الشيخ : لضيف نزل به قال سوف أصنع لك طعاماً فقال الضيف لصاحب البيت طعامك حرام علي أو حرام علي لا أذوق طعامك قلنا لا تقل هكذا ولكن إن ذقت الطعام فما الذي عليك؟ عليك كفارة يمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم تجد فصيام ثلاثة أيام ما هو الدليل قول الله تعالى: (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم* قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم )) فلا ينبغي للإنسان أن يحرم شيئاً فما حرمه الله فهو الحرام وما أحله فهو الحلال، لكن إذا حرمه يقصد الإمتناع منه فإنه يكون يميناً يكفر كفارة يمين ولعل ما قلناه في هذه المواضيع الثلاثة الهامة لعل ما قلناه فيه كفاية ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من العالمين بشرعه المتّبعين لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب لا بأس.
الطالب : ...
الشيخ : أيش؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب، يكون في أول السؤال، هذا كتيّب صغير يوزّعه الأخ على من يراه أهلاً له وهو يتصرف ولا اعتراض لأحد عليه ولا لوم عليه فيما يتصرف، وزّعه ابدأ باليمين، يلا يلا وزّع الكتاب، لا ، لا ، أنت يا علي لا تأخذ! لا تأخذ!
...
الآن إلى الأسئلة المكتوبة التي بين أيدينا ونعود إلى درسنا لأن الكتب انتهت الآن الرسائل
السائل : الورقة دي توزع جنب الحرم صح ولا غلط..
الشيخ : استمعوا إلى الأسئلة يا جماعة

السائل : جزاكم الله خير الجزاء وعفا عنا وعنكم وعن المسلمين أجمعين، يقول السائل : معتمر أتى إلى مكّة يوم أمس الخميس ..
الشيخ : نعم؟
السائل : معتمر أتى مكة يوم أمس الخميس ..
الشيخ : ...

السائل : معتمر أتى إلى مكة يوم أمس الخميس وبات ليلة البارحة فهل عليه طواف الوداع؟
الشيخ : نعم، هذا رجل جاء معتمراً وبقي في مكة يوماً فهل يجب عليه أن يطوف للوداع إذا أراد السفر؟ والجواب نعم يجب عليه أن يطوف للوداع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا ينصرف أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ) قال هذا في الحج في حجّة الوداع وقال عليه الصلاة والسلام: ( دخلت العمرة في الحج ) وفي حديث عمرو بن حزم: ( العمرة حجّ أصغر ) وقال ليعلى بن أمية : ( اصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجّك ) كل هذه الأدلة تدل على أن طواف الوداع واجب في العمرة كما هو واجب في الحج وأم من استدل على عدم الوجوب بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما قاله في الحج فنقول نعم هو لم يقله إلا في الحج لكن ابتداء الوجوب كان في الحج فلو أن الرسول اعتمر بعد حجّته التي قال فيها: ( لا ينصرف أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ) لو اعتمر ولم يطف للوداع لقلنا إن طواف الوداع خاص بالحج لكنه لم يعتمر بعد ذلك وقد بين أن العمرة قد دخلت في الحج وأنه يصنع في العمرة ما يصنع في الحج وأن العمرة حجّ أصغر وعلى هذا فيكون طواف الوداع واجباً في العمرة كما هو واجب في الحج، لكن لو أن الرجل دخل مكّة معتمراً وليس من نيّـته البقاء فطاف وسعى وحلق أو قصّر ثم خرج فلا حاجة للوداع في هذه الحال لأن الطواف كان آخر عهده بالبيت والسعي تبع له وفي حديث عائشة رضي الله عنها حين اعتمرت بعد الحج وخرجت مع الناس فوراً لم يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تطوف للوداع.
الطالب : ...
الشيخ : نعم ولا فرق بين أهل جدة وغيرهم كل من خرج من مكة وليس من أهلها بعد أداء نسك عمرة أو حجّ فعليه طواف الوداع.
السائل : أثابكم الله.

