الشيخ : وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فإن هذه هي الجلسة السابعة في هذا العشر المبارك من شهر رمضان عام أحد عشر وأربع مئة وألف في الليلة السابعة والعشرين التي نرجو الله سبحانه وتعالى أن يعمنا وإياكم برحمته في هذا الشهر المبارك وأن يجعلنا ممن صامه وقامه إيماناً واحتساباً.
أيها الإخوة إن المناسبات الشرعية تشرح الصدر وتنير القلب وتؤثر على سير الإنسان ومنهجه في حياته إذا استغلها في طاعة الله سبحانه وتعالى استغلها في عبادة الله لا يستغلها في أمر يجري وكأنه شيء عادي اعتاد عليه أن يعظمه ظاهراً لا باطناً لأن الشيء إذا لم يكن من القلب وفي القلب فإن الرياح تذروه عن قريب أما إذا كان في القلب وكان من القلب فإنه يمكث ويثبت لأنه في قرار مكين

الشيخ : في هذه الليلة استمعنا إلى آيات عظيمة لا يمكن أن نحيط بها ولا يمكن أن نستعرض كل ما سمعنا مما يحتاج إلى استعراض ولكني رأيت أن نستعرض الآيات التي في أول سورة الطلاق وهي قوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ))

الشيخ : ففي هذه الآية الكريمة يخاطب الله النبي صلى الله عليه وسلم بالنداء ثم يخاطب بعد المخاطبة بالنداء يخاطب بصيغة الجمع فيقول: (( يا أيها النبي إذا طلقتم )) ولم يقل يا أيها النبي إذا طلقت فلماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قائد الأمة والخطاب الموجه إليه موجه للأمة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أسوة والخطاب الموجه إلى الأسوة موجه لمن يتأسى به.

الشيخ : والطلاق (إذا طلقتم النساء) هو حل قيد النكاح أو حل بعضه وذلك أن عقد النكاح يستلزم اتصالاً بين الرجل وبين زوجته والطلاق حل لهذا القيد وهذا الاتصال إما حل له كلية وإما حل لبعضه فإن كان في الطلاق رجعة فهو حل لبعضه وإن لم يكن فيه رجعة فهو حل لكله وعليه فإذا طلق الإنسان زوجته مرة فهو حل لبعضه مرتين
الطالب : لبعضه
الشيخ : ثلاثا
الطالب : كله
الشيخ : حل لكله لأنها بهذا الطلاق لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره
وقوله (( إذا طلقتم النساء )) لا طلاق إلا بعد نكاح لا طلاق إلا بعد نكاح لأن الطلاق هو حل القيد والقيد لا يكون إلا بالعقد ولهذا لو قال رجل المرأة: إن تزوجتك فأنت طالق ثم تزوجها فإنها لا تطلق لماذا؟ لأن الطلاق لا يكون إلا بعد العقد وهنا علق الطلاق على امرأة قبل أن يعقد عليها فلا يكون هذا الطلاق واقعاً

الشيخ : وقوله: (( إذا طلقتم النساء فطلقوهن )) لم يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية حكم الطلاق هل الطلاق جائز هل هو ممنوع؟ هل هو واجب؟ هل هو مستحب؟ نقول في الجواب على هذه التساؤلات الأصل في الطلاق أنه مكروه وذلك لأنه تنفصم به عرى الصلة بين المرأة وزوجها وربما تنفصم الصلة من أجل هذا الطلاق بين الرجل وأهل زوجته وأيضاً فإن الطلاق تفوت به المصالح العظيمة المترتبة على النكاح ولهذا نقول إن الأصل فيه الكراهة لكن إذا احتيج إليه إذا احتيج إليه لسوء عشرة المرأة أو لسوء عشرة الزوج أو لأي سبب من الأسباب فحينئذٍ يكون جائزاً وجوازه من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده لأن الإنسان قد يحتاج إليه قد تكون المرأة سيئة العشرة قد تكون المرأة لا تتلائم مع أهله قد يكون الرجل أو قد يمرض الرجل حتى لا يستطيع الوفاء بحق الزوجية فأسباب الطلاق كثيرة فإذا وجد السبب صار حلالاً وليعلم أنه من المؤسف جداً أن كثيراً من الناس اليوم صار يتهاون بالطلاق فيطلق زوجته على أدنى سبب وأن كثيراً من الناس صار يتلاعب بالطلاق فيحلف به دائماً ولأدنى سبب، يقول مثلاً لزوجته: إن فعلت كذا فأنت طالق ويقول إن فعلت يعني نفسه كذا فزوجتي طالق وما أشبه ذلك من الكلمات ولاسيما في البادية فإن كثيراً منهم من البادية إذا نزل به الضيف وأراد أن يكرمه بالضيافة بذبح شاة أو نحوها له قال علي الطلاق ألا تذبح فيقول الثاني علي الطلاق أن أذبح وحينئذٍ يقع التصادم فالذي أنصح به إخواننا ألا يتهاونوا في مسألة الطلاق وأن يعتبروا الطلاق أمرا صعباً لأننا مثلاً

