كلمة للشيخ عن آداب الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر .
من الآداب : أن يكون الآمرعاملا بما يدعو إليه تاركا لما ينهى عنه .
لو رأينا رجلا يقول للناس أيها الناس صلوا ادخلوا المسجد صلوا مع الجماعة ولكنه هو لايصلي مع الجماعة. فهل هذا من العقل أو من الدين أبدا. ليس من العقل ولا من الدين لأنه لو كان من الدين لكان الرجل أو لكان الأمر يقتضي أن يكون هذا الرجل أول فاعل له. ولو كان من العقل لكان يقال له كيف تفعل شيئا كيف تترك شيئا تأمر الناس به وأنت تعتقد أنه حق. ليس هذا من العقل. ولهذا قال الله تعالى : (( أفلا تعقلون )). واعلم أن الذي يأمر الناس بما لا يفعله سيكون أمره ناقص البركة وسيقول أدنى واحد من الناس لو كان هذا من الخير لكان هو أول فاعل له. فلماذا يأمرنا بالشيء ولا يفعله ولماذا ينهانا عن الشيء و لايفعله. فلماذا يأمرنا بالشيء ولا يفعله ولماذا ينهانا عن الشيء و يفعله نعم.
من الآداب : أن يكون عنده حكمة يعرف بها الأمور و يقدرها فلا ينهى عن شيء يترتب عليه مفسدة أكبر منه .
3 - من الآداب : أن يكون عنده حكمة يعرف بها الأمور و يقدرها فلا ينهى عن شيء يترتب عليه مفسدة أكبر منه . أستمع حفظ
قصة الأعرابي الذي بال في المسجد .
الطالب : حرام.
الشيخ : حرام. طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت حرام ( فلما جعل هذا الأعرابي يبول صاح به الصحابة ونهوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزرموه ) ، يعني لا تقطعوا عليه بوله. ( وزجرهم فسكتوا. فلما قضى الأعرابي بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يراق على بوله ذنوب من ماء ) والذنوب الأخ.
الطالب : على قدر البول يسكب الماء على ...
الشيخ : لكن ماهو الذنوب؟
الطالب : الدلو.
الشيخ : الدلو. طيب. ( أمر أن يصب على بوله ذنوب من ماء ). لما صب عليه الذنوب زالت المفسدة وإلا لا؟
زالت طهرت الأرض. ( ثم دعا الأعرابي وقال له : إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن والذكر ) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. ( فقال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ). لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كلمه برفق والصحابة كلموه بعنف فقال : ( اللهم ارحمني ومحمدا و لا ترحم معنا أحدا ). وهكذا يكون الداعي الى الله والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يستعمل الرفق واللين. لننظر أيها الإخوة : هل الحكمة في أن يقام هذا الأعرابي من بوله أو أن يبقى على بوله ثم بعد ذلك نزيل الأثر السيء الحاصل من بوله. الثاني وإلا الأول؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني. طيب لماذا؟ لو أنه قام : فإما أن يستر عورته بثوبه وحينئذ يتلوث ثوبه بالنجاسة. وإما أن يبقى رافعا ثوبه وحينئذ تبدو عورته ويتلوث المسجد بالنقط فيتسع موضع النجاسة. أليس كذلك؟ طيب. إذن من الحكمة أن يبقى ولا يحصل هذا المحذور
كذلك أيضا لو أنه قام و قطع بوله مع استعداد البول للخروج لكان في ذلك ضرر عليه من الناحية الصحية. ومن المعلوم أن كل مافيه ضرر من النواحي الصحية فإنه منهي عنه لأن الله تعالى قال في كتابه : ((ولا تقتلوا أنفسكم ))، ولأن الله تعالى أمر بالتيمم إذا كان الإنسان مريضا يضره استعمال الماء.
طيب. إذن من آداب الآمر الناهي ايش؟ أن يراعي الحكمة بحيث لا يترتب على أمره أو نهيه شر أكبر مما أمر به أو نهى عنه.
قصة شيخ الإسلام مع التتار .
فوائد الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بلطف و لين .
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول. ولعل بعضكم يذكر اليهودي الذي مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال : ( السام عليك يا محمد ). فقالت عائشة : عليك السام واللعنة. السام ماهو؟ الموت. هي رضي الله عنها زادت على ما دعا به اليهودي.
