معنى قوله تعالى :" لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد " .
الشيخ : كتاب الفرقان لشيخ الإسلام ابن تيمية بين أولياء الرحمن واولياء الشيطان ذكر فيه أشياء عجيبة جرت لبعض السلف الصالحين فالحاصل أن نقول (( الله الصمد )) إيش معناه ؟ الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته (( لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا أحد )). (( لم يلد )) ردا لما زعمه النصارى ولما زعمه اليهود ولما زعمه المشركون. النصارى ماذا قالوا قالوا المسيح ابن الله واليهود قالوا عزير ابن الله والمشركون قالوا الملائكة بنات الله فقال الله تعالى : (( لم يلد )) فهو لم يلد ولم يتخذ ولدا أيضا ما تبنى أحدا كما قال تعالى : (( ما اتخذ الله من ولد ))(( ولم يولد )) كذلك لم يولد وهذا وإن كان لم يقل به أحد لكن من أجل المقابلة فهو (( لم يلد ولم يولد )) فلا شيء قبله عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الغني عن كل أحد فلا يحتاج إلى الولد. (( ولم يكن له كفوا أحد )) يعني لا أحد يكافئه في جميع صفاته وفي جميع أفعاله وانظر إلى عاد أعطاهم الله تعالى من القوة ما لم يعط أحدا من البشر حتى قالوا : (( من أشد منا قوة )) ماذا قال الله ؟ قال : (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) فلا أحد يكافئه ثم انظر إلى هؤلاء الذين قالوا (( من أشد منا قوة )) بماذا أهلكوا ؟ بألطف الأشياء بالريح الهواء اللطيفة أرسلها الله عز وجل فكانت تأخذ الواحد منهم حتى يكون في السماء ثم ينقلب على رأسه والعياذ بالله فصاروا (( كأنهم أعجاز نخل خاوية )). فرعون يقول لقومه : (( يا قومي لي ملك مصر )) نعم أول الآية نسيتها (( يا قومي أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين )) يشير إلى موسى (( ولا يكاد يبين )) فبماذا اهلك فرعون ؟ أهلك بما كان يفتخر به بالماء أهلك بالغرق فتبين بهذا أن الله تعالى لا كفء له (( ولم يكن له كفؤا أحد )) هذه كلمات يسيرة على هذه السور الثلاث العظيمة ولو أن الناس أرادوا أن يتكلموا على كل ما فيها من معاني لاحتملت مجلدات لأنها من أعظم السور ولكن تكلمنا على اليسير ونسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكم به وإلى هنا ينتهي القول حتى نرجع إلى الأسئلة ونسال الله التوفيق للصواب.
سائل يقول : ذكرنا وعظنا وحرك قلوب الغافلين السامعين لهذا الشريط عن حالنا ونحن في أمن واطمئنان نغدو ونروح إلى المساجد وما حدث لإخواننا في فلسطين حيث أنهم صلوا صلاة الفجر ففعل بهم ذلك اليهودي فأطلق عليهم الرصاص أرجو من فضيلتك يا شيخ أن تحرك قلوب الذين لا يشهدون صلاة الفجر مع أنهم في رمضان كيف وهم في أمن واطمئنان وإخواننا هناك مع ما هم فيه من خوف وقلق يأتون إلى المسجد ثم يحصل لهم ما يحصل . نفع الله بك ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : ذكرنا وعظنا وحرك قلوب الغافلين السامعين لهذا الشريط عن حالنا ونحن في أمن واطمئنان نغدو ونروح إلى المساجد وما حدث لإخواننا في فلسطين حيث أنهم صلوا صلاة الفجر فدخل عليهم ذلك اليهودي فأطلق عليهم الرصاص أرجو من فضيلتك يا شيخ أن تحرك قلوب الذين لا يشهدون صلاة الفجر مع أنهم في رمضان كيف وهم في أمن واطمئنان وإخواننا هناك مع ما هم فيه من خوف وقلق يأتون إلى المسجد ثم يحصل لهم ما يحصل نفع الله بك ؟. الشيخ : لا شك أن ما حدث منكر حتى الأمم الكافرة أنكرت هذا الشيء، وكل إنسان يتأمل القضية يعلم أنها قضية ليست بالهينة قوم يعبدون الله تعالى في بيت من بيوت الله وفي شهر من أفضل الشهور وفي صلاة مشهودة (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) وهم سجود لله عز وجل معهم ابناءهم الصغار كما حدث أحدهم قال إنه كان إلى جنبه أولاده الصغار جاء بهم يصلون فسمع إطلاق الرصاص وذكر بقية القصة أقول إننا إذا قارنا هذا بما فعله الصرب النصارى بإخواننا في البوسنة حيث أطلقوا عليهم القذائف التي قتلتهم علمنا تماما أن اليهود والنصارى أعداء للمسلمين وهذا ليس فيه شك لكن تستولي على القلوب الغفلة والعياذ بالله حتى ينسى الناس ما ذكرهم الله به في قوله : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق )) وينسى قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) وينسى قوله تعالى : (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )) وأما قوله : (( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )) فهذا المراد به نصارى وقته النصارى وقت نزول الآية لأن الله علل هذا (( بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق )) أما نصارى اليوم فلا فرق بينهم وبين اليهود كلهم أولياء وكلهم أعداء للمسلمين والواجب علينا أن نتعظ في هذه الموعظة وأن نأخذ الحذر من أعداءنا الكفار أيا كان نوعه وكما قال السائل أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذا الأمن في هذه البلاد ولله الحمد يخرج الإنسان وحده إلى المسجد لا يخالف إلا الله عز وجل ومن الناس من يتخلف عن صلاة الفجر في هذا الشهر يقوم فيملأ بطنه حتى لا يكاد حزام سرواله يضبطه من امتلائه ثم ينام عن صلاة الفجر ويتبعها الظهر على أنه مضاف إليه ويتبعها العصر على أنها صفة نعم ثم إذا جاء المغرب وقت ملأ البطن قام فهل هذا له صيام ؟ الذين يقولون إن الرجل يكفر بترك صلاة واحدة يقولون هذا لا صيام له ولا أظن أحدا يفعل هذا الفعل وهو يعتقد أن الصلاة مفروضة والذي ينكر فريضة الصلاة كافر ولو صلى لو صلى بعد الوقت أو في الوقت حتى لو صلى في الوقت ويقول الصلوات الخمس غير مفروضة بل هي تطوع وهو يحافظ عليها ويصلي نقول هذا كافر لأن العلماء أجمعوا " على أن من أنكر وجوب الصلوات الخمس فهو كافر ولو صلاها " ولكن مع الأسف أن العامة الآن عندنا يحافظون على الصيام أكثر مما يحافظون على الصلاة ويحافظون على الصيام أكثر مما يحافظون على الزكاة ويحافظون على النوافل أكثر مما يحافظون على الفرائض وهذا من تلبيس الشيطان وإلا فالفرائض أحق وأولى بالمحافظة والصلاة أولى بالمحافظة من الصيام والزكاة أولى بالمحافظة من الصيام وكلها فرائض كلها من أركان الإسلام نعم.
سائل يقول : قلت بأن القلم هو الذي كتب فهل القلم ملك من الملائكة سمي بهذا ما يحصل بهذا الإسم للتغليب لأنه يكتب ولأنه خلق من أجل هذا أماذا ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : قلت بأن القلم هو الذي كتب فهل القلم ملك من الملائكة سمي بهذا الاسم للتغليب لأنه يكتب ولأنه خلق من أجل هذا أم ماذا ؟ الشيخ : القلم قلم جماد ليس ملكا ولا تستغرب أن يكون الجماد عاقلا فاهما ما يقول الله له ولا تستغرب أن يخاطب الله تعالى مخاطبة العقلاء ألم تر إلى قول الله تبارك وتعالى : (( فقضاهن سبع سماوات في يومين )) إلى قول الله تبارك وتعالى : (( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )) ففهمتا الخطاب وردتا قالتا : (( أتينا طائعين )) لا تستغرب. أي نعم
سائل يقول : نسمع بعض الناس بعد ختام الإمام لقراءة سورة الأعلى يصلي على إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام فهل هذا صحيح وهل يحق للإمام إذا سمع أحدا من المأمومين أن ينكر عليهم ويقول لهم : إن هذا قد يكون كلاما في الصلاة أماذا أرجو الإفادة ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : سؤال يتعلق بسورة الأعلى نسمع بعض الناس بعد ختام الإمام لقراءة سورة الأعلى يصلي على إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام فهل هذا صحيح وهل يحق للإمام إذا سمع أحدا من المأمومين أن ينكر عليهم ويقول لهم : إن هذا قد يكون كلاما في الصلاة أم ماذا أرجو الإفادة ؟. الشيخ : ليس من السنة أن يصلي عليهما إذا ختما هذه السورة ولكن لا ينهى الإنسان عن ذلك لأنه عبارة عن دعاء بالصلاة والسلام على نبيين من أنبياء الله وليس خطابا وليس كلاما حتى يبطل الصلاة لكن السؤال عند آية الرحمة والتعوذ عند آية الوعيد في النوافل سنة وفي الفرائض جائز فالنوافل ينبغي لك إذا مررت بآية رحمة أن تسأل وإذا مررت بآية وعيد أن تتعوذ وإذا مررت بآية تسبيح أن تسبح كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في التهجد واما الفرائض فإنه لا ينهى الإنسان عن ذلك ولكن لا يطلب منه أن يفعلها نعم. السائل : ... الشيخ : إي نعم أو يقول اللهم اجعلنا منهم إذا سمعت صلاة المؤمنين.
