فتاوى الحرم المكي-1411-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول فضل الله على هذه الأمة بإدراكها شهر رمضان ، وبيان فضل الأعمال الصالحة والمبادرة إليها قبل الموت .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فإننا نعتذر للإخوة بهذا التأخير لأننا نعلم أن لكل ولادة طلقا ولابد أن يكون هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح ولعلنا إن شاء الله في الليالي المستقبلة يكون الإخوة قد جهزوا المكبر من قبل حضور الدرس.
أيها الإخوة إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن منّ علينا بالبقاء حتى أدركنا هذا الشهر المبارك ونسأل الله أن يجعل بقاءنا في هذه الدنيا على زيادة عمل صالح
إن علينا أيها الإخوة أن نتفكر وأن نتذكر من كانوا معنا في مثل هذا المكان وفي غيره في العام الماضي من أقارب لنا وأصحاب وزملاء كيف غادروا الدنيا وارتحلوا عنها إلى دار الجزاء، ارتحلوا عنها كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في قوله: (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) ينتقل الإنسان من الدنيا يتبعه ثلاثة أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع ماله وأهله ويبقى عمله، ينتقل الإنسان من الدنيا وما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب ينتقل من الدنيا وهو يقول بلسان الحال أو المقال ما ذكره الله تعالى في قوله: (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )) قال الله تعالى: (( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )) ينتقل الإنسان من الدنيا إلى الآخرة وكأنه لم يبقَ في الدنيا إلا ساعة واحدة مهما طالت به الدنيا (( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )) (( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ))
واعتبر أيها الأخ اعتبر ما سيأتي بما مضى كل ما خلّفت من الزمن فإنه كأنه لحظة واحدة كأنك لم تعش في الدنيا إلا هذه اللحظة التي أنت عائش فيها الآن، وهكذا إذا حضر الموت فكأنك لم تعش إلا تلك اللحظة التي أتاك فيها الموت.
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فإننا نعتذر للإخوة بهذا التأخير لأننا نعلم أن لكل ولادة طلقا ولابد أن يكون هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح ولعلنا إن شاء الله في الليالي المستقبلة يكون الإخوة قد جهزوا المكبر من قبل حضور الدرس.
أيها الإخوة إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن منّ علينا بالبقاء حتى أدركنا هذا الشهر المبارك ونسأل الله أن يجعل بقاءنا في هذه الدنيا على زيادة عمل صالح
إن علينا أيها الإخوة أن نتفكر وأن نتذكر من كانوا معنا في مثل هذا المكان وفي غيره في العام الماضي من أقارب لنا وأصحاب وزملاء كيف غادروا الدنيا وارتحلوا عنها إلى دار الجزاء، ارتحلوا عنها كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في قوله: (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) ينتقل الإنسان من الدنيا يتبعه ثلاثة أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع ماله وأهله ويبقى عمله، ينتقل الإنسان من الدنيا وما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب ينتقل من الدنيا وهو يقول بلسان الحال أو المقال ما ذكره الله تعالى في قوله: (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )) قال الله تعالى: (( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )) ينتقل الإنسان من الدنيا إلى الآخرة وكأنه لم يبقَ في الدنيا إلا ساعة واحدة مهما طالت به الدنيا (( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )) (( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ))
واعتبر أيها الأخ اعتبر ما سيأتي بما مضى كل ما خلّفت من الزمن فإنه كأنه لحظة واحدة كأنك لم تعش في الدنيا إلا هذه اللحظة التي أنت عائش فيها الآن، وهكذا إذا حضر الموت فكأنك لم تعش إلا تلك اللحظة التي أتاك فيها الموت.
1 - كلمة للشيخ حول فضل الله على هذه الأمة بإدراكها شهر رمضان ، وبيان فضل الأعمال الصالحة والمبادرة إليها قبل الموت . أستمع حفظ
اغتنام الطاعات في مواسم الخيرات .
الشيخ : فالإنسان العاقل البصير ينتهز الفرصة في عمره ولاسيما في مواسم الخيرات مثل شهر رمضان ومثل عشر ذي الحجة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله? قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بذلك بشيء ) إن الإنسان العاقل ينتهز هذه الفرص بالأعمال الصالحة المقربة إلى الله واجتناب ما حرم الله ونهى عنه.
الكلام حول ليلة القدر وفضلها وفضل العشر الأواخر من رمضان .
