فتاوى الحرم المكي-1410-12a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
مناقشة الشيخ مع الطلاب حول تفسير سورة الفاتحة .
الشيخ : يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ، استرح ، نعم
الطالب : ...
الشيخ : كيف نعم التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما ، طيب وذكرنا أن الاستعانة هي طلب العون وأنها تكون من الله وتكون كذلك من المخلوق في الأمر الذي يقدر عليه ، فنحتاج الآن إلى دليل يدل على أن الاستعانة تكون من المخلوق في الأمر الذي يقدر عليه ، طيب الأخ نعم
الطالب : ...
الشيخ : الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه ، مثل ؟ هات لنا الدليل على هذا
الطالب : ...
الشيخ : طيب هذا المثال ، الدليل ؟
الطالب : ...
الشيخ : قوله تعالى (( وتعاونوا )) وقال النبي صلّى الله عليه وسلم ( تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ) طيب طيب أحسنت ، ( اهدنا الصراط المستقيم ) ذكرنا أن الهداية تنقسم إلى قسمين ، نعم ، طيب مثال للأول ؟ لهداية الدلالة ؟ مثال لك
الطالب : ...
الشيخ : قوله تعالى (( فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) أي بينا لهم الطريق ولكنهم استحبوا العمى على الهدى ، طيب أحسنت ، نعم ، أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت ، (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) هذه هداية توفيق وهذه بيد الله ، لا أحد يستطيع أن يوفق شخصا للهداية وإنما ذلك إلى الله وحده أما هداية الدلالة فتكون من الله وتكون من غيره ، نريد مثالا لهداية الدلالة الواقعة من المخلوق ، هداية دلالة واقعة من المخلوق
الطالب : ...
الشيخ : طيب ، دليل ؟ دليل مثال من القرآن أو السنة ؟
الطالب : ...
الشيخ : سلامة ، استرح
الطالب : ...
الشيخ : (( وإنك لتهدي )) هذه هداية ايش ؟
الطالب : ...
الشيخ : هداية دلالة ، طيب كيف تجمع بين هذه الآية (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) وبين الآية التي ذكرها الأخ ؟ (( إنك لا تهدي من أحببت ))، اجمع بينهما بأن الهداية المثبتة هداية ، والمنفية هداية التوفيق ، تمام ، استرح ، ما هو الصراط المستقيم ؟ أي نعم
الطالب : ...
الشيخ : صراط الله الموصل إليه ؟ طيب ، ووصف بأنه مستقيم ، طيب أحسنت تمام.
الطالب : ...
الشيخ : كيف نعم التذلل لله عز وجل محبة وتعظيما ، طيب وذكرنا أن الاستعانة هي طلب العون وأنها تكون من الله وتكون كذلك من المخلوق في الأمر الذي يقدر عليه ، فنحتاج الآن إلى دليل يدل على أن الاستعانة تكون من المخلوق في الأمر الذي يقدر عليه ، طيب الأخ نعم
الطالب : ...
الشيخ : الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه ، مثل ؟ هات لنا الدليل على هذا
الطالب : ...
الشيخ : طيب هذا المثال ، الدليل ؟
الطالب : ...
الشيخ : قوله تعالى (( وتعاونوا )) وقال النبي صلّى الله عليه وسلم ( تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ) طيب طيب أحسنت ، ( اهدنا الصراط المستقيم ) ذكرنا أن الهداية تنقسم إلى قسمين ، نعم ، طيب مثال للأول ؟ لهداية الدلالة ؟ مثال لك
الطالب : ...
الشيخ : قوله تعالى (( فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) أي بينا لهم الطريق ولكنهم استحبوا العمى على الهدى ، طيب أحسنت ، نعم ، أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت ، (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) هذه هداية توفيق وهذه بيد الله ، لا أحد يستطيع أن يوفق شخصا للهداية وإنما ذلك إلى الله وحده أما هداية الدلالة فتكون من الله وتكون من غيره ، نريد مثالا لهداية الدلالة الواقعة من المخلوق ، هداية دلالة واقعة من المخلوق
الطالب : ...
الشيخ : طيب ، دليل ؟ دليل مثال من القرآن أو السنة ؟
الطالب : ...
الشيخ : سلامة ، استرح
الطالب : ...
الشيخ : (( وإنك لتهدي )) هذه هداية ايش ؟
الطالب : ...
الشيخ : هداية دلالة ، طيب كيف تجمع بين هذه الآية (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) وبين الآية التي ذكرها الأخ ؟ (( إنك لا تهدي من أحببت ))، اجمع بينهما بأن الهداية المثبتة هداية ، والمنفية هداية التوفيق ، تمام ، استرح ، ما هو الصراط المستقيم ؟ أي نعم
الطالب : ...
الشيخ : صراط الله الموصل إليه ؟ طيب ، ووصف بأنه مستقيم ، طيب أحسنت تمام.
مناقشة الشيخ مع الطلاب حول مسألة : أن شريعة الله مصلحة لكل زمان ومكان والرد على بعض الشبه المثارة حول ذلك .
