سائل يقول : إذا أوصاني أبي ثم أوصتني أمي في نفس الوقت بأمر مخالف فمن أطيع منهما ؟.
الشيخ : مثال الذي سأل عنه السائل إذا أمره أبوه بشيء وأمرته أمه بشيء يخالفه إن كانت الجهة منفكة فالأمر سهل لأن يمكن الجمع بينهما وإن كانت الجهة واحدة فهنا يقع الإشكال مثال الجهة المنفكة أن يقول له أبوه اذهب إلى السوق واشتر لي كذا وكذا وتقول أمه اذهب إلى السوق الفلاني غير الأول واشتر لي كذا وكذا فهنا الجهة إيش؟
الطالب : منفكة
الشيخ : منفكة ويمكن أن يشتري لأبيه ثم يشتري لأمه أو لأمه ثم يشتري لأبيه لكن إذا كانت الجهة واحدة فهنا يقع الإشكال مثل أن تقول أمه اذهب إلى خالك فزره ويقول أبوه لا تذهب إلى خالك فتزوره فهنا الجهة واحدة ولا منفكة؟ واحدة فمن الذي يطيع؟ يطيع من دلت الأدلة على طاعته وفي هذا المثال الذي ذكرنا دلت الدلة على طاعة الأم وذلك لأن زيارة الخال من صلة الرحم فعلى هذا يقدم ما قالته أمه ويداري أباه لا يصرح له بالمخالفة ولكن يداريه حتى يحصل على رضا الجميع. نعم
سائل يقو ل: ما هو القول الراجح في حضانة الطفل المميز وتخييره بين أبويه ؟.
الشيخ : هذا السؤال لا يمكن أن نجيب عليه لأن الغالب أنه يحصل فيه نزاع بين الأم والأب ومسائل النزاع لا يمكن أن نفتي بها ترجع إلى من؟
الطالب : إلى القاضي
الشيخ : إلى القاضي في المحكمة والقاضي قد يرى أن المصلحة أن يبقى الطفل عند أمه وقد يرى من المصلحة أن يبقى الطفل عند أبيه فلا يمكن أن نفتي به نعم.
سائل يقول : ما الحكمة في الغسل من الجماع وإن لم يحصل إنزال ؟.
الشيخ : الحكمة من الغسل بالجماع وإن لم يحصل إنزال هي قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وإن لم ينزل ) هذه الحكمة صحيح؟ الدليل الحكمة يا إخوان وأنزل الله عليك الكتاب وإيش؟ والحكمة ولهذا لما ( سئلت عائشة ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فقالت : كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) والدليل الصحيح الثابت نعم الحكمة كل دليل صحيح ثابت فهو للمؤمن أحكم الحكم (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون الخيرة من أمرهم )) أما إذا قيل لنا ما هو التعليل؟ فالتعليل أن البدن يلحقه التعب حتى من هذه العملية لكن يقوى التعب فيما إذا أنزل تتحلل القوة ويحتاج البدن إلى تنشيط وذلك بالماء وأما إذا لم يكن إنزال فإنه لا بد أن يحصل شيء من الفتور لكنه أقل ولهذا قال الرسول ثم جهدها أي بلغ منها الجهد فلا بد من مشقة خصوصاً على المرأة فهذا هو العلة والله أعلم وقد يقال إنه هناك علة أخرى وهو أنه ربما يحصل إنزال بدون ان يشعر به لقوة انفعاله بهذا الجماع.
السائل : ... .
الشيخ : الأخ محمد ... يقول انتهى الوقت فإذا قلنا له ما الحكمة أو ما العلة سيقول مراجعة أجوبة المسابقة لأن أجوية المسابقة ما شاء الله ولكن أنا أطلب من الأخ ... أن نمد يالأجل إلى السابعة والنصف لأنني أنا تأخرت ومن نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها وعلى هذا نزيد ربع ساعة.
سائل يقول : عرفنا حفظكم الله أن طواف الوداع يجب على المعتمر وأنا سوف أسافر إلى بلدي ظهر هذا اليوم إن شاء الله وأريد أن أطوف طواف الوداع بعد صلاة الفجر ثم أذهب وأرتاح في السكن ثم بعد صلاة الظهر أذهب إلى بلدي فهل فعلي هذا صحيح ؟.
الشيخ : نقول فعلك هذا صحيح بشرط أن تخل بالترتيب بأن تذهب وتستريح أولاً ثم تأتي وتطوف للوداع عند السفر نعم فنقول اذهب ونم أولاً فإذا ارتحت وأردت السفر فأت إلى البيت وطف به ليكون آخر عهدك بالبيت الطواف.
4 - سائل يقول : عرفنا حفظكم الله أن طواف الوداع يجب على المعتمر وأنا سوف أسافر إلى بلدي ظهر هذا اليوم إن شاء الله وأريد أن أطوف طواف الوداع بعد صلاة الفجر ثم أذهب وأرتاح في السكن ثم بعد صلاة الظهر أذهب إلى بلدي فهل فعلي هذا صحيح ؟. أستمع حفظ
سائل يقول : لقد رأينا اليوم الزحام الشديد فما حكم صلاة الرجل بجانب المرأة إذا كان ذلك من جراء الزحام ؟.
الشيخ : نعم صلاة الرجل بجانب المرأة أو وراء المرأة لا بأس بها عند الضرورة كهذا اليوم لكن بشرط أن يأمن الإنسان على نفسه الفتنة فإن كان يخاف الفتنة فليطلب مكانا آخر حتى لو فاته بعض الصلاة وأنا أتعجب مما شاهدته من الزحام والمقاتلة على أمر مستحب يعني الصلاة في المسجد الحرام ما هي واجبة لو صليت في أي مسجد من مساجد مكة فأنت على خير لكن تأتي إلى هذا الزحام العظيم الذي فيه المقاتلة نعم والمشاتمة لماذا يا أخي؟ هل من شأن الإنسان أن يأتي ليخاصم إخوانه في هذا الشهر المبارك وربما يكون الإنسان متأهلا لقيام الليل أو ما أشبه ذلك مما يريد أن يقوم فيه بين يدي ربه ثم يأتي فيزاحم إن تيسر لك على وجه الهدوء والسكينة كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة ) والإقامة إقامة لصلاة واجبة ولا سنة؟
الطالب : واجبة
الشيخ : واجبة ومع ذلك يقول: ( امشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) ولكن إلى الله المشتكى الجهل عظيم نسأل الله العافية.
5 - سائل يقول : لقد رأينا اليوم الزحام الشديد فما حكم صلاة الرجل بجانب المرأة إذا كان ذلك من جراء الزحام ؟. أستمع حفظ
سائل يقول : والد زوجتي يسب الدين والإسلام ويسب الله عز وجل وقد نصحته مرارا ولكن بدون جدوى وهو يسب في كلا الحالين في حال النصيحة وفي غيرها فهل أقاطعه وأبغضه في الله أماذا علي ؟.
الشيخ : الواجب عليك قبل مقاطعته أن تثبت ذلك إما بمسجل أو بشهود مختبئين ثم ترفع أمره إلى السلطات من أجل أن يقتلوه بدون استتابة على رأي بعض العلماء أو بعد الاستتابة على رأي آخرين لأن سب الله عز وجل أو سب رسوله كفر مخرج عن الملة بإجماع المسلمين وقد قال بعض العلماء: إنه لا تقبل توبته يعني حتى لو جئنا به وقال فعل هذا الذنب وأنه تائب منه وأنه راجع إلى الله وأنه يثني على الله بما هو أهله فإنه يقتل وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة الذي عليه القضاء في المملكة أما من سب الله أو رسوله فإن توبته لا تقبل يقتل ثم هو فيما بينه وبين ربه إذا كانت توبته صحيحة فالله سبحانه وتعالى يقبلها لكن نحن لا نقبل ذلك بل نقتله على كل حال وقال بعض العلماء: تقبل توبة من سب الله إذا علمنا أن توبته صحيحة وهذا القول هو الصحيح لكن لا بد أن يرفع أمر هذا الرجل إلى المحكمة وعلى هذا السائل أن يرفع أمره إلى المحكمة فإن لم يفعل فهو آثم لأن هذا أمر ليس بالهين يسب الرب عز وجل نسأل الله العافية لا بد أن يرفع أمره إذا لم يقبل النصيحة فإذا لم يرفع أمره إلى المحكمة فإن الواجب مقاطعته وهجره ورفض أي هدية منه وألا يحسن إليه بشيء من الإحسان لأنه والعياذ بلله مرتد بردة من أعظم الردات وهو أخبث كفراً من اليهود والنصارى.
6 - سائل يقول : والد زوجتي يسب الدين والإسلام ويسب الله عز وجل وقد نصحته مرارا ولكن بدون جدوى وهو يسب في كلا الحالين في حال النصيحة وفي غيرها فهل أقاطعه وأبغضه في الله أماذا علي ؟. أستمع حفظ
سائل يقول : رجل حج ولم يستطع الوقوف بعرفة إلا الساعة التاسعة ليلا وخرج الساعة الواحدة والنصف وجلس في مكان يظنه مزدلفة حتى الصبح ثم تبين لهم أن المزدلفة أمامهم وأنهم لم يبيتوا فيها فما حكم ذلك ؟.
الشيخ : يلزم هؤلاء الذين باتوا قبل أن يصلوا إلى مزدلفة يلزمهم فدية أي دم يذبح في مكة فيوزع على الفقراء لأنهم تركوا واجباً من واجبات الحج وتركوه بلا عذر في الواقع، لأنهم مفرطون والواجب على من قدم من عرفة إلى مزدلفة ألا يتوقف حتى يرى العلامات، لأن الحكومة وفقها الله قد وضعت على أبواب مزدلفة علامات لوحات كبيرة واضحة بينة ولكن بعض الناس يأتي على قدميه فيتعب ثم يأخذ به التعب إلى أن يرقد قبل أن يصل إلى مزدلفة فيكون هو المفرط والخلاصة أن على هذا أن يذبح فدية يوزعها على الفقراء في مكة لأنه ترك واجباً من واجبات الحج.
7 - سائل يقول : رجل حج ولم يستطع الوقوف بعرفة إلا الساعة التاسعة ليلا وخرج الساعة الواحدة والنصف وجلس في مكان يظنه مزدلفة حتى الصبح ثم تبين لهم أن المزدلفة أمامهم وأنهم لم يبيتوا فيها فما حكم ذلك ؟. أستمع حفظ
سائل يقول : زوجتي توفي والدها وترك لهم إرثا من الصرافة والدخان فما حكم الإرث وما حكم الأكل عند أهلها ؟.
الشيخ : نعم المال المكتسب من الدخان حرام لأن الدخان حرام وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه ) وأما المال المكتسب من الصرافة فإن كان الإنسان يتمشى في صرافته على الشرع بحيث لا يبيع إلا يداً بيد ولا يبيع جنساً بجنسه إلا يداً بيد مثلاً بمثل فلا بأس بها لأنها تجارة من التجارات وإن كان يقع في حرام فهو مال مخلف عن ربا ويرثه الوارثون من بعد المرابي ويكون الإثم على المرابي.
8 - سائل يقول : زوجتي توفي والدها وترك لهم إرثا من الصرافة والدخان فما حكم الإرث وما حكم الأكل عند أهلها ؟. أستمع حفظ
سائل يقول : أديت العمرة ولكني في الطواف ابتدأت بعد الحجر الأسود من عند الحجر ثم انتهيت من العمرة ثم قيل لي أن الطواف يبتدأ من الحجر الأسود فما حكم عمرتي هذه ؟.
الشيخ : أين السائل؟
الطالب : ...
الشيخ : راح ، السائل موجود يا إخوان ؟
الطالب : جاء الليلة ...
الشيخ : نجيب للفائدة جميع ولا نترك الجواب طيب.
الطالب : موجود.
الشيخ : أنت من أين ابتدأت من الحَجر ولا الحِجر؟
السائل : بعد الحَجر.
الشيخ : بعد الحَجر وماذا صنعت حين قيل لك لم تطف ؟
السائل : ... .
الشيخ : ما فعلت شيء طيب ادن مني اذهب الآن بارك الله فيك واخلع الثياب والبس ثياب الإحرام وأعد الطواف والسعي والتقصير بسرعة حتى لا يلزمك فدية الآن يلا. انتهى السؤال يا محسن أحسن إلى الناس يحسن الله إليك انتظر شوي دقيقة ودقيقتين ما يضر إيش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يلا يا محمد، تكلم تكلم يا أخي اسأل.
9 - سائل يقول : أديت العمرة ولكني في الطواف ابتدأت بعد الحجر الأسود من عند الحجر ثم انتهيت من العمرة ثم قيل لي أن الطواف يبتدأ من الحجر الأسود فما حكم عمرتي هذه ؟. أستمع حفظ
سائل يقول : وبعد أن أديت الطواف اتضح لي أني أديت الطواف كل هذه الأشواط من حجر إسماعيل ؟
الشيخ : نفس المشكلة، موجود السائل؟
السائل : بعد أن أديت ... خمس أشواط من حجر إسماعيل يزيد أو يقل فأعدت الأشواط السبعة من أولها ... على أساس إنني أعمل عمرة ثانية بس ... ما ينفعش عمرة ثانية فقمت بالحلق.
الشيخ : طيب إن شاء الله تقبل الله منك.
10 - سائل يقول : وبعد أن أديت الطواف اتضح لي أني أديت الطواف كل هذه الأشواط من حجر إسماعيل ؟ أستمع حفظ
سائل يقول : ما حكم الغسل في حق الكافر إذا أسلم ؟.
الشيخ : إذا أسلم الكافر فقد اختلف العلماء هل يجب عليه أن يغتسل كما يجب عليه أن يختتن؟ والصحيح أنه يجب عليه أن يختتن ولا يجب أن يغتسل إلا أن الغسل أفضل وذلك لأن كثيرين من الصحابة آمنوا ولم يأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالغسل لكن لو اغتسل كان ذلك أفضل وأطيب نسال الله تعالى أن يطهر قلوبنا وقلوبكم وأبداننا وأبدانكم.
مادة إضافية في الشريط : قراءة القرآن الكريم .
أيها الأحبة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))
أما بعد فإننا في مؤسسة الاستقامة الإسلامية للإنتاج والتوزيع في عنيزة كنا قد أصدرنا لإخواننا تسجيلاً كاملاً لمصحف الحرم المكي شرفه الله وقد نال استحسانا ًكبيراً للمستمعين ولله الحمد ونحن ذا نصدر لإخواننا تسجيلا آخر لمصحف الحرم المكي وقد سجلناه في رمضان من عام أربعة عشر وأربع مئة وألف من الهجرة مع إضافة لبعض المقاطع من تسجيلنا له في السنوات السابقة ويتكون مصحف الحرم الثاني من خمسة عشر شريطاً كل شريط يحتوي سورة أو أكثر والأئمة القراء في هذا المصحف الشيخ سعود الشريم والشيخ عبد الباري الثبيتي والشيخ عبد الرحمن السديس وقد جاء هذا المصحف حاملاً رقم التاسع والثلاثين من إصدارات الاستقامة والقراءة فيه برواية حفص عن عاصم غفر الله لهما ونستمع الآن أيها الإخوة إلى الشريط الأول وفيه سورة الفاتحة والبقرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم :
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ))
(( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) )) .