فتاوى الحرم المكي-1413-04a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تفسير الشيخ لقوله تعالى:" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ".
الشيخ : فيما تلاه إمامنا من قوله تبارك وتعالى: (( شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه )).
1 - تفسير الشيخ لقوله تعالى:" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ". أستمع حفظ
معنى قوله تعالى : " شرع لكم ".
الشيخ : (( شرع لكم )) الشّرع والشّرعة هو الطّريق والمنهاج الذي يسير عليه الإنسان ومنه سمي لفظ الشارع لأنه يسلكه الناس ويسيرون عليه فقوله: (( شرع لكم )) أي جعل لكم طريقاً تسيرون فيه إلى الله عزّ وجلّ.
معنى قوله تعالى: " من الدين " مع ذكر معاني الدين.
الشيخ : (( من الدين )) أي من العمل الذي تدانون عليه وتجازون عليه، والدين يطلق على معنيين: المعنى الأول العمل والشرعة التي يسير عليها الناس، والمعنى الثاني الجزاء الذي يجازى به العامل، فمن المعنى الأول قول الله تبارك وتعالى: (( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون )) إلى أن قال: (( لكم دينكم ولي دين )) ما معنى (( لكم دينكم ولي دين ))؟ أي عملكم الذي تدينون به (( ولي دين )) أي عملي الذي أدين به، ومن ذلك قوله تعالى: (( إن الدين عند الله الإسلام )) ومن ذلك قوله تعالى: (( ورضيت لكم الإسلام ديناً )) أما الدين بمعنى الجزاء فمنه قوله تبارك وتعالى: (( مالك يوم الدين )) وقوله: (( وما أدراك ما يوم الدين* ثم ما أدراك ما يوم الدين* يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )) المراد بالدين هنا الجزاء، فإن الله سبحانه وتعالى هو مالك ذلك اليوم (( يوم الدين )) أي يوم الجزاء، وهو سبحانه وتعالى مالك ليوم الدين وليوم الدنيا ولكن ظهور ملكه الظهور التام إنما يكون يوم القيامة حين لا يوجد مَلِك يمتاز عن المملوك، ولا حر يمتاز على العبد، ولا غني يمتاز على الفقير، ولا قوي يمتاز على الضّعيف، (( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )) إذن الدين يطلق على معنيين: المعنى الأول العمل والشريعة التي يدين الإنسان بها لله والمعنى الثاني: الجزاء، من المثل المشهورة " كما تدين تدان " أيهما يراد به الجزاء وأيهما الذي يراد به العمل؟
الطالب : " كما تدين " أي كما تعمل ..
الشيخ : الأول العمل " كما تدين ".
الطالب : نعم، والثاني الجزاء.
الشيخ : " تدان "
الطالب : تجازى.
الشيخ : تمام.
الطالب : " كما تدين " أي كما تعمل ..
الشيخ : الأول العمل " كما تدين ".
الطالب : نعم، والثاني الجزاء.
الشيخ : " تدان "
الطالب : تجازى.
الشيخ : تمام.
معنى قوله تعالى : " ما وصى به نوحا " .
الشيخ : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك )) نوح هو أول الرسل، أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض هو نوح ودليل ذلك قوله تعالى: (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده )) وقوله تعالى: (( ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب )) (( وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب )) ومن السنة ما جاء في حديث الشفاعة أن الناس يلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون فيذهبون إلى آدم يسألونه الشّفاعة عند الله عزّ وجلّ أن يريحهم من هذا الموقف العظيم فيعتذر، يعتذر بأنه أكل من الشّجرة وقد نهي عن الأكل منها، ( ثم يأتون إلى نوح فيقولون له أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ) وهذا هو الشاهد ( أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ) فنوح أول الرسل.
تنبيه على خطأ من يقول أن إدريس قبل نوح عليهما الصلاة والسلام .
الشيخ : وبهذا نعرف خطأ من نقل من المؤرخين أن إدريس قبل نوح، فإن إدريس من الأنبياء ولا يمكن أن يكون قبل نوح لأن نوحاً أول الرسل الذين أرسلوا إلى أقوامهم والأنبياء المذكورون في القرآن كلهم رسل لقوله تعالى: (( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك )) فكل من قص الله علينا نبأه في القرآن فإنه رسول حتى وإن وصفه الله بأنه نبي فإنه رسول، نبي رسول، إذن من عقيدتنا نحن أن أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض هو من؟
الطالب : نوح
الشيخ : نوح.
الطالب : نوح
الشيخ : نوح.
معنى قوله تعالى: " والذي أوحينا إليك ".