سائل يقول : قال تعالى :" الذي قدر فهدى " هل معنى هذه الآية هي قول النبي صلى الله عليه وسلم :" اعملوا فكل ميسر لما خلق له " أفدني ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : قول الله تعالى : (( الذي قدر فهدى )) هل معنى هذه الآية هي قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) أفدني حفظك الله ؟. الشيخ : نعم هي شبيهة بها أنه سبحانه وتعالى قدر كل شيء وهدى كل شيء لما خلق له نعم.
سائل يقو ل: أملك أسهما في شركة ما وحصل لدي شك في أرباحها وأرجو في التخلص منها لذا قمت بعرضها للبيع فعرض علي فيها قيمة أعلى مما ساهمت بها في بداية تأسيس الشركة السؤال هو : ما حكم هذه الزيادة على سعر السهم بعد البيع ؟ ثانيا : ما حكم الأرباح المستمرة التي تدفع سنويا لكل سهم مبلغ معين من المال ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : أملك أسهما في شركة ما وحصل لدي شك في أرباحها وأرغب في التخلص منها لذا قمت بعرضها للبيع فعرض علي فيها قيمة أعلى مما ساهمت بها في بداية تأسيس الشركة السؤال هو : ما حكم هذه الزيادة على سعر السهم بعد البيع ؟ ثانيا : ما حكم الأرباح المستمرة التي تدفع سنويا لكل سهم مبلغ معين من المال جزاك الله خيرا ؟. الشيخ : المساهمة في الشركات عموما من سلم منها فهو أسلم لدينه لأن هذه الشركات لا تخلو غالبا من الربا وجه ذلك أنه سيتوفر عندها مال هذا المال المتوفر لا يمكن أن تدعه في الصناديق لا تحركه ستضعه في البنوك وتأخذ عليه ربحا وربما تقصر النفقات عليها فتأخذ من البنوك دراهم وتضيف إليه ربا فالسلامة من هذه الشركات أسلم أما إذا كان الإنسان قد ساهم فنقول : بيع الأسهم على وجه فيه الربح لا بأس به بعه ولو ربحت فيه فالربح لك أما الربح المستمر الذي يدفع للإنسان كل سنة فهذا فيه تفصيل إذا كانت الأرباح في كشف يعني في الورقة مبينة يقال فيها هذا الربح من هذا العمل الفلاني هذا الربح من هذا العمل الفلاني هذا الربح فوائد بنكية فهنا أخرج الفوائد البنكية تصدق بها تخلصا منها والباقي لك وإذا لم يكن هناك كشف يبين مصادر الأرباح فإن كنت لا تتيقن أن فيها ربا فإنه لا يلزمك أن تخرج من الربح شيئا وإن كنت تتيقن لكن لا تدري نسبته فأخرج النصف لا لك ولا عليك هذا هو التفصيل في الأرباح السنوية نعم.