الشيخ : ذكرنا أن الشرع الإسلامي مستقيم في كل الأحوال وذكرنا على هذا قاعدة بأن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان وذكرنا أن من الناس من فسر هذه الصلاحية هاه ؟ بتفسير بتفسير ضال ضال خاطئ
الطالب : ...
الشيخ : طيب اصبر تمام ، فسروا صالح لكل زمان ومكان على أن المعنى خاضع لكل زمان ومكان يعني نغيره حسب عادة الناس نغيره حسب الزمان وذكرنا أن هذا التفسير باطل ، طيب ذكرنا أن بعض الناس استدل بقول النبي صلّى الله عليه وسلم ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) على أن مسائل المعاملات لا تعلق للشرع فيها ، وبينا أن هذا خطأ ، من يعرف ؟ نعم أي نعم
الطالب : ...
الشيخ : سمعتموه ؟ ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) فيما يتعلق بالصنائع والحرف أما الأحكام فهي إلى الله ورسوله ، تمام استرح ، وذكرنا أن الذي يعين هذا المعنى هو صدر الحديث ، الأخ ، أي نعم ، هاه ، ما حضرت ؟ طيب تفضل
الطالب : ...
الشيخ : الذي يعين هذا المعنى ( أن الرسول صلّى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ووجدهم يلقحون النخيل قال ما يغني ذلك يعني لا يغني شيئا فتركوا التلقيح ففسد الثمر ثم قال لهم بعد ذلك أنتم أعلم بأمور دنياكم )، طيب.
الطالب : ...
الشيخ : طيب اصبر تمام ، فسروا صالح لكل زمان ومكان على أن المعنى خاضع لكل زمان ومكان يعني نغيره حسب عادة الناس نغيره حسب الزمان وذكرنا أن هذا التفسير باطل ، طيب ذكرنا أن بعض الناس استدل بقول النبي صلّى الله عليه وسلم ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) على أن مسائل المعاملات لا تعلق للشرع فيها ، وبينا أن هذا خطأ ، من يعرف ؟ نعم أي نعم
الطالب : ...
الشيخ : سمعتموه ؟ ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) فيما يتعلق بالصنائع والحرف أما الأحكام فهي إلى الله ورسوله ، تمام استرح ، وذكرنا أن الذي يعين هذا المعنى هو صدر الحديث ، الأخ ، أي نعم ، هاه ، ما حضرت ؟ طيب تفضل
الطالب : ...
الشيخ : الذي يعين هذا المعنى ( أن الرسول صلّى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ووجدهم يلقحون النخيل قال ما يغني ذلك يعني لا يغني شيئا فتركوا التلقيح ففسد الثمر ثم قال لهم بعد ذلك أنتم أعلم بأمور دنياكم )، طيب.
2 - مناقشة الشيخ مع الطلاب حول مسألة : أن شريعة الله مصلحة لكل زمان ومكان والرد على بعض الشبه المثارة حول ذلك . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (اهدنا الصراط المستقيم ) .
الشيخ : نعود الآن لنكمل الكلام على تفسير الفاتحة لأنها ركن في كل صلاة فلا بد أن يعرفها الإنسان ، قال الله تعالى (( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم )) ذكرها بلفظ الجمع اهدنا والسائل واحد السائل واحد، وكان المتوقع أن يقال أيش ؟ اهدني كما جاء ذلك في الاستفتاح في صلاة الليل كان النبي صلّى الله عليه وسلم يستفتح صلاة الليل بقوله ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ) قال اهدني ولم يقل اهدنا ، فلماذا جاءت في سورة الفاتحة بكلمة اهدنا وأنت تدعو وحدك تصلي منفردا وتصلي حتى مع الإمام وتقول اهدنا ؟ قال أهل العلم لأن المقام يقتضي ذلك ، فإن من كان يدعو الله عز وجل فإنه في مقام عال ومنزلة رفيعة لأن الدعاء عبادة ولكن قد يقال هذا ينتقض بأن الرسول قال ( اهدني لما اختلف ) وهو دعاء ، ولكن الظاهر والله أعلم أنه لما علم الله سبحانه وتعالى أن هذه السورة سيقرؤها من يكون إماما للناس صارت بلفظ (( اهدنا )) ليكون الدعاء للإمام القارئ ولمن خلفه ، ولو كان الإمام يقول اهدني الصراط المستقيم لكان يدعو لنفسه لكان يدعو لنفسه، ولا يليق أن يدعو لنفسه ثم يقول الناس وراءه آمين ، فيؤمنون على دعاء لا ينتفع به إلا الداعي ، هذا ما ظهر والله أعلم ، على كل حال نحن نقول (( اهدنا الصراط المستقيم )) الضمير يعود على جميع الأمة الإسلامية ولا يمكن أن تكون الأمة الإسلامية رفيعة المقام عزيزة المنال إلا إذا تمت الهداية لها جميعا لحكامها ومحكوميها ، فإن انتفت الهداية في أحد منهم اختل من العزة والكرامة بقدر ما اختل من الهداية ، ولهذا ينبغي لنا أن نستشعر ونحن نقول اهدنا الصراط المستقيم أننا ندعوا لمن ؟ لأنفسنا وللأمة جميعا.
