فتاوى الحرم المكي-1411-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول تفسير قوله تعالى :" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولقد استمعنا إلى قول الله تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) هذه الآية الكريمة فيها بيان هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضل كتاب نزل على أفضل نبي وآخر كتاب نزل على أهل الأرض وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين كما قال الله تعالى: (( ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النيين ))
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولقد استمعنا إلى قول الله تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) هذه الآية الكريمة فيها بيان هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وهو أفضل كتاب نزل على أفضل نبي وآخر كتاب نزل على أهل الأرض وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين كما قال الله تعالى: (( ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النيين ))
1 - كلمة للشيخ حول تفسير قوله تعالى :" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " . أستمع حفظ
قاعدة مهمة : وهي أن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم صالحة لكل زمان ومكان .
الشيخ : ولهذا كانت شريعة النبي صلى الله عليه وسلم صالحة لكل زمان ومكان منذ بعث إلى قيام الساعة ولولا هذا لكان الناس يحتاجون إلى رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم ولكن لما كان خاتم الأنبياء صارت شريعته صالحة لكل زمان ومكان ويجب أن ننتبه لهذه الجملة أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان وذلك لأن بعض الناس أولها على غير معناها الصحيح فظن أن معناها أن هذه الشريعة خاضعةٌ لكل زمان ومكان يعني أنها تطوع للعصر وللاختلاف الناس فإذا اختلفت أحوال الناس لزم أن تختلف الشريعة تبعاً لاختلاف أحوال الناس
بيان معنى قول بعض العلماء : أن الفتوى تتغير بتغير الزمان .
الشيخ : وتمسك بقول بعض العلماء الأجلاء المحققين إن الفتوى تتغير بتغير الزمان، وظن أن معنى هذا أنه يجوز لنا أن نتلاعب بالشرع فنقول هذا الشيء حرام في هذا المكان، حلال في مكان آخر، أو حرام في هذا الزمن، حلال في زمن آخر، أو حلال لهذه الطائفة من الناس، حلال للطائفة الأخرى، وغفل أو تغافل عن المعنى الصحيح لهذا الكلام الذي صدر من بعض المحققين وأن معنى هذا الكلام أن تحقيق المناط الذي علق به الحكم الشرعي هو الذي يختلف فإذا اختلف فحينئذٍ يكون الحكم تابعاً للعلة التي من أجلها شرع ويختلف باختلاف العلة الموجبة للحكم ولهذا أمثلة
ذكر أمثلة في بيان أن تحقيق المناط الذي علق به الحكم الشرعي هو الذي يختلف لأن الحكم تابع للعلة وجودا وعدما .
الشيخ : فالخمر لم ينزل تحريمه في الشريعة الإسلامية لأول مرة ولكنه تدرج تدرجاً انتهى إلى تحريمه تحريماً باتاً، ولننظر إلى تدرج هذا الحكم بالنسبة للخمر ففي بعض الآيات نص الله تعالى على أنه حلال في أي آية؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الشيخ : أقول (( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً )) فإن هذه الآية سيقت مساق المنة بما جعل الله تعالى من ثمرات النخيل والأعناب، وفيها دلالة واضحة على أن السكر مما يكون من التمر أو من العنب جائز وكذلك الآية التي ذكرها الأخ: (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) فإنها تدل على حل ذلك في غير وقت الصلاة
طيب المرة الثانية أنه بيّن أن الخمر والميسر فيهما إثم وفيهما منافع ولكن إثمهما أكبر من نفعهما وهذا يقتضي للعاقل أن يتجنبهما لماذا؟ لأن كل عاقل يعرض عليه شيء فيه إثم ومنافع ويقال له: إن الإثم أكبر من المنافع سوف يتجنبه لا شك في هذا، إذ أن العاقل يوازن بين الأشياء بين مضارها ومنافعها فإذا كان الضرر أكبر من النفع فلا بد أن يتجنبه بمقتضى العقل كما أنه يتجنبه أيضاً بمقتضى الشرع لكن هل في هذه الآية التحريم البات؟ الجواب لا
المرتبة الثالثة أو الحال الثالثة النهي عن الصلاة وقت السكر (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جُنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا )) والنهي عن قربان الصلاة في حال السكر يستلزم ألا يشرب الناس الخمر في وقت قريب من الصلاة لئلا تحضر الصلاة وهم سكارى وهذا يعني أن الناس سوف يتركونه في وقت كبير من أوقاتهم
الحال الرابعة التحريم البات في قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) وبهذه الآية حرم الخمر تحريماً قاطعاً باتاً طيب إذن نقول إن الشرع صالح لكل زمان ومكان
الطالب : ...
