاطمة بنت محمد رضي الله عنه وصلى الله وسلم على أبيها قال : ( يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً ) الله أكبر ، اطلبي من المال ما تشائين أعطيك ، لكن فيما يتعلق بالله عز وجل لا أغني عنك من الله شيئاً وإذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام ، عباد لله لا يملكون لغيرهم نفعاً ولا ضراً ، فمن دونهم من باب أولى ما ظنك بالذي يتعلق بالبدوي أو بعبد القادر الجيلاني أو بفلان وفلان م، من لا نعلم وممن نعلم ولا نحب أن نذكرهم ما ظنك بهؤلاء الذين يتعلقون بأولئك أليسوا أشد ضلالاً ممن يتعلقون بالأنبياء . نعم بلى ولكن يا إخواني .
بيان خطورة الشرك الأكبر كالاستعانة و الاستغاثة بالأولياء و غيرهم من دون الله تعالى .
الشيخ : الواجب على أهل العلم في جميع بلاد الإسلام أن يتقوا الله عز وجل ، وأن يبين للعامة الذين انخدعوا في هذه الأمور أن هذا شرك ، شرك أكبر وقد قال الله فيمن أشرك شركاً أكبر : (( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) إن الذين يدعون أحداً غير الله لكشف الضر وحصول النفع إنه لم تنفعهم الصلاة ولا الصدقة ولا الصيام ولا الحج لماذا ؟ لأن المشرك لا ينفعه العلم الصالح قال الله تعالى : (( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) يحبط العمل السابق إذا أشرك الإنسان ومات على الشرك (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) قلت لكم هذا لسببين :
السبب الأول أننا سمعنا كلنا ما في كتاب الله عز وجل من وصف الرسل بأنهم عباد لله .
الثاني : أنني سمعت بالأمس من يتمسح بالكعبة ويقول يا الله يا رسول الله الكلمة الأولى : حق يا الله ، الكلمة الثانية باطل ، تبطل الكلمة الأولى تبطلها تمحوها محواً (( وقدمنا إلى ما علموا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً )) لكن نصحهم بعض الناس وقال هذا شرك فرئي على وجوههم الانشراح والقبول وهذا يدل على أن هؤلاء العامة لو أنهم نبهوا وأخبروا لاستقاموا لأنهم يريدون الخير ولكنهم يجهلون .
السبب الأول أننا سمعنا كلنا ما في كتاب الله عز وجل من وصف الرسل بأنهم عباد لله .
الثاني : أنني سمعت بالأمس من يتمسح بالكعبة ويقول يا الله يا رسول الله الكلمة الأولى : حق يا الله ، الكلمة الثانية باطل ، تبطل الكلمة الأولى تبطلها تمحوها محواً (( وقدمنا إلى ما علموا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً )) لكن نصحهم بعض الناس وقال هذا شرك فرئي على وجوههم الانشراح والقبول وهذا يدل على أن هؤلاء العامة لو أنهم نبهوا وأخبروا لاستقاموا لأنهم يريدون الخير ولكنهم يجهلون .
بيان أنه يجب على العلماء في كل مكان أن يبينوا لشعوبهم الشرك الأكبر ليحذروه .
الشيخ : إذن فأقول من هذا المكان كلمة لجميع علماء المسلمين وأرجو الله أن يبلغهم كلامي هذا بأنه يجب عليهم وهم مسؤولون أما الله ، لأنهم ورثة الأنبياء ، أن يبلغوا شعوبهم الجهال بأن مثل هذه الأعمال شرك محبط للعمل حتى يستقيم الناس على طاعة الله ، ألم تعلموا أن هؤلاء العامة لو جاء طالب علم أصغر منهم سناً وقال لهم هذا شرك وهذا حرام ، ماذا يكون موقفهم من هذا الطالب الذي هو أصغر منهم سناً ربما يرجمونه بالحجارة ويقولون أنت أعلم من فلان وأعلم من فلان ، فعلى كبار العلماء في جميع البلاد الاسلامية مسؤولية عظيمة ، والله ليسألن عن هذا لأنهم ورثة الأنبياء أعطاهم الله تعالى الميراث ليقوموا بشكره وتبليغه لعباده ، أنت لا تظن أن العلم الذي يعطيك الله ليس عليه زكاة إذا كان المال يجب أن يزكى ويدفع منه ، فالعلم يجب أن يزكى ، يجب أن يبلغ إلى الجهال حتى يعبدوا الله على بصيرة ، ومع ذلك إذا هدى الله بك رجلاً واحداً كان ذلك خير لك من حمر النعم ، من أفضل أنواع المال وسلمت وبرئت ذمتك .
