فتاوى الحرم المكي-1410-04a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تتمة الأسئلة :
الشيخ : يقول في ناس سحرة أو دجالون يدجلون على الناس يقول نحن الآن يمكن أن نحج ونقف في عرفة في يوم عرفة تيجي الشياطين تحملهم إلى عرفة ويقولون للناس نحن أولياء الله ، نحن أولياء ، يقول لو لم يكن من شطحاتهم إلا أنهم يمرون بالميقات فيتجاوزنه بدون إحرام وهذا تنطبق تماماً على الطائرة . أي نعم
سائل يقول : نرى بعض الإخوان يرفع أصبعه أثناء تشهده أو الجلسة بين السجدتين فهل لهذا أصل , وكذلك هل يرفع الأصبع عند النطق بالشهادة .
السائل : فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : نرى بعض الإخوان يرفع أصبعه أثناء تشهده أو الجلسة بين السجدتين فهل لهذا أصل ، وكذلك هل يرفع الأصبع عند النطق بالشهادة .
الشيخ : نعم هذا تكلمنا عليه قلنا يقبض الخنصر والبنصر والإبهام والوسطى أو يحلق الإبهام مع الوسطى وتبقى السبابة مفتوحة لكن ما تحرك عند الدعاء أما التشهد فقد ذكر الفقهاء " أنه يشير بها أيضا عند التشهد " لكن بعض الأخوة قال إن الحديث الوارد في هذا ضعيف ، الله أعلم ما أدري عن هذا .
الشيخ : نعم هذا تكلمنا عليه قلنا يقبض الخنصر والبنصر والإبهام والوسطى أو يحلق الإبهام مع الوسطى وتبقى السبابة مفتوحة لكن ما تحرك عند الدعاء أما التشهد فقد ذكر الفقهاء " أنه يشير بها أيضا عند التشهد " لكن بعض الأخوة قال إن الحديث الوارد في هذا ضعيف ، الله أعلم ما أدري عن هذا .
2 - سائل يقول : نرى بعض الإخوان يرفع أصبعه أثناء تشهده أو الجلسة بين السجدتين فهل لهذا أصل , وكذلك هل يرفع الأصبع عند النطق بالشهادة . أستمع حفظ
سائل يقول : جلسة الاستراحة إذا علم المأموم أن إمامه لا يجلسها فما هو الأفضل له في ذلك وإذا فعلها هل يكون مخالفا لإمامه .
السائل : هذا سائل يقول : جلسة الاستراحة إذا علم المأموم أن إمامه لا يجلسها فما هو الأفضل له في ذلك وإذا فعلها هل يكون مخالفاً لإمامه .
الشيخ : نعم جلسة الاستراحة هي أن الإنسان إذا قام إلى الثانية أو إلى الرابعة في الرباعية جلس قليلاً ثم نهض هذه ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث مالك بن حويرث وهو في الصحيحن ولكن ذكر الواصفون لصلاته أنه لا يجلس أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس هذه الجلسة فاختلف العلماء في ذلك فقال بعض العلماء : " إن هذه الجلسة ليست مشروعة مطلقاً " وقال آخرون " بل هي مشروعة بكل حال " وفصل آخرون فقالوا " إن كان الإنسان محتاجاً إلى هذه الجلسة لثقل بدنه أو مرضه أو شيخوخته فليجلس وإلا فلا "، قال صاحب المغني : " وهذا القول هو الذي تجتمع به الإدلة " واختاره كذلك بن القيم في زاد المعاد على أنه إذا كان الإنسان محتاجاً إلى هذه الجلسة فالسنة أن يجلس وإلا فلينهض معتمداً على صدور قدميه بدون جلوس وهذا فيما إذا كان المصلي منفرداً أو كان إماماً أما إذا كان مأموماً فهو تبع لإمامه إن جلس الإمام فاجلس وإن كنت لا ترى أنها سنة اجلس اتباعاً لإمامك وإن لم يجلس فلا تجلس وإن كنت ترى أنها سنة اتباعاً للإمام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمتابعة الإمام فوراً فإذا قام من السجود ولم يجلس فتمام المتابعة أن تقوم ولا تجلس لأنك لو جلست لتأخرت في متابعة القيام ، لكن لما كانت هذه الجلسة يسيرة فإنه لو جلسها المأموم لا يعد مخالفاً لإمامه لأنه سوف ينهض بسرعة إلا أنه تمام المتابعة أن لا تجلس ولا يضرك إذا تركت هذه الجلسة ولا ينقص صلاتك لأن التشهد الأول أوكد منها ومع ذلك لو نسي الإمام التشهد الأول وقام وجب عليك أن لا تقوم ولا تجلس فتترك هذه الجلسة الواجبة من أجل إيش؟ متابعة الإمام ولو دخلت مع الإمام في الصلاة الرباعية دخلت معه في الركعة الثانية لوجب عليك الجلوس وأنت في الركعة إيش ؟ الأولى ووجب عليك ترك الجلوس وأنت في الركعة الثانية كل هذا تحقيقاً لمتابعة الإمام إذن جلسة الاستراحة أقل في التوكيد نفياً أو إثباتاً من جلوس التشهد ، فإذا سقط الجلوس في التشهد من أجل المتابعة فليسقط الجلوس للاستراحة من أجل المتابعة ، لكني أقول لما كان التخلف في جلسة الاستراحة يسيراً فإن الجلسة لا تعد مخالفة للإمام ولا تبطل الصلاة لو جلس لكننا نأمره أن لا يجلس .
