الشيخ : على وجه الأرض كل ما على وجه الأرض فهو صعيد كل ما على وجه الأرض فهو صعيد ، سواء كان رملا أو حجارة أو طينا ، الأرض كلها صعيد الأرض كلها صعيد ، قال الله تعالى (( وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا )) يعني خاليا ما في نبات ، إذن فالصعيد كل الأرض كل الأرض صعيد ، تيمم على الرمل على الحجارة على التراب على أي شيء .
وقوله ( فإنه يكفيك ) عن أي شيء يكفيه ؟ يكفيه عن الماء فيقوم الصعيد مقام الماء في كل شيء ، وعلى هذا لو تيمم لصلاة نافلة فهل يصلي فريضة ؟ تيمم لصلاة نافلة هل يصلي فريضة ؟ نعم يصلي فريضة كما أنه لو توضأ لصلاة نافلة صلى فريضة ، طيب ولا فرق ، هذا الرجل تيمم والظاهر أنه صلى لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يدعه ، تيمم وصلى ، بعد ذلك وجد الماء في نفس الحديث ( وجد الماء فلما سقى الناس إبلهم واستقوا هم بأنفسهم بقي بقية فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل وقال خذ هذا فأفرغه على نفسك ) ( خذ هذا أفرغه على نفسك ) وهنا نأخذ من هذا الحديث من بقية الحديث ( أفرغه على نفسك ) نأخذ منه فائدتين مهمتين.

الشيخ : الفائدة الأولى : أن التيمم يبطل إذا وجد ايش؟ الماء ، ومن عبارات العامة : إذا وجد الماء بطل التيمم ، هذا صحيح ، فهذا الرجل أمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يغتسل بعد أن كان قد تيمم عن الجنابة ، فالتيمم إذن متى وجد الماء بطل التيمم ، طيب لو أن إنسان توضأ لصلاة الظهر مثلا لعدم الماء ثم حضر الماء قبل أن يصلي هل يصلي بالتيمم ؟ لا ، ليش ؟ لأنه بطل بوجود الماء بطل بوجود الماء.

الشيخ : الفائدة الثانية من هذا الحديث أنه لا يشترط في الغسل أن يتوضأ قبله لا يشترط في الغسل أن يتوضأ قبله، فلو أن الإنسان انغمس في الماء انغمس في بركة ناويا الاغتسال عن الجنابة ثم خرج وتمضمض واستنشق يكفي وإلا ما يكفي ؟ يكفي وإن لم يتوضأ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لهذا الرجل يتوضأ ولو كان الوضوء قبل الغسل واجبا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم .
ممكن أن نأخذ منه فائدة ثالثة وهي أن الجنب إذا نوى الغسل فقط أجزأ عن الوضوء ، إذا نوى الغسل فقط ولا طرأ على باله الوضوء فإنه يجزئه ، وهذا صحيح ويدل عليه قوله تعالى (( وإن كنتم جنبا فاطهروا )) مع أن الإنسان هذا الجنب يريد القيام إلى الصلاة وهو لم يتوضأ لكن غسله عن الجنابة يكفيه عن الوضوء.

الشيخ : وفي هذا الحديث حديث عمران بن حصين أنه ينبغي لمن كان مسؤولا عن جماعة أن يتفقد أحوالهم وأن يسأل ، انتبه يا أخي ، وجه ذلك من أين يؤخذ من هذا الحديث ؟ من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الرجل ما منعك أن تصلي ، ويؤخذ من هذا الحديث أيضا أنه لا ينكر على الشخص حتى يعلم أنه فعل ما ينكر به عليه ، من أين تؤخذ ؟ أنه لا ينكر على الشخص حتى نعلم أنه فعل ما ينكر عليه ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه بل سأل ما الذي منعه ولو أنكر عليه لوبخه وقال كيف تترك الصلاة ؟، فدل هذا على أن الإنسان ينبغي له أن لا يتعجل بالإنكار حتى يعلم وجه الإنكار .
ويؤيد ذلك أيضا ( أن رجلا دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فلم ينكر عليه بل قال له هل صليت ؟ قال لا ، قال قم فصل ركعتين وتجوز فيهما ) ، وهكذا ينبغي للداعية وللآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن لا يتعجل بالإنكار حتى يتبين له وجه الإنكار ، نعم