بيان أن النبي صلى الله عليه و سلم له جاه عند الله تعالى .
الشيخ : فإذا قال قائل : هل تنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم له وجاهة عند الله إيش تقول ؟ هل للرسول وجاهة عند الله ؟ نعم لا شك قال الله في موسى : (( وكان عند الله وجيهاً )) وقال في عيسى : (( وجيهاً في الدنيا والآخرة )) والنبي عليه الصلاة والسلام أفضل الرسل فهو وجيه عند الله عز وجل لكن وجاهته لا تستلزم بل ولا تقتضي أن يكون شريكاً مع الله عز وجل فالله وحده هو الذي بيده ملكون السموات والأرض وهو الذي أعطى هؤلاء الفضل والوجاهة ليسوا ملكوها بأيديهم وقوتهم وحولهم وحذقهم ولكن بفضل الله ولهذا قال الله تعالى عن سليمان : (( ولقد آتينا داوود وسليمان علماً )) آتينا شوفت الإيتاء من أين ؟ من الله وقال : (( الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )) فأقر لله بالفضل ، فالوجاهة التي للرسل صلوات الله وسلامه عليهم هي من الله ، ولا تستلزم بل ولا تقتضي أن يكون لهم شركا فيما يختص به الله عز وجل ومن الذي يكشف السوء ؟ الله وحده حتى الرسل لا يستطيعون ذلك ، ألم تعلموا أن محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، قد شج في وجهه شجه أراذل عباد الله الكفار قد كسرت رباعيته نعم ، عثر في حفرة حتى أغمي عليه أو كاد أليس هذا قد حصل ؟ فإذن الرسل كغيرهم في هذه الأمور من البشر لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعاً ولا ضراً ومن دون الرسل كذلك بل هم أبعد من أن يملكوا لأحد نفعاً أو ضراً .
بيان فضل العلماء الربانيين وأنهم الذين لا يداهنون الناس في دين الله و قول الحق .
الشيخ : ولذلك فإني أسأل الله أن ييسر للمسلمين علماء ملة ، علماء ملة لا علماء دولة وأمة علماء ملة يشمون بالناس على ما يرضي الله عز وجل لا على ما يرضي الناس ويداهنون الناس في دين الله بل الواجب أن يبين للناس الحق سواء كرهوا أم رضوا إن بعض الناس يشتري نصيبه عند الناس بشيء من المداهنة يقول : أخشى أن أخالف ما كان الناس عليه أن يبغضوني ولكن هذا من ضعف يقينه ومن ضعف دينه ، نقول أنت بين الحق وستكون العاقبة لك ، ستكون العاقبة لك لو أبغضك الناس حين القول بالحق وحين الصدع بالحق فستكون النهاية محبة الناس لك وتعظيم الناس لك مع براءة ذمتك وسلامة عقيدتك .
تنبيه : لا يجب القراءة في الوتر بسبح و قل يا أيها الكافرون وبيان جواز غيرهما .
الشيخ : ثم إننا في هذه الليلة استمعنا إلى إمامنا وفقه الله وجزاه خيراً حين قرأ في صلاة الوتر بإذا زلزلت والعصر ، حتى يتبين للعامة أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان في الوتر بسبح وقل يا أيها الكافرون ، ما هو واجب ، اقرأ ما تيسر ، لكن صحيح أن (( سبح )) و (( قل يا أيها الكافرون )) واجب أفضل من غيرهما في هذه الصلاة كما أن سبح والغاشية في صلاة الجمعة أفضل من غيرهما ، والجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة أفضل من غيرهما ، لكن يجوز أن تقرأ بما تيسر ، كل القرآن يمكن أن يقرأ في أي صلاة . فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ، لو قرأ في الوتر غير صورة (( قل هو الله أحد )) يجوز ؟ ويتم وتره ؟ يتم لأن قراءة الإخلاص ما هي إلا من باب السنية لا الوجوب .
