فتاوى الحرم المكي-1411-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة للشيخ حول البدع وتقسيماتها .
الشيخ : ولا نشك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بشرع الله، وأنصح الخلق لعباد الله وأفصح الخلق في البيان والبلاغ والتقسيم ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم البدع إلى قسمين حسن وسيء أو إلى خمسة أقسام أو إلى غير ذلك مما قسمه بعض المتأخرين بل قال جملة عامة : ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) وما يظنه بعض العلماء من أن هناك بدعاً حسنة فإنه مخالف للحديث ونقول إن من أطلق الحسن على أي بدعة من بدع في دين الله فلا يخلو من أحد أمرين إما أنه ليس ببدعة ولكنه ظنه بدعة وإما أنه بدعة ولكنه ظن أنه بحسن وليس بحسن أما أن يكون بدعة ثم نقول إن من البدع ما هو حسن وما هو قبيح فهذا لن يكون أبداً مع قول أنصح الخلق وأعلم الخلق وأفصح الخلق كل بدعة ضلالة هذا لا يمكن فإذا رأيتم أحداً من أهل العلم قسم البدع إلى حسن وقبيح فاعلم أنما قال إنه حسن فإما ألا يكون بدعة وإما ألا يكون حسناً أي إذا ثبت أنه بدعة فليس بحسن قطعاً وإن ثبت أنه حسن فليس ببدعة قطعاً وبناء على ذلك فإنه يجب علينا أن نتقيد بالشرع في العبادات التي نتقرب إلى الله بها في أسبابها وفي أجناسها وفي كيفياتها وفي قدرها وفي عددها في كل ما يتعلق بها فلا نتقرب إلى الله بما لم يشرعه الله ومن ذلك
من البدع تخصيص ليلة السابع والعشرين من رمضان بعمرة .
الشيخ : أي من البدع التي استحسنها بعض العوام بعقولهم وليس لديهم فيها برهان من الشرع تخصيصهم ليلة سبع وعشرين بأداء العمرة، ليلة سبع وعشرين من رمضان بأداء العمرة حتى إنهم يكثرون جداً في هذه الليلة يؤدون العمرة وهذا لا شك أنه من البدع فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل اعتمروا في ليلة سبع وعشرين ولم يقل من اعتمر ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه بل قال: ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) فالعمرة في أول ليلة من رمضان كالعمرة في آخر ليلة منه وفي الخامس منه كالخامس والعشرين وفي العاشر كالعشرين فرمضان بالنسبة لفضيلة العمرة كله سواء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق وليلة سبع وعشرين لا تخصص بعمرة وإنما الذي تخصص به ليلة القدر ويعتنى به فيها هو القيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
فضل علم السلف .
الشيخ : ووالله ما سبقنا الصحابة والتابعون لهم بإحسان بكثرة عبادات نجتهد بها من عند أنفسنا ونشرعها بدون إذن من الله ورسوله وإنما سبقونا بكمال الأدب مع الله ورسوله وعدم التعدي على شرع الله، وأن لا يشرعوا في دين الله ما ليس منه حتى كانوا أعظم الناس وأشد الناس تعظيماً لشرع الله لا يمكن أن يتعبدوا لله إلا بما شرعه ولهذا لم نسمع في الأولين أنهم كانوا يخصون ليلة سبع وعشرين بعمرة ولا العشر الأواخر بعمرة ولم نسمع أنهم يكررون العمر في رمضان أبداً بل إن أحرص الناس على العبادة وأتقى الناس لله وأخشاهم لله محمداً صلى الله عليه وسلم كان في العشر الأواخر من رمضان في هذا البلد الأمين ومع ذلك لم يخرج يأتي بعمرة أبداً، فتح مكة في العشرين من رمضان وبقي عشرة أيام في مكة ولم يخرج إلى التنعيم ولا إلى غيره من الحل ليأتي بعمرة هل ترك النبي عليه الصلاة والسلام هذه العمرة زهداً في الخير؟ أجيبوا أبداً هل ترك هذه العمرة جهلاً بأنها مشروعة؟ أبداً ولكنه عليه الصلاة والسلام كان يتعبد لله بأمر الله لما رجع من غزوة الطائف في ذي القعدة ونزل الجعرانة ليقسم الغنائم دخل ليلاً إلى مكة من الجعرانة بدون أن يعلن عن هذه العمرة دخل ليلاً واعتمر وخرج إلى الجعرانة، لأنه قدم مكة من الحل فأتى بالعمرة أما أن يخرج من مكة ليأتي بعمرة فإن هذا ليس من هديه ولا من هدي أصحابه.