سائل يقول : تائب يريد النصيحة فيما مضى ويريد النصيحة لإخوانه كنت في الماضي أستعمل العادة السرية ولم أكن أغتسل وكنت أصلي لأني جاهل بالحكم فما حكم صلاتي في الماضي وهل أعيدها وكيف أحصي عددها والآن من الله علي بالهداية وأنا أنصح جميع الشباب الذين وقعوا في مصيدة هذه العادة السيئة أن يتوبوا إلى الله فأنا لازلت أعاني من آثارها فهي قد أثرت على جسمي وأعضائي التناسلية وكذلك شعوري بالذنب أسأل الله أن يعفوا عن الجميع إنه سميع مجيب ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : تائب يريد النصيحة فيما مضى ويريد النصيحة لإخوانه يقول : كنت في الماضي أستعمل العادة السرية ولم أكن أغتسل وكنت أصلي لأني جاهل بالحكم فما حكم صلاتي في الماضي وهل أعيدها وكيف أحصي عددها فضيلة الشيخ الآن من الله علي بالهداية وأنا أنصح جميع الشباب الذين وقعوا في مصيدة هذه العادة السيئة أن يتوبوا إلى الله فأنا لازلت أعاني من آثارها فهي قد أثرت على جسمي وأعضائي التناسلية وكذلك شعوري بالذنب أسأل الله أن يعفو عن الجميع إنه سميع مجيب ؟. الشيخ : هذا السؤال سؤال ونصيحة جزاه الله خيرا العادة السرية هي الاستمناء والذي يحمل عليها قوة الشهوة في الشباب لا يملك نفسه وهي محرمة على القول الراجح الذي هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ودليل تحريمها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والقواعد العامة في الشريعة أما الكتاب فقوله تعالى : (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )) فلم يستثن إلا شيئين هما الأزواج وملك اليمين إذن فنيل الشهوة في غير الزواج وملك اليمين ليس حفظا للفرج فيكون حراما. أما من السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ووجه الدلالة من الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يرشد إلى الاستمناء ولو كان حلالا لأرشد إليه لأنه أيسر على الإنسان من الصوم ولأنه يناله به شيئا من المتعة ولا يمكن أن يعدل النبي عليه الصلاة والسلام إلى شيء أشق عن شيء أهون إلا لأن الأهون ليس بجائز. وأما القواعد العامة الشرعية التي تدل على تحريم العادة السرية فهي ما أشار إليه السائل من الأضرار العظيمة فهي تحدث أضرارا في الأعضاء التناسلية ونقصا في مادة الماء الذي يخلق منه الإنسان وكذلك ربما تحدث خبالا في العقل كما ذكره الأطباء وفيها يعني رسائل كتبت لبيان أضرارها وعلى الإنسان أن يتصبر وأن يصوم كما وجه النبي صلى الله عليه وسلم لذلك (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله )) وأما كونه يستعملها فيما سبق وقد من الله عليه بالهداية فإني أبشره وأبشر السامعين بأن من تاب من الذنب فكمن لا ذنب له (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا )) هذه الآية نزلت في التائبين وأما كونه لا يغتسل منها وقد صلى صلوات كثيرة فإذا كان يجهل أن الغسل واجب منها ولم يطرأ على باله أنه واجب ولم يحدث نفسه بذلك يوما من الأيام ولم يسمع أحدا يقول إنه واجب فإن القول الراجح إنه لا يلزمه القضاء لأن الشرائع لا تلزم قبل العلم ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الرجل الذي كان لا يطمئن في صلاته ولا يعرف إلا هذه الصلاة التي ليس فيها طمأنينة لم يأمره بإعادة ما مضى وإنما أمره بإعادة ما حضر ما كان حاضرا وأيضا ( سألته امرأة قالت يا رسول الله إني أستحاض حيضة شديدة تمنعني الصلاة وكانت مستحاضة فأمرها النبي عليه الصلاة والسلام أن ترجع إلى عادتها ) ولم يأمرها بقضاء ما كانت تتركه من الصلوات وهذه القاعدة قاعدة شرعية أن الإنسان إذا كان جاهلا جهلا يعذر به فإنه لا يلزمه قضاء ما تركه من العبادات نعم.