بيان أن القنوت في الوتر ليس واجب .
الشيخ : كذلك أيضاً يوجد بعض الأئمة يتركون القنوت في الوتر عمداً وهذا أيضا من فقههم ليبينوا للعامة أن القنوت في الوتر ليس بواجب ، لأن التبيين بالفعل أبلغ من التبيين بالقول ، التبيين بالفعل أبلغ من التبيين بالقول فإذا بين الإمام للناس مثل هذه الأمور بالفعل حصل في هذا خير كثير ومعرفة لشرع الله ، وعلى هذا فنقول يجوز للإنسان في صلاة الوتر أن يقرأ بسبح والكافرون والإخلاص وأن يقرأ بغيرهما ولا حرج عليه في ذلك ، ويجوز أيضاً أن يترك القنوت في الوتر بل ذلك أولى من أجل أن يبين للناس أن القنوت ليس بواجب . طيب
بيان أوجه الوتر من ناحية العدد و التشهد و السلام مع ذكر الأدلة .
الشيخ : كيف يكن الوتر إذا أوتر الإنسان بثلاث ، يكون على وجهين الوجه الأول أن يسلم من الركعتين الأوليين ثم يأتي بالثالثة وحدها ، والوجه الثاني أن يسرد الثلاثة جميعاً بتشهد واحد وهذا هو ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها ، حيث قالت ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً ) قولها يصلي ثلاثاً أنه يسردها وعلى هذا فيكون في الإيتار بثلاث صفتان :
الصفة الأولى : أن يسلم من الركعتين ويوتر بثالثة والصفة الثانية : أن يصلي الثلاثة جميعاً بشهد واحد ولا يصلي الثلاثة بتشهدين لأنه لو فعل ذلك لكانت شبيهة بصلاة المغرب وقد نهي أن تشبه صلاة الوتر بصلاة المغرب طيب وإذا أوتر بخمس _ قبل أن أتعدى حديث عائشة _ تقول رضي الله عنها يصلي أربعاً فهل المعنى أنه يسردها ؟ فهم بعض الناس أن المعنى أنه يسردها فصار يسرد أربعاً بسلام واحد ، وتشهد واحد ، ثم يصلي أربعاً بتشهد واحد وسلام واحد ثم يصلي ثلاثاً بتشهد واحد وسلام واحد ، وهذا وإن كان اللفظ محتملاً له لكن ينبغي لطالب العلم أن يكون أفقه واسعاً وأن يجمع بين أطراف الأدلة حتى لا تتناقض ولا تتنافى ، فهذا الظاهر الذي هو كما قلنا يعارضه قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن صلاة الليل قال : ( مثنى مثنى ) وعلى هذا فيحمل قولها يصلي أربعاً على أنه يصلي أربعاً بتسليمتين لكنه يستريح بعد الأربع ثم يستأنف الأربع الأخرى بدليل قولها : ( يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ) وثم في اللغة العربية تفيد التراخي وعلى هذا فيكون المعنى أنه يسلم من ركعتين ثم من ركعتين ثم يستريح ثم يأتي بركعتين ثم ركعتين ثم يستريح ثم يأتي بالثلاث ، ولكن يجب أن توردوا علي إيراداً حول هذا التقرير، الإيراد في قوله : ( ثم يصلي ثلاثاً ) فلماذا لا نحمل قوله : ( ثم يصلي ثلاثاً على أنه يركع ركعتين ) ثم يأتي بواحدة كما حملنا يصلي أربعاً على أنه يأتي بركعتين ثم ركتين ، نقول لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ) فكان لا بد من أن نقول يصلي أربعاً أي على ركعتين ركعتين مثنى مثنى أما الوتر فالوتر يكون بواحدة ويكون بثلاث لأن الثلاث وتر ويكون بخمس وبسبع وبتسع وبإحدى عشر، وحيث ذكرنا الصور للوتر لا بد أن نذكر كيفية هذه الصور ، الثلاث ذكرنا لها كم صورة ؟ صورتين ، الخمس لها صورة واحدة فقط وهي أن يسرد الخمس جميعاً ولا يسلم إلا في آخرها ، معلوم هذا ولا لأ ؟ إيش قلنا يا أخ ؟ الأخ اللي وراك ، أنت
السائل : .... سردا
الشيخ : سردا طيب ، السبع يسردها سرداً بتشهد واحد وسلام واحد ، التسع يسردها سرداً بسلام واحد وبتشهدين بعد الثامنة يجلس ويتشهد ولا يسلم ثم يأتي بالتاسعة فيتشهد ويسلم ، إذن الخمس والسبع والتسع ليس لها إلا صفة واحدة سلام واحد لكن تمتاز التسع بأن فيها تشهدين الإحدى عشرى يسلم من كل ركعيتين ويوتر بواحدة .