اليهودي دعا على النبي صلى الله عليه وسلم بالموت وهي دعت عليه بالموت و اللعنة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ياعائشة، عليك بالرفق فإن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ). وهذا شيء مشاهد ومجرب ولذلك. أحث إخواننا الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أحثهم على الرفق مع عدم تفويت الفرصة على المخالف. لست حينما أدعو إلى الرفق اتركوا الناس ومنكراتهم. لا. لكني أقول انهوا الناس عن المنكر على سبيل الرفق.
التحذير من إطلاق الكفر على العصاة .
ليس كل من قال قولا مكفرا أو فعل فعلا مكفرا يكون كافرا مع ذكر الدليل .
الطالب : ... .
الشيخ : ماهي الراحلة؟ آخر واحد.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب استرح. البعير أضاع بعيره وعليها طعامه وشرابه. فطلبها فلم يجدها فنام تحت شجرة ينتظر الموت. لأنه ليس معه طعام ولا شراب فبينما هو كذلك إذا بخطام ناقته متعلقا بالشجرة. فأخذه وقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح ).
ومع ذلك لا يكفر هذا القائل لأنه قال هذا القول بغير قصد أخطأ. ولو قاله بقصد لكان كفرا لأن الله رب والعبد عبد. وهذا جعل الرب عبدا والعبد ربا لكن قاله خطأ سبق على لسانه من شدة الفرح أن قال هذا.
ذكر مثال آخر .
قصة الرجل الذي كان مسرفا على نفسه فأمر أن يحرق بعد موته لكي ينجو من عذاب الله تعالى .
10 - قصة الرجل الذي كان مسرفا على نفسه فأمر أن يحرق بعد موته لكي ينجو من عذاب الله تعالى . أستمع حفظ
من الآداب : أن يقدر حال المأمور و حال المنهي .
مثال تقدير حال المنهي المعاند .
هذا ما أحببت أن أنبه عليه في هذا الأمر الخطير الذي وقع فيه اليوم كثير من الناس حتى سمعنا أن من الشباب الطيب الذي يريد الحق وعنده غيرة من يكفر لأدنى سبب. وهذا المبدأ - أعني مبدأ التكفير - هو مبدأ الخوارج الذي قاتلهم علي بن أبي طالب وقصتهم في التاريخ مشهورة. فالواجب علينا أن لا نطلق ألستنا في أمر نأثم به عند الله وتحصل به الفرقة بين عباد الله. بل يجب علينا جميعا أن نكون أمة واحدة متناصحين متحابين في الله بقدر ما معنا من القيام بطاعة الله عز وجل. أسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الدعاة للحق على بصيرة وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.
يشرع في ختام شهر رمضان ثلاثة أمور .
أولا : صدقة الفطر .
ثانيا : التكبير .
ثالثا : صلاة العيد .
هذه الصلاة فرض عين لا يجوز للرجل القادر أم يتخلف عنها. وإذا فاتته فإنها لا تقضى. إذا فاتته فقد فاتته لا يقضيها وذلك لأنها صلاة جمع ليست صلاة أفراد. كما أن الجمعة إذا فاتت الإنسان فإنه لا يقضيها بل يصليها ظهرا. والظهر الذي يصليه إذا فاتت الجمعة هو فرض الوقت لأن الوقت وقت ظهر. إن أدرك الجمعة فيه أجزأت عن الظهر وإن لم يدركها وجب عليه أن يصلي الظهر.
أما صلاة العيد فليس وقتها وقت صلاة فرض. ولهذا نقول إذا فاتته فقد حرم أجرها ولا يقضيها لأنها صلاة جمع وقد فاتت. لكنه قد حرم الأجر العظيم والثواب ودعوة المسلمين التي تحصل بالخطبة التي يلقيها الإمام. فنسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم هذا الشهر بمغفرته ورضوانه وأن يجعله عيدا مباركا علينا وعلى جميع المسلمين ، وأن يعيدنا لأمثاله ونحن في أمن وإيمان وعمل صالح وعلم نافع إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأسئلة :
سائل يقول : هل طواف الوداع للعمرة واجب ؟
الشيخ : الوداع للعمرة لابد منه.