الشيخ : ونحن الآن في أول ليلة من ليالي العشر الأخيرة من رمضان التي فيها ليلة القدر التي قال الله عنها: (( ليلة القدر خير من ألف شهر )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في قيامها: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه )
إن الواجب على المسلم بل إن الواجب على المؤمن أن يقدر أنفاس عمره وأن يعرف أن كل نفس تنفسه لن يعود إليه مرة أخرى، وأن كل يوم مضى من حياته لن يعود إليه مرة أخرى. وأن كل لحظة وكل ساعة وكل يوم وكل شهر يقربه من الآخرة ويبعده من الدنيا، لذلك يجب بل ينبغي أن نستقبل هذه العشر الأخيرة بالعزيمة الصادقة والجد والاجتهاد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وأنتم ولله الحمد في هذا المكان في المسجد الحرام تحيون أكثر الليل ما بين صلاة وقراءة ومجالس علم وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى، فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على طاعته وأن يتقبل منا ومن إخواننا المسلمين.
أيها الإخوة قبل أن ندخل في موضوع الدرس الذي سنسير فيه إن شاء الله على محورين:
المحور الأول: الكلام على بعض الآيات التي نسمعها من أئمتنا في قراءة القيام.
والمحور الثاني: الدرس المناسب للجلسة.
إن الواجب على المسلم بل إن الواجب على المؤمن أن يقدر أنفاس عمره وأن يعرف أن كل نفس تنفسه لن يعود إليه مرة أخرى، وأن كل يوم مضى من حياته لن يعود إليه مرة أخرى. وأن كل لحظة وكل ساعة وكل يوم وكل شهر يقربه من الآخرة ويبعده من الدنيا، لذلك يجب بل ينبغي أن نستقبل هذه العشر الأخيرة بالعزيمة الصادقة والجد والاجتهاد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وأنتم ولله الحمد في هذا المكان في المسجد الحرام تحيون أكثر الليل ما بين صلاة وقراءة ومجالس علم وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى، فنسأل الله أن يعيننا وإياكم على طاعته وأن يتقبل منا ومن إخواننا المسلمين.
أيها الإخوة قبل أن ندخل في موضوع الدرس الذي سنسير فيه إن شاء الله على محورين:
المحور الأول: الكلام على بعض الآيات التي نسمعها من أئمتنا في قراءة القيام.
والمحور الثاني: الدرس المناسب للجلسة.
تهنئة الشيخ المسلمين على إطفاء الفتنة التي أثارها أهل الظلم في الشرق الأوسط .
الشيخ : قبل أن نتكلم عن هذا أود أن أهنئ نفسي وإياكم بل وجميع المسلمين بما منّ الله به من إطفاء الفتنة التي أثارها أهل الظلم والعدوان والتي كانت سبباً في أضرارٍ كثيرة ليس في المنطقة التي نحن فيها ولكن في جميع الدول العربية والإسلامية وغيرها أيضا كما نسمع هذا من الأخبار هذه الفتنة وهذه الكارثة العظيمة التي أصابت منطقتنا.
تفسير قوله تعالى :" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " .
الشيخ : لاشك أنها واقعة بقضاء الله وقدره ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى: (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )) (( ما أصاب من مصيبة )) كلمة من مصيبة نكرة في سياق، في سياق ايش؟ في سياق أي شي يا أيها النحاة؟ (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب )) من مصيبة نكرة في سياق النفي قال علماء البلاغة وعلماء الأصول: إن النكرة في سياق النفي تفيد العموم، لاسيما وأن هذا العموم مؤكد بمن الزائدة في قوله: (( من مصيبة )) وهي زائدة بحسب الإعراب أما بحسب المعنى فإن لها معنى عظيماً لأنه ليس في القرآن شيء زائد ليس له معنى أبداً القرآن كلام الله محكم من كل وجه (( من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )) أي من قبل أن نبرأ هذه الخليقة وذلك كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الله تعالى كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) إذا علمت أنها بتقدير الله فما الذي يترتب على هذا العلم أرجو الانتباه، لأنه سيكون على ذلك سؤال إن شاء الله.
5 - تفسير قوله تعالى :" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " . أستمع حفظ
بيان ما يترتب من الأمور إذا علم المسلم أن المصيبة تكون بقدر الله تعالى .