الشيخ : لو قال رجل لزوجته إن فعلت كذا فأنت طالق ففعلت ماذا يكون تطلق هذا الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم ومنهم المذاهب الأربعة كل المذاهب الأربعة على أن الرجل إذا قال لزوجته أنت طالق إن فعلت كذا ففعلت فإنها تطلق ولا يعتبرون ذلك يميناً لا يعتبرون ذلك يميناً فالمسألة خطيرة جداً لذلك يجب الحذر من التساهل في هذا الأمر يقول الله عز وجل: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ))

الشيخ : (( فطلقوهن لعدتهن )) طلقوا النساء لعدتهن ومتى يكون الطلاق للعدة؟ يكون الطلاق للعدة في حالين إذا طلقها وهي حامل أو طلقها في طهر لم يجامعها فيه، انتبه يكون الطلاق للعدة في حالين إذا طلقها وهي حامل أو طلقها في طهر لم يجامعها فيه لأنه إذا طلقها وهي حامل شرعت في العدة من حين الطلاق وإذا طلقها في طهر لم يجامعها فيه شرعت في العدة من حين الطلاق وبهذا نعرف أن طلاق الحامل واقع وليس كما يفهمه بعض العامة غير واقع لأن بعض العامة يظنون أن طلاق الحامل لا يقع وهذا ظن لا أصل له إطلاقاً ولم يقل به أحد من أهل العلم فالإنسان إذا طلق زوجته وهي حامل طلقت طيب الحال الثانية إذا طلقها في طهر لم يجامعها فيه

الشيخ : ويكون الطلاق لغير العدة إذا طلقها في حيض أو طلقها في طهر جامعها فيه هذا طلاق لغير العدة فيكون محرماً يكون محرماً فإذا كانت المرأة حائضاً وطلقها زوجها قلنا هذا طلاق محرم وعليك أن تردها لماذا؟ أجيبوا يا جماعة

الشيخ : إذا طلق زوجته وهي حائض قلنا هذا طلاق محرم وعليك أن تردها لماذا؟ لأنه طلاق لغير العدة طلاق لغير العدة نحن قلنا الطلاق للعدة يكون في حالين فقط هما أن يطلقها وهي حامل وأن يطلقها في طهر جامعها فيه
الطالب : لم يجامعها فيه
الشيخ : تمام إذا ضبطتم الأمر وأن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه يكون لغير العدة إذا طلقها وهي حائض أو طلقها في طهر جامعها فيه طيب فإذا طلق الرجل زوجته وهي حائض قلنا هذا طلاق محرم لأنه معصية لله وعليك أن تردها إلى نكاحها لماذا نقول هذا؟ لماذا؟ أجيبوا يا جماعة لأنه طلاق لغير عدة لأنه طلاق لغير العدة كيف هو طلاق لغير العدة؟ لأن هذه المرأة الحائض إذا طلقها في حيضها لم تشرع في العدة لأن بقيت الحيض لا يحسب من العدة وحينئذٍ يكون طلق لغير العدة طيب