السائل : لابد منه؟
الشيخ : نعم. إذا أردت تمشي إن شاء الله فتطوف للوداع.
- هذه جماعة تسوروا المحراب ما أدري عنهم -.
سائلة تقول : امرأة حاضت قبل الميقات و لم تحرم حتى وصلت مكة و طهرت فماذا عليها ؟
الشيخ : المرأة هذه هل هي نوت العمرة من حين جاءت؟
السائل : ما نوت العمرة إلا حق ما وصلت للميقات.
الشيخ : طيب. الواجب يا إخواني إذا جاءت المرأة إلى الميقات وهي تريد العمرة.
السائل : تريد.
الشيخ : أنت تحرم ولو كانت عليها العادة.
السائل : ما أحرمت. أحرمت من هنا.
الشيخ : طيب. أخي أعلمت شلي عندك بعدين علق. يجب أن تحرم من الميقات ولو كان عليها العادة وتبقى على إحرامها حتى تطهر. فإذا طهرت اغتسلت وقضت عمرتها. فإذا كانت لم تحرم وجاءت إلى مكة وطهرت في مكة. فالواجب عليها أن تخرج إلى الميقات ، إلى الميقات الذي تعدته من الأول وتحرم منه. فإن أحرمت من التنعيم فليس عليها إثم إذا كانت جاهلة. ولكن عليها فدية يعني شاة تذبحها في مكة وتوزعها على الفقراء. وتتم عمرتها إن شاء الله.
سائل يقول : إذا شك الإنسان في عدد الطواف فماذا يفعل ؟
الشيخ : يكفي هذا.
السائل : ... مايدري طاف ثمان أو سبع أو ست.
الشيخ : طيب.
السائل : ... .
الشيخ : إذا شك الإنسان .
السائل : ... .
الشيخ : دقيقة إذا شك الإنسان في عدد الطواف هل طاف سبعة أشواط أو ستة أو ثمانية. فإن كان هذا الشك بعد أن فرغ فلا يلتفت إليه ولا يضره. إذا كان بعد فراغه يعني لما تقدم إلى مقام إبراهيم شك هل طاف ستا أو سبعا ، أو لما بدأ بالسعي هل طاف ستا أو سبعا ، نقول هذ لا أثر له الطواف صحيح ولا فيه شيء. لكن لو كان الشك في أثناء الطواف هل طاف ستا أو سبعا نقول : يبني على اليقين ويأتي بالسابع. وهذه قاعدة في جميع العبادات إذا شك الإنسان فيها بعد انتهائها عليكم الجواب.
إذا شك فيها بعد انتهائها فلا يلتفت إليها لأن الأصل الصحة. وإن شك فيها في أثنائها فليبني على اليقين. نعم لو تيقن بعد أن تمت العبادة أنها ناقصة وجب عليه أن يتممها حسب ما تقتضيه الحال إما أن يعيدها من جديد وإما أن يبني ما نقص على ما سبق.
السائل : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فضيلة الشيخ إني أحبك في الله. وأسأل الله أن يجمعني وإياك والحاضرين في الفردوس الأعلى مع نبينا صلى الله عليه وسلم
الشيخ : آمين. آمين.
السائل : وبعد قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد نهر الصحابي الذي لبس الذهب ونزعه من يده وهكذا الرجل
الشيخ : الأخ يقول : أنه يسألني بالله ألا أجيب السائلين.
الطالب : لالا. أنت تغلظ عليهم ما تجيبهم الذين يأتون عندكم.
الشيخ : طيب. يسألني بالله أن أجيب الذين يسألونني يعني معناه يريد أن يكون ورائي أمة تكسر ظهور الجالسين وتكسر الترامس وتكسر كل الي مع الناس. هذا ماهو صحيح. لابد أن الإنسان يستعمل الحزم والحكمة أنا حقيقة أتحرج أن أقول للناس لا أجيبكم وليس هذا وقت جواب. لا شك أني أتحرج من هذا شديدا ويألمني ولكن إذا رأيت المصلحة المترتبة على هذا بل إذا رأيت درء المفسدة هان علي الأمر. وإلا لا شك أن الإنسان إذا قال لإخوانه ماهو هذا وقت إجابة ولا أجيكم لا شك أنها صعبة جدا. لكن نظرا إلى أن الإخوة السائلين أحيانا لا يلتزمون بالأدب ، يمكن عندهم صياح وصراخ وخر عن الدرب وضيقتوا على فلان وما أشبه ذلك. صحيح إنو هذا المسجد الحرام أشرف المساجد في الدنيا كلها يجب أن يكون محترما فإذا رأينا الإخوة يكون عندهم جزاهم الله خيرا لحرصهم على الفائدة أصوات وكلام ومزاحمة وكذلك أيضا يطؤون الناس ويطؤون أوانيهم فهذا من الحكمة أن لا أنجيبهم درء لهذه المفسدة. والأمر واسع والحمد لله. العلماء كثيرون. الاتصال الهاتفي أيضا موجود. وأحسب بهذا خير إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : استرح. اجلس جزاك الله خيرا.
سائل يقول : قرأت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نهر الصحابي الذي لبس الذهب و نزعه بشدة من يده و هكذا الرجل الذي جاء يستشفع بالنبي صلى الله عليه و سلم نهره , و نجده مع هذا الأعرابي الذي بال في المسجد لم ينهره ، السؤال : متى يكون الإنكار بشدة و متى يكون باللين و هل الحكمة تكون دائما باللين ؟
السائل : قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد نهر الصحابي الذي لبس الذهب ونزعه بشدة من يده وهكذا الرجل الذي جاء يستشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم نهره.و نجده مع هذا الأعرابي الذي بال في المسجد لم ينهره. السؤال : متى يكون الإنكار بالشدة ومتى يكون باللين و هل الحكمة تكون دائما باللين؟
الشيخ : الحكمة ليست هي اللين وليست هي الشدة . الحكمة : وضع الأشياء في مواضعها. وقد ذكرنا في نفس التوجيه أو الكلام أنه ينبغي للداعية، وكذلك للآمر الناهي أن يعتبر حال المدعو ، وحال المأمور والمنهي. قد يكون من الحكمة أن يغلظ لهذا الشخص المأمور، والمنهي، أو المدعو .
ولكن إذا دار الأمر بين الشدة أو اللين ماذا نستعمل؟ إذا كان اللين هو الحكمة ، استعملنا اللين. إذا كانت الشدة هي الحكمة ، استعملنا الشدة. إذا دار الأمر بين أن تكون الحكمة في اللين أو في الشدة ، فماذا نعمل؟
نعمل اللين هذا هو الأصل. هذه القاعدة التي ينبغي أن نسير عليها ، فالرجل الذي لبس خاتم الذهب ونزعه النبي صلى الله عليه وسلم من أصبعه حتى رمى به وطرحه وقال : ( يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَضعها فِي يَدِهِ ). هذا تقتضي الحال أن يفعل به هكذا، لأن نهي الرجال عن الذهب، أو عن لبس الذهب أمر معلوم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال هذا الرجل- والعلم عند الله - أن فيه شيئاً من التهاون .
لكن لو أن شخصاً رأينا عليه خاتماً من الذهب ولكنه جاهل لا يدري عن الحكم ، فإنه لايستعمل هذه المعاملة أو لا يعامل هذه المعاملة. قال الله تعالى : (( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) - ايش؟ - (( إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )). فالذين ظلموا من أهل الكتاب لا نجادلهم بالتي هي أحسن، نجادلهم بالأشد ، لظلمهم.
21 - سائل يقول : قرأت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد نهر الصحابي الذي لبس الذهب و نزعه بشدة من يده و هكذا الرجل الذي جاء يستشفع بالنبي صلى الله عليه و سلم نهره , و نجده مع هذا الأعرابي الذي بال في المسجد لم ينهره ، السؤال : متى يكون الإنكار بشدة و متى يكون باللين و هل الحكمة تكون دائما باللين ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : هل يجوز الإستعانة بالجن المسلم في الخير و في المساعدة على العلاج بالقرآن و السنة من المس ؟
الشيخ : الجواب على هذا السؤال موجود في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وفي رسالة له سماها إيضاح الدلالة في عموم الرسالة.