القارئ : وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه ) متفق عليه
الشيخ : عمار بن ياسر رضي الله عنه ( بعثه النبي صلى الله عليه وسلم هو وعمر بن الخطاب في حاجة فأجنب عمار وليس معهم ماء ) فاستعمل رضي الله عنه القياس ، استعمل القياس ، إذا أجنب الرجل وجب عليه أن يطهر جميع بدنه بالماء ، أليس كذلك ؟ فقاس رضي الله عنه قاس طهارة التيمم على طهارة الماء ( يقول فتمرغت في الصعيد يعني في الأرض كما تتمرغ الدابة يعني تقلبت عليها كما تتمرغ الدابة على .. وصلى ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك فقال : إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا ) تقول بيديك ، في إشكال هنا من ... اللغة هل القول في اليد وإلا في اللسان ؟ نعم
الطالب : في اللسان
الشيخ : في اللسان ، كيف قال ( أن تقول بيديك ) ، والقول إنما يكون باللسان ، نقول هذا من باب التوسع في اللغة أن القول يطلق على الفعل ، يعني أن تفعل هكذا ، نعم ثم ضرب بيديه الأرض ومسح وجهه وظاهر كفيه ، ضرب الأرض ضربة واحدة ومسح وجهه وكفيه.

الشيخ : ففي هذا الحديث دليل على أن التيمم مشروع في الجنابة من أين يؤخذ ؟ من قوله ( أجنبت فلم أجد الماء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك أن تقول هكذا ) ، وقد كان فيه خلاف فيما سبق من السلف ومن جملة الذين خالفوا فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال " إن الجنب إذا عدم الماء لا يتيمم بل ينتظر حتى يجد الماء " .
حتى إنه أي عمر لما بلغه ( أن عمار بن ياسر يحدث بهذا الحديث دعاه وقال كيف تحدث بهذا ؟ فذكّره عمار وقال ألا تذكر حين بعثني النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وحصل مني جنابة ) وذكر له القصة ، ( فقال: نعم ولكن يا أمير المؤمنين إن كنت تريد أن لا أحدث بهذا الحديث فعلت لما جعل الله لك من الطاعة عليّ ، فقال عمر لا ) يعني لا أمنعك أن تحدث به ( نوليك ما توليت ، فأذن له أن يحدث ) ، لكن عمر كان ناسيا.

الشيخ : في هذا الحديث إذن عدة فوائد:
أولا : أنه يجوز للإنسان أن يعبر باللفظ الذي يستقبح عرفا إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، من أين يؤخذ ؟ من قوله ( فأجنبت ) ( فأجنبت ) .
ويؤخذ منه أيضا استعمال القياس وأن القياس ثابت شرعا ، من أين يؤخذ ؟ من كون عمار ( تمرغ في الصعيد كما تتمرغ الدابة ) ولكن لماذا لا تناقشونني في هذا ؟ لأنه قد يقول قائل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقره على هذا ، وقال ( إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا )، فما الجواب ؟ هاه قم
الطالب : ...
الشيخ : طيب ، استرح ، نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه القياس إنما أنكر عليه الكيفية فقط ، ما قال لماذا تقيس على أمر لم تعرف فيه نصا وإنما أنكر عليه الكيفية فقط.

الشيخ : ويؤخذ من هذا الحديث أن كل قياس خالف النص فإنه باطل ومردود ، وهذا متفق عليه ، ويسمى القياس الذي يخالف النص يسمى فاسد الاعتبار ، إذا رأيت في كلام العلماء وهذا قياس فاسد الاعتبار معناه أنه مخالف للنص .
ويؤخذ من هذا الحديث جواز التشبيه بما يقرب المعنى وإن كان قد يستقبح لقوله ( فتمرغت في الصعيد كما تتمرغ الدابة ) ، وقد يقول بعض المتحذلقين إن عمار بن ياسر قصد هذا كأنه يقول إنه بليد كالدابة فلذلك شبه تمرغه بتمرغ الدابة حيث قاس طهارة التيمم على طهارة الماء ، ولكن هذا مردود ونقول إن عمار بن ياسر لم يقصد هذا المعنى بل قصد أن يقرب المعنى بهذا التشبيه.