الشيخ : الحال الثانية: إذا طلقها في طهر جامعها فيه فإنه طلاق لغير العدة فيكون حراماً لأنه معصية لله وعليه أن يردها عليه أن يردها إلى عصمته طيب لماذا كان طلاقاً لغير العدة؟ لأنه إذا جامعها بعد الحيض فإنه يحتمل أن تحمل وإذا حملت صارت عدتها وضع الحمل ويحتمل ألا تكون حاملاً فتكون عدتها ثلاث حيض فهو لم يطلق لعدة معلومة بل طلق لعدة مجهولة إما حمل وإما أقراء يعني حيض لذلك صار الطلاق في طهر جامعها فيه حراماً ويجب عليه أن يردها إلى عصمته

الشيخ : وبناء على هذا إذا جاءك رجل يريد أن يطلق زوجته فهل تكتب الطلاق مباشرة لا أولا انصحه ألا يطلق وقل له أنت إذا طلقت فصمت عرى النكاح وربما تفصم عرى المودة بينك وبين أهلها وفوت على نفسك وعلى أهلك ما يترتب على النكاح من المصالح وأنت إذا طلقت فربما لا تتيسر لك امرأة أخرى فتبقى أعزب بلا زوجة وتبين له مضار الطلاق فإن أصر على أن يطلق فاسأله فقل له هل هي حامل أو حائل إن قال حاملاً فهل يطلق أو لا؟ يطلق
الطالب : نعم
الشيخ : طيب يطلق حتى لو كان قد جامعها قريباً؟
الطالب : نعم
الشيخ : نعم يطلق وإن كان قد جامعها قريباً وإذا قال إنها حائل فاسأله هل هي حائض أو غير حائض فإن قال حائض فلا يطلق ولو قال أريد أن أطلقها وهي حائض قل لا أكتب لك الطلاق ولا أشهد عليه لأن هذا حرام والشهادة على الحرام وكتابة الحرام حرام إذا قال إنها طاهر وليست حائضاً يحتاج إلى سؤال ولا لا؟
الطالب : يحتاج
الشيخ : يحتاج إلى سؤال نقول هل جامعتها في هذا الطهر أو لا؟ إن قال إنه جامعها قلنا لا تطلق لا تطلق ولا نكتب لك الطلاق فإن قال إنه لم يجامعها قيل الآن إن شئت فطلق، إذن لا بد لمن يكتب الطلاق من مأذون أو إمام مسجد أو أي إنسان أن يسأل هذه الأسئلة كم سؤالاً أربعة هل هي حامل أو لا؟ هل هي حائض أو لا؟ هل جامعتها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا هو الآن هو سيقول إنها غير حائض طيب مرة ثانية هل هي حامل أو لا؟ هل هي حائض أو لا؟ هل هي طاهر أو لا؟ هل جامعتها أو لا؟
طيب فإذن الطلاق للعدة في حالين والطلاق لغير العدة في حالين لهذا صارت الأسئلة أربعة الطلاق للعدة في حالين هما إذا كانت حاملاً والثانية إذا كانت في طهر لم يجامعها فيه والطلاق لغير العدة في حالين إذا كانت حائضاً أو في طهر جامعها فيه طيب

الشيخ : يقول الله عز وجل: (( طلقوهن لعدتهن )) فماهي العدة؟ العدة إذا كانت حاملاً فعدتها وضع الحمل انتبه إذا كانت حاملاً فعدتها وضع الحمل طالت المدة أم قصرت فلو قدر أنها حامل وطلقها في الصباح ووضعت في المساء انتهت العدة انتهت العدة وحلت للأزواج وإذا قدرنا أنها حامل فطلقها وبقيت عشرة شهور فهي في العدة حتى تضع

الشيخ : وإن كانت حائلاً وهي تحيض فعدتها ثلاث حيض كاملة عدتها ثلاث حيض كاملة فإذا طلقها في طهر لم يجامعها فيه وحاضت أول مرة وطهرت ثم حاضت وطهرت ثم حاضت وطهرت انقضت العدة لكن لزوجها أن يراجعها ما دامت لم تغتسل من الحيضة الثالثة.

