الشيخ : على أقل تقدير سبع عشرة مرة في اليوم ومع ذلك فإن كثيرا من المسلمين يقرؤونها ولا يفهمون معناها ، فهم بالنسبة إليها بمنزلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، والقرآن إنما نزل ليتدبر الناس آياته وليتذكروا بما فيه (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) وهذه السورة أعني سورة الفاتحة هي أفضل سورة في كتاب الله ، وهي السبع المثاني التي قال الله عنها (( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )) ولهذا فرض الله على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلم على كل مصل أن يقرأها في كل ركعة ، لقوله صلّى الله عليه وسلم ( كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج ) يعني فاسدة ، وقال ( لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن )

الشيخ : سنتكلم أولا على آياتها ، فكم آياتها ؟ آياتها سبع بالاتفاق (( ولقد آتيناك سبعا من المثاني )) فآياتها سبع ولكن ما هذه الآيات ؟ لنعدها ، قال بعض العلماء " إن آياتها سبع تبتدئ بالبسملة تبتدئ بالبسملة " فتكون كالآتي : (( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين )) هذه سبع آيات ، ولكن القول الراجح أنها سبع آيات تبتدئ بالحمد لله رب العالمين ، ودليل ذلك ما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رَضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم ( أن الله تعالى قال : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال (( الحمد لله رب العالمين )) قال الله حمدني عبدي ، وإذا قال (( الرحمن الرحيم )) قال أثنى علي عبدي ، وإذا قال (( مالك يوم الدين )) قال مجدني عبدي ، وإذا قال (( إياك نعبد وإياك نستعين )) قال هذا بيني وبين عبدي نصفين ، وإذا قال (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وهذا يدل على أن أول الفاتحة هو قوله تعالى (( الحمد لله رب العالمين )) ، كما أن بقية السور ليست البسملة آية منها ، فكذلك سورة الفاتحة ، ويدل لذلك أيضا المعنى واللفظ ، المعنى أن الله قال في هذه السورة إنه قسمها بينه وبين عبده نصفين فيقتضي أن تكون ثلاث آيات منها لله وثلاث آيات منها للعبد وآية منها بينهما ، فلننظر (( الحمد لله رب العالمين )) آية (( الرحمن الرحيم )) ثانية (( مالك يوم الدين )) ثالثة ، هذا كله لمن ؟ لله ، (( اهدنا الصراط المستقيم )) آية (( صراط الذين أنعمت عليهم )) آية (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) آية ، كم هذه ؟ ثلاث ، (( إياك نعبد وإياك نستعين )) آية بين الله وبين العبد نصفين ، ثم هذه الآية على حسب الترتيب الذي ذكرت (( إياك نعبد وإياك نستعين )) تكون هي الآية النصف لأن قبلها ثلاث آيات وبعدها ثلاث آيات ، طيب هذا مرجح آخر .
المرجح الثالث أننا إذا قلنا إن أول الآيات (( الحمد لله رب العالمين )) صارت الآيات متناسقة متقاربة ، وإذا قلنا إن أول آياتها بسم الله الرحمن الرحيم صارت الآية السابعة أيش ؟ طويلة لا تتناسب مع قبلها مع ما قبلها ، لأنها تكون (( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين )) ، قارنها بين قوله (( الحمد لله رب العالمين )) تكون طويلة لا نسبة بينهما ، وعلى هذا فيكون القول المتعين أن أول آيات سورة الفاتحة هي (( الحمد لله رب العالمين )).