سائل يقول : أشرت في اللقاء السابق أنه يجوز دفع الزكاة للخادمات المسلمات في المنازل فهل يصح لنا شراء حاجاتها من الزكاة التي دفعناها لها علما بأن الذي دفع الزكاة واحدة من الذين تعيش معهم هذه الخادمة . وكذلك العمال الذين عند الإنسان هل يجوز له أن يشتري لهم من الزكاة كسوة وغيرها وينويها من الزكاة أماذا ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : أشرت في اللقاء السابق أنه يجوز دفع الزكاة للشغالات المسلمات في المنازل فهل يصح لنا شراء حاجتها من الزكاة التي دفعناها لها علما بأن الذي دفع الزكاة واحدة من الذين تعيش معهم هذه الشغالة . كذلك العمال الذين عند الإنسان هل يجوز له أن يشتري لهم من الزكاة كسوة وغيرها وينويها من الزكاة أم ماذا ؟. الشيخ : لا يجوز أن يعطي الفقير ما يحتاجه من دراهم من الزكاة يعني مثلا إذا كان عنده مائة ريال زكاة لا يجوز أن يشتري للفقير فيها طعاما أو كسوة أو دواء بل يعطيها الفقير وهو يتصرف فيها لأن الدفع من أجل الفقر لا بد فيه من التمليك لقول الله تعالى : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) وعلى هذا فلا يجوز للإنسان إذا أراد أن يعطي الشغالة من الزكاة أن يشتري لها بذلك حاجة بل يعطيها إياها وتتصرف فيها كما شاءت وكذلك العمال وكذلك الفقراء من الأجانب الذين ليسوا في البيت لا يجوز أن يشتري لهم حاجة بل يعطيهم الزكاة وهم يتصرفون فيها. السائل : ... اعطيته مبلغا الشيخ : لا بأس لكن أعطيته الدراهم. السائل : أعطته الدراهم ليشتري حاجة معينة ... . الشيخ : لا بأس ما في مانع المهم بس تعطيه الدراهم بس حتى مثلا لو قال لك أنا أحتاج كذا وكذا كان عندك زكاة اشتر لي بزكاتك هذا الشيء الذي أحتاجه فلا بأس أن يشتري له لأنه صار وكيلا له. نعم
سائل يقول : ما رأي فضيلتكم ونحن نستقبل العشر الأواخر من رمضان ما يسمعه بعض الناس فإنهم يجعلون نهار العشر الأواخر نوما لكي يتسنى لهم الاجتهاد في قيام لياليها وخصوصا في هذه الليالي التي طال فيها الليل ولكي يتقووا على ذلك ينامون أكثر النهار وهل يخالف ذلك سنة الله للناس بقوله تعالى:" وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا " وهل يؤجرون على هذا النوم ولو طال مع أنهم ربما ناموا أكثر النهار ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : ما رأي فضيلتكم ونحن نستقبل العشر الأواخر من رمضان ما يصنعه بعض الناس فإنهم يجعلون نهار العشر الأواخر نوما الشيخ : ايش. السائل : يجعلونها نوما الشيخ : ايش؟ السائل : ينامون يعني الشيخ : ... السائل : نعم يجعلونها نوما لكي يتسنى لهم الاجتهاد في قيام لياليها وخصوصا في هذه الليالي التي طال فيها الليل فلكي يتقووا على ذلك ينامون أكثر النهار هل يخالف ذلك سنة الله للناس في قوله تعالى : (( وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا )) وهل يؤجرون على هذا النوم ولو طال مع أنهم ربما ناموا أكثر النهار ؟. الشيخ : الذين يقومون في الليل وينامون في النهار عن الفرائض لا شك أنهم مخطئون الفرائض أهم وأما الذين يقومون في الليل وينامون في النهار لكن لا يقصرون في الفرائض فلا حرج عليهم في ذلك لكن لا ينبغي للإنسان أن يستوعب وقته في النوم لأن هذه أيام معدودة عشرة أيام بل الأولى أن يحي الليل بالعبادة والصلاة والقراءة وكذلك النهار حتى كان بعض السلف يجعل نهارها كليلها في الاجتهاد بالعبادة لكن قد يكون بعض الناس لا يتحمل ان يقتصر على ساعات قليلة في منامه فإن استعان على ذلك أي على أي التهجد بنوم من النهار فلا حرج فيه بشرط ألا يضيع الواجب نعم.
