فتاوى الحرم المكي-1411-03a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول تفسير قوله تعالى :" ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون "
الشيخ : على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فإن لقاءنا هذا هو اللقاء الثالث من هذا العام، عام أحد عشر وأربع مئة وألف في المسجد الحرام فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لقاءاتنا لقاءات مباركة وأن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ورزقاً طيباً واسعاً.
أيها الإخوة إن من عادتنا أن نتكلم في أول اللقاء عن بعض الآيات التي نسمعها من أئتمنا في هذه الليلة اخترنا مما سمعناه قول الله تعالى: (( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )) ففي هذه الآيات يخبر الله سبحانه وتعالى عن أمور
أيها الإخوة إن من عادتنا أن نتكلم في أول اللقاء عن بعض الآيات التي نسمعها من أئتمنا في هذه الليلة اخترنا مما سمعناه قول الله تعالى: (( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )) ففي هذه الآيات يخبر الله سبحانه وتعالى عن أمور
1 - كلمة للشيخ حول تفسير قوله تعالى :" ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون " أستمع حفظ
الكلام حول النفخ في الصور .
الشيخ : الأمر الأول: عن النفخ في الصور فما هو هذا الصور؟ هذا الصور عبارة عن قرن أي عن شيء يشبه القرن وهو واسع جداً ينفخ فيه فيحدث منه صوت عظيم يفزع منه أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله ثم بعد ذلك يصعقون أي يموتون ثم ينفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون أي يقومون من قبورهم ينظرون ماذا حدث
ذكر من ينفخ في الصور .
الشيخ : فمن الذي ينفخ فيه؟ الذي ينفخ فيه أحد الملائكة العظام وهو إسرافيل وهو أحد الملائكة الذين يذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاح صلاة الليل فإنه عليه الصلاة والسلام كان يفتتح صلاة الليل بهذا الدعاء: ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
بيان الحكمة في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل وميكائيل وإسرافيل في صلاة الليل .
الشيخ : وذكر هؤلاء الملائكة الثلاثة، لأن كل ملك منهم موكل بما فيه حياة ولكنها حياة من نوع غير النوع الذي وكل به الملك الآخر فجبريل موكل بالوحي وبالوحي حياة القلوب كما قال الله تعالى: (( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا )) فسمى الله القرآن روحا لأنه تحيا به القلوب إسرافيل موكل بما فيه الحياة وهو الصور فإنه ينفخ فيه فتخرج منه الأرواح وتحل في أجسادها حلولاً أبدياً لا مفارقة بعده لأن الروح في الدنيا حالّة في البدن لكنها تفارقه أما إذا نفخ في الصور فإنها تحلّ في البدن حلولاً لا مفارقة بعده الثالث من؟ ميكائيل وهو موكل بما فيه الحياة، موكل بالقطر أي بالمطر وفيه حياة الأرض بعد موتها كما قال الله تعالى فيما سمعناه هذه الليلة: (( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير )) فيصعق من في السماوات ومن في الأرض عند هذا
بيان معنى قوله تعالى :" إلا من شاء الله " .
الشيخ : النفخ في الصور إلا من شاء الله وهذا الاستثناء الذي استثناه الله عز وجل من الصعق يدخل فيه الحور اللاتي في الجنة فإنهن خلقن للبقاء ويدخل في ذلك أيضاً ولدان أهل الجنة فإنهم خلقوا للبقاء لأن الجنة بما فيها خلقت للبقاء لا تفنى أبداً وكل من يدخلها بعد البعث فإنه لا يفنى أبدا يكون خالدا فيها مخلدا أبد الأبدين
بيان معنى قوله تعالى :" ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " .
الشيخ : قال الله عز وجل: (( ثم نفخ فيه أخرى )) وهي النفخة الثانية (( فإذا هم قيام ينظرون )) هم أي المبعوثون الموتى (( قيام ينظرون )) تدخل أرواحهم في أجسادهم ويقومون من قبورهم لرب العالمين فتأمل يا أخي هذه القدرة العظيمة نفخة واحدة يصعق فيها من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، نفخة أخرى يحيا فيها الأموات يقومون من قبورهم بلحظة واحدة كما قال الله تعالى: (( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )) صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )) خلقنا في هذه الدنيا يتطور يمكث الإنسان في بطن أمه تسعة شهور أو أدنى أو أكثر لكن نفخة الصور إذا نفخ في الصور فإنه بلحظة واحدة تقوم الخلائق كلها أحياء فإذا هم جميع لدينا محضرون وبهذا يتبين لك تمام قدرة الله عز وجل وأنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون كما قال الله تعالى: (( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) واحدة بدون تكرار وبدون تأخير كلمح بالبصر هل تجدون شيئاً أسرع من لمح البصر، لا، إذن أمر الله مهما كان المأمور من العظمة والكثرة لا يكون إلا مرة واحدة فإذا هذا المأمور قد تم كما أمر الله عز وجل والأمر الذي يوجهه الله إلى الخلائق يوجهه الله تعالى إلى من له عقل وإدراك، وإلى من لا عقل له ولا إدراك لكنه يستجيب لأمر الله كما استمعنا في قراءة الليلة في قوله تبارك وتعالى: (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً )) فهل فهمتا هذا الخطاب؟ أسألكم
السائل : نعم
الشيخ : ما الدليل أنهما فهمتاه قالتا: (( ائتينا طائعين )) إذن فهمتا الخطاب وامتثلتا لأمر الله عز وجل النار التي أوقدت لإبراهيم قال الله لها: (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فكانت برداً وسلاماً، القلم الذي كتب الله به مقادير الخلق خلقه الله فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب؟ قال اكتب ماهو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة فالمخلوقات ولو كانت جماداً تعي أمر الله وتمتثله وتطيعه عز وجل ويكون ذلك فورياً بدون تأخير.