الشيخ : المبحث الثالث : ما معنى قوله تعالى (( الحمد لله رب العالمين )) هل هو خبر بمعنى التحدث عن صفات الله الكاملة أو هو خبر بمعنى الأمر أي احمدوا الله ؟ الجواب هو خبر بدليل قوله تعالى في الحديث القدسي ( حمدني عبدي ) وحمد خبر وإلا إنشاء ؟ والله ما أدري عنكم تعرفون الإنشاء وإلا الخبر، خبر وإلا إنشاء ؟ حمدني عبدي خبر وإلا إنشاء ؟ خبر ، إذًا الجملة خبرية محضة ليست بمعنى الأمر ، فما معنى الحمد ؟ الحمد هو وصف المحمود بالكمال وصف المحمود بالكمال يعني أن الحمد يتضمن وصف المحمود بالكمال الذاتي وبالكمال المتعدي للغير ، فيحمد الله عز وجل على كمال صفاته وعلى كمال إحسانه ، أما كمال صفاته فقد قال الله عن نفسه (( ولله المثل الأعلى )) ما معنى المثل ؟ معناه الصفة ، والدليل على أن المثل يأتي بمعنى الصفة قوله تعالى (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار )) معنى مثل أي صفة ، لله الصفة العليا ، كل وصف كمال فلله عز وجل أكمله ، فيحمد الله على كماله ، ومن ذلك قوله تعالى (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )) هذا وصف ، يتعلق بأيش ؟ بكمال الصفات بكمال الصفات، الوصف على كمال الإحسان مثل قوله تعالى (( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )) هذا حمد على أيش ؟ على كمال الإحسان على النعم ، وفي الحديث ( إن الله ليرضى عن العبد ياكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها ) هذا حمد على الإحسان ، إذن فالله محمود على أي شيء ؟ على كماله في ذاته وعلى إحسانه لعباده ، يحمل على هذا وعلى هذا طيب.

الشيخ : أعود فأقول ما معنى الحمد ؟ الأخ ...
الطالب : ...
الشيخ : الحمد التمجيد ؟! لا ليس التمجيد ، استرح استرح
الطالب : ...
الشيخ : وليس الشكر ، طيب ، أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : خطأ عظيم ، استرح ، اليسرى غير مقبولة ... اليسرى يا شيخ ، ما نقبل ... نعم
الطالب : ...
الشيخ : نعم هو الكمال المتعدي للغير ، يعني ... وصف المحمود بالكمال كمال ذاته وكمال إحسانه ، طيب ، نريد مثالا لحمده على كمال صفاته طيب
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لحمده على كمال صفاته ، طيب استرح
الطالب : ...
الشيخ : تمام (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا )) طيب (( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )) من هذا الباب ؟ هذا كمال صفاته قدرته على الخلق هذا من كمال صفاته ، (( الحمد لله الذي نزل على عبده الكتاب )) من كمال صفاته وإحسانه أيضا لأن تنزيل الكتاب لمصلحة الخلق ، طيب نريد مثالا على حمده على إحسانه
الطالب : ...
الشيخ : نعم قوله تعالى (( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ))

الشيخ : طيب الأخ ذكر أن الحمد هو الثناء بالجميل ايش ؟ الاختياري ، هذا غلط لأن الله فرق بين الحمد والثناء ، فقال في الجملة الأولى ( (( الحمد لله رب العالمين )) قال حمدني عبدي ) وفي الثانية ( قال أثنى علي عبدي )، ففرق الله بين الحمد وبين الثناء ، الحمد وصف المحمود بالكمال وإن لم يتكرر والثناء لا بد فيه من تكرار الوصف بالكمال ، إذا كرر الوصف بالكمال صار ثناء ، انتبه يا أخ ، عرفت الآن ؟ علق على كتابك هذا ، الكتاب الذي عندك هذا علق عليه ، إن شاء الله. طيب (( الحمد لله رب العالمين ))

الشيخ : حمد الله سبحانه وتعالى أو أثنى يعني حمد نفسه بأنه رب العالمين فما معنى الرب وما معنى العالمين ؟ الرب هو المالك الخالق المالك المدبر ، والعالمون كل من سوى الله ، كل من سوى الله فهو عالم لكنهم أصناف : عالم البشر ، عالم الحيوان ، عالم الأفلاك وهكذا ، كل من سوى الله فهو عالم حتى السماء والأرض والنجوم والشمس والقمر وكل شيء فهو عالم ، وسمي عالما لكونه علما على خالقه عز وجل لكونه علما على خالقه ، لأن كل شيء في الكون فهو شاهد على آيات الله.
" وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد "
العالم إذن من كل من سوى الله من حيوان وغير الحيوان من حي وميت ، لأنه علم على خالقه.

