الشيخ : وكانوا أعداء لهم متبرئين منهم (( إذ تبرّأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فتبرّأ منهم كما تبرّؤوا منّا )) شوف يوم القيامة هؤلاء الأتباع يتمنوّن أن يكون لهم رجعة إلى الحياة الدّنيا من أجل أن يتبرّؤوا من هؤلاء كما تبرّأ منهم هؤلاء في الآخرة قال الله تعالى: (( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار )) لأن من يشرك بالله (( فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) إنني أنصح هؤلاء من هذا المكان في هذه الليلة أن يتّقوا الله تعالى في أنفسهم وإذا كان عندهم طلبة علم أنصح طلبة العلم أن يبيّنوا لهم خطأهم وضلالهم وأنهم منحرفون عن صراط الله الذي هدى إليه من شاء من عباده لأن واجب طلبة العلم أن يبيّنوا للناس ما نُزّل إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم نسأل الله لنا ولكم التوحيد الخالص وأن يتوفّانا وإياكم على الإيمان وأن يعيذنا من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين ولعلنا الليلة نقتصر على هذه الجملة لننتقل فوراً إلى الأسئلة إذا كان هناك أسئلة، بعض الناس قال لنا نود أن نسمع أسئلتنا حتى نستفيد.
الطالب : الاسئلة بأكياس
الشيخ : أيش؟ الأسئلة في أكياس؟!
الطالب : ايوه
الطالب : ...
الشيخ : اجعل هذا أول سؤال.
الطالب : ...
الشيخ : يلا أعطنا الأسئلة، السؤال هذا اجعله الأول اكتبه، أعطه ورقة.

السائل : أثابكم الله وسلمكم في الدّنيا والآخرة تقول السائلة فضيلةُ الشيخ متى تنتهي عدّة ..
الشيخ : الصواب بالفتح.

السائل : فضيلة الشيخ متى تنتهي عدة امرأة توفي عنها زوجها وهي حامل وبعد أسبوعين أصابها المرض فأسقطت جنينها بعد ثلاثة أشهر ونصف فماذا تفعل هذه المرأة هل تنتهي عدتها أم تنتظر إلى نهاية أربعة أشهر والعشرة أيام أفتونا مأجورين؟
الشيخ : هذا سؤال جيّد ومهمّ ما هو الحمل الذي تنقضي به العدّة يقول العلماء الحمل الذي تنقضي به العدّة هو ما تبيّن فيه خلق إنسان يعني مخلّق هذا هو الذي تنقضي به العدّة وعلى هذا فإذا وضعت المرأة بعد أربعين يوماً من الحمل فإن عدّتها لا تنقضي لأنه لم يخلّق وإذا وضعت بعد ثمانين يوماً نظرنا إن كان مخلّقا انقضت العدّة وإن كان غير مخلّق لم تنقض العدّة لأنه إذا تمّ له ثمانون يوما انتقل إلى الطور الثالث وهو المضغة وقد قال تعالى: (( مضغة مخلّقة وغير مخلّقة )) والدليل على هذا حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق ) الصّادق فيما أَخبر به، المصدوق فيما أُخبر به قال: ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك ) أربعون يوماً نطفة، أربعون يوماً علقة يعني قطعة دم، أربعون يوماً مضغة فهذه مائة وعشرون يوماً وهي أربعة أشهر ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح وعلى هذا فنقول في السؤال الذي ورد إنه مضى له ثلاثة أشهر ونصف، كم ثلاثة أشهر ونصف؟ يعني مائة وخمسة أيام مثل هذا يكون مخلّقاً في الغالب فإذا وضعته المرأة انتهت به عدّتها وبهذه المناسبة أودّ أن أقول إن الجنين إذا وضع قبل تمام أربعة أشهر فإنه قطعة من اللحم يدفن في أي مكان ولا يغسل ولا يكفّن ولا يصلى عليه ولا يسمّى ولا يعق عنه وإذا وضع بعد تمام أربعة أشهر فهو إنسان يغسل ويكفّن ويصلّى عليه ويدفن في المقابر مقابر المسلمين ويسمّى ويعقّ عنه لأنه صار إنساناً.