الشيخ : طيب إذا كانت حائلاً تحيض ولكن ارتفع حيضها ارتفع حيضها بسبب أنها تُرضع والعادة الغالبة أن المرأة إذا كانت ترضع لا يأتيها الحيض فهذا رجل طلق زوجته وهي ترضع في طهر لم يجامعها فيه وبقيت لم يأتها الحيض لمدة سنتين كم تكون عدتها؟ قولوا معنا بارك الله فيكم عدة الحائض كم؟ المرأة التي تحيض
الطالب : ثلاث
الشيخ : ثلاث حيض طيب هذا رجل طلق زوجته وهي ترضع والعادة الغالبة أن المرأة إذا كانت ترضع لا تحيض فطلقها وبقيت سنتين لا تحيض هل تبقى في العدة لمدة سنتين نعم تبقى في العدة لمدة سنتين حتى يأتيها الحيض بعد أن تفطم الصبي وتحيض ثلاث مرات

الشيخ : إذا كانت لا تحيض لكونها صغيرة أو كبيرة قد بلغت سن اليأس أو كانت قد أجرت عملية استأصلت الرحم فكم عدتها؟ عدتها ثلاثة أشهر لقول الله تعالى: (( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن )) طيب

الشيخ : إذا كانت امرأة تحيض ولكن ارتفع حيضها لمرض وشفيت من المرض ولم يعد الحيض عليها ننظر إذا قالت يرحمك الله إذا قال الأطباء إنه لا يمكن أن يعود الحيض لخلل في الرحم صارت كالآيسة تعتد بثلاثة أشهر وإن كان يرجى أن يعود انتظرت حتى يعود الحيض فتعتد به

الشيخ : المهم أنه يجب إذا أراد الإنسان أن يطلق زوجته أن يطلقها لعدتها وذلك في حالين: ها إذا كانت حاملاً أو في طهر لم يجامعها فيه ويتقي الطلاق لغير العدة وذلك في حالين إذا كانت حائضاً أو في طهر جامعها فيه طيب قال الله تعالى: (( وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم )) أحصوا العدة ما معنى أحصوها أي اضبطوها وهذه اللفظة مأخذوة من الحصى لأن العرب كانوا يضبطون العدد بالحصى كما كان الناس من قبل يضبطون العدد بالنوى أعني نوى التمر فيضبطون العدد بالحصى ومنه قول الشاعر: " ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر "
لست بالأكثر منهم حصى يعني أن عددكم قليل ليس بكثير والعدد القليل عادة يكون مغلوبا مهزوما على كل حال

الشيخ : أحصوا العدة يعني اضبطوها تماماً من أولها إلى آخرها لأن الأمر خطير المرأة إذا تزوجت قبل أن تنقضي عدتها فالنكاح باطل فيكون الزوج الثاني يطأ امرأة لا تحل له ولهذا أمر الله بإحصاء العدة

الشيخ : (( واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن )) الضمير يعود على إيش؟ الأخ
الطالب : النساء
الشيخ : نعم طيب (( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن )) المراد ببيوتهن بيوت أزواجهن فلا يجوز للزوج إذا طلق امرأته لا يجوز له أن يخرجها من بيته ولا يخرجن أي النساء فلا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إذا طلقها إلى متى؟ إلى انتهاء العدة يجب أن تبقى المرأة في بيت الزوج ويحرم على الزوج أن يخرجها، بل تبقى إلى أن تنتهي العدة لماذا؟ بين الله الحكمة من ذلك فقال: (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً )) ربما إذا بقيت تغيرت أخلاقها وربما إذا بقيت تولد في قلب الزوج محبة لها فيبقيها لأنه يقال أحب شيء إلى الإنسان ما منع فربما إذا طلقها زال ما في قلبه عليها وأبقاها ولهذا قال الله تعالى: (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ))