الشيخ : لا
الشيخ : أقول (( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً )) فإن هذه الآية سيقت مساق المنة بما جعل الله تعالى من ثمرات النخيل والأعناب، وفيها دلالة واضحة على أن السكر مما يكون من التمر أو من العنب جائز وكذلك الآية التي ذكرها الأخ: (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) فإنها تدل على حل ذلك في غير وقت الصلاة
طيب المرة الثانية أنه بيّن أن الخمر والميسر فيهما إثم وفيهما منافع ولكن إثمهما أكبر من نفعهما وهذا يقتضي للعاقل أن يتجنبهما لماذا؟ لأن كل عاقل يعرض عليه شيء فيه إثم ومنافع ويقال له: إن الإثم أكبر من المنافع سوف يتجنبه لا شك في هذا، إذ أن العاقل يوازن بين الأشياء بين مضارها ومنافعها فإذا كان الضرر أكبر من النفع فلا بد أن يتجنبه بمقتضى العقل كما أنه يتجنبه أيضاً بمقتضى الشرع لكن هل في هذه الآية التحريم البات؟ الجواب لا
المرتبة الثالثة أو الحال الثالثة النهي عن الصلاة وقت السكر (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جُنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا )) والنهي عن قربان الصلاة في حال السكر يستلزم ألا يشرب الناس الخمر في وقت قريب من الصلاة لئلا تحضر الصلاة وهم سكارى وهذا يعني أن الناس سوف يتركونه في وقت كبير من أوقاتهم
الحال الرابعة التحريم البات في قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) وبهذه الآية حرم الخمر تحريماً قاطعاً باتاً طيب إذن نقول إن الشرع صالح لكل زمان ومكان
4 - ذكر أمثلة في بيان أن تحقيق المناط الذي علق به الحكم الشرعي هو الذي يختلف لأن الحكم تابع للعلة وجودا وعدما . أستمع حفظ
الرد على من قال : أن الربا في هذا الزمان جائز إذا كان للإستثمار .
الشيخ : وإن الفتوى تختلف باختلاف الأحوال ولكن هذا تابع لتحقيق المناط وليس تابعاً للهوى وإلا لسلمنا لقول بعض الناس: إن الربا في هذا الزمن جائز إذا كان للتنمية والاستثمار لا إذا كان للاستغلال والظلم، ونحن لا نسلم بهذا لا يمكن لأحد أن يقول إن الربا جائز ولو كان للاستثمار ولو كان للتنمية بل هو أي الربا حرام بكل حال سواء تضمن الظلم أم لم يتضمنه، وسنعرج على هذه المسألة بالذات في وقت آخر إن شاء الله تعالى طيب
بيان أن القرآن الكريم بين كل ما يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم سواء على سبيل النص أو العموم أو الإشارة أو التنبيه مع ذكر الأمثلة .
الشيخ : هذا القرآن الكريم قلنا إنه أفضل كتاب نزل على أفضل نبي أرسل طيب وهذا القرآن الكريم أشمل كتاب نزل من الكتب السماوية، لأنه شامل لجميع ما يحتاج الناس إليه في معاشهم ومعادهم فكل ما يحتاج الناس إليه في معاشهم أي في الدنيا وفي معادهم أي في الآخرة فإنه مذكور في القرآن لكن ذكره قد يكون على النص وقد يكون على التعميم، وقد يكون على الإشارة والتنبيه، فلا يلزم إذا قلنا إن القرآن بين كل ما يحتاج الناس إليه في معاشهم ومعادهم أن تكون كل مسألة وكل قضية ذكرت بخصوصها في القرآن الكريم ولننظر إلى مثال كوني ومثال شرعي فيه التعميم الصالح لكل ما يمكن أن يدخل في هذا العموم، فالأخ يبين لنا الآية في الأمور الكونية، قم إيه نعم، أنا أعرف أنك لم تفهمها ولكني أريد أن تنتبه ويحضر قلبك مع جسمك استرح، قال الله تعالى: (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون )) هذه الجملة (( يخلق ما لا تعلمون )) تشمل كل ما يمكن حدوثه بل كل ما يحدث مما يركب ويزدان الناس به، إذن إذا وجدنا السيارات والطائرات النفاثة والمروحية وغيرها فهو داخل في هذه الآية: (( ويخلق ما لا تعلمون )) وسيحدث أيضاً أشياء أشد مما رأيناه الآن مما يخلقه الله عز وجل من المركوبات التي يركبها الناس ويزدادون بها (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون )) أما في الأمور الشرعية فقد قال الله تبارك وتعالى: (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين )) فهذه الآية تبياناً لكل شيء لا يشذ عنها شيء من أمور الشرع إلا وهو مبين ولكن كما قلت لكم قد يكون على سبيل التفصيل وقد يكون على سبيل الإجمال والعموم وقد يكون على سبيل الإشارة والتنبيه ومما يذكر أن بعض أهل العلم جمعه مطعم مع رجل نصراني فقال هذا النصراني للرجل المسلم العالم إن كتابكم يقول: (( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )) فهل في كتابكم بيان كيف صنع هذا الطعام ماذا نقول؟ هل في الكتاب العزيز بيان كيف تصنع السلطة والمرق واللحم وما أشبه ذلك؟ لا وليس القرآن العزيز دليل مطبخ حتى تفصل فيه هذه الأشياء فقال الرجل العالم: هذا موجود في كتاب الله، ثم دعا بصاحب المطعم فسأله كيف يصنع هذا الطعام فشرح لهم صاحب المطعم كيف يصنع هذا الطعام فقال هكذا جاء في القرآن يقوله من؟ العالم المسلم فقال أين هو؟ قال إن الله يقول (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فهذا فيه إرشاد إلى أن الشيء الذي تجهله فاسأل عنه أهل العلم به، فإذا كنت جاهلاً حكم مسألة شرعية فمن أسأل؟ علماء الشرع ورجل يسأل خفي عليه هندسة بناء من يسأل؟ مهندس البناء ورجل أشكل عليه مسألة تتعلق بالفلك من يسأل؟ علماء الفلك، كلٌ يسأل باختصاصه، نأخذه من أي موضع من كتاب الله؟ من قوله: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
6 - بيان أن القرآن الكريم بين كل ما يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم سواء على سبيل النص أو العموم أو الإشارة أو التنبيه مع ذكر الأمثلة . أستمع حفظ
ذكر العوائق التي تحيل بين الإنسان وبين فهم كتاب الله تعالى ثلاثة أمور :
الشيخ : إذن القرآن مبين، لكل شيء لكن الذي يجعله تخفى علينا بعض المسائل هو: إما القصور وإما التقصير، وإما سوء القصد، انتبهوا للعوائق التي تحول بين الإنسان وبين فهم كتاب الله ثلاثة هي: القصور والتقصير وسوء القصد
أولا : القصور .
الشيخ : أما القصور: فهو أن يكون الإنسان جاهلاً لا يتمكن من فهم المعنى واستنباط الأحكام منه مثل أحوال العامة هؤلاء عندهم قصور لا يمكن أن يستنبطوا من كتاب الله ما يستنبطه العلماء
ثانيا : التقصير .
الشيخ : وإما من التقصير رجل ليس عنده قصور عنده فهم وقدرة على العلم لكنه مقصر كسلان يريد من العلم أن يأتيه ولا يريد من نفسه أن يطلب العلم وهذا يوجد كثيراً في بعض طلبة العلم تجده يريد أن يأتيه العلم ولكن يجب أن يعلم أن العلم لا يأتي إلى الناس وإنما يطلبه الناس وقد قيل: " اعط العلم كلك يعطك بعضه وأعطه بعضك يفتك كله " فلابد من مثابرة ولابد من حرص ولابد من تعب فالذي لا يقوم بهذه الأمور نقول إنه مقصر
ثالثا : سوء القصد .
الشيخ : الحائل الثالث دون فهم الكتاب هو سوء القصد ولهذا نجد من أهل البدع أن الله سبحانه وتعالى حال بينهم وبين فهم كتاب الله وذلك من أجل سوء قصدهم وعدم إرادة الحق فتجد الإنسان يكابر في معنى الآية الكريمة من أجل الانتصار لما هو عليه من البدعة أو لما هو عليه من الرأي المخالف لشريعة الله عز وجل وإلا فإن القرآن فيه بيان كل شيء طيب.
معنى قوله تعالى :" كتاب أنزلناه إليك مبارك " .
الشيخ : يقول الله في الآية الكريمة: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك )) سمى الله القرآن كتاباً، لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في الصحف التي بأيدي الملائكة، ومكتوب في الصحف التي بأيدينا، أما الأول: فدليله قوله تعالى: (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون )) والدليل الثاني: (( كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بربرة )) والدليل الثالث: هذا الواقع فإننا كلنا نشاهد أن كتاب الله عز وجل موجود مكتوب بين أيدينا وقوله تعالى (( كتاب أنزلناه إليك ))
ذكر فوائد قوله تعالى :" أنزلناه " .
الشيخ : (( أنزلناه )) قال العلماء: يستفاد من هذه الجملة فائدتان عظيمتان:
الفائدة الأولى أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء لأن هذا القرآن نزل منه والنزول لا يكون إلا من أعلى.
والفائدة الثانية: أن القرآن كلام الله أن القرآن كلام الله غير مخلوق لأنه نزل من الله والقرآن كلام والكلام وصف المتكلم ووصف الخالق غير مخلوق
فإذا قال إنسان ما تقولون في قوله تعالى: (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) هل تقولون إن هذه الأزواج الثمانية يعني الأصناف الثمانية من الأنعام هل تقولون إنها غير مخلوقة لأن الله أنزلها؟ فالجواب لا والفرق بينها وبين القرآن أن هذه الأزواج أي الأصناف مخلوقة نشاهدها وهي الإبل والبقر والضأن والمعز المذكورة في قوله تعالى في سورة الأنعام: (( ثمانية أزواج من الضأن اثنين )) يعني ذكراً وأنثى (( ومن المعز اثنين )) يعني ذكراً وأنثى ثم قال: (( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين )) هذه ثمانية، فنقول الفرق بينها وبين القرآن أن القرآن صفة لأنه كلام والصفة تابعة للموصوف فصفة الخالق غير مخلوقة وصفة المخلوق مخلوقة، أما الأنعام فإنها أعيان قائمة بنفسها مخلوقة مشاهدة يحدث الولد من أمه وأبيه وهكذا نشاهده في كل وقت وحين
الفائدة الأولى أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء لأن هذا القرآن نزل منه والنزول لا يكون إلا من أعلى.
والفائدة الثانية: أن القرآن كلام الله أن القرآن كلام الله غير مخلوق لأنه نزل من الله والقرآن كلام والكلام وصف المتكلم ووصف الخالق غير مخلوق
فإذا قال إنسان ما تقولون في قوله تعالى: (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) هل تقولون إن هذه الأزواج الثمانية يعني الأصناف الثمانية من الأنعام هل تقولون إنها غير مخلوقة لأن الله أنزلها؟ فالجواب لا والفرق بينها وبين القرآن أن هذه الأزواج أي الأصناف مخلوقة نشاهدها وهي الإبل والبقر والضأن والمعز المذكورة في قوله تعالى في سورة الأنعام: (( ثمانية أزواج من الضأن اثنين )) يعني ذكراً وأنثى (( ومن المعز اثنين )) يعني ذكراً وأنثى ثم قال: (( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين )) هذه ثمانية، فنقول الفرق بينها وبين القرآن أن القرآن صفة لأنه كلام والصفة تابعة للموصوف فصفة الخالق غير مخلوقة وصفة المخلوق مخلوقة، أما الأنعام فإنها أعيان قائمة بنفسها مخلوقة مشاهدة يحدث الولد من أمه وأبيه وهكذا نشاهده في كل وقت وحين
بيان معنى قوله تعالى :" إليك " .
الشيخ : وقوله تعالى: (( أنزلناه إليك )) يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا سؤال وهو أن الله تعالى أحيانا يقول: (( نزلنا عليك الكتاب )) وأحياناً يقول (( أنزلنا )) فهل بينهما فرق نقول نعم بينهما فرق نزلنا بالتشديد تدل على نزوله شيئاً فشيئاً وأنزلنا تدل على نزوله جملة باعتبار النهاية فإن القرآن الكريم عند انتهائه يقال إنه أنزل لأن جملته كلها نزلت أما ما دام ينزل شيئاً فشيئاً فإنه يقال ينزل قال الله تبارك وتعالى: (( وقال الذين كفروا لولا نزِّل عليه القرآن جملة واحدة )) قال الله تعالى رداً عليهم: (( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ))
بيان معنى قوله تعالى :" مبارك " وذكر أوجه بركة القرآن .
الشيخ : وقوله: ((مبارك)) أريد أن أحصي وإياكم هذه البركات في هذا القرآن مبارك في أي شيء؟ تفضل
الطالب : في قراءته والعلم بتنزيله
الشيخ : في قراءته كيف؟
الطالب : يكتب الله به أجر
الشيخ : يعني من حيث الأثر على القلب؟
الطالب : على القلب ...
الشيخ : طيب
الطالب : في قراءته والعلم بتنزيله
الشيخ : في قراءته كيف؟
الطالب : يكتب الله به أجر
الشيخ : يعني من حيث الأثر على القلب؟
الطالب : على القلب ...
الشيخ : طيب
أولا : أن من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات .
الشيخ : من بركته: أن من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، كل حرف فيه عشر حسنات فكم في كلمة، الأخ كم في كلمة رب؟ (( الحمدلله رب العالمين ))
الطالب : الحمد
الشيخ : كم فيها من حرف
الطالب : حرفين
الشيخ : حرفان الراء والباء توافقون على هذا؟
الطالب : ... مشددة ، ثلاثة، الباء مشددة
الشيخ : فيكون فيها ثلاثة حروف كم فيها من حسنة؟
الطالب : ثلاثين
الشيخ : ثلاثون حسنة الحمد لله طيب استرح، هذا من بركة القرآن أن من قرأه فله بكل حرف منه عشر حسنات من بركته؟
الطالب : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)
الشيخ : نعم
الطالب : الحمد
الشيخ : كم فيها من حرف
الطالب : حرفين
الشيخ : حرفان الراء والباء توافقون على هذا؟
الطالب : ... مشددة ، ثلاثة، الباء مشددة
الشيخ : فيكون فيها ثلاثة حروف كم فيها من حسنة؟
الطالب : ثلاثين
الشيخ : ثلاثون حسنة الحمد لله طيب استرح، هذا من بركة القرآن أن من قرأه فله بكل حرف منه عشر حسنات من بركته؟
الطالب : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)
الشيخ : نعم
ثانيا : ما رتب عليه من الثواب في المنزلة .
الشيخ : ما رتب عليه من الثواب في المنزلة لا في كثرة الأجر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران ) طيب
الطالب : أنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأهله
الشيخ : أحسنت
الطالب : أنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأهله
الشيخ : أحسنت
ثالثا : أنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه .
الشيخ : أنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه وما أحوج الإنسان للشفعاء، لأن الإنسان محل قصور فيحتاج إلى أن يشفع له من يشفع عند الله سبحانه وتعالى
الطالب : أن الذي يتعتع في القرآن وهو شاق عليه فله أجران
الشيخ : انتهينا منها
الطالب : أهل القرآن هم أهل الله الله وخاصته
الشيخ : هذا ربما نجعل الثواب شيئاً واحداً ونجعل ما ذكرتموه أنواعاً للثواب، أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته نعم يا
الطالب : ... فيه أحكام الشريعة
الشيخ : من بركته إيش؟
الطالب : أن الذي يتعتع في القرآن وهو شاق عليه فله أجران
الشيخ : انتهينا منها
الطالب : أهل القرآن هم أهل الله الله وخاصته
الشيخ : هذا ربما نجعل الثواب شيئاً واحداً ونجعل ما ذكرتموه أنواعاً للثواب، أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته نعم يا
الطالب : ... فيه أحكام الشريعة
الشيخ : من بركته إيش؟
رابعا : بيان أحكام الشريعة .
الشيخ : بيان الأحكام، أحكام الشريعة طيب هذا من بركة القرآن أن الأحكام التي يحتاج الناس إليها في حياتهم موجودة فيه كما شرحناه آنفاً
الطالب : قوله تعالى: (( وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس )) ...
الطالب : قوله تعالى: (( وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس )) ...
خامسا : يحصل به الشفاء الحسي والمعنوي .
الشيخ : من بركته ما يحصل به من الشفاء والشفاء الحاصل بالقرآن نوعان: شفاء معنوي وشفاء حسي
أما الشفاء المعنوي: فهو الشفاء من أمراض القلوب وأمراض القلوب ما يحصل للقلب من الشبهة وما يحصل له من الشهوة، الشهوة يعني الإرادة ماهي شهوة الجنس فهذا فالقرآن الكريم به العلم الذي هو شفاء من الشبهة وبه الإخلاص الذي هو شفاء من الشهوة هذا من بركته وكم من إنسان صلح قلبه بقراءة القرآن إما بنفسه وإما بسماعه من غيره ربما يكون الإنسان أحياناً يستمع القرآن من غيره فيخشع فيه أكثر مما لو قرأه بنفسه ويتبين له من المعاني والحكم والأسرار أكثر مما لو قرأه بنفسه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام مرة لعبدالله بن مسعود أو ( طلب من عبدالله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن فقال يا رسول الله كيف أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء فلما بلغ قوله تعالى (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً )) قال: حسبك -يعني قف- قال فنظرت فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام ) طيب من بركته أنه شفاء للأمراض الحسية أمراض البدن وهذا شيء مشاهد مجرب فكم من إنسان مريض عجز عنه الأطباء شفاه الله بالقرآن الكريم ولعل بعضاً منكم سمع القصة التي وقعت للسرية التي بعثها الرسول عليه الصلاة والسلام فنزلوا ضيوفاً على قوم من العرب ولكن هؤلاء القوم لم يضيفوهم فتنحوا جانباً ثم سلط الله على زعيم ورئيس هؤلاء القوم أن لدغته عقرب وآلمته فقال بعضهم لبعض اذهبوا إلى هؤلاء الركب اسألوهم هل فيهم أحد يقرأ فجاؤوا إلى الصحابة رضي الله عنهم وسألوهم هل عندكم من يقرأ؟ قالوا نعم ولكننا لا نقرأ عليكم إلا بكذا وكذا يعني قطيعاً من الغنم فقالوا: نعم نعطيكم إياها فذهب واحد منهم إلى هذا الذي لدغ وجعل يقرأ عليه سورة الفاتحة فقط فقام الرجل كأنما نشط من عقال يعني كالبعير الذي فك عقاله ما فيه شيء لأنه قرأ عليه سورة الفاتحة ثم أشكل على الصحابة رضي الله عنهم هذا الذي أخذوه من هؤلاء القوم حتى وصلوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( خذوه واضربوا لي معكم بسهم ) قال ذلك من أجل أن يطمئن قلوبهم وأنه حلال لهم ثم قال للذي قرأ على هذا اللديغ سورة الفاتحة ( وما يدريك أنها رقية ) أي ما يعلمك أنها رقية وهذا إقرار له بأن سورة الفاتحة تفيد إذا قرئت على اللديغ هذا من بركة القرآن طيب من بركته؟
الطالب : قراءة القرآن يكون سبباً في رفع المقام في الآخرة عندما يقال له (اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها )
الشيخ : هذه ربما نجعلها أيضاً في الثواب لأن أنواع الثواب كثيرة وهو أن الإنسان يثاب على حسب قراءته ويرقى في درج الجنة إلى آخر آية يقرأها نعم من بركته؟
أما الشفاء المعنوي: فهو الشفاء من أمراض القلوب وأمراض القلوب ما يحصل للقلب من الشبهة وما يحصل له من الشهوة، الشهوة يعني الإرادة ماهي شهوة الجنس فهذا فالقرآن الكريم به العلم الذي هو شفاء من الشبهة وبه الإخلاص الذي هو شفاء من الشهوة هذا من بركته وكم من إنسان صلح قلبه بقراءة القرآن إما بنفسه وإما بسماعه من غيره ربما يكون الإنسان أحياناً يستمع القرآن من غيره فيخشع فيه أكثر مما لو قرأه بنفسه ويتبين له من المعاني والحكم والأسرار أكثر مما لو قرأه بنفسه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام مرة لعبدالله بن مسعود أو ( طلب من عبدالله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن فقال يا رسول الله كيف أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ عليه من سورة النساء فلما بلغ قوله تعالى (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً )) قال: حسبك -يعني قف- قال فنظرت فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام ) طيب من بركته أنه شفاء للأمراض الحسية أمراض البدن وهذا شيء مشاهد مجرب فكم من إنسان مريض عجز عنه الأطباء شفاه الله بالقرآن الكريم ولعل بعضاً منكم سمع القصة التي وقعت للسرية التي بعثها الرسول عليه الصلاة والسلام فنزلوا ضيوفاً على قوم من العرب ولكن هؤلاء القوم لم يضيفوهم فتنحوا جانباً ثم سلط الله على زعيم ورئيس هؤلاء القوم أن لدغته عقرب وآلمته فقال بعضهم لبعض اذهبوا إلى هؤلاء الركب اسألوهم هل فيهم أحد يقرأ فجاؤوا إلى الصحابة رضي الله عنهم وسألوهم هل عندكم من يقرأ؟ قالوا نعم ولكننا لا نقرأ عليكم إلا بكذا وكذا يعني قطيعاً من الغنم فقالوا: نعم نعطيكم إياها فذهب واحد منهم إلى هذا الذي لدغ وجعل يقرأ عليه سورة الفاتحة فقط فقام الرجل كأنما نشط من عقال يعني كالبعير الذي فك عقاله ما فيه شيء لأنه قرأ عليه سورة الفاتحة ثم أشكل على الصحابة رضي الله عنهم هذا الذي أخذوه من هؤلاء القوم حتى وصلوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( خذوه واضربوا لي معكم بسهم ) قال ذلك من أجل أن يطمئن قلوبهم وأنه حلال لهم ثم قال للذي قرأ على هذا اللديغ سورة الفاتحة ( وما يدريك أنها رقية ) أي ما يعلمك أنها رقية وهذا إقرار له بأن سورة الفاتحة تفيد إذا قرئت على اللديغ هذا من بركة القرآن طيب من بركته؟
الطالب : قراءة القرآن يكون سبباً في رفع المقام في الآخرة عندما يقال له (اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها )
الشيخ : هذه ربما نجعلها أيضاً في الثواب لأن أنواع الثواب كثيرة وهو أن الإنسان يثاب على حسب قراءته ويرقى في درج الجنة إلى آخر آية يقرأها نعم من بركته؟
سادسا : أنه حصن حصين لقارئه .