السائل : تقول السائلة أرجو أن تبينوا لنا متى يبدأ الحيض للمرأة هل بنزول الدم أو بما يشبه الغبار أو بمجرد الألم المصاحب للعادة أو تسبقها بقليل؟
الشيخ : الحيض هو الدّم ولا يمكن أن تكون المرأة حائضاً إلا إذا نزل هذا الدّم أما مقدّماته من الصّفرة والكدرة فقد قالت أم عطيّة رضي الله عنها ( كنا لا نعدّ الصفرة والكدرة شيئاً ) فإذا نزل الدّم المعروف المصحوب بالآلام فهذا هو الحيض وأما الصّفرة والكدرة السابقة فإنها ليست من الحيض للحديث الذي أشرنا إليه.

السائل : وفقكم الله، ما الحكم إذا أدت المرأة العمرة ولم تعلم بنزول الحيض إلا بعد نهاية العمرة وليس بالنزول الكامل وإنما بما يشبه الغبار؟
الشيخ : هذا السؤال يؤخذ من الجواب الأول، جوابه يؤخذ من الجواب الأول أن ما سبق الحيض مما ليس بدم بل هو كدرة أو صفرة فإنه ليس بشيء بل إن المرأة إذا انتهت من الطواف والسّعي ثم رأت الدّم ولم تدر هل خرج قبل الطواف أو بعد الطواف فإن عمرتها صحيحة لأن الأصل أنه لم يخرج وكذلك إذا أفطرت من الصوم ثم رأت الدم دم الحيض ولم تدر هل خرج قبل غروب الشمس أو بعد غروبها فإن صومها صحيح، ولكن هنا سؤال لو أنها طافت ثم حاضت بعد الطواف وقبل السعي فهل تكمل العمرة؟ الجواب
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم تكمّل العمرة لأن السّعي لا يشترط فيه الطهارة.

