تتمة ما سبق الكلام عليه من صفات المنافقين .
الحث على إجراء مسابقة حول صفات المنافقين من جهة أعمالهم وأحوالهم ومآلهم .
الطالب : صفاتهم
الشيخ : طيب صفاتهم يعني تشمل أعمالهم وأحوالهم والثالث مآلهم، طيب إذن إن شاء الله تجرى المسابقة على هذا النحو، وأما الجائزة فلا بأس أن تكون مجهولة لأن هذا العقد ليس عقد عوض لابد فيه من العلم بالعوضين هذا جائزة إن جاءك شيء كثير فهو نعمة وإن جاءك شيء قليل فهو نعمة أيضاً لأنك لم تخسر شيئاً استفدت علماً على كل حال الجائزة غير مقدرة الآن وربما تقدر فيم بعد لكن المهم تحصيل العلم هل هناك شيء آخر؟
الطالب : أن هذه المصائب التي توالت على أهل الكويت من القتل والتدمير وهكذا ونحن نلحقهم بعض الأضرار هذه كلها مكفرات للسيئات والذنوب (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ))
الثاني عشر : فيها تكفير للسيئات .
طيب ، ما شاء الله، اللي وراء أنت أخذت أظن
الطالب : لا ما أخذت
الشيخ : تفضل
الطالب : أنا كنا في نِعم قد لا نكون نعرف قدرها، نعمة الأمن
الشيخ : صحيح
الثالث عشر : معرفة نعمة الله تعالى وقدر الأمن .
الرابع عشر : بيان من هو صادق التوكل على الله ومن يعتمد على الأسباب دون المسببات .
ذكر قصة غزوة حنين .
الطلاب : حنين
الشيخ : حنين حين اعتمدوا على كثرتهم وأعجبوا بها وقالوا لن نغلب اليوم عن قلة فغلبوا عن كثرة غلبوا وهم كثيرون غلبهم عدوهم وكانوا اثني عشر ألفاً وكان العدو ثلاث آلاف وخمسمئة رجل ومع ذلك حصلت الهزيمة ولكن النصر فيما بعد صار للمسلمين ولهذا قال الله تعالى: (( ولقد نصركم الله )) نعم (( ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئاَ وضاقت عليكم الأرض بما رحبت )) نعم : (( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم )) فكانت النهاية ولله الحمد للمسلمين المهم أن في هذه الكارثة صار بعض الناس يعتمدون على الأسباب الحسية الظاهرة ولكن من الناس من اعتمد على الله وجعل هذه الأسباب مجرد أسباب قد تنفع وقد لا تنفع ونحن نعلم أن من الأسباب ما ينفع ومن الأسباب ما لا ينفع.
ذكر قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما ألقي في النار .
طيب على كل حال الحقيقة لو بقينا طويلاً لوجدنا مسائل كثيرة أو فوائد كثيرة في هذه الكارثة منها ما يكون له وجهة نظر قوية ومنها ما يكون له وجهة نظر وسط ومنها ما يكون له وجهة نظر ضعيفة ومنها ما لا يكون له وجهة نظر.
أخذ العبرة من هذه المصائب والفتن سواء للشعوب أو الولاة .