الشيخ : أنه حصن حصين لقارئه فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) وهذا لا شك من بركة القرآن الكريم، ولهذا أحثكم على قراءة هذه الآية في كل ليلة وهي معلومة للجميع (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم )) وأما قوله: (( لا إكراه في الدين )) فليست منها هذه الآية أعظم آية في كتاب الله كما صح به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
سابعا : أنه يهدي للتي هي أقوم .
الشيخ : طيب من بركته أنه يهدي للتي هي أقوم أي الخصلة التي هي أقوم وهذه تعتبر قاعدة فيما يهدي القرآن إليه، وقد ألقى فيها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمة الله عليه ألقى فيها محاضرة كاملة وشرحها شرحاً وافياً فمن أراد الاطلاع عليها فهي ميسورة لأنها مبذولة والحمد لله طيب
ثامنا : ما حصل به من المعارف العظيمة لهذه الأمة الإسلامية .
الشيخ : ومن بركته: ما حصل به من المعارف العظيمة لهذه الأمة الإسلامية ومن الآثار الحميدة فإن هذه الأمة الإسلامية كانت قبل نزول القرآن في ضلال مبين في جهل أعمى في ذل في ضعف، ولما نزل القرآن وأخذت به فاقت الأمم من كل ناحية كما قال الله تعالى: (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) وقال تعالى: (( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) طيب
تاسعا : ما حصل به من حفظ لسان العرب .
الشيخ : من بركته أيضاً يقول من بركته أنه حفظ لسان العرب يعني اللغة العربية فإن القرآن الكريم أفصح الكلام العربي لاشك وهو باقٍ إلى يوم القيامة لأن الله تكفل بحفظه فحفظه يستلزم حفظ اللغة العربية ولهذا يجب علينا نحن المسلمين العرب أن نفتخر بلغتنا التي هي اللغة العربية وأن نكون ضد كل شخص يحاول أن يسلب الأمة العربية لغتها التي هي لغة القرآن والحديث ومن العجب أن بعض السخفاء المبهورين بتقدم الغرب المادي يريدون أن يمحو اللغة العربية من الإسلام والعرب، إنه من المؤسف أن نجد هنا في بلادنا لافتات على بعض المطاعم ولافتات على بعض المتاجر وأحياناً لافتات على توجيه الناس بالطرق باللغة الإنجليزية المحضة ليس معها لغة عربية وهذا يدل على ضعف الشخصية من هذا الذي وضع هذه اللافتة وعلى سفهه أيضاً وعلى عدم اهتمامه واكتراثه بلغته العربية التي هي لغة القرآن والحديث والواجب أن يتتبع هؤلاء وأن يمنعوا من كتابة اللافتات باللغة غير العربية إذا لم يصحبها كتابة باللغة العربية نحن لا نقول لا تكتب اللغة الأجنبية إطلاقا لا، لأن الناس اختلطوا بنا وكثير منهم لا يعرف إلا الحروف اللاتينية لكننا نقول لا يمكن إطلاقاً أن يسمح لأناس يكتبون لافتات على متجراتهم وعلى مطاعمهم باللغة غير العربية غير مصحوبة باللغة العربية، وكذلك أيضاً من المؤسف أن المريض يعطى وصفة للدواء الذي يريد أن يستعمله بأي لغة باللغة الإنجليزية ربما هو لا يعرف ولا اللغة العربية ويعطى باللغة الإنجليزية سبحان الله المجتمع مجتمع عربي إسلامي ثم يعطى وصفة باللغة الإنجليزية ربما يكتب رقم اثنين وهو يحسبه رقم أربعة أو رقم خمسة ثم يأكل خمس حبات دفعة واحدة ويهلك نعم كما يذكر أن أعرابياً أعطاه الطبيب حبات يستعملها كل ست ساعات حبة واحدة فالأعرابي قال إذا كان هذه الستة حبات أو خمس أكلها بعد ست ساعات ثم أطيب أكلها مرة واحدة لأطيب في الحال فأكلها مرة واحدة فقضت عليه أقول هذا أيضاً من البلاء أن تكتب الوصفات الطبية لقوم عرب باللغة الإنجليزية سبحان الله! لماذا لا تكتب باللغة العربية؟ ونعتز بلغتنا ونخدم قومنا بالتسهيل عليهم لأن هذا الذي لا يعرف اللغة الإنجليزية إذا نسي ما قال له الطبيب فسوف يمر على كل أهل البيت إذا كانوا لا يعرفون اللغة الإنجليزية هل يمكن أن يرشدوه لما قال الطبيب؟ نعم؟ لا إذن اذهب إلى الجيران وإلى جيران الجيران وإذا لم تجد عندهم فاذهب إلى الكليات في الجامعات حتى يبينوا لك معنى هذه الوصفة الطبية، فمن بركة هذا القرآن ما أشار إليه الأخ وهو حفظ اللغة العربية التي هي لسان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن بركات هذا القرآن
أنا اجعلوا لي سهماً
أنا اجعلوا لي سهماً
عاشرا : أن الله فتح به البلاد من مشارق الأرض إلى مغاربها .