السائل : وهذا سائل يقول : إذا صلى الإنسان صلاة الجنازة .
الشيخ : الأخ يقول انتهى الوقت الآن . ولكن اصبروا يا جماعة
الشيخ : نعم جلسة الاستراحة هي أن الإنسان إذا قام إلى الثانية أو إلى الرابعة في الرباعية جلس قليلاً ثم نهض هذه ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث مالك بن حويرث وهو في الصحيحن ولكن ذكر الواصفون لصلاته أنه لا يجلس أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس هذه الجلسة فاختلف العلماء في ذلك فقال بعض العلماء : " إن هذه الجلسة ليست مشروعة مطلقاً " وقال آخرون " بل هي مشروعة بكل حال " وفصل آخرون فقالوا " إن كان الإنسان محتاجاً إلى هذه الجلسة لثقل بدنه أو مرضه أو شيخوخته فليجلس وإلا فلا "، قال صاحب المغني : " وهذا القول هو الذي تجتمع به الإدلة " واختاره كذلك بن القيم في زاد المعاد على أنه إذا كان الإنسان محتاجاً إلى هذه الجلسة فالسنة أن يجلس وإلا فلينهض معتمداً على صدور قدميه بدون جلوس وهذا فيما إذا كان المصلي منفرداً أو كان إماماً أما إذا كان مأموماً فهو تبع لإمامه إن جلس الإمام فاجلس وإن كنت لا ترى أنها سنة اجلس اتباعاً لإمامك وإن لم يجلس فلا تجلس وإن كنت ترى أنها سنة اتباعاً للإمام لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمتابعة الإمام فوراً فإذا قام من السجود ولم يجلس فتمام المتابعة أن تقوم ولا تجلس لأنك لو جلست لتأخرت في متابعة القيام ، لكن لما كانت هذه الجلسة يسيرة فإنه لو جلسها المأموم لا يعد مخالفاً لإمامه لأنه سوف ينهض بسرعة إلا أنه تمام المتابعة أن لا تجلس ولا يضرك إذا تركت هذه الجلسة ولا ينقص صلاتك لأن التشهد الأول أوكد منها ومع ذلك لو نسي الإمام التشهد الأول وقام وجب عليك أن لا تقوم ولا تجلس فتترك هذه الجلسة الواجبة من أجل إيش؟ متابعة الإمام ولو دخلت مع الإمام في الصلاة الرباعية دخلت معه في الركعة الثانية لوجب عليك الجلوس وأنت في الركعة إيش ؟ الأولى ووجب عليك ترك الجلوس وأنت في الركعة الثانية كل هذا تحقيقاً لمتابعة الإمام إذن جلسة الاستراحة أقل في التوكيد نفياً أو إثباتاً من جلوس التشهد ، فإذا سقط الجلوس في التشهد من أجل المتابعة فليسقط الجلوس للاستراحة من أجل المتابعة ، لكني أقول لما كان التخلف في جلسة الاستراحة يسيراً فإن الجلسة لا تعد مخالفة للإمام ولا تبطل الصلاة لو جلس لكننا نأمره أن لا يجلس .