الشيخ : ويؤخذ من هذا الحديث أن الرجل إذا اجتهد وعمل العبادة على اجتهاده وتبين خطأوه فإنه لا يؤمر بإعادتها ، وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر عمار بن ياسر بإعادة الصلاة مع أن هذا التيمم ليس بصحيح ولا شرعي ، وهذه القاعدة مهمة تنفعك في هذا الباب وغيره ، كثير من الناس الآن يعيش بين بيئة جاهلة ما تعرف فيفوت عليه بعض الواجبات فهل نأمره بالقضاء أو نقول إن هذا ليس عليه قضاء ؟ ولنفرض أن هذا رجل عاش في بادية يعني عند البدو والغالب أن البادية عندهم جهل كثير ، وكان لا يعرف أن صلاة العصر أربع فكان يصليها ركعتين وبقي على هذا عدة سنوات ، ثم تبين له أن صلاة العصر أربع هل يعيد ما سبق أو لا ؟ الجواب لا يعيد لماذا ؟ لأنه جاهل وليس عنده من يعلمه ولم يفرغ للتعلم فمثل هذا لا تجب عليه الإعادة ، وكذلك أيضا ما يسأل عنه النساء كثيرا ، تبلغ المرأة وهي صغيرة يعني أنها تحيض وهي صغيرة وإذا حاضت بلغت ولا تصوم لا تخبر أهلها أنها حاضت خجلا وحياء ولا تصوم وربما تصوم مع أهلها حتى أيام الحيض فهذه أيضا نقول إذا كانت في بلد ليس فيه من ، أو إذا كانت في مكان ليس فيه من يرجع إليه في العلم فهي معذورة ، أما إذا كان فيه من يرجع إليه في العلم ولكنها فرطت في ترك السؤال فهي غير معذورة .
ويؤخذ من هذا الحديث أن المجتهد لا يؤنب ويوبخ ، وإن أخطأ في اجتهاده ، وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوبخ عمار بن ياسر ولم يعنفه على اجتهاده مع أنه قد أخطأ فيه .
ويؤخذ من هذا الحديث أيضا أنه لا يعصم أحد من الخطأ حتى الصحابة رضي الله عنهم فعمار بن ياسر صحابي جليل معروف ومع ذلك أخطأ ، والخطأ يقع من كل بشر ، قال النبي عليه الصلاة والسلام ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) وهذا وإن كان المراد به الخطيئة دون الخطأ الذي هو ارتكاب الخطيئة عن غير عمد لكنه شامل كل إنسان يخطئ لكن الرسل عليهم الصلاة والسلام معصومون من الإقرار على الخطأ يعني لو صدر من بعض الرسل شيء من الخطأ فإنهم معصومون من الإقرار عليه بخلاف غيرهم فإنهم قد يخطؤون ولا ينبهون على الخطأ وهذا هو الفرق بين الرسل وبين غيرهم ، أن الرسل لا يقرون على الخطأ وأما غيرهم فقد لا ينبه على الخطأ ، نعم نعم ؟
السائل : ...
الشيخ : أيش ؟ نعم
السائل : ...
الشيخ : وما هي ؟ كيف ؟
السائل : ...
الشيخ : أي نعم نعم ، هذا أيضا من الفوائد أنه ينبغي للمعلم أن يعلم بالتطبيق الفعلي لأن ذلك أقرب إلى الفهم ، لأنه قال ( أن تقول بيديك هكذا وضرب الأرض ) ولم يقل أن تضرب الأرض وتمسح وجهك ويديك بل علمه ذلك بالفعل ، وهذا أمر ينبغي للعالم أن يستعمله في المسائل الصعبة حتى يفهم الطلبة بسرعة وكان ( عثمان بن عفان رضي الله عنه يدعو بالماء يتوضأ به حتى يري الناس كيف ... وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم ) ، نعم

القارئ : وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد .. )
الشيخ : ... نعم
القارئ : ( قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الى .. )
الشيخ : ( وكان النبيُ ) بدون صلى الله عليه وسلم
القارئ : ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ) متفق عليه
الشيخ : نعم هذا الحديث فيه مسائل مهمة جدا.