تفسير قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) .
الشيخ : ثم قال عز وجل (( صراط الذين أنعمت عليهم )) (( صراط الذين أنعمت عليهم )) الذين أنعمت الخطاب لله عز وجل ، وهم أربعة أصناف بينهم الله في قوله (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين )) أربعة أصناف ، والذين أنعم الله عليهم هم الذين علموا الحق وعملوا به ، انتبه ، علموا الحق وعملوا به هؤلاء هم الذين أنعم الله عليهم وهم أربعة أيش ؟ أربعة أصناف.
بيان كيفية الجمع بين قوله تعالى :( صراط الذين أنعمت عليهم ) فأضاف الصراط إليهم , و بين قوله : ( و أن هذا صراطي مستقيما ) فأضاف الصراط إلى نفسه تعالى .
الشيخ : في هذه الآية قال صراط الذين أنعمت عليهم وفي آية أخرى قال الله تعالى (( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات )) وفي آية ثالثة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) فأضاف الصراط إلى من ؟ إلى نفسه وهنا أضافه إلى البشر إلى غيره ، فكيف يكون الأمر ؟ هل هناك تناقض أو هناك وجه جمع ؟ الجواب هناك وجه جمع ، وذلك لأن القرآن لا يمكن أن يتناقض (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) فلا يمكن أن يتناقض القرآن بعضه مع بعض ولا يمكن أن يتناقض القرآن مع صحيح السنة ولا يمكن أن تتناقض السنة الصحيحة بعضه بعضها مع بعض أبدا ، فإن ترآى لك تناقض فأعد النظر مرة بعد أخرى حتى يتبين لك أن لا تناقض ، فإن لم يتبين فاعلم أن علمك قليل وفهمك ثقيل ، علمك قليل لأنك لم تعرف الأدلة التي يكون بها الجمع ، أو فهمك ثقيل لأنك بليد ما تعرف كيف تجمع بين النصوص ، أما مع العلم والفهم فإنه لا يمكن أيها الإخوة أن يوجد تناقض في كتاب الله ولا تناقض في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا تناقض بين كتاب الله وسنة الرسول صلّى الله عليه وسلم ، طيب فما وجه الجمع في هذه الآية (( صراط الذين أنعمت عليهم )) وفي آية أخرى (( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض )) ؟ الجمع بينهما سهل ، فنقول أضيف الصراط إلى الله لأمرين أضيف الصراط إلى الله لأمرين:
الأمر الأول أنه هو الذي وضعه لعباده وشرعه لهم
والأمر الثاني أنه موصل إليه موصل إليه ، كما لو قلت مثلا هذا طريق مكة ، لماذا طريق مكة يعني موصل إليها ، فصار إضافة الصراط إلى الله لأمرين : الأمر الأول أنه هو الذي وضعه وشرعه لعباده ، والثاني أنه موصل إليه ، وما وجه إضافته إلى الذين أنعم الله عليهم ؟ لأنهم هم الذين رضوه وسلكوه هم الذين رضوه وسلكوه ، فأضيف إليهم ، كما تقول مثلا : هذا شارع فلان ، إذا كان هو الذي يمشي فيه ويسير عليه ، هذا أيضا الصراط أضيف إلى الذين أنعم الله عليهم لأنهم رضوا هذا الصراط وسلكوه فأضيف إليهم ، إذن لا تناقض بين الآيات لأن كل واحدة منها حملت على وجه لا يناقض ما حملت عليه الآية الأخرى.
الأمر الأول أنه هو الذي وضعه لعباده وشرعه لهم
والأمر الثاني أنه موصل إليه موصل إليه ، كما لو قلت مثلا هذا طريق مكة ، لماذا طريق مكة يعني موصل إليها ، فصار إضافة الصراط إلى الله لأمرين : الأمر الأول أنه هو الذي وضعه وشرعه لعباده ، والثاني أنه موصل إليه ، وما وجه إضافته إلى الذين أنعم الله عليهم ؟ لأنهم هم الذين رضوه وسلكوه هم الذين رضوه وسلكوه ، فأضيف إليهم ، كما تقول مثلا : هذا شارع فلان ، إذا كان هو الذي يمشي فيه ويسير عليه ، هذا أيضا الصراط أضيف إلى الذين أنعم الله عليهم لأنهم رضوا هذا الصراط وسلكوه فأضيف إليهم ، إذن لا تناقض بين الآيات لأن كل واحدة منها حملت على وجه لا يناقض ما حملت عليه الآية الأخرى.
5 - بيان كيفية الجمع بين قوله تعالى :( صراط الذين أنعمت عليهم ) فأضاف الصراط إليهم , و بين قوله : ( و أن هذا صراطي مستقيما ) فأضاف الصراط إلى نفسه تعالى . أستمع حفظ
ذكر الذين أنعم الله عليهم : أولا : الأنبياء .
الشيخ : من هم الذين أنعم الله عليهم ؟ هم الذين علموا الحق وعملوا به وهم أربعة أصناف : النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، ويدخل في النبيين هنا الرسل من باب أولى لأن كل كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ، ومعلوم أن الأعم يدخل فيه الأخص.