السائل : تقول السائلة: تذهب بعض الملتزمات إلى من عندهم عزاء لقراءة القرآن وختمه وبعض الأحيان يأخذون مالاً على هذه القراءة فهل هذا العمل صحيح؟
الشيخ : أولاً يجب أن نعلم، استرح يا أخ استرح، يجب أن نعلم أن العزاء يراد به تقوية المصاب على تحمل المصيبة انتبه! تقوية المصاب على تحمل المصيبة هذا هو العزاء وفيه خير وفيه أجر لأن يسلي المصاب ويعينه على تحمّل المصيبة ولكن ما يصنعه بعض الناس اليوم في العزاء فهو مبتدع على خلاف ما كان عليه السلف الصالح حيث يجلسون في البيوت يتلقون الناس ويأتي الناس إليهم أفواجاً من كل فجّ وربما أوقدوا المشاعل يعني الكهرباء ونصبوا الكراسي ونصبوا الخيام لاستقبال المعزّين وربما صنعوا الطعام ليطعموا من يحضر من المعزّين وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعدّون الاجتماع عند أهل الميت وصنع الطعام من النياحة، والنياحة من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة وربما يحصل في هذا الإجتماع ولا سيما من النساء بكاء على الميت والبكاء على الميت يعذّب به الميت في قبره انتبه يا أخ! تسيء إلى ميّتك وأنت لا تشعر قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل -أو- إن الميت ليعذّب ببكاء أهله عليه ) ( إن الميت ليعذّب ببكاء أهله عليه ) لو أنك رأيت أحداً يعذّب قريبك أو صديقك لدافعت عن قريبك وصديقك فكيف تكون أنت السبب في تعذيب هذا الميت المسكين في قبره؟! ( إن الميت ليعذّب ببكاء أهله عليه ) ولكن هذا العذاب ليس عذاب عقوبة فلا ينافي قول الله تعالى: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) وإنما هو عذاب تألّم كما يتعذّب الإنسان منا بالسّفر ومتاعبه فكذلك هذا الميت يعذّب ببكاء أهله عذاب تألم لا عذاب عقوبة وبهذا يندفع الإشكال الذي أورده بعض العلماء على هذا الحديث وهو قوله تعالى: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) حتى إن بعض العلماء حمل هذا الحديث ( إن الميت ليعذّب ببكاء أهله عليه ) حمله على من أوصى أهله أن يبكوا عليه أو من كان عادتهم أن يبكوا على الميت ولم ينههم عن ذلك ولكن الصحيح أنه لا حاجة إلى تقييد النص بهذا بل نقول إن العذاب نوعان : عذاب عقوبة وهذا لا يكون إلا على ذنب وعذاب تألم وهذا يكون حتى على فعل الغير، نعم.
السائل : بارك الله فيكم، يقول السائل : نحن من نيجيريا ..
الشيخ : دقيقة، وأما الإجتماع الذي يتضمّن قراءة القرآن فهذا أشد نكراً لأنه جعل القرآن وسيلة أو جعله يقرأ في حال ليست من عادة السلف وإذا كان القارئ الذي جيء به يقرأ إذا كان يقرأ بأجرة فالأمر أشدّ لأن القارئ الذي يقرأ بأجرة ليس له أجر أجره هذه الدراهم التي حصّلها وإذا لم يكن له أجر لم ينتفع الميت بقراءته وعلى هذا يكون في هذه القراءة حمل وزر على القارئ حيث قرأ قراءة لا يريد بها وجه الله ويكون به إضاعة للمال وإذا كان من التركة وفي الورثة قصار كان جناية على أموال القصار لهذا ننصح إخواننا الذين ابتلوا بهذه الصّفة من صفة العزاء أن يتّقوا الله عزّ وجلّ وأن ينتهوا عنها ولكن قد يقول ضعيف النفس قد يقول أنا لو تركت هذا الشيء لقال الناس هذا الرجل لا يحب والده أو لا يحب أمه أو لا يحب قريبه فيكون في ذلك عار عليه فنقول لا تهتم بالعار المخالف للشرع فإن ربك يقول: (( إن الله يدافع )) عن من؟
الطالب : (( عن الذين آمنوا ))
الشيخ : (( عن الذين آمنوا )) وأنت إذا تركت هذا اتباعاً لآثار السلف فإن ذلك من الإيمان والله يدافع عنك وربما تكون إمام خير يتّبعك من يتّبعك من الناس فيمنع هذه العادة المخالفة لعمل السلف وتكون أنت إمامه ( ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله )
السنة في العزاء إذا رأيت الرجل مصاباً متأثراً في مصيبته سواء موت قريب أو فقد مال أو حادث أو ما أشبه ذلك أن تورد عليه من الأدلة ما يجعله يتحمّل الصبر وأحسن صيغة يعزّى بها المصاب ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته حيث ارسل إليها رسولاً وقال: ( إن لله ما أخذ وله ما أبقى -أو قال- وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) هذا أحسن صيغة نقول للمصاب يا أخي لا تجزع الملك لمن؟ لله إذن لله ما أخذ وله ما أعطى هذا الشيء المقدّر جاء صدفة أو جاء مقدّراً بأجل لا يتقدّم عنه ولا يتأخر الأول أو الثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني إذن لا يمكن أن يتغير المقدور عما كان عليه مهما كان فما عليك إذا وقع المقدور إلا الصبر والتحمّل واحتساب الأجر من الله تعالى ولذلك لو أن الإنسان تفكّر قليلاً لعلم أن المقدور لا يمكن أن يتزحزح أبداً حتى مثلاً إذا ذهب قريبك أو صديقك في سفر وحصل عليه حادث لا تقل ليته لم يسافر أو لماذا يسافر هذا أمر مكتوب لا يمكن أن يتغيّر مهما كان الأمر فما عليك أمام هذا الشيء الواقع إلا أن تصبر وتحتسب الأجر على الله عزّ وجلّ، نعم.
السائل : بارك الله فيكم، يقول السائل : نحن من نيجيريا سبقنا المملكة صوماً بيوم فماذا ..
السائل : ...
الشيخ : ( اصنعوا لآل جعفر طعاما ) هذا هو العكاز الذي يتوكّأ عليه الأعرج والزمن ولكنه ليس بعكاز، آل جعفر أتاهم ما يشغلهم، أتاهم ما يشغلهم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً ) ولم يقل: اصنعوا لآل جعفر ولمن يلتق بهم من الناس حتى تجتمع أمم وإذن علل قال: ( أتاهم ما يشغلهم ) والآن ولله الحمد ليس عندنا من المصابين ما يشغله إذا احتاج الطعام أرسل أصغر الأولاد إلى المطعم وأتى بكل نعمة والحكم يدور مع أيش؟ مع علته فإذا لم يشغل هؤلاء المصابين فإن العلة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم من أجلها قد زالت فلا يكون به حجّة هل قال الرسول اذبحوا الذبائح، اهدوا الذبائح اجمعوا العالم لآل جعفر؟ أبداً ما قال هكذا، نعم.