السائل : وهذا سائل يقول : إذا صلى الإنسان صلاة الجنازة .
الشيخ : الأخ يقول انتهى الوقت الآن . ولكن اصبروا يا جماعة
3 - سائل يقول : جلسة الاستراحة إذا علم المأموم أن إمامه لا يجلسها فما هو الأفضل له في ذلك وإذا فعلها هل يكون مخالفا لإمامه . أستمع حفظ
كلمة للشيخ حول تفسير قوله تعالى :" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " .
الشيخ : ليلة الأربعاء الموافق للرابع والعشرين من شهر رمضان عام عشرة وأربع مئة وألف ، قول الله عز وجل : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) فقد بين الله عز وجل في هذه الآية الكريمة أنه شرع لهذه الأمة خلاصة ما جاءت به الأنبياء وعلى رأسهم .
4 - كلمة للشيخ حول تفسير قوله تعالى :" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " . أستمع حفظ
مواضع ذكر أولي العزم في القرآن .
الشيخ : الرسل الخمسة أولوا العزم وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم ، هؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل وقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى في القرآن في موضعين : في هذا الموضع وفي سورة الأحزاب فهنا يقول : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) والوصية بالشيء تدل على الاهتمام به والعناية به .
معنى قوله تعالى :" أن أقيموا الدين " .
الشيخ : (( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) كلمتان : إقامة الدين وعدم التفرق فيه ، أما إقامة الدين فأن نكون جميعاً متعاونين على تنفيذ شريعة الله في عباد الله هذا إقامة الدين أن نكون جميعاً متعاونين على إقامة شريعة الله في عباد الله ومن ذلك أن نقيمها بأنفسنا لأن الإنسان يبدأ بنفسه قبل غيره ، فإذا أقمنا دين الله في أنفسنا وفي عباد الله ، فهذا هو امتثال قوله : (( أن أقيموا الدين )) .
من إقامة الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الشيخ : ويلزم من هذا أن نتعاون على البر والتقوى إذا رأينا شخصاً قائماً بمشروع بر أعناه بأموالنا وأبداننا وأقوالنا وجاهنا بكل ما نستطيع ، إذا رأينا شخصاً متقياً لله عز وجل نعينه على التقوى على ترك المحارم ونصبره على ذلك ونقول له اصبر عن المحرم وإن جادلتك نفسك فاصبر وصابر ، ورابط فإن العاقبة للمتقين .
من إقامة الدين التواصي بالحق والتواصي بالصبر .
الشيخ : ويلزم من هذه العبارة أيضاً أن نتواصى بالحق وأن نتواصى بالصبر وأن نتواصى بالمرحمة كما قال الله تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر )) استثنى من : (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) نتواصى بالحق وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم نتواصى به يوصي بعضنا بعضاً كما يوصي الرجل عند موته على صغار أطفاله وكذلك نتواصى بالصبر لأن الحق يحتاج إلى مصابرة إذا لم يصبر الإنسان على الحق عجز ... وتركه .
أنواع الصبر ثلاثة : أولا : الصبر على طاعة الله .
الشيخ : إن الصبر ثلاثة أنواع بعضها أعلى من بعض ، الصبر على أوامر الله والصبر عن محارم الله والصبر على أقدار الله المؤلمة ثلاثة .
الصبر على أوامر الله أن يصبر الإنسان على ما يصيبه من تنفيذ الطاعة لأن الطاعة أيها الأخوة شاقة على النفس ليس كل الناس تنقاد نفسه إلى الطاعة وأيضاً قد تنقاد نفسه إلى الطاعة ويحب الخير لكنه يعبد الله بالهوى لا بالهدى .
فتجده تأخذه العاطعة الدينية حتى يزيد في دين الله ويغلو في دين الله ويشدد في دين الله على نفسه وعلى غيره ، لأن عنده عاطفة قوية للدين وغيرة عظيمة لكنه لا يحكم هذه العاطفة ويقرنها بالعقل ولهذا يقال : الناس أقسام منهم من عنده عاطفة وعقل ومنهم من عنده عقل بلا عاطفة ومنهم من عنده عاطفة بلا عقل ومنهم من ليس لعنده عاطفة ولا عقل فمن أكمل الناس ؟ من عنده عاطفة وعقل ، لأنه لولا العاطفة ما نشط الإنسان ولا تحرك ولولا العقل لكان تصرفه أخرق ، إما في غلوا وإما في تقصير فإذا اجتمعت العاطفة التي تحدوه وتحثه على العمل وعلى الإقبال مع العقل الذي يحكم صنيعه حصل الكمال على كل حال لا بد من أن نتواصى بالصبر على الطاعة .