السائل : نعم
الشيخ : ما الدليل أنهما فهمتاه قالتا: (( ائتينا طائعين )) إذن فهمتا الخطاب وامتثلتا لأمر الله عز وجل النار التي أوقدت لإبراهيم قال الله لها: (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فكانت برداً وسلاماً، القلم الذي كتب الله به مقادير الخلق خلقه الله فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب؟ قال اكتب ماهو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة فالمخلوقات ولو كانت جماداً تعي أمر الله وتمتثله وتطيعه عز وجل ويكون ذلك فورياً بدون تأخير.
بيان معنى قوله تعالى :" وأشرقت الأرض بنور ربها " .
الشيخ : يقول الله عز وجل: (( وأشرقت الأرض بنور ربها )) أشرقت يعني ضياءً بنور الله عز وجل فإن الله تعالى يأتي يوم القيامة للقضاء بين عباده ليقضي للمظلوم من الظالم وليقيم العدل بين العباد ولتظهر فيه آثار الثواب والعقاب.
بيان معنى قوله تعالى :" ووضع الكتاب " .
الشيخ : يقول الله عز وجل: (( ووضع الكتاب )) وما المراد بالكتاب؟ الذي يوضع الكتاب الذي هو صحائف الأعمال، فإن على كل واحد منا كتاباً يلقاه يوم القيامة منشوراً ويقال له: (( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً )) وما الذي يكتب في هذا الكتاب تكتب الحسنات وتكتب السيئات، واختلف العلماء هل تكتب الأعمال التي ليست حسنة ولا سيئة: فمنهم من قال إنها تكتب، ومنهم من يقول إنها لا تكتب لأنه لا يتعلق بها ثواب ولا جزاء ولقد قال الله تعالى في سورة ق: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) أي قول يلفظ به الإنسان فإن لديه رقيباً عتيداً، رقيباً مراقباً عتيداً حاضرا لا يفارقه، يكتب كل ما يلفظ به وظاهر الآية الكريمة أنه يكتب كل قول حسن كان أم سيئاً، أم لا حسناً ولا سيئاً، ولهذا "دخل رجل من أصحاب الإمام أحمد عليه وهو مريض يئن من مرضه فقال له يا أبا عبدالله إن طاووساً -وهو أحد كبار التابعين- يقول إن الملك يكتب أنين المريض" تعرفون أنين المريض؟ إذا جعل يئن من شدة المرض "فأمسك الإمام أحمد رحمه الله عن الأنين خشية أن يكتب عليه" لو أننا أحصينا أقوالنا لوجدنا أقوالا كثيرة لغوا لا فائدة منها بل لوجدنا أقوالاً كثيرة كلها آثام وكلها مما يكتسب به الإنسان جرماً ينقص من حسناته وينقص من إيمانه، لأن المعاصي توجب نقص الإيمان.