22 - سائل يقول : هل يجوز الإستعانة بالجن المسلم في الخير و في المساعدة على العلاج بالقرآن و السنة من المس ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : قرأنا لك جوابا عن العذر بالجهل فيما يكفر و لكن نجد في كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم العذر بالجهل وكذلك في كتاب التوحيد له مع أنك ذكرت في جوابك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب و كذلك ابن تيمية في الفتاوى وابن قدامة في المغني ، نرجو التوضيح . ؟
الشيخ : شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قد ذكر في رسائله أنه لا يكفر أحدا مع الجهل. وإذا كان قد ذكر في كشف الشبهات أنه لا يعذر بالجهل فيحمل على أن مراده بذلك الجهل الذي كان من صاحبه تفريط في عدم التعلم مثل أن يعرف أن شيئا مخالفا لما هو عليه ولكنه يفرط ويتهاون. فحينئذ لا يعذر بالجهل.
23 - سائل يقول : قرأنا لك جوابا عن العذر بالجهل فيما يكفر و لكن نجد في كتاب كشف الشبهات للشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم العذر بالجهل وكذلك في كتاب التوحيد له مع أنك ذكرت في جوابك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب و كذلك ابن تيمية في الفتاوى وابن قدامة في المغني ، نرجو التوضيح . ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : أنا مسلم أعيش في بلد تحكمه القوانين الوضعية فهل يجوز أخذ حقي عن طريقها لأنه ليس هناك من سبيل آخر و قد يكون الحق كبيرا لا أستطيع الإستغناء عنه ؟
الشيخ : نعم. ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الطرق الحكمية وهو كتاب جيّد نافع ولا سيما للقضاة. ذكر أنه إذا كان في بلد لا يحكم فيه بالشريعة واضطر إلى أن يتحاكم إلى هؤلاء فإنه لا بأس بذلك لكن بشرط أن يعتقد أنه يريد بذلك حكم الله عز وجل لا الحكم بالقوانين. فإذا حكموا له بمقتضى الشرع أخذه وإن حكموا عليه ترك ، وإذا حكموا له بالشيء بمقتضى القوانين ولكن الشرع لا يجيزه وجب عليه ردّه. أمّا أن ندع الناس تضيع حقوقهم بناءً على أن هذه المحاكم قانونية فهذا في الحقيقة ضرر على الناس وإتلاف لأموالهم ، لكن نتحاكم إليهم فإن حكموا بما يوافق الشرع قَبلناه وإلا فلا . وهذا الذي يتحاكم إليهم يجب أيضا أن يكون لديه هذا الاعتقاد، أي أنه يريد إن حكموا بمقتضى الشريعة قبل وإلا رد.
24 - سائل يقول : أنا مسلم أعيش في بلد تحكمه القوانين الوضعية فهل يجوز أخذ حقي عن طريقها لأنه ليس هناك من سبيل آخر و قد يكون الحق كبيرا لا أستطيع الإستغناء عنه ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : رجل أخذ قرضا لبناء مسكن من مصرف ربوي و أدى نصف القرض ثم أراد بيعه فهل يجوز شراء هذا المسكن و هل تجوز الصلاة فيه ؟
الشيخ : أولا : يجب أن نعلم أن الربا أمره عظيم حتى إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )).
وأن الذين تهاونوا في أمر الربا من أجل ما يدّعونه من بناء الاقتصاد وما يدّعونه من الاستثمار على خطر عظيم. وأنهم أخطؤوا في ذلك. والربا محرم وإن كان ليس فيه ظلم. ولهذا نقول الربا بنوعيه الاستثماري والاستغلالي حرام . ولا فرق بين هذا وهذا. ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبح للذين كانوا يشترون التمر الطيب الصاع بالصاعين مع أنه لا ظلم فيه. فقد جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر طيب فقال صلى الله عليه وسلم : ( أكل تمر خيبر هكذا؟ قالوا : لا. لكننا نأخذ صاعا من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال عليه الصلاة والسلام : هذا عين الربا هذا عين الربا ). مع أن هذه الصورة ليس فيه ايش؟ ليس فيها ظلم لأن قيمة الصاع الطيب تساوي قيمة الصاعين من الرديء فليس فيها ظلم إطلاقا. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا عين الربا ). وأمر برده. فالربا شأنه عظيم سواء تعامل الإنسان به تعاملا صريحا أو تعامل الإنسان به على سبيل الحيلة ، لأن بعض الناس يتحايل على الربا بطرق ملتوية إذا رآها الإنسان ظن أنها عقد صحيح ولكنها في الحقيقة حيلة. والتحيل على الربا يجعل الربا أقبح مما لو لم يتحيلوا عليه. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن الحيل وقال : ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ).