الشيخ : إذا علمنا أن هذه المصيبة بقضاء الله تعالى فما الذي يترتب على هذا العلم؟
يترتب على هذا العلم شيئان الشيء الأول أن نرضى بهذه المصيبة، لأنها بتقدير الله، وكل ما قدره الله فإن الواجب على المؤمن أن يرضى به كلنا نقول رضينا بالله رباً ولا يتم الرضا بالله رباً إلا بالرضا بقضائه وقدره فحينئذٍ نرضى بهذه المصيبة ونسلم ونطمئن لأنها من قضاء الله تعالى وقدره قال علقمة: وهو من أكابر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) قال: " هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم " الشيء الثاني مما يترتب على هذا أن نعلم أن الله تعالى لم يقدر هذه المصيبة إلا لحكمة، لأنه ما من شيء قدره الله إلا وله حكمة بالغة قد نعلمها وقد لا نعلمها ولكننا قد علمنا شيئاً من الحكمة فيما قدره الله سبحانه وتعالى من هذه المصيبة والكارثة تتبين فيما بعد والدليل على أن كل شيء قضاه الله فإنه لحكمة قوله تبارك وتعالى: (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً )) فلما قال: (( إن الله كان عليماً حكيماً )) علمنا بأن لا يشاء شيئاً إلا لحكمة لأنه سبحانه وتعالى من أسمائه الحكيم وهذا الاسم العظيم يقتضي أن كل ما صدر من الله من أمور كونية أو أمور شرعية فإنه لحكمة ولا بد إذن هذه المصيبة العظيمة التي عمت الشرق الأوسط وغير الشرق الأوسط ناشئة عن قضاء الله وقدره فما هو الدليل على أنها ناشئة عن قضاء الله وقدره؟ أنت وقائم بارك الله فيك
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )) إذا علمنا أن هذه المصيبة بقضاء الله وقدره ذكرنا أنه يترتب على ذلك الأمر الأول إيش الرضا بقضاء الله لأن من تمام الرضا بالله رباً أن ترضى بقضائه وإلا فما معنى كونك ترضى به ربا إذا كنت تسخط ما قضاه عليك والأمر الثاني: أن ذلك لحكمة سواء علمنا هذه الحكمة أم لم نعلمها، لأنه أحياناً يكون الأمر المقضي غير معلوم الحكمة لنا لكننا نعلم بأنه لحكمة الدليل على أن ما قضاه الله فهو بحكمة
الطالب : قوله تعالى: (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً ))
الشيخ : إن الله كان عليماً حكيماً (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً )) فقوله (( إن الله كان عليماً حكيماً )) يدل على أن ما شاءه فهو لحكمة.
يترتب على هذا العلم شيئان الشيء الأول أن نرضى بهذه المصيبة، لأنها بتقدير الله، وكل ما قدره الله فإن الواجب على المؤمن أن يرضى به كلنا نقول رضينا بالله رباً ولا يتم الرضا بالله رباً إلا بالرضا بقضائه وقدره فحينئذٍ نرضى بهذه المصيبة ونسلم ونطمئن لأنها من قضاء الله تعالى وقدره قال علقمة: وهو من أكابر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه )) قال: " هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم " الشيء الثاني مما يترتب على هذا أن نعلم أن الله تعالى لم يقدر هذه المصيبة إلا لحكمة، لأنه ما من شيء قدره الله إلا وله حكمة بالغة قد نعلمها وقد لا نعلمها ولكننا قد علمنا شيئاً من الحكمة فيما قدره الله سبحانه وتعالى من هذه المصيبة والكارثة تتبين فيما بعد والدليل على أن كل شيء قضاه الله فإنه لحكمة قوله تبارك وتعالى: (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً )) فلما قال: (( إن الله كان عليماً حكيماً )) علمنا بأن لا يشاء شيئاً إلا لحكمة لأنه سبحانه وتعالى من أسمائه الحكيم وهذا الاسم العظيم يقتضي أن كل ما صدر من الله من أمور كونية أو أمور شرعية فإنه لحكمة ولا بد إذن هذه المصيبة العظيمة التي عمت الشرق الأوسط وغير الشرق الأوسط ناشئة عن قضاء الله وقدره فما هو الدليل على أنها ناشئة عن قضاء الله وقدره؟ أنت وقائم بارك الله فيك
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )) إذا علمنا أن هذه المصيبة بقضاء الله وقدره ذكرنا أنه يترتب على ذلك الأمر الأول إيش الرضا بقضاء الله لأن من تمام الرضا بالله رباً أن ترضى بقضائه وإلا فما معنى كونك ترضى به ربا إذا كنت تسخط ما قضاه عليك والأمر الثاني: أن ذلك لحكمة سواء علمنا هذه الحكمة أم لم نعلمها، لأنه أحياناً يكون الأمر المقضي غير معلوم الحكمة لنا لكننا نعلم بأنه لحكمة الدليل على أن ما قضاه الله فهو بحكمة
الطالب : قوله تعالى: (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً ))
الشيخ : إن الله كان عليماً حكيماً (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً )) فقوله (( إن الله كان عليماً حكيماً )) يدل على أن ما شاءه فهو لحكمة.
بيان معنى الحكمة .
