الشيخ : لقد تكلمنا في درس أمس عن صفة الصلاة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن الآن نتكلم على بعض المسائل فنقول: إذا كبر الإنسان تكبيرة الإحرام فأين يضع يديه بعد ذلك والجواب عن هذا أنه يضع يديه على صدره يضع اليد اليمنى على ذراع اليد اليسرى أو على الرسغ الذراع معروف هذا والرسغ هو مفصل الكف من الذراع، وأين يضع يديه إذا ركع يضع يديه إذا ركع على ركبتيه مفرجة الأصابع وأين يضع يديه إذا سجد؟ يضع يديه إذا سجد إما بحذاء منكبيه وإما بحذاء شحمة أذنيه وأين يضع يديه إذا جلس بين السجدتين؟ يضع يديه على فخذيه أو على ركبته اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى أما اليمنى فإنه يقبض منها الخنصر والبنصر والوسطى والإبهام ويبقي السبابة مفتوحة ويشير بها كلما دعا فمثلاً إذا قال: رب اغفر لي يشير وارحمني يشير وعافني يشير وهكذا كل جملة دعائية يشير بأصبعه السبابة إلى السماء إشارة إلى علو من دعاه سبحانه وتعالى أما اليد اليسرى فإنها توضع على الرجل اليسرى على الفخذ مبسوطة مضمومة الأصابع أو يلقمها ركبته يعني هكذا أو يلقم على الركبة كل ذلك وارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم وأين.

الشيخ : وكيف يكون وضع الرجلين؟ نقول في الجلسة بين السجدتين يفترش اليسرى وينصب اليمنى وفي التشهد الأول كذلك يفترش اليسرى وينصب اليمنى وفي التشهد الأخير إن كان الصلاة ثنائية فالجلوس للتشهد كالجلوس بين السجدتين أي أنه يفرش اليسرى وينصب اليمنى وإن كانت الصلاة ذات تشهدين فإنه يجلس في التشهد الأخير متوركاً والتورك له ثلاث صفات الصفة الأولى أن ينصب اليمنى ويخرج الرجل اليسرى من تحت الساق من تحت ساق اليمنى حتى تخرج عن يمينه الصفة الثانية أن يفرش الرجل اليمنى وكذلك الرجل اليسرى ويخرجها من تحت ساق الرجل اليمنى والصفة الثالثة كهذه الصفة أي أنه يفرش الرجل اليمنى وأما الرجل اليسرى فيضعها بين فخذه وساقه كما جاء ذلك صريحا في صحيح مسلم هذه صفة التورك ثلاثة.

الشيخ : يقي أين يضع يديه إذا رفع من الركوع ؟ نص الإمام أحمد رحمه الله أنه بالخيار إن شاء وضع اليد اليمنى على ذراع اليسرى أو على الرسغ وإن شاء أرسلهما وقال بعض العلماء : بل يرسلهما وقال بعض العلماء بل يضع اليد اليمنى على اليسرى على الذراع أو على الرسغ وهذا القول الثالث هو الصحيح أي أنه يقبض بعد الركوع كما يقبض قبل الركوع وقولي يقبض ليس معناه أن يمسك هكذا لكن يضع اليد اليمنى على ذراع اليد اليسرى أو على رسغها.

الشيخ : أما الأقوال فمعلوم أن الأقوال تبتدأ بتكبيرة الإحرام ثم بالاستفتاح وله صفتان ثم بالفاتحة ثم بما تيسر من القرآن ثم بالركوع وما فيه من التسبيح والتعظيم لله عز وجل ثم بالرفع من الركوع وما فيه من التحميد والتسميع ثم بالسجود وما فيه من التسبيح وقد سبق أنه يقول في تبيسح الركوع سبحان ربي العظيم وفي تسبيح السجود سبحان ربي الأعلى وبينا الحكمة في ذلك
أما التشهد فإنه يتشهد إما بتشهد ابن عباس رضي الله عنهما أو بتشهد ابن مسعود ورجح كثير من العلماء تشهد ابن مسعود لأنه ثابت في الصحيحين بخلاف تشهد ابن عباس والصواب أنه يأتي بهذا مرة وبهذا مرة كما جاءت به السنة هذا ما أردنا أن نتكلم عليه حول موضوع صفة الصلاة.