الشيخ : (( ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك )) فذكر أو الرسالات وآخر الرسالات (( والذي أوحينا إليك )) يعني وشرع لكم من الدين الذي أوحينا إليك، فإن قال قائل هل هذا يقتضي التسوية بين دين نوح ودين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أم ماذا؟ نقول أما من حيث الأصول العامة فإن الشرائع متّفقة فيها وأما من حيث التفصيل فقد قال الله تعالى: (( لكلٍ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً )) وذلك لأن التفاصيل تختلف مصالحها باختلاف الأمم والأزمان والأحوال فكان لكل أمة من الشرعة والمنهاج ما يناسبها أما الأصول العامة كتوحيد الله عزّ وجلّ والإيمان بالبعث والإيمان بالقدر وأصول الديانات العملية كالصلاة والصيام والحج والزكاة فإن الشرائع متّفقة فيها من حيث الأصول لا من حيث أيش؟ التفاصيل، لأن التفاصيل تختلف فيها الملل.
معنى قوله تعالى: " وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ".
الشيخ : يقول عز وجل: (( والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) هذه الآية جمعت بين خمسة من الرسل عدهم علينا؟ أين أنت؟نعم كيف أين أنت؟
لا إله إلا الله! من الناس من يحضر بجسده ولا يحضر بقلبه! نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أين ذكرُ محمّد؟
الطالب : (( والذي أوحينا إليك ))
الشيخ : (( والذي أوحينا إليك )) بالخطاب الكاف هنا يخاطب بها من؟ النبي صلّى الله عليه وسلم، أحسنت هؤلاء خمسة منّ الرّسل وذكروا في آية أخرى من القرآن جمعوا جميعاً في آية أخرى من القرآن من يتلوها علينا؟ تفضل.
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم )) ولم يذكروا جميعا في آية سوى في هاتين الآتين وهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل عند جمهور أهل العلم (( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )) (( وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )).
لا إله إلا الله! من الناس من يحضر بجسده ولا يحضر بقلبه! نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : أين ذكرُ محمّد؟
الطالب : (( والذي أوحينا إليك ))
الشيخ : (( والذي أوحينا إليك )) بالخطاب الكاف هنا يخاطب بها من؟ النبي صلّى الله عليه وسلم، أحسنت هؤلاء خمسة منّ الرّسل وذكروا في آية أخرى من القرآن جمعوا جميعاً في آية أخرى من القرآن من يتلوها علينا؟ تفضل.
الطالب : ...
الشيخ : أحسنت (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم )) ولم يذكروا جميعا في آية سوى في هاتين الآتين وهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل عند جمهور أهل العلم (( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )) (( وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )).
بيان مدة لبث نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام في قومه .
الشيخ : وهنا نسأل كم لبث نوح في قومه؟
الطالب : ألف سنة إلا خمسين عاماً.
الشيخ : ألف سنة إلا خمسين عاماً، وكم آمن من قومه مع هذه المدّة الطويلة؟ اثنا عشر أو نقول قليل (( وما آمن معه إلا قليل )).
الطالب : ألف سنة إلا خمسين عاماً.
الشيخ : ألف سنة إلا خمسين عاماً، وكم آمن من قومه مع هذه المدّة الطويلة؟ اثنا عشر أو نقول قليل (( وما آمن معه إلا قليل )).
ذكر بعض ما ابتلي به نبي الله إبراهيم عليه السلام الصلاة والسلام .
الشيخ : إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما هي أعظم محنة جرت عليه بالنسبة للعاطفة البشرية؟
الطالب : ... أمره الله سبحانه وتعالى أن يذبح ابنه
الشيخ : تمام، أنّ الله أمره أن يذبح ابنه (( قال يا بني إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك )) ورؤيا الأنبياء وحي ولهذا قال له ابنه (( يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) فعزم على أن يذبح ابنه واستسلم هو وابنه (( فلمّا أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم )) (( تلّه للجبين )) يعني تلّه على جبينه أي على وجهه ولم يضجعه على جنبه ولا على ظهره وإنما على وجهه لماذا؟ من أجل أن لا ينزعج عند ذبحه وإمرار السكين على رقبته لأنّ الأمر عظيم خطير، ولكن لما حصل هذا الامتثال قال الله تعالى: (( وناديناه أن يا إبراهيم )) وهنا أسأل علماء العربية الحاضرين عندي.
الطالب : ... أمره الله سبحانه وتعالى أن يذبح ابنه
الشيخ : تمام، أنّ الله أمره أن يذبح ابنه (( قال يا بني إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك )) ورؤيا الأنبياء وحي ولهذا قال له ابنه (( يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) فعزم على أن يذبح ابنه واستسلم هو وابنه (( فلمّا أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم )) (( تلّه للجبين )) يعني تلّه على جبينه أي على وجهه ولم يضجعه على جنبه ولا على ظهره وإنما على وجهه لماذا؟ من أجل أن لا ينزعج عند ذبحه وإمرار السكين على رقبته لأنّ الأمر عظيم خطير، ولكن لما حصل هذا الامتثال قال الله تعالى: (( وناديناه أن يا إبراهيم )) وهنا أسأل علماء العربية الحاضرين عندي.