الشيخ : فإذا قال إنسان إذا بقيت في بيت الزوج هل يحل أن تكشف وجهها له الجواب نعم يحل أن تكشف وجهها له ويحل أن تتجمل له ويحل أن تتطيب له ويحل أن تكلمه ويكلمها ويخلو بها كل هذا جائز لأنها زوجته قال الله تعالى في سورة البقرة: (( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً )) بعولتهن يعني أزواجهن والزوجية لا تزول إذا كان الطلاق رجعياً بالطلاق إنما تزول بانتهاء العدة ولهذا نقول إذا طلق الإنسان زوجته طلاقاً رجعياً تبقى في البيت واقع الناس اليوم أنه إذا طلق زوجته هربت من البيت ولم تبق به نعم وهذا حرام عليها وربما يخرجها هو بنفسه يقول اخرجي من البيت وهذا حرام عليه فإن خرجت هي فهي آثمة وإن أخرجها هو فهو آثم تبقى حتى تنتهي العدة ثم تذهب إلى أهلها

الشيخ : (( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن أتين بفاحشة مبينة )) سواء كانت هذه الفاحشة عائدة إلى الأخلاق أو إلى المعاملة فإنها حينئذٍ تخرج من البيت

الشيخ : قال الله تعالى: (( وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )) تلك المشار إليه ما سبق من وجوب الطلاق للعدة وما سبق من تحريم إخراجها من البيت وخروجها منه فهذه حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه وفي هذا دليل على تحريم الطلاق لغير العدة وعلى تحريم إخراجها من البيت وتحريم خروجها منه ولهذا لما طلق عبدالله بن عمر زوجته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتيغظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أصابه الغيظ من فعل عبد الله بن عمر وأمره أن يراجع زوجته ثم بعد ذلك يطلقها إما طاهراً أو حاملاً فلو جاءنا رجل يسأل يقول إنه طلق زوجته في حيض قلنا له يجب عليك أن تردها لأن هذا طلاق محرم ليس عليه أمر الله ورسوله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) فيجب عليك ردها ولو جاءنا سائل قد طلق زوجته يقول إنه أخرجها من بيته قلنا له الأخ
الطالب : ...
الشيخ : يجب عليه أن يردها إلى البيت تمام ولو جاءتنا امرأة تذكر أن زوجها طلقها وقد خرجت من بيته قلنا لها يجب عليك أن ترجعي إلى بيتك هذا هو حد الله الذي قال الله فيه: (( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ))

الشيخ : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً فإذا بلغن أجلهن )) أي تمت عدتهن (( فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف )) إذا تمت العدة قبل أن تغتسل فإما أن يفارقها وإما أن يمسكها

الشيخ : قال الله تعالى: (( وأشهدوا ذوي عدل منكم )) على الطلاق وعلى الرجعة وقوله: (( ذوي عدل منكم )) أي ذوي استقامة في الدين والخلُق لأن العدل هو من استقام في دينه وخلقه (( وأقيموا الشهادة لله )) والخطاب في قوله أقيموا الشهادة يشمل الشاهدين ويشمل المستشهد لأن المستشهد الذي طلب الشهادة قد أقام الشهادة وامتثل أمر الله والشاهد الذي يؤدي ما شهد به على حسب ما بلغه من العلم هو أيضاً مقيم للشهادة

الشيخ : (( ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )) نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم تقواه وأن يجعلنا من الذين قالوا سمعنا وأطعنا وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب

الشيخ : وبعد هذا نرجع إلى ما تكلمنا به في الليلة الماضية فيما يتعلق بالزكاة ذكرنا في الليلة الماضية أن الزكاة تجب، الذهب والفضة تقدم الكلام عليهما ما كان بمعنى الذهب والفضة نعني به الأوراق النقدية لأنها بمعنى الذهب والفضة الأوراق السعودية الآن هل هي بمعنى الذهب أو بمعنى الفضة؟ نعم وش المكتوب عليها وش المكتوب عليها يا جماعة؟
الطالب : الريال العربي السعودي
الشيخ : ريال والريال فضة ولا ذهب؟ الريال فضة إذن هي عوض عن فضة عوض عن فضة وحينئذٍ تلحق بالفضة لا بالذهب لأنها بمقتضى التقرير المكتوب عليها عوض عن ريال والريال لا شك أنه من الفضة
طيب عروض التجارة هل هو محدود هل هي محدودة أو معدودة؟ الأخ