الشيخ : وبقي علينا فيما يتعلق بالصلاة موضوع مهم يخفى على كثير من الناس وهو سجود السهو فما هو سبب سجود السهو؟ أسباب سجود السهو ثلاثة : الزيادة والنقص والشك هذه أسباب سجود السهو ثلاثة وهي.
الطالب : الزيادة والنقص والشك
الشيخ : نعم، أحسنت، الزيادة.

الشيخ : متى زاد الإنسان ركنا في صلاته فإنه ييجب عليه أن يسجد للسهو ويكون سجوده بعد السلام مثال ذلك : لو ركع مرتين نسيانا فإنه يجب عليه سجود السهو فيكون السجود بعد السلام ودليل ذلك قصة ذي اليدين التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه وهي ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر أو العصر ركعتين ثم سلم ثم ذكروه فأتم صلاته ثم سجد سجدتين بعد أن سلم ) وجه الزيادة في هذا الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام زاد في أثناء الصلاة سلاماً في غير موضعه ويدل عليه أيضا حديث ابن مسعود رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم ذات يوم الظهر خمساً فلما سلم قيل له أزيد في الصلاة ؟ قال: وما ذاك؟ قالوا : صليت خمساً فقال: إنه لو زيد في الصلاة شيء لأخبرتكم به ولكني بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) ثم ثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين بعد السلام هذا هو الدليل أما التعليل فلأن الزيادة وسجود السهو كلاهما أمر زائد على صلب الصلاة فكان من الحكمة أن يكون سجود السهو للزيادة بعد السلام لئلا يجتمع في الصلاة ايش؟
الطالب : زيادتان
الشيخ : زيادتان.

الشيخ : وأما النقص فإذا نقص الإنسان شيئا من الواجبات كالتشهد الأول قام إلى التشهد الأول ناسيا فإذا قام فإنه لا يرجع يستمر ولكنه يجب عليه أن يسجد للسهو ويكون سجوده بعد أو قبل السلام؟
الطالب : قبل السلام
الشيخ : قبل السلام وذلك لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام من الركعتين ولم يجلس فلما قضى صلاته سجد سجدتين قبل أن يسلم والحكمة من ذلك ظاهرة وهو أن الصلاة لما نقص منها الواجب صارت تحتاج إلى جبر فكان من الحكمة أن تجبر الصلاة قبل أن يفرغ منها.

الشيخ : أما الشك فهو التردد مثل أن يشك هل صلى ثلاثا أم أربعا فنقول أيهما يغلب على ظنك؟ إذا قال يغلب على ظني أني صليت ثلاثا نقول له ائت بالرابعة واسجد بعد السلام إذا قال يغلب على ظني أني صليت أربعا نقول الآن انتهت صلاتك واسجد بعد السلام.

الشيخ : أما إذا قال أنا لا يترجح عندي شيء قلنا ابن على اليقين فإذا شككت هل صليت ثلاثا أم أربعا فاجعلها ثلاثا لأنه هو المتيقن ثم أتم عليه ثم اسجد سجدتين قبل السلام، إذن الشك إذا كان فيه شيء مرجح عملنا بالراجح وسجدنا بعد السلام وإن لم يكن هناك ترجيح أخذنا باليقين وسجدنا قبل السلام الحكمة من ذلك ظاهرة لأن الشك الذي فيه تردد بدون ترجيح نقص فكان من الحكمة أن يجبر هذا النقص قبل السلام وأما الشك الذي فيه الترجيح فإن المرجوح وهم لا أثر له ويكون السجود بعد السلام لئلا يجتمع في الصلاة زيادتان زيادة بغلبة الظن وزيادة بالسجود فهذا هو الخلاصة في سجود السهو.