الصبر على أوامر الله أن يصبر الإنسان على ما يصيبه من تنفيذ الطاعة لأن الطاعة أيها الأخوة شاقة على النفس ليس كل الناس تنقاد نفسه إلى الطاعة وأيضاً قد تنقاد نفسه إلى الطاعة ويحب الخير لكنه يعبد الله بالهوى لا بالهدى .
فتجده تأخذه العاطعة الدينية حتى يزيد في دين الله ويغلو في دين الله ويشدد في دين الله على نفسه وعلى غيره ، لأن عنده عاطفة قوية للدين وغيرة عظيمة لكنه لا يحكم هذه العاطفة ويقرنها بالعقل ولهذا يقال : الناس أقسام منهم من عنده عاطفة وعقل ومنهم من عنده عقل بلا عاطفة ومنهم من عنده عاطفة بلا عقل ومنهم من ليس لعنده عاطفة ولا عقل فمن أكمل الناس ؟ من عنده عاطفة وعقل ، لأنه لولا العاطفة ما نشط الإنسان ولا تحرك ولولا العقل لكان تصرفه أخرق ، إما في غلوا وإما في تقصير فإذا اجتمعت العاطفة التي تحدوه وتحثه على العمل وعلى الإقبال مع العقل الذي يحكم صنيعه حصل الكمال على كل حال لا بد من أن نتواصى بالصبر على الطاعة .
ثانيا : الصبر عن معصية الله .
الشيخ : الصبر عن المعصية المعاصي كثيرة وهي إما لشهوة الفرج أو لشهوة الرئاسة أو لشهوة المال أو لشهوة الجاه فالشهوات أنواع كثيرة تجد بعض الناس يميل إلى المال بعض الناس يميل إلى الجاه بعض الناس يميل إلى الجاه بعض الناس يميل إلى النساء تختلف الإرادات والأهواء في المعاصي لكن لا بد من الصبر عن معصية الله احبس نفسك ، لو سولت لك نفسك أن تعمل المعصية فاحبسها وجاهدها حتى تكمل .
ثالثا : الصبر على أقدار الله المؤلمة , وتقسيم أقدار الله إلى قسمين :
الشيخ : الثالث : الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن أقدار الله إما مؤلمة وإما ملائمة إما مؤلمة وإما ملائمة ، الملائمة ما يلائم الطبيعة وترتاح له ، والمؤلمة ما لا يلائم الطبيعة ولا ترتاح له ، فالمرض من أي الأقدار ؟ المؤلمة ، الفقر من الأقدار المؤلمة ، الجدب القحط تلف الأموال مؤلم ، لكن الصحة والأولاد والزوجات والمال هذه من الأقدار الملائمة الأقدار الملائمة في الحقيقة تحتاج إلى صبر أيضاً وهو الصبر على شكر النعمة لكن الأقدار المؤلمة هي التي نريدها هنا الصبر على أقدار الله المؤلمة ، الإنسان يبتلى في الدنيا ولا شك ولا أحد يسلم من الابتلاء في الدنيا والشاعر يقول:
"فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر"
فكر في نفسك تأمل ياتك هل ينطبق عليك هذا البيت أو لا ؟ الغالب أنه ينطبق تجد الإنسان يوماً من الأيام مسروراً منشرح الصدر وفي اليوم الثاني بالعكس وفي اليوم الثالث كاليوم الأول وفي اليوم الرابع كاليوم الثاني وهكذا ، سواء كان يوماً أو بعد يوم أو يومين بعد يومين أو ثلاثة بعد ثلاثة المهم أن الدنيا لم تتم لا بد من أقدارٍ مؤلمة فبماذا نقبل هذه الأقدار نقابلها بالصبر يجب أن نقابلها بالصبر .
"فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر"
فكر في نفسك تأمل ياتك هل ينطبق عليك هذا البيت أو لا ؟ الغالب أنه ينطبق تجد الإنسان يوماً من الأيام مسروراً منشرح الصدر وفي اليوم الثاني بالعكس وفي اليوم الثالث كاليوم الأول وفي اليوم الرابع كاليوم الثاني وهكذا ، سواء كان يوماً أو بعد يوم أو يومين بعد يومين أو ثلاثة بعد ثلاثة المهم أن الدنيا لم تتم لا بد من أقدارٍ مؤلمة فبماذا نقبل هذه الأقدار نقابلها بالصبر يجب أن نقابلها بالصبر .
أحوال الإنسان أمام أقدار الله المؤلمة أربعة أحوال :
الشيخ : وذلك أن الإنسان أمام هذه الأقدار لا يخلو أربع حالات : انتبه يا ولد الجزع ، والصبر ، والرضا ، والشكر أعيدها ، الجزع والصبر والرضا والشكر .
أولا : حالة السخط والجزع وصوره .
الشيخ : الجزع واضح إذا أصيب بمصيبة جزع وتسخط وعلامة ذلك إما بالقول وإما بالفعل ، يعني علامة الجزع إما قولية أو فعلية فمن العلامات القولية أن يشتم الدهر ويسب الدهر ويدعو على نفسه بالويل والثبور وما أشبه ذلك من دعاوى الجاهلية وأما العلامات الفعلية فمثل نتف الشعر وصفع الخدود وشق الجيوب وخمش الصدور وما أشبه ذلك ، هذا صبر ولا جزع ؟ جزع إذن الجزع أن يتسخط من قضاء الله وقدره ولا يرضاه بقلبه وعلامته إما قولية وإما فعلية .
ثانيا : حالة الصبر .
الشيخ : الصبر أن يتألم للمقدور يتألم لكن يصبر يحبس لسانه ويحبس جوارحه ويحبس قلبه فلا يكون في قلبه سخط على القضاء ولا في لسانه قول محرم ولا في جوارحه فعل محرم لكنه متألم مما أصابه ، كرجل أصيب بفقد مال تألم ولكنه قد حبس قلبه ولسانه وجوارحه نقول هذا إيش مقامه ؟ مقامه مقام صبر.
ثالثا : حالة الرضا .
الشيخ : الثالث : الرضا ، وهذا المقام هو أن الإنسان لا يتألم يكون متمشياً مع قضاء الله وقدره وقضاء الله له ما يلائمه أو ما يؤلمه على حد سواء ، لأنه راض تماماً بالقضاء ما يتألم يقول هذا قضاء الله وهو ربي يفعل بي ما شاء فأنا راض لا أتألم وكأن الذي يؤلمني يلائمني ، واضح هذه أعلى من الصبر ولا دون الصبر ؟ أعلى من الصبر .
رابعا : حالة الشكر .
الشيخ : الرابع : الشكر أن يشكر الله على ما أصابه مما يؤلمه ولكن هذا يبدوا وكأنه أمر مستحيل ، كيف يشكر الإنسان ربه على شيء يؤلمه ، ولكن يقال : إن ذوي الأرباب العالية والمنازل الرفيعة لا يتعذر هذا في حقهم لأنهم لا ينظرون إلى هذه المصييبة لا ينظرون إليها إلى أن المراد بها إهانة المصاب ، وإنما يرون أن المراد بها والحكمة منها أن يعلوَ المصاب درجات ويكفر الله بها عنه فيشكر الله على أي شيء على نتائجها وثمراتها ، لأنه يكفر به أو يكفر بها أي بهذه المصائب من خطاياه ويعلوا بها أيضاً درجات في الآخرة إذا نظر إلى هذه الناحية انقلبت هذه المصيبة أو هذه المحنة انقلبت منحة ، المنحة يشكر عليها أو لا يشكر ؟ يشكر عليها لكن هذه منازل عالية لا يبلغها إلا الواحد من الألف .
فالناس إذن أمام المصائب لهم أحوال أربع :
سخط وصبر ورضا وشكر .
فالناس إذن أمام المصائب لهم أحوال أربع :
سخط وصبر ورضا وشكر .
بيان حكم هذه الأحوال الأربعة مع الأدلة .