الشيخ : يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ) ، هنا تكلم على مشكل إعرابه .
اولا ما الذي نصب خمسا ، كيف جاءت منصوبة وأعطي فعل ماض مبني للمجهول والمعروف أن الفعل المبني للمجهول يكون المفعول به فيه منصوبا مرفوعا لا منصوبا ؟
الطالب : ...
الشيخ : ...
الطالب : الأول أصلا فاعل ... نائب فاعل
الشيخ : سمعتم جوابه ، يقول أعطيت تنصب مفعولين ، والمفعول الأول هو نائب الفاعل وهو الضمير أعطيت والمفعول الثاني خمسا ، إذن خمسا منصوبة على كل حال لأنها مفعول ثاني ، طيب أعطى تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر أو ليس أصلهما مبتدأ وخبر ؟ طيب الأصل ؟
الطالب : ...
الشيخ : أعطى تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر أو ليس أصلهما مبتدأ وخبر ؟
الطالب : ...
الشيخ : ايش يقول؟
الطالب : ...
الشيخ : أصلهما مبتدأ وخبر ؟ أعطى ، لو قلت أعطيت زيدا درهما صار زيد درهم
الطالب : لا لا ليس أصلهما مبتدأ وخبر
الشيخ : ليس أصلهما مبتدأ وخبر ، طيب استرح بارك الله فيك ليس أصلهما مبتدأ وخبر وظن تنصب مفعولين هاه
الطالب : ...
الشيخ : أصلهما المبتدأ والخبر ، تقول ظننت الطالب فاهما ، احذف ظننت فتقول الطالب فاهم ، لكن أعطيت زيدا درهما احذف أعطيت ، زيد درهم ما يستقيم ، طيب ثانيا يقول ( لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ) وهذا غريب ( لم يعطهن أحد ) ، كيف أحد بالرفع احدٌ مع أنه معطى والمعطى مفعول به فكيف رفعه ؟ طيب ، هاه
الطالب : نائب فاعل
الشيخ : طيب هذه نائب فاعل أين المفعول الأول ؟ أين المفعول الأول ؟ أعطى قررنا الآن أنها تنصب مفعولين أين المفعول الأول ؟ هه
الطالب : الهاء
الشيخ : الهاء ؟ اين الهاء؟ الهاء؟ ... أين المفعول الأول ؟ نعم الهاء في قوله ( لم يعطهن ) طيب أحسنت ، استرح ، إذن نستفيد جواز تقديم المفعول الأول على المفعول الثاني ؟ أي نعم .
في هذا الحديث يحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصال التي خصه الله بها من باب التحدث بنعمة الله وليس من باب الفخر على غيره من الانبياء ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس من الفخورين الذين يفخرون على الناس ولكن من باب ... ولكنه من المتحدثين بنعمة الله ، يقول ( أعطيت خمسا ) والذي أعطاه الله (لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ).

الشيخ : أولا ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) يعني أن عدوه يكون مرعوبا منه وبينه وبينه مسيرة شهر ، لكن هو يقول نصرت هل الرعب نصر ؟ نعم ؟ أي نعم ، من أعظم النصر أن يلقي الله الرعب في قلوب عدوك لأن العدو إذا وقع في قلبه الرعب فلن يقوم أمامك أبدا سيكون سبيله أيش ؟ الهرب الهرب ، ما يمكن يبقى .
وقوله ( مسيرة شهر ) بأي سير سير الإبل أو سير القدم أو سير الفلك أو سير الطيارة أو أيش ؟ نقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم كغيره يحمل كلامه على المعهود المعروف والمعهود المعروف في ذلك الوقت أن المراد بمسيرة شهر مسيرة الإبل يعني مسيرة شهر بسير الإبل ، وهذا النصر من أعظم النصر نعم ، لأنه يوجب فرار العدو بدون قتال.

الشيخ : الثاني يقول ( وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) والجاعل من؟
الطالب : الله
الشيخ : الله عز وجل ، وهذا الجعل شرعي أو كوني ؟ نعم أنا سأطالب القائل بأحد المعنيين ، شرعي أو كوني ، تقول أيش ؟
الطالب : شرعي
الشيخ : شرعي ، وايش تقول ؟ شرعي كوني يعني جامع بين الأمرين ، نعم ، الظاهر أن المراد هنا الجعل الشرعي لأن الأرض وإن كانت مسجدا قد لا يسجد عليها بعض الناس ، ويمكن أن تكون شرعية كونية كما قال الأخ ، المهم أن الجعل يكون شرعيا ويكون كونيا ، مثال الجعل الشرعي قول الله تعالى (( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام )) وأيش معنى ما جعل الله جعل شرعي وإلا كوني ؟ ما جعل الله من بحيرة شرعا وإلا كونا ؟
الطالب : ...
الشيخ : الدليل أنها شرعية ؟ لأن البحيرة موجودة كونا موجودة عند الجاهليين في زمن الجاهلية يجعلون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام فقال الله (( ما جعل الله من بحيرة )) أي ما جعل جعلا شرعيا ، طيب وقال الله تعالى (( وجعلنا الليل لباسا )) كوني وإلا شرعي ؟ كوني هذا كوني يعني الله جعل الليل على الأرض مثل اللباس ، طيب هنا يقول ( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) أقول صالحة للشرعي وللكوني ومعنى مسجدا أي مكان سجود والمراد بالسجود هنا الصلاة أي مكان صلاة انتبه يا أخي ، وليس المراد بكونها مسجدا انها المسجد الخاص المبني الذي يقصد للصلاة لا ، المراد بالمسجد أنها ايش؟ صالحة للسجود فيها أي للصلاة فيها ، كل بقعة من الأرض ... صالحة للصلاة فيها.

الشيخ : وقوله طهورا ، يقال طَهور ويقال طُهور بضم الطاء وفتح الطاء والفرق بينهما أن طَهور اسم لما يتطهر به وطُهور اسم للفعل ، ومثلها سَحور وسُحور سَحور يعني ما يتسحر به ، والسُحور يعني الفعل ، تقول قدمت لفلان سحوره فتسحر صح ؟ قدمت لفلان سَحوره فتسحر أو أقوله سُحوره ، يعني واحد سمعته يقرأ قدمت لفلان سُحوره وأخذ يقول قدمت لفلان سَحوره ، هاه أيهما الصواب ؟ الثاني لكن إذا قلت يعجبني سُحور فلان حيث يؤخره إلى قرب طلوع الفجر هذا بالفتح وإلا بالضم ؟
الطالب : بالضم
الشيخ : بالضم لأن المراد به الفعل ، طيب ، إذن طهورا في الحديث بالفتح وإلا بالضم ؟ بالفتح أي جعلت لي الأرض مسجدا يصلى فيه وطهورا يتطهر به ، وذكر تمام الحديث ولنقتصر على هذا.

الشيخ : حتى نأخذ بعض الأسئلة وأنا أحب ..

السائل : بسألك سؤال طال عمرك عنا ما يسمى ، ويوم وصلنا السيل جاءت علي العادة هل نحرم من التنعيم وإلا لا ؟
الشيخ : يعني هي الآن طهرت ؟
السائل : طهرت
الشيخ : ويوم تدخل مكة عازمة على العمرة ؟
السائل : أي ...
الشيخ : أي لكن ...
السائل : ...
الشيخ : أجل تحرم من السيل
السائل : السيل ؟ هي معها ... ومعها مرض أعصاب
الشيخ : بالسيارة
السائل : أي بس مرض الأعصاب ...
الشيخ : إن كان ... تحرم من التنعيم وعليها فدية
السائل : وقبل ... للحج بعد ؟
الشيخ : خل الحج راح الحج
السائل : ... الإحرام
الشيخ : شلون ؟
السائل : ... يصير يكفي عن
الشيخ : عن الإحرام بالحج ؟
السائل : ...
الشيخ : ما هي الآن معتمرة ؟
السائل : الحين ما أحرمت بالعمرة إلى الحين نريد نحرم بها الحين
الشيخ : طيب روحوا بها السيل
السائل : السيل ؟
الشيخ : أي نعم من السيل وإن كان يشق عليها أحرموا بها من التنعيم وعليها الفدية
السائل : والأول طواف الإفاضة عيت طواف الإفاضة
الشيخ : يعني طواف العمرة ما بعد طافت
السائل : طواف الحج الأول
الشيخ : الأول ؟
السائل : الأول ...
الشيخ : أعوذ بالله
السائل : مع حسن العويد
الشيخ : .. ما سألتوا عنها ، أقول ليه ما سألتوا عنها بوقتها ؟
السائل : ... متوفى عاد حنا متولينها يا أهلها
الشيخ : خل هذا ، عاد هذا تطوف طواف الإفاضة ، تطوف الآن تنوي عن طواف الإفاضة السابقة بعد ما تنتهي من العمرة ويكفي إن شاء الله
السائل : يكفي
الشيخ : أي نعم
السائل : ... سعيين وطوافين
الشيخ : احرموها من السيل
السائل : ... بعيد علينا
الشيخ : أجل من التنعيم وعليها هدي فدية يعني ، وبعدين تطوف ثم تسعى وتقصر هذه العمرة
السائل : هذه العمرة
الشيخ : ثم تطوف طواف الإفاضة وإن كان هي ما سعت بعد تسعى
السائل : تسعى
الشيخ : أي ، طيب الله يعينك ، أقول نبي نحدد الدرس ونحدد الأسئلة كما قلنا البارحة خمس وعشرين دقيقة اظن هاه ؟ كم تنتهي الصلاة الفجر عليه ؟
الطالب : خمس وعشرة
الشيخ : خمسة وعشرة ، طيب
الطالب : ...
الشيخ : لا إلى السبع إلى السبع ، أقسم خمسة عشر إلى السبع
الطالب : ساعتين إلا عشر
الشيخ : ساعتين إلا عشر ، اقسمها على ثلاثة ، نعم ؟ كل واحد خمسة وثلاثين دقيقة ، خلاص نمشي على هذا إن شاء الله ، الآن باقي وقت وإلا ننتهي ؟ هاه سبعة ؟ استرح استرح ...

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
سائل يسأل ما حكم الصلاة في التوسعة الجديدة في الحرم وهل هي تعد ... فلا تدخله الحائض مثلا وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة في هذا الجزء الذي أعد لأن يدخل في الحرم ولم يدخل حتى الآن ولكنه مجهز ومعد لأن يدخل وقد تتغير الأحوال قد يدخل ويعزم على ذلك وقد لا يعزم عليه ، المهم أنه حتى الآن ليس من الحرم ولكن إذا امتلأ الحرم واتصلت الصفوف فإن الصلاة فيه مضاعفة كالصلاة في نفس المسجد وكذلك بالنسبة للحائض لا بأس أن تدخله اليوم لأنه ليس من المسجد لم يدخل في المسجد حتى الآن فلا يكون له حكم المسجد ، نعم
السائل : ...
الشيخ : اللي خلف المسعى الآن أي هذي هي ، الجواب هو على هذه يصلون فيها ما في مانع هي الآن معدة للصلاة لكن حتى الآن لم تضف إلى المسجد ، نعم
السائل : وسائل يسأل هل يجوز أن آكل مع الأذان أي أذان الفجر إلى نهايته ؟
الشيخ : إذا كان المؤذن يؤذن على الفجر بمعنى أنه يشاهد الفجر فإن الواجب الإمساك من حين سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ) وأما إذا كان المؤذن يؤذن على التوقيت بالحساب كما هو العمل عليه الآن ، الآن الأذان ليس عن رؤية الفجر ولا يمكن أن يرى الفجر في المدن لأن المدن الآن كلها أنوار ما يرى الفجر لكنها على حسب الحساب ، يعني الآن نحن نقدر أوقات الصلاة بالحساب وإلا فليس أحد يقوم ينظر هل زالت الشمس هل صار ظل كل شيء مثله وهل غاب الشفق الأحمر ما أحد يفعل هذا ، فنقول إن الأحوط للإنسان إذا أذن الفجر أن يمسك لكن لو بقي يأكل أو يشرب حتى انتهى الأذان فإننا لا نأمره بالإعادة لأننا لم نتيقن أن الفجر قد طلع إنما الأحوط والأولى والأسلم أن يمسك ، نعم

السائل : وسائلة تسأل تقول : قد نزلت علي كدرة قبل وقت الحيض مع أني مستمرة في تناول أقراص منع الحمل وقد جردت العادة
الشيخ : جرت جرت
الطالب : وقد جرت العادة بأنها عند تناول تلك الأقراص لا ينزل دم فهل تعتبر هذه الكدرة من الحيض مع العلم بأن تلك الأقراص قد شارفت على النهاية ؟
الشيخ : أقراص المنع من الحيض الحقيقة أنها أوجبت الإشكالات الكثيرة ، ليس على النساء فحسب بل على النساء وعلى أهل العلم ، لأنها تفسد العادة وتجعلها مضطربة ، وقد حدثني بعض الأطباء الذين أثق بهم أن لهذه الحبوب من الأضرار أكثر من أربعة عشر ضررا وأنها ضارة وأن أعداء الإسلام صنعوها من أجل القضاء على الإنتاج الإسلامي لأنها تفسد الأرحام وتوجب للمرأة الضعف ، حتى إن بعض النساء يحس بهبوط عام في الجسم ، من أجل هذه الحبوب .
فالذي أنصح به أخواتنا أن لا يستعملن هذه الحبوب أبدا وذلك لما فيهن من الأضرار ، وإذا كانت المرأة لا تتحمل الحمل فهناك طرق ثانية يمكن أن تستعملها هي أو زوجها ، إذا اضطرت إلى الامتناع عن الحمل ، وأما فتح الباب للنساء في هذه الحبوب فإنه ضرر عليها بلا شك ضرر على الأمة كلها ، وأنا الحقيقة يشكل علي مسألة الحيض الذي ينتج عن تناول هذه الحبوب ، ... وكنت دائما أحيل النساء إذا سألن عن ذلك أحيلهن إلى الأطباء وأقول اسألوا الطبيب إذا قال هذا حيض فهو حيض إذا قال هذه عصارات من أجل هذه الحبوب فليس بحيض وهذا هو جوابي الآن ، نعم

السائل : سائل يسأل يقول ... عليه كفارة شهرين متتابعين فلو صام شعبان ورمضان هل يجزيه أم ... ؟
الشيخ : نعم إذا وجب على الإنسان كفارة صيام شهرين متتابعين فإنه لا يجزئه صيام الفرض عن صيام الكفارة ، ولذلك لو نذر شخص أن يصوم شهرا ثم صام رمضان فهل يجزئه ... ؟ الجواب لا ، كذلك رمضان لا يجزئه عن الكفارة ، لا بد أن يصام شهر مستقل مستقل ، ولكني أسأل الأخ متى يكون أو متى تكون الكفارة صيام شهرين متتابعين ؟
السائل : إذا سبق قتل أو ..
الشيخ : في القتل ، وغيره ؟
السائل : آه
الشيخ : لا ، ممنوع أن نتكلم ، هاه استرح ، الجماع في نهار رمضان لمن يجب عليه الصوم لمن يجب عليه الصوم، طيب ثلاثة ؟
السائل : في الظهار
الشيخ : في الظهار ، طيب ، استرح ، في شيء آخر ؟ في كفارة القتل إذا قتل الإنسان شخصا خطأً وجبت عليه الكفارة وإن كان خطأً لقول الله تعالى (( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله )) إلى أن قال (( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله ))
لو فرض من الأم انقلبت على طفلها وهي نائمة فقتلته هل عليها كفارة ؟ الجواب ، لا عليها كفارة ، عليها كفارة لأنها قتلته خطأً ، طيب ولو أن هذه الأم أصبحت فوجدت طفلها ميتا ولكنها لم تنقلب عليه هل عليها الكفارة ؟ الجواب لا ، لأنه جائز أن يكون مات من الله عز وجل لا بفعلها .
طيب لو أن رجلا قاد السيارة قيادة عادية قيادة عادية ثم رأى حفرة فحرف السيارة عن الحفرة فانقلبت السيارة على شخص واقف على الرصيف فمات ، وأحد ركابها أيضا صار تحت السيارة ومات ، مات الآن رجلان ، فهل على السائق كفارة ؟ كفارتان أو كفارة واحدة ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، طيب إذن ثلاثة أقوال عندنا الآن ، قول بأنها كفارتان وقول ليس عليه شيء وقول كفارة واحدة ، ما حجة القائل بأنها كفارتان ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب زين ، ما دليلك أنت بأنه ليس عليه شيء ؟
الطالب : هو سائق السيارة صح ...
الشيخ : أي نعم ، طيب ، أي ، يعني إذن هو محسن وما على المحسنين من سبيل ، طيب هذا ما حجة القائل بأنه واحد ؟
الطالب : ... الخطر اللي أمامه من الحفرة ... أما هذا فقتل خطأ ، وهذا ما كان ... ؟
الشيخ : تمام ، هذا فقيه هذا ، هذا هو الصحيح ، يعني عليه الكفارة والدية للذي على الرصيف ، لأن هذا القتل ليس من مصلحة المقتول اليس كذلك ؟ لكن الذي مات وهو راكب ليس عليه منه شيء لا دية ولا كفارة لأنه تصرف لمصلحته ، وحينما حرف السيارة خوفا من الخطر فتصرف لمصلحة الراكب فيكون بذلك محسنا وقد قال الله تعالى (( ما على المحسنين من سبيل )) أفهمتم الآن ؟ ، فهو قتل الذي على الرصيف خطأ ولكن الذي في السيارة مات بفعله الذي أراد به الإحسان ، طيب