الشيخ : وهنا نسأل لو أن الإنسان قام إلى خامسة في رباعية وذكر بعد أن قرأ الفاتحة فماذا يصنع؟ اليسرى ما تقبل يا بني هل يرجع أو يستمر؟
الطالب : يقعد يقعد
الشيخ : طيب أحسنت إذا قام إلى زائدة كالخامسة في رباعية ثم ذكر ولو بعد أن قرأ نقول ارجع اجلس واقرأ التشهد وسلم ثم اسجد للسهو أقول قبل السلام أو بعده؟ بعده لماذا؟ لأن هذا زيادة طيب.

الشيخ : ولو قام عن التشهد الأول واستتم قائما ثم ذكر أنه لم يجلس فهل يرجع أو لا يرجع؟
الطالب : لا يرجع
الشيخ : لا يرجع والفرق بينهما ظاهر لأن الزيادة تبطل الصلاة والتشهد الأول إذا نسيه لا تبطل به الصلاة فإذا تجاوز محله سقط عنه ووجب عليه جبره بسجود السهو بخلاف الزيادة فيجب أن يرجع ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن علم وعمل وأن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح.

الشيخ : وهنا أسأل سؤال قريب ما الفرق بين السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة ؟ السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة ؟
الطالب : السهو عن الصلاة تضييعها، وسهى في الصلاة ما ... .
الشيخ : طيب يقول في الفرق
الطالب : ...
الشيخ : طيب أحسنت يقول السهو عن الصلاة هو إضاعتها وهو محرم لقول الله تعالى: (( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون )) أما السهو في الصلاة فهو الإخلال بها بلا عمد وهو معفو عنه لأنه نسيان وقد قال الله تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))
المسألة الثانية: أيضا سؤال قريب هل النبي صلى الله عليه وسلم ينسى؟
الطالب : نعم ينسى.
الشيخ : ينسى الرسول ينسى ؟
الطالب : إي موجود عندما صلى خمساً ... .
الشيخ : طيب توافقونه على رأيه ينسى الدليل؟ أنه هو نفسه قال: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) أعرفتم وهل النسيان نقص؟ الجواب هو من طبيعة البشر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) فهو ليس نقصاً باعتبار أن هذا من طبيعة البشر فلا يكون الإنسان الذي ينسى ناقصا عن غيره لأن هذا هو طبيعة البشر صحيح أن النسيان باعتبار العلم نقص ولهذا كان الرب عز وجل لا يضل ولا ينسى لكن النسيان لما كان من طبيعة البشر عموما لم يكن نقصا بالنسبة لمن نسي والله الموفق والآن نأخذ درس في عمدة الأحكام نعم.
الطالب : ... .
الطالب : نعم ايش؟
الطالب : حال القدمين في السجود لم تذكره
الشيخ : نعم هذا يقول إنك لم تذكر حال القدمين في السجود.

الشيخ : حال القدمين في السجود يسجد على أطراف الأصابع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه والكفين والركبتين وأطراف القدمين ) أعرفت؟
الطالب : يضمها؟
الشيخ : يقول أيضاً: هل هي مضمومة أو مفرقة؟ هي مضمومة هكذا جاءت السنة يعني بعضها جنب بعض وأما من قال من العلماء إنها مفرقة بقدر الشبر هذا لا أصل له
طيب وينبغي أيضا أن نسأل هل نجلس إذا قمنا إلى الثانية أو إذا قمنا إلى ارابعة؟ نعم وهو ما يعرف بجلسة الاستراحة هذه أيضا من المسائل التي اختلف فيها العلماء على ثلاثة أقوال:
الأول : الجلوس مطلقاً
والثاني : عدم الجلوس مطلقا
والثالث: الجلوس للحاجة وعدم الجلوس إذا لم يكن له حاجة
والأخير: هو الذي تجتمع به الأدلة وهو أن الإنسان إذا كان الإنسان محتاجا للجلوس ككبير أو مريض أو مصاب بألم في ركبتيه أو غير ذلك هذا يجلس رفقا بنفسه ومن كان نشيطا فإنه لا يجلس وذلك لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهذا والذين رووا عنه الجلسة كان ذلك في آخر حياته فإن مالك بن الحويرث رضي الله عنه كان من الوفود الذين وفدوا في السنة تسع من الهجرة بعد أن تقدمت السن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأعدل الأقوال في هذه المسألة أن الإنسان إذا احتاج إليها فإنه يرفق بنفسه ويجلس حتى يتلين قليلاً ثم ينهض أما إذا كان نشيطا فالأولى أن يكون نشيطا على وصفه وأن يقوم بدون جلوس.