السائل : يقول السائل : نحن من نيجيريا صمنا قبل المملكة بيوم فما موقفنا إن تم رمضان ثلاثين يوماً هنا هل نفطر قبلكم أو نصوم واحد وثلاثين يوماً؟
الشيخ : أين النيجيري؟ أين هو؟ من يعرف لغة اليوربا ولا الهوسا؟ ما فيه أحد يعرف؟ أنت؟ تعال قل له من سأل هذا السؤال؟ أنهم صاموا قبلنا بيوم؟
الطالب : ...
الشيخ : هات يوربا! يوربا ما تعرف؟ تعرف يوربا؟ هاه أنجليزي لا، على كل حال أنا أستبعد أن يصوم أهل نيجيريا قبلنا بيوم لأن المعروف أن أهل المشرق يصومون قبل أهل المغرب، بالعكس أن أهل المغرب قبل أهل المشرق هم الآن سبقونا، أيش هذا؟ عليكم السلام، هو عربي؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب هل صمتم قبلنا بيوم؟
السائل : نعم.
الشيخ : متى صمتم؟
السائل : يوم ستة وعشرون
الشيخ : اليوم ستة وعشرين، نحن الآن عندنا ستة وعشرين
السائل : سبعة سبعة نسيت اليوم لأنني ...
الشيخ : يعني صمتم يوم الأحد؟
السائل : نعم؟
الشيخ : صاموا يوم الأحد في نيجيريا؟
السائل : صاموا يوم الأحد.
الشيخ : سبحان الله!
السائل : ...
الشيخ : وأهل البلد؟
السائل : يوم الأحد.
الشيخ : يوم الأحد؟ قبلنا بيوم؟
السائل : نعم.
الشيخ : استرح، طيب الآن نجيب على كل حال الله على شيء قدير لكن هذا شيء خلاف العادة إنما لو أن الإنسان صام في بلد ثم سافر إلى بلد آخر صاموا بعدهم بيوم وأتم أهل البلد الثاني أتموا الشهر ثلاثين يوماً كم يكون العدد له؟ يكون العدد له واحد وثلاثين يوماً فمن العلماء من يقول يفطر سراً لأن الشهر الهلالي لا يزيد على ثلاثين يوماً ومنهم من يقول لا يفطر حتى يفطر أهل البلد لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الفطر يوم يفطر الناس والصوم يوم يصوم الناس ) حتى لو صام واحدا وثلاثين يوماً فإنه لا يفطر حتى يفطر الناس وزيادة يوم في الشهر كزيادة ساعة في اليوم أيش معنى الكلام؟ زيادة يوم في الشهر كزيادة ساعة في اليوم يعني مثلاً لو سافر الإنسان من المنطقة الشرقية في السعودية إلى القاهرة كم بينهما زمناً؟
الطالب : ساعة.
الشيخ : ساعة، إذا كان يصوم ثلاثة عشرة ساعة كم سيصوم إذا سافر من الشرقية إلى القاهرة؟ أربعة عشر ساعة فيقولون زيادة اليوم في الشهر كزيادة الساعة أو الساعتين في اليوم فلا يفطر حتى يفطر الناس وهذا أحسن وأحوط، نعم.
السائل : أثابكم الله.
السائل : إذا كان العكس؟
الشيخ : إذا كان بالعكس يعني سافر من بلد إلى بلد آخر قد صاموا قبل البلد الذي سافر منه وأفطروا وهو لم يصم إلا ثمانية وعشرين يوماً فنقول لابد أن يكمّل لا بد أن يكمل لأن الشهر لا يمكن أن ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، نعم.
السائل : أثابكم الله.