الصفة الأولى : أن يسلم من الركعتين ويوتر بثالثة والصفة الثانية : أن يصلي الثلاثة جميعاً بشهد واحد ولا يصلي الثلاثة بتشهدين لأنه لو فعل ذلك لكانت شبيهة بصلاة المغرب وقد نهي أن تشبه صلاة الوتر بصلاة المغرب طيب وإذا أوتر بخمس _ قبل أن أتعدى حديث عائشة _ تقول رضي الله عنها يصلي أربعاً فهل المعنى أنه يسردها ؟ فهم بعض الناس أن المعنى أنه يسردها فصار يسرد أربعاً بسلام واحد ، وتشهد واحد ، ثم يصلي أربعاً بتشهد واحد وسلام واحد ثم يصلي ثلاثاً بتشهد واحد وسلام واحد ، وهذا وإن كان اللفظ محتملاً له لكن ينبغي لطالب العلم أن يكون أفقه واسعاً وأن يجمع بين أطراف الأدلة حتى لا تتناقض ولا تتنافى ، فهذا الظاهر الذي هو كما قلنا يعارضه قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن صلاة الليل قال : ( مثنى مثنى ) وعلى هذا فيحمل قولها يصلي أربعاً على أنه يصلي أربعاً بتسليمتين لكنه يستريح بعد الأربع ثم يستأنف الأربع الأخرى بدليل قولها : ( يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ) وثم في اللغة العربية تفيد التراخي وعلى هذا فيكون المعنى أنه يسلم من ركعتين ثم من ركعتين ثم يستريح ثم يأتي بركعتين ثم ركعتين ثم يستريح ثم يأتي بالثلاث ، ولكن يجب أن توردوا علي إيراداً حول هذا التقرير، الإيراد في قوله : ( ثم يصلي ثلاثاً ) فلماذا لا نحمل قوله : ( ثم يصلي ثلاثاً على أنه يركع ركعتين ) ثم يأتي بواحدة كما حملنا يصلي أربعاً على أنه يأتي بركعتين ثم ركتين ، نقول لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ) فكان لا بد من أن نقول يصلي أربعاً أي على ركعتين ركعتين مثنى مثنى أما الوتر فالوتر يكون بواحدة ويكون بثلاث لأن الثلاث وتر ويكون بخمس وبسبع وبتسع وبإحدى عشر، وحيث ذكرنا الصور للوتر لا بد أن نذكر كيفية هذه الصور ، الثلاث ذكرنا لها كم صورة ؟ صورتين ، الخمس لها صورة واحدة فقط وهي أن يسرد الخمس جميعاً ولا يسلم إلا في آخرها ، معلوم هذا ولا لأ ؟ إيش قلنا يا أخ ؟ الأخ اللي وراك ، أنت
السائل : .... سردا
الشيخ : سردا طيب ، السبع يسردها سرداً بتشهد واحد وسلام واحد ، التسع يسردها سرداً بسلام واحد وبتشهدين بعد الثامنة يجلس ويتشهد ولا يسلم ثم يأتي بالتاسعة فيتشهد ويسلم ، إذن الخمس والسبع والتسع ليس لها إلا صفة واحدة سلام واحد لكن تمتاز التسع بأن فيها تشهدين الإحدى عشرى يسلم من كل ركعيتين ويوتر بواحدة .
بيان مسألة ما إذا صلى الإمام بالناس في رمضان خمسا ركعات وترا سردا .