الأسئلة :
سائل يقول : ما حكم من طاف للعمرة ستة أشواط سهوا ولم يتذكر إلا بعد أن قضى السعي وقبل الحلق أو التقصير ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم أولاً عبارة الأخ في قوله وجزاك الله كل خير. الصواب أن يقول جزاك الله خيراً، أما بالنسبة للجواب على السؤال فإننا نقول إذا طاف الإنسان ستة أشواط فهو كما لو صلى الظهر ثلاثاً وإذا صلى الظهر ثلاثاً ولم يذكر إلا بعد مدة قلنا له أعد صلاة الظهر وحينئذٍ نقول: أعد طواف العمرة يجب عليك الآن أن تخلع ثيابك وأن تلبس ثياب الإحرام وأن تطوف للعمرة من جديد ويجب أيضاً أن تعيد السعي، لأن السعي حصل بعد طواف غير صحيح ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم في جميع عمره كان يبدأ بالطواف ثم السعي فلو قلنا هنا بصحة السعي لزم من هذا أن نقدم السعي على الطواف وهذا قلب للعمرة تماماً، لأن العمرة ليس فيها إلا ركنان فقط وهما الطواف والسعي فإذا قدمنا السعي على الطواف فقد أخللنا بهيئة العمرة، وحينئذٍ نقول يجب على هذا الأخ أن يبادر بخلع ثيابه ولباس ثياب الإحرام والطواف بالبيت ثم بين الصفا والمروة ثم الحلق أو التقصير، وليس هذا كالحج فإن الحج لو قدم السعي على طواف الإفاضة فلا بأس به كما رواه أبو داود بسند صحيح ( أن رجلاً قال يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف قال: لا حرج ) وذلك لأن الذي يُفعل يوم العيد لا يغير هيئة الحج أعني تقديم السعي سعي الحج على الطواف لا يغير هيئة الحج لأنهما نسكان في ضمن خمسة أنساك يوم العيد فضلاً عن الوقوف بعرفة وبمزدلفة والمبيت في منى ورمي الجمار، بخلاف تقديم سعي العمرة على طوافها فإنه يغير هيئتها تماماً وحينئذٍ لا يصح قياس العمرة على الحج.
10 - سائل يقول : ما حكم من طاف للعمرة ستة أشواط سهوا ولم يتذكر إلا بعد أن قضى السعي وقبل الحلق أو التقصير ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : ما حكم من طاف وسعى وحلق ولبس ثيابه ثم بعد ذلك تذكر أنه ليس على طهارة فماذا يفعل ؟ .
الشيخ : هذا الذي طاف وسعى وحلق أو قصر ولبس ثيابه ثم ذكر أنه على غير طهارة نقول له عمرتك صحيحة ولا إعادة عليك وذلك لأن القول بشرطية الطهارة للطواف ليس له دليل صحيح صريح من السنة فلو أن الإنسان لم يتحلل ولم ينته من العمرة لسهل علينا أن نقول له أعد الطواف، توضأ وأعد الطواف، لكن بعد أن طاف وسعى وتحلل من العمرة فإن من الصعب على الإنسان أن يقول له أعد العمرة بالطواف والسعي والحلق أو التقصير مع أنه ليس هناك دليل صحيح صريح من السنة يبين أن الطهارة للطواف شرط نعم.
11 - سائل يقول : ما حكم من طاف وسعى وحلق ولبس ثيابه ثم بعد ذلك تذكر أنه ليس على طهارة فماذا يفعل ؟ . أستمع حفظ
سائل يقول : بنت بالغة أتت للعمرة وعملت كل المناسك إلا أنها لم تأخذ من شعرها وسافرت إلى بلدها فماذا يجب عليها ؟
الشيخ : يجب عليها إذا كانت ناسية أو جاهلة أن تقصر متى ذكرت أو علمت ولا شيء عليها.
12 - سائل يقول : بنت بالغة أتت للعمرة وعملت كل المناسك إلا أنها لم تأخذ من شعرها وسافرت إلى بلدها فماذا يجب عليها ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : ما حكم الزكاة عن المال المرهون عندي هل يجب علي الزكاة فيه أم لا يجب ؟ .
الشيخ : مرهون؟
السائل : إي نعم
الشيخ : لابد أن نعرف هل هذا المال المرهون من الأموال الزكوية أو لا، فإن كان من الأموال الزكوية فإن رهنه لا يمنع وجوب الزكاة فيه كما لو رهنت امرأة حليها عند شخص فإن ذلك لا يمنع وجوب الزكاة فيه، لأن الحلي تجب فيه الزكاة فإذا رهن لم يكن رهنه مسقطاً للزكاة لأن الرهن لا ينتقل به الملك، أما إذا كان المرهون مما لا زكاة فيه كما لو رهن الإنسان بيته عند شخص فإن البيت ليس فيه زكاة سواء رهن أم لم يرهن ما لم يعدَّ للتجارة وإذا أعدَّ للتجارة فإنه لا يمكن أن يرهن لأن المتجر بالبيت لا يمكن أن يحبسه برهنه بل لابد أن يكون حراً طليقاً يبيع به ويشتري.
