فتاوى الحرم المكي-1413-05a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تفسير الشيخ لسورة "محمد "صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : فإن مما استمعنا إليه في هذه الليلة في قراءة أئمتنا قول الله تعالى: (( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمّد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداء )) إلى آخره هذه السورة تسمى سورة القتال، وتسمى سورة محمّد وذلك لأنه ذكر فيها محمد صلى الله عليه وسلم وذكر فيها القتال.
معنى قوله تعالى :" الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم " .
الشيخ : يبين الله تعالى في هذه السورة أن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل الله أعمالهم أذهبها سدى وضياعاً والذين كفروا بماذا؟ كفروا بما يجب الإيمان به كفروا بالله، كفروا برسله، كفروا بكتبه، كفروا بملائكته، كفروا باليوم الآخر، كفروا بالقدر، إذا كفروا بأي واحد من هذه الأركان الستة فهم كفار كفار حتى لو آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض فهم كفار قال الله تعالى (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض )) وقال تعالى: (( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً )) فالإيمان كلٌّ لا يتجزّأ من كفر بشيء منه فقد كفر به جميعاً فيكون قوله تعالى: (( الذين كفروا )) أي كفروا بما يجب الإيمان به من الأركان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل هؤلاء (( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله )) (( صدوا )) أي أعرضوا أو صرفوا أي أعرضوا أو صرفوا إذا فسرناها بأعرضوا صار الفعل لازماً وإذا فسرناها بصرفوا صار الفعل متعدياً فعلى الأول يكون المعنى أنهم هم أعرضوا عن سبيل الله وعلى الثاني يكونون صرفوا عباد الله عن سبيل الله وهل يمكن أن نحمل الآية على المعنيين جميعاً؟ أجيبوا يا جماعة! نعم.
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، يمكن لأن من قواعد التفسير أن الآية إذا تضمنت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر وجب أن تحمل على المعنيين جميعاً لأن ذلك أعم وأشمل وأبرأ للذّمّة وأحوط وعلى هذا فيكون هؤلاء الكفار قد أعرضوا بأنفسهم عن سبيل الله وقد صرفوا عباد الله عن سبيل الله هؤلاء أضل الله أعمالهم مهما ظنوا أنهم على صواب فإنهم على خطأ وهم أخسر الناس أعمالاً كما قال تعالى: (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ذلك جزاؤهم جهنّم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً )).
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، يمكن لأن من قواعد التفسير أن الآية إذا تضمنت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر وجب أن تحمل على المعنيين جميعاً لأن ذلك أعم وأشمل وأبرأ للذّمّة وأحوط وعلى هذا فيكون هؤلاء الكفار قد أعرضوا بأنفسهم عن سبيل الله وقد صرفوا عباد الله عن سبيل الله هؤلاء أضل الله أعمالهم مهما ظنوا أنهم على صواب فإنهم على خطأ وهم أخسر الناس أعمالاً كما قال تعالى: (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ذلك جزاؤهم جهنّم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً )).
معنى قوله تعالى :" والذين آمنوا وعملوا الصالحات ".
الشيخ : ولما كان القرآن الكريم مثاني تثنى فيه المعاني فإذا ذكر الشيء ذكر ما يقابله إذا ذكر الحق ذكر الباطل، إذا ذكر الكافر ذكر المؤمن إذا ذكر الثواب ذكر العقاب حتى يبقى الإنسان سائراً في منهاجه وتصرفاته بين الخوف والرجاء لما ذكر الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أنهم أضل أعمالهم قال: (( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم )) الذين آمنوا بماذا؟ قلنا الذين كفروا بما يجب الإيمان به إذن الذين آمنوا؟
الطالب : بما يجب الإيمان به.
الشيخ : بما يجب الإيمان به آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وعملوا الصالحات.
الطالب : بما يجب الإيمان به.
الشيخ : بما يجب الإيمان به آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وعملوا الصالحات.
قاعدة : العمل الصالح مبني على شيئين : الإخلاص والمتابعة مع الأدلة.
الشيخ : عملوا الأعمال الصالحة، وما هي الأعمال الصالحات؟ قال العلماء العمل الصالح هو المبني على شيئين: الأول الإخلاص لله والثاني المتابعة لرسول الله، هذا العمل الصالح وضده العمل الفاسد فما لم يخلص فيه لله فهو عمل فاسد وما لم يتبع فيه رسول الله فهو عمل فاسد ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه: ( أن الله تعالى قال أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) ما الذي اختل في هذا؟
الطالب : الإخلاص.
الشيخ : الإخلاص، وقال النبي صلى الله: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ما الذي اختل نت هذا؟
الطالب : المتابعة.
الشيخ : المتابعة، إذن فالعمل الصالح ما انبنى على شيئين؟
الطالب : الإخلاص والنية.
الشيخ : الإخلاص والنية؟
الطالب : الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنت بارك الله فيك
الطالب : الإخلاص.
الشيخ : الإخلاص، وقال النبي صلى الله: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ما الذي اختل نت هذا؟
الطالب : المتابعة.
الشيخ : المتابعة، إذن فالعمل الصالح ما انبنى على شيئين؟
الطالب : الإخلاص والنية.
الشيخ : الإخلاص والنية؟
الطالب : الإخلاص والمتابعة.
الشيخ : الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنت بارك الله فيك
قاعدة : لا تتحقق المتابعة إلا إذا وافقت العبادة الشريعة في أمور ستة :
الشيخ : طيب ولا تتحقق المتابعة إلا إذا وافقت العبادة الشريعة في أمور ستة السبب والجنس والكيفية والقدر والزمان والمكان، لا تتحقق المتابعة حتى توافق العبادة الشريعة في أمور ستة في السبب والجنس والكيفية والقدر والزمان والمكان.
أولا : في السبب مع المثال .
الشيخ : فإذا تعبد الإنسان لله عبادة بسبب غير مشروع فالعبادة مردودة مبتدعة ينكر على فاعلها أن يفعلها مثال ذلك: لو أن إنساناً كلما خرجت منه ريح حمد الله أو كلما تجشّأ حمد الله، تجشّأ تعرفون الجشاء؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليس معروفاً وأنت صاحب الألبوم؟! يضاف إليه أيضاً، كلما تجشّأ وخرجت منه ريح حمد الله فنقول هذه العبادة غير موافقة للشرع لماذا؟ لأنك حمدت الله على سبب لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم سبباً للحمد نعم لو فرض أن الإنسان أصيب بانحباس الريح ثم فتح الله له ذلك تكون نعمة متجددة إذا حمد الله عليها فإن ذلك صحيح.
الطالب : ... .
الشيخ : ليس معروفاً وأنت صاحب الألبوم؟! يضاف إليه أيضاً، كلما تجشّأ وخرجت منه ريح حمد الله فنقول هذه العبادة غير موافقة للشرع لماذا؟ لأنك حمدت الله على سبب لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم سبباً للحمد نعم لو فرض أن الإنسان أصيب بانحباس الريح ثم فتح الله له ذلك تكون نعمة متجددة إذا حمد الله عليها فإن ذلك صحيح.
ثانيا : في الجنس مع المثال .
الشيخ : في جنسها؟ لو أن إنسانا ضحى بفرس ضحى يوم عيد النحر بفرس فإن هذه الأضحية لا تنفعه ولا تجزئه لماذا؟ الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : غير مقبولة.
الشيخ : لماذا غير مقبولة؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها ليست من جنس ما يضحى به مخالفة للشريعة في الجنس، استرح، ما الذي يضحى به؟ بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم.
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : غير مقبولة.
الشيخ : لماذا غير مقبولة؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها ليست من جنس ما يضحى به مخالفة للشريعة في الجنس، استرح، ما الذي يضحى به؟ بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم.
ثالثا : في القدر مع المثال .
الشيخ : لو أن رجلاً صلى الفجر ثلاث ركعات أو أربع ركعات قلنا لا يصح هذا لماذا؟ لأنها مخالفة للشريعة.
الطالب : في القدر.
الشيخ : في القدر.
الطالب : في القدر.
الشيخ : في القدر.
رابعا : في الكيفية مع المثال .
الشيخ : لو أن أحداً توضّأ فغسل رجليه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه ثم غسل وجهه لم يصح وضوءه لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : للاختلاف في الكيفية.
الطالب : ...
الشيخ : للاختلاف في الكيفية.
خامسا : في الزمان مع المثال .
الشيخ : لو أن رجلاً صام رمضان في رجب أراد أن يقدّم وقال هذا من المسابقة إلى الخيرات هل يجزئ؟
الطالب : لا يجزئ.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : مخالف للزمن.
الشيخ : لأنه مخالف للزمن ولو ضحى يوم عرفة فالأضحية لا تجزئ لأنها مخالفة في الزمن ولو ضحى يوم العيد قبل صلاة لم تجزئ لأنه مخالف؟
الطالب : في الزمن
الشيخ : في الزمن طيب.
الطالب : لا يجزئ.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : مخالف للزمن.
الشيخ : لأنه مخالف للزمن ولو ضحى يوم عرفة فالأضحية لا تجزئ لأنها مخالفة في الزمن ولو ضحى يوم العيد قبل صلاة لم تجزئ لأنه مخالف؟
الطالب : في الزمن
الشيخ : في الزمن طيب.
سادسا : في المكان مع المثال .
الشيخ : ولو اعتكف الإنسان في بيته بدلاً عن المسجد؟
الطالب : مخالف للمكان.
الشيخ : لم تصح لأنها مخالفة في مكان طيب، إذن قوله تعالى: (( والذين آمنوا وعملوا الصالحات )) ما المراد بالصالحات؟ الأعمال الصالحة ولا تكون صالحة حتى تكون مبنية على شيئين الإخلاص؟
الطالب : والمتابعة.
الشيخ : والمتابعة ضد الإخلاص الشرك ضد المتابعة الإبتداع أو المخالفة.
الطالب : مخالف للمكان.
الشيخ : لم تصح لأنها مخالفة في مكان طيب، إذن قوله تعالى: (( والذين آمنوا وعملوا الصالحات )) ما المراد بالصالحات؟ الأعمال الصالحة ولا تكون صالحة حتى تكون مبنية على شيئين الإخلاص؟
الطالب : والمتابعة.
الشيخ : والمتابعة ضد الإخلاص الشرك ضد المتابعة الإبتداع أو المخالفة.
الكلام عن الرياء : صوره وحكمه .
الشيخ : ومن الشرك الرياء، نعوذ بالله من الشرك كله خفيه وجليه الرياء أن يعمل الإنسان العمل لله، يعمل العمل لله لكن يريد أن يمدحه الناس به، هو لا يصلي للناس ولكن يصلي لله إنما يريد أن يمدحه الناس به فيقال هذا رجل مصلّ، ينفق لله لنفع الفقير لكن يريد أن يمدحه الناس بالإنفاق هذا مرائي فما حكم الرياء إذا خالط العبادة؟ نقول يفسد العبادة يفسدها ولا تقبل منه بل يأثم بها لأنه أشرك بالله والشرك لا يغفر ولو كان أصغر لعموم قوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الشّرك لا يغفره الله ولو كان أصغر " ولكن لا يعني ذلك أنّ الشرك الأصغر يخلّد صاحبه في النار لا، الشرك الأصغر يعذّب صاحبه بقدر ما عمل من الشرك ثم يكون مآله إلى الجنّة الذي يخلد فاعله في النار ما هو؟
الطالب : الشرك الأكبر.
الشيخ : الشرك الأكبر (( إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) ومن الشرك أن يعمل الإنسان العمل للدنيا أن يعمل للدنيا يؤذّن ليأخذ الرّاتب يكون إماماً ليأخذ الراتب، ليس قصده أن يتقرّب إلى الله بالأذان ولا أن يتقرب إلى الله بالإمامة ولكن من أجل أن يحصل على الراتب هذا شرك لأنه أراد بعمله الدنيا وقد قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد قال " باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " وقد قال الله تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) طيب هذه النقطة الأخيرة مشكلة لأن كثيراً من الأئمة وكثيراً من المؤذّنين يقومون بذلك العمل من أجل الراتب وهذا مشكل فهل يعني ذلك أن نتخلى عن الأذان والإمامة؟ نقول نعم إذا كانت هذه نيته فليتخل لأنّ كونه يصبح فقيراً من المال خير من كونه يصبح فقيراً من الإخلاص ولكن نقول قبل ذلك صحّح النية انو أنك تتقرب إلى الله بالأذان وبالإمامة ولكنّك تأخذ ما ترتّب على ذلك للتقوي عليهما وعلى القيام بهما، قال ابن تيمية رحمه الله في مثل هذا: " من أخذ مالا ليحج به فلا حرج ومن حج ليأخذ المال فليس له في الآخرة من خلاق " وهذا نحتاج إليه فيما يأخذه بعض الناس أيّام الحج من الدّراهم ليحجّ به عن غيره فإنا نقول له هل أنت أخذت هذه الدراهم لتحج بها أو حججت لتأخذ الدراهم؟ إن كان الأول فلا حرج لأنه من باب الإستعانة برزق الله على طاعة الله وإن كان الثاني ففيه الحرج لأنه اتّخذ الدين وسيلة للدنيا والعكس هو الصحيح أن الدنيا هي التي تتخذ وسيلة للدين. طيب المتابعة عرفتم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت العبادة موافقة للشرع في أمور ستة وهي: السبب الجنس، القدر، الكيفية، الزمان، المكان.
الطالب : الشرك الأكبر.
الشيخ : الشرك الأكبر (( إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) ومن الشرك أن يعمل الإنسان العمل للدنيا أن يعمل للدنيا يؤذّن ليأخذ الرّاتب يكون إماماً ليأخذ الراتب، ليس قصده أن يتقرّب إلى الله بالأذان ولا أن يتقرب إلى الله بالإمامة ولكن من أجل أن يحصل على الراتب هذا شرك لأنه أراد بعمله الدنيا وقد قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد قال " باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " وقد قال الله تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) طيب هذه النقطة الأخيرة مشكلة لأن كثيراً من الأئمة وكثيراً من المؤذّنين يقومون بذلك العمل من أجل الراتب وهذا مشكل فهل يعني ذلك أن نتخلى عن الأذان والإمامة؟ نقول نعم إذا كانت هذه نيته فليتخل لأنّ كونه يصبح فقيراً من المال خير من كونه يصبح فقيراً من الإخلاص ولكن نقول قبل ذلك صحّح النية انو أنك تتقرب إلى الله بالأذان وبالإمامة ولكنّك تأخذ ما ترتّب على ذلك للتقوي عليهما وعلى القيام بهما، قال ابن تيمية رحمه الله في مثل هذا: " من أخذ مالا ليحج به فلا حرج ومن حج ليأخذ المال فليس له في الآخرة من خلاق " وهذا نحتاج إليه فيما يأخذه بعض الناس أيّام الحج من الدّراهم ليحجّ به عن غيره فإنا نقول له هل أنت أخذت هذه الدراهم لتحج بها أو حججت لتأخذ الدراهم؟ إن كان الأول فلا حرج لأنه من باب الإستعانة برزق الله على طاعة الله وإن كان الثاني ففيه الحرج لأنه اتّخذ الدين وسيلة للدنيا والعكس هو الصحيح أن الدنيا هي التي تتخذ وسيلة للدين. طيب المتابعة عرفتم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كانت العبادة موافقة للشرع في أمور ستة وهي: السبب الجنس، القدر، الكيفية، الزمان، المكان.
معنى قوله تعالى :" وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم ".
الشيخ : طيب يقول الله عز وجل: (( والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزّل على محمّد )) (( بما )) " ما " هذه اسم موصول تشمل ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن والسّنّة قال تعالى: (( وهو الحق من ربهم )) وهذه الجملة تدلّ على أنّ ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام حقّ سواء كان طلباً أم خبراً - انتبه يا أخ - ما جاء به الرسول فهو حق سواء كان طلباً أم خبراً، وحينئذٍ نسأل ما موقفنا من الطلب وما موقفنا من الخبر؟ من يعرف؟ نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، ما موقفنا من الطلب ماذا نكون تجاه الطلب؟
الطالب : الطاعة
الشيخ : تمام، موقفنا من الطلب الطاعة أن نقول سمعنا وأطعنا وننفذ إن كان أمراً فعلنا وإن كان نهياً تركنا، ما موقفنا من الخبر؟
الطالب : التصديق.
الشيخ : التصديق، تمام أن نقول آمنا وقبلنا وصدّقنا هذا هو الإيمان بما نزل على محمّد صلى الله عليه وسلم.
الطالب : ...
الشيخ : لا، ما موقفنا من الطلب ماذا نكون تجاه الطلب؟
الطالب : الطاعة
الشيخ : تمام، موقفنا من الطلب الطاعة أن نقول سمعنا وأطعنا وننفذ إن كان أمراً فعلنا وإن كان نهياً تركنا، ما موقفنا من الخبر؟
الطالب : التصديق.
الشيخ : التصديق، تمام أن نقول آمنا وقبلنا وصدّقنا هذا هو الإيمان بما نزل على محمّد صلى الله عليه وسلم.
معنى قوله تعالى :" كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ".
الشيخ : ما ثواب هؤلاء الذين آمنوا بما نزل على محمد؟ ثوابهم قوله: (( كفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم )) (( كفر عنهم سيئاتهم )) أي سيئات أعمالهم (( وأصلح بالهم )) أي حالهم وشأنهم فجمع الله لهم بين أمرين بين إزالة السوء وحصول الخير إزالة السوء بتكفير السيئات وحصول الخير بإصلاح الحال وقوله عز وجل: (( كفر عنهم سيئاتهم )) يبينه تماماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة ) والآية الثانية
معنى قوله تعالى :" ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ".
الشيخ : والآية الثانية بعد هذا (( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم )) هذه الآية تعليل لما قبلها فمن اتبع الباطل والعياذ بالله حصل له من الضلال بقدر ما يتبعه من الباطل فمن عصى الله فقد اتبع الباطل، ينقص من إيمانه بقدر معصيته وينقص من هداه بقدر معصيته، لأنه إذا كان اتباع الحق سبباً للخير فاتباع الباطل سبب للشر (( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك )) أي مثل هذا التبيين والتوضيح يضرب الله للناس أمثالهم.
15 - معنى قوله تعالى :" ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم ". أستمع حفظ
معنى قوله تعالى :" كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ... حتى تضع الحرب أوزارها ".
الشيخ : ثم قال: (( فإذا لقيتم الذين كفروا )) يعني في ميدان القتال (( فضرب الرقاب )) ضرب الرقاب ، ضرب هنا مصدر بمعنى الأمر أي فاضربوا رقابهم (( حتى إذا أثخنتموهم )) في القتل وأذللتموهم بالقتل وأضعفتموهم بالقتل فحينئذٍ شدوا الوثاق، ما معنى شدوا الوثاق؟ أي شدوا الوثاق منهم بالأسر لا تأسروهم قبل أن تثخنوهم بالقتل، أثخنوهم بالقتل حتى لا تقوم لهم قائمة ثم بعد ذلك ائسروهم وإذا أسرتموهم (( فإما مناً بعد وإما فداءً )) إلى متى؟ (( حتى تضع الحرب أوزارها )) ونقول حتى هنا للتعليل أن لأجل أن تضع الحرب أوزارها إما منا بعد وإما فداء الجملة هنا الأخ ماذا تفيد؟
الطالب : الأمر
الشيخ : لا (( إما منا بعد وإما فداء )) ماذا تفيد؟
الطالب : التخيير.
الشيخ : التخيير تمام، (( إما مناً بعد وإما فداءً )) يعني إما أن تمنوا عليهم فتطلقوهم
الطالب : الأمر
الشيخ : لا (( إما منا بعد وإما فداء )) ماذا تفيد؟
الطالب : التخيير.
الشيخ : التخيير تمام، (( إما مناً بعد وإما فداءً )) يعني إما أن تمنوا عليهم فتطلقوهم
بيان كيفية الفداء في الحرب وحكمة ذلك .
الشيخ : وإما أن تفادوهم بماذا؟ بمال أو منفعة أو رجال، تفادوهم بايش؟بمال أو منفعة أو رجال، بمال بأن يطلب من الكافر المأسور أن يدفع فداء فيقال: لا نطلقك إلا بمائة مليون هذا أيش فداء بماذا؟
الطالب : بمال.
الشيخ : بمال، أو بمنفعة نقول لا نطلقك حتى تصلح الطريق لنا، تكون عاملاً مع العمال كما فعل المسلمون في أسرى بدر حيث فادوهم بتعليم أبناء الأنصار الكتابة، الثالث؟
الطالب : رجال.
الشيخ : رجال، كيف رجال؟ يكون عندهم أسرى منا فنقول أعطونا أسرانا ونعطيكم أسراكم هذا التخيير يا جماعة هل هو تخيير تشهي أو تخيير مصلحة؟
الطالب : مصلحة
الشيخ : نعم الثاني تخيير مصلحة، يعني لا يحل لمن يلي أمور المسلمين في هذا الشأن أن يخير أو أن يتخير إلا ما تقتضيه المصلحة.
الطالب : بمال.
الشيخ : بمال، أو بمنفعة نقول لا نطلقك حتى تصلح الطريق لنا، تكون عاملاً مع العمال كما فعل المسلمون في أسرى بدر حيث فادوهم بتعليم أبناء الأنصار الكتابة، الثالث؟
الطالب : رجال.
الشيخ : رجال، كيف رجال؟ يكون عندهم أسرى منا فنقول أعطونا أسرانا ونعطيكم أسراكم هذا التخيير يا جماعة هل هو تخيير تشهي أو تخيير مصلحة؟
الطالب : مصلحة
الشيخ : نعم الثاني تخيير مصلحة، يعني لا يحل لمن يلي أمور المسلمين في هذا الشأن أن يخير أو أن يتخير إلا ما تقتضيه المصلحة.
قاعدة : إذا كان المقصود بالتغيير التيسير فهو تشهي و إذا كان التغيير للتصرف للغير فهو مصلحي ، و ذكرأمثلة ذلك .
الشيخ : وهنا نأخذ ضابط في هذا المقام، نأخذ ضابطاً مفيداً، نقول إذا كان المقصود بالتخيير التيسير فهو تشهّي وإذا كان التخيير بالتصرف للغير فهو مصلحي، أعيد؟ إذا كان التخيير للتيسير فهو تشهي يعني إن اشتهيت كذا أو اشتهيت كذا، وإذا كان التخيير مصلحياً لمصلحة الغير فهو حسب المصلحة، ولي أمر المسلمين يخير بين هذا وهذا، هل هو للتيسير عليه أو هو لمصلحة المسلمين؟
الطالب : لمصلحة المسلمين.
الشيخ : الثاني لمصلحة المسلمين فيجب أن يختار ما هو أصلح من المن أو الفداء، طيب إذا خيرنا ولي يتيم بين نوعين من التصرف وقلنا لولي اليتيم أن يفعل كذا أو افعل كذا، فما نوع هذا التخيير؟
الطالب : مصلحي
الشيخ : مصلحي ولا تيسير؟ والي اليتيم قلنا افعل هذا أو هذا يعني أقول يخير والي اليتيم بين أن يفتح متجراً بمال اليتيم وبين أن يعطيه شخصاً ثقة مضاربة ما هذ التخيير؟
الطالب : مصلحي
الشيخ : مصلحي ، ينظر للمصلحة ما هو تشهي لكن لو قلنا لإنسان إذا لزمته كفارة يمين أطعم عشرة مساكين أو اكسهم أو أعتق رقبة المقصود به أيش؟
الطالب : التيسير
الشيخ : التيسير فهو خيار أي فهو تخيير تشهي فقوله تعالى: (( فإما منا بعد وإما فداء )) تخيير مصلحي لأنه ولاية على الغير.
الطالب : لمصلحة المسلمين.
الشيخ : الثاني لمصلحة المسلمين فيجب أن يختار ما هو أصلح من المن أو الفداء، طيب إذا خيرنا ولي يتيم بين نوعين من التصرف وقلنا لولي اليتيم أن يفعل كذا أو افعل كذا، فما نوع هذا التخيير؟
الطالب : مصلحي
الشيخ : مصلحي ولا تيسير؟ والي اليتيم قلنا افعل هذا أو هذا يعني أقول يخير والي اليتيم بين أن يفتح متجراً بمال اليتيم وبين أن يعطيه شخصاً ثقة مضاربة ما هذ التخيير؟
الطالب : مصلحي
الشيخ : مصلحي ، ينظر للمصلحة ما هو تشهي لكن لو قلنا لإنسان إذا لزمته كفارة يمين أطعم عشرة مساكين أو اكسهم أو أعتق رقبة المقصود به أيش؟
الطالب : التيسير
الشيخ : التيسير فهو خيار أي فهو تخيير تشهي فقوله تعالى: (( فإما منا بعد وإما فداء )) تخيير مصلحي لأنه ولاية على الغير.
18 - قاعدة : إذا كان المقصود بالتغيير التيسير فهو تشهي و إذا كان التغيير للتصرف للغير فهو مصلحي ، و ذكرأمثلة ذلك . أستمع حفظ
معنى قوله تعالى : (ذلك و لو يشاء الله لانتصر منهم و لكن ليبلوا بعضكم ببعض ).
الشيخ : قال الله عز وجل: (( ذلك )) يعني الحكم يعني ذلك هو الحكم (( ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض )) سبحان الله لو شاء الله عز وجل لانتصر من الكفار وكفى المؤمنين القتال ولكنّه بحكمته جعل الأمر سجالاً بين المسلمين والكفار ليبلو بعضهم ببعض (( ولكن ليبلو بعضكم ببعض )) وإذا نظرنا إلى هذه السنة وجدنا أنها سنة مطّردة يبلو الله تعالى الناس بعضهم ببعض فينصر هؤلاء أحياناً وينصر هؤلاء أحياناً ولو شاء الله عز وجل لانتصر من الكفّار فأهلكهم وأبادهم جميعاً بكلمة واحدة لكن هذا يفوت به مصالح كثيرة منها حكمة الله عز وجل، لأنّ من حكمة الله أن تبقى الأرض بين مؤمن وكافر لو كان الناس كلهم مؤمنين لم يكن للإيمان تلك القيمة لأن الإنسان لا يمكن أن يخرج عن بني جنسه لكن إذا كان هناك طريقان طريق كفر وطريق إيمان هنا يتبين ويتميز فضل الإيمان، ومنها أنه لو كان الناس كلهم مؤمنين لسد باب الجهاد أليس كذلك؟ إذا كان كلهم مؤمنون هل يمكن أن يقوم يجاهد بعضاً؟ لا لو كان كل الناس مطيعين انقفل باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه لا منكر وحينئذٍ لا نهي عن منكر ولا إخلال بمعروف وحينئذٍ لا أمر بالمعروف ولكن من حكمة الله عز وجل أن جعل العباد منهم مؤمن ومنهم كافر ليبلو بعضاً ببعض.
معنى قوله تعالى : (و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ، سيهديهم و يصلح بالهم ، و يدخلهم الجنة عرفها لهم ).
الشيخ : (( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم و يصلح بالهم و يدخلهم الجنة عرفها لهم )) أيها الإخوة تعلمون أن أعداء المسلمين لا ينحصرون في نوع معيّن من الكفر بل كل من خالفهم في دينهم فهو ايش؟ عدو لهم.
20 - معنى قوله تعالى : (و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ، سيهديهم و يصلح بالهم ، و يدخلهم الجنة عرفها لهم ). أستمع حفظ
بيان خطر المنافقين على الأمة الإسلامية .
الشيخ : ولننظر هل المنافقون الذين بين المسلمين والذين يتظاهرون بالإسلام هل هم أعداء للمسلمين؟ هم أعداء؟ يصلون معنا، ويصومون معنا، وإذا خرجنا للجهاد خرجوا معنا (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون )) فهل هؤلاء أعداء؟ نعم أعداء وهم أشد من الكفار عداوة، إذ أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه (( هم العدو فاحذرهم )) وجملة (( هم العدو )) جملة اسمية معرفة الطرفين تدل على الإستقرار والثبوت وأن هذه حالهم (( هم العدو فاحذرهم )) وأنزل الله في شأنهم سورة كاملة وفي سورة البقرة في أولها ذكر الله المؤمنين الخلص والكافرين الخلص والمنافقين كم ذكر في المؤمنين الخلص والكافرين الخلّص؟ آيات قليلة، في المنافقين آيات كثيرة أكثر من الصنفين وذلك لعدم خطرهم وشدة عداوتهم، نسأل الله تعالى أن يطهر البلاد منهم.
بيان خطر اليهود و النصارى على الأمة الإسلامية .
الشيخ : اليهود والنصارى أعداء للمسلمين؟
الطالب : أعداء.
الشيخ : أعداء؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما هو الدليل؟
الطالب : (( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ))
الشيخ : (( لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )) فإذن اليهود أعداء، المشركون أعداء وهم أشد الناس عداوة، النصارى؟ (( ولتجدن أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )) فهم أقرب الكفار مودّة لنا ويقرأ المسلمون هذه الآية ويأخذون بأولها دون آخرها كما يقرأ القارئ (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة )) ويسكت وإذا قرأ (( لا تقربوا الصلاة )) وسكت قال إن الله ينهى عن قربان الصلاة قال الآخر: وأزيدكم إن الله قال (( فويل للمصلين )) ويسكت فيكون الأول قرأ الآية التي فيها النهي عن قربان الصلاة والثاني قرأ الآية التي فيها الوعيد لمن صلى، ولكن كلام الله متّصل بعضه ببعض قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة )) في جملة حالية مقيدة (( وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) والآية الثانية (( فويل للمصلين )) من؟
الطالب : (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )).
الشيخ : (( الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون )) هذا الذي يقول الذين أقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ولا يقرأ آخر الآية يخطئ في الاستدلال، كمال الاستدلال أن تستقرئ الدليل كله ولذلك قال: (( ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول )) محمد صلى الله عليه وسلم (( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين )) هذا الوصف الذي هو علة الحكم هل هو منطبق على نصارى زماننا والزمان السابق منذ زمن بعيد؟ الجواب لا ما رأينا منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون رأينا منهم قسيسين يدعون الناس إلى النصرانية بكل ما يستطيعون ببث الإذاعات وارسال المنشورات وإرسال الأشرطة إلى صناديق البريد في بلاد الإسلام، وقع لأحد الجماعة عندنا في صندوق بريده شريط فلما استمع إليه فإذا هو شريط يدعو إلى النصرانية دعاءً صريحاً واضحاً كأنهم يتتبعون الناس ويأتينا منهم عمال يعرفون مواقع أو يعرفون المواقع عندنا، ويبثون سمومهم فهم على العكس مما ذكر الله سبحانه وتعالى في النصارى حين نزول القرآن ولذلك نسمع هذه الأيام أن عندهم هجمة شرسة على المسلمين وعلى الإسلام لكن من قدروا أن يهجموا عليه هجوماً عسكرياً قاموا به ومن لا يقدرون عليه فإنهم يبثون سمومهم خلال إعلامهم الذي لم تمنع منه الحصون ولا المراقبة لأن وسائل الإعلام الآن انتشرت انتشاراً عظيماً خفياً وظاهراً.
الطالب : أعداء.
الشيخ : أعداء؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما هو الدليل؟
الطالب : (( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ))
الشيخ : (( لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )) فإذن اليهود أعداء، المشركون أعداء وهم أشد الناس عداوة، النصارى؟ (( ولتجدن أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )) فهم أقرب الكفار مودّة لنا ويقرأ المسلمون هذه الآية ويأخذون بأولها دون آخرها كما يقرأ القارئ (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة )) ويسكت وإذا قرأ (( لا تقربوا الصلاة )) وسكت قال إن الله ينهى عن قربان الصلاة قال الآخر: وأزيدكم إن الله قال (( فويل للمصلين )) ويسكت فيكون الأول قرأ الآية التي فيها النهي عن قربان الصلاة والثاني قرأ الآية التي فيها الوعيد لمن صلى، ولكن كلام الله متّصل بعضه ببعض قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة )) في جملة حالية مقيدة (( وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) والآية الثانية (( فويل للمصلين )) من؟
الطالب : (( الذين هم عن صلاتهم ساهون )).
الشيخ : (( الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون )) هذا الذي يقول الذين أقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ولا يقرأ آخر الآية يخطئ في الاستدلال، كمال الاستدلال أن تستقرئ الدليل كله ولذلك قال: (( ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول )) محمد صلى الله عليه وسلم (( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين )) هذا الوصف الذي هو علة الحكم هل هو منطبق على نصارى زماننا والزمان السابق منذ زمن بعيد؟ الجواب لا ما رأينا منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون رأينا منهم قسيسين يدعون الناس إلى النصرانية بكل ما يستطيعون ببث الإذاعات وارسال المنشورات وإرسال الأشرطة إلى صناديق البريد في بلاد الإسلام، وقع لأحد الجماعة عندنا في صندوق بريده شريط فلما استمع إليه فإذا هو شريط يدعو إلى النصرانية دعاءً صريحاً واضحاً كأنهم يتتبعون الناس ويأتينا منهم عمال يعرفون مواقع أو يعرفون المواقع عندنا، ويبثون سمومهم فهم على العكس مما ذكر الله سبحانه وتعالى في النصارى حين نزول القرآن ولذلك نسمع هذه الأيام أن عندهم هجمة شرسة على المسلمين وعلى الإسلام لكن من قدروا أن يهجموا عليه هجوماً عسكرياً قاموا به ومن لا يقدرون عليه فإنهم يبثون سمومهم خلال إعلامهم الذي لم تمنع منه الحصون ولا المراقبة لأن وسائل الإعلام الآن انتشرت انتشاراً عظيماً خفياً وظاهراً.
حال المسلمين في البوسنة و الهرسك و الدعوة إلى مساعدتهم و الدعاء لهم .
الشيخ : وما حال أهل البوسنة والهرسك ما حالهم ببعيد ولقد سمعنا الأفاعيل المنكرة التي لا يفعلها ذو ضمير ولو كان من أكفر عباد الليل يأتي الرجل إلى الفتاة ويزني بها بين يدي أبيها وأمها يتفجّر القلب دماً وتتفتت الكبد حينما يشاهد عدوه يجامع بنته أو أخته أو يجامع زوجته أو أمه أو غير ذلك من المنكرات العظيمة التي يندى لها الجبين ولهذا أحثكم ونفسي على الفزع إلى الله عزّ وجلّ ودعائه أن يفرج الكربة عن هؤلاء الإخوة الذين أصيبوا بهذه المصيبة وأن يذل كل عدو للإسلام من النصارى واليهود والمشركين والملحدين والمنافقين، ادعوا الله يا إخواني ادعوا الله عز وجل ابذلوا من أموالكم أتريدون أن يفعل بإخوانكم هذا الفعل وأنتم غافلون بالنعم مطمئنون على فروشكم أين الأخوة الإيمانية؟ أين الرجولية؟ أن يفعل النصارى بإخواننا هذه الأفاعيل وكثير منا لا يدري ماذا فعلوا أو لا يهتز قلبه لما فعلوا فعلينا أن نرجع إلى الله عز وجل بالدعاء في سجودنا وفي آخر الليل وبين الأذان والإقامة وفي كل أحوال وأزمنة وأمكنة ترجى فيها الإجابة ادعوا الله عز وجل أن ينصرهم ويفرج كربتهم وأن يمنحهم رقاب أعدائهم ويورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم ونسائهم وذرياتهم وادعوا الله أيضاً على من ساعدهم وعاونهم سراً أو علانية أن يكبته ويخذله وأن ينزل به بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين ويشتت شمل حكوماتهم حتى يقعوا في البلاء والشر والفتنة وهم أعداء مهما كان كل كافر يهودي أو نصراني أو مشرك فهو عدو لكم لا يودّون لكم الخير أبداً ولن ينفعوكم بشر إلا وقد أخذوا منكم أكثر مما أعطوكم، فنسأل الله سبحانه وتعالى في هذا المقام أن ينصر إخواننا في البوسنة والهرسك وأن يفرج كرباتهم وأن يذل أعداءهم وأن يمنحهم رقاب أعدائهم أسراً وقتلاً وتشريداً وأن يورثهم ديارهم ونساءهم وأموالهم إنه ولي ذلك والقادر عليه ونسأل الله تعالى أن يفرج عن جميع المسلمين في كل مكان ممن اضطهدهم أعداء الإسلام وأن يهدي دعاة الإسلام إلى الحكمة والتأني وإتيان الأمور من أبوابها حتى يحصل المقصود ويزول المكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الطالب : ندعوا الله في القيام؟
الشيخ : ندعو الله في القيام ونسأل الله أن يجزي إمامنا هذه الليلة خيراً حين دعا في القنوت بما نريد أن ندعو به وأن يوفق بقية أئمتنا وأئمة إخواننا في كل بلاد الإسلام بمثل هذا الدعاء.
الطالب : ندعوا الله في القيام؟
الشيخ : ندعو الله في القيام ونسأل الله أن يجزي إمامنا هذه الليلة خيراً حين دعا في القنوت بما نريد أن ندعو به وأن يوفق بقية أئمتنا وأئمة إخواننا في كل بلاد الإسلام بمثل هذا الدعاء.
سؤال : هل يجوز للمسلم أن يتزوج بيهودية أو نصرانية ؟
السائل : ... يتزوج بنصرانية؟
الشيخ : نأخذ درس، يجوز للمسلم أن يتزوج يهودية ونصرانية بشرط أن لا يخشى الفتنة في دينه فإن خشي الفتنة في دينه فحرم عليه لا من أجل أنها لا تحل له لكن من أجل درء المفسدة.
القارئ : أحسن الله إليكم وجزاكم أحسن الجزاء.
الشيخ : نأخذ درس، يجوز للمسلم أن يتزوج يهودية ونصرانية بشرط أن لا يخشى الفتنة في دينه فإن خشي الفتنة في دينه فحرم عليه لا من أجل أنها لا تحل له لكن من أجل درء المفسدة.
القارئ : أحسن الله إليكم وجزاكم أحسن الجزاء.
كلمة للشيخ عن تتمة شرح الأحاديث من كتاب مشكاة المصابيح ، تتمة شرح حديث النواس بن سمعان الطويل في صفة الدجال .
القارئ : قال المصنف رحمه الله في كتاب " مشكاة المصابيح " كتاب الفتن، باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدّجال عن النواس بن سمعان قال: ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف -وفي رواية- فليقرأ عليه بفواتح سورة الكهف فإنها جواركم من فتنته إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا، قالوا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال أربعون يوماً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم، قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة؟ .. ).
اضيفت في - 2006-04-10