بناء على هذا نقول لهذا الذي استقرض من البنك ليبني له دارا استقرض منه ليبني له دارا والمعروف أن البنوك لا تقرض أحدا إلا بربا. نقول : إنه أخطأ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء ).
فلعن كم رجلا؟ الأخ. كم رجلا لعنه النبي في الربا.
الطالب : ... .
الشيخ : أربعة. عدهم
الطالب : آكل الربا.
الشيخ : آكل الربا.
الطالب : ... .
الشيخ : وموكله.
الطالب : وشاهديه
الشيخ : نعم وشاهديه اثنين.
الطالب : ... .
الشيخ : وكاتبه. إذن خمسة. طيب. استرح.
وهذا الذي أخذ من البنك هو آكل وإلا موكل؟
الطالب : موكل.
الشيخ : موكل؟
الطالب : موكل
الشيخ : أي نعم. موكل والآكل البنك. فيكون هو والبنك داخلين في لعنة الرسول صلى الله عليه وسلم. واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
وعلى هذا الذي أخذ من البنك بالربا عليه أن يتوب إلى الله مما صنع وإذا تاب إلى الله برأت ذمته لأنه مظلوم وليس بظالم. فإذا برئت ذمته بالتوبة صار هذا العقار الذي بناه من الربا صار عقارا لا شبهة فيه. فيجوز شراءه وتجوز الصلاة فيه.
السائل : يقول قرض رجل أخذ قرضا لبناء مسكن.
الشيخ : هذا هو. تكلم في آخر الكلام.
25 - سائل يقول : رجل أخذ قرضا لبناء مسكن من مصرف ربوي و أدى نصف القرض ثم أراد بيعه فهل يجوز شراء هذا المسكن و هل تجوز الصلاة فيه ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : أنا تاجر أملك رأس مال خاص بي و عندي دين بضاعة من المؤسسات أقوم بتقدير كل ما أملك زائد عن الدين الذي عندي بالمؤسسات و أزكي عنها جميعا في نهاية العام , فقال لي البعض اخصم الدين الذي عنك للناس و زكي رأس مالك الصافي لأن الناس سوف يقومون بزكاة مالهم الذي عندك ، لذا أرجوك يا فضيلة الشيخ حسم هذا الموضوع ؟ .
الشيخ : هذا الموضوع لا يمكن حسمه في الواقع، لأن العلماء مختلفون في هذه المسألة :
يعني إذا كان عند الإنسان مال يتجر به وعليه دين يقابل هذا المال : فهل يخصم الدين من المال الذي عنده أو لا يخصمه؟ في هذا للعلماء أقوال ثلاثة، والذي يظهر لي أن الواجب زكاة المال الذي بيده، بدون أن يخصم منه الدين. فإذا قدر أن رجلاً عنده مال يساوي مائة ألف، وعليه دين يبلغ خمسين ألفاً. فكم يزكي؟ على القول الذي اخترناه مائة ألف، ولا يخصم منها الدين الذي كان عليه. وعلى القول الثاني: يزكي خمسين ألفاً، ويخصم مقدار الدين الذي عليه. فيه قول آخر.
26 - سائل يقول : أنا تاجر أملك رأس مال خاص بي و عندي دين بضاعة من المؤسسات أقوم بتقدير كل ما أملك زائد عن الدين الذي عندي بالمؤسسات و أزكي عنها جميعا في نهاية العام , فقال لي البعض اخصم الدين الذي عنك للناس و زكي رأس مالك الصافي لأن الناس سوف يقومون بزكاة مالهم الذي عندك ، لذا أرجوك يا فضيلة الشيخ حسم هذا الموضوع ؟ . أستمع حفظ