السائل : يقول السائل : أريد زيارة قبر الرسول صلى الله عليكم وسلم والصلاة بمسجده فهل يجب علي الصلاة خمسة فروض أم مجرد الزيارة والصلاة فرضاً واحداً؟
الشيخ : نعم، إن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال فإذا شدّ الإنسان الرحل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد شد إلى مسجد يقصد شرعاً فإذا صلى فيه ركعتين فقد أدّى ما شدّ الرحل من أجله حتى وإن لم يصل فيه فريضة واحدة لو قدّر أنه ذهب إلى المدينة وصلى في المسجد النبوي ركعتين ثم سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر وهم الثلاثة في مكان واحد دفنوا فيه وسيبعثون يوم القيامة منه، ثلاثتهم من هذا المكان فهو إذا صلى في المسجد النبوي ولو ركعتين ولو في غير فريضة ثم غادر المدينة فقد أتى بالزيارة التامة ولا يشترط أن يصلي خمس صلوات ولا أن يصلي أربعين يوماً، نعم.
السائل : أثابكم الله

السائل : يقول السائل : هل إذا طلقت المرأة طلاقا جائزا هل تخرج من بيت زوجها أم أنها تبقى في بيت زوجها ولا تخرج منه حتى تقضي عدتها؟
الشيخ : نعم، إذا طلقت المرأة طلاقاً جائزاً وهي ممن يحل له رجعتها أي ليس آخر ثلاث تطليقات ولا طلاقاً على عوض فإنها تبقى في البيت لا يحل لها أن تخرج ولا يحل لزوجها أن يخرجها لقول الله تبارك وتعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة )) اتقوا الله لا تخرجوهن ولا يخرجن فلا يجوز للزوج أن يخرجها ولا يجوز لها أن تخرج تبقى في بيت زوجها فإذا قال قائل طيب بقيت في بيت الزوج هل يخلو بها؟ الجواب نعم، هل تتجمّل له؟ نعم، هل تكشف وجهها له؟ نعم، هل تحادثه؟ نعم، لأنها حكمها حكم الزوجة لقوله تعالى: (( وبعولتهن )) يعني أزواجهن (( أحق بردهنّ في ذلك )) لكن لا يجامعها في هذه الحال لا يجامعها لأنه لو جامعها مستحلاً لها لكان الجماع رجعة وهو له أن يراجعها ما دام الطلاق طلاقاً رجعياً.
السائل : ...
الشيخ : تبقى في بيت الزوج حتى تنتهي العدّة لكنّ بقاءها في بيت الزوج ليس كبقاء المحادة المعتدّة من وفاة لأن المحادة المعتدة من وفاة لا تخرج من البيت إلا للحاجة أو الضرورة أما هذه فتخرج من البيت لزيارة أقاربها ولشراء حاجاتها لكن سكناها يكون في بيت الزوج إلى أن تنتهي العدّة.
السائل : أثابكم الله.