الشيخ : من بركات هذا القرآن: أن الله سبحانه وتعالى فتح به البلاد في مشارق الأرض ومغاربها فإن الناس لما كانوا متمسكين به صاروا يفتحون البلاد من كل ناحية ويدخل الناس في دين الله أفواجاً ولما أعرضوا عنه حصل لهم من الذل والخلل بمقدار ما أعرضوا عن كتاب الله عز وجل.
بيان معنى قوله تعالى :" ليدبروا آياته " .
الشيخ : ثم بين الله سبحانه وتعالى الحكمة من إنزال هذا القرآن فقال: (( ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) هذه الحكمة من إنزاله أو هذه أعظم الحكم من إنزاله ((أن يدبروا آياته)) ومعنى يدبروها أي يتأملوها ويرددوها في نفسوهم حتى يعرفوا معناها وفي قوله: (( ليدبروا آياته )) دليل على أن آيات الكتاب العزيز يمكن الوصول إلى معناها وأنه ما من شيء في القرآن إلا وله معنى ما من شيء في القرآن إلا وله معنى.
الرد على القائلين بأن معاني أسماء الله وصفاته في القرآن والسنة غير معلومة لنا .
الشيخ : فيكون في هذه الآية رد واضح على من قال: إن معاني أسماء الله وصفاته التي في القرآن غير معلومة لنا، انتبهوا بارك الله فيكم، في أناس يقولون إن أسماء الله وصفاته التي في القرآن غير معلومة المعنى فإذا سألتهم ما معنى قول الله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) يقول: لا أدري معناها ولا أحد يعلم معناها إلا الله، فيكون على قولهم يكون هذا القرآن الكريم مجهول المعنى في أعظم شيء نزل من أجله وهو معرفة أسماء الله وصفاته ،.. هو مذهب السلف أي أن مذهب السلف هو عدم معرفة معاني أسماء الله وصفاته ولاشك أن هذا كذب على السلف أو جهل بمذهبهم فإن السلف يفهمون معاني أسماء الله وصفاته لكنهم يجهلون حقائقها وكيفياتها
شرح أثر مالك رحمه تعالى في الإستواء .
الشيخ : ولهذا "سئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ فأطرق برأسه وعرق عرقاً عظيماً ثم رفع رأسه وقال للسائل : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " إذن الاستواء غير مجهول يعني: معلوم المعنى، والكيف غير معقول يعني: لا تدركه عقولنا ولا يمكن أن نصل بعقولنا إلى معرفة كيف استواء الله على العرش وإذا لم يكن للعقل مجال في كيفية صفات الله ولم يأت به الشرع صارت مجهولة لنا، ولهذا لا يمكننا أن نعرف كيف استوى الله على العرش، والإيمان به به أي بالاستواء واجب لأن الله أخبر به عن نفسه، والسؤال عنه بدعة يعني الذي يسأل يقول كيف استوى الله على العرش نقول أنت مبتدع أنت مبتدع لماذا هو مبتدع؟ للسببين:
السبب الأول: أنه لم يكن من شأن السلف الصالح أن يسألوا عن كيفية الاستواء
السبب الثاني: أنه لا يسأل هذا السؤال إلا أهل البدع، لأنهم هم الذين يأتون بهذه الأسئلة ليشككوا أهل السنة فيما ذهبوا إليه فيقولون مثلاً هل تعلم كيف استوى الله على العرش السلفي سيقول: ..
السبب الأول: أنه لم يكن من شأن السلف الصالح أن يسألوا عن كيفية الاستواء
السبب الثاني: أنه لا يسأل هذا السؤال إلا أهل البدع، لأنهم هم الذين يأتون بهذه الأسئلة ليشككوا أهل السنة فيما ذهبوا إليه فيقولون مثلاً هل تعلم كيف استوى الله على العرش السلفي سيقول: ..
اضيفت في - 2006-04-10