الشيخ : طيب (( الرحمن الرحيم )) هذا ثناء لأنه تكرار لوصف الكمال ، والرحمن ذو الرحمة الواسعة ، والرحيم الرحمة الخاصة بالمؤمنين ، وقال بعض العلماء " الرحمن باعتبار وصفه الرحيم باعتبار فعله "، انتبه ، الرحمن باعتبار وصفه ، والرحيم باعتبار فعله ، وهذا أحسن أنه رحمن باعتبار وصفه ولهذا جاءت على وزن فعلان ، ووزن فعلان يدل على السعة والامتلاء ، والرحيم جاءت على وزن فعيل الدال على صدور الفعل ، فالله عز وجل رحمن رحيم أي ذو رحمة واسعة يوصلها إلى من شاء من عباده ، وما معنى الرحمة يا جماعة ؟ ما معنى الرحمة ؟ أيش الرحمة ؟

الشيخ : يقول بعض الناس الرحمة إرادة الإحسان أو الرحمة الإحسان إلى الخلق ، إرادة الإحسان أو الإحسان إلى الخلق ، ماذا ... طيب ، ولكن هذا ليس بصحيح ليست الرحمة إرادة الإحسان ولا الإحسان إلى الخلق ، لأن إرادة الإحسان من آثار الرحمة لأن الرحيم يريد الإحسان ، والإحسان إلى الخلق نفسه من آثار الإرادة ، ولكننا نقول الرحمة صفة اتصف الله بها عز وجل وهي رحمة تليق به كسائر صفاته كسمعه وبصره وقوته وعزته ، فنحن نقول الرحمة صفة اتصف بها الخالق عز وجل ، وهي حقيقة لكنها رحمة تليق به رحمة تليق به ، هل منكم أحد درس علم التوحيد ؟ نعم ، تفضل ، من الذي فسّر الرحمة بالإحسان أو بإرادة الإحسان ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب استرح سمعتم ، يقول الذي فسر الرحمة بالإحسان أو بإرادة الإحسان هم الأشاعرة ومنعوا أن يوصف الله بالرحمة ، فما تقول أن لله رحمة غير الإرادة وغير الإحسان ، ليش ؟ قال لأن الرحمة تقتضي الرقة واللين والرب عز وجل منزه عن ذلك الرب قوي عزيز قادر قاهر ، كيف يكون رحيم ، ولهذا تقول رحمت فلان يعني رققت له رققت له ، والله عز وجل ما يمكن يوصف بالرقة ، أفهمتم ؟ طيب وأيضا الإرادة لها دليل عقلي لها دليل عقلي والرحمة ليس لها دليل عقلي ونحن لا نثبت من صفات الله إلا ما دل عليه العقل ، يقولونه هم أما نحن نثبت كل ما أثبته لنفسه ، لذلك قالوا المراد بالرحمة الإحسان الذي هو الشيء المنفصل عن الله أو أنه إرادة الإحسان لأنهم يثبتون الإرادة ، ما أدري تحبون نبحث في هذا وإلا نتركه ؟ طيب ، ولكن شوف إذا بحثت لازم أسألك ، مستعد ؟ طيب