حكم مشروعية الإتيان بالعمرة عن الأقارب من التنعيم .
الشيخ : حتى لو قال إنسان أنا أخرج إلى العمرة أو إلى التنعيم مثلاً لآتي بعمرة لأمي أو أبي أو عمي أو خالي قلنا له: وهذا أيضاً ليس من هدي السلف فليسوا يخرجون إلى التنعيم من أجل أن يأتوا بعمرة لآبائهم وأمهاتهم وأعمامهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) هكذا قال ( أو ولد صالح يدعو له ) ولم يقل أو ولد صالح يأتي له بعمرة يأتي له بأسبوع من الطواف يأتي له بصدقة يأتي له بصلاة مع أن سياق الحديث في الأعمال وبيان ما ينتفع به الميت منها ومع هذا عدل عليه الصلاة والسلام عن الأعمال إلى الدعاء ولذلك نحن نرى ونرى أننا إن شاء الله على برهان من الله نرى أن الدعاء للأموات خير لهم من أن نعتمر لهم أو أن نطوف لهم أسبوعاً لأن هذا مقتضى ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال أو ولد صالح يدعو له إنني أيها الإخوة في هذا المقام وفي هذا المكان أدعوكم وأدعو نفسي إلى البصيرة في دين الله إلى أن نمشي على برهان لا على تقليد يقلد بعضنا بعضاً ويمشي بعضنا مع بعض على هدى أو على غير هدى، لا إنني أدعو نفسي وإياكم أن نكون على بصيرة في أمرنا على بصيرة في ديننا على بصيرة فيما نعبد الله به وفيما نفعله أو ندعه من الأقوال والأعمال حتى ينزل الله لنا البركة في عملنا ولهذا نجدنا نكثر الأعمال ولكن هل أعمالنا هذه تصلح قلوبنا ربما تصلح قلوب من شاء الله لكن بركتها قليلة على القلوب وعلى الأخلاق وعلى الآداب لأن غالب عباداتنا نسأل الله أن يعفو عنا غالبها لا يقوم بالقلب ولا يكون فيه تمام المتابعة بل أحياناً لا يكون فيه تمام الإخلاص، إننا أيها الإخوة ندعوكم إلى أن نتبصر في الدين وأن نعبد الله على مقتضى الشرع وعلى مقتضى ما سار عليه السلف الصالح فهم خير منا وأحرص منا على الخير
حكم مشروعية تكرار العمرة في سفرة واحدة .
الشيخ : أما أن نقول والله عمرة في رمضان تعدل حجة يالله كل يوم هات عمرة في رمضان تحج كم مرة؟ ثلاثين مرة كل يوم تجيب عمرة لأجل أن تحج ثلاثين مرة من قال هذا؟ من قال هذا؟ ولهذا سئل الإمام أحمد رحمه الله عن تكرار العمرة قال: " لا يعتمر حتى يحمم رأسه " أي حتى يسوّد إذا حلقه اسود وخرج الشعر حينئذٍ يعتمر لأن المعتمر سوف يقصر أو يحلق وإذا لم يكن هناك شعر فمتى يقصر ومتى يحلق وقد ذكر شيخ الإسلام " أنه يكره الإكثار من العمرة وتكرارها باتفاق السلف " هكذا ذكره رحمه الله في الفتاوي أما ما يعمله الناس اليوم فإنه يؤسف له، يؤسف له اعتمرنا كم ثلاثين مرة في شهر رمضان ما شاء الله حججنا كم؟ كم حججنا ثلاثين حجة أين السلف الصالح عن هذا؟ ائتوا لي بنص واحد يدل على أن السلف الصالح يكررون العمرة في رمضان الصحابة والتابعون لهم بإحسان وكما قلت لكم آنفاً إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أحرص الناس بلا شك على الخير، لأنه أولاً أعبد الناس لله ولأنه ثانياً يشرع لابد أن يبين الشريعة بقوله أو فعله أو إقراره ومع ذلك ما رأينا كرر العمرة في رمضان بل ما رأيناه خرج من مكة ليأتي بعمرة مع تيسر ذلك لهم بل إني أقول لكم عائشة رضي الله عنها لما جاءت في حجة الوداع إلى مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت متمتعة محرمة بالعمرة ( وفي سرف جاءها الحيض فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لعلكِ نفستي قالت نعم قال: هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ثم أمرها أن تحرم بالحج لتكون قارنة وقال لها: افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت وفي لفظ غير ألا تطوفي بالبيت ولا بين الصفا والمروة حتى تطهري أو قال حتى تغتسلي ) ثم لما أنهت الحج ألحت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها بعمرة وقالت يا رسول الله ينطلق الناس بعمرة وحج وأنطلق بحج فلما ألحت عليه أذن لها وأمر أخاها عبدالرحمن بن أبي بكر أن يخرج بها إلى التنعيم وهو أدنى الحل إلى مكة فخرج بها خرج بها ليلاً وأحرمت بالعمرة واعتمرت وكان معها أخوها أبو بكر ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمر معها مع أنه قد خرج ويسهل عليه أن يعتمر ولم يعتمر هو أيضاً فدل هذا على أن السلف لم يكونوا يعرفون هذه العمرة التي يخرج الإنسان بها من مكة إلى التنعيم ليأتي بها أيها الإخوة إنني أقول وأكرر مرة بعد أخرى: إن الواجب أن نعبد الله على بصيرة وألا نتعبد لله إلا بمقتضى الشرع وأن ننظر في الهدى ولا نعبد الله بالهوى، الهوى إذا لم يكن موافقاً للشرع فإن من سلكه هوى على كل حال هذه الكلمة القصيرة أحببت أن أقولها لأننا نرى الناس يكثرون العمرة في ليلة سبع وعشرين بل يكثرون على العمرة في ليلة سبع وعشرين بدون أن يكون لديهم برهان أو دليل من الكتاب والسنة على هذا التخصيص.
قاعدة : لا يكون العمل موافقا للشرع إلا إذا وافق الشرع في ستة أمور :
الشيخ : ومن المعلوم الذي نكرره دائماً أن موافقة الشرع لا تكون إلا حيث يوافق العمل الشرع في أمور ستة أن تكون العبادة موافقة للشرع في أسبابها وفي جنسها وفي قدرها وفي كيفيتها وفي زمانها وفي مكانها أليس كذلك؟ لا يكون العمل موافقاً للشرع إلا حيث وافق الشرع في هذه الأمور الستة في الأسباب والجنس والقدر والكيفية والزمان والمكان من يعيد لنا ذلك؟ لا نقبل الإشارة باليسرى ، تفضل
الطالب : ...
الشيخ : استرح نعم
الطالب : سببها ومكانها ووقتها زمانها جنسها كيفيتها
الشيخ : باقي
الطالب : أعيد؟
الشيخ : أعد ما في مانع
الطالب : سببها وجنسها والكيفية والزمان والمكان والقدر
الشيخ : تمام
الطالب : ...
الشيخ : استرح نعم
الطالب : سببها ومكانها ووقتها زمانها جنسها كيفيتها
الشيخ : باقي
الطالب : أعيد؟
الشيخ : أعد ما في مانع
الطالب : سببها وجنسها والكيفية والزمان والمكان والقدر
الشيخ : تمام
أولا : في السبب مع المثال .