الشيخ : وهنا سؤال : هل من المستحسن إذا كان الإنسان إماماً في رمضان أن يصلي بالناس خمساً سرداً ؟ نعم قد يقول قائل نعم من المستحسن أن يفعل ذلك ليعلم الناس السنة لأن التعليم بالفعل أبلغ من التعليم بالقول ، وقد يقول قائل لأ ، لأن الإيتار بالخمس لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو يصلي وحده في بيته ، والإيتار بالخمس أو الصلاة بالناس بخمس قد يشق عليهم يعني لو جاء إنسان ودخل المسجد ووجده يصلي التراويح وهو يريد أن يصلي خمساً ودخل معه ، كيف ... يبقى يصلي خمس ركعات قد يكون لديه شغل قد يكون محصوراً يحتاج إلى بول أو تغوط أو خروج ريح ففي هذا مشقة على الناس .
الحث على الرفق بالناس في الصلاة .
الشيخ : ولا يخفى علينا جميعاً ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ، معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يذهب إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة فشرع ذات ليلة بسورة البقرة وكان معه رجل من أهل المزارع وتعرفون أن صاحب الزرع يكون مستعجلاً متعباً يريد النوم ، فلما شرع في البقرة انصرف الرجل وترك الصلاة معه وصلى وحده فتكلم في حقه معاذ بن جبل ولكن لما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم على معاذ وقال له : ( يا معاذ أتريد أن تكون فتاناً ) ما معنى فتاناً ؟ يعني صاداً عن سبيل الله ، لأن لإمام إذا طول هذا التطويل ترك الناس الصلاة معه فتركوا صلاة الجماعة فهذا اللذي يقوم بالناس بخمس أو سبع أو تسع سرداً قد ينفر الناس ويشق عليهم فالإنسان إذا صلى وحده يصلي ما شاء إذا صلى بالناس لا بد أن يراعي أحوال الناس لأنه ولي أمر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم ) ما الجواب ؟ ( فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به ) فالإنسان الذي له ولاية على طائفة من الناس يجب أن يراعي الناس إذا كان إماماً فليخفف .
ذكر ضابط التخفيف في الصلاة بالناس .
الشيخ : ولكن ما ميزان التخفيف المطلوب ؟ ميزانه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يصلي بالناس كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بهم ولهذا قال إنس : ( ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم ) فالتخفيف ليس ينقرها الإنسان نقر الغراب ولكن أن يصلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فما تقولون في رجل صلى بالناس صلاة العيد وقرأ في الركعة الأولى (( ق )) وفي الركعة الثانية سورة القمر (( اقتربت الساعة )) هل هذا مطول ولا مخفف ؟ مخفف لأن هذه من السنة أن تقرأ في صلاة العيد بسورة (( ق )) في الركعة الأولى وبسورة (( اقتربت )) في الركعة الثانية ، وأحياناً (( بسبح )) والغاشية وفي الجمعة أحياناً بسبح والغاشية وأحياناً بالجمعة والمنافقين فتجتمع الصلاتان في صورتين وتختلف في سورتين ، أي نعم ، طيب إيش ، إذن ينبغي للإنسان إذا كان ولياً على شيء أن يلاحظ أحوال المولّى عليهم حتى كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سمع بكاء الصبي خفف في صلاته مخافة أن تفتن أمه وينشغل قلبها وهذا من تمام الرعاية لأن هذا التخفيف طارئ لعارض ولم يلاحظ الأم دائماً لكنه لما طرأ هذا الشيء وصاح طفلها خفف عليه الصلاة والسلام ومن ثم أخذ العلماء رحمهم الله أنه ينبغي للإمام إذا أحس بداخل في الصلاة وهو راكع أخذها العلماء منه أنه ينبغي أن ينتظره يعني مثلاً دخل واحد سمعته دخل المسجد وأنت راكع في الجماعة انتظره لكن بشرط أن لا تشق على المأمومين الذين معك لأنهم أحق بالمراعات من الداخل .
بيان عدم إسراع المأموم لإدراك الركعة مع الإمام .