السائل : أثابكم الله، يقول السائل : في هذه الليلة أوتر الإمام وفقه الله في صلاة التراويح بثلاث ركعات بتسليمة واحدة فأيهما أولى لمن أراد القيام مع الإمام في آخر الليل أيشفع هذا الوتر فيكون صلى أربعاً بتسليمة واحدة أو يشفع الوتر في آخر الليل ويكتفي بوتره في أوله؟
الشيخ : الأمر كما قال السائل في هذه الليلة أن الإمام وفّقه الله صلى الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة وهذا أحد الوجهين في الإيتار بالثلاث فإن من أوتر بثلاث يجوز في وتره وجهان: الوجه الأول أن يسلّم من الركعتين الأوليين ثم يأتي بركعة منفردة، والوجه الثاني أن يسجد الثلاثة بتشهّد واحد وتسليم واحد وكلاهما جائز، إذن الركعتان الأوليان المفردتان من الوتر وإن كنا نسميهما شفعاً فهما شفع من وتر ولذلك نقول من أراد أن يوتر بالثلاث المفصولتين فلينو بالشفع أنه وتر لا أنه من صلاة الليل بل هو وتر ولو كان مفصولاً عن الركعة الثالثة، هناك وجه ثالث في الإيتار بالثلاث أن يوتر بثلاث بتشهّدين وتسليم واحد وهذا منهي عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا توتروا بثلاث لا تشبهوا صلاة المغرب ) ومشابهة صلاة المغرب إنما تكون فيما إذا تشهّد مرتين وسلم تسليمة واحدة وعلى هذا فيكون للإيتار بالثلاث ثلاث صفات: صفتان مشروعتان وصفة منهي عنها، الصّفتان المشروعتان يلاّ؟
الطالب : ثلاث ركعات مع بعض وركعتين ..
الشيخ : ثلاث ركعات مع بعض بتشهّد واحد. نعم
الطالب : الوجه الثاني ركعتان مع بعض وتشهد ويسلم ثم ركعة أما الوجه المنهي هو مشابهة صلاة المغرب.
الشيخ : تمام، الوجهان المشروعان ثلاث بتسليم واحد وتشهّد واحد، ثلاث بتسليمين وتشهّدين، المنهي عنه ثلاث بتشهّدين وتسليم واحد، الإيتار بالخمس كيف يكون؟ له وجه واحد أن يسردها سرداً بتشهد واحد وسلام واحد، الإيتار بالسّبع فيها قولان للعلماء فمنهم من قال: يسردها كلها بتشهد واحد وتسليم واحد ومنهم من قال: يجلس في السادسة ويتشهّد ولا يسلّم ثم يأتي بالسابعة، الإيتار بالتّسع يكون بتشهّدين وتسليم واحد إذا صلّى ثمانياً جلس وتشهّد ثم قام وأتى بالتاسعة وسلم .
وهنا يحسن بنا أن نتكلم في حديث توهّم فيه بعض الناس وهو حديث عائشة حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: ( ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ ثم يصلي ثلاثاً ) ولم تذكر أنه يطيلهن توهّم بعض الناس أنه يصلي أربعاً بتسليم واحد وأربعاً بتسليم واحد ولا شك أن هذا هو ظاهر اللفظ ولكن الأحاديث يفسّر بعضها بعضاً فإن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ) هكذا في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها فبيّنت رضي الله عنها أنه يصلي إحدى عشرة ويسلم من كل ركعتين فإن قال قائل: لماذا لا تجعلون هذا صفتين مرة يسلم من كل ركعتين ومرة يسلم من كل أربع؟ قلنا هذا ممكن أن نجعلها صفتين أحياناً يصلي أربعاً ويسلم وأحياناً يصلي ركعتين ويسلّم ولكن الوجه الأول أو الصّفة الأولى يمنعها قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن صلاة الليل فقال: ( صلاة الليل مثنى مثنى ) وهذا يدل على انحصار صلاة الليل بكونها ثنتين ثنتين والأصل أن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام موافق لأيش؟ لقوله هذا هو الأصل إلا بدليل صريح يخرج الفعل عن القول أما الوتر فقد جاءت السّنّة صريحة فيه بأنه يصلي الإنسان الثلاث جميعاً والخمس جميعاً والسبع جميعاً والتّسع جميعاً فيكون مستثنياً من قوله: ( صلاة الليل مثنى مثنى ) وإنني بهذه المناسبة أودّ من إخواني طلبة العلم ولا سيما الإخوة الموفّقون الذين ينتسبون إلى الحديث ونعم المنتسب إليه أنصحهم بأن لا يتعجّلوا في الحكم إذا رأوا حديثاً بلفظ معيّن حتى يجمعوا أطراف الحديث وينظروا بين هذه الأطراف لأن التعجل والنظر إلى النّصوص من وجه واحد دون استفراغ الجهد في الجمع بينها يكون بمنزلة نظر الأعور الذي لا يرى إلا من عين واحدة انتبهوا يا جماعة وهذه مسألة ونصيحة أزفها إلى إخواني الذين اهتموا بعلم الحديث وأوصي كل إنسان أن يهتم بعلم الحديث لأنه الأصل الثاني في إثبات الأحكام الشرعية لكن لا أريد أن يكون طالب الحديث سطحياً ينظر إلى مجرد اللفظ بدون الرجوع إلى المعاني الثابتة المحكمة في الشريعة الإسلامية أو ينظر إلى الحديث من جانب واحد دون جمع أطرافه فإن ذلك نقص في الاستدلال وليس النقص في الاستدلال مجرّد خطأ فقط بل يترتب عليه العمل، عمل الإنسان نفسه وعمل من يتّبعه ويقتدي به، فالمسألة خطيرة فلا ينبغي التسرّع ولا التعجّل والحمد لله الأمر واسع (( ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) والذي لا تدركه اليوم تدركه في الغد اصبر اجمع الأحاديث اجمع أطرافه انظر إلى القواعد الشرعية التي هي كالجبال في الرسوخ في هذه الشريعة الكاملة ولا تتعجّل لا تكن سطحياً فإن الأمر خطير نسأل الله لنا ولكم التوفيق.
أما بالنسبة لما حصل الليلة فهنا ثلاث احتمالات أو احتمالان: الاحتمال الأول أن نقول إذا قام الإمام إلى الثالثة فاجلس أنت لأن صلاتك أنت ليست صلاة وتر بل هي صلاة ليل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى ) هذا احتمال، الإحتمال الثاني أن نقول اتبع الإمام واشفعه بركعة وكونك هنا تصلي أربعاً إنما أوجب لك ذلك متابعة الإمام فأنت لم تقصد الأربع استقلالاً ولكنك صليتها اتّباعاً لإمامك وهذا الذي هو يظهر لي وهو الذي فعلته الليلة فإنه حينما سلّم الإمام أتيت بركعة أشفع هذا الوتر.
السائل : بارك الله فيكم، يقول السائل ..
السائل : الاحتمال الثالث؟
الشيخ : الاحتمال الثالث أن ينوي الانفراد عن الإمام نهائياً إذا قام إلى الثالثة.
السائل : يصلي الوتر معه ...
الشيخ : لا، لا يصلي الوتر معه لأنه ما نوى الوتر أصلا هو دخل مع الإمام بنية أنه صلاة الليل.
السائل : ...
الشيخ : لا لا، الآن انتهينا ما يحتمل الأمر إلا شيئاً واحداً فقط أن تتابع إمامك وأن تأتي بعده بركعة هذا الذي ترجح عندي.

السائل : بارك الله فيكم، يقول السائل : سمعنا أنكم تقولون عن كتاب المعجم المفهرَس لألفاظ القرآن الكريم ..
الشيخ : الصواب المفهرِس.
السائل : المعجم المفهرِس لألفاظ القرآن الكريم أن ما فعله الذين جمعوه فعل غير جائز وأن طريقتهم التي استخدموها لا تجوز هل هذا صحيح؟
الشيخ : ما أكثر ما أسمع عن نفسي ما لم أقله! وما أكثر ما ينقل عني ما لم أقله ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل، أي إنسان منكم يسمع عني شيئاً مستنكراً فالواجب عليه أن يتّصل بي ليتبين ويتثبّت لأن الناس قد يوردون السؤال على وجه ليس الذي في نفوسهم فيكون اللفظ مخالفاً لما في نفس السائل والمجيب يجيب على أيش؟ على اللفظ ولا على ما في نفس السائل؟ على اللفظ ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ) كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا أجابه المفتي بحسب لفظه وهو قد أورده يريد معنى آخر نسب إلى المفتي قولاً مخالفاً لما في نفسه وربما تفتي السائل ويكون قلبه يفكر في أشياء بعيدة وأنت تقول له الجواب فيفهم الجواب خطأ وينقله على حسب فهمه إذن فالخطأ إما في تصوير المسألة للمفتي وإما في فهم جواب المفتي وهذا يقع كثيراً ولكني أقول إذا سمعتم عني أو عن أحد من العلماء قولاً ترونه منكراً أو مستنكراً أو غريباً فليس عليكم إلا أن تتصلوا به قبل أن تنسبوه إليه، أما بالنسبة للمعجم المفهرِس فإنني لم أقل أنه حرام بل أقول إنه جيّد ونافع وأنا أنتفع به هو عندي في مكتبتي أرجع إليه كثيراً ومفيد كما أن المعجم المفهرس في ألفاظ الحديث النبوي هو مفيد أيضاً وفي الحقيقة إنه يوفر علينا وقتاً كثيرا لا هذا ولا هذا ولكن هناك كتاب اسمه " تفصيل آيات القرآن الكريم " أو " تفصيل آيات الكتاب الحكيم " نسيت العنوان يجمع الآيات التي في معنى واحد في مكان واحد والآيات التي بمعنى واحد في مكان واحد وهكذا آيات الترغيب وحدها وآيات الترهيب وحدها، الأمر وحدها والنهي وحدها آيات الصلاة وحدها وآيات الزكاة وحدها هذا الذي لا أرى أنه محقّ لأن هذا يخالف ما أراد الله عزّ وجلّ بإدخال المعاني بعضها مع بعض، يخالف كون القرآن مثاني تثنى فيه الأحكام والوعد والوعيد لولا أننا نحسن الظّنّ بمن ألفه لقلنا أن هذا فيه اعتراض عن القرآن، القرآن تجد الزكاة والصلاة في آية واحدة فكيف نفصل الزكاة من الصلاة؟ وكذلك الطهارة وغيرها هذا هو الذي أرى أن لا يقتنى وأرى أن يبقى القرآن على حسب ترتيبه لا على حسب ترتيب هذا الذي رتبه لأن الله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من جميع خلقه وأما المعجم المفهرِس الذي يدلك على الآية وموضعها من السورة فإن هذا جيّد ونافع وننتفع به نحن كثيراً نعم.
السائل : وفّقكم الله.

السائل : يقول السائل : بالنسبة للحديث الذي ذكرتموه عن تخلق الجنين فهناك رأي آخر موافق للطب التجريبي الحديث وهو أن هذه الأطوار كلها أي النطفة ثم العلقة ثم المضغة تكون في الأربعين يوماً الأولى وهذا فهم أو رأي لبعض العلماء فما تعليقكم على ذلك؟
الشيخ : تعليقنا على هذا أننا نأخذ بحديث عبد الله بن مسعود ولا نتعدّاه وقد قال رضي الله عنه ( حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ) أما ما ورد في حديث أسيد بن حضير أو نحوه مما يدل على خلاف ذلك فإن التخطيط الوارد فيه ليس هو التخليق الوارد في حديث عبد الله بن مسعود وإنما هو تخطيط أو تخليق بالتلوين فقط لا بالتجزئة و التعرية وبينهما فرق فنحن عقيدتنا ما دل عليه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وما خالفه فإنه محمول على تخليق آخر أو تخطيط آخر

السائل : وفّقكم الله، يقول السائل : هل يجوز إذا سرقت وكنت في بلد لا يحكم بشرع الله أن أتقدم ببلاغ للشرطة وأنا أعلم بأنهم لن يقيموا الحد على السارق ثم ما هي صفة التحاكم لغير الشرع التي يكون بها صاحبها كافرا؟
الشيخ : الرجل يقول إذا سرقت فهل يعني أنه إذا يسرق هو نفسه أو الذي يسرق ماله؟ أين السائل؟ السائل موجود الآن؟ هل المعنى إذا سَرقت أو إذا سُرقت؟
الطالب : ...
الشيخ : مشكّلها بضم السين؟ على كل حال إذا سرقت ففيها ما يسمى بالمجاز ..
الطالب : هذا السائل يا شيخ.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام.
السائل : إذا سُرقت أنا.
الشيخ : أنت تُسرق؟!
السائل : نعم.
الشيخ : يعني يأخذك العدو ويقول هذا عبدي؟!
السائل : يعني سرق مني مال ...
الشيخ : فهمنا المراد يعني إذا سرقت سُرق مالي، إذا سُرق مالي فهل أرفع القضية إلى الحكومة التي لا تحكم بكتاب الله في هذا الأمر؟ أقول نعم ارفعه للحكومة من أجل الحصول على مالك أما إقامة الحد الذي هو حق الله فهذا إلى الحكومة ولا شك أنه يجب على كل حكومة تحكم المسلمين أن تطبق شرع الله في عباد الله ومن ذلك قطع يد السارق إذا تمّت شروط القطع ولقد رأيت بعض الكتاب العصريين ينتقد هذا الحكم والعياذ بالله أعني قطع يد السارق ويقول لو أننا قطعنا يد السارق لكان نصف الشعب مشلولاً مقطّع اليد فنقول لهذا الكاتب أقررت الآن أن نصف شعبك كلهم سراق واضح؟ ونقول له لو أنك قطعت يد سارق لانتهى عن السرقة مائة سارق لأن في القطع ردعاً لأهل السرقة وقد قال الله تعالى: (( ولكم في القصاص حياة )) مع أن القصاص قتل نفس بنفس لكن جعله الله حياة وكان مقتضى العقل الفاسد أن يقول إذا قتلنا نفساً بنفس فقد قتلنا نفسين ولو تركنا قتل النفس بالنفس لقتلنا نفساً واحدة ولكنه إذا لم يقتل نفساً بنفس فإن هذا القاتل سوف يقتل غداً أنفساً آخرين فنقول لا شك أن حكم الله أحسن الأحكام (( ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون )) والواجب على ولاة الأمور في البلاد الإسلامية أن يقطعوا يد السارق إذا تمّت الشروط وأنا أضمن لهم أنهم إذا قطعوا يد السارق فسوف يمتنع السراق عن السرقة نعم.
السائل : وفّقكم الله ..
الشيخ : ما فيه شق؟ فيه شق ثانٍ؟
السائل : نعم.

السائل : ما هي صفة التحاكم لغير كتاب الله التي يكون بها صاحبها كافراً؟
الشيخ : نعم، التحاكم لغير شرع الله هو أن يرفع الإنسان القضية إلى من لا يحكم بكتاب الله معتقداً أن حكمه أولى من حكم الله أو أحسن أو مساوٍ لحكم الله فهذا هو الذي قد يوصل إلى الكفر.

السائل : نحن سكان نسكن في أرض تحتها مقابر وقد علمنا عنها بعد وقت طويل فماذا علينا أن نفعل أفيدونا أفادكم الله؟
الشيخ : السؤال يقول أنهم يسكنون في أرض تبين أنها مقبرة فنقول إن الواجب في هذا أن ترفع القضية إلى الحاكم الشرعي وينظر فيها.

السائل : وفّقكم الله، يقول السائل : بعد الأكل غسلت يدي بصابون معطر وأنا محرم لأداء العمرة وغير منتبه لذلك فهل علي إثم علماً بأنني لا أعرف الحكم من قبل؟
الشيخ : هذا السؤال يحتاج في الجواب إلى أمرين: أولا هل الصابون المعطّر يعتبر من الطيب الممنوع منه المحرم؟ أجيبوا!
الطالب : ...
الشيخ : هل هو طيب أو هو ذو رائحة ذكية؟
الطالب : ذو رائحة.
الشيخ : كرائحة التفاح مثلاً أو النعناع؟ الظاهر لي أنه من هذا النوع لا يعتبر طيباً ولكن إذا قدّرنا أنه طيب وتطيب به الإنسان يظن أنه لا بأس به فإنه لا شيء عليه وقد ذكر أهل العلم قاعدة مفيدة أن الأمور المحرّمة إذا فعلها الإنسان جاهلاً فإنه لا إثم عليه ولا فدية عليه فيما فيه الفدية - انتبه يا أخ - لقول الله تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله: قد فعلت، فإذا قدّرنا أن هذا الصابون الذي تنظّف به طيب يمنع منه المحرم ولكنه كان جاهلاً فلا شيء عليه إلا أنه يجب عليه إذا علم أن يغسل يديه إذا كان قد بقي فيهما ريح.

السائل : فضيلة الشيخ ما حكم الإستعانة برجل مصاب بمس الجن لكي يدلهم على تشخيص الأمراض وبيان موضع السحر وغيره لأن هذا الرجل المصاب بالمس يتعرف عن هذه الأمور عن طريق الجني المتلبس به أفيدونا مأجورين؟
الشيخ : أما أنا بارك الله فيكم فإني أعيش في عالم الإنس! واسألوا من يعيش في عالم الجن! واعلموا أن الشريعة الإسلامية لا تأتي بما يصادم المصالح فكل ما فيه مصلحة وليس فيه مضرة دينية ولا دنوية فإن الشريعة الإسلامية لا تأباه لأنها كلها تقرر المصالح وتنفي المفاسد وقد ذكرنا في درس الصباح أن الأشياء لا تخلو من خمسة أمور حول هذا الموضوع هل منكم من يذكرها؟
الطالب : مصلحة خالصة أو مفسدة خالصة ..
الشيخ : نعم.
الطالب : أو مصلحة راجحة.
الشيخ : نعم.
الطالب : أو مفسدة راجحة.
الشيخ : نعم.
الطالب : أو تستوي المصلحة والمفسدة.
الشيخ : تمام، مصلحة خالصة ومفسدة خالصة ومصلحة راجحة ومفسدة راجحة ومصلحة ومفسدة لا يرجح إحداهما على الأخرى، ما معنى مصلحة خالصة؟ يعني مصلحة ما فيها مفسدة، مفسدة خالصة ليس فيها مصلحة، الشريعة تقرر المصلحة الخالصة والمصلحة الراجحة، المفسدة الراجحة والمفسدة الخالصة تنفيها نفياً تاماً إذا تساوت المصلحة والمفسدة فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
السائل : أثابكم الله.

السائل : يقول السائل : هل يجوز تصوير واقع المسلمين في البوسنة والهرسك وغيرها من وقائع المسلمين التي فيها من المشاهد ما يدعو الناس إلى التأثر بها أو التعاطف معهم ويدعوهم إلى الإنفاق في سبيل الله ويكون ذلك عبر شريط فيديو وصور فوتوغرافية ما رأيكم بمن يمنع هذه الأشياء بحجة أن الله لا يطاع بمعصيته بل يطاع بما شرع؟
الشيخ : هو لا شك أن الطاعة تنافي المعصية والله تعالى لا يطاع بمعصيته ولهذا لو أراد إنسان أن يقوم متنفلاً بعد صلاة العصر التنفل بالصلاة طاعة محبوب إلى الله لكن إذا وقع بعد صلاة العصر أيش؟ وقع في معصية فلا يجوز أن يصلي لا يمكن أن يتقرب إلى الله بمعصيته ولكن الذين يصورون هذه المشاهد لا يقصدون بها التقرب إلى الله إنما يقصدون بها إثارة الهمم لأنه ليس الرائي كمن سمع ونضرب لكم مثلا برجل أراد أن يصف لنا سيارة وقال صفتها كذا وكذا الكبوت كذا والصدام كذا والكفر كذا والمقاعد كذا إلى آخره هذا لو يبقى ساعة يصف لنا ليس كما شاهدناها أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : كلنا يعرف هذا فإذا صورت هذه المشاهد بشريط فيديو فإن ذلك لا بأس به لأن شريط الفيديو حسب ما قال لي المحققون لا تنطبع عليه الصورة على الشريط نفسه إنما هي حبات إذا مرت على آلة معيّنة ظهرت الصورة وإلا فليست بصورة وعلى هذا فلا بأس بذلك أما الصور الفتوغرافية فإن بقيت غير معلقة ولا مشهّرة فلا بأس بها أيضاً مثل أن نجعلها فيما يسمى بالمحفظة أو
الطالب : ...
الشيخ : لا هي بطاقة، لكن تحفظ فيما يسمى ألبوم، وألبوم نطلب من الأخ الذي قاله لنا أن يحقق لنا كونه لغة عربية لا بد لا بد، إن شاء الله تعالى بكرة تأتي بها، موجودة عندك كتب اللغة موجودة طيب اكتب اسمه عشان يأتي بها غداً وكذلك الكاش نكلفك بها أيضاً! طيب على كل حال أقول توضع في محفظة ومن جاء وأراد أن يشاهد يشاهد أما تعليقها على الجدر فلا أرى ذلك لأن هذا إعلان للصور وإشهار لها وكذلك على الصناديق أرى أن لا تشهر هذا رأيي وقد يرى غيري سواه والله أعلم.

السائل : أثابكم الله، يقول السائل : كيف نوفق بين أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عند ظهور الفتن بلزوم البيوت والسكوت وعدم الخوض فيها وعن ما ذكر في حديث حذيفة أنه عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيكون بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم قلت: فما العصمة؟ قال: السيف ) ؟
الشيخ : هذا اللفظ لا أعرفه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لحذيفة السيف بل قال عليه الصلاة والسلام ( أن تلزم جماعة المسلمين، قال: فإن لم يكن لهم جماعة؟ قال: انج بنفسك ولو أن تعض بأصل شجرة ) هذا الذي أحفظه من الحديث وعلى السائل أن يأتي باللفظ الذي ذكره.

السائل : يقول السائل : كيف نرد على الصوفية الذين يقولون إن العلم قسمان ظاهر يعلمه الرسل والعلماء و باطن اختص به الأولياء؟
الشيخ : أعوذ بالله! سمعتم كلامه؟ يقول فيه صوفية يقولون العلم علمان: علم ظاهر يعلمه الرسل والعلماء وعلم باطن لا يعلمه إلا أولياءهم نقول هذا الذي قالوه خطأ عظيم يستلزم تجهيل الرسل وأنهم لا يعلمون ما أنزل الله عليهم وأن هؤلاء الذين زعموهم أولياء يعلمون من علم الله ما لا يعلمه الرسل عليهم الصلاة والسلام وهذا لا شك أنه يوصل إلى الكفر والعياذ بالله فمن اعتقد أن في شريعة الله من العلوم ما لم يصل إليه علم الرسل فإنه كافر يجب عليه أن يتوب إلى الله وأن يرجع إلى الحق وأن يتبرأ من طريقه الذي كان يسلكه لأنه طريق ضلال وكفر وفساد والعياذ بالله وأرجو أن يسمع هؤلاء بأنهم إذا قالوا هذا القول فقد مرقوا من الإسلام حتى لو سبّحوا الله ولو حمدوا الله ولو كبروا الله لأنهم بقولهم هذا جعلوا غير الرسل أعلم بالله وبشريعته من الرسل، نعم.

السائل : يقول السائل : تنتابني وساوس كثيرة عندما أهم بعمل أو عبادة أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوساوس تخطر ببالي بأن هذه الأشياء تؤدي إلى طلاق زوجتي فما حكم ذلك؟
الشيخ : هذه مصيبة تقع من كثير من الناس يتوهم أنه إذا فعل عبادة فهذا يعني طلاق زوجته وهذا من الشيطان والشيطان يلقي في قلوب بني آدم من الوساوس ما هو أعظم، يلقي لهم وساوس ما يتعلق بذات الرب عزّ وجلّ وبصفاته ولكن الدواء بيّنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ( فليستعذ بالله ولينته ) يقول أعوذ بالله مما في قلبي ولينته وليعرض ولا يلتفت إليه إطلاقاً وبقي علينا مسألة بعض الذين ابتلاهم الله تعالى بالوساوس في طلاق زوجاتهم مع الضيق الشديد على قلبه يقول إذن أطلق وأستريح فيقول فعلاً زوجتي طالق بلسانه فهل يقع هذا الطلاق؟ السؤال يا جماعة هل يقع هذا الطلاق؟ لا حتى لو لفظ بلسانه بناء على الضّغط النفسي الداخلي فإن الطلاق لا يقع لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا طلاق في إغلاق ) طيب فيه أيضاً مثال آخر: رجل مبتلى بالوسواس في الطهارة يأتيه الشيطان فيقول إنك قد أحدثت ويضغط عليه فيقول إذن أحدث فيذهب ويخرج الريح من دبره لأجل أن يتيقن أنه أحدث فهل هذا طريق صحيح؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، لكن هل يكون هذا محدثاً أو غير محدث؟
الطالب : ...
الشيخ : لا إله إلا الله! الرجل بال أو فسى أو ضرط!
الطالب : ...
الشيخ : ... لا هو محدث يا أخي، هو محدث لا شكّ لكن هل هذا هو الطريق السليم؟ لا الطريق السليم ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً ) وليس الطريق أن يذهب يبول أو يحدث بالريح مثلاً لا هذا ليس بطريق صحيح، الطريق الصّحيح أن تعرض عن هذا وأن لا تنصرف من صلاتك ولا تخرج من مسجدك حتى تسمع صوتاً أو تجد ريحاً. نعم
السائل : ...
الشيخ : يتخلّص بما ذكرته أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وينتهي ويعرض عن هذا..