طيب اللغو من القول الذي ليس من الحسنات ولا من السيئات لو قال قائل إنه لابد أن يكتب على المرء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) وهذا يدل على أن الإنسان لا يقول إلا خيراً وإلا فليصمت ولكن يجب أن تعلم أن الخير في الكلام قد يكون خيراً لذاته وقد يكون خيراً لغيره كيف ذلك؟ الأمر بالمعروف خير لذاته، النهي عن المنكر خير لذاته، الذكر خير لذاته، القراءة قراءة القرآن خير لذاته، الكلام الذي موضوعه ليس من الحسنات ولكن يقصد به إدخال السرور على الجليس وتأنيسه وتأليفه هل يكون خيرا أو لا؟ لكن لذاته أو لغيره؟ لغيره، قد يتكلم الإنسان بكلام هو في نفسه ليس من الحسنات لكن يقصد به إدخال السرور على جليسه وإيناسه وتأليف قلبه فيكون خيراً من هذه الناحية يقول الله عز وجل: (( ووضع الكتاب ))
طيب اللغو من القول الذي ليس من الحسنات ولا من السيئات لو قال قائل إنه لابد أن يكتب على المرء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) وهذا يدل على أن الإنسان لا يقول إلا خيراً وإلا فليصمت ولكن يجب أن تعلم أن الخير في الكلام قد يكون خيراً لذاته وقد يكون خيراً لغيره كيف ذلك؟ الأمر بالمعروف خير لذاته، النهي عن المنكر خير لذاته، الذكر خير لذاته، القراءة قراءة القرآن خير لذاته، الكلام الذي موضوعه ليس من الحسنات ولكن يقصد به إدخال السرور على الجليس وتأنيسه وتأليفه هل يكون خيرا أو لا؟ لكن لذاته أو لغيره؟ لغيره، قد يتكلم الإنسان بكلام هو في نفسه ليس من الحسنات لكن يقصد به إدخال السرور على جليسه وإيناسه وتأليف قلبه فيكون خيراً من هذه الناحية يقول الله عز وجل: (( ووضع الكتاب ))
بيان معنى قوله تعالى :" وجيء بالنبيين والشهداء " .
الشيخ : (( وجيء بالنبيين والشهداء )) من يأتي بهم؟ يأتي بهم الله وحذف الفاعل للعلم به فإن الفاعل قد يحذف لأسباب متعددة منها أن يكون معلوماً فقوله تعالى: (( وخلق الإنسان ضعيفاً )) حذف الفاعل لماذا؟ للعلم به؟ (( خلق الإنسان ضعيفاً )) من الخالق؟
السائل : الله عز وجل
الشيخ : طيب لماذا حذف؟ للعلم به، لأنه لا خالق إلا الله، طيب هنا يقول الله عز وجل: (( وجيء بالنبيين )) فالجائي بهم هو الله عز وجل فيأتي النبيون ويأتي الشهداء أما النبيون فإنهم الرسل عليهم الصلاة والسلام يؤتى بهم ليشهدوا على أممهم بأنهم بلغتهم الحجة وقامت عليهم كما قال الله تعالى: (( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً )) فالنبيون يشهدون على الأمم بأنهم بُلّغوا وقامت عليهم الحجة والشهداء هم العلماء لأن العلماء يشهدون على الأمم بأن الرسل بلغتهم ويشهدون للرسل بأنهم بلغوا الرسالة ولهذا نقول أعلم الناس بحال الرسل هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
السائل : الله عز وجل
الشيخ : طيب لماذا حذف؟ للعلم به، لأنه لا خالق إلا الله، طيب هنا يقول الله عز وجل: (( وجيء بالنبيين )) فالجائي بهم هو الله عز وجل فيأتي النبيون ويأتي الشهداء أما النبيون فإنهم الرسل عليهم الصلاة والسلام يؤتى بهم ليشهدوا على أممهم بأنهم بلغتهم الحجة وقامت عليهم كما قال الله تعالى: (( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً )) فالنبيون يشهدون على الأمم بأنهم بُلّغوا وقامت عليهم الحجة والشهداء هم العلماء لأن العلماء يشهدون على الأمم بأن الرسل بلغتهم ويشهدون للرسل بأنهم بلغوا الرسالة ولهذا نقول أعلم الناس بحال الرسل هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
بيان معنى قوله تعالى :" وقضي بينهم بالحق " .
الشيخ : (( وقضي بينهم بالحق )) أي بالعدل والقاضي بين العباد هو الله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى يقضي بين العباد بالعدل هذا باعتبار ما بين العباد من الحقوق، وبالفضل وهذا باعتبار ما بينه وبين عباده فإن الله تعالى يجزي المحسن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ويجزي المسيء إما بمثل إساءته وإما بالعفو عنه كما قال الله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ففي حقوق العباد يكون القضاء في حقوق العباد يكون القضاء بإيش؟ بالعدل لابد أن يؤخذ للمظلوم من الظالم طيب استرح، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( من تعدون المفلس فيكم قالوا: من لا درهم عنده ولا متاع قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته وإلا أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار ) هذا والله المفلس يأتي بالحسنات يوم القيامة فإذا بها قد أخذت لمن ظلمه في الدنيا أما بالنسبة لحقوق الله فإنه يقضي بين الخلق بالفضل وبالعدل إن عذب المسيء فقد عدل وإن أنعم عليه بالعفو وأثاب المحسن فإنما ذلك بالفضل، ولهذا قال: (( وقضي بينهم بالحق)) الدائر بين الفضل وبين العدل
بيان معنى قوله تعالى :" وهم لا يظلمون " .
الشيخ : (( وهم لا يظلمون )) لا يمكن أبداً أن يظلم أحد في جزائه بل يعطى جزاؤه كاملاً إما عدلاً وإما فضلاً
بيان معنى قوله تعالى :" ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون " .
الشيخ : ثم قال تعالى: (( ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )) وفيت يعني أعطيت والموفي لها هو الله سبحانه وتعالى كل نفس لكن المراد النفس التي توفى وتحاسب، وأما البهائم والوحوش وما أشبه ذلك ممن لا حساب عليه فإنها لا تعطى شيئاً من جزاء العمل بل تكون ترابا وتضمحل: (( ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )) وهو أي الله أعلم من كل أحد بما يفعل الخلق وهنا أنبه على ما ذهب إليه بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى: (( وهو أعلم )) فإن بعض المفسرين يقول ((وهو أعلم)) أي وهو عالم فيحول اسم التفضيل إلى اسم الفاعل وعلة ذلك: أن القاعدة في اسم التفضيل أن المفضل والمفضل عليه يشتركان في أصل المعنى ويختلف المفضل بإيش؟ بالزيادة، قالوا ولا يمكن أن يشترك الخالق والمخلوق في أصل المعنى ولكن هذا خطأ لأننا نقول: إذا قلتم بهذه العلة فإن عالم اسم فاعل ويشترك فيها كل من اتصف بالعلم ولاشك أنه إذا قيل فلان أعلم من فلان كان أبلغ في الثناء عليه من قوله فلان عالم وفلان عالم، فاسم التفضيل إذن على بابه، وهو أدل على الكمال من اسم الفاعل، فالله تعالى أعلم من كل أحد بما يفعل العباد فيجازيهم سبحانه وتعالى حسب ما يقتضيه العدل أو الفضل، إلى هنا انتهى ما نريد أن نتكلم عليه مما سمعناه وفي القرآن الكريم آيات بينات عظيمة يمكن لمن يتدبرها أن يصل إلى معان جليلة أكثر مما ذكرناه بكثير.
وقبل أن نبدأ الدرس أود أن أنبهكم على أن الأجل المحدود لتسليم أوراق المسابقة لم يبق عليه إلا أربع وعشرون ساعة فمن كان عنده شيء فليعطنا إياه حتى ينال الجائزة بإذن الله أنتم فاهمين المسابقة؟ المسابقة ذكرناها أول ليلة
الطالب : ... زيادة
الشيخ : لا ما نعطيهم زيادة، المسابقة في المنافقين في أحوالهم وأعمالهم وصفاتهم قصدي والثالث مآلهم كل ما يتعلق بهذه الثلاثة مما ذكره الله في القرآن يكتب وذكرنا أنه إما أن تذكر الآية ثم تقول: ويستفاد منها كذا، أو تذكر الصفة أو الحال أو المآل وتقول: لقوله تعالى: كذا وكذا، وأنا أرشدكم إلى الاستعانة بالمعجم المفهرس لآيات القرآن فإنه سيعينكم كثيراً على تتبع الآيات التي فيها ذكر المنافقين وأحوالهم وأعمالهم ومآلهم.
وقبل أن نبدأ الدرس أود أن أنبهكم على أن الأجل المحدود لتسليم أوراق المسابقة لم يبق عليه إلا أربع وعشرون ساعة فمن كان عنده شيء فليعطنا إياه حتى ينال الجائزة بإذن الله أنتم فاهمين المسابقة؟ المسابقة ذكرناها أول ليلة
الطالب : ... زيادة
الشيخ : لا ما نعطيهم زيادة، المسابقة في المنافقين في أحوالهم وأعمالهم وصفاتهم قصدي والثالث مآلهم كل ما يتعلق بهذه الثلاثة مما ذكره الله في القرآن يكتب وذكرنا أنه إما أن تذكر الآية ثم تقول: ويستفاد منها كذا، أو تذكر الصفة أو الحال أو المآل وتقول: لقوله تعالى: كذا وكذا، وأنا أرشدكم إلى الاستعانة بالمعجم المفهرس لآيات القرآن فإنه سيعينكم كثيراً على تتبع الآيات التي فيها ذكر المنافقين وأحوالهم وأعمالهم ومآلهم.
كلمة للشيخ حول الصيام .
الشيخ : الدرس الذي نريد أن نتكلم عليه هذه الليلة، أن نتكلم على ما يناسب هذا الشهر من الصيام والزكاة والقيام والعمرة وزكاة الفطر، أما الصيام فكلنا يعلم أنه أحد أركان الإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام ) ولكن ما هو الصيام الذي يراد في قولنا هذا؟
تعريف الصوم شرعا وبيان حقيقته .
الشيخ : نقول إن الصيام هو التعبد لله بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا الصيام هو الصيام الحسي البدني لكن هناك صيام هو المقصود بهذا الصيام الحسي البدني وهو الصيام عن محارم الله فإن هذا هو حقيقة الصيام أن يكتسب الإنسان بصيامه الحسي صياماً معنوياً يحبس به نفسه عن محارم الله ودليل هذا قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فبين الله الحكمة من فرض الصيام
شرح حديث :" من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه " .
الشيخ : وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) قول الزور كل قول محرم مثل: بشيء كذب الشهادة على إنسان بشيء كذب، ومثل: الغيبة النميمة الشتم السب كل قول محرم فهو داخل في قول الزور عمل الزور أو العمل بالزور كل فعل محرم كتبرج النساء والنظر إليهن وكامتهان ما أمر الله تعالى باحترامه وغير ذلك من الأفعال الكثيرة ومن هذا بخس المكاييل والموازين والغش والكذب، كل ذلك داخل في القول المحرم والعمل المحرم الجهل، الجهل هو الاستطالة على الناس والاعتداء عليهم ومنه قول الشاعر: " ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين " يعني لا يعتدي أحد علينا فإن اعتدى علينا اعتدينا عليه أكثر طيب الصوم إذن؟ تفضل
السائل : الصوم هو الإمساك عن الطعام من طلوع الفجر
الشيخ : التعبد لله ماهو الإمساك لابد يكون عبادة لو قلنا هو إمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس صار التعريف ناقصا لأن الإنسان قد يمسك ولا يكون صياما فنقول هو التعبد لله بالإمساك
السائل : من طلوع الشمس إلى غروب الشمس
الشيخ : طيب هذا نوع من الصيام النوع الثاني
السائل : الإمساك الحسي
الشيخ : هذا الإمساك الحسي أو الصيام الحسي
السائل : الإمساك عن أعراض المسلمين
الشيخ : عن ما حرم الله تمام طيب
السائل : الصوم هو الإمساك عن الطعام من طلوع الفجر
الشيخ : التعبد لله ماهو الإمساك لابد يكون عبادة لو قلنا هو إمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس صار التعريف ناقصا لأن الإنسان قد يمسك ولا يكون صياما فنقول هو التعبد لله بالإمساك
السائل : من طلوع الشمس إلى غروب الشمس
الشيخ : طيب هذا نوع من الصيام النوع الثاني
السائل : الإمساك الحسي
الشيخ : هذا الإمساك الحسي أو الصيام الحسي
السائل : الإمساك عن أعراض المسلمين
الشيخ : عن ما حرم الله تمام طيب
15 - شرح حديث :" من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة من أن يدع طعامه وشرابه " . أستمع حفظ
شروط وجوب الصوم ستة :
الشيخ : الصوم لا يجب إلا بشروط ستة انتبه لها بشروط ستة: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والقدرة، والإقامة، وانتفاء المانع هذه ستة أشياء أعيدها الإسلام والعقل والبلوغ والقدرة والإقامة وانتفاء المانع اذكرها لنا
السائل : الإسلام والعقل والقدرة
الشيخ : لا هو معذور عن القيام القيام مع القدرة يالله
السائل : الإسلام والعقل والبلوغ والقدرة والإقامة
الشيخ : والإقامة وانتفاء الموانع
السائل : الإسلام والعقل والقدرة
الشيخ : لا هو معذور عن القيام القيام مع القدرة يالله
السائل : الإسلام والعقل والبلوغ والقدرة والإقامة
الشيخ : والإقامة وانتفاء الموانع
أولا : الإسلام .
الشيخ : طيب الإسلام ضده الكفر فالكافر لا يجب عليه الصوم ولا يصح منه الصوم ومعنى قولنا: إن الكافر لا يجب عليه الصوم أننا لا نلزمه به وليس معنى ذلك أنه لا يعاقب عليه في الآخرة لا هو يعاقب عليه في الآخرة، لأنه ترك فريضة مما فرض الله على العباد لكننا لا نلزمه بالصوم في حال كفره لأنه لو صام فصومه باطل غير مقبول فإلزامه بالصوم عبث لا فائدة منه طيب فإن أسلم الكافر في نصف رمضان فهل يلزمه قضاء النصف الأول؟ لا يلزمه لأنه ليس من أهل الوجوب طيب لو أسلم هل يلزمه صوم النصف الباقي؟ لأنه مسلم إذا تمت الشروط لو أسلم في أثناء النهار هل يلزمه القضاء لا، لا يلزمه القضاء لأنه في أول النهار ليس من أهل الوجوب هل يلزمه الإمساك نعم لأنه صار من أهل الوجوب فلزمه الإمساك.
ثانيا : العقل .