الشيخ : فما هي الحكمة التي نسمع عنها دائماً؟ الحكمة التي نسمع عنها هي وضع الشيء في موضعه لأنها مأخوذة من الإحكام وهو الإتقان والإتقان لا يكون إلا إذا كان الشيء في موضعه فكل شيء قدره الله فإنه في موضعه لا يمكن أن يصلح في هذا الموضع إلا ما قضاه الله، كل شيء شرعه الله من واجب أو محرم أو مكروه أو مستحب أو مباح فهو في موضعه لا يمكن أن يكون غير الواجب في محل الواجب أنسب من الواجب في محله وهكذا بقية الأحكام وهكذا بقية القضاء الكوني لا يمكن أن يحل محله ما هو أوفق منه وأنفع للعباد في معاشهم ومعادهم.
ذكر الحكم التي نتجت عن فتنة الخليج :
الشيخ : فما هي الحكمة التي نتجت من هذه الكارثة وهذه المصيبة لعلنا نلتمسها جميعاً ولا تجعلوا الحمل عليّ وحدي في هذه المسألة فما الذي تعرفونه من الحكمة في هذه الكارثة العظيمة? تفظل
الطالب : العودة إلى الله ، كثير من الناس عاد إلى الله عز وجل.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الطالب : العودة إلى الله ، كثير من الناس عاد إلى الله عز وجل.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أولا : عودة الناس إلى الله تعالى .
الشيخ : طيب أحسنت يقول من الحكمة أن كثيراً من الناس عادوا إلى الله سبحانه وتعالى عادوا إلى الله لماذا؟ لأنهم علموا أن ما أصابهم فإنه بذنوبهم كل ما أصابنا من المصائب فإنه بذنوبنا ودليل هذا قوله تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وقوله تعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) الفساد ظهر في البر والبحر وكلمة الفساد كلمة عامة تشمل كل ما يتصور من فساد فمثلاً: الجدب، الجدب أعني جدب الأرض وعدم نباتها هذا من الفساد، فساد البحر بموت الحيتان وخروجها على الأرض اليابسة وإغلاق المزارع وما أشبه ذلك هذا أيضاً من الفساد الأمواج العظيمة التي قد تدمر السفن وتهلك الأموال وتتلف الأموال وتهلك النفوس هذا أيضاً من الفساد، ما سببه؟ ((بما كسبت أيدي الناس)) ولقد قال الله عز وجل لأشرف الخلق حينما أصابهم ما أصابهم في أحد، وكثير منكم يعلم ما أصاب المسلمين في أحد فقد استشهد من المسلمين في تلك الغزوة كم؟ سبعون رجلاً وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصل من الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما حصل فقد شج وجهه وكسرت رباعيته وسقط في حفرة حفرها بعض المشركين وأصابهم غم بغم قال الله عز وجل: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا )) ما هي التي أصابوا الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : استرح هو صادق التي أصابوا مثليها يعني في بدر فإن المسلمين قتلوا سبعين رجلاً وأسروا سبعين رجلاً وإذا أضفت سبعين إلى سبعين صار مئة وأربعين والذي أصيب به المسلمين في أحد سبعون رجلاً إذن أصابوا في بدر مثلي ما أصابهم في أحد يقول الله عز وجل: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) يخاطب أشرف الخلق (( قل هو من عند أنفسكم )) إذا هذه المصيبة التي اجتاحت الشرق الأوسط لاشك أنها من عند أنفسنا بسبب الظلم خروج بعض الحكّام عن شريعة الله وتحكيمهم للقوانين والنظم المخالفة لشريعة الله وفسق بعض الناس بالخروج عن طاعة الله من إضاعة الصلوات واتباع الشهوات وغير ذلك هذه الأمور تغضب الخالق عز وجل وإذا غضب الله عز وجل على قوم فإنه سوف ينزل بهم العذاب المطابق للحكمة تماماً لما حصلت هذه المصيبة رجع كثير من الناس إلى الله عز وجل حتى إننا سمعنا أن بعض الناس الذين كان عندهم من الفسق ما كان قبل هذه الكارثة بدؤوا يقومون الليل ويصومون من كل أسبوع يومين يومي الإثنين والخميس، وهذا لا شك أنه رجوع وكثير من الناس أيضا تاب من الربا كثير من الناس تاب من الغناء، كثير من الناس فكر في أهله وصار يراعيهم ويأدوهم، اللهم إلا من كان قلبه قاسياً ميتا فهذا لا ينتفع كما قال الله تبارك وتعالى: (( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )) فإن من الناس من قلبه قاسي لم ينتفع بهذه الموعظة وبقي على ما هو عليه من مخالفة أمر الله ورسوله هذه واحدة.
