الشيخ : في صباح أول يوم من العشر الأواخر من رمضان في يوم الأحد ذلك اللقاء الذي نلتقي به الذي نلتقي فيه بإخواننا الذين قدموا إلى مكة لأداء العمرة والذين كانوا مقيمين فيها، ولمناسبة افتتاح العشر الأواخر فإني أحث نفسي وإياكم على اغتنام هذه الأيام العشر بل هذه الليالي العشر بطاعة الله عز وجل والإقبال إليه والإنابة إليه وإخلاص العمل له ، وتحقيق متابعة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، فإن ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه )، وقد بين الله في كتابه أنها خير من ألف شهر ووصفها بأنها مباركة، فالعاقل هو الذي يغتنم هذه الليلة بالقيام والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى لينال أجرها .

الشيخ : ولها علامات ، لليلة القدر علامات ، علامات لاحقة وعلامات حاضرة ، أما العلامات الحاضرة فهو اشراق ليلها ونوره وهدوؤه، وقلة نباح الكلاب فيه وانشراح صدر المسلم ولذة الطاعة في قلبه، وما أشبه ذلك مما يجده الإنسان في تلك الليلة ، وأما اللاحقة فهي أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ، وفائدة هذه العلامة اللاحقة أن يطمئن الإنسان إلى أنه وفق في هذه الليلة للقيام بحقها وأن يفرح بنعمة الله عليه فيها، وإلا فإن بعض الناس يقول ما الفائدة من علامة لاحقة لا يدركها في وقت العمل، نقول هذه العلامة كالختام وإن شئت فقل كالختم والطابعة على الشيء الذي يتبين به توفيق الإنسان لهذه الليلة، فالله الله أيها لأخوة باغتنام هذه الليالي العشر بالإنابة إلى الله والإخلاص له، وتحقيق متابعة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم لعلكم تدركونها.

الشيخ : وفي هذه الليالي نوصيكم بالاجتهاد التام بالدعاء، بدعاء الله عز وجل أن ينصر إخواننا المظلومين المضطهدين في البوسنة والهرسك، لأن النصارى -ولعنة الله على اليهود والنصارى- النصارى فعلوا بهم أفاعيل لا يفعلها أحد، أفاعيل تقشعر منها الجلود، وأمم النصارى واقفون يتفرجون لم يحرك لهم ذلك ساكناً ، لأن النصارى واليهود والمشركين والملحدين والمنافقين ، كلهم متفقون على شيء واحد وهو قتل الإسلام ، كلهم متفقون على هذا الشيء على قتل الإسلام لكن يختلفون يختلفون في الأساليب ، كما يختلف القاتل ، قاتل يقتل بالسيف وآخر بالخنجر، وثالث بالحجر ورابع بالسهم وهكذا لكن الهدف شيء واحد هو ايش؟ قتل الإسلام قتل الإسلام
المسلمون مع الأسف غالبهم اسم بلا مسمى ، لكن قتل الإسلام ، (( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء )) وودوا لو تكفرون ، وأنا أعلم علم اليقين بما عندي من كتاب الله وسنة رسوله أن أعداء الإسلام لا يحبون أن يقوم للإسلام قائمة ابدا إلى يوم القيامة ، ولهذا لما رأى هؤلاء الكفار هذه الصحوة المباركة في المسلمين بدأوا يتحركون تلك الحركة المسمومة المحمومة ضد المسلمين وضد الإسلام بالحرب والغزو الفكري والخلقي والمسلح ، فأوصيكم أيها الأخوة أن تجتهدوا غاية الاجتهاد بدعاء الله عز وجل أن يدمر كل عدو للمسلمين من يهودي ونصراني ومشرك ووثني وملحد ومنافق، ادعوا الله اجتهدوا في الدعاء، فالله عز وجل سميع الدعاء ولا تيأسوا ولا تستبعدوا فإن النصر بيد من؟ بيد الله (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده )) وما النصر إلا من عند الله ولكنه عز وجل قد يؤخر النصر لحكمة وابتلاء وامتحان (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله )) قال الله تعالى: (( ألا إن نصر الله قريب )) ونحن نعلم أن دول الكفر لا يريدون أبداً أن تقوم دولة إسلامية في قلب بلادهم لأنها هي التي تهددهم حقيقة أعني الدولة الإسلامية، وهم وإن تخلصوا من الشيوعية لكن يقولون أمامنا عدو أعظم وهو الإسلام وصدقوا فالإسلام عدوهم وهم أعداء الإسلام ، (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) والقائل من؟ الله عز وجل الذي يعلم ما في القلوب ويعلم الحاضر والماضي والمستقبل ، بعضهم أولياء بعض، حتى وإن تظاهروا بالتباعد فيما بينهم فإنهم أولياء على أن بعضهم لا يتظاهر بالتباعد بين اليهود والنصارى بل يعلن صراحة بالتعاون بين اليهودية والنصرانية ضد من؟ الإسلام ، لهذا أوصيكم ونفسي بالاجتهاد بدعاء الله عز وجل في حال السجود وفي آخر الليل وبين الأذان والإقامة وعند وفي صلاة الجمعة أن ينصر الله الإسلام والمسلمين ، وأن ينصر كل من قام لتكون كلمة الله هي العليا على كل من عاداه وقام بضده ، ونحن نعلم أن الله تعالى على كل شيء قدير يقول كن فيكون، والقادر على تفتيت الشيوعية في عصرنا الحاضر التي كان الناس يظنون أنها لا يمكن أن تتفتت ولا تتفرق ، قادر على أن يفتت دول الكفر من النصارى وغيرهم لأن أمره أنه إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا في هذا المقام وفي هذا المكان المبارك أن يدمر كل عدو للمسلمين ، اللهم دمر كل عدو للمسلمين ، اللهم دمر كل عدو للمسلمين ، اللهم من قام ضد المسلمين فاجعل كيده في نحره، وشتت شمله وفرق جمعه واهزم جنده واجعل الدائرة عليه ، اللهم أنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين إنك على كل شيء قدير.
الطالب : آمين

الشيخ : أيها الأخوة بعد هذه المقدمة، كنا بدأنا في العام الماضي في كتاب البيوع من عمدة الأحكام، لأن كثير من المتكلمين الذين يتكلمون في الناس يتكلمون فيما يتعلق بالعبادات، والعبادات حق الله، وحق الله أعظم الحقوق وهو جدير بالعناية وجدير بالدراسة ولاسيما أن كثيراً من المسلمين اليوم يجهلون كثيراً من أحكام دينهم، حتى إن من المسلمين من لا يعرف كيف يتوضأ ولا كيف يصلي ولهذا كان واجب طلبة العلم اليوم أكبر منه بالأمس، لأن الوسائل الآن ، وسائل الاتصالات ووسائل المواصلات صارت سهلة ولله الحمد ممكن الواحد أن يدرس أو أن يلقي درساً هنا في مكة وينتفع به من في أقصى الدنيا، بواسطة المواصلات والاتصالات لكن المعاملات التي بين الخلق قل من يتكلم فيها من الذين يتكلمون في الناس مع أنها مفيدة وهامة يمكن لو تسأل كثير من الناس عن أحكام المعاملات لم يعرف إلا شيئاً واحداً فقط وهو تحريم الربا ويجهل كثيراً من الأحكام .

الشيخ : دعونا نأخذ قواعد، ما هو الأصل في المعاملات؟ " الأصل في المعاملات الإباحة والحل " أي معاملة من بيع أو إجار أو وقف أو رهن أو وديعة أو عارية أو غير ذلك الأصل فيها الإباحة، فإذا قال لك قائل: هذا البيع حرام هذه الإجارة حرام هذا الرهن حرام، فمن الدليل عليه على القائل بأنه حرام وإلا على القائل بأنه حلال؟
الطالب : ...
الشيخ : على القائل بأنه حرام أقول هات الدليل على أنه حرام وحينئذٍ أحجم عنك وأدعك وإلا فالأصل الحل

الشيخ : بخلاف العبادات ، العبادات لو رأيت شخصاً يتعبد بعبادة فقلت هذه حرام فمن الذي عليه الدليل؟ الذي يقول إنها مشروعة أو الذي يقول إنها حرام ؟
الطالب : الذي يقول إنها مشروعة
الشيخ : الذي يقول إنها مشروعة هو الذي يطالب بالدليل أما الذي يقول حرام فالأصل في العبادات التحريم حتى يقوم دليل على أنها مشروعة قال الله تعالى: (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) (( قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون )) فالأصل في العبادات هو التحريم حتى يقوم دليل على أنها مشروعة، والأصل في المعاملات الحل حتى يقوم دليل على أنها حرام ، هذه القاعدة تفيدك

الشيخ : وتحريم المعاملات يعود على أمور، الأمر الأول الظلم الظلم، كل عبادة تشتمل على ظلم فهي حرام، لأن الله تعالى حرم الظلم على عباده قال الله تعالى : في الحديث القدسي : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) وهذه القاعدة يدخل فيها أنواع كثيرة كالغش والكذب والتدليس وغير ذلك

الشيخ : كذلك الميسر ، الميسر هذا أيضاً قاعدة من قواعد المعاملات محرم ، كل معاملة تشتمل على ميسر فإنها محرمة لقول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) فما هو الميسر ، الميسر هو المغالبة ، المغالبة التي يكون فيها الإنسان إما غانم وإما غارم إما غانم وإما غارم ، مثال ذلك رجل له بعير شاردة ، أتدرون ما معنى شاردة؟ يعني هاربة ضائعة فاتفق مع شخص أن يبيعها عليه، فباعها عليه بخمس مئة ريال، هي لو كانت حاضرة لكانت قيمتها ألف ريال، ولو كانت هالكة قطعاً لم تساوي شيئاً أليس كذلك، لوكانت حاضرة تساوي ألف ريال لو كانت هالكة يقيناً لا تساوي شيئاً ... ، هي الآن بين الهلاك وبين وبين الرجع ، فباعها عليه بخمس مئة ريال ، هذه المعاملة فيها ميسر ما هو الميسر ؟ أن أحدهما إما غانم وإما غارم، فإذا تبين أن البعير تالف فمن الغانم؟
الطالب : ...
الشيخ : البائع الذي هو صاحب البعير، ولو حضر البعير من الغانم؟ المشتري ، إذن أحدهما إما غانم وإما غارم هذا البيع يعتبر حراماً لأنه من الميسر، وعليه ينطبق ما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رَضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلم ( نهى عن بيع الغرر ) نهى عن بيع الغرر لأنه ميسر .

الشيخ : الثالثة الربا ، الربا قاعدة من قواعد المعاملات الأصل فيه التحريم ، الأصل فيه التحريم لقوله تعالى : (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) كل معاملة فيها ربا سواء كان صريحاً أو خداعاً فإنها حرام

الشيخ : واعلموا أيها الأخوة أن ربا الخداع أعظم من الربا الصريح، أن ربا الخداع أعظم من الربا الصريح، لأن ربا الخداع تضمن الضرر الناتج عن الربا مع مخادعة الله عز وجل، فيكون جامعاً بين قبيحين ، قبح الربا والثاني المخادعة ، ومخادعة الرب عز وجل ليست بالأمر الهين، انظر إلى المنافق أشد إثماً من الكافر لماذا؟ لأنه جمع بين أمرين بين قبحين: قبح الكفر وقبح المخادعة ، فمخادعة الرب في أحكمه أعظم من إتيانها صريحة لأسباب عديدة قد لا يتسع المقام لذكرها لكن من أشدها فتكاً بالإنسان أن مرتكب الخداع يظن أنه على صواب فيستمر فيه ولا يتحول عنه، لكن الذي يأتي الصريح يعلم أنه أتى صريحاً فيخجل من الله عز وجل ويندم وتصارعه نفسه، أحياناً يغلبها وأحياناً تغلبه، حتى يمن الله عليه بالهداية، أما المخادع فإنه يظن أنه على حق فيستمر

الشيخ : مثال ذلك بعت عليك سيارة بخمسين ألفاً إلى سنة تعطيني الثمن بعد سنة وأما لو بيعت نقداً ويسميه الناس كاشاً ، وكاشاً هذه لغة أعجمية فيما يظهر لي فمن كان منكم يعرف لها أصلاً في اللغة العربية فليأت به نعم
الطالب : ...
الشيخ : وإلا فاتركوا كاشاً وقولوا نقداً ، نعم المهم هذه السيارة باعها الى مدة سنة بكم ؟ خمسين ألف ريال وهي تساوي نقداً أربعين ألف ريال اشتراها الرجل وأخذها ومشى فثبت في ذمته للبائع كم؟ خمسون ألف ريال، فذهب البائع إليه وقال أعطنيها بأربعين ألفاً نقداً خذ أربعين ألفاً فأعطاه السيارة ، أعطاه السيارة ما الذي حصل الآن؟ حصل للبائع بائع السيارة أولاً حصل له عشرة آلاف ريال ربا، لكن بدل ما يقول هذه أربعون ألف ريال نقداً تعطيني بدلها خمسون ألف ريال بعد سنة بدل من أن يقول هكذا دخل السيارة واسطة ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " هي دراهم بدراهم دخلت بينهما حريرة " يعني ثوب وهنا نقول دراهم بدراهم دخلت بينهما ايش؟
الطالب : سيارة
الشيخ : سيارة ، هذه الحيلة، هذه الحيلة ، محرمة حذر منها الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالحرث وتركتم الجهاد أوشك أو قال ألقى الله في قلوبكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) وهذا تحذير بالغ، لكن كثير من الناس يقع في مثل هذه الحيل وإن لم تكن هي الصورة لكنها بمعنى هذه الصورة فتبين الآن أن المعاملات تدور على ثلاثة أشياء ، المحرم منها يدور على ثلاثة أشياء، أولاً الظلم، ثانياً: الميسر الثالث الربا ، وإن شئت فقل إن الربا من الظلم، لقوله تعالى: (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ))

الشيخ : لكن يأتيك الرجل الاقتصادي، يقول لك: الربا الاستثماري ليس فيه بأس لأنه ليس ظلماً، الربا الاستثماري يأتي الإنسان يؤسس شركة وليس عنده دراهم، فيذهب إلى التاجر أو البنك يقول: أعطني مئة ألف ريال نقداً أعطيك مئة وعشرين، ثم يشتري بهذه المئة ألف يشتري معدات وغيرها علشان يستثمرها ، فيقول الاقتصادي: هذا جائز هذا جائز وما فيه بأس ليش؟ قال لأن كلاً من الطرفين ايش؟ استفاد، البنك استفاد وصاحب المؤسسة استفاد وهذه تنمية اقتصادية ... ليس فيها ظلم، كل منهما استفاد وهل الشرع يحرم الفائدة، وايش تقول؟ لا وإلا نعم ؟ هل يحرم المنفعة؟ خل الناس تشتغل هذا في مؤسسته يؤسس شركة ينفع نفسه وينفع الناس، ... يستفيد، والربا إنما حرم لما فيه من الظلم وهذا ما فيه ظلم ما فيه ظلم فيه منفعة،نعم ماذا تقول؟
الطالب : ...
الشيخ : ... نعم ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : هو يقول الربا الذي فيه منفعة للطرفين لا بأس به، لأن ليس فيه ظلم، ومثاله أن تأخذ من البنك مئة ألف ريال تؤسس شركة مصنعية تنتفع أنت وتنفع الناس بالصناعة والبنك ينتفع بالزيادة سيأخذ بدل المئة ألف مئة وعشرين ألفاً ، وهذا استثمار طيب ونافع ينفع الاقتصاد نعم ويمشي الناس، كم عامل يشتغل بالشركة هذه ينتفع عالم ، كيف تقول هذا حرام ؟ أليست الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة؟ ستقول لا وإلا بلى؟ إذا قال لك الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة وايش تقول؟
الطالب : ...
الشيخ : اسمع أنا أقول إذا قال هذا الكلام هل توافق وإلا ما توافق؟ توافق أن الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ! توافق ، الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة بل هي ما جاءت إلا لمصالح العباد في الآخرة وفي الدنيا، ولكن يبقى ما هو ميزان ما هو الميزان الذي توزن به المصلحة، أهي العقول أو الشرع؟ هنا محل الخلاف، إن قلت أنه العقل ، حينئذٍ استغن عن الشرع اطرح الشرع جانباً، قل أنا أدبر بعقلي، وإن قلنا الذي يقرر المصلحة من المفسدة هو الشرع حينئذٍ نرجع للشرع، أليس كذلك؟ نرجع للشرع ونقول: هذه المعاملة التي ادعيت أنها ترفع الاقتصاد وأنها استثمارية وأنها طيبة، هذه معاملة محرمة، لأنها تجر إلى الربا الذي ليس فيه مصلحة إلا للمرابي فقط، والدليل على هذا ( أن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم إليه تمر طيب ، قدم إليه تمر طيب، فقال من أين هذا؟ قالوا: يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال: عين الربا عين الربا ، ردوه ) فأبطل العقد فيه، مع أن هذه المعاملة ليس فيها ظلم، ما فيها ظلم ، صاحب التمر الطيب استفاد بالكمية وصاحب التمر الرديء استفاد بايش ؟ بالنوعية والكيفية ، ما في ظلم ما فيه ربا ، ما فيه استئثار بالفائدة كل منهما استفاد ومع ذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( عين الربا ) شوف الكلمة ( عين الربا لا تفعلوا أو قال لا تفعلوا ردوه ) أبطل العقد مع أن المنفعة فيه للطرفين، وبهذه وبهذا تندحر حجة من قال إن الربا الاستثماري ليس فيه بأس وأنه جائز، فالحاصل الآن نعود إلى الأسس التي ذكرناها، أن المعاملات المحرمة تدور على ثلاثة أشياء وهي الظلم والميسر والربا وإن لم يكن ظلماً ، والربا وإن لم يكن ظلماً، نعم وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.

الشيخ : بقي أن نقول: علمنا بأن هذا الشيء محرم ، فما موقفنا هل نتجشمه ونقول الله عفو كريم غفور رحيم، يحب العفو أو نتجنبه؟ الأول وإلا الثاني؟ الأول أو الثاني؟
الطالب : الثاني
الشيخ : ما هو الثاني؟
الطالب : نتجنبه
الشيخ : نتجنبه، لأن الله أعطانا، (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ))، فبدأ بايه؟ بالتهديد (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ما على الرسول إلا البلاغ ))، لأن سياق الآيات يقتضي هكذا، أن تبدأ بالتهديد، لكن لما أراد أن يتحدث عن نفسه عز وجل قال: (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم )) فبدأ بالتهديد أو بدأ بالوعد؟ بالوعد لأن المقام يقتضي هذا، على كل حال لا يجوز للإنسان أن يتجشم المعصية بحجة أن الله غفور رحيم، لأننا نقول له ، إذا قلت أن الله غفور رحيم قلنا لك: اعلم أن الله شديد العقاب قبل أن تعلم أن الله غفور رحيم، ثم ما الذي يضمن لك أن يغفر الله لك ما الذي يضمن لك أن تتوب، قد تفعل المعصية وتقول ان شاء الله أتوب إلى الله، من يضمن؟ ربما تموت قبل، وربما تتدرج شيئاً فشيئاً إلى أشد، ثم ، من يضمن أن الله يغفر لك؟ العجيب أن بعض الناس قال: لا تضيقوا علينا، لا تضيقوا علينا، اقرأوا معنا قول الله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فأنا لم أشرك، لكن دعوني أفعل ما شئت، لا تضيقوا علي ما وسع الله علي، (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) هذه حجة ، أو شبهة؟
الطالب : شبهة
الشيخ : نعم شبهة وإلا حجة
الطالب : شبهة
الشيخ : شبهة ليش؟ لأن الله لم يقل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك فقط قال (( لمن يشاء )) من يضمن لك أن الله شاء أن يغفر لك، ما تستطيع أن تقول مضمونة، ما دام قيدت لا يمكن أن تقول أنها مضمونة، (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))، فعلى الإنسان إذا علم أن هذه المعاملة حرام أن يقول: سمعنا وأطعنا، (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً )) فعليك أخي المسلم أن لا تؤثر الدنيا على الأخرى، فتفوتك الدنيا و الأخرى، آثر الأخرى على الدنيا فتحصل على الأخرى والدنيا، (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ))

الشيخ : ومن العجب أن الذين أن الذين يكاثرون أموالهم بهذه الطرق الطرق أن مآلهم أحد أمرين ولا بد: إما أن ينزع المال من أيديهم وإما أن ينزعوا من المال ويتركونه لغيرهم، في أمر ثالث؟ وإما أن يبقى المال لهم ويبقون للمال هذا الاحتمال الثالث وارد أو غير وارد؟ أجيبوا يا جماعة
الطالب : غير وارد
الشيخ : غير وارد، وقد رأينا كثيراً من الذين يتحيلون عن على الربا بالطرق الملتوية أصبحوا فقراء الآن يتكففون الناس وكانوا بالأول عندهم أموال كثيرة، أو يموت الإنسان ويدعه لمن؟ يدعه لورثته وربما يسلطون على أكل ماله ولا يقولون اللهم ارحمه ، فعلى المؤمن أن يتقي الله عز وجل ، وأن يقتنع بما آتاه الله وأن تكون معاملته على وفق شريعة الله، نعم والله الموفق
سنبدأ الآن بالدرس، والدرس خلال ربع ساعة ، والأسئلة ربع ساعة أيضاً ، اضبط الساعة الآن
الطالب : الساعة ستة إلا ربع
الشيخ : الساعة ستة إلا ربع
الطالب : ...
الشيخ : أنا عندي الآن ستة وثلث كيف تقول إلا ربع ... سبعة إلا ربع ، ... ينتهي الدرس خمسة وثلاثين دقيقة ، أضف إليها ربع ، سبعة إلا عشرة.
الطالب : ...
الشيخ : يعني ... إن شاء الله نعم

القارئ : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، قال المصنف رحمه الله : باب الشروط ..
الشيخ : في أي كتاب قال:
القارئ : كتاب ...
الشيخ : ... من أي كتاب ، المصنف
القارئ : كتاب البيوع
الشيخ : اصبر، اقرأ الذي قلنا عليه لكن الكتاب هذا ما هو؟ بلوغ المرام المنتقى البخاري مسلم ما هو؟
القارئ : كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام
الشيخ : أحسنت
القارئ : كتاب البيوع ، باب الشروط في البيع عن عائشة رَضي الله عنها قالت ..
الشيخ : قرأنا هذ أظن
القارئ : لا
الشيخ : ما قرأناها طيب
القارئ : عن عائشة رَضي الله عنها قالت: ( جاءت بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق )
الشيخ : أَواق
القارئ : ( أواق في كل عام أوقية فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها فجاءت من عندهم ورسول الله صلّى الله عليه وسلم جالس فقالت: إني عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون لهم الولاء فسمع النبي صلّى الله عليه وسلم فأخبرت عائشة النبي صلّى الله عليه وسلم فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق ففعلت عائشة ثم قام رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ).
الشيخ : نعم نعم باب الشروط في البيع ، يجب أن نعرف الفرق بين الشروط في الشيء وبين شروط الشيء.

الشيخ : لأن الفرق بين باب الشروط في البيع وباب الشروط في البيع، الفرق بينهما من ثلاثة أوجه، الفرق بين قولنا الشروط في البيع وشروط البيع من ثلاثة أوجه ، انتبه يا ولد ستسأل عنها
الفرق الأول : شروط البيع من وضع الشرع والشروط في البيع من وضع المتعاقدين ، هذا فرق ، شروط البيع من وضع الشرع ، الشروط في البيع من وضع المتعاقدين
الفرق الثاني: شروط البيع يتوقف عليها صحة البيع، فإذا فقد منها واحد فسد البيع ، والشروط في البيع يتوقف عليها، لزوم البيع لزوم البيع ، بمعنى أنه إذا فات واحد منها فلمن له هذا الشرط أن يفسخ العقد
الفرق الثاني: شروط البيع يتوقف عليها صحة البيع، بمعنى أنه إذا فقد شرط منها لم يصح البيع، الشروط في البيع يتوقف عليها لزوم البيع بمعنى أنه إذا فقد واحد منها فلمن له هذا الشرط أن يفسخ العقد لمن له هذا الشرط أن يفسخ العقد
الفرق الثالث: شروط البيع كلها صحيحة شروط البيع كلها صحيحة، لأنها من وضع الشرع وما وضعه الشرع فكله صحيح، والشروط في البيع، بعضها صحيح وبعضها غير صحيح، يعني بعضها صحيح يقبل شرعاً وبعضها غير صحيح فلو بعت فلو بعت عليك سيارة واشترطت أن أسافر عليها إلى المدينة فالشرط ايش؟ الشرط صحيح، ولو بعت عليك عبداً مملوكاً واشترطت أن ولاءه إذا أعتقته لي فالشرط غير صحيح، إذن الفروق الآن كم؟ ثلاثة أخونا الفرق الأول
الطالب : ...
الشيخ : نعم تمام
الطالب : ... يلزم ...
الشيخ : لا أنت مروح اليوم ، استرح، نعم
الطالب : الشرط الأول ...
الشيخ : انتهينا منها الشرط الأول ، شروط البيع من وضع الشرع والشروط في البيع من وضع المتعاقدين الفرق الثاني
الطالب : ...
الشيخ : ايش؟
الطالب : شروط البيع كلها صحيحة
الشيخ : نعم شروط البيع كلها صحيحة نعم
الطالب : أما الشروط في البيع فمنها ...
الشيخ : منها صحيح ومنها فاسد ، الفرق الثالث؟
الطالب : ...
الشيخ : لا ، سلامتك، مروح شوي استرح، من يعرف
الطالب : أنا يا شيخ
الشيخ : أنت ؟ تفضل
الطالب : الفرق الثالث: أن شروط البيع يتوقف عليها صحة البيع
الشيخ : نعم
الطالب : فإن ذهب واحد فسد البيع
الشيخ : نعم
الطالب : والشروط في البيع يتوقف عليها لزوم البيع
الشيخ : نعم
الطالب : فإن ذهب واحد فسد البيع
الشيخ : لمن له الشرط أن يفسخ البيع نعم ، بارك الله فيك اجتهد يا بني ان شاء الله لك مستقبل استرح بارك الله فيك.
الفرق الثالث ايش؟ ايش الفرق الثالث، ... الفرق الثالث شروط البيع يتوقف عليها صحة البيع بمعنى أنه إذا فقد واحد منها لم يصح البيع ، الشروط في البيع يتوقف عليها لزوم البيع بمعنى أنه إذا فقد شرط منها فلمن له الشرط الخيار أن يفسخ العقد له أن يفسخ العقد واضح؟ طيب نرجع الآن إلى حديث عائشة الذي ذكره المؤلف في الشروط في البيع

الشيخ : حديث عائشة أن بريرة كاتبت أهلها ، بريرة أمة مملوكة تباع وتشترى ، نتوقف على كلمة بريرة وايش معنى بريرة اسم وإلا صفة ولا؟
الطالب : ...
الشيخ : علم اسمها بريرة ، لكن لو كان اسمها برة ، ما صح، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام غير اسم برة إلى جويرية واسم برة أخرى إلى زينب وفرق بين بريرة وبرة ، برة مأخوذة من البر يعني أنها بارة، بريرة فعيلة بمعنى مفعولة يعنى أنها مبرورة، وفرق بين البر والمبرور ، ولهذا لم يغير النبي صلّى الله عليه وسلم اسمها أما برة فغير اسمها.

الشيخ : طيب وما تقولون في أبرار أبرار ، كل البر أخذته، أبرار جمع لمذكر، إذا سمينا امرأة بأبرار نغير وإلا ما نغير؟
الطالب : نغير
الشيخ : نعم السنة أن نغير فإذا كانت برة غيرها الرسول عليه الصلاة والسلام كيف ما نغير أبرار ابرار أخذت البر كله، لكن سبحان الله العظيم الناس الآن كأن الأسامي ضاقت يدورون كل اسم غريب سواء موافق عليه وإلا غير موافق ، ويأتون به ، يقولون واحد سمى ابنه نكتل نكتل، قيل له لماذا سميت ابنك نكتل قال لأنه في القرآن (( فأرسل معنا أخانا نكتل )) يحسب أن نكتل اسم و... والواقع أن نكتل فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الأمر أرسل نكتل وإنا له لحافظون ، لكن المسكين يحسب أن نكتل علم فسمى ابنه تبركاً بما جاء في القرآن سماه نكتل ، فالناس الآن بدأوا يأخذون من القرآن كل شيء ، سمعت أن بعض الناس سمى سمى بنته بيان بيان، والله قال في القرآن (( هذا بيان للناس )) قال أريد أن تكون بنتي بيان