سائل يقول : درجت بعض الأسواق العامة في مناسبات خاصة كشهر رمضان عن الإعلان عن جوائز كبيرة سيارات وخلافها للمشترين على أن يتم على ذلك قرعة سحب على هذه الجوائز. واختلف البعض في حكم هذه الجوائز ما بين قائل يقول : هي من القمار . والآخر يقول : بأنها جائزة . وكل يجتهد والبعض يجتهد بمقتضى ما سئل وبعضهم يجتهد بما قرأ فنرجو من فضيلتكم تبيين حكم ذلك وبيان حكم أولئك الذين ينقلون الفتوى من كتب وغيرها أو يتعصبون لرأي فلان أو فلان نرجو الإفادة ؟.
السائل : يقول فضيلة الشيخ : درجت بعض الأسواق العامة في مناسبات خاصة كشهر رمضان عن الإعلان عن جوائز كبيرة سيارات وخلافها للمشترين على أن يتم على ذلك قرعة سحب على هذه الجوائز. واختلف البعض في حكم هذه الجوائز ما بين قائل يقول : هي من القمار . والآخر يقول : بأنها جائزة . وكل يجتهد بعضهم يجتهد بمقتضى ما سأل وبعضهم يجتهد بما قرأ فنرجو من فضيلتكم تبيين حكم ذلك وبيان حكم أولئك الذين ينقلون الفتوى من كتب أوغيرها أو يتعصبون لرأي فلان وفلان نرجو الإفادة ؟. الشيخ : الجوائز التي توضع في رمضان أو في غير رمضان إن كانت القيمة قيمة السلعة تزاد بسبب الجائزة فهذا حرام مثلا هذه السلعة تساوي في السوق عشرة والذي أخرج الجائزة جعلها باثني عشر فهذا حرام لماذا ؟ لأن المشتري سيزيد عليه الثمن وقد ينجح في المسابقة وقد لا ينجح إن نجح في المسابقة أخذ أكثر مما زاد عليه في الثمن وإن لم ينجح صار خاسرا " والمعاملة إذا كانت دائرة بين الغنم والغرم صارت من القمار والميسر فتكون حراما " أما إذا كانت السلعة التي تباع عند الذي وضع الجائزة تباع بسعرها في السوق فهذه لا بأس بها لأن المشتري لها إما سالم وإما غانم يعني إما أن يحصل على الجائزة وإما أن يسلم لأنه ما زاد الثمن لكن هذا يخشى منه مسألة ثانية يخشى أن المشتري يشتري هذه الحاجة وهو غير محتاج إليها لكن من أجل تحري هذه الجائزة وبهذا يكون قد أضاع ماله والنبي عليه الصلاة والسلام ( نهى عن إضاعة المال ) فمن الذي يخاطب في هذه الحال أهو صاحب الجائزة أم المشتري ؟ نعم المخاطب المشتري أما في الصورة الأولى التي زيد فيها الثمن فيخاطب الطرفان أما في هذا فيخاطب المشتري يقال لا بأس أن تشتري ممن وضع جائزة لكن بشرط أن تشتري ما تحتاجه أما أن تشتري ما لا تحتاجه لعلك تنجح في هذه المسابقة فهذا من باب إضاعة المال وقد بلغني أن بعض الناس يشتري علب الحليب التي عليها الجائزة ويريقها في الأسواق أو في أي مكان يشتري علبه يفكها ما وجد فيها رقم الجائزة يريق الحليب يشتري علبة ثانية وهكذا ربما يشتري عشرين علبة وهو لا يحتاج ولا واحدة هذا فساد للمال وإضاعة للمال. بعض الناس يقول هذه الجوائز حرام بكل حال سواء اشتملت على إضاعة المال أو على القمار والميسر أو لا لأن فيها تضييقا على الآخرين يعني مثلا صاحب الدكان الذي وضع هذه الجائزة يأتي الناس إليه يشترون منه ويدعون الآخرين وهذا إضرار بهم فنقول هذا صحيح ولكن على المسؤولين عن البلد أن يتدخلوا في هذا يعني بمعنى أنه على المسؤولين المراقبين أن يتدخلوا في هذا وإذا رأوا أن هذا الإنسان حجب الناس عن غيره بما وضع من الجائزة فلهم أن يمنعوه لكن بالنسبة له هو لا بأس أن يضعها إذا لم يقصد الإضرار بالآخرين لأنه سيقول أنا وضعت جائزة قدرها ألف ريال لماذا لا يضعون مثلي جائزة قدرها ألف ريال أو أقل أو أكثر ما منعتهم فإذا كان لم يقصد إضرار الآخرين فهو بالنسبة له.