الطالب : ...
الشيخ : استرح هو صادق التي أصابوا مثليها يعني في بدر فإن المسلمين قتلوا سبعين رجلاً وأسروا سبعين رجلاً وإذا أضفت سبعين إلى سبعين صار مئة وأربعين والذي أصيب به المسلمين في أحد سبعون رجلاً إذن أصابوا في بدر مثلي ما أصابهم في أحد يقول الله عز وجل: (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) يخاطب أشرف الخلق (( قل هو من عند أنفسكم )) إذا هذه المصيبة التي اجتاحت الشرق الأوسط لاشك أنها من عند أنفسنا بسبب الظلم خروج بعض الحكّام عن شريعة الله وتحكيمهم للقوانين والنظم المخالفة لشريعة الله وفسق بعض الناس بالخروج عن طاعة الله من إضاعة الصلوات واتباع الشهوات وغير ذلك هذه الأمور تغضب الخالق عز وجل وإذا غضب الله عز وجل على قوم فإنه سوف ينزل بهم العذاب المطابق للحكمة تماماً لما حصلت هذه المصيبة رجع كثير من الناس إلى الله عز وجل حتى إننا سمعنا أن بعض الناس الذين كان عندهم من الفسق ما كان قبل هذه الكارثة بدؤوا يقومون الليل ويصومون من كل أسبوع يومين يومي الإثنين والخميس، وهذا لا شك أنه رجوع وكثير من الناس أيضا تاب من الربا كثير من الناس تاب من الغناء، كثير من الناس فكر في أهله وصار يراعيهم ويأدوهم، اللهم إلا من كان قلبه قاسياً ميتا فهذا لا ينتفع كما قال الله تبارك وتعالى: (( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون )) فإن من الناس من قلبه قاسي لم ينتفع بهذه الموعظة وبقي على ما هو عليه من مخالفة أمر الله ورسوله هذه واحدة.
ثانيا : تمييز الخبيث والكاذب من الطيب الصادق .
الشيخ : يقول في هذه الكارثة تميز الخبيث من الطيب، يقول تبين الصادق في إيمانه من الكاذب، وذلك لأن بعض الناس استغل هذه الفتنة وهذه الكارثة في مآرب أبدى شيئاً من ظواهرها فتبين بذلك بعض المكنونات التي يكنّها بعض الناس في حفيظة نفسه وهذا الشيء معروف لمن تأمله في وقت هذه الكارثة ثالثاً
ثالثا : نشاط أهل الدعوة إلى الخير .
الشيخ : يقول من فوائد أو من حكم هذه الكارثة التي حلت أن نشاط أهل الدعوة إلى الخير وذلك بما يلقونه من المواعظ والتذكير للخلق الغافلين فإن أهل الخير كثرت دعوتهم إلى الله عز وجل في هذه الكارثة بل إنك لتسمع في البيت من لا يعرفون شيئاً يتحدث بعضهم إلى بعض بأن هذا الذي أصابنا ماهو إلا من الذنوب ويكثرون من أجل ذلك الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل ولاشك أن هذه فائدة عظيمة نعم .
رابعا : الإعتصام بحبل الله وعدم التفرق .
الشيخ : أن الاعتصام الحقيقي الذي لا ينفصم هو الاعتصام بحبل الله كما قال الله تعالى: (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) وأن الاعتصام بحبل الله وهو الإسلام هو الذي يجمع الأمة، أما الاعتصام بغير الإسلام فإن ذلك لا يفيد الأمة أبداً ولن تجتمع الأمة على شيء اجتماعها على الإسلام أبداً، لما كانت الأمة تعتمد على النسب وعلى القبائل كانت متفرقة كما قال الله تبارك وتعالى في ما منّ به على المسلمين أنهم كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها، وأن المسلمين أيضاً كانوا متفرقين فأصبحوا بنعمة الله إخواناً فلا يمكن أن يجتمع المسلمون على شيء سوى دين الإسلام، الجنسية لا يمكن أن يجتمعوا عليها، ولهذا نعتبر أن الاعتصام بالقومية لم يفد الأمة شيئاً بل إن الأمة تمزقت في الحال التي يجب أن تكون متماسكة في الحال التي يجب أن يأخذها حليمها على يد سفيهها نجدها تفرقت وتمزقت وصارت شماتة للأعداء، حتى إن أعداء هذه القومية صاروا يضحكون بها أمام العالم ويقولون: انظروا إليهم تمزقوا وتفرقوا وصار بعضهم يقتل بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً ولاشك أن هذه من الحكم التي يجب أن نتخذ منها عبرة وأن يكون مبدؤنا هو الالتفاف حول الاعتصام بالإسلام لا بأي شيء سواه، حتى نكون أمة واحدة لا فضل لعربي على عجمي إلا بتقوى الله عز وجل.
يقول هناك أشياء مجهولة لكثير من الناس تذكر أو يسمع عنها لفظاً ولم تعرف معنى إلا عند حصول هذه الكارثة فإن الناس عرفوا معاني هذه المصطلحات وعرفوا كيف يستعدون لمواجهة المتصفين بها وهذا لاشك أنه ثمرة جيدة طيب تفضل
الطالب : ...
الشيخ : طيب بارك الله فيك
يقول هناك أشياء مجهولة لكثير من الناس تذكر أو يسمع عنها لفظاً ولم تعرف معنى إلا عند حصول هذه الكارثة فإن الناس عرفوا معاني هذه المصطلحات وعرفوا كيف يستعدون لمواجهة المتصفين بها وهذا لاشك أنه ثمرة جيدة طيب تفضل
الطالب : ...
الشيخ : طيب بارك الله فيك
خامسا : حماية الله ودفاعه على من يشاء من عباده .
الشيخ : يقول عرفنا بهذه الكارثة حماية الله عز وجل ودفاع الله سبحانه وتعالى عمن شاء من عباده فإننا كنا نتوقع أن هذه الحرب ستكون طاحنة وسيتلف بها أموال كثيرة، وستهلك بها نفوس كثيرة ولكن الأمر وقع ولله الحمد على أقل ما يمكن من تقدير أليس كذلك ليس هذا بحولنا وقوتنا ولكن بلطف من الله عز وجل حيث لطف بالأمة وحسمت القضية بسرعة ولم يحصل من الهلاك والتلف إلا أقل ما يتصور حتى لو أننا حدثنا أن المسألة ستنحسم بهذه السرعة لقلنا إن هذا خيال لا يمكن أن يتحقق ولكن الله سبحانه وتعالى بلطفه حققه.
سادسا : لطف الله عزوجل بما حصل من أمور نعلم أنها ليست بقوة البشر .
الشيخ : عرفنا أيضاً لطف الله عز وجل بما حصل من أمور نعلم أنها ليست بقوة البشر، ذكر لنا أن البقعة الزيتية التي ترسبت من تفجر أنابيب النفط كان منها كتلة كبيرة جداً واسعة عميقة كانت تهدد موانئ بلادنا ولاسيما حينما قربت من محطة مصفاة الماء، وأنها عند القرب من المصفاة وتهديدها للمصفاة أرسل الله تعالى ريحاً جنوبية دفعتها عن المصفاة مصفاة الماء وتفرقت في البحر وتمزقت حدثنا بذلك من نثق به ولاشك أن هذا ليس بقدرة البشر بل بقدرة الله تبارك وتعالى.
سابعا : أن النصر بيد الله وحده .
الشيخ : إذن يتبين بهذا أن النصر عند من؟ عند الله سبحانه وتعالى وأن الله إذا أراد نصر أحد قيض له من أسباب النصر ما لا يخطر له على البال وقد قال الله تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )) هذه سبع فوائد من الفوائد التي حصلت بهذه الكارثة العظيمة وهذا الأخ هداية عنده أيضاً
الطالب : يظهر لجميع لناس أن الظالمين عاقبتهم في خسران
الشيخ : نعم أحسنت، تمام
الطالب : يظهر لجميع لناس أن الظالمين عاقبتهم في خسران
الشيخ : نعم أحسنت، تمام
ثامنا : بيان أن الظلم عاقبته وخيمة وأن الظالم لن يفلح .
الشيخ : هذه حكمة عظيمة أيضاً حتى يتبين أن الظلم مرتعه وخيم وأن الظالم لن يفلح وهذا والله عندنا قد وثقنا به تماماً، لأن الله تعالى قال في القرآن: (( إنه لا يفلح الظالمون )) وهذا خبر مِن مَن؟ من الله الذي يصدق مخبره، وهو أيضاً خبر من قادر على إنفاذ ما وعد به إنه لا يفلح الظالمون وقال تعالى: (( إن الله لا يصلح عمل المفسدين )) فالمفسد لن يصلح عمله والظالم لن يفلح أبداً وإذا كان كذلك فإننا نثق بأن الظالم لن يفلح أياً كان من أي جنس من البشر فإنه لن يفلح ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا مسألة مهمة وهي أن الله قد يملي للظالم ويمهله ولا يأخذه بسرعة حتى يلجأ المظلوم إلى الله حقيقةً وحتى يرتفع الظالم ويظن أنه لا يمكن أن يضعه أحد (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) وتلا قوله تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) إذا علمنا ذلك فإننا ننتظر الفرج من الله عز وجل بإزالة الظلم عن كل مظلوم سواء في فلسطين أو في أفغانستان أو في أي بلاد من بلاد الله عز وجل لأننا نعلم أن الأمر كما أخبر الله إنه لا يفلح الظالمون طيب في شيء أيضاً؟
الطالب : أن هذه الوسيلة بحد ذاتها خير للإسلام والمسلمون ليس شراً كما يظن بعض الناس
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب : لأنها جلبت منافع كثيرة واستفادوا منها أشياء كثيرة تنفعهم في مصالحهم
الشيخ : طيب
الطالب : أن هذه الوسيلة بحد ذاتها خير للإسلام والمسلمون ليس شراً كما يظن بعض الناس
الشيخ : كيف ذلك؟
الطالب : لأنها جلبت منافع كثيرة واستفادوا منها أشياء كثيرة تنفعهم في مصالحهم
الشيخ : طيب
تاسعا : أن هذه الفتنة أفادت الأمة الصبر والتحمل .
الشيخ : يقول أن هذه الكارثة العظيمة أفادت الأمة الإسلامية ماذا أفادتها؟ أفادتها أولاً الصبر والتحمل، لأن الناس ولاسيما الصغار عاشوا في ظل الأمن وفي ظل الرخاء ولم يكونوا يعرفون هذه الأمور الضيقة المحرجة فتعود الناس من هذه الكارثة الصبر والتحمل ولاشك أن الإنسان إذا وفق لأمور على خلاف عادته التي يجري عليها اختباراً له لاشك أنه يستفيد ولهذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أنه كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحياناً ) وش معنى كثرة الإرفاه؟ يعني كثرة الترفه ويأمر بالاحتفاء يعني أن يمشي الإنسان حافياً أحياناً لا دائما من أجل ألا يعود نفسه على الرفاهية دائماً
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت
عاشرا : بيان دور شباب الصحوة في انقاذ الأمة ونفع الدولة .
الشيخ : يقول إن هذه الكارثة بينت دور شباب الصحوة في إنقاذ الأمة ونفع الدولة وأنهم هم الذين ينفعون عند حلول الكوارث بخلاف الآخرين الذين لا ينشؤون إلا في الظل فإن هذه الكارثة بينت ولله الحمد ما لشباب الصحوة من القوة والنشاط والإسراع في إنقاذ الأمة ويضرب الأخ مثلا بما جرى لشباب الكويت أيام المحنة حيث لم يصمد ولم يبق أمام هذه الكارثة إلا الشباب ذووا الصحوة الإسلامية وبهذا نعرف أنه يجب على الحكام الذين مكّن الله لهم من الحكم يجب عليهم أن يراعوا هؤلاء الشباب ويجعلوهم هم الذخيرة لهم وهم العضد الأيمن والعضد المساعد لهم، لأن صديقك من يصدقك الود عند حلول الكوارث هذا هو الصديق حقيقة فإذا عرف أن هذا الشباب، شباب الصحوة، الصحوة العلمية الشرعية والصحوة العلمية الواقعية، لأنه ينبغي أن يكون الإنسان فقيها في شرع الله فقيها فيما يقع في الأمة الإسلامية ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: إنه من آداب القاضي أن يكون فقيهاً في الشرع فقيهاً في أحوال الناس وواقعياتهم حتى يطبق الشرع على الواقع، فأقول إن شباب الصحوة ولله الحمد تبين في هذه الكارثة وهذه المحنة أنهم هم الدرع الحصين للأمة وأنه هو الذي يجب أن يكون لهم الدور الفعّال في تكوين الأمة وتوجيهها
ذكر بعض الأخلاق التي ينبغي أن يكون عليها الشباب على ما يقتضيه الكتاب والسنة .
الشيخ : ولكن على هؤلاء الشباب أن يكونوا متخلقين بخلق النبي صلى الله عليه وسلم وهو اللين والحكمة كما قال الله تعالى: (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاَ غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فإذا كان عندهم لين وحكمة ورحمة بالخلق وأن يجعلوا توجيههم ودعوتهم لا انتصاراً لأنفسهم ولكن انتصاراً للحق ورحمة بالخلق حصل على أيديهم خير كثير وذلك بسبب حسن القول ولطافته وسهولته.
يذكر أن بعض الملوك رأى رؤيا فأزعجته رأى أن أسنانه قد سقطت فجمع الناس الذين يعبرون الرؤيا وقال لهم إنه رأى أن أسنانه سقطت فقام واحد منهم وقال: يهلك أهل الملك، يموتون يموت أهل الملك فأمر الملك بأن يضرب هذه العابر قال: اضربوه لماذا؟ لأنه روّع الملك قال: إن جميع أهلك سوف يهلكون فأمر بضربه ثم قام رجل آخر فقال: يكون الملك أطول أهله عمراً فقال أكرموا هذا الرجل والمعنى واحد ولا يختلف؟ المعنى واحد، لأنه إذا هلك أهله قبله صار هو أطولهم عمراً وإذا كان أطولهم عمراً لزم من ذلك أن يهلك أهله قبله فالمهم أن الإنسان ينبغي له أن يستعمل الألفاظ التي تقرب الناس إليه وأن يستعمل اللين بقدر ما يستطيع ولا يستطل الأمر صحيح أن الإنسان ربما لو أخذ الشيء بالقوة قد ينجح لكنه نجاح مؤقت لكن إذا أخذ الشيء بالرفق واللين ربما لا ينجح بسرعة ولكنه في النهاية ينجح ويكون نجاحه عن اقتناع المخاطب والشيء الذي يأتي عن اقتناع ليس كالشيء الذي يأتي عن إكراه وسيطرة الذي يأتي عن اقتناع يكون هذا الذي تخاطبه وتدعوه يكون عوناً لك وداعية معك لكن الذي يأتي عن قوة وسيطرة ربما لا تكون الفائدة إلا أنك كسرته عن هذا الأمر الذي كان يريده فقط وفي غفلة منك قد يعود على ما كان عليه طيب هذه من الفوائد العظيمة وهي أن لشباب الصحوة الإسلامية دور كبير في إنقاذ المجتمع والدفاع عنه وأنه يجب على الحكام أن يراعوا هذا الشباب ذوي الصحوة الإسلامية ويعرفوا قدرهم نعم
يذكر أن بعض الملوك رأى رؤيا فأزعجته رأى أن أسنانه قد سقطت فجمع الناس الذين يعبرون الرؤيا وقال لهم إنه رأى أن أسنانه سقطت فقام واحد منهم وقال: يهلك أهل الملك، يموتون يموت أهل الملك فأمر الملك بأن يضرب هذه العابر قال: اضربوه لماذا؟ لأنه روّع الملك قال: إن جميع أهلك سوف يهلكون فأمر بضربه ثم قام رجل آخر فقال: يكون الملك أطول أهله عمراً فقال أكرموا هذا الرجل والمعنى واحد ولا يختلف؟ المعنى واحد، لأنه إذا هلك أهله قبله صار هو أطولهم عمراً وإذا كان أطولهم عمراً لزم من ذلك أن يهلك أهله قبله فالمهم أن الإنسان ينبغي له أن يستعمل الألفاظ التي تقرب الناس إليه وأن يستعمل اللين بقدر ما يستطيع ولا يستطل الأمر صحيح أن الإنسان ربما لو أخذ الشيء بالقوة قد ينجح لكنه نجاح مؤقت لكن إذا أخذ الشيء بالرفق واللين ربما لا ينجح بسرعة ولكنه في النهاية ينجح ويكون نجاحه عن اقتناع المخاطب والشيء الذي يأتي عن اقتناع ليس كالشيء الذي يأتي عن إكراه وسيطرة الذي يأتي عن اقتناع يكون هذا الذي تخاطبه وتدعوه يكون عوناً لك وداعية معك لكن الذي يأتي عن قوة وسيطرة ربما لا تكون الفائدة إلا أنك كسرته عن هذا الأمر الذي كان يريده فقط وفي غفلة منك قد يعود على ما كان عليه طيب هذه من الفوائد العظيمة وهي أن لشباب الصحوة الإسلامية دور كبير في إنقاذ المجتمع والدفاع عنه وأنه يجب على الحكام أن يراعوا هذا الشباب ذوي الصحوة الإسلامية ويعرفوا قدرهم نعم
إحدى عشر : ظهور المنافقين وشدة عداوتهم للمؤمنين .
الشيخ : يقول من فوائد هذه أو من الحكم في هذه المحنة ظهور المنافقين وما أدراك ما المنافقون؟! (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )) (( إن المنافقين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم )) (( إن المنافقين هم العدو فاحذروهم )) تأمل أن الله قال عن الكفار: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) عدوي وعدوكم وقال عن المنافقين (( هم العدو فاحذرهم )) وهم العدو جملة خبرية معرفة الطرفين تفيد عند أهل البلاغة إيش؟ تفيد الحصر كأنه لا عدو للمؤمنين سوى المنافقين وذلك لأن عداوتهم أشد وأغلظ وأنكى لأنهم (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون )) يلاقيك المنافق..
اضيفت في - 2006-04-10