الشيخ : العقل ضده الجنون وإن شئت فقل: العقل ضده انتفاء العقل، ليشمل المجنون، والمبرسم الذي إذا أصابه خلل في دماغه، والكبير المهّذي ونحوهم هؤلاء ليس عليهم صوم ولا إطعام لأنهم ليسوا من أهل الوجوب، فلو سألنا سائل عن رجل كبير السن قد ضيع عقله وصار لا يعرف ولا يرتب كلامه بل يهذي بالكلام الذي لا فائدة منه فجاء يسأل هل عليه إطعام أو صيام فما الذي نقول؟ نقول ليس عليه لا إطعام ولا صيام لأنه ليس من أهل الوجوب طيب المغمى عليه يعني لو أن رجلاً أصيب بحادث نسأل الله العافية فأغمي عليه عشرة أيام من شهر رمضان هل يلزمه قضاؤها؟ أو نقول هو مجنون؟ قال العلماء إنه يلزمه القضاء طيب ولو نام بعد أن نوى الصوم عشرة أيام وش تقولون؟ هو نوى الصوم
السائل : ما نوى الصوم
الشيخ : لا نوى الصوم لما دخل رمضان أول يوم تسحر ثم نام نومة دامت عشرة أيام
السائل : ...
الشيخ : طيب أليس الله تعالى قد ألقى النوم على أصحاب الكهف كم ثلاث مئة وتسع سنوات فالذي ألقى النوم على أصحاب الكهف ثلاث مئة وتسع سنوات قادر على أن يلقي النوم على هذا الرجل عشرة أيام، طيب ما تقولون هل يؤمر بقضاء الصوم؟ أو يؤمر بقضاء صوم تسعة أيام ويقال اليوم الأول صومه صحيح؟ أو لا يؤمر بشيء؟ نقول لا يؤمر بشيء صومه صحيح لأنه نام بنية الصيام ولكن قد يقول قائل كيف تصححون صوم اليوم الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر نقول نعم نصحح ذلك لأن الرجل بل لأن كل مسلم إذا دخل شهر رمضان فإنه قد نوى أن يصوم الشهر كله أليس كذلك لو سألت أي واحد من المسلمين قلت أنت الآن نويت الصوم في أول يوم هل تريد أن تصوم بقية الشهر؟ لقال: نعم لاشك، إذن فالأيام التي بعد اليوم الأول منوية قد نواها، وهذا الذي قلته أي أنه يجزئ رمضان بنية واحدة هذا هو القول الصحيح أن رمضان يجزئ فيه نية واحدة، لأن كل مسلم ينوي أنه صائم هذا الشهر كله ما لم يحدث له عذر من مرض أو سفر وحينئذٍ نقول لهذا الذي نام عشرة أيام نقول صومه صحيح ولا إعادة عليه نعم ربما ينام عشرة أيام لكن أنا أقول هذا على سبيل الفرض وإلا، سبحانه الله! فيه بعض الناس إذا نام ما يمكن يستيقظ أبدا حتى يستيقظ بنفسه، بعض الناس إذا نام لو تجي بأقوى الأصوات عند أذنه ما يستيقظ لو تهمزه مع رجليه ومع يديه ومع كل موضع من بدنه ما يستيقظ، الصلاة لابد أن يقضيها الصلاة لابد أن يقضيها، لأنه لم يفعلها حتى نقول إنها تجزئه الصوم فعله لأنه ممسك هو ليس يأكل وهو نائم فهو ممسك عن الأكل والشرب والمفطرات وأما الصلاة فلابد أن يقضيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) باقي علينا من الشروط
السائل : ما نوى الصوم
الشيخ : لا نوى الصوم لما دخل رمضان أول يوم تسحر ثم نام نومة دامت عشرة أيام
السائل : ...
الشيخ : طيب أليس الله تعالى قد ألقى النوم على أصحاب الكهف كم ثلاث مئة وتسع سنوات فالذي ألقى النوم على أصحاب الكهف ثلاث مئة وتسع سنوات قادر على أن يلقي النوم على هذا الرجل عشرة أيام، طيب ما تقولون هل يؤمر بقضاء الصوم؟ أو يؤمر بقضاء صوم تسعة أيام ويقال اليوم الأول صومه صحيح؟ أو لا يؤمر بشيء؟ نقول لا يؤمر بشيء صومه صحيح لأنه نام بنية الصيام ولكن قد يقول قائل كيف تصححون صوم اليوم الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر نقول نعم نصحح ذلك لأن الرجل بل لأن كل مسلم إذا دخل شهر رمضان فإنه قد نوى أن يصوم الشهر كله أليس كذلك لو سألت أي واحد من المسلمين قلت أنت الآن نويت الصوم في أول يوم هل تريد أن تصوم بقية الشهر؟ لقال: نعم لاشك، إذن فالأيام التي بعد اليوم الأول منوية قد نواها، وهذا الذي قلته أي أنه يجزئ رمضان بنية واحدة هذا هو القول الصحيح أن رمضان يجزئ فيه نية واحدة، لأن كل مسلم ينوي أنه صائم هذا الشهر كله ما لم يحدث له عذر من مرض أو سفر وحينئذٍ نقول لهذا الذي نام عشرة أيام نقول صومه صحيح ولا إعادة عليه نعم ربما ينام عشرة أيام لكن أنا أقول هذا على سبيل الفرض وإلا، سبحانه الله! فيه بعض الناس إذا نام ما يمكن يستيقظ أبدا حتى يستيقظ بنفسه، بعض الناس إذا نام لو تجي بأقوى الأصوات عند أذنه ما يستيقظ لو تهمزه مع رجليه ومع يديه ومع كل موضع من بدنه ما يستيقظ، الصلاة لابد أن يقضيها الصلاة لابد أن يقضيها، لأنه لم يفعلها حتى نقول إنها تجزئه الصوم فعله لأنه ممسك هو ليس يأكل وهو نائم فهو ممسك عن الأكل والشرب والمفطرات وأما الصلاة فلابد أن يقضيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) باقي علينا من الشروط
ثالثا : البلوغ .