السائل : يقول السائل : حلفت على مجموعة من الناس وقلت لهم والله تحرم زوجتي علي مثل أمي وأختي لو لم تفعلون كذا وكذا وبعد ذلك، وجدت أن هذا الأمر إذا تم وعملوا الشيء الذي قلته ليس فيه المصلحة العامة ولا في مصلحة هؤلاء الأفراد فقلت لهم لا داعي لفعل ما قلت اتركوا الأمر كما هو فما الحكم الشرعي في هذا الأمر مع أني في مقدرتي أجعلهم يفعلون ما قلت، مع العلم أن هذا الحلف كان في حالة غضب ولكني كنت أعي ما أقول؟
الشيخ : نعم، أولاً نقول يجب على الإنسان أن لا يعوّد لسانه الحلف على الوجه المذكور في السؤال أن يقول افعلوا كذا فإن لم تفعلوه فإن زوجتي حرام علي مثل أمي هذا حرام يقوله الإنسان لا يجوز، إذا رأى من المصلحة أن يحلف على قوم فليحلف بماذا؟ فليحلف بالله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) وهذا ليس من باب الحلف بالله الذي يكون شركاً أو كفراً لكنه منهي عنه نقول احلف بالله ولا تحلف بهذه الصيغة إنما لو وقع منه هذا الشيء قال إن فعلتم كذا فإن زوجتي حرام علي مثل أمي فإذا فعلوا ذلك فهل يكون قوله ظهاراً أو يكون يميناً؟ اختلف العلماء في ذلك منهم من قال إنه ظهار ومنهم من قال إنه يمين فإذا قلنا أنه ظهار فقد عرفتم ما يترتب على الظهار وإذا قلنا إنه يمين كان يمكن أن يحل هذا بكفارة يمين، أما قوله إنه قاله في حال غضب لكنه يعي ما يقول فنقول إن الرجل إذا كان غضباناً ولكنه يعي ما يقول فإن هذا الغضب لا أثر له، نعم.
السائل : بارك الله فيكم.

السائل : يسأل كثير من الإخوة عن جواز الإعتكاف في المسعى؟
الشيخ : أي نعم، الاعتكاف إنما يكون في المساجد لقول الله تبارك وتعالى (( ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد )) قال أهل العلم ولا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة والأفضل أن يكون في مسجد تقوم فيه الجمعة والاعتكاف يكون في جميع مساجد الدنيا سواء في مكة أو المدينة أو بيت المقدس أو الجوامع الأخرى في البلاد الأخرى كل مساجد المسلمين مكان للاعتكاف وما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) فإن صح هذا عنه فالمراد بذلك الاعتكاف الأكمل لأن هذه المساجد أفضل مساجد الله فهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافع الأخبثان ) يعني لا صلاة كاملة فكذلك هذا الحديث إن صح فالمراد لا اعتكاف كامل إلا في المساجد الثلاثة وأما الاعتكاف الصحيح فلا شك عندنا أنه يصح في كل مسجد من مساجد الله عزّ وجلّ (( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً )) (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) (( وأنتم عاكفون في المساجد )) نظير هاتين الآيتين كل المساجد مساجد الله والمساجد في قوله: (( وأنتم عاكفون في المساجد )) " أل " فيها للعموم وليست للعهد والأصل إذا وجدت " أل " الأصل أنها للعموم ولا يمكن أن يعدل عن العموم إلا لدليل، لأن الخروج بأل عن العموم خروج عن الأصل والخروج عن الأصل لا يقبل إلا بدليل، أما بالنسبة للمسعى فليس من المسجد الحرام ولذلك هو الآن مفصول في الطابق العلوي مفصول بجدر معروفة، في الثاني مفصول بجدار لكنه قصير ولهذا لو أن المرأة حاضت بعد الطواف وقبل السعي لقلنا لا حرج أن تسعى ولو كان من المسجد لقلنا إذا حاضت بعد الطواف لم يجز لها أن تسعى لأن المسعى مسجد فهو ليس من المسجد لكن إذا اتّصلت الصفوف واصطف الناس حتى اتصلت الصفوف إلى المسعى وإلى ما وراء المسعى فإن الصفوف إذا اتّصلت يكون حكمها واحداً ويكتب الأجر للجميع على حدّ سواء، نعم.
السائل : ...
الشيخ : أيش؟
السائل : ...
الشيخ : نعم، هذه طويلة خليها، أيش؟
السائل : ...
الشيخ : أي نعم، أيش الأوراق الي جاتك؟
السائل : ...
الشيخ : نعم، نعم.
السائل : ...
الشيخ : نعم، خذها.