بيان أن الواو تأتي لعدة معاني في القرآن الكريم مع الأمثلة .
الشيخ : كيف جاءت الواو في جواب الشرط في قوله (( فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم )) ما وجه إتيان الواو في جواب الشرط والمعروف أن جواب الشرط إنما يرتبط بالفاء دون الواو؟ ليس فيه أحد من تلاميذ سيبويه؟!
الطالب : ... على محذوف ولما فعل ذلك ناديناه.
الشيخ : ولما فعل ذلك أيش ... (( فلما أسلما )) ولما فعل ذلك ما يستقيم.
الطالب : يعني في نفس الوقت ...
الشيخ : لجاءت الفاء لأنها هي التي تدل على التعقيب اللهم افتح علينا، يلاّ عادل؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني إذن جواب الشرط محذوف والواو عاطفة على ذلك الشرط المحذوف التقدير (( فلما أسلما وتله للجبين )) تحقق فيه صدق الإرادة والعزيمة وحينئذٍ (( ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) فالواو إذن عاطفة على شيء مقدّر ونظيرها من بعض الوجوه قوله تعالى: في أهل الجنة (( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنّة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها )) فإذا قال قائل (( إذا جاؤوها )) شرط (( وفتحت أبوابها )) كيف يكون جواب الشرط مقرونا بالواو فما هو الجواب؟ يعني لا تعرفون حتى النّظير؟!
الطالب : جواب الشرط محذوف.
الشيخ : نعم جواب الشرط محذوف والواو عاطفة على ذلك الجواب المحذوف تمام استرح، جواب الشرط محذوف (( حتى إذا جاؤوها )) شفع النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاحها (( وفتحت أبوابها )) إلى آخر الآيات لأن الجنة إذا ورد أهلها إليها وجدوها مغلقة فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض الاقتصاص النهائي ثم يشفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله في أن يفتح باب الجنة لأهل الجنة فتفتح الأبواب وهذا الذي ذكرناه هو الصواب، وقال بعض المعربين إن الواو هذه زائدة وإنها واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية، لكن الراجح ما قلناه أولاً، المهم أن إبراهيم عليه السلام أعظم محنة امتحن بها من الناحية العاطفية هي أيش؟ الأمر بذبح ابنه مع أن ابنه ليس عنده سواه ووحيده ومع ذلك امتثل لأمر الله عزّ وجلّ (( ما وصينا به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى )) إلى آخره.
الطالب : ... على محذوف ولما فعل ذلك ناديناه.
الشيخ : ولما فعل ذلك أيش ... (( فلما أسلما )) ولما فعل ذلك ما يستقيم.
الطالب : يعني في نفس الوقت ...
الشيخ : لجاءت الفاء لأنها هي التي تدل على التعقيب اللهم افتح علينا، يلاّ عادل؟
الطالب : ...
الشيخ : يعني إذن جواب الشرط محذوف والواو عاطفة على ذلك الشرط المحذوف التقدير (( فلما أسلما وتله للجبين )) تحقق فيه صدق الإرادة والعزيمة وحينئذٍ (( ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) فالواو إذن عاطفة على شيء مقدّر ونظيرها من بعض الوجوه قوله تعالى: في أهل الجنة (( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنّة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها )) فإذا قال قائل (( إذا جاؤوها )) شرط (( وفتحت أبوابها )) كيف يكون جواب الشرط مقرونا بالواو فما هو الجواب؟ يعني لا تعرفون حتى النّظير؟!
الطالب : جواب الشرط محذوف.
الشيخ : نعم جواب الشرط محذوف والواو عاطفة على ذلك الجواب المحذوف تمام استرح، جواب الشرط محذوف (( حتى إذا جاؤوها )) شفع النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاحها (( وفتحت أبوابها )) إلى آخر الآيات لأن الجنة إذا ورد أهلها إليها وجدوها مغلقة فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض الاقتصاص النهائي ثم يشفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله في أن يفتح باب الجنة لأهل الجنة فتفتح الأبواب وهذا الذي ذكرناه هو الصواب، وقال بعض المعربين إن الواو هذه زائدة وإنها واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية، لكن الراجح ما قلناه أولاً، المهم أن إبراهيم عليه السلام أعظم محنة امتحن بها من الناحية العاطفية هي أيش؟ الأمر بذبح ابنه مع أن ابنه ليس عنده سواه ووحيده ومع ذلك امتثل لأمر الله عزّ وجلّ (( ما وصينا به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى )) إلى آخره.