الشيخ : ما حكم هذه الأحوال أما السخط فحرام حرام ومن كبائر الذنوب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) ، فهذا المقام مقام جزع حكمه ، حرام بل من كبائر الذنوب ، فهو ضلال في الدين ، وسفه في العقل أيضاً هو سفه في العقل ، لأن هذا الجزع لا يرد المصيبة ولا يخفف من المصيبة بل يزيدها ألماً ولهذا قال بعض العلماء : إذا أصبت بمصيبة فإما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسلوً سلو البهائم يعني تنسى المصيبة وأنا أظن أنه ما من أحد منا إلا وأصيب بمصيبة ألمته ولكن بطول الزمن ماذا يكون ؟ ينساها يسلو عنها فإذا صبر عليها حين المصيبة نال درجة الصابرين وإن تسخط نزل عن هذه الدرجة ولم يغن عنه التسخط والجزع شيئاً ولهذا مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة وهي عند قبر ابنها تبكي فقال لها عليه الصلاة والسلام : ( يا هذه اتقي الله واصبري فقالت إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي فلما انصرف النبي عليه الصلاة والسلام وأخبرت به جاءت تعتذر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) ـ الأخ هذا يبن لي اللي قلت ـ أنت
نعم إذن الإنسان الذي يجزع عند المصيبة لن يستفيد أبداً فجزعه ضلال في الدين وإيش ؟ وسفه في العقل .
طيب الصبر ما حكمه ؟ حكمه واجب ، لأن الله أمر به فقال : (( واصبروا إن الله مع الصابرين )) وثوابه عظيم (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) فأنت اصبر وتحمل وثق أنها ستتغير الحال من الصباح إلى المساء ستتغير والجزع والحر العظيم الذي أصابك في المصيبة إذا صبرت سوف ينقلب برداً وسلاماً في آخر النهار .
طيب الرضا حكمه قال بعض العلماء أنه واجب كالصبر وقال بعض العلماء أنه مستحب وهذا هو الصحيح أنه مستحب وذلك لأنه أمر لا يقوم به كل أحد فلو أوجبناه على الناس لألزمناهم بما لا يستطيعون فالصحيح أنه مستحب وليس بواجب
الشكر واجب ولا مستحب؟ لا مستحب من باب أولى لأنه إذا كان الرضا مستحباً فالشكر من باب أولى ، لأنه رضاً وزيادة ولست أتكلم الآن على الشكر على النعمة ، إنما أتكلم على الشكر على المصيبة فهو مستحب وليس بواجب ، إذن أيها الأخوة من جملة إقامة الدين الذي أمر الله به (( أن أقيموا الدين )) إيش ؟ أن نتواصى بالصبر كما أمر الله : (( تواصوا بالصبر )) .
نعم إذن الإنسان الذي يجزع عند المصيبة لن يستفيد أبداً فجزعه ضلال في الدين وإيش ؟ وسفه في العقل .
طيب الصبر ما حكمه ؟ حكمه واجب ، لأن الله أمر به فقال : (( واصبروا إن الله مع الصابرين )) وثوابه عظيم (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) فأنت اصبر وتحمل وثق أنها ستتغير الحال من الصباح إلى المساء ستتغير والجزع والحر العظيم الذي أصابك في المصيبة إذا صبرت سوف ينقلب برداً وسلاماً في آخر النهار .
طيب الرضا حكمه قال بعض العلماء أنه واجب كالصبر وقال بعض العلماء أنه مستحب وهذا هو الصحيح أنه مستحب وذلك لأنه أمر لا يقوم به كل أحد فلو أوجبناه على الناس لألزمناهم بما لا يستطيعون فالصحيح أنه مستحب وليس بواجب
الشكر واجب ولا مستحب؟ لا مستحب من باب أولى لأنه إذا كان الرضا مستحباً فالشكر من باب أولى ، لأنه رضاً وزيادة ولست أتكلم الآن على الشكر على النعمة ، إنما أتكلم على الشكر على المصيبة فهو مستحب وليس بواجب ، إذن أيها الأخوة من جملة إقامة الدين الذي أمر الله به (( أن أقيموا الدين )) إيش ؟ أن نتواصى بالصبر كما أمر الله : (( تواصوا بالصبر )) .
من إقامة الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الأدلة .
الشيخ : ومن إقامة الدين التي أمر الله بها أن نتآمر بالمعروف وأن نتناهى عن المنكر ، حتى نكون أمة واحدة تتفق في أفكارها واتجاهاتها وأقوالها وأفعالها وأحوالها لأنه إذا لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر تفرقنا ولا بد
الكلام حول التفرق وخطورته .