الشيخ : وكذلك أيضا نسأل عن هل يسجد فيبدأ باليدين أو بالركبتين؟ نعم في هذا خلاف أيضا قول أنه يبدأ باليدين وقول يبدأ بالركبتين يمكن نقول تفصيل أيضاً هذه ما رأيت فيها تفصيلا للعلماء لكن الواقع أن فيه تفصيل إذا كان الإنسان يحتاج إلى أن يسجد على يديه هذا لا بأس يضع يديه قبل وإلا فلا يضع والصحيح في هذه المسألة أن الإنسان يبدأ بركبتيه قبل يديه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )
الطالب : فليضع ركبتيه قبل يديه
الشيخ : لا أنا أقرأ الحديث ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) هذا لفظ الحديث أعرفتم لكن الحديث إذا تأمله الإنسان عرف أن قوله : ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) منقلب على الراوي وأن الصواب ( وليضع ركبتيه قبل يديه ) فعلى هذا نقول ابدأ بالركبتين ثم اليدين وهذا هو الترتيب الطبيعي أيضا لأن الإنسان عندما يخر للسجود فينزل الأعضاء الأقرب فالأقرب من الأرض والأقرب الركبتان ثم الكفان ثم الجبهة والأنف ويقول بعض العلماء رحمهم الله إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فلا يبرك كما يبرك البعير ) والبعير ركبتاه في يديه فإذا قدم الركبتين فقد شابه البعير ولكنا نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل فلا يسجد على ما يسجد عليه البعير نعم لم يقل فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير لو قال هكذا قلنا لا تسجد على الركبتين وإنما قال فلا يبرك كما يبرك والكاف هنا للتشبيه ويكون المحذور هو مشابهة البعير في الكيفية لا في العضو الذي يبرك عليه وحينئذ يتبين رجحان ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد من أن الحديث منقلب على الراوي وأن صوابه ( وليضع ركبتيه قبل يديه ) نعم.

السائل : ... .
الشيخ : طيب ما شاء الله بارك الله فيك هذا أيضا يقول حال الظهر عند السجود الظهر عند السجود يرفع ما يوضع على الفخذ بل يرفع ولا يمد أيضا وبعض الناس يظن أن الإنسان إذا سجد يمد ظهره ولهذا نجد بعض الناس المبالغين إذا رأيته ساجدا يكون قريبا من أن يكون منبطحا من شدة المبالغة وهذا ليس بصحيح وهذا أيضاً مع كونه غير صحيح وغير مشروع هو فيه مشقة شديدة على الإنسان لأنه يعتمد اعتمادا كبيرا على جبهته وهذا ربما يؤثر على رقبته والصواب أن الإنسان إذا سجد يرفع ظهره وبطنه ويعلولي كما جاء في بعض ألفاظ الحديث في بعض كتب السنن يعني يحدودب بعض الشيء نعم.
الطالب : علقمة يقول كان عمر إذا سجد برك كما يبرك البعير يضع ركبتيه قبل يديه ، عند الطحاوي بسند صحيح
الشيخ : نعم نعم نعم نحن الآن لا نريد أن نذهب إلى قول علقمة أو غيره من العلماء إنما نتكلم عما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

الشيخ : أما السلام فالسلام أيضا يسلم عن اليمين السلام عليكم ورحمة الله ويسلم عن اليسار السلام عليكم ورحمة الله
الطالب : هناك ألفاظ أخرى
الشيخ : إذا زاد وبركاته فقد جاء في بعض الروايات أنه زاد وبركاته في التسليمة الأولى وبعض العلماء قال هذه رواية شاذة لا عمل عليها.

الشيخ : هذا يقول السهو في سجود السهو كيف يسجد في سجود السهو؟
السائل : سجد للسهو ثم بعد السجود الثاني ظن أنه السجود للصلاة فقام وقرأ التحيات.
الشيخ : طيب يسلم لأن السهو في سجود السهو لا يوجب سجود السهو إي هذه هي.
السائل : إذا سجد بعد السلام هل يسلم مرة أخرى؟

الشيخ : إي نعم إذا سجد بعد السلام فإن القول الراجح أنه يسلم ولا يتشهد وبعض العلماء قال يتشهد ويسلم وهذا هو الذي ألغزنا به أظن قبل عام في صلاة يكون فيها ستة تشهدات
الطالب : ...
الشيخ : العام الماضي إي نعم العام قبل العام هذا الجمع بين القولين أنها مرتين نعم يلا.
السائل : ... .
الشيخ : وهذا يقول إن بعض المصلين يضع يده اليمينى على اليسرى في حال القيام ولكنه يضعها على الجنب هكذا وهذا خطأ ويخشى أن يكون هذا شبيها بالتخصر الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم نعم.
السائل : ... .
الشيخ : خلاص
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟

الشيخ : إذا كنت صمت بعد السعودية بيوم صمت يوم السبت وهنا صاموا يوم الجمعة طيب إذا ثبت العيد هنا فأفطر معهم وإن ذهبت إلى بلدك أفطر مع بلدك تقضيه تقضيه إن نقص عن تسع وعشرين اقضه إن نقص عن تسع وعشرين اقضه وإن أتممت تسع وعشرين فلا حاجة.
نقفل الباب الآن.

القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد: قال المصنف رحمه الله تعالى : في الحديث الرابع.
الشيخ : من المصنف وما الكتاب ؟
القارئ : المصنف هو الإمام الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى وكتابه كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم الحديث الرابع من باب الربا والصرف عن أبي المنهال قال سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما عن الصرف فكل واحد منهما يقول هذا خير مني وكلاهما يقول : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الذهب بالورق ديناً ).
الشيخ : هذا الحديث لا يعدو ما سبق لنا من أن بيع الذهب بالذهب لا بد فيه من شرطين من يعرفهما؟
الطالب : ... .
الشيخ : تمام التقابض والتساوي طيب وإذا بيع الذهب بالفضة فلا بد فيه من شرط واحد ما هو؟ التقابض تمام وبناء على ذلك يأتي هذا الحديث الذي فيه التصريح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصرف إلا إذا كان يدا بيد لأن الصرف صرف الدينار بالدراهم يعني صرف ذهب بفضة فلا بد من التقابض قبل التفرق طيب لو اشترى الإنسان من تاجر الذهب حلياً ولكنه لم يسلم له الثمن أيجوز هذا أو لا؟
الطالب : لا يجوز
الشيخ : لا يجوز لماذا ؟ لأنه لا بد من التقابض قبل التفرق لو اشترى باعة الذهب الذين يبيعون بالتفريد من البائعين الذين يبيعون بالجملة اشتروا مثلاً كمية كبيرة بمئة ألف وسلم منها خمسين ألفا وقال الباقي آتي به إليك بعد شهر أو شهرين أيجوز أم لا؟
الطالب : لا
الشيخ : لا يجوز لكن يصح البيع بقدر ما قبض من الثمن فمثلا إذا كان قبض نصف القيمة صح البيع في نصف المبيع فقط ولم يصح في الباقي وهذا الذي ذكرناه أي التقابض قبل التفرق مع كونه مقتضى الشرع هو من مصلحة البائعين لأن صاحب الدكان إذا جاء شخص يقول بع علي هذه القطعة من الذهب ولكن أنظرني في الثمن فله أن يقول بكل سهولة إن هذا لا يجوز فإذا لم يكن معك ثمن فاذهب حتى تحصل الثمن ثم ائت فأبيع عليك فيكون فيه راحة حتى لأهل الذهب فلو أنهم مشوا على هذا لكان خيرا لهم لكن بعض باعة الذهب نسأل الله لنا ولهم الهداية يتهاون في هذا الأمر ويبيعه دينا بدون قبض وهذا حرام ولا يجوز وهو من الربا.

الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن السلف رحمهم الله كانوا يتدافعون الإفتاء كل واحد يقول روح للثاني هو خير مني خلافا لما كان الناس عليه اليوم حيث يتبادرون الإفتاء كل واحد يحب أن يكون هو الذي يفتي ولو كان في المكان من هو أعلم منه نعم.

القارئ : الحديث الخامس : عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفضة بالفضة والذهب بالذهب إلا سواء بسواء وأمرنا أن نشتري الفضة بالذهب كيف شئنا ونشتري الذهب بالفضة كيف شئنا. قال : فسأله رجل فقال يداً بيد؟ فقال هكذا سمعت ).
الشيخ : هذا واضح هات بعده.

الطالب : باب الرهن وغيره : عن عائشة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاماً ورهنه درعا من حديد ).

الشيخ : الرهن في اللغة الحبس من قوله تعالى : (( كل نفس بما كسبت رهينة )) أي محبوسة ومنه قولهم: ماء راهن أي راكد لا يجري أما في الشرع فهو من عقود التوثيقات انتبه يا ولد من عقود التوثيقات والأشياء التي توثق بها الحقوق أربعة: الشهادة والرهن والضمان والكفالة، أعيدها مرة ثانية الأشياء التي توثق بها الحقوق أربعة: الشهادة والثاني الرهن والثالث الضمان والرابع الكفالة، وإن شئت فزد خامسا وهو الكتابة كل هذه مما تضبط الحقوق لهذا قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه )) هذا مما يوثق الحق أما الرهن فهو أن يعطي الإنسان شخصا تعامل معه يعطيه شيئا يقول هذا رهن عندك إذا حل الدين ولم أوفك فبعه واستوف حقك منه مثاله: استقرض رجل من شخص مئة ألف ريال وقال الرهن بيتي فإذا حل الأجل ولم يوفه فللمرتهن أن يبيع البيت ويأخذ حقه منه واضح يا جماعة طيب.

الشيخ : وهنا مسألة هل يشترط في الرهن أن يقبض المرتهن الشيء المرهون أو يصح الرهن بدون قبض المرهون ؟ في هذا خلاف بين العلماء فمنهم من قال : إن الرهن لا يلزم إلا بالقبض أي بقبض المرتهن للمرهون وأنه لو رهنه شيئاً وبقي في يد الراهن فإن الرهن يكون غير لازم وللراهن أن يتصرف فيه بما شاء ونضرب لذلك مثلاً: استقرض مني شخص عشرة آلاف وأرهنني سيارته فقلت له خل السيارة معك انتفع بها وإذا حل الأجل فإننا نبيع السيارة إذا لم توفني وأنا آخذ القرض منها فهل يكون هذا الرهن لازما؟ نعم أو غير لازم؟ إيش قولكم الآن لازم ولا غير لازم؟
الطالب : غير لازم
الشيخ : طيب قولان مشهوران في الحضور بعض العلماء يقول : إن قبض الرهن ليس شرطا للزوم بمعنى أن الرهن يلزم وإن لم يقبضه المرتهن وبعض العلماء يقول إن قبض الرهن شرط للزوم وأنه إذا لم يقبضه المرتهن فللراهن أن يتصرف فيه كيف شاء ولو ضاع حق المرتهن، فعلى القول الأول تكون السيارة رهنا ولو كانت بيد صاحبها ولا يحل له أن يتصرف فيها بل هي مرهونة حتى لو باعها فإن البيع لا يصح وعلى القول الثاني: يكون الرهن غير لازم ولصاحب السيارة أن يبيعها ويتصرف فيها لأن الرهن لا يلزم إلا بالقبض، فإذا قال قائل ما هو الدليل على أنه يشترط للزوم الرهن القبض؟ قلنا استدل أصحاب هذا القول بقوله تبارك وتعالى: (( فرهان مقبوضة )) وأما دليل من قال إنه يلزم بدون قبض فقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) وهنا العقد تام ومن لازم الإيفاء بالعقد أن يكون الرهن لازما والقول الأخير أي ليس شرطا باللزوم هو القول الراجح لأن دليله أقوى وعليه عمل الناس اليوم فإن الرهن يكون بيد الراهن ويراه الناس رهنا لازماً لا يمكن أن يتصرف فيه الراهن بشيء يضر المرتهن فإن قال قائل: ما الجواب عن الآية ؟ قلنا الجواب عن الآية أن الله تعالى أراد أن يتمم التوثقة للدائن ولهذا ذكر هذه المسألة فيما إذا كان على سفر ولم يجد كاتباً ومعلوم أنه إذا كان الناس في سفر ولم يجدوا كاتباً أنه لا يمكن أن تتم التوثقة إلا إذا قبض المرتهن للرهن فلا يكون في الآية دليل على أن قبض الرهن شرط للزوم بكل حال.

الشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاماً من يهودي وأرهنه درعه فنسأل أولاً ما هو الطعام الذي اشتراه الرسول؟ اشترى طعاماً هي ثلاثون صاعاً من شعير ومن هو اليهودي؟ اليهودي كل من دان بالتوراة أي من زعم أنه متبع لموسى عليه الصلاة والسلام وسموا يهوداً إما من قولهم: إنا هدنا إليك، وإما نسبة إلى أبيهم الأعلى وهو يهوذا ابن يعقوب وهذا هو الأقرب لكنه بالتعريب تحول إلى يهود بدل يهوذا وقولها : (رهنه درعه ) ما هو الدرع؟ الدرع قميص من حديد يتوقى به المقاتل سهام الأعداء فهو حلق من حديد مشبوك بعضها ببعض يلبسه الإنسان ويتوقى به سهام الأعداء وكان للنبي صلى الله عليه وسلم درع يتوقى به السهام ولما كان في غزوة أحد لبس صلى الله عليه وسلم درعين زيادة في الحماية.

الشيخ : في هذا الحديث دليل على مسائل :
أولاً: على جواز بقاء اليهود في المدينة، لأن هذا اليهودي كان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يخرجه بل إنه بقي حتى مات لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند هذا اليهودي ولكن هذا قد يقال إنه نسخ بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) وبهذين الحديثين أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقوله: ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ) في هذين الحديثين دليل على خطورة على ما يفعله اليوم كثير من الناس من استجلاب النصارى من خادمات وخدم إلى الجزيرة العربية فإني أخشى أن يكون هؤلاء الذين يجلبون هؤلاء النصارى من الخدم من سائقين أو الخادمات أخشى أن يكون خصمهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لأن هو الذي قال وأوصانا قال: ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) وقال: ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) فالإنسان يجب ان يكون على حذر ثم إن استجلاب اليهود والنصارى خدماً أو خادمات فيه مضرة من ناحية العائلة فإن العائلة سوف يشاهدون هؤلاء لا يصومون ولا يصلون فربما يقتدون بهم في المستقبل ثم إننا لا نأمن أن يكون هؤلاء الخدم والخادمات ممن تعلم فيعلم هؤلاء الصبيان دين النصارى ويصبح هؤلاء نسأل الله العافية أي هؤلاء الذرية والصبيان قد انحرفوا عن الصراط المستقيم ولهذا نحن نحذر غاية التحذير من استجلاب الخدم أو الخادمات إذا لم يكونوا مسلمين وفي هذا الحديث دليل على جواز الرهن لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وكما هو أيضاً في الآية الكريمة لكن في هذا زيادة على جواز الرهن في الحضر مع أن الآية الكريمة إنما ذكر الله فيها الرهن في السفر لكن الرهن في الحضر جائز كما أنه جائز في السفر وفيه دليل على جواز معاملة اليهود والنصارى بالبيع والشراء وهو كذلك، فيجوز لنا أن نعامل اليهود والنصارى بالبيع والشراء بشرط ألا تتضمن هذه المعاملة ضرراً علينا في الدين وأما إذا كان مجرد معاملتهم الدنيوية فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه نعم. جاء وقت الأسئلة. سبع إلا ربع طيب أسئلة.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خليل وحبيب الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد.