ثانيا : الصديقون .
الشيخ : من الصديقون ؟ الصديقون هم الذين قالوا الصدق وصدقوا به قالوا الصدق وصدقوا به، قال الله تعالى (( والذي جاء بالصدق وصدق به )) فمن قال الصدق وصدق به فهو صديق ومن قال الكذب أو كذب بالصدق فليس بالصديق ، قال النبي صلّى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) لأنه يصدق ( وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
ثالثا : الشهداء , مع ذكر قاعدة تفسيرية : أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا يتناقضان فإنها تحمل عليهما و إن كانا يتناقضان حمل الراجح و ترك المرجوح .
الشيخ : ومن الشهداء ؟ الشهداء قيل هم الذين قتلوا في سبيل الله ، وقيل هم العلماء ، والقاعدة في التفسير " أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا يتناقضان فإنها تحمل عليهما جميعا ، لأن ذلك أوسع في مدلولها ، فإن كانا يتناقضان رجح ما يترجح وترك الآخر " ، مثال المعنيين الذين لا يتناقضان هذه الآية الشهداء ، فإذا فسرت بالعلماء وبالذين قتلوا في سبيل الله لم تتناقض ، وكذلك أمثلة أخرى مثل (( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس )) ما معنى عسعس ؟ أقبل وقيل معناه أدبر ولا تناقض بين المعنيين ، لماذا ؟ لأن الصبح حين إقباله وإدباره آية من آيات الله ، فهو آية من آيات الله في حال الإقبال وفي حال الإدبار ولهذا أقسم الله بالليل إذا عسعس وبالصبح إذا تنفس ، يعني أقسم الله بالليل في حال إقباله وفي حال إدباره لأن إقباله وإدباره كلاهما من آيات الله .
أما إذا تناقض المعنيان فيجب الترجيح مثل قوله تعالى (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )) والقروء جمع قَرْءٍ بالفتح والقروء جمع قَرْءٍ، فسر القرء بالحيض وفسر القرء بالطهر ، ومعلوم أنه يختلف المعنى ولا يمكن أن يلتئم المعنى هذا مع هذا ، بل المعنى إما كذا وإما كذا ، فالمعنيان يتناقضان ولا يمكن أن يتفقا وحينئذٍ نعمل بايش؟ بالترجيح والراجح أن القرء هو الحيض لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال في المستحاضة ( دعي الصلاة أيام أقرائك ) يعني أيام حيضك ، على كل حال ليس هذا المقام مقام ترجيح بين ، بيان وجه الرجحان لكن أريد أن أمثل لهذه القاعدة ، القاعدة التفسيرية ما هي ؟ " إذا احتملت الآية - أيش ؟ - معنيين لا يتناقضان حملت على المعنيين جميعا ، لأن حملها على المعنيين جميعا أوسع في مدلولها ، وإذا كان المعنيان يتناقضان - أيش ؟ - وجب الترجيح " ، عملنا بالراجح ، إذن الشهداء يشمل العلماء والذين قتلوا في سبيل الله ، والعلماء أعظم شهادة من غيرهم ، قال الله تعالى (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة )) ومن؟ (( وأولوا العلم )) الملائكة وأولوا العلم ، شهدوا بوحدانية الله ، وكلما كان الإنسان أعلم كانت شهادته بتوحيد الله أقوم وأوكد وأعظم ، ولهذا يشهد العلماء من آيات الله وتوحيده ما لا يشهده غيرهم.
أما إذا تناقض المعنيان فيجب الترجيح مثل قوله تعالى (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )) والقروء جمع قَرْءٍ بالفتح والقروء جمع قَرْءٍ، فسر القرء بالحيض وفسر القرء بالطهر ، ومعلوم أنه يختلف المعنى ولا يمكن أن يلتئم المعنى هذا مع هذا ، بل المعنى إما كذا وإما كذا ، فالمعنيان يتناقضان ولا يمكن أن يتفقا وحينئذٍ نعمل بايش؟ بالترجيح والراجح أن القرء هو الحيض لأن النبي صلّى الله عليه وسلم قال في المستحاضة ( دعي الصلاة أيام أقرائك ) يعني أيام حيضك ، على كل حال ليس هذا المقام مقام ترجيح بين ، بيان وجه الرجحان لكن أريد أن أمثل لهذه القاعدة ، القاعدة التفسيرية ما هي ؟ " إذا احتملت الآية - أيش ؟ - معنيين لا يتناقضان حملت على المعنيين جميعا ، لأن حملها على المعنيين جميعا أوسع في مدلولها ، وإذا كان المعنيان يتناقضان - أيش ؟ - وجب الترجيح " ، عملنا بالراجح ، إذن الشهداء يشمل العلماء والذين قتلوا في سبيل الله ، والعلماء أعظم شهادة من غيرهم ، قال الله تعالى (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة )) ومن؟ (( وأولوا العلم )) الملائكة وأولوا العلم ، شهدوا بوحدانية الله ، وكلما كان الإنسان أعلم كانت شهادته بتوحيد الله أقوم وأوكد وأعظم ، ولهذا يشهد العلماء من آيات الله وتوحيده ما لا يشهده غيرهم.