الشيخ : إذا قيد الإنسان عبادة مطلقة بسبب معين قلنا هذا بدعة إلا إذا ورد الشرع بأن هذا السبب سبب لها أعرفتم؟ يعني لو أن هناك عبادة مطلقة لم تقيد بسبب فجاء إنسان وقيدها بسبب معين قلنا هذا بدعة فإذا قال هذه عبادة ذكر قلنا طيب هو ذكر مطلق وأنت جعلته ذكراً مقيداً بسبب لم يرد به الشرع طيب مثال ذلك لو أن شخصاً خصّ ليلة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بذكر معين سواء كان ذكراً لله أم ذكراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمدحه والثناء عليه والصلاة عليه لقلنا هذا بدعة فإذا قال : كيف تبدعون من يذكر الله أو يمدح الرسول عليه الصلاة والسلام بما يستحق من المدح بدون غلو؟ قلنا نحن لا ننكر الذكر ولا ننكر مدح الرسول عليه الصلاة والسلام بل نرى أنه من الواجب علينا أن نعطي النبي صلى الله عليه وسلم حقه مما يستحقه من المدح والثناء بدون غلو ولا تفريط ولكننا ننكر أن تجعله مقيداً بهذا السبب لأن هذا السبب قد مر على النبي عليه الصلاة والسلام ومر على الصحابة فهل شرعوا هذه العبادة فيه؟ لا، إذن يكون بدعة من هذا الوجه أي من حيث إننا قيدناه بسبب لم يرد به الشرع طيب
ثانيا : في الجنس مع المثال .
الشيخ : كذلك في الجنس لو أن شخصاً ضحى بفرس، والفرس قد يكون أغلى من البعير فهل يجزئه أضحية؟ رجل ضحى بفرس، والفرس قد يكون أغلى من البعير فهل يصح أن يكون أضحية؟
الطالب : لا
الشيخ : لماذا؟ لأنه ليس من جنس ما يضحى به والشرع إنما شرع الأضحية ببهمية الأنعام الإبل والبقر والغنم طيب
الطالب : لا
الشيخ : لماذا؟ لأنه ليس من جنس ما يضحى به والشرع إنما شرع الأضحية ببهمية الأنعام الإبل والبقر والغنم طيب
ثالثا : في القدر مع المثال .
الشيخ : القدر لو أن أحداً صلى يعني ست صلوات لقلنا إن الصلاة السادسة إيش؟ بدعة ولو صلى الظهر خمساً لقلنا هذا بدعة أيضاً لأنه عدد لم يرد به الشرع ولو أنه خصص أذكاراً معينة كخمسين مرة يقول: لا إله إلا الله قلنا: هذا بدعة لأنه لا يمكن أن تخصص الذكر بخمسين أو سبعين أو مئة أو مئتين إلا بدليل، السبب الجنس القدر وش بقي عندنا؟
رابعا : في الكيفية مع المثال .
الشيخ : الكيفية لو أن شخصاً تعبد لله بعبادة مشروعة وعلى قدر ما شرع لكن غير الهيئة قلنا هذه غير موافقة للشرع بأن بدأ في الوضوء بغسل القدمين ثم مسح الرأس ثم غسل اليدين ثم غسل الوجه نقول هذا الوضوء بدعة محرم وغير مقبول لمخالفته الشرع في الكيفية.
خامسا : في الزمان مع المثال .
الشيخ : الزمان، الزمان مثل أن يحج الإنسان في عيد الفطر الحج مربوط بعيد الأضحى لكن هذا الإنسان قال عيد الأضحى سوف أبتعث وأسافر عن البلد وسأجعل حجي في عيد الفطر فوقف بعرفة آخر يوم من رمضان وخرج إلى منى في اليوم الذي قبله وبات بمنى في ليلة الثاني من شوال ورمى الجمرات وفعل ما يفعله الحاج فماذا تقولون في هذا الحج؟ باطل وبدعة لماذا؟ في غير زمنه هذا الفعل عبادة لكنه الآن وقع في غير الزمن فيكون بدعة
سادسا : في المكان مع المثال .
الشيخ : في المكان رجل اعتكف في بيته بدلاً عن الاعتكاف في المسجد نقول هذا الاعتكاف لا يصح لأنه لم يوافق الشرع في المكان لأن مكان الاعتكاف هو المساجد سواء مسجد الحرام أو مسجد المدينة أو المسجد الأقصى أو المسجد الجامع في البلاد الأخرى أو المسجد ما تقام فيه الجماعة في البلاد الأخرى المهم اضبطوا بارك الله فيكم أن العبادة لا تكون موافقة للشرع إلا إذا كانت موافقة للشرع في هذه الأمور الستة
كلمة للشيخ عن تفسير قوله تعالى :" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " .
الشيخ : فيما استمعنا إليه هذه الليلة من القراءة قوله تعالى: (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير )) المصيبة قد تكون في الأرض وهذه مصيبة عامة يدخل فيها المصائب في النبات المصائب في العمران المصائب في المياه المصائب في الرياح مصائب لا تحصى أنواعها فضلا عن أفرادها المصيبة في الأنفس قد تكون عامة وقد تكون خاصة، مثال العامة: لو أصيب الناس بأوبئة فتاكة هذه مصائب عامة، الخاصة أن يصاب الإنسان نفسه بمصيبة في بدنه في أهله في ماله كل المصائب كلها في كتاب من قبل أن يبرأ الله الخليقة هذا الكتاب هو اللوح المحفوظ فإن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
13 - كلمة للشيخ عن تفسير قوله تعالى :" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " . أستمع حفظ
ذكر فوائد الإيمان بالقضاء والقدر .
الشيخ : واعلم أنك إذا آمنت بهذا حصلت فوائد عديدة منها أن هذا الإيمان يوجب لك الطمأنينة التامة انتبه إذا آمنت بأن المصائب مقدرة ومكتوبة من قبل أوجب لك هذا الإيمان الطمأنينة التامة لأنك تعلم أنه مكتوب ولا بد لكل مكتوب كتبه الله أن يقع على وفق ما كتبه الله مهما حاولت أو حاولت الأمة فإنه لا يمكن أن يتغير عما كتبه الله عز وجل ولهذا كان من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك )
شرح حديث :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصاب شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل " .
الشيخ : وكذلك أيضاً قال عليه الصلاة والسلام: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) المؤمن القوي في أي شيء؟ في إيمانه لأن القوي صفة للمؤمن فإذا كانت صفة للمؤمن صار المعنى القوي في إيمانه خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ( وفي كلٍ خير ) ما الفائدة في قوله: ( وفي كل خير ) لئلا، قوله: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير )
الطالب : ...
الشيخ : لكن ما الفائدة من هذه الجملة؟ لئلا ينحط قدر المؤمن الضعيف ونظير هذا قوله تعالى: (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )) قال هذا لئلا ينحط قدر الذين تأخر إنفاقهم ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً أتينا حكماً وعلماً )) قال: (( ففهمناها سليمان )) عرفنا أن سليمان في هذه القضية أصاب ولما كان هذا يخشى منه أن ينحط قدر داود قال: (( وكلاً أتينا حكماً وعلماً )) وهذا لاشك من بلاغة القرآن والسنة قال النبي عليه الصلاة والسلام ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير )) ثم قال: ( احرص على ما ينفعك ) وصايا عظيمة، احرص على ما ينفعك في أي شيء؟ في الدين أو في الدنيا؟
الطالب : في الدين والدنيا
الشيخ : في الدين والدنيا احرص على ما ينفعك في الدين وفي الدنيا ( واستعن بالله ) لا تعتمد على نفسك إن اعتمدت على نفسك وكلت إليها وإذا وكلت إليها وكلت إلى ضعف وعورة وعجز ( واستعن بالله ولا تعجز ) يعني لا تكسل فكن حريصاً وكن فعالاً غير عاجز وإن أصابك شيء خلاف ما تريد فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله أي هذا قدر الله وما شاء فعل فأنت افعل السبب وإذا جاء الأمر على خلاف ما تريد ففوض الأمر إلى الله وقل قدر الله وما شاء فعل إذا الإيمان بأن ما أصابنا فهو بقضاء الله وقدره وأنه مكتوب يوجب لنا إيش؟ الطمأنينة
الطالب : ...