سائل يقول: هل يجوز إخراج زكاة الفطر إلى خارج البلد مثل أفغانستان ؟
الشيخ : الذي نرى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر عن البلد ما دام في البلد من يستحق الفطرة وهذا ما ذكره فقهاء الحنابلة رحمهم الله، لأنها إذا أخرجت إلى خارج لم يكن لها ظهور بين أهل البلد ولا ظهور بين العائلة وإذا كانت صاعاً من طعام علمت بها العائلة وشعرت بأنها شعيرة من شعائر الإسلام وصار الصغير يتلقى وجوبها عن الكبير.
سائل يقول : لدي قطعة أرض معروضة للبيع وحال عليها الحول وهي لا تزال في ملكي فكيف أزكيها إن كانت فيها زكاة ؟
الشيخ : إذا كانت هذه الأرض التي أعدها للبيع أرض تجارة يعني أنه ممن يتجرون بالأراضي فعليه فيها الزكاة سواء بيعت أم لم تبع أما إذا كانت هذه الأرض ليست أرض تجارة لكنها أرض اشتراها يريد أن يبني عليها مشروعا أو يبني عليها بيتاً أو اشتراها ليحفظ بها دراهمه أو اشتراها يقول متى احتجت بعتها فهذه ليس فيها زكاة وهذا يقع كثيراً للناس يكون الإنسان قد اشترى أرضاً ليبني عليها بيتا ثم يعدل عنها ويعرضها للبيع فهذه ليس فيها زكاة كما لو أن الإنسان أراد أن يرتحل من بيته وارتحل عنه وعرضه للبيع فإنه ليس فيه زكاة
15 - سائل يقول : لدي قطعة أرض معروضة للبيع وحال عليها الحول وهي لا تزال في ملكي فكيف أزكيها إن كانت فيها زكاة ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : رجل سافر مسافة قصر في شهر رمضان فأفطر ووصل إلى أهله في نهار رمضان وأراد أن يجامع زوجته بالرضا أو الإكراه فما حكمه وحكم زوجته سواء رضيت أم أكرهت ؟
الشيخ : أما بالنسبة له وهو كما سمعتم مسافر مفطر قدم البلد وهو مفطر فهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم رحمهم الله فمنهم من قال إن المسافر إذا قدم إلى بلده مفطرا لزمه الإمساك احتراماً للزمن وإن كان لا يحسب له هذا الإمساك لأنه يلزمه أن يقضي هذا اليوم، ومن العلماء من قال إن المسافر إذا قدم إلى بلده مفطراً لم يلزمه الإمساك وله أن يأكل بقية يومه، وهذان القولان روايتان عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وأقربهما إلى الصواب أنه لا يلزمه الإمساك لأنه لا يستفيد بهذا الإمساك شيئاً ولأن الزمن في حقه غير محترم، لأنه قد أبيح له أن يأكل ويشرب في أول النهار والصيام كما نعلم إمساك عن المفطرات من أول النهار من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولهذا يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " من أكل في أول النهار فليأكل في آخره " أي من أبيح له الأكل في أول النهار أبيح له الأكل في آخر النهار لأن النهار في حقه غير محترم وبناء على هذا القول فإن هذا الذي قدم إلى بلده مفطراً يجوز له أن يأكل ويشرب بقية النهار أما الجماع فإنه لا يجوز له أن يجامع زوجته وهي صائمة صيام فرض لأنه يفسد صومها فإن أكرهها وجامع فليس عليها كفارة ولا تفطر أيضاً لأنها مكرهة، وأما بالنسبة له هو فليس عليه كفارة أيضاً بناء على أنه لا يلزمه أن يمسك إذا قدم بلده مفطراً.
16 - سائل يقول : رجل سافر مسافة قصر في شهر رمضان فأفطر ووصل إلى أهله في نهار رمضان وأراد أن يجامع زوجته بالرضا أو الإكراه فما حكمه وحكم زوجته سواء رضيت أم أكرهت ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : لي عم كان لا يصلي ولا يصوم وأريد أن اعتمر عليه هل يجوز لي ذلك ؟
الشيخ : إذا كان عمه لا يصوم ولا يصلي فهو كافر مرتد عن الإسلام لا يجوز أن يعتمر له ولا يجوز أن يستغفر له لكن يجب عليه أن يدعو عمه للإسلام وأن يدعوه إلى الصلاة لعل الله أن يهديه على يده، وأما أن يعتمر له فكيف يعتمر لشخص وهو كافر؟! وقد قال الله تعالى (( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم )) ولهذا لو مات الإنسان وهو لا يصلي حرم على أهله أن يأتوا به إلى المسجد ليصلي المسلمون عليه ووجب عليهم أن يخرجوا به إلى بيداء من الأرض فيحفروا له ويرمسوه فيها من غير تغسيل ولا تكفين ولا صلاة، لأن الذي لا يصلي كافر خارج عن دين الإسلام والعياذ بالله فهو كالذي يعبد الصنم وكالذي ينكر وجود الله في أنه كافر وإن كان الكفر درجات بعضها أشد من بعض.
سائل يقول : شخص داعب زوجته في نهار رمضان وخرج منها سائل أبيض شفاف فما حكم صيامها ؟.
الشيخ : يجوز للإنسان أن يداعب زوجته وهو صائم سواء في رمضان أو في غير رمضان، وإذا خرج منه خارج فإن كان مذياً فصومه صحيح لأنه خروج المذي لا يفسد الصوم وإن كان منياً فصومه فاسد، لأن خروج المني بفعل من الصائم يبطل صومه إذا كان منياً وهو الذي يوجب الغسل فإنه يفسد صومه ويجب عليه إن كان في رمضان أن يمسك بقية اليوم وأن يقضي هذا اليوم.
وبالمناسبة أود أن أنبه على مسألة يكثر الخطأ فيها ويقل السؤال عنها شف كيف الخطأ فيها كثير والسؤال عنها قليل
من جديد ويبقى مع زوجته لمدة أشهر وربما يكمل السنة وهو يجامعها وإذا لم ينزل يظن أنه لا يجب الغسل لا عليها ولا عليه ومن الناس من يجامع زوجته في نهار رمضان وإذا لم ينزل ظن أن صومه صحيح وأنه لا كفارة عليه وهذا خطأ عظيم فادح وذلك لأن الغسل يجب إما بالجماع ولو لم يكن إنزال وإما بالإنزال ولو لم يكن جماع طيب فإن حصل جماع وإنزال فمن باب أولى طيب الصوم أيضاً يفسد بالإنزال إذا كان بفعل من الصائم وإن لم يكن جماع ويفسد بالجماع وإن لم يكن إنزال لكنه بالجماع إذا كان عمداً في نهار رمضان ترتب عليه أمور خمسة، انتبه إذا جامع الصائم في رمضان في حال يجب عليه الصيام ترتب عليه أمور خمسة الإثم وفساد الصوم والمضي فيه والقضاء والكفارة خمسة أمور وقولنا في حال يجب عليه الصوم لو حصل الجماع في حال لا يجب فيها الصوم مثل حصل الجماع وهو مسافر وصائم ومعه أهله فإنه ليس عليه إثم ولا فساد صوم ولا إمساك ولا كفارة وإنما يجب عليه القضاء فقط، إذن لو قدر أن رجلا قد اعتمر هو وأهله وصار هو وأهله يصومون في هذا الشهر في مكة ولكنه جامع في يوم وهو صائم فماذا نقول له؟ نقول ليس عليك إلا قضاء هذا اليوم فقط.
السائل : فساد الصوم
الشيخ : نعم يفسد صوم ذلك اليوم ويجب عليه قضاؤه اي نعم.
سائل يقول : لقد تحدثتم عن الفتنة التي وقعت ونحمد الله أنها انتهت بدحض الظلم ولكن ترتبت عن هذه الفتنة الواقعة البلبلة الكثيرة بين الشباب حتى بلغ الأمر لبعضهم أنه أخذ يقدح في القيادات العلمية من كبار العلماء وأخذ تارة يصفهم بالمتهاونين حتى أن بعضهم أخذ به الأمر أكثر من ذلك فما نصيحتكم لهؤلاء الشباب ؟
الشيخ : نصيحتي لهؤلاء الشباب أولاً أن يعلموا أن الخلاف في الرأي قد يؤدي إلى اختلاف القلوب وأن اختلاف القلوب هو قتل الأمة، لأن الله تعالى يقول: (( لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) ثم هذا النزاع الذي حصل أو هذه البلبلة فيما أرى أنها خطأ لأن الواجب على كل إنسان أشكل عليه تصرف شخص أن يتصل بهذا الشخص وأن يسأله لماذا أصدر هذا الحكم ولماذا فعل هذا الفعل حتى يكون على بصيرة من أمره أما أن يتخذ من تصرف شخص أو حكم يظن أنه خطأ فيتخذ من هذا لساناً سليطا على هذا الرجل الآخر فلا شك أن هذا حرام وقلة فقه في الدين وفي الواقع وإذا كان اغتياب الواحد من الناس حراماً ومن كبائر الذنوب فاغتياب الواحد من العلماء أكبر وأعظم، لأن اغتياب العالم ليس اغتياباً لشخصه بل هو اغتياب له شخصياً وهو أيضا اغتياب لما يحمله من العلم والشريعة وتعلمون جميعاً أنه إذا نقص قدر العالم في قلوب الناس فسينقص ما يقوله من الشريعة وسيكون غير مقبول، إذن فاغتياب العلماء أكبر بكثير من اغتياب سائر الناس والواجب على الإنسان أن يحمي لسانه عن اغتياب إخوانه المسلمين ولاسيما اغتياب العلماء ولا يجوز للإنسان الناصح لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم أن يكون جباناً لا يجوز له أن يكون جباناً لماذا لا يقدم ويتقدم إلى الشخص الذي يظن أن تصرفه خطأ أو أن حكمه خطأ لماذا لا يقدم ويتقدم إليه ويسأله هل أحد يمنعه من ذلك يتقدم ويسأل وكثيراً ما ينسب إلى بعض الناس أقوال لم يقلها ولم يتكلم بها فيبني على هذا النقل الكاذب يبني عليه حكماً يأثم به فأقول إن الإنسان الشجاع الناصح هو الذي إذا سمع خطأ عن شخص أياً كان الشخص يتصل به ويسأله ويناقشه فربما تظن أن هذا المنقول عن الشخص صحيح وليس بصحيح وربما يكون صحيحاً فتظن أنه خطأ يعني خطأ في الحكم وليس بخطأ، وكثيرا ما يأتي شخص إلى الإنسان ويقول إنك قلت كذا وكذا فيقول لم أقله، إذان صار نقله كذباً أو صدقاً؟ واحد جاء إليك وقال إنك قلت كذا وكذا فقلت: أنا لم أقله، فالنقل عنك يكون كذباً أو صدقاً، كذبا طيب كثيرا ما يأتي إليك ويقول إنك قلت كذا وكذا فتقول نعم قلت كذا وكذا فيقول هذا خطأ فأقول أين الخطأ فيبين ما عنده فأقول هذا الذي عندي وأبين ما عندي أنا ثم يقتنع ويذهب قانعاً بذلك أو مثلاً يكون ما قال إنه خطأ يكون صواباً وأرجع أنا عن قولي والإنسان الذي يريد الحق يرجع إلى الحق سواء وافق قوله أم خالفه ولا يخفى علينا جميعاً ما يحصل من رجوع أئمة المسلمين عن أقوالهم إذا قالوها وتبين لهم أن الحق في سواها فها هو الإمام أحمد رحمه الله كثيراً ما يقول إنه قال كذا ولكنه رجع عنه وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينقل عنه أنه قضى في قضية من الفرائض بحكم ثم قضى فيها بحكم مضاد ونقول هذه القضية لننظر رأيكم أنتم هل توافقون عمر في أول رأيه أو في آخره؟ هلكت امرأة عن زوج وأم وأخوين من أم وأخوين شقيقين، أعيد المثال زوج وأم وأخوين من أم وأخوين شقيقين أعيدها مرة ثانية هلكت امرأة عن زوج وأم وأخوين من أم وأخوين شقيقين وخلفت ستة ملايين إيش نقول؟ قال قائل للزوج النصف كم مليون؟ ثلاثة ملايين وللأم السدس لأن فيه جمع من الإخوة كم؟ واحد مليون وللأخوين من الأم الثلث كم؟ مليونين وللأخوين الشقيقين البكاء والعزاء وليس لهما شيء طيب هذا حكم، حكم آخر قال للزوج النصف كم؟ ثلاثة ملايين وللأم السدس مليون واحد وللأخوين من الأم والأخوين الشقيقين الباقي، لكل واحد كم؟ هم أربعة وباقي مليونين، كل واحد؟ كيف ما تعرفون الحساب الله يهديكم، اي نعم لكل واحد نص مليون خمسمئة ألف طيب أيهما نأخذ؟ عمر رضي الله عنه حكم بالأول ثم رجع وحكم بالثاني ولكن الصواب حكمه الأول أن الأخوين من الأم لهما الثلث مليونين وأن الأخوين الشقيقين ليس لهما شيء عرفتم؟ هذا هو الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر ) فإذا ألحقنا الفرائض بأهلها لم يبق للإخوة الأشقاء شيء ألحقنا الفرائض بأهلها قلنا للزوج كم؟ النصف لأنه ليس للزوجة أولاد الأم
الطالب : السدس
الشيخ : لأن معنا جمعاً من الإخوة، الأخوين من الأم الثلث بنص القرآن قال الله تعالى: (( وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث )) وش بقي؟، وش بقي من المال؟ لا شيء فنقول للإخوين الشقيقين ليس لكما شيء واضح يا جماعة؟ هذا هو الحق وهو الصحيح وأنا جئت بهذا المثال أريد أن أقول إن الإنسان الذي يريد الحق إذا تبين له الحق رجع إليه ولو كان قد قال الخطأ يرجع عن الخطأ فإذا نقل لكم عن شخص شيئاً استنكرتموه فقد يكون الناقل كاذباً وقد يكون الناقل صادقاً لكن الصواب مع الشخص لا معكم فالواجب أن يكون الإنسان شجاعاً إذا نقل له عن إنسان شيء فليتصل به وليقل بلغني عنك كذا وكذا هل هذا صحيح أو غير صحيح؟ حتى يكون ناصحاً له أما أن يجعل من هذا سبباً لاغتيابه والكلام فيه كما ذكر السائل فهذا خلاف النصح وخلاف العدل وخلاف الحق نعم.
19 - سائل يقول : لقد تحدثتم عن الفتنة التي وقعت ونحمد الله أنها انتهت بدحض الظلم ولكن ترتبت عن هذه الفتنة الواقعة البلبلة الكثيرة بين الشباب حتى بلغ الأمر لبعضهم أنه أخذ يقدح في القيادات العلمية من كبار العلماء وأخذ تارة يصفهم بالمتهاونين حتى أن بعضهم أخذ به الأمر أكثر من ذلك فما نصيحتكم لهؤلاء الشباب ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : أبي لا يصلي ولا يصوم وقد أردت أن أخذ عمرة في رمضان وقد منعني فهل يجوز لي أن أعصيه وأذهب إلى العمرة ؟
الشيخ : أولاً هذا الأب الذي لا يصلي ولا يصوم قد سبق أنه كافر مرتد عن الإسلام وهو لا يمنعك من العمرة والعلم عند الله من أجل حاجته إليك ولكن الذين لا يريدون الخير لا يريدون أن يفعله غيرهم فأنا أشك في أن هذا الأب الذي منعك من أداء العمرة حسن القصد فالظاهر أنه يريد أن يمنعه الخير فقط وحينئذٍ لا تجب طاعته بل له أن يسافر ويأخذ العمرة ولو كان أبوه كارهاً.