8 - ثالثا : الشهداء , مع ذكر قاعدة تفسيرية : أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا يتناقضان فإنها تحمل عليهما و إن كانا يتناقضان حمل الراجح و ترك المرجوح . أستمع حفظ
بيان تسلط الشيطان على المؤمن بكثرة الوساوس .
الشيخ : ومن ثم يتسلط الشيطان على طالب العلم بإلقاء الوساوس في قلبه حتى إنه يأتي بوساوس يحب الإنسان أن يحترق ولا يتكلم بها ، يحب أن يسقط من السماء ويتمزق قبل أن يصل إلى الأرض ولا يتكلم بها وساوس عظيمة خطيرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان إذا رأى منه إقبالا على العلم لأن العلم يوصل إلى اليقين والشيطان يريد منا أن نشك وأن ننخلع من الدين ، لكن هذه الوساوس هل تؤثر على الإنسان ؟ لا ، بل هي صريح إيمانه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لما أخبروه بذلك ( قال أوجدتموه ؟ قالوا نعم ، قال ذاك صريح الإيمان ) سبحان الله ، وساوس تكون صريحة ؟ نعم لأن هذه الوساوس إنما يلقيها الشيطان على ايش؟ على قلب صريح الإيمان يعني خالص الإيمان ، لأن القلب الدامر الذي عنده شكوك يكون الشيطان فيه يكون الشيطان معه مستريحا مستريحا ما يأتي إليه يوسوس ليش ؟ لأنه خراب لأنه خراب، ولهذا قيل لعبد الله بن عباس أو ابن مسعود قيل له " إن اليهود يقولون إننا لا نوسوس في صلاتنا " ، أيش معنى لا نوسوس ؟ يعني ما يجينا الشيطان ونقعد نفكر ، قال : " نعم صحيح وما يصنع الشيطان بقلب خراب " " وما يصنع الشيطان بقلب خراب " القلب الخراب ليش يجي يخربه خربان ، الشيطان يأتي للقلب العامر حتى يدمره.
بيان دواء الوساوس الشيطانية .
الشيخ : ولكن ما دواء هذه الوساوس ؟ دواؤها أمران :
قال النبي صلّى الله عليه وسلم ( فليستعذ بالله ولينته ) ( فليستعذ بالله ولينته ) يستعذ بالله بأن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لكن يقولها بقلب صادق مفتقر إلى الله عز وجل ، لا يقولها على اللسان ولا تصل إلى القلب لأنه إذا قالها على اللسان ولم تصل إلى القلب لا ينتفع بها ، بل لا بد أن يشعر في تلك الحال أنه مفتقر إلى الله وأنه معتصم به وأن أمام عدو يهاجمه وهو الشيطان ويلتجئ إلى من بيده ملكوت كل شيء وهو الله عز وجل
الثانية أو الثاني : أن ينتهي ما معنى ينتهي ؟ يعرض عن هذا يتركه ما كأنه شيء ، يلهى عنه ولا يلتفت إليه ، كثير من الناس الآن يأتيه الشيطان في مسألة الوضوء ويقول له أحدثت إنك أحدثت فيبدأ يشكك هل أحدث أو لا ، نقول استعذ بالله وانته عن هذه الوساوس ، ولا تخرج من المسجد أو تقطع الصلاة حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا ، طيب.
قال النبي صلّى الله عليه وسلم ( فليستعذ بالله ولينته ) ( فليستعذ بالله ولينته ) يستعذ بالله بأن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لكن يقولها بقلب صادق مفتقر إلى الله عز وجل ، لا يقولها على اللسان ولا تصل إلى القلب لأنه إذا قالها على اللسان ولم تصل إلى القلب لا ينتفع بها ، بل لا بد أن يشعر في تلك الحال أنه مفتقر إلى الله وأنه معتصم به وأن أمام عدو يهاجمه وهو الشيطان ويلتجئ إلى من بيده ملكوت كل شيء وهو الله عز وجل
الثانية أو الثاني : أن ينتهي ما معنى ينتهي ؟ يعرض عن هذا يتركه ما كأنه شيء ، يلهى عنه ولا يلتفت إليه ، كثير من الناس الآن يأتيه الشيطان في مسألة الوضوء ويقول له أحدثت إنك أحدثت فيبدأ يشكك هل أحدث أو لا ، نقول استعذ بالله وانته عن هذه الوساوس ، ولا تخرج من المسجد أو تقطع الصلاة حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا ، طيب.
رابعا : الصالحون .
الشيخ : من الصنف الرابع ؟ الصالحون ، الصالحون هم الذين صلحوا في ظاهرهم وباطنهم وصلاح الإنسان يكون بفعل الأوامر وترك النواهي لكنه لا يصل إلى درجة الصديقية والشهداء بل يكون دون ذلك ، فالصالح من قام بحق الله وحق العباد وإن لم يصل إلى مرتبة الصديقية والشهادة.
تفسير قوله تعالى : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .
الشيخ : ثم قال عز وجل (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) إذا قلنا إن الذين أنعم الله عليهم هم الذين علموا الحق وعملوا به فمن قسيم هؤلاء ؟ قسيم هؤلاء اثنان : من جهل الحق ومن علم به ولم يعمل به ، ولهذا قال (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))، فالمغضوب عليهم هم الذين علموا الحق ولم يعملوا به وعلى رأسهم اليهود قال الله تعالى (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) وهؤلاء هم اليهود ، اليهود علموا الحق يعرفون النبي صلّى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم ولكن كذبوه ، فصاروا عالمين بالحق أيش ؟ وليسوا عاملين به .
طيب الضال هو من لم يعلم بالحق وصار يتخبط في عبادته خبط عشواء وعلى رأس هؤلاء النصارى ، فإن النصارى ضالون لعدم علمهم بالحق لكن إذا علموا بالحق ولم يعملوا به صاروا من جنس من جنس اليهود صاروا من جنس اليهود ، أنت في كل صلاة الآن تسأل الله أن يهديك صراط الذين أنعم الله عليهم وأن يجنبك صراط الذين غضب الله عليهم أو أضلهم.
طيب الضال هو من لم يعلم بالحق وصار يتخبط في عبادته خبط عشواء وعلى رأس هؤلاء النصارى ، فإن النصارى ضالون لعدم علمهم بالحق لكن إذا علموا بالحق ولم يعملوا به صاروا من جنس من جنس اليهود صاروا من جنس اليهود ، أنت في كل صلاة الآن تسأل الله أن يهديك صراط الذين أنعم الله عليهم وأن يجنبك صراط الذين غضب الله عليهم أو أضلهم.
من عصى من علمائنا فله شبه بالمغضوب عليهم ومن عصى من العباد فله شبه بالضالين .
الشيخ : طيب ما تقولون في من عصى من علماء هذه الأمة أيكون من المغضوب عليهم أو من الضالين ؟ نعم ، يكون من المغضوب عليهم ، ومن عصى من عبادنا الجهال فهو من الضالين ، ولهذا قال سفيان بن عيينة رحمه الله قال " من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى " لأن النصارى عبدوا الله على ضلال واليهود استكبروا عن عبادة الله عن علم.
الحث على تدبر هذه السورة و فهمها وبيان أن من يقرأ القرآن ولا يفهمه فهو أمي .
الشيخ : طيب ، فصارت هذه الآية الكريمة تشتمل على غرر من الدعاء ، لها أهمية عظيمة في حياة الفرد والمجتمع أيضا ، ولكن هل نحن نستحضر هذه المعاني ؟ نعم أجيبوا يا جماعة ، هاه ، لا لا، ما نستحضر هذه المعاني ، نقرؤها للتعبد بلفظها فقط أما المعنى فنحن لا نعلم ، ويأسف الإنسان أن يوجد من إخوانه ولا سيما الشباب من لا يعرف معنى ما يقرأ ، لأن الذين لا يعرفون معنى ما يقرأن وصفهم الله بأنهم أميون بأنهم أميون ، فقال (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) أي إلا قراءة ، ما يعرفون الكتاب إلا قراءة أما المعنى فلا ، وقد كان من هدي السلف خصوصا الصحابة أنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ، قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ، وهكذا المؤمن يتربى بعلمه ، ينتفع به لا يكون كالحمار يحمل أسفارا لا ينتفع بها ، لو أتيت بمجلدات من الكتب نافعة وحملتها على الحمار يصبح الحمار عالما ؟ لا يصبح عالما ، وإنما هو بليد سواء حملته كتبا أم لا ، وقد مثل الله عز وجل اليهود بأنهم كالحمار فقال (( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )) نعم لا ينتفع بها ، فأنت يا طالب العلم إذا حملت العلم فانتفع به ، أنت يا قارئ القرآن إذا حملت القرآن فانتفع به ، اعرف معناه وطبقه حتى لا يكون القرآن حجة عليك ، لأن القرآن إما حجة للإنسان وإما حجة على الإنسان ، إذن ينبغي أن نعرف معنى هذه السورة العظيمة ولو على سبيل الإجمال حتى إذا قرأناها انتفعنا ، أما أن نقرأها ونحن لا نعرف المعنى فلا شك أن هذا قصور جدا وإن كان يجزئ من حيث الإجزاء وإبراء الذمة لكن هو قصور في الواقع.
معنى آمين عند ختام قراءة الفاتحة في الصلاة .
الشيخ : وفي النهاية يقول القارئ: آمين وآمين اسم فعل بمعنى استجب بمعنى استجب ، وتقول آمين بدون تشديد الميم لأنك لو شددت الميم لقلت آمّين فسد المعنى ، ماذا يكون معناها إذا قلت آمّين ؟ أي قاصدين كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمّين البيت الحرام )) أي قاصديه ، طيب أما بقية آيات القرآن فلا يمكن أن نتعرض لها في هذا المقام لأنها طويلة وكثيرة لكن يكفي أن نتعرض لمعنى هذه أو لتنبيهات من معنى هذه السورة العظيمة التي هي ركن في كل ركعة يقوم بها المصلي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
بيان أنه لا يجزئ قرأة الفاتحة بالقلب دون تحريك اللسان .
الشيخ : ولا بد من القراءة باللسان لأن بعض الناس يقرأ بقلبه وبعض الناس يقرأ بعينه ، بعض الناس يقرأ بقلبه يعني يمر القرآن على قلبه من دون نطق فهذا لا يجزئه قراءتة لا يجزئه قراءة في الصلاة ولا قراءة على أنه ورد يحمي الإنسان ولا قراءة على أنه يحصل على عشر حسنات في كل حرف ، القراءة بالقلب ، القراءة بالعين كذلك لا تجدي لأن بعض الناس يفتح المصحف ثم ينظر إلى الصفحات ينظر الصفحة اليمنى بالعين يتابع الحروف بعينه وينظر الصفحة اليسرى كذلك ثم يقلب ، كم يستغرق تستغرق قراءة العين ؟ يمكن دقيقة واحدة ، صفحتين ينهيهما بدقيقة لأنه يمر العين فقط على الآيات والكلمات ، هذا لا ينفعه ولا يثاب عليه ثواب القارئ بلسانه ، فالقراءة لا تكون إلا باللسان لا بالقلب أو العين ، وإلى هنا ينتهي الكلام على تفسير هذه السورة العظيمة ولنوزع الآن ما بقي من القرآن بالنسبة للآيات التي فيها نداء للمؤمنين ، وأظن ما أدري الورق معي الآن على الذين كتبوا أسماءهم من قبل أو لا ، ما هو هذا ، على كل حال معلومون ، لكن من هو مستعد لما بقي ؟ انتهينا على سورة طه أظن . هه
تتمة شرح حديث جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ...) .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
قال المؤلف رحمه الله تعالى : عن جابر بن عبد الله رَضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
قال المؤلف رحمه الله تعالى : عن جابر بن عبد الله رَضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )
17 - تتمة شرح حديث جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ...) . أستمع حفظ
المناقشة حول بعض المسائل في الشفاعة الخاصة .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
سبق لنا الكلام على أول هذا الحديث إلى قوله : ( وأعطيت الشفاعة ) وذكرنا أن الشفاعة قسمان : شفاعة عامة وشفاعة خاصة ، يعني خاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلم وأن الشفاعة الخاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع
الطالب : شفاعته لأهل الجنة ...
الشيخ : أيش ؟ أهل الجنة أيش ؟
الطالب : في دخول الجنة ...
الشيخ : نعم
الطالب : وشفاعته لعبد المطلب ...
الشيخ : عبد المطلب ؟
الطالب : لأبي طالب
الشيخ : نعم
الطالب : وشفاعتة لعمه ابي طالب وشفاعته الشفاعة العظمى ...
الشيخ : تمام ، الشفاعة العظمى كيف هي ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : تمام استرح ، الشفاعة العظمى هي الشفاعة في أهل الموقف حين يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيطلبون الشفاعة من آدم ثم إبراهيم ثم عيسى ، من آدم ثم إبراهيم ثم عيسى خطأ وإلا صواب ؟
الطالب : خطأ
الشيخ : خطأ ، من آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى محمد صلّى الله عليه وسلم فيقوم ويشفع إلى الله عز وجل أن يقضي بين العباد ويريحهم من الموقف فيقبل الله شفاعته.
شفاعته في عمه أبي طالب أنه شفع فيه حتى ( كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه )، نعوذ بالله ، إذا كان دماغه يغلي من النعلين فما دونه ما دون الدماغ وهو أقرب للرجل يكون أشد وأعظم ، وهذا أهون أهل النار عذابا ، قال النبي صلّى الله عليه وسلم ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ماذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم ؟ الأخ ، ماذا قال ؟ وايش هو ؟ كيف لولا أنا أيش هذه ؟ ... من الذي يكون في الدرك الأسفل من النار أبو طالب أو عبد المطلب ؟
الطالب : عمه
الشيخ : عمه أبو طالب ، صح كلامه ؟ طيب استرح ، خل مراجعة السور التي عليك بعدين ، غلق المصحف ، هذه شفاعة في عمه أبي طالب وفيها إشكال ، كيف شفع النبي صلّى الله عليه وسلم في كافر والله عز وجل يقول (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ؟ نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : من أجل مناصرته النبي صلّى الله عليه وسلم ودفاعه عنه أذن الله لرسوله أن يشفع له لهذا السبب. طيب استرح
سبق لنا الكلام على أول هذا الحديث إلى قوله : ( وأعطيت الشفاعة ) وذكرنا أن الشفاعة قسمان : شفاعة عامة وشفاعة خاصة ، يعني خاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلم وأن الشفاعة الخاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع
الطالب : شفاعته لأهل الجنة ...
الشيخ : أيش ؟ أهل الجنة أيش ؟
الطالب : في دخول الجنة ...
الشيخ : نعم
الطالب : وشفاعته لعبد المطلب ...
الشيخ : عبد المطلب ؟
الطالب : لأبي طالب
الشيخ : نعم
الطالب : وشفاعتة لعمه ابي طالب وشفاعته الشفاعة العظمى ...