الشيخ : لكن ما الفائدة من هذه الجملة؟ لئلا ينحط قدر المؤمن الضعيف ونظير هذا قوله تعالى: (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )) قال هذا لئلا ينحط قدر الذين تأخر إنفاقهم ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (( وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً أتينا حكماً وعلماً )) قال: (( ففهمناها سليمان )) عرفنا أن سليمان في هذه القضية أصاب ولما كان هذا يخشى منه أن ينحط قدر داود قال: (( وكلاً أتينا حكماً وعلماً )) وهذا لاشك من بلاغة القرآن والسنة قال النبي عليه الصلاة والسلام ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير )) ثم قال: ( احرص على ما ينفعك ) وصايا عظيمة، احرص على ما ينفعك في أي شيء؟ في الدين أو في الدنيا؟
الطالب : في الدين والدنيا
الشيخ : في الدين والدنيا احرص على ما ينفعك في الدين وفي الدنيا ( واستعن بالله ) لا تعتمد على نفسك إن اعتمدت على نفسك وكلت إليها وإذا وكلت إليها وكلت إلى ضعف وعورة وعجز ( واستعن بالله ولا تعجز ) يعني لا تكسل فكن حريصاً وكن فعالاً غير عاجز وإن أصابك شيء خلاف ما تريد فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله أي هذا قدر الله وما شاء فعل فأنت افعل السبب وإذا جاء الأمر على خلاف ما تريد ففوض الأمر إلى الله وقل قدر الله وما شاء فعل إذا الإيمان بأن ما أصابنا فهو بقضاء الله وقدره وأنه مكتوب يوجب لنا إيش؟ الطمأنينة
15 - شرح حديث :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصاب شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل " . أستمع حفظ
من فوائد الإيمان بالقضاء والقدر تمام الرضا بالله ربا .
الشيخ : ثانياً: يوجب لنا تمام الرضا بالله ربا لأنه إذا تم رضا الإنسان بالله رباً استسلم لجميع ما يفعله فيه لأنه ربه مالكه يتصرف فيه كما يشاء فإذا آمنت بقضائه وقدره فإن ذلك من تمام الرضا بالله ربا
من فوائد الإيمان بالقضاء والقدر أنه لا يلحق المسلم هم ولا غم في هذا المقدور عليه.
الشيخ : ومن ذلك أيضاً من فوائد الإيمان بأن ما أصابنا قد كتب وانتهى ألا يلحقنا الهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فإن لو تفتح عمل الشيطان ) فأنت إذا جاء القضاء والقدر بعد فعل الأسباب على خلاف ما تريد لا تتعب نفسك بالهم تقول ليتني فعلت ليتني فعلت ولنضرب لهذا مثلاً: رجل سافر وفي أثناء سفره أصيب بحادث أتلف سيارته هل هو سيرضى بهذا الحادث؟ بمقتضى الطبيعة لا يرضى بمقتضى الإيمان بالقدر يرضى ويعلم أن هذا أمر لابد أن يكون إذن لا يلحق نفسه الهم لا يقول ليتني ما سافرت أنا لو لم أسافر ما حصل لي هذا ولهذا لما ذكر الله عن المنافقين الذي قالوا لو أطاعونا ما قتلوا قال الله: (( قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين )) في أن الإنسان يدرأ الموت بأسبابه بعد أن كتبه الله، فالحاصل أن قوله تعالى: (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )) إذا أمنا بهذا حصلت لنا هذه الفوائد وقد أشار الله إليها في قوله:
معنى قوله تعالى :" لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم " .
الشيخ : (( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم )) فذكر الله فائدتين انتبهوا لكيلا تأسوا على ما فاتكم من المحبوبات ولا تفرحوا بما أتاكم من المحبوبات أيضاً لأن الإنسان إذا فاته المحبوب فإن بمقتضى طبيعته البشرية أن يحزن وإذا حصل له المحبوب فإنه بمقتضى طبيعته البشرية يفرح ويقول حصّلت هذا وقد يضيفه إلى نفسه ولهذا قال لا تفرحوا بما أتاكم فالأمر منه وليس منكم فالإنسان بين أمرين في القضاء والقدر إما أن يفوته محبوبه وإما أن يحصل له محبوبه ففي فوات المحبوب يحزن بمقتضى طبيعته
معنى قوله تعالى :" والله لا يحب كل مختال فخور " .
الشيخ : وفي حصول المحبوب يفرح ويبطر فقال الله عز وجل: (( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ))
ذكر مراتب الإيمان بالقضاء والقدر .
الشيخ : وقد ذكر أهل العلم أن الإيمان بالقدر له مراتب أربع: الإيمان بالعلم، الإيمان بالكتابة. الإيمان بالمشيئة، الإيمان بالخلق، كم هذه؟ الإيمان بالعلم، بالكتابة، بالمشيئة، بالخلق وفي ذلك يقول الشاعر:
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
في الشطر الأول كم؟ ثلاثة علم كتابة مولانا مشيئته في الشطر الثاني: وخلقه وهو إيجاد وتكوين فلابد أن تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء لابد أن تؤمن بأن الله كتب مقادير كل شيء إلى قيام الساعة لابد أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله ولا بد أن تؤمن بأن كل ما سوى الله فهو مخلوق من الأعيان والأعمال والأوصاف.
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
" علم كتابة مولانا مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين "
في الشطر الأول كم؟ ثلاثة علم كتابة مولانا مشيئته في الشطر الثاني: وخلقه وهو إيجاد وتكوين فلابد أن تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء لابد أن تؤمن بأن الله كتب مقادير كل شيء إلى قيام الساعة لابد أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله ولا بد أن تؤمن بأن كل ما سوى الله فهو مخلوق من الأعيان والأعمال والأوصاف.
بيان أن أفعال العباد مخلوقة .
الشيخ : الإنسان نفسه مخلوق لله، أوصافه مخلوقة لله (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) أعماله مخلوقة ما الفرق بين الأوصاف والأعمال؟ الأوصاف مثل الطول والقصر والبياض والسواد والنحافة والثخانة السمن هذه أوصاف الأعمال مثل فعل الطاعات ترك المحرمات أو فعل المحرمات وترك الواجبات المهم أن الإنسان بذاته وصفاته وأفعاله مخلوق لله عز وجل وكل ما سوى الله فهو مخلوق فالإيمان بالقدر لا يتم إلا بأمور أربعة ابدأ بالأول
الطالب : علم والكتابة المشيئة الخلق
الشيخ : أحسنت تمام وجمعت في بيت
الطالب : " علم كتابة مولانا مشيئته وخلق وهو إيجاد وتكوين "
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك طيب، وأهل العلم في العقائد بحثوا في هذه المسألة وبسطوها وأخشى أن يطول بنا الوقت
الطالب : علم والكتابة المشيئة الخلق
الشيخ : أحسنت تمام وجمعت في بيت
الطالب : " علم كتابة مولانا مشيئته وخلق وهو إيجاد وتكوين "
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك طيب، وأهل العلم في العقائد بحثوا في هذه المسألة وبسطوها وأخشى أن يطول بنا الوقت
كلمة للشيخ عن الزكاة وبيان حكمها مع الدليل .
الشيخ : ونحن نود أن نتكلم الليلة على الزكاة التي هي أحد أركان الإسلام الزكاة أحد أركان الإسلام الدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) هذه اثنين ( وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ) ستة
الطالب : خمسة
الشيخ : أنا قلت شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله اثنين وأقررتموني
الطالب : واحد
الشيخ : شهادة ألا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله واحد توافق على أنه واحد؟
الطالب : واحد
الشيخ : كيف تقولون إنه واحد وشهادة ألا إله إلا الله هذا شيء وأن محمداً رسول الله هذا شيء آخر؟ نعم عدت شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول ركناً واحداً لأن العبادة لا تتم إلا بالإخلاص الذي دل عليه قوله: لا إله إلا الله والمتابعة التي دل عليها قوله: أن محمدا رسول الله طيب إذن هما ركن واحد الثاني إقام الصلاة الثالث: إيتاء الزكاة الرابع: صوم رمضان الخامس: حج البيت
الطالب : خمسة
الشيخ : أنا قلت شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله اثنين وأقررتموني
الطالب : واحد
الشيخ : شهادة ألا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله واحد توافق على أنه واحد؟
الطالب : واحد
الشيخ : كيف تقولون إنه واحد وشهادة ألا إله إلا الله هذا شيء وأن محمداً رسول الله هذا شيء آخر؟ نعم عدت شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول ركناً واحداً لأن العبادة لا تتم إلا بالإخلاص الذي دل عليه قوله: لا إله إلا الله والمتابعة التي دل عليها قوله: أن محمدا رسول الله طيب إذن هما ركن واحد الثاني إقام الصلاة الثالث: إيتاء الزكاة الرابع: صوم رمضان الخامس: حج البيت
بيان حكم تارك الزكاة .
الشيخ : الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي من أعظم أركانه حتى إن الإمام أحمد رحمه الله في رواية عنه قال: " إن من تركها بخلاً فهو كافر وإن أقر بوجوبها " كما أن من ترك الصلاة تهاوناً فهو كافر وإن أقر بوجوبها ولكن الرواية الثانية عن أحمد أنه لا يكفر بترك الزكاة بخلاً مع إقراره بوجوبها وهي المشهورة من مذهبه وهي التي دل عليها النص وذلك فيما رواه مسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ) جنبه يعني الجنبين وجبينه وظهره ( كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) من أين نأخذ من هذا الحديث أن تارك الزكاة لا يكفر
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم ( ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار )
الشيخ : طيب وجه الدلالة
الطالب : الكافر لا يخير إلى جنة أو نار
الشيخ : أن الكافر ليس له سبيل إلى الجنة طيب أحسنت، إذن القول الراجح أن مانع الزكاة بخلاً مع إقراره بوجوبه لا يكون كافراً ويدل لهذا أيضاً قول عبدالله بن شقيق: " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة "
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم ( ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار )
الشيخ : طيب وجه الدلالة
الطالب : الكافر لا يخير إلى جنة أو نار
الشيخ : أن الكافر ليس له سبيل إلى الجنة طيب أحسنت، إذن القول الراجح أن مانع الزكاة بخلاً مع إقراره بوجوبه لا يكون كافراً ويدل لهذا أيضاً قول عبدالله بن شقيق: " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة "
ذكر عقوبة تارك الزكاة .
الشيخ : ولكن مانع الزكاة بخلاً قد عرض نفسه لعقوبة عظيمة منها أن ماله يطوق به يوم القيامة يعني يجعل طوقاً في عنقه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه يمثل له أي المال يمثل له شجاعاً أقرع يعني يجعل شجاعاً أقرع والشجاع ذكر الحيات العظيم والأقرع الذي ليس في رأسه شعر من أجل كثرة السم والعياذ بالله، فيأخذ هذا الشجاع الأقرع بلزمتيه نعم يقول: له زبيبتان والزبيبتان غدتان مملوءتان من السم فيأخذ بشدقيه يعني شدقي المالك يعضهما والعياذ بالله ويقول أنا كنزك أنا مالك فيكون هذا عذاباً بدنياً وعذاباً قلبياً العذاب البدني بماذا لكونه يعض شدقيه والقلبي بكونه يوبخه يقول أنا مالك أنا كنزك وإلى هذا يشير قوله تعالى: (( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير ))
العقوبة الثانية قوله تعالى: (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم )) كم جهة؟ تأملوا تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم أربع الجباه واحد وهذا الأمام جنوبهم اثنان لأن كل واحد له جنب أيمن وجنب أيسر، وظهورهم واحد أضفه إلى ثلاثة قبله تكون من الجهات الأربع تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم (( هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) وينالون بذلك عقوبة بدنية وعقوبة قلبية ومن العجائب أن هؤلاء الذين يبخلون بالزكاة ويكدسون الأموال أنهم سوف ... أو تفارقهم إن نفدت قبل موتهم هذا أمر لابد منه وإذا ماتوا قبل أن ينفدوها فلمن يكون هذا المال؟ للورثة، فيكون عليهم غرمه ولغيرهم غنمه الفائدة للغير وهم عليهم الإثم والعياذ بالله والعذاب والنكال، إذا كان كذلك فما هي الأموال الزكوية التي يجب علينا أن نزكيها؟
العقوبة الثانية قوله تعالى: (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم )) كم جهة؟ تأملوا تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم أربع الجباه واحد وهذا الأمام جنوبهم اثنان لأن كل واحد له جنب أيمن وجنب أيسر، وظهورهم واحد أضفه إلى ثلاثة قبله تكون من الجهات الأربع تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم (( هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) وينالون بذلك عقوبة بدنية وعقوبة قلبية ومن العجائب أن هؤلاء الذين يبخلون بالزكاة ويكدسون الأموال أنهم سوف ... أو تفارقهم إن نفدت قبل موتهم هذا أمر لابد منه وإذا ماتوا قبل أن ينفدوها فلمن يكون هذا المال؟ للورثة، فيكون عليهم غرمه ولغيرهم غنمه الفائدة للغير وهم عليهم الإثم والعياذ بالله والعذاب والنكال، إذا كان كذلك فما هي الأموال الزكوية التي يجب علينا أن نزكيها؟
اضيفت في - 2006-04-10