السائل : بارك الله فيكم، يقول السائل : هل يجوز شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم أم أن المشروع زيارة المسجد النبوي؟
الشيخ : نعم، يشرع زيارة المسجد النبوي وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وزيارة البقيع وزيارة شهداء أحد وزيارة قباء كم هذه؟
الطالب : ...
الشيخ : خمسة، زيارة المسجد النبوي وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وزيارة البقيع وزيارة شهداء أحد، زيارة قباء، لكن لا تشد الرحال إلا لواحد من هذه الخمسة وهي؟ زيارة المسجد النبوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) وهناك فرق بين الزيارة وبين شدّ الرحل فشد الرحل خاص بالمسجد والزيارة لكل هذه الأشياء الخمسة، خاص بالمسجد النبوي، نعم.
السائل : وفّقكم الله.

السائل : يقول السائل : تعودنا عادة في عيد الفطر وهي ذبح الذبائح وزيارة الأقارب والأصدقاء والأرحام ويستمر ذبح الذبائح لمدة خمسة أيام والذي لا يستطيع لا يلزم بذلك نرجو التوضيح؟
الشيخ : إذا كان ذبح الذبائح في عيد الفطر تقرباً إلى الله عزّ وجلّ فإن ذلك حرام لأن الذبائح لا تذبح تقرباً إلى الله في العيد إلا في عيد الأضحى وإن كان هذا من باب الإكرام والعادات فلا أرى في هذا بأساً إلا أن تخرج إلى طور الإسراف فإن خرجت إلى طور الإسراف والتفاخر والتباهي كانت من هذه الناحية منهياً عنها لقول الله تبارك وتعالى: (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ))، نعم.
السائل : وفّقكم الله.

السائل : يقول السائل : ما حكم رفع اليدين عند سؤال التثبيت للميت بعد دفنه في المقبرة وهل يفعل ذلك إذا كان العامة يظنون أنه يقرأ الفاتحة أو سورة يـس؟
الشيخ : الأصل في الدعاء رفع اليدين لأن من آداب الدعاء أن يرفع الإنسان يديه إلا ما ورد في السنة بعدمه والدليل على أن رفع اليدين من آداب الدعاء وأن ذلك هو الأصل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ) وهذا يدل على أن رفع اليدين في الدعاء من آداب الدعاء إلا ما ورد في السّنّة بعدمه ومن ذلك أي ما ورد في السنة بعدمه رفع اليدين حال الدعاء في خطبة الجمعة فإنه لا ترفع الأيدي في الدعاء حال خطبة الجمعة لا من الإمام ولا من المستمعين إلا في حالين فقط: حال الاستسقاء وحال الاستصحاء يعني إذا استسقى الإمام في الخطبة قال اللهم أغثنا فإنه يرفع يديه وكذلك المستمعون يرفعون أيديهم وكذلك إذا استصحى فإن السّنّة جاءت بأن الإمام يرفع يديه أما ما عدى ذلك يعني في دعاء الخطبة فإنها لا ترفع الأيدي أما الدعاء للميت بالتثبيت بعد الدّفن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعو بأصحابه ولكنه قال كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) وعلى هذا فلا يستغفر له ويسأل له التثبيت على وجه جماعي يعني لا يقف واحد يقول اللهم ثبّته اللهم اغفر له وهم يؤمنون فإن هذا من البدع ولكن يقف عليه ويقول اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، ثم ينصرف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثاً فيدعو ثلاثاً بالاستغفار وثلاثاً بسؤال التثبيت ثم ينصرف.