الشيخ : من شهر رمضان وفي مرور الليالي والأيام عبرة لمن اعتبر، فقبل شهر كنا نترقب الوصول إلى رمضان وقبل أكثر من ذلك كنا نستبعد أن ندرك رمضان ، والآن وقد أدركناه ولله الحمد فإن علينا أن نعتبر كيف تمر هذه الدنيا بهذه السرعة ، ولنعتبر ما بقي بما مضى، فإن ما بقي سوف يمر سريعاً كما مضى ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها )) وهذا الاعتبار ينبغي أن يؤتي ثماره وذلك بانتهاز الفرصة ما دمنا في زمن المهلة لهذه الفرصة ، أن لا نضيع دقيقة ولا لحظة إلا ونحن محاسبون أنفسنا عليها لننظر ماذا أودعنا في هذه اللحظة أو في هذه الدقيقة أو في هذه الساعة ، ومن العجب أن الكثير منا يبخلون بأموالهم ويحرزونها بالصناديق، ولا يخرجون فلساً واحداً منها إلا وقد عرفوا موقعه وعرفوا مخلفه، أما الزمان الذي هو أغلى من الأموال فإننا نكيله كيلا فإننا نجازف به بلا كيل، ونمضي الأوقات الكثيرة في غير ما يرضي الله سبحانه وتعالى أيها الإخوة

الشيخ : يقول الله سبحانه وتعالى : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )) لم يقل لعلي أبني القصور، لعلي أركب المراكب الفاخرة ، لعلي أتمتع بالنساء ، لعلي أتمتع بالبنين ولكنه يقول: (( لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )) وهذا الذي يتمناه أو يترجاه من حضره الموت هو حاصل لكل واحد منا، كما جاء في الحديث : ( ما من ميت يموت إلا ندم إن كان مسيئاً ندم أن لا يكون استغفر وإن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد ) فالله الله أيها الأخوة في انتهاز الفرص ، فرص العمر العمر حتى لا تضيع سدى .

الشيخ : وليعلم أن الموفق المنتبه الكيس هو الذي يجعل من عاداته عبادات وأن الغافل المهمل المفرط هو الذي تنقلب عباداته عادات، إن كثيراً من الناس يقوم من فراشه فيتوضأ ويصلي ويرجع إلى بيته وإذا جاء الوقت الثاني قام فتوضأ وصلى وهكذا ، لكن يفعله على وجه العادة لأنه نشأ في بيئة هذا شأنها فكان على هذا الشأن غافلاً عن الإخلاص لله في عباداته غافلاً عن امتثال أمر الله عز وجل فيما أمر به ، الكل منا إذا أحدث قام يتوضأ ولا يمكن أن يصلي بلا وضوء ولكن غالبنا قد أضاع الامتثال لأمر الله في هذا الشأن ، أكثرنا يتوضأ ولا يشعر أنه يمتثل أمر الله في قوله: (( يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) إلى آخره، والذي ينبغي لنا إذا قمنا نتوضأ أن نشعر بأننا نطبق أو بأننا نمتثل أمر الله عز وجل في قوله: (( يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم )) إلى آخره ، حتى لا يضيع علينا هذا العمل ويكن كأنه أمر عادي.
والموفق يجعل من عاداته عبادات ، حتى العادات التي يعتادها يمكن أن يجعلها عبادات يتقرب بها إلى الله ، فمثلاً إذا أكل أو شرب فإنه سيسمي الله عند أول الأكل وسيحمد الله عند آخره والله عز وجل يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها وإذا أكل أو شرب أمكنه أن يجعل هذا الأكل والشرب عبادة كيف يكون ذلك؟ يشعر بأنه يأكل امتثالاً لقول الله تعالى: (( كلوا واشربوا ولا تسرفوا )) يشعر وهو يأكل ويشرب أنه يحفظ بذلك صحته ويحمي جسده من الهلاك امتثالاً لقول الله تعالى : (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً )) ، يأكل ويشرب وهو يشعر أنه يتمتع بنعم المنعم ، والمنعم جواد يحب أن يتمتع الناس بنعمه ويرضى ذلك منهم ، فالإنسان الموفق يمكن أن يجعل من عاداته عبادات والإنسان الغافل تكون العبادات في حقه عادات فالله الله أيها الأخوة أن تتذكروا عند كل عبادة أنكم تقومون بها امتثالاً لأمر الله واتباعاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

الشيخ : أيها الأخوة وفي ختام هذا الشهر شرع الله لنا عبادات متعددة أشرنا إليها في درس الصباح ونريد من حضرنا في ذلك الدرس أن يأتي لنا بشيء منها حتى يسمع من لم يحضر فأولاً

الطالب : زكاة الفطر
الشيخ : تمام شرع الله لنا في ختام هذا الشهر زكاة الفطر وسبق لنا الكلام على شيء من أحكامها نعم
الطالب : ...
الشيخ : ايش ايش؟
الطالب : صلاة العيد

الشيخ : صلاة العيد وبينا أن صلاة العيد حكمها
الطالب : ...
الشيخ : فرض كفاية ، اخترنا أنها فرض عين وأن كل ذكر قادر على حضورها ولا يحضر فهو آثم هذا الذي قررناه طيب
وقررنا أيضاً أنها إذا فاتت قم
الطالب : ...
الشيخ : إذا فاتت صلاة العيد فإنها لا تقضى ، مثل الجمعة ، إذا فاتت الإنسان فإنه لا يقضيها ، طيب ، لو قال قائل هذا التشبيه منقوض لأن الجمعة إذا فاتت يصلى بدلها ظهر ، كيف نرد هذا النقض نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : نقول هذا لا يريد صلاة الجمعة ركعتين بخطبتين لكنه يصلي الظهر لأنها فرض الوقت أما العيد فليس فليس في وقته فرض سوى هذه الصلاة المعينة على هذه الصفة المعينة فإذا فاتت الإنسان وجاء الإنسان والإمام يخطب وخطبة العيد كما نعلم جميعاً تكون بعد الصلاة فإنه لا يقضي صلاة العيد ،فاتت ، لكن يصلي ركعتين قبل أن يجلس تحية المسجد لأن مصلى العيد حكمه حكم المساجد والدليل على هذا أن الرسول صلّى الله عليه وسلم أمر الحيض أن يعتزلنه وأن لا يقعدن فيه وهذا حكم المساجد

الشيخ : وبينا أيضاً أن الله شرع في ختام هذا الشهر
الطالب : التكبير
الشيخ : التكبير التكبير حتى الصلاة من غروب الشمس ليلة العيد حتى الصلاة لقول الله تعالى : (( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم )) وللتكبير صفة
الطالب : لا يجوز جماعة
الشيخ : بس
الطالب : يعني ... الجهر به الله أكبر الله أكبر
الشيخ : الجهر به في حق الرجال دون النساء يجهر به في السوق في البيت في المسجد في الذهاب إلى صلاة العيد ، أما المرأة فلا تجهر به طيب صفته ايش يقول؟
الطالب : التكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
الشيخ : صفة ثانية ، طيب، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، أو يقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، إما أن يكبر ثلاثاً أو يكبر ثنتين كل ذلك جائز طيب

الشيخ : وشرع الله تعالى في ختام هذا الشهر
الطالب : ...
الشيخ : أنه قبل الخروج إلى الصلاة يأكل تمرات وتراً ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً حسب ما يشتهي ، في عيد الأضحى لا يأكل قبل الصلاة يدع الأكل حتى يرجع من الصلاة ويذبح أضحيته ويأكل منها طيب.

الشيخ : ومما يشرع أن يلبس أحسن ثيابه ويتجمل وهذا في حق الرجال ، أما النساء فلا يحل لهن أن يخرجن متجملات أو متطيبات،ويشرع لهذه الصلاة .
الطالب : ...
الشيخ : ايش
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم طيب

الشيخ : أن يخرج من طريق ويرجع من طريق آخر وهذا خاص في صلاة العيد أما غيرها من الصلوات فإنه لا يشرع لها ذلك حتى صلاة الجمعة لا يشرع لك أن تذهب من طريق وترجع من طريق آخر لأن ذلك لم يرد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم طيب غير
الطالب : ... .
الشيخ : لا
الطالب : ... صلاة العيد خارج البلد
الشيخ : ايش
الطالب : ... صلاة العيد خارج البلد
الشيخ : تمام

الشيخ : أن صلاة العيد يسن أن تكون في الصحراء خارج البلد ولا تفعل في المساجد الجوامع ، وما اعتاده بعض الناس في بعض البلاد من كونهم يقيمونها في الجوامع فإنه خلاف السنة فها هو النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة أين كان يصلي العيد؟ هل يصلي في مسجده ؟ أو يصلي خارج البلد؟
الطالب : خارج البلد
الشيخ : يصلي خارج البلد ، حتى في المدينة كان يصلي خارج البلد مع أنه قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) لكن صلاة العيد يسن أن تكون خارجاً لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : الشعائر
الطالب : ...
الشيخ : تمام ، إظهاراً للشعائر، لأن هذه شعيرة عظيمة فإذا خرج الناس من البلد رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً ، صار لهم منظر وصار في ذلك إحياء لهذه الشعيرة العظيمة التي أوجبها الرسول صلّى الله عليه وسلم على أمته طيب .
الطالب : هناك أمر خاص بالإمام وهو أن يؤخر صلاة الفطر حتى يخرج الناس ... زكاة الفطر ، وأن يقدم صلاة الأضحى حتى تذبح الأضاحي ويأكل منها

الشيخ : أحسنت ، أنه يسن تأخير صلاة الفطر ، صلاة عيد الفطر وتقديم صلاة عيد الأضحى لماذا؟ لأن صلاة الفطر صلاة عيد الفطر يتقدمها إخراج زكاة الفطر إذ أن أفضل وقت تخرج فيه زكاة الفطر ما بين صلاة الفجر يوم العيد وصلاة العيد فينبغي أن يؤخر الصلاة حتى يتسع الوقت لإخراج زكاة الفطر ولأن الناس يأكلون قبلها ، فليعط مهلة ليتمكنوا من ذلك أما عيد الأضحى فلا يشرع فيها ذلك ، ولهذا ينبغي أن يعجل حتى يتسع الوقت لذبح الأضاحي.
الطالب : ...

الشيخ : نعم احسنت أنه يسن للنساء أن يشهدن صلاة العيد وتؤمر النساء بذلك أما غيرها من الصلوات فالأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها إلا صلاة العيد فالأفضل أن تخرج وتشهد دعوة، وتشهد الخير ودعوة المسلمين
طيب إذا كانت المرأة ليس عندها عباءة فقد قالت النساء للرسول عليه الصلاة والسلام : ( يا رسول الله احداهن إحدانا ليس لها جلباب ) كيف تخرج إلى مصلى العيد ( قال لتلبسها أختها من جلبابها ) تستعير من أختها جلباباً وتخرج .
الطالب : ...
الشيخ : إذا أمكن ، طيب نقتصر على هذا وإلا في شيء؟
الطالب : يخرج الإنسان إلى صلاة العيد ماشياً

الشيخ : نعم أن الأفضل أن يخرج إلى صلاة العيد ماشياً وهذا مع القدرة أما مع العجز فلا بأس بالركوب .
الطالب : ...
الشيخ : قد يكون هذا ما ... لكن لا بأس يقول

الشيخ : يحرم صيام يوم العيدين، عيد الأضحى وعيد الفطر
الطالب : يذهب من طريق ويأتي من طريق آخر
الشيخ : ذكرنا هذا
الطالب : الإتيان مثلاً إلى أبعد طريق.
الشيخ : لا مو لازم.
الطالب : ...
الشيخ : لا ، لا
الطالب : صيام ست من شوال
الشيخ : ما لها دخل في العيد يا شيخ ، صيام ست من شوال ما لها دخل في العيد نقتصر على هذا نعم
الطالب : ...
الشيخ : نكتفي بهذا القدر وأسأل أن يعيننا الله على تنفيذه ، لأن المقصود بالعلم ليس مجرد الوصول إلى العلم والنظر ، المقصود بالعلم العمل بالعلم ، العلم وسيلة ، وثمرته العمل ، علم بلا عمل جهل خير منه ، لا بد من التنفيذ ، نحن إذا عرفنا الأحكام المتعلقة بالعيد ، سواء عيد الأضحى أو عيد الفطر فإن وظيفتنا أن نقوم بالعمل.

الشيخ : ونعود الآن إلى ما اعتدناه من قبل ، من كوننا نتكلم على بعض ما سمعناه سمعناه من آيات الله البينات فيما قرأه أئمتنا .
ونختار الآن قول الله عز وجل: (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ))

الشيخ : كلمة ويل كلمة وعيد يتوعد بها الناس والمطففون : بينهم الله عز وجل في قوله : (( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) وهذا من تفسير القرآن بايش؟
الطالب : بالقرآن
الشيخ : بالقرآن ، تفسير القرآن بالقرآن ، المطففون هم الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، (( وإذا كالوهم )) يعني كالوا لهم ، (( أو وزنوهم )) : يعني وزنوا لهم ، (( يخسرون )) : يعني ينقصون، هذا المطفف إن كان الحق له استوفاه كاملاً ، وإن كان الحق عليه نقص فيه فلننظر هل هذا خاص فيما يكال ويوزن؟ أم هذا على سبيل المثال ، ويشمل جميع، والحكم عام في جميع الحقوق؟ أجيبوا
الطالب : عام
الشيخ : الأول وإلا الثاني ؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الثاني ، الحكم عام في جميع الحقوق ، لكن الرب عز وجل ذكر الكيل والوزن على سبيل المثال .
الموظف مثلاً إذا جاء لأمين الصندوق وكان راتبه عشرة آلاف ريال وأعطاه عشرة آلاف ريال إلا ريالاً واحداً ، إلا ريالاً واحدة من عشرة آلاف ، ايش يقول الموظف لأمين الصندوق ايش يقول؟
الطالب : ... باقي ريال
الشيخ : يقول : باقي ريال أعطني إياه ، لكن هذا الموظف تجده يأتي بعد بدء الدوام بساعة ، ويخرج قبل بدء الدوام بساعة ، قبل نهاية الدوام بساعة هل هذا من المطففين ؟
الطالب : نعم
الطالب : لا
الشيخ : لا وإلا نعم
الطالب : نعم
الشيخ : نعم من المطففين إذا اكتال على الناس استوفى إذا أتى إلى أمين الصندوق قال أعطني حقي كاملاً ، لكن إذا أراد أن يؤدي الوظيفة لا يؤديها على الوجه الكامل ، يتأخر في الدوام ابتداءً أو يتقدم في الدوام انتهاءً ، وربما يأتي في أول الدوام ولا يخرج إلا في آخر الدوام ، ولكن إذا جاءه الناس يراجعونه وإذا هو مشغول بالتلفون ، ايش تسوى الأرض الفلانية؟ ... تسوى السيارة الفلانية؟، اليوم ناقص علينا حديد ، اليوم ناقص علينا اسمنت، اليوم العمال ما جاءوا، يا رجل الناس الآن ... يراجعونك يقول ينتظرون بدل اليوم بكرة ، هل هذا يعتبر قائم بالواجب؟
الطالب : لا
الشيخ : هذا من المطففين وإلا من غير المطففين؟
الطالب : من غير المطففين
الشيخ : من غير المطففين ، شوف هذا الرجل مفرط في حق الدولة ، معتد في حق الشعب ، فهو جامع بين التفريط وبين العدوان والعياذ بالله ، عكس ذلك قوم نزيهون بريئون حريصون على إبراء الذمة يأتون في أول الدوام ويخرجون في آخر الدوام ويسألون ، يقول إذا لم يكن عندي شغل هل يسوغ لي أن أقرأ قرآن أخذ المصحف وأقرأ ، أنا مع عندي شغل جالس على الكرسي ولا جاني أحد ولا عندي شغل ، هل يجوز أن أقرأ القرآن ماذا نقول له؟ لا وإلا نعم
الطالب : ...
الشيخ : نعم يجوز لأنه لم يفرط ولم يعتد، هل يجوز يقول هل يجوز أن أصلي ركعتي الضحى لأن ما عندي أحد ؟ نقول نعم لكن لا تتعدى مكان العمل ، صل في مكان العمل في الغرفة التي أنت تعمل فيها ، حتى إذا جاء أحد وإذا أنت حاضر ، لا تذهب إلى المصلى تصلي هناك ، لا صل في مكانك ، فالحاصل أن التطفيف ضابطه : أن يأخذ الإنسان بجميع حقوقه وأن ينقص الحقوق التي عليه هذا هو الضابط ، الرجل مع زوجته يطالبها أن تقوم بكل حقوقه وهو يقصر في حقوقها ماذا نسميه؟ نسميه مطففاً فكل من طالب بحقه وقصر بحق الآخرين فإنه مطفف وله هذا الوعيد (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ))

الشيخ : قال الله عز وجل : (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم )) ألا يظن : الظن هنا بمعنى اليقين يعني أفلا يتيقن هؤلاء أنهم مبعوثون ليوم عظيم وهذا اليوم (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) وكيف يقومون ؟ يقومون كما وصفهم الله عز وجل في قوله : (( كما بدأنا أول خلق نعيده )) يأتون كما خلقوا في بطون أمهاتهم حفاة عراة غرلاً وكذلك وصف النبي صلّى الله عليه وسلم قيام الناس يوم القيامة أنهم ( يأتون حفاة عراة غرلاً ) حفاة يعني
الطالب : ...
الشيخ : تمام يعني غير منتعلين ، عراة ؟ عراة الأخ أي غير
الطالب : ...
الشيخ : مكتسين ... غرلاً
الطالب : غير مختونين
الشيخ : غير مختونين طيب ، والختان معروف ، وفي بعض ألفاظ الحديث ( بهماً ) ( بهماً ) قال العلماء معنى بهماً أي ليس معهم مال لأن الله قال : (( ولقد جئتمونا فرادا كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ))، طيب (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) حفاة عراة غرلاً ، وتدنو الشمس منهم حتى تكون مقدار ميل ، قال الراوي : ( لا أدري أراد بالميل المسافة أو أراد به ميل المكحلة ) وسواء هذا أو هذا فإن الشمس قريبة ، فإن قال إنسان كيف يبقى الناس والشمس منهم بهذا القرب؟
فالجواب : أن أحوال الآخرة لا تقاس بايش؟
الطالب : بأحوال الدنيا
الشيخ : بأحوال الدنيا ، أليس الرجل في الجنة ينظر إلى ملكه في الجنة مسيرة ألفي عام ينظر أقصاه كما ينظر أدناه ، لكن في الدنيا هل يقدر على هذا أو لا يقدر؟
الطالب : ...
الشيخ : لا يقدر فأنت وظيفتك فيما أخبر الله به ورسوله من أمور الغيب أن تقول : آمنا وصدقنا ولا تقل كيف ولم لأن هذا ليس إليك الأمور أكبر مما تتصور ، فأحوال الآخرة لا يمكن أن تقاس بأحوال الدنيا .
يوم القيامة المؤمنون يسعى نورهم بين أيديهم و، بين أيديهم وبأيمانهم ، والمكان واحد ومع ذلك فالكفار في ظلمات ، من الناس من يعرق حتى يصل العرق إلى كعبيه وبعضهم إلى ركبتيه وبعضهم إلى حقويه وبعضهم يلجمه وهم في مقام واحد في موضع واحد ويختلفون هذا الاختلاف ، فما موقفنا من هذا الاختلاف ؟ موقفنا ايش؟
الطالب : التصديق
الشيخ : التصديق وأن لا نقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا ، تختلف ، الرب عز وجل فوق كل شيء عالٍ على كل شيء وينزل آخر الليل إلى السماء الدنيا فيقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ) هل يمكن أن تقول كيف ينزل وهو عالٍ على كل شيء؟ لا وظيفتك أن تقول آمنا وصدقنا أما كيف ولم؟ في أمور غيبية ، فهذا لا يرد عليك ، وما ضر من ضر من الناس المنكرين لمثل هذه الأمور إلا لأنهم قاسوا الغائب على الحاضر المشاهد فضلوا وأضلوا ، ولو أنهم سلكوا مسلك الإيمان والتصديق والإذعان لسلموا من هذه البدع التي ابتدعوها في أسماء الله وصفاته وأمور اليوم الآخر.
(( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) ثم قسم الله الناس في هذه السورة إلى قسمين : أبرار ، وضدهم الفجار ، وبين ثواب كل واحد منهم ، ويهمنا من هذه الآية قول الله من هذه السورة

الشيخ : قول الله عز وجل : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) انتبهوا إلى الضمائر ، (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ))، من الذي يضحك ؟
الطالب : ...
الشيخ : المجرم يضحك من المؤمن ووصف الله كل من يضحك من المؤمنين وصفه الله بأنه مجرم فإذا رأيت أحداً يضحك من فعل المؤمن ما يوافق الكتاب والسنة فصفه بأنه مجرم ، (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) فإذا ضحك إنسان على شخص مطبق للشريعة وليكن ذلك في إعفاء اللحية مثلاً إذا ضحك قل هذا مجرم ، مجرم لأن الله قال : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ))

الشيخ : ((وإذا مروا بهم )) من المار؟
الطالب : ...
الشيخ : إذا مرّ المؤمنون بالمجرمين أو إذا مرّ المجرمون بالمؤمنين؟
الطالب : الأول
الطالب : الثاني
الشيخ : ايه طيب بعضكم يقول الأول وبعضكم يقول الثاني والواقع أن الآية صالحة لهذا وهذا ، لأنه أحياناً يمر المجرم بالمؤمن وهو جالس ، فإذا مروا بهم تغامزوا شوف هذا الرجل شوف كيف يعمل ، أو بالعكس قد يكون المؤمن مر بالمجرم أليس كذلك ؟ فإذن الضمائر هنا صالحة لهذا وهذا، إذا مروا بهم يتغامزون

الشيخ : (( وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين )) من المنقلب؟
الطالب : ...
الشيخ : المجرم ، ينقلب إلى أهله وهو فكه يعني يرى أنه متنعم بوصف المؤمن أو بضحكه من المؤمن .

الشيخ : (( وإذا رأوهم )) إذا رأوهم من الرائي (( وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون )) من الرائي والقائل؟
الطالب : المجرمون ...
الشيخ : نعم
الطالب : ...
الشيخ : المجرمون ، إذا رأوا المؤمنين قالوا: (( إن هؤلاء لضالون ))
الآن اختلف الأسلوب صار يقول هؤلاء رجعيون، والآية تقول: هؤلاء ضالون ، المعنى واحد بس اختلفت العبارة ، وجاءت عبارة جديدة جاء بها النصارى ، هؤلاء أصوليون ، هؤلاء متشددون ، هؤلاء متطرفون ، على طرف الجدار يمكن يسقطون من الجدار ، كل هذا المقصود به تشويه المتمسك بالإيمان ، ونحن لا ننكر أنه يوجد من الأخوة من هو متشدد في الدين كل شيء عنده بدعة بل كل شيء عنده كفر ، هؤلاء وإن قالوا إنهم ينتسبون إلى الدين الإسلامي أو أن هذا من الدين الإسلامي فهم مخطئون في ذلك ، لا نقول إنهم كفار كما يكفرون هم من شاءوا من عباد الله ، ولا إنهم ضلال ، لكن نقول هذا القول أو هذا التصرف خطأ، نحن لا نقول إن كل داعية لله عز وجل يكون على صواب في طريق الدعوة ، بل قد يخطئ كثيراً لكن نقول إن هؤلاء الذي يصفون الدعاة بأنهم ضالون أو بأنهم متطرفون أو متشددون لا نقبل منهم هذا أو أنهم أصوليون ، الأصول ليش؟ وايش معنى أصولي ؟ يعرف أصول الفقه وإلا وايش معناه ؟ وإلا يتمسك بأصل دينه، إن كان كذلك فكلمة أصولي تنطبق حتى على القسيسين القساوسة النصارى هم أصوليون ، يتعصبون لدينهم ويتمسكون به ، ولهذا عدل النصارى عن كلمة مسلمون إلى كلمة أصوليون ، لأن كلمة مسلمون تهددهم ، يرتجف النصارى منها ، لا يريدون أن تكون صحوة المسلمين صحوة إسلام بل صحوة صحوة أصولية كما يزعمون ، فالحاصل أن الأساليب ، أساليب المجرمين في قديم الزمان وحديثه مغزاها واحد وهو الحط من قدر المتمسكين بدين الله.

الشيخ : قال الله عز وجل في آخر السورة : (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) فاليوم أل هنا للعهد، أي العهود ؟ العهود ثلاثة: ذكري وذهني وحضوري ، فأي العهود هذه
الطالب : حضوري
الشيخ : فاليوم ...
الطالب : حضوري
الشيخ : حضوري ما حضر ... ، يوم القيام مع حضر نعم
الطالب : ذهني
الشيخ : ذهني
الطالب : ...
الشيخ : أو ذكري؟ لأنه مذكور (( ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين )) فأقرب العهود في هذه الآية أنه عهد ذكري .
(( فاليوم )) يعني بذلك اليوم العظيم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين، (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) ونسأل الأخ، أنت، كيف قال (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار ))؟ هل في الكفار مؤمن؟ (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار ))، هل في الكفار مؤمن؟
الطالب : لا
الشيخ : أجل كيف ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب نعم
الطالب : بعض من الكفار آمنوا ...
الشيخ : خطأ ، يقول بعض من الكفار آمنوا ، إذا آمنوا راح الكفر عنهم طيب
الطالب : ...
الشيخ : ايش؟
الطالب : أن المؤمنين من الكفار يضحكون أي أنهم يضحكون على الكافرين
الشيخ : (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار ))
الطالب : ... أن الذين آمنوا يضحكون من الكفار
الشيخ : تمام ، إذن من الكفار متعلقة بما بعدها لا بما قبلها ، يعني فاليوم الذين آمنوا يضحكون من الكفار ولهذا يحسن أن تقف قليلاً عند قولك: (( فاليوم الذين آمنوا )) لأجل أن يعرف السامع أن قوله من الكفار متعلقة بما بعدها، (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) يعني يضحكون من الكفار ، أيها الناس عندنا ضحكان عندنا ضحكان
الضحك الأول : (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون )) والضحك الثاني : (( فاليوم الذين آمنوا من ا لكفار يضحكون )) ما عاقبة الضحك الأول : البكاء ، والندم ، والحزن، والبأس، والثاني: الفرح والسرور بنعمة الله عز وجل حيث لم يكونوا مثل هؤلاء .

الشيخ : (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون )).
الأرائك جمع أريكة وهي السرر الفخمة ، التي فيها المتكأ ينظرون ايش؟ ينظرون ما أعد الله لهم من النعيم ومنه النظر إلى وجه الله عز وجل، جعلني الله وإياكم ممن ينظر إلى وجه الله
الطالب : آمين
الشيخ : طيب في سورة الصافات قال الله عز وجل : في أهل الجنة : (( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قال قائل منهم )) من أهل الجنة (( إني كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون )) يوم كان لي في الدنيا قريب مكذب بالبعث يقول: تصدق أننا إذا متنا وكنا تراباً وعظاماً نبعث ونجازى تصدق بهذا؟ لكن هذا المؤمن رفض هذا الصديق رفض هذا القرين ومشى في طريق معاكس فآمن بالبعث والجزاء قال الرجل من الجنة : (( هل أنتم مطلعون )) هل هنا للتشويق ، يعني ألا تطلعون نشوف هذا القرين، فاطلع فرآه في سواء الجحيم ، رأى من؟
قرينه ، الذي كان يقول له في الدنيا كيف تصدق بالبعث ، رآه في سواء الجحيم في أصلها وقعرها والعياذ بالله ، قال له : (( تالله إن كدت لتردين )) لتهلكني لو تبعتك، (( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين )) أي من المحضرين للعذاب ،انتبه ، وهنا كيف يكون من في أعلى عليين في الجنة ينظر إلى من هو في أسفل السافلين في النار كيف ينظر إليه؟ نعم
الطالب : من الأمور الغيبية
الشيخ : قلنا من أمور الآخرة وهنا من أمور الدنيا ما يشهد له ، التلفزيون الآن ، يخطب الرئيس في ، رئيس القوم أنا قلت الرئيس وهو خطأ إلا إذا قيدته، الرئيس تضيفه إلى قومه مثل رئيس أمريكا يخطب في بلده نعم ونشاهده نحن مع هذا البعد العظيم مع أن الصنعة صنعة من؟ صنعة بشر فكيف بالخالق عز وجل ، يخاطبه يقول : (( أئنك )) يقول (( تالله إن كدت لتردين )) يخاطبه وذاك يسمع ... ممكن يسمع وإلا ما يمكن لأن أحوال الآخرة ليست كأحوال الدنيا وإن شئت فقل وفي أحوال الدنيا ما يشهد لذلك ما هو ؟
الطالب : ...
الشيخ : الهاتف التلفون في أقصى المشرق أو في أقصى المغرب يكلمك وأنت هنا .
على كل حال اقول ارجع إلى قوله تعالى : (( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون )) لكن هذا الضحك لا يعقبه بؤس ولا حزن بخلاف ضحك المجرمين من المؤمنين فإنه والعياذ بالله يعقبه البؤس والحزن ، والبكاء

القارئ : قال الله عز وجل : (( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )) الجملة هنا استفهامية والمراد بالاستفهام ايش الخبر ؟ التقليل والتوكيد
طيب مرّ علينا في الصباح نظير لها ، ما هو في الصباح امس في درس أمس في درس البارحة ، مر علينا نظير لها هل ثوب الكفار قلنا الاستفهام هنا للتحقيق .
الطالب : ...
الشيخ : نعم طيب استرح ، (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )) وسبحان الله! العلم يذكر بعضه ببعض

الشيخ : كان ينبغي لنا أن نقول في صلاة العيد يسن أن يقرأ بايش؟ بسبح والغاشية أو بقاف واقتربت الساعة ، هذه واحدة نسيناها، ونحن نعد ما يشرع في العيد ، ونسينا أيضاً أن نقول من حضر صلاة العيد إذا وافق يوم جمعة وحضر صلاة العيد فإنها تسقط عنه يسقط عنه حضور صلاة الجمعة ولكن يجب عليه أن يصلي الظهر، الجمعة تسقط عنه سقوط حضور ، فلا يلزمه حضورها لكن يجب أن يصلي الظهر لأن الجمعة سقطت عنه لحصول الاجتماع مع الناس في صلاة العيد فلزمته الظهر لأنها فرض الوقت والأخ الذي يورد الأسئلة كأنه ينظر إلى الساعة مشيراً إلى أن أنه قد حان وقت قراءة الأسئلة ونوافقه على رأيه ، وإجابات المسابقة في الصباح لأن المسابقة كانت في الصباح وإلا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : المسابقة من درس الصباح أي نعم نعم
الطالب : ...
الشيخ : يعني أن هؤلاء المجرمين لم يرسلوا ... على المؤمنين .