بيان أعظم ما ابتلي به نبي الله موسى عليه السلام .
الشيخ : موسى عليه الصلاة والسلام من أشد الأنبياء وأقواهم ولهذا لما رجع إلى قومه ووجد أنهم قد عبدوا العجل وكانت معه التوراة مكتوبة ألقى الألواح يعني ألقاها في الأرض من شدّة الغضب وأخذ برأس أخيه يجره إليه ويوبخه كيف عبد هؤلاء القوم العجل وأنت فيهم؟ فيقول (( يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي )) وما هي أعظم محنة جرت لموسى في حال نبوته؟
الطالب : لما اجتمع السحرة
الشيخ : لا، هذا صحيح حصل له خوف لكن فيه ما هو أشد من هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا هذا قبل النبوة، عندما وكز القبطي.
الطالب : ...
الشيخ : لا هذا قال (( كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين )) مطمئن عليه الصلاة والسلام، طيب (( واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا )) فأخذتهم الصاعقة والرجفة وهلكوا فضاق عليه الأمر لأنه إذا رجع إلى بني إسرائيل وقد اختار منهم سبعين رجلاً ثم قال إنهم هلكوا صارت المصيبة عظيمة ولهذا قال: (( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي )) فدعى الله عزّ وجل حتى بعثهم الله بعد موتهم ورجع بهم إلى قومه.
الطالب : لما اجتمع السحرة
الشيخ : لا، هذا صحيح حصل له خوف لكن فيه ما هو أشد من هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا هذا قبل النبوة، عندما وكز القبطي.
الطالب : ...
الشيخ : لا هذا قال (( كلاّ إنّ معي ربّي سيهدين )) مطمئن عليه الصلاة والسلام، طيب (( واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا )) فأخذتهم الصاعقة والرجفة وهلكوا فضاق عليه الأمر لأنه إذا رجع إلى بني إسرائيل وقد اختار منهم سبعين رجلاً ثم قال إنهم هلكوا صارت المصيبة عظيمة ولهذا قال: (( رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي )) فدعى الله عزّ وجل حتى بعثهم الله بعد موتهم ورجع بهم إلى قومه.
أعظم ما ابتلي به نبي الله عيسى عليه الصلاة و السلام .
الشيخ : عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أيضاً له ضائقة حصلت له من يعرفها؟
الطالب : لما طلب منه قومه أن ينزل عليهم مائدة من السماء.
الشيخ : لا، حين طلبوا أن ينزل عليهم مائدة من السماء ما استضاق بل نصحهم وحذّرهم و(( قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين )).
الطالب : عندما أمه أتت به ...
الشيخ : لا، الضائقة حصلت هنا على أمّه لكن فرّج الله عنها.
الطالب : عندما طلبوا منه أن يبرئ الأكمه والأبرص
الشيخ : ثم؟
الطالب : ثم دعى الله سبحانه وتعالى ...
الشيخ : لا، أليس اليهود أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه؟
الطالب : لما طلب منه قومه أن ينزل عليهم مائدة من السماء.
الشيخ : لا، حين طلبوا أن ينزل عليهم مائدة من السماء ما استضاق بل نصحهم وحذّرهم و(( قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين )).
الطالب : عندما أمه أتت به ...
الشيخ : لا، الضائقة حصلت هنا على أمّه لكن فرّج الله عنها.
الطالب : عندما طلبوا منه أن يبرئ الأكمه والأبرص
الشيخ : ثم؟
الطالب : ثم دعى الله سبحانه وتعالى ...
الشيخ : لا، أليس اليهود أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه؟
بيان أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب بل رفعه الله تعالى وسينزل.
الشيخ : بل فعلا ادعوا أنهم قتلوه وصلبوه لكن شبّه لهم ألقى الله شبهه على واحد منهم وقالوا هذا عيسى فقتلوه وصلبوه وادّعوا أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم وصلبوه قال الله تبارك وتعالى: (( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتّباع الظّنّ وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً )) فعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام لم يقتل ولم يصلب ومن ضلال النصارى وسفه عقولهم أنهم كانوا يقدّسون الصليب لماذا؟ لأنهم يدّعون أن عيسى صلب عليه وكان مقتضى العقل أن يكسروا الصليب لأنه صلب عليه نبيهم، شيء صلب عليه نبيكم كيف تقدّسونه؟! والصّلب إهانة لا شكّ (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقّتلوا أو يصلّبوا )) ولكن النصارى ينطبق عليهم تماماً وصف الله إياهم بأنهم ضالون (( غير المغضوب عليهم ولا الضّالين )) عندهم ضلال وسفه فهذا من جملة سفههم العظيمة أن يقدّسوا الصليب الذي صلب عليه نبيّهم كما زعموا ونحن نشهد الله وملائكته وجميع خلقه أن عيسى لم يقتل ولم يصلب بل أكرمه الله ورفعه إليه وسينزل في آخر الزّمان يحكم بالقسط ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل إلا الإسلام.
معنى قوله تعالى: " أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ".
الشيخ : قال الله عزّ وجلّ: (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )) هذا هو المشروع إقامة الدّين، إقامة الشريعة يجب على الأمة الإسلامية أن تقيم شريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( ولا تتفرقوا فيه )) في أي شيء؟ في الدّين فيجب على الأمة أن تتّحد وأن تتفق على دين الله عزّ وجلّ ولا يحلّ للأمة أن تفترق لأنّ التفرق طريق غير المسلمين قال الله تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) فإن قال قائل هل وقع التفرق بين الأمة؟ وهل الاختلاف رحمة أو نقمة؟ فالجواب نعم وقع التفرق بين الأمة، ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) وهي من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فالتفرق مع الأسف حصل.
بيان أضرار التفرق مع ذكر علاجه .
الشيخ : ولهذا لما تفرقت الأمة لحقها الذل وزال عنها العز، لحقها الضعف وزالت عنها القوة، تكالبت عليها الأعداء، تداعت الأمم عليها كما تداعت الأكلة على صحفته وأصبحت الأمة الإسلامية مع الأسف أمّة ممزّقة يضلّل بعضها بعضا ويطعن بعضها في بعض ولا شك أن هذا خلاف ما أمر الله به من الاتفاق ووقوع فيما نهى الله عنه من التفرق والواجب علينا أن نتّفق جميعا في دين الله وأن لا نتفرّق، فإن قال قائل ما هو دواء هذا التفرق؟ قلنا دواءه سبيل الحكمة الذي أمر الله به قال تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) الواجب أن نجتمع وأن ننظر ما اختلفنا فيه ثم نرجع في ذلك إلى الكتاب والسّنّة، إلى القرآن وإلى سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.
مسألة: إذا لم تتفق الفهم في فهم النصوص فهل يعتبر ذلك تفرقا.
الشيخ : ولكن قد لا تتفق الأفهام في فهم النص، قد يفهم منه فلان معنى ويفهم منه فلان الآخر معنى آخر فهل يعد ذلك تفرّقا أو لا؟ نقول إنّ هذا لا يعدّ تفرّقاً ما دامت النّيّة حسنة وما دام الإنسان قد اتقى الله ما استطاع ولم يتبين له أكثر مما فهم لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
ذكر مثال في اختلاف فهم العلماء في النصوص.
الشيخ : والأمثلة على ذلك كثيرة منها أن الناس اختلفوا في المياه هل أقسام المياه ثلاثة أو قسمان فمن العلماء من قال ثلاثة أقسام: طهور وطاهر ونجس ومنهم من قال بل هي قسمان: طهور ونجس وليس هناك قسم يسمّى طاهراً، مثاله: رجل قام من النوم نوم الليل وأتى إلى الإناء فيه الماء فغمس يده في الإناء فماذا نقول عن هذا الماء الذي غمست فيه يد القائم من النوم؟
الطالب : طهور.
الشيخ : من قال إن الأقسام ثلاثة قال: هذا الماء طاهر غير مطهّر ومن قال إن المياه قسمان قال هذا الماء طهور مطهّر هذا الاختلاف لا يعد في الحقيقة اختلاف قلوب بل اختلاف أفهام وكل واحد منهم من المختلفين قام بما يجب عليه من النظر ولكنه لم يهتد إلى أكثر مما وصل إليه فهمه (( ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) والصّحيح في هذه المسألة أنّ الماء قسمان: قسم تغيّر بالنجاسة طعمه أو لونه أو ريحه فهو نجس والآخر طهور وهو ما لم يتغير بالنّجاسة وعلى هذا فالماء الذي غمست فيه يد القائم من نوم الليل يعتبر أيش؟
الطالب : طهورا.
الشيخ : طهوراً يجوز التطهر به ويرفع الحدث.
الطالب : طهور.
الشيخ : من قال إن الأقسام ثلاثة قال: هذا الماء طاهر غير مطهّر ومن قال إن المياه قسمان قال هذا الماء طهور مطهّر هذا الاختلاف لا يعد في الحقيقة اختلاف قلوب بل اختلاف أفهام وكل واحد منهم من المختلفين قام بما يجب عليه من النظر ولكنه لم يهتد إلى أكثر مما وصل إليه فهمه (( ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) والصّحيح في هذه المسألة أنّ الماء قسمان: قسم تغيّر بالنجاسة طعمه أو لونه أو ريحه فهو نجس والآخر طهور وهو ما لم يتغير بالنّجاسة وعلى هذا فالماء الذي غمست فيه يد القائم من نوم الليل يعتبر أيش؟
الطالب : طهورا.
الشيخ : طهوراً يجوز التطهر به ويرفع الحدث.
ذكر مثال آخر في اختلاف فهم العلماء في النصوص.
الشيخ : ومن ذلك أن الناس اختلفوا في عدّة المرأة إذا توفّي عنها زوجها وهي حامل فكم عدّتها؟ قال بعض العلماء: تعتد بأطول الأجلين وضع الحمل أو أربعة أشهر وعشراً فإن وضعت قبل تمام أربعة أشهر وعشر وجب عليها أن تكمّل أربعة أشهر وعشراً، وإن تمّت أربعة أشهر وعشر قبل أن تضع وجب عليها أن تنتظر حتّى تضع أفهمتم الآن؟ طيّب توفّي عنها زوجها في أول يوم من محرّم ووضعت في أول يوم من شهر ربيع الأول هل تنقضي عدّتها أو لا؟ لا تنقضي، بقي عليها شهران وعشرة أيام، توفّي زوجها في أول يوم من محرم ومضى أربعة أشهر محرم صفر ربيع الأول ربيع الثاني جمادى الأولى وهي لم تضع تنتظر أو لا؟ تنتظر حتى تضع هذا رأي من آراء العلماء ومنهم أي من رأى هذا الرأي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبد الله بن عباس وناهيك بهما علماً وفقها، ومن العلماء من قال تعتد بوضع الحمل وإن صارت مدّته أقل من أربعة أشهر وعشرا فإذا وضعت بعد موت زوجها ولو بليلة واحدة انتهت عدّتها وهذا القول قول جمهور أهل العلم إذن ما الذي يحكم بين هؤلاء وهؤلاء؟
الطالب : كتاب الله
الشيخ : كتاب الله، استرح، كتاب الله قال الله فيه : (( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )) وقال: (( والذين يتوفّن منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشراً )) كل واحدة فيها عموم، فالآية الأولى (( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )) تشمل من اعتدّت لوفاة ومن اعتدّت لطلاق (( والذين يتوفّن منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشراً )) تشمل من كانت حاملا أو غير حامل إذن لا سبيل لنا إلى الأخذ بالآيتين إلا إذا قلنا بأنها تعتدّ بأطول الأجلين وإلى هذا ذهب علي وابن عباس رضي الله عنهما، بقي علينا مرجع آخر ما هو؟ السّنّة ننظر في السنة ، نجد أن السّنّة دلت على أن المعتبر الحمل ولو قلت مدّته فيما ثبت في الصّحيحين عن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها ( أنها نفست بعد موت زوجها بليال) لم تبلغ شهراً أو بلغته ولم تبلغ أربعة أشهر وعشراً ( فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتزوّج ) وبهذا عرف أن المعتبر إيش؟ وضع الحمل وأن قول الجمهور هو الصّحيح لأن السّنّة دلّت عليه هذا الخلاف الذي يحصل في مثل ذلك لا يضر لأن كلاّ قصده الحق ولكن اختلفت الأفهام أو اختلفت العلوم من الناس من يعطيه الله تعالى فهماً قوياً يفهم من النّصّ ما لا يفهمه غيره ومن الناس من يكون فهمه قاصراً ومن الناس من يعطيه الله علماً ومن الناس من يقلّ علمه فالحاصل أن هذا الاختلاف لا يدخل في الاختلاف المنهي عنه لأنه اختلاف في المفهوم ولا يضر.
الطالب : كتاب الله
الشيخ : كتاب الله، استرح، كتاب الله قال الله فيه : (( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )) وقال: (( والذين يتوفّن منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشراً )) كل واحدة فيها عموم، فالآية الأولى (( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )) تشمل من اعتدّت لوفاة ومن اعتدّت لطلاق (( والذين يتوفّن منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشراً )) تشمل من كانت حاملا أو غير حامل إذن لا سبيل لنا إلى الأخذ بالآيتين إلا إذا قلنا بأنها تعتدّ بأطول الأجلين وإلى هذا ذهب علي وابن عباس رضي الله عنهما، بقي علينا مرجع آخر ما هو؟ السّنّة ننظر في السنة ، نجد أن السّنّة دلت على أن المعتبر الحمل ولو قلت مدّته فيما ثبت في الصّحيحين عن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها ( أنها نفست بعد موت زوجها بليال) لم تبلغ شهراً أو بلغته ولم تبلغ أربعة أشهر وعشراً ( فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتزوّج ) وبهذا عرف أن المعتبر إيش؟ وضع الحمل وأن قول الجمهور هو الصّحيح لأن السّنّة دلّت عليه هذا الخلاف الذي يحصل في مثل ذلك لا يضر لأن كلاّ قصده الحق ولكن اختلفت الأفهام أو اختلفت العلوم من الناس من يعطيه الله تعالى فهماً قوياً يفهم من النّصّ ما لا يفهمه غيره ومن الناس من يكون فهمه قاصراً ومن الناس من يعطيه الله علماً ومن الناس من يقلّ علمه فالحاصل أن هذا الاختلاف لا يدخل في الاختلاف المنهي عنه لأنه اختلاف في المفهوم ولا يضر.
بيان خطر اختلاف القلوب نتيجة الاختلاف في فهم النصوص .
الشيخ : ولكن المشكل أيها أننا نجد في عصرنا هذا وقبله نجد أن بعض الخلاف يصل إلى الاختلاف في القلوب وهذا هو الشر والبلاء أن تختلف القلوب وأن تحمل القلوب الأحقاد على الآخرين وأن تتبع عوراتهم وأن تشيع الخطأ وتكتم الصّواب ولا شك أن هذا هو البلاء الذي نهى الله عنه في قوله: (( ولا تتفرّقوا فيه )) ولهذا كان يجب علينا إذا رأى أحدنا من أخيه خطأً أن يتّصل به على وجه المحبّة محبّة الخير له ومحبّة تصحيح خطئه سرّاً لا علانية ويتناقش معه وإذا علم الله منهما حسن النّيّة فقد قال الله تعالى في الزّوجين: (( إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما )) هذا خلاف بين رجل وزوجته فكيف بالخلاف بين قادة الأمة من العلماء وطلبة العلم إذا اجتمع الناس ونظروا سبب هذا الخلاف وأرادوا الإصلاح فإن الله تعالى يوفّق بينهم ويدلّهم على الحق أما أن يأخذ الناس من هذا الخلاف سبباً لاختلاف القلوب والتفرق وتتبع الزّلات فلا شكّ أن هذا خلاف ما أمر الله به من الاتّفاق وجمع الكلمة وأنه وقوع فيما نهى عنه من التّفرّق وأن ذلك سوف يقتل النّهضة الإسلامية التي وجدت الآن ولله الحمد بين شباب هذه الأمة وغيرها وهذا موجود، جاء إلي رجل اليوم من بلاد أفريقيا وقال أنه نشأ بين الشّباب مشاكل في مسائل تتعلّق بالعقيدة، مسائل تتعلّق بالأشياء الإجتماعية حتى تفرّق الشباب بسبب هذا الخلاف لأنهم لم يجدوا حكماً يرجعون إليه يحكم بينهم وهذا لا شك أنه خطر عظيم على هذه النهضة الإسلامية فالواجب الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً حتى يزول هذا الخلاف وتنشأ المحبة في القلوب ويزول عنها هذا الصّدأ الذي سوف يفتّتها حتى تتكسر نسأل لله السلامة والعافية.
معنى قوله تعالى : " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ".
الشيخ : قال الله تبارك وتعالى: (( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )) (( كبر )) بمعنى عظم وما الذي يدعوهم إليه؟ هو التوحيد، الدعوة إلى التوحيد عند المشركين كبيرة عظيمة لأنها تنافي مقصدهم يقولون: (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )) وبالله عليكم هل العجاب أن يجعل مع الله إلها آخر أو العجاب أن يوحد الله؟ الأول أو الثاني؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول، لكن هؤلاء المشركين قد نكس الله قلوبهم وأفسد فطرهم فقالوا: (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )) فنقول والله إن العجاب ما ذهبتم إليه من تعدّد الآلهة فالله سبحانه وتعالى إله واحد لا شريك له.
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول، لكن هؤلاء المشركين قد نكس الله قلوبهم وأفسد فطرهم فقالوا: (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )) فنقول والله إن العجاب ما ذهبتم إليه من تعدّد الآلهة فالله سبحانه وتعالى إله واحد لا شريك له.
ذكر خطر من يقول كلمة التوحيد ولا يعمل بها.
الشيخ : كل المسلمين يقولون سراً وعلناً أشهد أن لا إله إلا الله، مناير المساجد يرفع فيها كلّ يوم خمس مرات قول أيش؟ أشهد أن لا إله إلا الله، المسلمون في صلواتهم يقرؤون التّشهّد يقول الواحد منهم أشهد أن لا إله إلا الله، إذا تطهّر قال: أشهد أن لا إله إلا الله ، كل المسلمين يقولون هذا ولكني أسأل هل الذين يقولون هذا يطبّقونه بفعلهم؟ الجواب نعم إلا قليلاً من الناس تجد القائل من هؤلاء قليل يقول لا إله إلا الله ولكنه يعتقد أن الولي المعيّن أو الإمام المعيّن يُرجع إليه في الشكوى والتضرّع وكشف الكربات وما أشبه ذلك حتى أنّنا نسمع أنّ من الناس من يدعو الله سبحانه وتعالى في الأمور السّهلة ويدعو غير الله في الأمور الصّعبة فبالله عليكم هل يكون هذا الإنسان محقّقاً لقول لا إله إلا الله أو مناقضًا لقول لا إله إلا الله؟ هو مناقض لقول لا إله إلا الله كيف تقول لا إله إلا الله وأنت تعبد غير الله؟ وليعلم أنّ كل ما عبد غير الله فقد عبد الشّيطان قال الله تعالى: (( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألاّ تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) بعدها؟
الطالب : (( وأن اعبدوني )).
الشيخ : (( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم )) فهؤلاء المتعلقون بالأولياء أو بالأئمة يدعونهم من دون الله ويفزعون إليهم عند الشّدائد هؤلاء مشركون بالله ولا ينفعهم قول لا إله إلا الله لا تنفعهم يوم القيامة وقد سفّه الله هؤلاء وبيّن ضلالهم فقال جل وعلا (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه )) وما هي ملة إبراهيم؟ الحنيفية، التّوحيد الخالص (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )) وضلّل الله سبحانه وتعالى هؤلاء في عقولهم، سفّه عقولهم وضلّل آراءهم فقال: (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) من أضل، من هذه استفهام بمعنى؟
الطالب : ...
الشيخ : بمعنى النفي، يعني لا أحد أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون لا يستجيبون لهم كما قال تعالى (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم )) وماذا تكون النتيجة يوم القيامة؟ (( وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبير )).
الطالب : (( وأن اعبدوني )).
الشيخ : (( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم )) فهؤلاء المتعلقون بالأولياء أو بالأئمة يدعونهم من دون الله ويفزعون إليهم عند الشّدائد هؤلاء مشركون بالله ولا ينفعهم قول لا إله إلا الله لا تنفعهم يوم القيامة وقد سفّه الله هؤلاء وبيّن ضلالهم فقال جل وعلا (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه )) وما هي ملة إبراهيم؟ الحنيفية، التّوحيد الخالص (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين )) وضلّل الله سبحانه وتعالى هؤلاء في عقولهم، سفّه عقولهم وضلّل آراءهم فقال: (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) من أضل، من هذه استفهام بمعنى؟
الطالب : ...
الشيخ : بمعنى النفي، يعني لا أحد أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون لا يستجيبون لهم كما قال تعالى (( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم )) وماذا تكون النتيجة يوم القيامة؟ (( وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )) (( ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبير )).
نصيحة لمن يقول كلمة التوحيد ولا يعمل بها ويستغيث بالأموات والأولياء.
الشيخ : لذلك أوجّه إلى هؤلاء، أوجّه إليهم نصيحة من هذا المكان في هذه اللّيلة المباركة أن يتّقوا الله عزّ وجلّ وأن ينيبوا إلى الله وحده وأن يرجو الله وحده لكشف الكربات وأن يدعو الله وحده لحصول المطلوبات وليعلموا أنّ هؤلاء الأئمة وهؤلاء الأولياء الذين يدعونهم لن ينفعوهم أبداً ولن يكشفوا عنهم ضرّا هم بأنفسهم قد ماتوا وكانوا جماداً جثثاً هامدة ربما تكون الأرض قد أكلتهم ولم يبق منهم إلا عجب الذّنب فكيف يدعونهم من دون الله؟ ولكن ربما يبتلى الإنسان فيدعو هذا الولي أو هذا الإمام ثم يحصل له المطلوب فإذا حصل هذا الأمر فإننا نعلم علم اليقين أنه ليس هذا الإمام أو هذا الولي هو الذي أعطاه هذا المطلوب من أين نعلم ذلك؟ من الآية (( من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) لكن حصل المطلوب عند هذا الفعل لا بهذا الفعل انتبه وفرق بين حصول الشيء عند الشيء وحصول الشّيء بالشّيء، إذا قلت حصل الشّيء بالشّيء فمعناه أنه كان سبباً لحصوله وإذا قلت حصل عنده فمعناه أنه كان وقت حصوله ولكنه ليس هو السّبب فربما يفتن العبد ويبتلى ويحصل مطلوبه عند هذا الشيء وليس بهذا الشيء لأننا نعلم علم اليقين أن هؤلاء المدعوّين ..
اضيفت في - 2006-04-10