الشيخ : ولكن كما نقول للإمام : انتظر قليلاً ليدرك الداخل الركوع نقول للداخل أيضاً لا تسرع ، بعض الناس إذا دخل والإمام راكع قام يتنحنح أو يقول اصبروا إن الله مع الصابرين أو يخبط برجليه ، هذا كله لا ينبغي امش بهدوء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) وهذا رخصة من الله ، ودخل أبو بكرة بالتاء وليس أبو بكر ، دخل أبو بكرة رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فأسرع وركع قبل أن يصل إلى الصف ودخل في الصف ، أسرع وركع قبل أن يصل إلى الصف من أجل إدراك الركوع لأنه إذا أدرك الركوع أدرك الركعة فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة سأل من الذي فعل هذا قال أبو بكرة رضي الله عنه : أنا يا رسول الله قال : ( زادك الله حرصاً ولا تعد ) شوف حسن التعليم من الرسول صلى الله عليه وسلم ، ( زادك الله حرصاً ولا تعد ) هذا الرجل أسرع وخالف المشروع في إسراعه وركوع قبل أن يصل إلى الصف ومع ذلك يقول له الرسول صلى الله عليه وسلم إيش : ( زادك الله حرصاً ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم بأنه إنما أسرع من أجل الحرص على الخير هذا قصده فقال : ( زادك الله حرصاً ) لكن نحن لو نسمع واحد فعل هذا الشيء يقول أنا فعلته ماذا نقول ؟ هه الأخ يشير بيده يعني نضربه ، لا لو ما ضربناه ما يحتاج ، على كل حال الواقع إذا تأملنا حال الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى الحق تبين لنا سهولة الدعوة .
معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (زادك الله خيرا و لا تعد ) .
الشيخ : قال : ( زادك الله حرصاً ولا تعد ) يعني لا تسرع ولا تركع قبل أن تصل إلى الصف وليس المعنى ولا تركع إذا وجدتنا ركوعاً لأنه لو قيل بهذا المعنى لكان ينافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ما أدركتم فصلوا ) وبهذا نعرف أن أبا بكرة رضي الله عنه حينما أدرك الركوع يكون قدر أدرك الركعة وتكون هذه الحال مستثناة من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فنقول إن فاتحة الكتاب تسقط عن الإنسان إذا أدرك الإمام راكعاً تسقط عنه لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل لأبي بكرة اقض الركعة التي لم تدرك قراءة الفاتحة فيها ولد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما أسرع من أجل إدراك الركوع الذي به إدراك الركعة فتكون هذه السورة مستثناة من عموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .
بيان أن جميع الخلق عباد الله وأن من كان عبدا لله عبودية شرعية فهو عبد لله عبودية عامة .
الشيخ : على كل حال ، أهم شيء عندي في هذا التنبيه هو أن جميع الخلق عباد لله ، أي العبوديتين ؟ الكوينية ، وأن من تعبد لله بشرعه فهو عبد له بالعبودية الشرعية وكل من كان عبداً بالعبودية الشرعية فهو عبد بالعبودية الكونية ولا عكس لا عكس لأننا نشاهد الكافر عبداً لله بالعبودية الكونية ولليس عبداً له بالعبودية الشرعية بل هو مستكبر ، هذا وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً من عباده المخلصين ومن حزبه المفلحين ومن أولياءه المتقين ، وأن يجعلنا ممن يغتنمون أوقاتهم بطاعات مولاهم وأن يتقبل منا جميعاً إنه هو السميع العليم ، وإلى الدرس الحديثي الذي اتفقنا عليه وهو أخذ حديث من الأربعين النووية التي أقترح على كل طالب علم ابتدأ طلب العلم أن يحفظها لأنها في الحقيقة أحاديث من أجمل الأحاديث . نعم ، من يقرأ لنا ؟ يا الله
القاريء : الحديث السادس يا شيخ .
الشيخ : أي طيب إقرأ .
القاريء : الحديث السادس يا شيخ .
الشيخ : أي طيب إقرأ .
19 - بيان أن جميع الخلق عباد الله وأن من كان عبدا لله عبودية شرعية فهو عبد لله عبودية عامة . أستمع حفظ
شرح حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله. وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم " .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، قال المؤلف رحمه الله تعالى :
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بين، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله . وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم .
الشيخ : هذا الحديث كما سمعتم حدث به النعمان بن رضي الله عنه .
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بين، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله . وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم .
الشيخ : هذا الحديث كما سمعتم حدث به النعمان بن رضي الله عنه .
20 - شرح حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله. وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم " . أستمع حفظ
معنى قوله : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ) .
الشيخ : وقال أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه الصيغة هي أعلى صيغ الأداء وأبلغ ما يكون في التحمل والحديث بل التحديث يكون عن تحمل وعن أداء ، فالأداء إبلاغ الحديث إلى الغير ، والتحمل تلقي الحديث من الغير فالفرق إذن ؟ الأخ إيش الفرق ؟
الطالب : التحديث والأداء .
الشيخ : ما هكذا قلنا .
الطالب : الأداء والتحمل .
الشيخ : الأداء والتحمل ، ما هو التحمل كما قلت أنا ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب ... لأ التحمل أسأل عن التحمل ؟
الطالب : تلقي الحديث من الغير .
الشيخ : تلقي الحديث من الغير ، التحمل تلقي الحديث من الغير ، والأداء إبلاغه للغير فهنا واسطة ومبتدأ ومنتهى ، الواسطعة هو الذي تحمل وأدى والمبتدأ متحمل منه والمنتهى مؤدىً إليه ومبلغ إليه .
الطالب : التحديث والأداء .
الشيخ : ما هكذا قلنا .
الطالب : الأداء والتحمل .
الشيخ : الأداء والتحمل ، ما هو التحمل كما قلت أنا ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب ... لأ التحمل أسأل عن التحمل ؟
الطالب : تلقي الحديث من الغير .
الشيخ : تلقي الحديث من الغير ، التحمل تلقي الحديث من الغير ، والأداء إبلاغه للغير فهنا واسطة ومبتدأ ومنتهى ، الواسطعة هو الذي تحمل وأدى والمبتدأ متحمل منه والمنتهى مؤدىً إليه ومبلغ إليه .
معنى قوله : ( إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات ) .
الشيخ : يقول النعمان رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما مشتبهات ) فقسم النبي صلى الله عليه وسلم الأحكام إلى ثلاثة أقسام ، قسم بين حله وقسم بين تحريمه وقسم مشكوك فيه ، مشتبه ، وسيأتي إن شاء الله بيان أسباب الاشتباه ، الحلال بين كحل الطعام كلنا يعرف أن الطعام حلال ، الحرام البين كتحريم الخمر كلنا يعلم أن الخمر حرام كذا ، طيب هناك أمور مشتبهة يشتبه هل هي من المحرم أو ليست من المحرم .
ذكر سبب الإشتباه وأن له أمران مع الأمثلة . المثال الأول : قوله ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم )
الشيخ : وهذا الاشتباه يكون له سببان :
السبب الأول : هل ينطبق حكم الحل عليها والسبب الثاني : هل هذه من الأشياء المحللة أو لأ ، فالأول يكون بخفاء الدليل والثاني يكون بخفاء المدلول ، انتبه يعني بمعنى هل الدليل يدل على التحريم أو لأ هل يدل على الوجوب أو لأ ؟ والثاني هل هذا الشيء مما يراد بالحديث أو مما لا يراد ؟ انتبه يا أخ طيب نأخذ مثال اصبر جزاك الله خير ، مثال ذلك غسل الجمعة واجب على كل محتلم ، ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) خذ هذا غسل الجمعة آية أخرى ، هذا حديث الآية : (( وإن كنتم جنباً فاطهروا )) يعني اغتسلوا ، وجوب الاغتسال من الجنابة بيّن ولا خفي ؟
الطلبة : بيّن .
الشيخ : بيّن ، ولهذا أجمع المسلمون على وجوب الغسل من الجنابة ولا إشكال عندهم في هذا ، طيب غسل الجمعة وجوبه بين أو غير بين ؟ بعض العلماء بين عندهم وجوبه عندهم بين ، وبعض العلماء وجوبه عنده غير بيّن ، خفي .
السبب الأول : هل ينطبق حكم الحل عليها والسبب الثاني : هل هذه من الأشياء المحللة أو لأ ، فالأول يكون بخفاء الدليل والثاني يكون بخفاء المدلول ، انتبه يعني بمعنى هل الدليل يدل على التحريم أو لأ هل يدل على الوجوب أو لأ ؟ والثاني هل هذا الشيء مما يراد بالحديث أو مما لا يراد ؟ انتبه يا أخ طيب نأخذ مثال اصبر جزاك الله خير ، مثال ذلك غسل الجمعة واجب على كل محتلم ، ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) خذ هذا غسل الجمعة آية أخرى ، هذا حديث الآية : (( وإن كنتم جنباً فاطهروا )) يعني اغتسلوا ، وجوب الاغتسال من الجنابة بيّن ولا خفي ؟
الطلبة : بيّن .
الشيخ : بيّن ، ولهذا أجمع المسلمون على وجوب الغسل من الجنابة ولا إشكال عندهم في هذا ، طيب غسل الجمعة وجوبه بين أو غير بين ؟ بعض العلماء بين عندهم وجوبه عندهم بين ، وبعض العلماء وجوبه عنده غير بيّن ، خفي .
23 - ذكر سبب الإشتباه وأن له أمران مع الأمثلة . المثال الأول : قوله ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) أستمع حفظ
بيان أنه لا أحد أفصح من رسول الله ، ولا أحد أنصح لعباد الله من رسول الله ، و لاأحد أعلم بمراد الله وأحكامه من رسول الله صلى الله عليه و سلم .
الشيخ : فالذين قالوا إن غسل الجمعة واجب قالوا لا أحد أفصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مسلّم هذا ولا غير مسلم ؟ مسلّم ، ولا أحد أنصح لعباد الله من رسول الله مسلّم ؟ مسلم ، ولا أحد أعلم بمراده وبأحكام الله من رسول الله ، الرسول أعلم الناس بما يريد وأعلم الناس بأحكام الله فهذه ثلاثة أشياء اضبطوها :
الأول : الفصاحة فكلام النبي صلى الله عليه وسلم غاية في الفصاحة .
ثانياً : الإرادة ، النصح ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كامل الإرادة في كلامه ، والله ما أراد يوماً من الدهر أن يتكلم بكلام يضلل به الناس وحاشاه من ذلك صلوات الله وسلامه عليه ، بل كان يريد من الناس أن يعلموا أحكام شريعة الله ويش بقي
الثالث : كمال العلم لا أحد أعلم بأحكام الله من رسول الله ، ولهذا كل المسلمين إذا سئلوا عن حكم مسألة شرعية يقولون ماذا يقولون ؟ الله ورسوله أعلم فاجتمع في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم كمال العلم وكمال الإرادة ، والثالث كمال الفصاحة والبيان وهو يقول : واجب على كل محتلم ، ثم إنه علق هذا الحكم بوصف يقتضي الإلزام ، علق هذا الحكم بوصف يقتضي إيش ؟ الإلزام ما هو الوصف الذي يقتضي الإلزام ؟ قوله على كل محتلم ، والمحتلم هو البالغ .
الأول : الفصاحة فكلام النبي صلى الله عليه وسلم غاية في الفصاحة .
ثانياً : الإرادة ، النصح ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كامل الإرادة في كلامه ، والله ما أراد يوماً من الدهر أن يتكلم بكلام يضلل به الناس وحاشاه من ذلك صلوات الله وسلامه عليه ، بل كان يريد من الناس أن يعلموا أحكام شريعة الله ويش بقي
الثالث : كمال العلم لا أحد أعلم بأحكام الله من رسول الله ، ولهذا كل المسلمين إذا سئلوا عن حكم مسألة شرعية يقولون ماذا يقولون ؟ الله ورسوله أعلم فاجتمع في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم كمال العلم وكمال الإرادة ، والثالث كمال الفصاحة والبيان وهو يقول : واجب على كل محتلم ، ثم إنه علق هذا الحكم بوصف يقتضي الإلزام ، علق هذا الحكم بوصف يقتضي إيش ؟ الإلزام ما هو الوصف الذي يقتضي الإلزام ؟ قوله على كل محتلم ، والمحتلم هو البالغ .
اضيفت في - 2006-04-10