الشيخ : تمام ، الشفاعة العظمى كيف هي ؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : تمام استرح ، الشفاعة العظمى هي الشفاعة في أهل الموقف حين يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيطلبون الشفاعة من آدم ثم إبراهيم ثم عيسى ، من آدم ثم إبراهيم ثم عيسى خطأ وإلا صواب ؟
الطالب : خطأ
الشيخ : خطأ ، من آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى محمد صلّى الله عليه وسلم فيقوم ويشفع إلى الله عز وجل أن يقضي بين العباد ويريحهم من الموقف فيقبل الله شفاعته.
شفاعته في عمه أبي طالب أنه شفع فيه حتى ( كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه )، نعوذ بالله ، إذا كان دماغه يغلي من النعلين فما دونه ما دون الدماغ وهو أقرب للرجل يكون أشد وأعظم ، وهذا أهون أهل النار عذابا ، قال النبي صلّى الله عليه وسلم ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ماذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم ؟ الأخ ، ماذا قال ؟ وايش هو ؟ كيف لولا أنا أيش هذه ؟ ... من الذي يكون في الدرك الأسفل من النار أبو طالب أو عبد المطلب ؟
الطالب : عمه
الشيخ : عمه أبو طالب ، صح كلامه ؟ طيب استرح ، خل مراجعة السور التي عليك بعدين ، غلق المصحف ، هذه شفاعة في عمه أبي طالب وفيها إشكال ، كيف شفع النبي صلّى الله عليه وسلم في كافر والله عز وجل يقول (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ؟ نعم ؟
الطالب : ...
الشيخ : من أجل مناصرته النبي صلّى الله عليه وسلم ودفاعه عنه أذن الله لرسوله أن يشفع له لهذا السبب. طيب استرح
ثانيا : الشفاعة العامة : وهي الشفاعة في أهل النار فيمن دخلها أن يخرج منها أو فيمن استحقها ولكنه لا يدخلها .
الشيخ : القسم الثاني الشفاعة العامة وهي الشفاعة في أهل النار ، فيمن دخلها أن يخرج منها وفيمن استحقها أن لا يدخلها ، يعني أن أهل الكبائر من هذه الأمة ومن غيرهم يمكن أن يشفع لهم إن كانوا لم يدخلوا النار أن يشفع لهم أن لا يدخلوها ، وإن كانوا قد دخلوها أن يشفع لهم أن يخرجوا منها.
19 - ثانيا : الشفاعة العامة : وهي الشفاعة في أهل النار فيمن دخلها أن يخرج منها أو فيمن استحقها ولكنه لا يدخلها . أستمع حفظ
ذكر منكري الشفاعة العامة لأهل الكبائر وبيان أدلتهم التي استدلوا بها .
الشيخ : وهذه الشفاعة ينكرها طائفتان من أهل البدع ، وهما الخوارج والمعتزلة ، بناء على مذهبيهما أن فاعل الكبيرة مخلد في النار وإذا كان مخلدا في النار فإنه لا تنفعه الشفاعة ، انتبه يا أخ ، الشفاعة العامة تكون في أهل النار فيمن هاه ، فيمن دخلها أن يخرج منها وفيمن استحقها أن لا يدخلها وهم أهل الكبائر ، أما أهل الكفر فلا شفاعة لهم ، لكن أهل الكبائر ، كالزاني والسارق وشارب الخمر وما أشبههم ، وهذا النوع أو هذا القسم ينكره من ؟ الخوارج والمعتزلة بناء على مذهبيهما أن فاعل الكبيرة مخلد في النار مخلد في النار، وإذا كان مخلدا في النار لم تنفع فيه الشفاعة ، وقولهم هذا مخالف لقول السلف المبني على كتاب الله وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فأهل الكبائر يأذن الله تعالى للأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين أن يشفعوا لهم في أن لا يدخلوا الجنة، في ان لايدخلوا النار إن كانوا لم يدخلوها وفي أن يخرجوا منها إن كانوا قد دخلوها ، لكن أبى ذلك الخوارج وأبى ذلك المعتزلة لأن الخوارج يقولون إن فاعل الكبيرة مخلد في النار لأنه كافر عندهم فمن زنا عندهم فهو كافر ومن سرق فهو كافر وعلى هذا فيخلد في النار لأن كل كافر مخلد في النار ، أما المعتزلة فيقولون إن فاعل الكبيرة مخلد في النار ولكنه لا يكفر ولا يؤمن هو ليس بكافر ولا مؤمن ، طيب ماذا يكون ؟ قالوا يكون في منزلة بين المنزلتين لا تقول مؤمن ولا كافر ، إن قلت كافر أخطأت وإن قلت مؤمن أخطأت.
الرد على الذين ينكرون الشفاعة لأهل الكبائر .
الشيخ : ولا شك أن هذين المذهبين غير صحيحين ، فإن أهل الكبائر تنفع فيهم الشفاعة كما ثبتت في ذلك الأحاديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلم بل تواترت الأحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الشفاعة لأهل الكبائر ، وأما المعتزلة فإن إثباتهم المنزلة بين المنزلتين فهو باطل لأن الله قال (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم .. ))
اضيفت في - 2006-04-10