نقول ما هو دليل الإرادة العقلي حتى ننظر هل الإرادة هل الرحمة يدل عليها العقل أو لا ؟ قالوا دليل الإرادة العقلي التخصيص التخصيص ، كيف التخصيص ؟ يعني كون الله عز وجل يجعل السماء سماء والأرض أرضا والإنسان إنسانا والبعير بعيرا والحمار حمارا ، هذا يدل على أيش ؟ هاه على الإرادة يدل على الإرادة ، أنه أراد أن يكون السماء سماء فكان أراد أن يكون الإنسان إنسانا فكان ، فهذا التخصيص يعني كون المخلوقات بعضها كذا وبعضها كذا يدل على إرادة الخالق ، صحيح هذا وإلا غير صحيح ؟ صحيح ؟ هاه ؟ ... يا جماعة ، صحيح نحن نوافق على أن تخصيص المخلوقات بعضها بخصائصه يدل على الإرادة ، طيب الرحمة ؟ يقول أيضا الإحسان إلى الخلق الإحسان إلى الخلق ماذا يدل عليه ؟ يدل على الرحمة هل يحسن إلى غيره من ليس فيه رحمة ؟ لا ، ودلالة الإحسان إلى الخلق على الرحمة أظهر وأوضح وأبين من دلالة التخصيص عل الإرادة ، لأن دلالة التخصيص على الإرادة لا يفهمها إلا طالب علم ودلالة الإحسان على الرحمة كل إنسان يفهمها ، لو خرجت مثلا بعد المطر وقابلك عامي ، قلت له لم المطر هذا ؟ قال هذا والله من رحمة الله ، العامي اللي ما يفهم يستدل بنعم الله على أيش ؟ على رحمة الله ، فالرحمة قد دل عليها العقل ، ودلالته عليها أقوى من دلالة التخصيص على ايش؟ على الإرادة ، لكن قالوا كيف يكون هذا والرحمة هي الرقة واللين والله منزه عن هذا ؟ ماذا نقول ؟ نقول الرحمة التي تقتضي الرقة واللين أمام الشيء إنما هي رحمة من ؟ البشر ، رحمة البشر أما رحمة الخالق فلا تستلزم ذلك ولا تقتضيه ، على أننا نمنع قولكم إن الرحمة تقتضي اللين ، لأننا نجد مثلا ملكا من الملوك قوي ذو سلطان وقدرة ومع ذلك يرحم الضعيف ويعد هذا في حقه كمالا أو نقصا ؟ لو وجدنا ملك قوي قوي السلطان والنفوذ له هيبة لكن إذا رأى الضعيف رق له ورحمه هل نقول إن هذا دليل على ضعف الملك وإلا لا ؟ لا أبدا بل دليل على كماله ، ... وأنه ينزل كل شيء منزلته .
المهم يا إخواني هذه بحث يستفيد منه طالب العلم ، وهو أن كل من نفى صفة من صفات الله بحجة عقلية فإن هذه الحجة عليه وليست له تكون دليلا عليه وليست له، لأنه إما أن يقر بالجميع وإما أن ينكر الجميع ، أما أن يقر بالبعض وينكر البعض فهذا من باب أيش ؟ من باب التناقض ، طيب الرحمن اذن نقول الرحمن أيش معناها يا إخوان ؟ نحن نقرؤها كل يوم ايش معنى الرحمن؟. يعني ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لا يدركها العقل ، الرحيم الموصل للرحمة من شاء من عباده ، يعذب من يشاء ويرحم من يشاء.

الشيخ : طيب مالك يوم الدين وفيها قراءة (( ملك يوم الدين )) ، مالك وملك فيها قراءتان ، أيهما أولى أن نقول مالك أو أن نقول ملك ؟ قال بعض العلماء الأولى أن نقرأ (( مالك )) بالألف من أجل أن نكسب زيادة عشر حسنات ، من أين جاءت عشر حسنات ؟ من الألف ، لأن كل حرف في القرآن ففيه عشر حسنات ، تقرأ مالك ولا تقرأ ملك ، لأنك إذا قرأت مالك كسبت زيادة عشر حسنات ، لكن القول الصحيح أنك تقرأ أحيانا ملك وأحيانا مالك ، وأن هذا أفضل من اقتصارك على مالك ، أو على ملك ، لماذا ؟ لأن ملك صحت عن النبي صلّى الله عليه وسلم بالنقل المتواتر ، كما صح عنه مالك وتمام الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام أن ؟ أن أيش ؟ أن تقرأ كما قرأ في مالك وفي ملك ، وهكذا نقول في كل آية فيها قراءتان ، إن الأفضل أن تقرأ بهذه القراءة تارة وبالقراءة الأخرى تارة أخرى ، ليتحقق لتتحقق لك متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلم ، ولأجل أن لا تنسى القراءات الثابتة لأنك إذا كنت تقرأ بهذا مرة وبهذا مرة بقيت حافظا للقراءات كلها ، ولكن احذر أن تقرأ بقراءة لم تتيقنها ، احذر ، يعني لو أن واحد قال انا بقرأ وقرأ الآية على غير الموجود في المصحف ، قلنا ليش تقرأها ؟ قال والله أظن فيها قراءة أظن فيها قراءة، يجوز هذا و؟إلا ما يجوز ؟ ما يجوز لأن هذا كلام الله لا بد أن تتيقن أن القراءة واردة على هذا الوجه وإلا وجب عليك الترك ، ولاحظوا يا جماعة ويستفاد من القراءتين فائدة لا تحصل بانفراد إحداهما ، يستفاد من القراءتين فائدة لا تحصل بانفراد إحداهما يستفاد من القراءتين فائدة لا تحصل بانفراد إحداهما، ما هي ؟ أنك إذا جمعت بينهما استفدت من ذلك الملكية والتصرف ، يعني صارت الآية دليل على ثبوت الملكية والتصرف ، الملكية من أين ؟ من (( ملك )) والتصرف من (( مالك ))، ولهذا أنا مثلا أستطيع أن أستطيع أن أتصرف بهذا القلم ، وإلا لا؟ وإلا ما أستطيع ؟ أستطيع أهديه أبيعه أعيره ، لكن هل أنا ملك ؟ قولوا يا جماعة
الطالب : ...
الشيخ : لا ما أنا ملك ، لو كنت ملك لكان الجنود عندي الآن والشرط ، لكن هذا أستفيده من أيش ؟ أنا مالك لكن لست لست بملك ، تمام ، نأخذ من مالك أيش ؟ التصرف ، من ملك الملكية والسلطان ومعلوم أن الملكية والسلطان أعلى من مجرد التصرف ، لكن يوجد يوجد من يكون ملكا بلا ملك ، كيف ملك بلا ملك ؟ في الملوك السابقين نسمع ملوك بني أمية وملوك بني العباس وغيرهم أنه ملك صورة فقط لا يتصرف ، واللي يتصرف من ؟ وزراء وحاشيته أما هو فلا يتصرف ، هذا يقال عنه إنه أيش ؟ ملك بلا ملك ، أما الرب عز وجل فهو ملك بملك تام بملك تام، فاستفيد من القراءتين فائدة لا تكون في إحداهما وهو أن ملك الله عز وجل تام ، ملك الله تام من كل وجه ، فهو ملك مالك طيب.

الشيخ : يوم الدين ما هو يوم الدين ؟ يوم القيامة (( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذٍ لله )) هذا اليوم سمي يوم الدين لأن الناس يدانون به ، ما معنى يدانون به ؟ يعني يجزون به ، والدين يطلق تارة على الجزاء وتارة على العمل تارة على الجزاء وتارة على العمل، وأقرأ عليكم آيات أمتحنكم فيها (( إن الدين عند الله الإسلام )) ما المراد بالدين هنا يا أخ أنت ؟ تعود بالإشارة باليمنى يا أخي (( إن الدين عند الله الإسلام ))، هذا دين الجزاء وإلا العمل ؟
الطالب : ...
الشيخ : أمرين ؟ ما يوافق الجماعة ما يوافقون استرح، العمل وإلا الجزاء ؟ متأكد ؟ أيش تقولون يا جماعة هذان قولان قول يقول هو الدين الجزاء والعمل وقول يقول انه العمل استرح، من عنده قول ثالث ؟ هاه
الطالب : ...
الشيخ : العمل نعم الصحيح العمل (( إن الدين عند الله الإسلام )) الإسلام عمل ، طيب قال الله تعالى (( يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما أدراك ما يوم الدين )) لا اللي وراء ، الجزاء ؟
الطالب : ...
الشيح : أي تمام استرح الجزاء ، طيب في الآية الكريمة معنا في الفاتحة (( مالك يوم الدين )) أيش هو ؟ الجزاء ، (( مالك يوم الدين )) يعني يوم الجزاء ، طيب يقال كما تدين تدان أي كما تعمل؟ تجازى .
فإذا قال قائل أليس الرب عز وجل مالك للدين والدنيا ؟ فالجواب بلى ، أنت تقول نعم ؟ نقول بلى مالك الدين والدنيا ، إذن لماذا خص بالدين ؟

الشيخ : لأن ملكه يظهر تماما في ذلك اليوم ، في ذلك اليوم يتلاشى ملك كل ملك ، قال الله تعالى (( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )) ما في ملك لأحد ، تتلاشى الملكيات إلا ملك الرب عز وجل ، فلهذا قال مالك يوم الدين ، أما في الدنيا ففيه ملوك فيه ملوك ، لكن في الآخرة ما في ملوك ، الكبير والصغير سواء والسيد والمملوك سواء والذكر والأنثى سواء يحشر الناس حفاة عراة غرلا ، والأخ يبين لي أيش معنى الحفاة ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم ، ما عليهم لباس ؟ ما عليهم حذاء ؟ هل أنت تمشي حافيا هنا في الدنيا ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما تمشي ، أليس قد قال النبي أليس النبي صلّى الله عليه وسلم ( نهى عن كثرة الإرفاه وأمر بالاحتفاء أحيانا ) ؟ بلى ، فعلت ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب ، إذن حفاة يعني ليس عليهم نعال ، عراة ليس عليهم كساء أو لباس ، غرلا يعني غير مختونين ، القلفة التي تخلع تقطع بالختان تعود يوم القيامة كما قال تعالى (( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )) طيب ورد في مسند أحمد ( بُهما ) ( بُهما ) ، أي ليس معهم مال ليس معهم مال، يحشرون هكذا ، قالت إحدى أمهات المؤمنين ( يا رسول الله الرجال والنساء سواء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك ) (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرءٍ منهم يومئذٍ شأن يغنيه )) نسأل الله أن يجعله علينا وعليكم يوما يسيرا هو يوم شديد عسير لكنه على المؤمنين يسير ، طيب إذن خص الملك بيوم الدين لظهور الملكية فيه لله عز وجل ولأن الدنيا فيها ملوك أما الآخرة فليس فيها إلا الملك الواحد القهار عز وجل ، طيب (( إياك نعبد ))، نمشي وإلا جاء وقت الأسئلة ؟
الطالب : ...
الشيخ : او الحديث نعم أي طيب أجل نقتصر على هذا إن شاء الله ونكمل غدا ، وسيكون فيه أسئلة امتحان غدا بما قررناه اليوم ولا نسمح لأحد أن يسأل أخاه ، طيب نقرأ الحديث يلا.
الطالب : ...
الشيخ : لا لا حديث جابر حديث جابر اقرأ
القارئ : بسم الله الرَّحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
الشيخ : صلّى الله عليه وسلم

القارئ : قال المؤلف رحمه الله تعالى :
عن جابر بن عبد الله رَضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلم
الشيخ : صلّى الله عليه وسلم
القارئ : قال : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )

الشيخ : اللهم صل وسلم عليه
نعم تكلمنا أولا على قوله ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء ) من حيث الإعراب ، ومن حيث المعطي من الذي أعطى ؟ الله ، طيب وتكلمنا على قوله ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) وقلنا إن الرعب في العدو أعظم الأسلحة لأن العدو إذا حل في قلبه الرعب لم يستطع المقاومة ولا القيام أمام عدوه ، ما يستطيع ، يهرب ، طيب وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وبينا مَن الجاعل ؟ الله عز وجل ، وبينا فيما مضى أن الجعل كوني وشرعي وضربنا لذلك أمثلة ، ... مثال الجعل الكوني ، أخونا ؟ ما حضرت ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي ، اللي بعده ، ولم تحضر لا حول ولا قوة إلا بالله ، نعم ، قوله تعالى (( وجعلنا الليل لباسا ))
الطالب : ...
الشيخ : هذا جعل كوني ، طيب أحسنت ، وما هو مثال الجعل الشرعي ؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت ، أي ما شرع هذه الأشياء ، لو قال لك قائل ان الجعل هنا جعلا ... بمعنى الجعل الكوني ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يصح ، لماذا ؟ لأنها صارت ولا يصح نفيها ، يعني جعلت كونا ولا يصح نفيها ، طيب استرح وقوله عليه الصلاة والسلام ( جعلت لي الأرض مسجدا ) أي مكانا للسجود ، وذكرنا أمس أن المسجد يطلق على معنيين
أحدهما ما صح أن يسجد فيه
والثاني ما جعل موضعا للسجود خاصا ، أليس كذلك ؟ فالمبني الذي ينتابه الناس ويصلون فيه هذا مسجد خاص والأرض كلها مسجد عام كلها تصلح للسجود فيها ، طيب وتكلمنا على كلمة طهور وقلنا إن المراد بالطهور ما يتطهر به وبالطُهور الفعل ، ويجيب لنا الأخ مثالا ، ما حضرت ، تفضل
الطالب : ...
الشيخ : لا ، نريد طَهور وطُهور ، يلا ، طيب
الطالب : ...
الشيخ : اشتريت لك طَهورا ، أي ماء تتطهر به طيب هذا طهور بمعنى ما يتطهر به ، وطُهور ؟ أعجبني طُهور فلان أي تطهره ، ومنه حديث عائشة ( كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وطهوره وفي شأنه كله وترجله وفي شأنه كله ) طيب طيب وبينا أن الأرض كلمة عامة تشمل كل أصناف الأرض الرمل والحجر والتراب والطين وغير ذلك عامة ، جعلت لي الأرض ، عرفتم وإلا لا ؟ طيب ( وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ).

الشيخ : ( وأعطيت الشفاعة ) ما قال أخذت الشفاعة ( أعطيت ) ، لأن الرسول صلّى الله عليه وسلم لا يملك أن يشفع إلا بإذن الله ، إن أعطاه الله الشفاعة شفع وإن منعه الشفاعة امتنع ، ولنتكلم على الشفاعة بتوسع.

الشيخ : الشفاعة مأخوذة من الشفع والشفع ضد الوتر ، قال الله تعالى (( والشفع والوتر )) فإذا كانت ضد الوتر فمعناه أنها تكون من شيئين ، فالشفاعة انضمام الشافع إلى المشفوع له ، وتعريفها : التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة ، هذه الشفاعة التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة ، فشفاعة النبي صلّى الله عليه وسلم لمن كان في النار أن يخرج منها هذه شفاعة في ايش ؟ في دفع مضرة وشفاعته لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة هذه شفاعة في جلب منفعة.

الشيخ : وشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام نوعان :
شفاعة خاصة به لا يشاركه فيها أحد .
وشفاعة عامة له ولسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

الشيخ : فالشفاعة الخاصة به ثلاثة أنواع : كم قلنا يا أخانا ؟
الطالب : ...
الشيخ : أنت مع المسجل ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : ثلاثة أنواع ، استرح الشفاعة الخاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع : الشفاعة العظمى والشفاعة لأهل الجنة في دخول الجنة والشفاعة لعمه أبي طالب ، هذه الثلاث خاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام.

الشيخ : الشفاعة العظمى هي أن الله عز وجل إذا بعث الخلائق لحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون الصبر عليه ، فيبحث الناس عن من يشفع لهم ، فيأتون إلى آدم فيعتذر ثم إلى نوح فيعتذر ثم إلى إبراهيم فيعتذر ثم إلى موسى فيعتذر ثم إلى عيسى فيحيلهم على النبي صلّى الله عليه وسلم ، ( ويقول اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ).