الشيخ : ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله أما بعد: فقبل أن نتكلم على ما يشاء الله عز وجل أن نتكلم عليه مما سمعنا من تلاوة كتاب الله عزّ وجلّ فإننا نتكلم عما شاهدناه اليوم من كثرة الناس المعتمرين وكأن الناس في وسم حج، هؤلاء المعتمرون لا شك أنهم مأجورون ومثابون على نيتهم يرجون أن ينالوا أجر الحج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) ولكننا رأينا مشاهد بعيدة عن المراد من النسك وعن المراد من العمرة وعن المراد من العبادة وجدنا أناساً معهم عائلاتهم الصغار يجرونهم وبعضهم يجر ولده الصغير كما يجر الخرفان للذبح غير مبالين بما ينالهم من مشقة وتعب ورأينا أناساً معهم النساء الفتيات والعجائز مع المشقة العظيمة ورأينا أناساً يطوفون بالبيت في الطابق الثاني مما يلي جانب المسعى يطوفون على عربيات وعلى غير عربيات، أحياناً يجعلون البيت عن يسارهم وأحيانا يجعلون البيت وراءهم وأحيانا يجعلون البيت أمامهم لأنهم مشغولون بالزحام العظيم الشديد لا يدرون ماذا يفعلون ولا ماذا يقولون أيذكرون الله أم يدافعون عن أنفسهم أيطوفون طوافاً مجزئاً أم يمشون على وجوههم لا يدرون، مثل هؤلاء الذين يطوفون مثل هذا الطواف لا يجعلون البيت عن يسارهم في كل طوافهم، طوافهم غير صحيح وعمرتهم غير صحيحة وسعيهم غير صحيح لأنه مبني على طواف غير صحيح ثم ما الذي أوجب لنا أن نذهب أو أن نأتي من بلادنا والإنسان في بلده مطمئن يصوم بهدوء ويقوم الليل بهدوء ويرجو رحمة ربه بهدوء ويرجو ليلة القدر بهدوء حتى يأتي إلى هذه المشقات العظيمة التي لو أوجبها الله على الناس لحاولوا أن يجدوا لهم مخرجاً من هذا الواجب لما في ذلك من المشقة العظيمة، وإن نصيحتي لإخواني المسلمين أقولها نصحاً لله ولإخواني أن هذه المشقة العظيمة التي تنالهم بهذه العمرة قد ينالهم من الوزر أكثر مما ينالهم من الأجر، مشقة عظيمة نحن ونحن أجانب من صبيانهم وفتياتهم المراهقات نحن نرق لهم وتنعصر قلوبنا لهم مما نجد ونشاهد من هذه المشاهد العظيمة فكيف يرضون لأنفسهم بهذا التعب العظيم الذي قد يؤزرون عليه أكثر مما يؤجرون ثم كما قلت لكم الطواف الذي يكون فيه الطائف جاعلاً البيت عن غير يساره طوافه غير صحيح، لأن العلماء يقولون من شرط الطواف أن يكون البيت عن يساره في جميع الأشواط هؤلاء والله لا يدرون هل يدافعون الناس هل يذكرون الله في طوافهم والطواف بالبيت وبالصفا والمروة إنما جعل لإقامة ذكر الله وهؤلاء لا يدرون كلٌ يحاول أن ينجو بنفسه ثم رأيتهم بعيني أحياناً يستدبرون البيت لأنهم يطلبون المكان الواسع حتى ينفذوا منه من بين الضيق وربما أحياناً يستقبلونه إذا واجهتهم الناس لفوا وواجهوا البيت وصاروا يمشون في طوافهم متجهين إلى الكعبة كل هذا يفسد الطواف ويجعل الطواف غير صحيح وإذا لم يصح الطواف لم يصح السعي وإذا لم يصح السعي لم تصح العمرة لأن العمرة إحرام وطواف وسعي وحلق أو تقصير، لذلك أكرر نصيحتي لإخواني أن عمرة لا تتأتى إلا بمثل هذا فالبقاء في البلاد أفضل لما يحصل فيه من الطمأنينة والصيام براحة والقيام براحة، ويجد الإنسان فيه قلبه من الإقبال على الله والإنابة إليه ما يجده في مثل هذه الأعمال.

الشيخ : ثم إن جميع الأعمال الصالحة التي رتبت عليها الفضائل والثواب إنما تكون حينما تكون كاملة لا مجرد صورة لا ينفع لا بد أن تكون كاملة وأضرب لكم مثلاً بالصلاة التي هي أعظم أعمال البدن قال الله تعالى فيها: (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) وكم نصلي في اليوم من فرائض ونوافل ونجد القلوب هي هي ما نجد أن صلاتنا تنهى عن الفحشاء والمنكر أإخلافاً لوعد الله؟ لا والله إن الله صادق وعده (( ومن أصدق من الله قيلاً )) ونحن نشهد أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لكن ليست الصلاة التي هي صورة، الصلاة التي هي صلاة ظاهراً وباطناً العمرة في ومضان التي كالحجة ليست مجرد الصورة بل هي العمرة التي تؤدى على وجه يرضاه الله ورسوله على وجه الطمأنينة والخشوع لله عز وجل وإقامة ذكره لا مجرد صورة وأنه اعتمر في رمضان، الله الله أيها الإخوة لا يحملنكم العاطفة والهوى على أن تقوموا بأعمال قد لا تكونون مكلفين بها وقد لا تكون على الوجه المطلوب منكم وإذا قدر أن أحداً آتاه الله تعالى فضل مال وسهل عليه الوصول إلى البيت فليكن في غير هذه الأيام الزحمة في أول رمضان لأن العمرة في رمضان في أوله أو وسطه أو آخره تعدل حجة وليكن في أول رمضان يأتي ويعتمر يوماً أو يومين أو ثلاثة ثم ينصرف ويدع المجال لغيره فيحصل على الأجر ويذهب إلى بلده يؤدي الصيام بطمأنينة والقيام بطمأنينة وتحصل اللذات التي تحصل للناس قبل هذه الأزمنة الناس في بلادهم قبل هذه الأزمنة يجد الإنسان لرمضان لذة ويجد لروحه نعيماً وسروراً لأنه يؤدي بطمأنينة وخشوع أما إذا كانت المسألة على هذا الوجه كالقتال والجهاد بدون أن نكلف بها ولله الحمد لو فرض علينا هذا الشيء لكان الإنسان يطلب مخرجاً من هذا الواجب

الشيخ : لذلك أنصحكم مرة أخرى وثالثة ورابعة أن تفكروا في الأمر وأن لا تحملنكم العاطفة على فعل أشياء قد تكونون إلى الوزر أقرب منكم إلى الأجر ائت أدّ العمرة يوما أو يومين ثم انصرف ويحصل لك المقصود ويحصل أنك تبقى عند أهلك وعند أولادك ثم إننا نسمع أيضاً أن بعض الناس يأتي إلى المسجد الحرام ويقوم مع الناس في الصلاة ويحرص على القراءة وعلى الذكر وهذا خير لكن يدع أفلاذ كبده من بنين وبنات يتسكعون في الأسواق وربما يحصل عليهم من المضرة أضعاف أضعاف ما حصل من الأجر يهملهم يهمل الواجب الذي حمله الله (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة )) أنت مكلف بأهلك كما أنت مكلف بنفسك كيف تدع هؤلاء السفهاء يتسكعون في الأسواق يذهبون يميناً وشمالاً وربما اغتروا وربما غرر بهم وأنت تقول إني جالس أذكر الله في المسجد الحرام، ترك واجباً وفعل مستحباً فيكون أثم ولا ندري عن هذه القربة هل تنفعه عند الله أو يكون يكتسحها الإثم؟ هاتان نقطتان.

الشيخ : النقطة الثالثة أننا نسأل هل نحن إذا صلينا في المسجد الحرام مع هذا الزحام والضنك والشدة هل يحصل لنا من الرقة والإنابة إلى الله كما يحصل إذا كنا نصلي في مساجدنافي بلادنا؟ هدوء خشوع اتصال القلب بالله عز وجل يشعر الإنسان بأنه في صلاة حقيقة وأنه متصل بالله عز وجل أقول لا يحصل هذا لكثير من الناس قد يحصل لبعض الناس لكن لا يحصل لكثير منهم وما المقصود بالعبادة؟ المقصود بالعبادة إصلاح القلوب أهم شيء إصلاح القلب دون الظاهر استمعوا إلى قوله تعالى: (( إنه على رجعه لقادر* يوم تبلى السرائر )) ولا تعتبر الظواهر يعتبر القلب استمعوا إلى قوله تعالى: (( إذا بعثر ما في القبور وحصّل ما في الصدور )) الكلام على القلب على إنابة القلب على رجوعه إلى الله أما الأعمال فهي أما الأعمال فهي أعمال تغذي القلب، تصلح القلب، فهي بمنزلة الماء في سقي الشجرة فإذا ضيعنا الأصل واكتفينا بالظواهر فإن هذا كالذي يعتني بالقشور ويدع اللب ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج أنهم يقرؤون القرآن ويصلون ويحقر الصحابي صلاته عند صلاتهم وقراءته مع قراءتهم؟! ومع ذلك يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم حيثما لقيناهم هل نفعهم هذا الظاهر؟ ما نفع فأنت يا أخي إذا عملت عملاً صالحاً من ذكر أو قراءة أو صوم أو صدقة أو غير ذلك انظر إلى ذلك ماذا أثّر ذلك على قلبك ماذا أثّر؟ هل أثر إنابة وإقبالاً إلى الله وتوبة إليه فأبشر بالخير قد آتى ثمره وأكله هل كان قلبك كما هو حجر لا يلين يابس لا يندى فاعلم أن هذه الأعمال لم تنفعك.

الشيخ : أرجو أيها الإخوة مرة ثانية أن تلاحظوا القلوب وصلاح القلوب وإنابتها إلى الله دون مراعاة الشكل والظاهر، الشكل والظاهر ماء تسقى به الثمرة ماء تسقى به الشجرة تروى به الأصول فانظر هل أثر أو لا؟ كل هذا قلته لأني والله شاهدت اليوم العصر بين الأذان والإقامة مشهداً تمنيت أني ما رأيته يجر الطفل كما يجر الخراف للذبح فتيات مستورات يسحبن ويقدن يلتحم عليهن الرجال في مثل هذه المواقف شيء محزن للغاية تمنيت أني لم أكن رأيت هذا المشهد وكله من أجل أن ينال أجر عمرة كحجة مع أني كما قلت لكم إذا كان لا يطوف الطواف المجزئ فإنه لا عمرة له يرجع بخفي حنين تعب في البدن خسارة في المال إضاعة للوقت ولا فائدة، ولو سألت هذا الرجل هل أنت في طوافك على كل الدور الأوسط هل أنت تذكر الله؟ لقال لا أنا أحاول النجاة بنفسي والفتاة من الزحام وربما يَشتم أو يُشتم أو يَدفع أو يُدفع لابد أن نفكر في الأمر يا جماعة ماذا جئنا له؟ ألسنا جئنا نطلب الخير؟ إذا كان هذا الخير على هذا الوجه فهو إلى الشر أقرب علينا أن ننظر وأن نفكر وأن لا ندع العاطفة تلعب بنا لا بد من تعقل لا بد من وزن بالشرع ونظر في الأمور، نحن نشكر الله عزّ وجل ونحمده عز وجل أن جعل هذه العاطفة الجياشة في المسلمين يأتون من أقصى أقطاب الدّنيا لأجل عمرة في رمضان بينما أنه منذ سنوات لا تكاد تجد الحصباء أو بعض الحصباء مملوءاً من الناس شاهدان هذا بأعيننا يعني لا يقوم القيام إلا نحو مائتي رجل الآن ولله الحمد كما تشاهدون ولا يأتي أحد إلى العمرة إلا النادر بل زلا يعرفون أنها كحجة لكن لما فتح الله على الناس العلم والمال والأمن والراحة صاروا يأتون لكن على غير الوجه المطلوب، أسأل الله لي ولكم البصيرة في دينه وأن نعبده حق عبادته كما يجب علينا، وأن لا نغلب الهوى على الهدى ولا العاطفة على العقل إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين هذه كلمة قلتها لما شاهدت ولعل بعضكم شاهد مثل ما شاهدت أو أكثر، أما ما أريد أن أتكلم عليه
السائل : ...
الشيخ : اي واجب لكن تأخر حتى يخف الزحام.
السائل : ...
الشيخ : إذا كنت تمشي بعد القيام فطف حال القيام لأنه ربما يكون خفيفاً وامش الحمد لله.

الشيخ : نحن فيما سمعنا مما تلاه أئمتنا ثلاثة مواضيع: الأول الظهار، والثاني العدّة، والثالث تحريم الحلال فهل يمكن أن تكلم على الجميع أو على واحد منها الليلة وواحد الليلة الثانية وواحد الليلة الثالثة؟
الطالب : ...
الشيخ : اليوم؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، نبدأ بآيات الظهار لأنها هي الأولى في سورة (( قد سمع )).

الشيخ : الظهار مأخوذ من الظّهر وهو أن يشبه الإنسان زوجته بمن تحرم عليه تحريماً مؤبّداً أن يشبّه زوجته في التحريم بمن تحرم عليه تحريماً مؤبّداً مثل أن يقول أنت علي كظهر أمي أو مثل ظهر أمي أو مثل أمي يعني في التحريم، هذا هو الظهار.

الشيخ : وصف الله تعالى الظهار بأنه (( منكر من القول وزوراً )) منكر حكماً وزور خبراً، أيش معنى هذا؟ منكر حكماً وزور خبراً، منكر حكماً يعني لا يقر عليه الإنسان بل هو منكر يجب أن يرتدع عنه، زور خبراً لأنه قال: لأحل الناس له أنه مثل أحرم الناس عليه قال إنها كظهر أمه وهذا كذب لأن ظهر أمه حرام وظهر زوجته حلال، ولهذا وصف الله الظهار بأنه (( منكر من القول وزوراً ))

الشيخ : إذن يحرم على الإنسان أن يقول لزوجته أنت علي كظهر أمي، طيب أنت علي كظهر عمتي مثله؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ...
الشيخ : لأن عمته محرمة عليه تحريماً مؤبّدا، أنت عليه كظهر من أحرمت بعمرة؟ أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : ليس بظهار، لماذا؟ لأن تحريمها مؤقّت، أنت علي كبنت فلان؟ بنت فلان ليست من قرابته هل هو ظهار أو لا؟ لأنها غير محرمة تحل له بالعقد إذن الظهار أن يشبه زوجته في التحريم بمن تحرم عليه تحريماً مؤبّداً.

الشيخ : طيب، لو قال لها تلطفاً وتحبباً أنت مثل أمي؟ فهذا ليس بظهار، لأننا قيدنا في الظهار أن يشبهها في التحريم أم إن كان من باب التلطف فهذا ليس بظهار لكن بعض العلماء كره أن ينادي الرجل امرأته بمثل هذا النداء فيقول يا أمي يا أختي لكن لا وجه للكراهة ما دام الأمر معلوماً فإنه لا بأس به.

الشيخ : طيب، حكم الظهار إذا ظاهر الرجل من امرأته فما الحكم؟ بينه الله فقال: (( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام مسكيناً )) اتل الآية؟
الطالب : ...
الشيخ : ذلكم (( ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله )) فذكر الله عزّ وجلّ ما يلزم المظاهر، يلزمه تحرير رقبة يعني عتق رقبة، إن لم يجد صيام شهرين متتابعين، ومعنى متتابعين أنهما متواليان لا يفطر بينهما يوماً واحداً فإن صام شهرين إلا يوماً وأفطر آخر يوم لزمه أن يعيد الصوم كله من جديد، شهرين إلا يوماً آخر يوم أفطر بدون عذر يعيد الصيام من جديد شهرين متتابعين ولو أعاد الشهرين المتتابعين مرة ثانية وفي آخر يوم أفطر بلا عذر قلنا له يعيد يصوم شهرين متتابعين لأن الله تعالى قال: (( فصيام شهرين متتابعين )) فاشترط الله تعالى في الصيام أن يكون الشهران متتابعين فلا بد من هذا الشرط، طيب (( من قبل أن يتماسا )) يعني لا يجوز أن يجامعها حتى يصوم شهرين متتابعين شوف كيف العقوبة الآن؟ عتق رقبة فإن لم يجد صيام شهرين متتابعين، طيب لو قال عتق الرقبة أجده لكن ربما يحصل الرقبة إلا بعد خمسة شهور نقول له تجنّب زوجتك خمسة شهور حتى تعتق لأن الله قال: (( من قبل أن يتماسا ))، الصوم نقول لا تجامع زوجتك إلا أيش؟ بعد أن تصوم شهرين متتابعين فإذا قدّر أن الرجل صام شهرين متتابعين لكن في آخر ليلة من الصيام جامع زوجته، آخر ليلة قبل أن تتم الشهران باقي يوم ليلة آخر يوم جامع زوجته، بالليل مو بالنهار يعني صام من باكر يقول العلماء يعيد الشهرين مرة أخرى ويتجنّبها إذن نفهم من هذا أن هذا أمر مغلّظ أن الظهار أمر مغلظ ليس بالأمر الهين، طيب إن لم يستطع أن يصوم شهرين متتابعين لكونه مريضاً أو ضعيفاً أو ما أشبه ذلك فإنه يطعم ستين مسكيناً ولكن انظر الآيات في العتق قال: (( من قبل أن يتماسا ))، في الصوم (( من قبل أن يتماسا ))، في الإطعام لم يقل ذلك.

الشيخ : فهل يجوز أن يجامعها قبل أن يطعم، ظاهر الآية أنه جائز، لأن الله تعالى لم يقل من قبل أن يتماسا مع أنه في العتق وفي الصوم قال (( من قبل أن يتماسا )) ولكن القول الثاني أنه لا يجوز أن يجامعها حتى يطعم ستين مسكيناً لأنه إذا كان العتق والصيام يشترط فيه أن يكون قبل المسيس فالإطعام من باب أولى لأنه في الغالب أيسر من العتق والصوم الخلاصة: الظهار تعريفه من يعرفه؟
الطالب : ...
الشيخ : أن يشبه زوجته في التحريم لابد أن تقيد هذا بمن تحرم عليه تحريماً مؤبداً، طيب حكمه؟ حكم الظهار؟ أهو حلال أو حرام؟
الطالب : ...
الشيخ : الدليل؟
الطالب : قوله تعالى : وإنهم ليقولون
الشيخ : وإنهم ليقولون
الطالب : منكراً من القول وزوراً
الشيخ : منكراً من القول وزوراً طيب ما الفرق بين كونه منكراً وكونه زوراً؟ الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : منكر حكماً وزور خبراً، تمام بارك الله فيك، استرح اجلس، طيب الأخ، ما الواجب على من ظاهر من زوجته؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم، إذا أراد أن يعود إليها ويجامعها؟
الطالب : ...
الشيخ : أولاً عتق رقبة، فإن لم يجد؟
الطالب : صيام شهرين متتابعين.
الشيخ : فإن لم يستطع؟
الطالب : إطعام ستين مسكينا.
الشيخ : فإطعام ستين مسكيناً قبل أن يجامعها، طيب أحسنت، استرح.

الشيخ : أما الموضوع الثاني فهو موضوع العدة والطلاق، العدّة والطلاق، أولاً الطلاق هو حل عقدة النكاح، انتبه.

الشيخ : الطلاق حل عقدة النكاح لأنه إذا تم العقد على المرأة صار قيداً وميثاقاً بين الرجل والمرأة فإذا طلق فقد أطلق المرأة من هذا القيد وحل عقدة النكاح، هذا هو الطلاق ونسأل ما حكم الطلاق في الأصل؟ الطلاق في الأصل مكروه فيكره أن يطلق الرجل زوجته إلا لسبب شرعي لأنه إذا طلق فاتت عليه مصالح النكاح وكسر المرأة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كسرها طلاقها ) فنقول للرجل إذا رأى من امرأته ما يكره نقول اصبر، انتظر قد يبدل الله القلوب، قد تختلف الأمور قال الله تعالى: (( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )) ولذلك نجد كثيراً من الناس يطلق زوجته وفي الحال يندم ثم يأتي إلى العلماء يسألهم عن المراجعة لكن لو صبر لكان خيراً له، فالطلاق في الأصل مكروه لكن قد يستحب الطلاق قد نقول للزوج الأفضل أن تطلق ومتى؟ إذا رأى أن الزوجة لا يمكن أن تعيش معه ورأى أن صدرها ضيق وأنها تكره البقاء معه فإن من الإحسان إليها أن يطلقها ليريحها ويحسن إليها فإن بعض النساء يكون في قلبها كراهة للزوج إما بسبب أو بغير سبب فالأفضل له أن يطلق

الشيخ : فإذا قال في هذه الحال إذا طلقت هل يحل لي أن آخذ شيئاً من المهر الذي أعطيتها فالجواب أن نقول نعم يحل والدليل على هذا قصة امرأة ثابت بن قيس بن شماس.

الشيخ : ثابت بن قيس بن شماس هذا الرجل يا إخوان له قصة غريبة كان من خطباء النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلاً جهوري الصوت صوته قوي ورفيع فلما أنزل الله هذه الآية: (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) مكث الرجل في بيته يبكي ليلاً ونهاراً شوف خوف الصحابة من الله عزّ وجلّ يبكي ففقده النبي عليه الصلاة والسلام فسأل عنه قالوا يا رسول إنه منذ نزلت هذه الآية وهو مستكن في بيته لا يرقأ له دمع يبكي، لماذا؟ لأنه كان جهوري الصوت يتكلم عند الرسول عليه الصلاة والسلام فخشي أن يكون داخلاً في الآية فجعل يبكي رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أرسل إليه رسولاً وقال له: ( أخبره بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيداً ويدخل الجنّة ) الله أكبر! الخوف من الله آثاره دائماً تكون أمن، دائماً تكون آثار الخوف من الله أمناً للإنسان، ثابت خائف من النار فجاءته البشارة من الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يعيش حميدا ويقتل شهيداً وأنه يدخل الجنّة اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، عاش حميداً رضي الله عنه وقتل شهيداً في اليمامة في غزو مسيلمة الكذاب ونحن نشهد أنه سيدخل الجنّة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وتدخل الجنّة )

الشيخ : هذا الرجل كرهته زوجته وطلبت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفكّها منه فقال لها: ( أتردّين عليه حديقته؟ قالت: نعم يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لثابت: خذ الحديقة وطلّقها تطليقة ) فأمره أن يطلّقها لماذا؟ لأنها كرهته ورغبت في فراقه فإذا رأيت من امرأتك أنها تكره البقاء معك ولا ترغب البقاء معك فإن من الخير لك ولها أن تطلقها فإن تركتها ومالها فهو خير لك وإن أخذت مهرك الذي أعطيتها إياه فهو لك، لك أن تطلبه، إذن الأصل في الطلاق الأخ؟
الطالب : ...
الشيخ : لا تلتفت بارك الله فيك.
الطالب : ...
الشيخ : طيب استرح، الأصل في الطلاق الكراهة لكن إذا رغبت المرأة ذلك قلنا للرجل يستحب لك أن تطلقها، طيب.

الشيخ : وإذا طلقت المرأة فهل تطلق في كل حال أو الطلاق له أحوال معينة؟ انتبهوا، نقول الطلاق له أحوال معيّنة: يطلقها وهي حامل، يطلقها في طهر لم يجامعها فيه هذا طلاق سني صحيح إذا طلقها وهي حامل أو في طهر لم يجامعها فيه، كم حالة هذه؟ حالان، هاتان الحالان الطلاق فيهما جائز سنّي، طيب وإذا طلقها حاملاً وقد جامعها قريباً فهل الطلاق سنّي؟ الجواب نعم هو سني جائز.

الشيخ : والطلاق يكون حراماً في حالين: إذا طلقها وهي حائض أو طلقها في طهر جامعها فيه، فصار للمرأة حالان يجوز فيهما الطلاق وحالان يحرم فيهما الطلاق، ما الحالان اللتان يجوز فيهما الطلاق؟
الطالب : أن يطلقها وهي حامل
الشيخ : أن يطلقها وهي حامل.
الطالب : أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه
الشيخ : أحسنت، أو يطلقها في طهر لم يجامعها فيه، وما هما الحالان اللتان يحرم فيهما الطلاق؟
الطالب : أن يطلقها وهي حائض أو أن يطلقها في طهر جامعها فيه.
الشيخ : تمام، استرح، أن يطلقها وهي حائض أو في طهر جامعها فيه، يستثنى من ذلك من قولنا يطلقها في طهر جامعها فيه.

الشيخ : يستثنى من ذلك من لا تحيض، فالتي لا تحيض يجوز أن يطلقها ولو كان قد جامعها عن قرب، مثل امرأة أجريت لها عملية في الرحم، استئصل رحمها فهذه يجوز أن يطلقها ولو كان لم يغتسل من الجنابة منها، امرأة كبرت حتى توقّف عنها الحيض يجوز أن يطلقها ولو كان قد جامعها عن قرب، أفهمتم الآن؟ يستثنى من قولنا طهر جامعها فيه مَن؟ مَن لا تحيض سواء كانت لا تحيض لكبر أو لإجراء عملية أو لغير ذلك، لماذا؟ لأن التي لا تحيض ليست عدّتها بالحيض وإنما عدّتها بالأشهر ثلاثة أشهر، طيب

الشيخ : إذا طلقها فما هي العدّة؟ ما هي العدّة؟

الشيخ : نقول العدّة إن كانت تحيض فعدّتها ثلاث حيض لقول الله تعالى: (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )).

الشيخ : وإن كانت لا تحيض فعدّتها ثلاثة أشهر لقول الله تعالى: (( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدّتهن ثلاثة أشهر واللآئي لم يحضن ))، طيب أظن هذا واضحاً التي تحيض عدّتها كم؟
الطالب : ثلاثة قروء.
الشيخ : ثلاث حيض، والتي لا تحيض؟
الطالب : ثلاثة أشهر.
الشيخ : عدّتها ثلاثة أشهر.

الشيخ : طيب إذا طلق امرأته وهي ترضع والعادة أن التي ترضع لا يأتيها الحيض إلا بعد سنة أو سنتين فهل تبقى في العدّة هذه المدّة أو تعتدّ بثلاثة أشهر؟ نقول تبقى في العدّة كل هذه المدّة حتى يأتيها الحيض فتعتدّ بثلاث حيض لعموم قوله تعالى: (( والمطلّقات يتربّصن بأنفسهن ثلاثة قروء )).

الشيخ : طيب إذا كانت العدّة من وفاة فبماذا تعتّد؟ نقول إن كانت حاملاً فإذا وضعت الحمل وإن لم تكن حاملاً فبأربعة أشهر وعشرة أيام، طيب إذا كانت حاملاً ووضعت بعد وفاة زوجها بيوم وليلة تنتهي العدّة؟ تنتهي العدّة، والإحداد؟ ينتهي أيضاً لأن الإحداد تبع للعدّة.

الشيخ : إذا طلقها قبل أن يخلو بها وقبل أن يجامعها عقد عليها وقبل الدّخول وقبل الخلوة بها طلقها هل عليها عدّة؟ لا لقول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسّوهنّ فما لكم عليهنّ من عدّة تعتدّونها )).

الشيخ : عقد على امرأة ولم يدخل بها ولم يخل بها حتى مات هل عليها عدّة؟ ما دخل عليها عقد عليها ولا دخل عليها ولا خلى بها ولا جامعها فمات هل عليها عدّة؟ عليها عدّة، عليها عدّة بخلاف الطلاق، الطلاق لا بد من أن يجامعها ويخلو بها أما الموت فلا وعلى هذا فإذا عقد إنسان على امرأة ومات عنها قبل الدّخول والخلوة وجب عليها العدّة، طيب هل لها ميراث؟ لها الميراث، المهر الذي دفعه لها أو التزم به في ذمّته هل يكون لها أو يرجع في التركة؟
الطالب : ...
الشيخ : ما دخل عليها يا جماعة ولا استمتع بها؟ يكون لها الميراث وعلى هذا فإذا عقد على امرأة انتبه! إذا عقد على امرأة ثم مات عنها بحادث أو غير حادث لزمتها العدّة والإحداد ولها المهر كاملاً ولها الميراث بخلاف الطلاق إذا طلقها قبل الدّخول والخلوة فليس عليها عدّة، ما هو الدّليل؟ الدّليل عموم قوله تعالى (( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربّصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً )) وهذه زوجته لأنه عقد عليها، أما الطلاق فقال: (( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدّة تعتدونها )) ففرق الله عزّ وجلّ بين الطلاق وبين عدّة الوفاة.

الشيخ : أما الموضوع الثالث: فهو تحريم ما أحل الله، تحريم ما أحل الله مثل أن يقول الرجل لزوجته أنت علي حرام لكن ما قال كظهر أمي، قال أنت علي حرام أو قال ما أحل الله علي حرام، أو قال: طعامك علي حرام أو ما أشبه ذلك فما الحكم؟

الشيخ : الحكم نهى الله عزّ وجلّ نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذا، فقال: (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) فنقول هذا منهي عنه لا تقل طعامك علي حرام، لا تقل لامرأتك أنت علي حرام، كل شيء أحله الله لك لا تحرّمه.

الشيخ : ولكن لو فعلت فقلت لزوجتك أنت علي حرام أو إن خرجت عن البيت فأنت علي حرام أو ما أشبه ذلك فما الحكم؟ بينه الله عزّ وجلّ في قوله: (( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) فجعل الله تعالى التحريم جعله يميناً واليمين كفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ..