الشيخ : موضوع درسنا لهذا اللقاء صباح اليوم الثالث والعشرين من رمضان عام ألف وأربع عشر وأربع مئة وألف هو أننا طلب منا أحد الإخوة أن نتكلم عن صفة الصلاة فلنتكلم أولاً عن حكم الصلاة، الصلاة هي أحد أركان الإسلام العظيمة وهي الركن الثاني بعد الشهادتين لأن أركان الإسلام خمسة قل ... إي نعم أركان الإسلام خمسة ما هي؟
الطالب : ...
الشيخ : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
الطالب : وإقام الصلاة.
الشيخ : وإقام الصلاة
الطالب : أركان الإسلام ولا ... .
الشيخ : الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
الطالب : وإقام الصلاة
الشيخ : وإقامة الصلاة
الطالب : وإيتاء الزكاة
الشيخ : وإيتاء الزكاة
الطالب : وصوم رمضان
الشيخ : وصوم رمضان
الطالب : وحج البيت
الشيخ : وحج البيت ستة
الطالب : خمسة بس
الشيخ : عدها
الطالب : ...
الشيخ : هذه واحدة تمام إذا الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بارك الله فيك فتح الله عليك وهي أعظم أركان الإسلام توكيداً بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

الشيخ : ولهذا كان من تركها كافراً كفراً مخرجا عن الملة أي أنه يكون مرتداً تجري عليه أحكام المرتدين في الدنيا وفي الآخرة بخلاف غيرها من الأركان التي تليها كالزكاة والصوم والحج فإن من ترك هذه الثلاثة لا يكفر على القول الصحيح وإن كان بعض العلماء يقول إن من ترك أي ركن من أركان الإسلام فإنه يكفر لكن الصحيح أنه لا يكفر إلا بترك الصلاة ودليل ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة رضي الله عنهم والنظر الصحيح أما الكتاب فقد قال تبارك وتعالى: (( فإن تابوا )) أي المشركون (( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) ووجه الدلالة من الآية أن الله اشترط للإخوة في الدين ثلاثة شروط الأول التوبة من الشرك والثاني إقامة الصلاة والثالث إيتاء الزكاة ومفهومه أنه إذا لم تتم هذه الشروط الثلاثة لم يكن أخاً لنا في دين الله ولا تنتفي الأخوة الدينية إلا بالكفر المخرج عن الملة أما الكفر الذي دون ذلك فإنه مهما عظم لا يخرج من الأخوة الإيمانية ويدل لهذا أن من أعظم الذنوب بعد الكفر قتل النفس بغير حق ومع ذلك لو قتل الإنسان شخصاً عمداً لم يكن كافرا بذلك لقول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ )) فجعل الله القاتل أخا للمقتول مع أنه قد فعل هذه الجريمة العظيمة وقال تعالى: (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )) فجعل الله الطائفتتين المقتتلتين إخوة للطائفة الثالثة المصلحة بينهما وهذا يدل على أنهما لا تخرجان من الإيمان المهم أن قوله تعالى: (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) يدل على أنهم إذا لم يقوموا بذلك فليسوا بإخوة لنا في الدين ولا تنتفي الأخوة الدينية إلا بالخروج من الإسلام بتاتاً
يبقى على هذا الاستدلال إشكالا وهو أن ترك الزكاة لا يوجب الكفر المخرج عن الملة وهو داخل في ضمن الشرط فيقال إن ترك الزكاة خرج بدليل السنة عن كونه ... وذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ) وهذا يدل على أن مانع الزكاة لا يكفر لأنه لو كفر لم يكن له سبيل إلى الجنة.

الشيخ : أما من السنة ففيه حديثان صحيحان أحدهما في * صحيح مسلم * والثاني في السنن أما الذي في * صحيح مسلم * فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) والبينية تقتضي الانفصال أي انفصال المتباينين بعضهما عن بعض وهذا يدل على أن هذا الكفر كفر مخرج عن الملة وأنه لا يجامع الإسلام أبدا وأما الحديث الثاني فعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ).

الشيخ : وأما أقوال الصحابة فقال عبد الله بن شقيق رحمه الله وهو من التابعين المشهورين قال : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) وأما النظر والقياس فإنه كيف يمكن أن يقال إن رجلا يحافظ على ترك الصلاة إنه مؤمن أين الإيمان؟ لو كان في قلبه إيمان ما حافظ على ترك الصلاة التي شأنها هذا الشأن في الإسلام وبهذا نعلم أن القول الراجح من أقوال العلماء أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجا عن الملة والعياذ بالله وإذا كان كذلك.

الشيخ : وإذا كان كذلك فإنه يترتب عليه أمور دنيوية وأمور أخروية أما الأمور الدنيوية فنقول: إذا كان تاركا للصلاة فإنه لا يصح أن يعقد له النكاح على امرأة مسلمة لماذا؟ لأنه كافر والمسلمة لا تحل لكافر قال الله تبارك وتعالى: (( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ))
ثانيا : أنه لو مات أحد من أقاربه فإنه لا يرث منه أي تارك الصلاة فلو كان له أب لا يصلي ثم مات الابن فإن أباه لا يرثه لماذا؟ لأنه كافر ولا يرث الكافر من المسلم شيئاً لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) وأما أحكام الآخرة فإنه إذا مات تارك الصلاة لا يحل لنا أن نغسله ولا أن نكفنه ولا أن نصلي عليه ولا أن ندفنه في مقابر المسلمين بل نخرج به إلى البر ونحفر له حفرة نرمسه فيها بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة لأنه كافر والكافر لا يمكن أن يدعى له بالمغفرة والرحمة لقول الله تعالى: (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )) ومن الأحكام الأخروية أنه إذا حشر يوم القيامة فإنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف رؤساء الكفر والعياذ بالله هذا هو حكم الصلاة في الإسلام أنها أحد أركانه وهذا هو حكم تاركها على القول الراجح من أقوال أهل العلم.

الشيخ : أما صفتها فإننا نقول أولاً: كل عبادة لا بد فيها من شرطين:
أحدهما الإخلاص لله
والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والشرطان هما.
الطالب : الإخلاص لله تعالى ...
الشيخ : تمام استرح الإخلاص لله للرسول صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) ولقوله تعالى : (( بل الله أعبد مخلصا له ديني )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فلو قام الإنسان يصلي رياء ليراه الناس فقط لا رغبة بالصلاة فإنه لا صلاة له لأنه غير مخلص
الثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تبارك وتعالى: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) وفي لفظ: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
ولكن بماذا تتحقق المتابعة ؟ بالعلم بكيفية العبادة التي يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد أن نعلم كيف يتعبد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لله في هذه العبادة، وحينئذ لا بجد إذا أردنا أن نتابع الرسول في الصلاة لا بد أن نتعلم كيف كان يصلي ونحن نذكر الآن ما تيسر من ذلك.

الشيخ : فمنها : أنه لا بد من الوضوء أو الغسل الوضوء إن كان محدثاً حدثاً والغسل إن كان محدثا حدثا أكبر لقوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ )) إلى قوله: (( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) فلو أن الإنسان نسي أن يتوضأ يعني أنه أحدث ثم قام فصلى ناسيا أنه أحدث حتى يتوضأ فما حكم الصلاة؟ حكم الصلاة أنها غير صحيحة لأنه فات شرط من شروطها فنقول له أعد الصلاة حتى وإن كنت ناسيا أنك أحدثت وذلك لأن الطهارة من الحدث شرط لصحة الصلاة شرط إيجابي فلا بد من تحققه، ومثال آخر: الأخ ما تقول في رجل احتلم في الليل ولم يشعر بذلك إلا بعد صلاة العصر فصلى الفجر والظهر والعصر فما تقول في هذه الصلوات الثلاث؟
الطالب : يغتسل ويعيدها.
الشيخ : يغتسل ويعيدها طيب صح لماذا؟ استرح لماذا يا جماعة ؟ لأنه صلى بغير طهارة ولا يقبل الله صلاة بغير طهارة أبداً طيب إذا رأى أثر الجنابة ولكن لا يدري أهو من الليلة القريبة أو من الليلة البعيدة فليجعله من نعم من الليلة القريبة لأنها آخر نومة نامها وما قبلها مشكوك فيه والأصل الطهارة وعلى هذا فإذا وجدت في ثوبك أثر الجنابة ولا تدري أهو من نوم الليل أو من نوم القائلة يعني الضحى فاجعله من نوم إيش؟
الطالب : الضحى
الشيخ : القائلة لأنه متيقن.

الشيخ : ومن ذلك أيضاً أن الإنسان يستقبل القبلة واستقبال القبلة شرط لصحة الصلاة لقول الله تبارك وتعالى: (( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث كنتم فولوا وجوهكم شطره )) وعلى هذا فلو نزل الإنسان بيتاً ضيفاً على صاحبه أو نزل بيتاً بالأجرة أو بالشراء ثم صلى في هذا البيت وتبين أنه صلى إلى غير القبلة وجب عليه إيش؟ إعادة الصلاة لأنه صلى إلى غير القبلة ولا بد من استقبال القبلة.

الشيخ : ثم يكبر الإنسان بعد استقبال القبلة يكبر فيقول: الله أكبر وهذه التكبيرة يسميها العلماء تكبيرة الإحرام وهي ركن لا تنعقد الصلاة إلا به فلو نسي أن يكبر ثم شرع في الفاتحة وأتم صلاته فما الحكم؟ يعيد الصلاة لماذا؟ لأن صلاته لم تنعقد لأنه لا بد لانعقاد الصلاة من أن يقول الإنسان الله أكبر، طيب لو قال: الله أجل هل تجزئ عن الله أكبر؟ لا، لا بد أن يقول الله أكبر ولا يقول : الله أكبار بمد الباء لأنه إذا قال الله أكبار اختلف المعنى ولم يكن معناها أن الله أكبر من كل شيء المعنى أكبار لها معنى آخر لا يليق بالله عز وجل، طيب إذا قال الله وكبر يجزئ أو لا؟
الطالب : لا يجزئ
الشيخ : يجزئ لأن اللغة العربية يجوز فيها قلب الهمزة واواً إذا سبقها ضمة فهنا تقول الله وكبر يجزئ لكن الهمزة أولى لأن الواوا بدل والرجوع إلى الأصل أولى من الرجوع إلى البدل، ولو قال آالله أكبر لا يجزئ؟
الطالب : لا
الشيخ : لماذا؟ لأن هذا يغير المعنى إذ أن قولك آالله أكبر يعني استفهام كقوله تعالى: (( آالله خير أما يشركون )) فإذا اختل المعنى فإنها لا تجزئ.

الشيخ : ثم يستفتح بعد تكبيرة الإحرام يستفتح يقول : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) أو يستفتح باستفاح آخر وهو : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ) أعد علينا الاستفتاح.
الطالب : ... .
الشيخ : والثاني إيش؟
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : ...
الشيخ : لا
الطالب : ...
الشيخ : نعم اللهم نقني من.
الطالب : ... .
الشيخ : استرح يا ابني استرح استرح وتلقيك للعلم خير من إدارة نظرك يميناً وشمالاً إيش استفدت الآن؟ لا ما هو مع الورقة من قبل تشوف اللي ورا، من يعرف؟ تفضل إي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب استرح الآن لنا صورتان في الاستفتاح الأولى : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) والثانية : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد )لكن هل يقولهن جميعاً؟ لا يقول إما هذا وإما هذا والدليل على أنه لا يجمع بينهما أن أبا هريرة قال: ( يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال : أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي ) إلى آخر الحديث.

الشيخ : ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإن زاد من همزه ونفخه ونفثه فلا بأس ثم يقرأ البسملة بسم الله الرحمن الرحيم ثم الفاتحة تامة بآياتها وحروفها وحركاتها كم فيها من تشديدة؟ يعني كم فيها من حرف مشدد؟ عدوا كم فيها من حرف من كلمة مشددة ؟ ما فيها شيء؟ ما فيها شيء مشدد الفاتحة لا يبدو لي الذي قال ما فيها شيء أنه لا يعرف المشدد أصلاً قل يا أخي اثنين.
الطالب : خمسة.
الطالب : ...
الشيخ : ثلاثة
الطالب : ...
الشيخ : خمسة، نشوف الآن الحمد لله لله واحدة ربّ العالمين اثنين كيف ؟ اثنين ربّ العالمين الرّحمن الرّ ثلاثة الرّحيم أربعة مالك يوم الدّين الدّين خمسة إيّاك نعبد إيّا ستة، وإيّاك نستعين سبعة اهدنا الصّراط ثمانية الصّراط، نعم المستقيم صراط الذين الذين، تسعة طيب أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالين الضّالين فيها شدتان في الضاد وفي الام فالجميع إحدى عشرة تشديدة في سورة الفاتحة طيب قال العلماء: لو ترك تشديدة واحدة لم تصح فلو قال: اهدنا نعم صراط الذين لو قال صراط لذين فإنها لا تصح لو قال الحمد لله رب العالمين رب العالمين فإنها لا تصح لماذا ؟ لأن الحرف المشدد عن حرفين فإذا ترك التشديد فهذا يعني أنه ترك حرفا من هذين الحرفين يقرأ الفاتحة كاملة بحروفها بكلماتها بحركاتها بتشديداتها وهي ركن في الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فلا بد من قراءتها في الفريضة وفي النافلة على الإمام والمأموم والمنفرد، لأن الأحاديث الواردة في ذلك عامة وليس فيها استثناء وما جاء عاماً في الكتاب والسنة وجب الأخذ به على عمومه إلا بدليل يدل على التخصيص.

الشيخ : ثم بعد الفاتحة يقرأ سورة سورة تكون في الفجر من طوال المفصل وفي المغرب من قصار المفصل وفي الباقي من أوساطه هذا هو الغالب فما هو المفصل؟ المفصل من سورة ((ق)) إلى آخر القرآن وسمي مفصلاً لكثرة فواصله وطواله من ((ق)) إلى عم وأوساطه من عم إلى الضحى وقصاره من الضحى إلى آخر القرآن فتكون قراءته في الفجر من طوال المفصل، في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل في المغرب من قصار المفصل ومن السنة في المغرب أن يقرأ أحياناً من طوال المفصل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه أنه قرأ فيها بالطور وثبت عنه أنه قرأ فيها بالمرسلات وكذلك قرأ فيها بسورة الأعراف فالقراءة بطوال المفصل في المغرب أحيانا من السنة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ : ثم بعد ذلك يركع بعد قراءة الفاتحة وما بعدها يركع ينحني تعظيماً لله عز وجل والركوع له واجب وله كمال، الواجب هو أن ينحني الإنسان بحيث يكون إلى الركوع التام أقرب منه إلى القيام وقال بعض العلماء ينحني ... بحيث يمكن أن تمس يداه ركبتيه إذا كانت يداه متوسطتين بالطول والقصر وأما الكمال فهو أن يركع ويسوي ظهره برأسه لا يرفع الرأس ولا ينزله بل يكون ظهره مستوياً مساوياً لرأسه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك حتى إنه لو صب الماء على ظهره لاستقر عليه لكونه منبسطاً تماماً وفي الركوع يقول: سبحان ربي العظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ).

الشيخ : ثم يرفع من الركوع قائلاً سمع الله لمن حمده وإذا استتم قائماً قال ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

الشيخ : ثم يخر ساجداً مكبراً فيقول الله أكبر ثم يخر إلى الأرض ساجداً فيبدأ أولاً بركبتيه ثم بيديه ثم بجبهته وأنفه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه والكفين والركبتين وأطراف القدمين ) ويكون انحداره على الركب دون الكفين لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) فنهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الساجد أن يبرك كما يبرك البعير، والبعير إذا برك فإنما يقدم يديه وعلى هذا فلا تقدم يديك وقد قال بعض العلماء إن قوله: ( لا يبرك كما يبرك البعير ) يعني لا يبدأ بركبتيه لأن ركبتي البعير في يديه فنقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير لو قال هكذا قلنا لا تقدم الركبتين لأنك لو قدمتهما لبركت كما يبرك البعير أو لبركت على ما يبرك عليه البعير، ولكن لفظ الحديث فلا يبرك كما يبرك البعير فالنهي عن الكيفية لا عن العضو الذي يسجد عليه وبهذا نعرف أنه لا دلالة في الحديث على أن الكفين توضعان قبل الركبتين بل الذي يوضع أولاً الركبة ثم الكفان ثم الجبهة والأنف، وللسجود صفتان صفة مجزئة وهي أن يضع هذه الأعضاء السبعة على الأرض وصفة كاملة وهي أن يضع هذه الأعضاء السبعة على الأرض على الكيفية التالية أولاً بالنسبة لليدين تكون مبسوطتي الأصابع ممدوتي الأصابع مضموماً بعضها إلى بعض هكذا وتكون رؤوسها متجهة إلى القبلة وتكون على حذاء جبهته أو على حذاء كتفيه كل ذلك جاءت به السنة ويرفع ذراعيه عن الأرض ويجافي عضديه عن جنبيه.

الشيخ : ويقول في هذا السجود، سبحان ربي الأعلى ما الحكمة من كونه في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربي الأعلى؟ الحكمة لأن الانحناء تعظيم فناسب أن يقول سبحان ربي العظيم وأما السجود فهو نزول فناسب أن يقول سبحان ربي الأعلى أي المنزه عن النزول والسفول فهو جل وعلا أعلى أي فوق كل شيء وقد قررنا ذلك في الدرس الماضي فيما بين التراويح وصلاة التهجد.

الشيخ : ثم يرفع من السجود يجلس مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى واضعا يديه على ركبتيه أو على أطراف فخذيه قابضاً من اليد اليمنى الخنصر والبنصر والوسطى والإبهام هكذا أو محلقاً للإبهام مع الوسطى أما السبابة فتبقى مفتوحة لا مضمومة وإذا دعا ... إشارة إلى علو المدعو وهو الله عز وجل فيقول مثلا رب اغفر لي ويرفع أصبعه وارحمني كذلك وعافني كل جملة دعائية يرفع فيها أصبعه إشارة إلى إيش؟ إلى علو المدعو وهو الله عز وجل ثم يسجد السجدة الثانية كالأولى ثم يفعل ذلك في صلاته كلها.

الشيخ : ويتشهد بعد الركعتين التشهد الأخير إذا كان في ثنائية والتشهد الأول إذا كان في ثلاثية أو رباعية والتشهد أحسن ما يكون مما ورد فيه الحديث واتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم، حديث ابن مسعود رضي الله عنه ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) وهذا هو التشهد التحيات لله هذا اللفظ فيه أولاً تقديم حق الرب ثم حق الرسول ثم حق النفس ثم حق الناس فما وجه هذا الترتيب؟ في هذا التشهد تقديم حق الله ثم حق الرسول ثم حق النفس ثم حق الناس كيف ذلك؟ التحيات لله طيب هذا حق الله
الطالب : ...
الشيخ : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته هذا حق من؟ حق الرسول
الطالب : وعلينا وعلى عباد...
الشيخ : السلام علينا حق النفس، وعلى عباد الله الصالحين حق الناس كذا؟ طيب ومن هنا نعرف أن حق الله ورسوله مقدم على حق النفس وأن حق الله مقدم على حق الرسول وحق الرسول مقدم على حق النفس وحق النفس مقدم على حق الناس ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ابدأ بنفسك ) كذلك في صلاة الجنازة التكبيرة الأولى ماذا نقرأ فيها؟ الفاتحة لله الثانية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا للرسول حق الرسول الثالثة: اللهم اغفر لحينا وميتنا ثم تقول اللهم اغفر له للميت فتبدأ بالعموم قبل الخصوص بخلاف التحيات فإننا بدأنا بالخصوص قبل العموم لأن الخصوص لنا أما هذا فالخصوص لغيرنا للميت، فلهذا قدم حق عموم الناس على حق الميت فقلنا اللهم اغفر لحينا وميتنا إلى آخره.

الشيخ : نرجع إلى صفة الصلاة، في الصلاة رفع لليدين إلى المنكبين هكذا أو إلى شحمة الأذنين أو إلى فروع الأذنين كل هذا ورد والرفع يكون في أربعة مواضع فقط: عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه وعند القيام من التشهد الأول، وما عدا ذلك فليس فيه رفع والأحاديث الواردة في أنه يرفع عند كل تكبيرة فيها نظر وقد قال ابن القيم : إن فيها وهماً أو انقلاباً على الراوي وأن الراوي أراد أن يقول أنه يكبر كلما خفض ورفع فقال إنه يرفع يديه كلما خفض ورفع ولهذا كان القول الراجح أنه لا رفع لليدين في الصلاة إلا في هذه المواضع الأربعة وهي.
الطالب : تكبيرة الإحرام
الشيخ : نعم
الطالب : والركوع
الشيخ : نعم
الطالب : والرفع من الركوع
الشيخ : نعم
الطالب : والرفع عند القيام من التشهد الأول
الشيخ : نعم نعم أحسنت استرح.

الشيخ : طيب بعض الناس تشاهده إذا أراد أن يكبر للإحرام قال: الله أكبر انظر يدي، أصاب السنة أو لا ؟ ليش ؟ هكذا، لأنه لم يبلغ حذو المنكبين إذن تكون هذه الحركة مكروهة ... ليس السنة فيقال لهذا الذي قال: الله أكبر يقال إما أن ترفع حتى تنتهي إلى ما جاءت به السنة وإما ألا ترفع واضح طيب.

الشيخ : في الصلاة جلوسان جلوس للتشهد الأول وبين السجدتين وجلوس للتشهد الثاني فهل الجلسة تختلف؟ نعم في التشهد الأول يفترش الجالس الرجل اليسرى وينصب الرجل اليمنى، وكذلك في الجلوس بين السجدتين ، أما في التشهد الثاني والأخير الذي يليه السلام فإنك تتورك فتنصب الرجل اليمنى وتخرج الرجل اليسرى من الجانب الأيمن وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن للتورك ثلاث: صفات هذه واحدة تنصب اليمنى وتخرج الرجل اليسرى من الجانب الأيسر والصفة الثانية تفرش نعم من الجانب الأيمن تخرج الرجل اليسرى من الجانب الأيمن،
الثانية: تفرش الرجل اليمنى وتخرج الرجل اليسرى من الجانب الأيمن
الصفة الثالثة تفرش الرجل اليمنى وتضع الرجل اليسرى بين الفخذ والساق كل هذه الصفات وردت جاءت بها السنة وأي صفة فعلها الإنسان فإنه يكون أتى بالسنة.

الشيخ : بقي أن يقال: إذا وردت العبادة على وجوه متنوعة فهل الأفضل أن نقتصر على وجه واحد، أو أن نفعل هذا مرة وهذا مرة؟ الجواب الثاني نفعل هذا مرة وهذا مرة لفوائد ثلاث:
الفائدة الأولى: إحياء السنة وتمام الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الفائدة الأولى إحياء السنة
والثانية: تمام الاتباع للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والثالثة: أن ذلك أدعى للانتباه انتبه أن ذلك أدعى للانتباه لماذا؟ لأنك إذا كنت على وتيرة واحدة صرت تقوم بهذه الوتيرة الواحدة أوتوماتيكياً كما يقولون ولهذا تجد الإنسان إذا لم يجعل باله يقرأ ولا يدري إلا أنه ي أثناء القراءة لكن إذا كنت تلاحظ متابعة السنة فيما اختلفت أنواعه فإن ذلك يوجب الانتباه وحضور القلب فصار في ذلك ثلاث فوائد الفائدة الأولى.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت تمام الفائدة الأولى إحياء السنة .
الطالب : الفائدة الثانية اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : نعم تمام المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه فعل هذا مرة وهذا مرة تمام الثالثة إيش؟
الطالب : الاتباع
الشيخ : الاتباع ذكرناها.
الطالب : الانتباه
الشيخ : ايش؟
الطالب : الانتباه
الشيخ : الانتباه كيف ذلك؟
الطالب : إذا تعود الإنسان على شيء يقوله من غير حضور قلب
الشيخ : صار يقول بدون حضور قلب، لكن إذا كان ينتبه مرة يأتي بهذا ومرة بهذا صار ذلك أدعى لحضور القلب طيب.

الشيخ : وبعد الانتهاء من الصلاة يستغفر الإنسان ثلاثاً يقول أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، وإنما يستغفر لأن صلاته لا بد أن يكون فيها خلل فيستغفر الله عز وجل لما قد يكون حصل فيها من الخلل ويقول: ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) فيثني على الله بالسلام لأنه سالم من كل عيب ونقص رجاء أن تسلم صلاته أيضاً من الخلل والنقص
الطالب : أنواع ...
الشيخ : أنواع إيش؟
الطالب : أنواع ... .
الشيخ : نعم والأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أي بعد الصلاة أيضاً أنواع منها :
أن يقول سبحان الله عشر مرات، الحمد لله عشر مرات، الله أكبر عشر مرات، هذا واحد
أو يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، ويختم بقوله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
أو يقول سبحان الله ثلاثاً وثلاثين جميعا والحمد لله ثلاثاً وثلاثين والله أكبر أربعاً وثلاثين دون أن يأتي بكلمة الإخلاص
والرابع: أن يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمساً وعشرين فتكون الجميع مئة كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي أن يفعل ذلك مرة وذلك مرة ثانية ليحافظ على السنة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليكون ذلك أدعى إلى انتباهه، هذا ما يسر الله سبحانه وتعالى من ذكر صفة الصلاة ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في العبادة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نأخذ العمدة، العمدة العمدة لا بد.

القارئ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين.
الشيخ : والتابعين لهم بإحسان.
القارئ : والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا.
الشيخ : ليش تقول سلم وأنت تقول والصلاة والسلام قلتها.
القارئ : قال المصنف رحمه الله.
الشيخ : أعد الصيغة تمام.
القارئ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الشيخ : ماشي، تمام.
القارئ : قال المصنف رحمه الله تعالى: عن أبي سعيد الخدري.
الشيخ : من المصنف؟
القارئ : ... العمدة
الشيخ : طيب على الأقل اذكر الكتاب حتى يعرف.
القارئ : كتاب: عمدة الأحكام، عن أبي سعيد الخدري رضس الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلاً بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلاً بمثل ولا تشفوا بعضها على بعض ولا تبيعوا منها غائباً بناجز ) وفي لفظ : ( إلا يداً بيد ) وفي لفظ : ( إلا وزناً بوزن مثلا بمثل سواء بسواء ) .
الشيخ : نعم خلص الباب الباب خلص.
القارئ : لا ما خلص
الشيخ : اقرأ
القارئ : الحديث الثالث : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر برني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من أين هذا ؟ قال بلال : كان عندي تمر رديء فبعت منه صاعين بصاع لنطعم النبي صلى الله عليه وسلم ).
الشيخ : ليطعم بالنون عندك نون هي؟.
القارئ : نعم
الشيخ : لا بأس ماشي
القارئ : ( فقال النبي عند ذلك : أوه أوه عين الربا لا تفعل ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتر به ).