الشيخ : عروض التجارة هل هي محدودة أو معدودة؟
الطالب : محدودة
الشيخ : هل تعرف الفرق بين المحدود والمعدود؟
الطالب : ...
الشيخ : إذن كيف تجيب بأنها محدودة؟ طيب استرح من يعرف؟ تفضل أنت أنت للي التفت يالله معدودة لا محدودة
الطالب : ...
الشيخ : هذا خطأ نعم استرح
الطالب : محدودة
الشيخ : محدودة هل تعرف الفرق بين المحدود والمعدود؟
الطالب : المحدود ...
الشيخ : لا يتعلق بنوع معين من المال المحدود هو الذي لا يتعلق بنوع معين من المال والمعدود
الطالب : معلق بنوع معين
الشيخ : بنوع معين كالذهب والفضة وما أشبهها استرح إذن العقار يمكن أن يكون عروض تجارة
الطالب : نعم
الشيخ : المواشي
الطالب : نعم
الشيخ : الذهب
الطالب : نعم
الشيخ : الفرش
الطالب : نعم
الشيخ : السيارات
الطالب : نعم
الشيخ : المعدات الحراثات كل شيء فكل ما أعده الإنسان للتجارة فهو عروض تجارة هذا معنى قولنا إنها محدودة وليست معدودة طيب

الشيخ : عروض التجارة تجب فيها الزكاة الدليل الدليل عموم قول الله تعالى: (( خذ من أموالهم صدقة )) ومن المعلوم أن أكثر أموال الناس من حيث التبادل هي عروض التجارة ودليل آخر عموم قوله تعالى بل عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن قال: ( أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) ومن المعلوم أن عروض التجارة مال ومن الأدلة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات ) إنما الأعمال بالنيات وجه الدلالة من هذا الحديث
الطالب : ... نوى به التجارة فوجبت فيه الزكاة
الشيخ : الآن صاحب العروض وش قصده بهذه العروض هل هو يقصد المال اللي هو الذهب والفضة أو ما كان بمعنى الذهب والفضة أو يقصد عين العرض؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب لو كان يقصد عين العرض هل يبيعه ؟
الطالب : ...
الشيخ : لكن هل يبيعه أقول؟
الطالب : يبيعه
الشيخ : لأن المقصود عينه سيبقى إنسان عنده سيارة يتخذها لركوبه هذا قصد عينها لا يمكن يبيعها لكن إنسان متكسب يشتري السيارة في الصباح ويبيعها في المساء هل يكون قصد السيارة أو قصد المال الذي هو عوض السيارة ليربح منه؟
الطالب : المال الذي هو عوض السيارة
الشيخ : المال الذي هو عوض السيارة ليربح منه استرح فلما كان المقصود بعروض التجارة قيمتها دخلت في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) فصار عندنا الآن أو صار الذي ذكرنا من أدلة وجوب الزكاة في عروض التجارة كم؟ لا أخونا سؤال خاص ما هي؟
الطالب : عروض التجارة
الشيخ : عروض التجارة تجب فيها الزكاة قلنا ما الدليل؟
الطالب : الدليل فيها ...
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هو الدليل على وجوب الزكاة في عروض التجارة
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم
الشيخ : استرح أني أريد من طلبة العلم خاصة أريد من طلبة العلم خاصة أن يكون عندهم أدلة على المسائل لأننا في زمن أصبح كثير من الناس لا يقتنع إذا قلت قال في الكتاب الفلاني كذا وكذا بل يطالب بالدليل سواء كان مطالبته عن حسن قصد أو عن عناد وإشقاق بالمسؤول فالناس الآن كثير منهم صار لا يقتنع إذا قلت قال فلان في الكتاب الفلاني بل يقول أين الدليل؟ إذن لابد لنا يا إخواني لابد لنا من معرفة الأدلة، عروض التجارة ذكرنا فيه عدة أدلة من كتاب الله ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
الطالب : ... حديث معاذ ...
الشيخ : حديث معاذ ماهو؟
الطالب : ...
الشيخ : ( أعلمهم أن الله )
الطالب : ( فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم ترد على فقرائهم )
الشيخ : ( صدقة في أموالهم ) لا بد من ذكر هذه الرواية اللفظ اللي ذكره البخاري وهو أحد ألفاظ الحديث ( صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم ) طيب استرح هل يمكن أن نستدل لذلك بقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ))؟
الطالب : ما في دليل
الشيخ : ليش؟
الطالب : لأن هذا صدقة ليس زكاة
الشيخ : الصدقة تجب فيما يخرج من الأرض؟
الطالب : أجل نعم
الشيخ : فيما يخرج من الأرض إذن تجب فيما
الطالب : الخارج من الأرض
الشيخ : من الخارج من الأرض طيب وتجب مما كسبنا
الطالب : ...
الشيخ : والصدقة الواجبة
الطالب : ليست واجبة
الشيخ : الصدقة الواجبة ليست واجبة؟!
الطالب : لا أقول الصدقة ليست واجبة لكن الزكاة واجبة
الشيخ : طيب استرح

الشيخ : استدل بعض العلماء بهذه الآية: (( أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض )) وقال إن قرن الأمر بالإنفاق من طيبات ما كسبنا بالإنفاق مما أخرج الله من الأرض دليل على وجوب الزكاة فيما اكتسبناه ولاشك أن هذا احتمال قوي، على كل حال نحن إذا أثبتنا الحكم بدليل واحد من الكتاب والسنة فقد ثبت نرجع إلى ما نحن بصدده

الشيخ : الذهب والفضة وما كان بمعناهما وعروض التجارة لا بد أن يتم فيه النصاب لا بد أن يتم فيه النصاب فما هو النصاب؟

الشيخ : نقول أما نصاب الذهب فهو عشرون مثقالاً، هذا نصاب الذهب ويساوي حسب ما بلغنا من الصاغة خمسة وثمانين جراماً وأما نصاب الفضة فهو مئة وأربعون مثقالاً ويساوي خمسمئة وخمسة وتسعين جراماً

الشيخ : أما العروض فتقوّم بما تساوي من الذهب أو الفضة فإن كان الأحظ لأهل الزكاة تقويمها بالذهب قومناها بالذهب وإن كان الأحظ لأهل الزكاة تقويمها بالفضة قومناها بالفضة

الشيخ : زكاة ما كان بمعنى الذهب والفضة قصدي نصاب ما كان بمعنى الذهب والفضة أن يبلغ النصاب إما بالذهب أو بالفضة فينظر ما هو الأحظ لأهل الزكاة فإذا قدرنا أن زكاة الفضة بالنقد السعودي ستة وخمسين ريالاً من الفضة فانظر قيمة ستة وخمسين ريالاً من الفضة من الورق ويكون هذا هو النصاب فإذا سألنا الذين يتعاطون البيع بالذهب والفضة والأرواق النقدية وقلناكم قيمة الريال السعودي من الفضة بحسب الورق فقال قيمة الريال عشرة عشر من الورق فكم يكون النصاب؟ يالله النصاب من الفضة ستة وخمسون ريالاً وقيمة الريال من الورق عشرة كم يكون؟ خمسمئة وستين وإذا قالوا إن الريال من الفضة يساوي عشرين من الورق ألف ومئة وعشرين وإذا قالوا ستة وخمسون وإذا قالوا الريال يساوي خمسة مئتين وثمانين ست وخمسين اضربها في خمسة، قابل للزيادة والنقص بحسب قيمة الفضة إن زادت القيمة تغير النصاب إن نقصت تغير النصاب.

الشيخ : الخامس من أموال الزكاة إيش؟ الديون الديون هي ما ثبت في ذمة الإنسان من قرض أو أجرة أو قيمة مبيع أو ضمان متلف أو غير ذلك وينقسم إلى قسمين: قسم على غني باذل وقسم على فقير أو مماطل لا يمكنك استخراج الحق منه انتبه الدين ينقسم إلى

الشيخ : قسمين قسم على فقير أو مماطل لا يمكنك استخراج الحق منه وقسم آخر على غني باذل إن كان على غني باذل ففيه الزكاة فإذا قدرنا أن شخصاً له في ذمة شخص آخر عشرة آلاف ريال وهذا الشخص غني باذل إذا طلبته في أي وقت أعطاك الدين