الشيخ : لأننا إذا لم نأمر بالمعروف ولم ننهى عن المكر تفرقنا لا بد لأن صاحب المنكر يمشي مع فريقه وصاحب المعروف يمشي مع فريقه ، هذا تفرق ، ولهذا قال تعالى : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا )) ولتكن منكم أمة يدعون ويأمرون وينهون (( ولا تكون كالذين تفرقوا )) فدل هذا على أن ترك الدعوة إلى الله وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لإيش؟ للتفرق ولا بد ، والأمة إذا تفرقت تنازعت وإذا تناعت فشلت وذهب ريحها وصارت فريسة لأعدائها ولهذا يقال: إن من سياسة الكفار تجاه المسلمين أنهم يأخذون بمبدأ يسمى "مبدأ فرق تسد " يعني اجعل الناس يتفرقون تكون أنت السيد ، وهذا حقيقة إذا تفرق المسلمون تنازعوا ففشلوا وذهبت رحيهم وصاروا فريسة لأعدائهم فصار العدوا يجلس يتفرج على تنازع المسلمين وتفرقهم ، ويكون بأسهم بينهم وعدوهم مستريح ، إذن نقول من جملة إقامة الدين أن نتآمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر .
معنى المعروف والمنكر في الشرع .
الشيخ : وهنا نسأل ما هو المعروف ؟ هل المعروف ما عرفه الناس أو ما عرفه الشرع وأقره ؟ نعم ما عرفه الشرع وأقره ، لا ما عرفه الناس ، لأن الناس قد يعرفون المنكر وينكرون المعروف ، وإنما المعروف ما عرفه الشرع وأقره كشرائع الإسلام والمنكر ما أنكره الشرع وحذر منه كالمعاصي ، هذا تعريف المعروف وتعريف النكر.
شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أولا : أن يكون الآمر عالما بالمعروف .
الشيخ : ولكن لا بد لذلك من شروط :
الشرط الأول : أن يكون الآمر عالماً بالمعروف يعني عالماً بأن هذا مما أمر الله به ، أما إذا كان جاهلاً فكيف يأمر ولهذا يفس الجاهل الآمر بالمعروف وهو يجهله أكثر مما يصلح ، فكم من إنسان تجده على منكر وأكثر ما يكون هذا في البدع في الدين البدع التي تقسم الأعناق والظهور ويحسبها الجاهر حقاً وهي باطل ، هي التي يأمر بها الجهال فيغرون العوام ، تأتي لشخص تقول هذا منكر قال منكر فلان أمرني به كيف يكون منكراً والذي أمره به جاهل ولا عالم ؟ جاهل ، ولهذا لا يجوز أن تأمر بشيء على أنه من شرع الله ، حتى تكون عالما بأنه من شرع الله ، وإلا كنت مسؤولا ،كنت مسؤولا من جهتين ، من جهة أنك نسبت هذا الشيء إلى شرع الله وليس منه ، ومن جهة أخرى أنك أمرت به عباد الله وليس مما تعبدهم الله به .
الشرط الأول : أن يكون الآمر عالماً بالمعروف يعني عالماً بأن هذا مما أمر الله به ، أما إذا كان جاهلاً فكيف يأمر ولهذا يفس الجاهل الآمر بالمعروف وهو يجهله أكثر مما يصلح ، فكم من إنسان تجده على منكر وأكثر ما يكون هذا في البدع في الدين البدع التي تقسم الأعناق والظهور ويحسبها الجاهر حقاً وهي باطل ، هي التي يأمر بها الجهال فيغرون العوام ، تأتي لشخص تقول هذا منكر قال منكر فلان أمرني به كيف يكون منكراً والذي أمره به جاهل ولا عالم ؟ جاهل ، ولهذا لا يجوز أن تأمر بشيء على أنه من شرع الله ، حتى تكون عالما بأنه من شرع الله ، وإلا كنت مسؤولا ،كنت مسؤولا من جهتين ، من جهة أنك نسبت هذا الشيء إلى شرع الله وليس منه ، ومن جهة أخرى أنك أمرت به عباد الله وليس مما تعبدهم الله به .
اضيفت في - 2006-04-10