السائل : يقول السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله كيف يفعل من فاتته بعض الركعات مع الإمام ثم سجد الإمام سجود السهو فهل يسجد مع الإمام وإلا يتم صلاته؟
الشيخ : إذا كان سجود الإمام للسهو قبل السلام فإنه يجب على هذا أن يتابع الإمام لأن المسبوق لا يجوز أن يقوم لقضاء ما فاته حتى تتم صلاة الإمام أما إذا كان سجود الإمام بعد السلام فإننا نقول لهذا الرجل الذي فاته بعض الصلاة نقول قم ولا تسجد مع الإمام لأنه لا يمكنك المتابعة في هذه الحال إذ أن المتابعة لا تكون إلا بالسلام مع الإمام وهذا المسبوق لا يمكن أن يسلم مع الإمام لأنه لم يتم صلاته فنقول قم واقض ما فاتك ثم إن كان سهو الإمام بعد دخول هذا المسبوق معه وجب على المسبوق أن يسجد للسهو بعد السلام وإن كان سهو الإمام قبل أن يدخل معه هذا المسبوق فإن المسبوق لا يجب عليه أن يسجد للسهو لأنه لم يدركه مع إمامه مثال ذلك سها الإمام في الركعة الأولى فسجد ثلاث مرات هذا عليه سجود السهو قبل السلام أو بعده ؟
الطالب : قبل السلام
الطالب : بعده
الشيخ : لأنه زيادة طيب دخل المسبوق معه في الركعة الثانية فلما سلم الإمام قام ليقضي الركعة التي فاتته فهل يجب على هذا المسبوق أن يسجد للسهو؟ أجيبوا يا جماعة أجيبوا جوابا حارا.
الطالب : لا.
الشيخ : طيب لا يجب عليه لماذا؟ لأنه لم يدرك سهو الإمام فإن الإمام سها في الأولى وهذا دخل معه في الثانية طيب
مثال آخر: دخل مسبوق مع الإمام في الركعة الثانية وسجد الإمام في الركعة الثانية ثلاث مرات ثم سلم وسجد بعد السلام فقام المسبوق لقضاء ما فته فهل يسجد للسهو أو لا ؟
الطالب : يسجد
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنه أدرك
الشيخ : لأنه أدرك سهو الإمام تمام بارك الله فيكم جيد. في سؤال أيضاً مني أنا قام الإمام إلى ركعة خامسة وسبح به الناس
الطالب : ...
الشيخ : في المسابقة خلاص أعطنا غيره.

السائل : فضيلة الشيخ يقول السائل : هل يجوز رهن القرآن الكريم عند أي شخص؟
الشيخ : إذا قلنا بجواز بيع المصحف جاز رهنه وإذا قلنا بعدم جواز بيع المصحف كما قاله بعض العلماء فإنه لا يجوز رهنه، لأن القاعدة أن كل ما جاز بيعه جاز رهنه نعم.

السائل : فضيلة الشيخ ما حكم قول البعض: أراهنك إن حدث كذا فإن لك كذا وإن لم يحدث فعليك لي كذا؟
الشيخ : هذه مقامرة وهي من الميسر ولا يحل لإنسان أن يتعامل هذه المعاملة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر ) نعم.

السائل : الراجح في بيع المصحف؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : بيع المصحف
الشيخ : الراجح أن بيع المصحف جائز وليس في هذا امتهان للمصحف لكن ذكرتني الآن مسألة طلب مني بعض الإخوة أن..