الشيخ : البلوغ وضده الصغر فالصغير لا يجب عليه الصوم ولكن العلماء رحمهم الله يقولون: إنه يجب على ولي الصغير أن يأمره بالصوم إذا كان يطيق الصوم تمريناً له على العبادة ومن أجل أن يسهل عليه الصوم إذا بلغ وكان من هدي الصحابة رضي الله عنهم أنهم يصومون أولادهم الصغار حتى إن الواحد يبكي من الجوع فيعطونه لعبة يتلهى بها إذا كان الأمر هكذا فبماذا يحصل بالبلوغ؟ بحصل البلوغ بواحد من ثلاثة أشياء أولاً تمام خمس عشرة سنة أو دخول، تمام أو دخول؟ تمام تمام خمس عشرة سنة الثاني إنبات شعر العانة الثالث: إنزال المني بشهوة باحتلام أو غيره وتزيد الأنثى أمراً رابعاً وهو الحيض فمتى حاضت فهي بالغة حتى وإن حاضت لعشر سنوات
وهنا أقول إنه يجب علينا أن ننبه الفتيات على هذه المسألة، لأن بعض الفتيات تحيض وهي صغيرة ولا تدري أنه يجب عليها الصوم فتستمر مفطرة وربما تصوم مع أهلها كل الشهر ولا تقضي أيام الحيض فالخطأ يأتي إما من هذا أو من هذا يعني يأتي إما من عدم صومها وإما من صومها حتى أيام الحيض فيجب أن ننبه الفتيات على هذه المسألة حتى لا يحصل إشكال لأننا كثيراً ما نسأل عن فتاة بلغت وهي في الثالثة عشرة من عمرها ولم تصم فنقع في إشكال، ومثل هذه يقال لها يجب عليها أن تقضي السنتين اللتين لم تصمهما اللهم إلا إذا كانت في مكان نائي بعيد عن العلم وأهل العلم ولم يطرأ على بالها إطلاقاً أن الصوم واجب عليها فمثل هذه قد تعذر بالجهل ولا يلزمها القضاء، طيب البلوغ وضده الصغر الثالث: الإسلام والعقل والبلوغ
وهنا أقول إنه يجب علينا أن ننبه الفتيات على هذه المسألة، لأن بعض الفتيات تحيض وهي صغيرة ولا تدري أنه يجب عليها الصوم فتستمر مفطرة وربما تصوم مع أهلها كل الشهر ولا تقضي أيام الحيض فالخطأ يأتي إما من هذا أو من هذا يعني يأتي إما من عدم صومها وإما من صومها حتى أيام الحيض فيجب أن ننبه الفتيات على هذه المسألة حتى لا يحصل إشكال لأننا كثيراً ما نسأل عن فتاة بلغت وهي في الثالثة عشرة من عمرها ولم تصم فنقع في إشكال، ومثل هذه يقال لها يجب عليها أن تقضي السنتين اللتين لم تصمهما اللهم إلا إذا كانت في مكان نائي بعيد عن العلم وأهل العلم ولم يطرأ على بالها إطلاقاً أن الصوم واجب عليها فمثل هذه قد تعذر بالجهل ولا يلزمها القضاء، طيب البلوغ وضده الصغر الثالث: الإسلام والعقل والبلوغ
رابعا : القدرة .
الشيخ : الرابع القدرة وضدها العجز قال العلماء والعجز عن الصيام ينقسم إلى قسمين عجز لازم مستمر وعجز طارئ مرجو الزوال فالقسم الأول هو
السائل : هو عجز المستمر
الشيخ : والثاني
السائل : هو العجز الطارئ
الشيخ : الطارئ المرجو الزوال تمام استرح، مثال الأول: الكبير عجزه عجز مستمر لأن الكبير الذي يعجز عن الصيام للكبر لا يمكن أن يعود شاباً حتى يقدر على الصوم ومثل المرض السرطان نسأل الله العافية فإن هذا المرض عادة لا يرجى زواله فيكون العجز عن الصيام من هذا المريض بهذا المرض عجزاً غير مرجو الزوال فما الذي يجب على هذا القسم من العجزة؟ يجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا يجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا وكيف الإطعام؟ الإطعام له صورتان:
الصورة الأولى: أن يصنع طعاماً ويدعو إليه مساكين بعدد الأيام فإذا كان الشهر تسعة وعشرين وجب إحضار كم؟ تسعة وعشرين فقيرا وإذا كان ثلاثين وجب إحضار ثلاثين فقيرا هذه صورة.
الصورة الثانية: في الإطعام أن يسلم الفقراء حبا ويتولون هم طبخه وأحسن ما يطعم الناس اليوم وأسهل ما يطعمون هو الرز فيعطيهم كل واحد خمس الصاع من الرز.
السائل : هو عجز المستمر
الشيخ : والثاني
السائل : هو العجز الطارئ
الشيخ : الطارئ المرجو الزوال تمام استرح، مثال الأول: الكبير عجزه عجز مستمر لأن الكبير الذي يعجز عن الصيام للكبر لا يمكن أن يعود شاباً حتى يقدر على الصوم ومثل المرض السرطان نسأل الله العافية فإن هذا المرض عادة لا يرجى زواله فيكون العجز عن الصيام من هذا المريض بهذا المرض عجزاً غير مرجو الزوال فما الذي يجب على هذا القسم من العجزة؟ يجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا يجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا وكيف الإطعام؟ الإطعام له صورتان:
الصورة الأولى: أن يصنع طعاماً ويدعو إليه مساكين بعدد الأيام فإذا كان الشهر تسعة وعشرين وجب إحضار كم؟ تسعة وعشرين فقيرا وإذا كان ثلاثين وجب إحضار ثلاثين فقيرا هذه صورة.
الصورة الثانية: في الإطعام أن يسلم الفقراء حبا ويتولون هم طبخه وأحسن ما يطعم الناس اليوم وأسهل ما يطعمون هو الرز فيعطيهم كل واحد خمس الصاع من الرز.
بيان مقدار الصاع النبوي .
الشيخ : وأريد بالصاع الصاع المعروف في وقتنا الحاضر لا الصاع الذي هو صاع النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الصاع المعروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ينقص عن الصاع المعروف الخمس أو أكثر يعني مثلاً إذا كان الصاع النبوي ثمانين فالصاع الموجود الآن مئة أو أكثر وبناء على هذا نقول إن الصاع المعروف المعهود ولاسيما في نجد خمسة أمداد بمد النبي صلى الله عليه وسلم ولكل فقير مد وإن شئت أن تقدره بالوزن فقد اعتبرنا صاع النبي صلى الله عليه وسلم حسب ما قرره الفقهاء رحمهم الله في الفطرة بالبر الرزين يعني البر الجيد الدجن فوجدناه يساوي كيلوين وأربعين غراماً وطبعاً هذا الوزن يختلف بحسب ثقل الموزون لأنه كلما كان الموزون ثقيلا وجب أن تزيد الوزن أقل من الخفيف الثقيل حجمه أقل من الخفيف والكيل يعتبر بالحجم أو بالثقل؟
السائل : بالثقل
الشيخ : الكيل لا بالحجم وأما الوزن فبالثقل ولذلك يجب على من اعتبر الصاع النبوي يجب عليه أن يحتاط فيما إذا كان المكيل ثقيلاً فإذا كان الصاع من الخفيف إذا كان الصاع من الخفيف كيلوين وأربعين غراماً مثلاً وجب أن يكون من الثقيل كيلوين وأربعين غراماً فأكثر المهم أن القاعدة عندنا في مسألة الكيل والوزن أن ما اعتبره الشارع بالكيل فهو معتبر بالكيل وإذا حولته إلى الوزن فإنه سوف يختلف على أي أساس يختلف؟ على الثقل والخفة فكلما كان المكيل ثقيلاً وجب عليك أن تزيده في الوزن
السائل : بالثقل
الشيخ : الكيل لا بالحجم وأما الوزن فبالثقل ولذلك يجب على من اعتبر الصاع النبوي يجب عليه أن يحتاط فيما إذا كان المكيل ثقيلاً فإذا كان الصاع من الخفيف إذا كان الصاع من الخفيف كيلوين وأربعين غراماً مثلاً وجب أن يكون من الثقيل كيلوين وأربعين غراماً فأكثر المهم أن القاعدة عندنا في مسألة الكيل والوزن أن ما اعتبره الشارع بالكيل فهو معتبر بالكيل وإذا حولته إلى الوزن فإنه سوف يختلف على أي أساس يختلف؟ على الثقل والخفة فكلما كان المكيل ثقيلاً وجب عليك أن تزيده في الوزن
اضيفت في - 2006-04-10