الشيخ : وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه الليلة هي ليلة السبت الثالث والعشرين من شهر رمضان وهي من أرجى الليالي أن تكون ليلة القدر لأنها أول السبع الأواخر، وقد أُري طائفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة القدر في السبع الأواخر فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطئت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) نسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يجعل لنا جميعاً من أجرها وثوابها نصيباً.

الشيخ : إن كلامنا هذه الليلة يتعلق بمسألتين:
المسألة الأولى: التعليق على قول الله تعالى تبارك: (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم )) فإن الحلولية حلولية الجهمية الضالة أخذوا من هذه الآية المتشابهة أخذوا منها أن الله سبحانه وتعالى بذاته في كل مكان، قبحهم الله فلم ينزهوا الله عز وجل أن يكون في أي مكان من الأرض ولو كان مكان القاذورات والأوساخ والأنتان والجيف والحيض وغير ذلك لأنهم قالوا: إن الله قال: (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) وقالوا أيضاً إن الله قال: (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) وقالوا: إن الله تعالى قال: (( وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير )).
استدلوا بهذه الآيات، وهذه الآيات من المتشابهات التي تخفى على من أعمى الله قلبه وأزاغ قلبه (( فأما الذين في قلوبهم زيع فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب )).

الشيخ : ونحن نجيب على هذا التشبيه والتضليل من هؤلاء الجهمية الضالة المبتدعة فنقول: وبالله نقول وبالله نستعين: نقول إن الله تعالى قال: (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )). الآية تدل على أن ألوهية الله ثابتة في السماء وثابتة في الأرض (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) المعنى أن ألوهية الله عز وجل ثابتة في السماوات وفي الأرض ليس إله من في السماوات دون أهل الأرض وليس إله أهل الأرض دون أهل السماوات، بل هو إله من في السماوات والأرض وهذا واضح، ونظيره أن تقول: فلان أمير في مكة وأمير في المدينة، المعنى أن إمارته ثابتة في المدينة وثابتة في مكة، ومن المعلوم أن مكانه في إحداهما إما في مكة وإما في المدينة لا يمكن أن يكون فيهما جميعاً في آن واحد.
فالله عز وجل إله في السماء وإله في الأرض أي إله من في السماء وإله من في الأرض، وأما هو نفسه فإنه في السماء لقول الله تبارك وتعالى: (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير )) واضح الآن؟ بطل الآن استدلالهم بهذه الآية وتبين أنهم لزيغ قلوبهم اشتبهت عليهم هذه الآية فظنوا أن الله تعالى بذاته في الأرض كما أنه في السماء.
وضربنا لكم مثلاً يقرب ما قررناه من المعنى الحق الموافق لجلال الله وعظمته، المثل هو ؟ من يعرفه؟
الطالب : فلان أمير في مكة وأمير في المدينة.
الشيخ : نعم.
الطالب : يعني إمارته ثابتة في مكة وفي المدينة
الشيخ : وإن كان هو في
الطالب : إحداهما.
الشيخ : في إحداهما تمام، هذا أيضا الله إله في السماء وإله في الأرض لكن أين هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : في السماء فوق كل شيء، وبهذا تبين أن استدلالهم باطل، وأما الآية لاتدل على ما ذهبوا إليه، ولكن من أعمى الله بصيرته وأزاغ قلبه والعياذ بالله اشتبه عليه الحق بالباطل فذهب إلى ما يقتضيه الزيع نسأل الله العافية ولهذا كان من الدعاء المأثور: ( اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل ).

الشيخ : وهنا وقفة يسيرة في إعراب هذه الآية (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) فمن منكم عنده علم من علوم سيبويه أو الكِسائي حتى يعرب لنا هذه الجملة؟
الطالب : ... .
الشيخ : (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )) _ وين يا جماعة سيبويه غير عربي وعند من العلم ما ليس عندكم و أنتم عرب ما تعرفون _ (( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )). إعرابها بس ما أريد إلا الإعراب، تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : أنا فاهم هذا المعنى لكن نريد الإعراب. تفضل. استرح جزاك الله خير، قم.
الطالب : الواو على حسب ما قبلها.
الشيخ : الواو بحسب ما قبلها.
الطالب : ... .
الشيخ : هو اسم إشارة. أقول: ليس كذلك. استرح.
الطالب : الواو حرف عطف.
الشيخ : نعم بحسب ما قبلها أحسن من حرف عطف لأنها قد تكون استئنافية.
الطالب : هو: ضمير ، الذي: اسم للضمير.
الشيخ : ضمير ايش؟ ضمير رفع؟ ضمير نصب؟ ضمير جر؟ متصل؟ منفصل؟ استرح كيف نجحتم باللغة العربية؟
الطالب : أنا يا شيخ
الشيخ : من ورا ما نقبل الي يجي من ورا، طيب ياجماعة يلا امشو. يلا يا محمد ... .
الطالب : الواو حسب ما قبلها.
الشيخ : الواو بحسب ما قبلها.
الطالب : وهو: ضمير منفصل في محل رفع.
الشيخ : ضمير ايش؟ رفع؟ نصب؟ جر؟
الطالب : رفع
الشيخ : ضمير رفع.
الطالب : نعم.
الشيخ : منفصل.
الطالب : منفصل. نعم. في محل رفع مبتدأ
الشيخ : مبني على الكسر؟
الطالب : لا لا. هو في محل رفع..
الشيخ : مبني على ايش؟
الطالب : مبني على الفتح.
الشيخ : في محل؟
الطالب : رفع.
الشيخ : طيب. مبتدأ. طيب. ماشي.
الطالب : وهو الذي في السماء. في حرف جر.
الشيخ : نعم.
الطالب : والسماء اسم مجرور.
الشيخ : وهو الذي
الطالب : الذي : اسم موصول مبني الذين مبني على السكون.
الشيخ : نعم. في؟
الطالب : في: حرف جر.
الشيخ : لا لا في محل.
الطالب : في محل ((وهو الذي)) في محل رفع.
الشيخ : طيب.
الطالب : بدل.
الشيخ : بدل منين؟
الطالب : من المبتدأ.
الشيخ : هو؟
الطالب : هو نعم.
الشيخ : طيب.
الطالب : في السماء.
الشيخ : ما في إعراب أحسن من هذا؟
الطالب : إعراب أحسن من ذا؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ممكن أنه يكون فيه
الشيخ : ممكن يكون في أعطنا إياه.
الطالب : ممكن يكون يعني مبتدأ ثان.
الشيخ : طيب
الطالب : في محل رفع مبتدأ ثاني.
الشيخ : طيب.
الطالب : لأنه يجوز أن يتعدد المبتدأ، طيب
الشيخ : ما في بعد إعراب ثالث.
الطالب : والله. هذا الي عندي الآن.
الشيخ : ما ممكن يصير خبر المبتدأ.
الطالب : ما انتهت الجملة
الشيخ : ما انتهت لأن اسم الموصول يحتاج إلى صلة فقط.
الطالب : نعم
الشيخ : إذن في ثلاثة أوجه.
الطالب : الحمد لله.
الشيخ : يلا .
الطالب : في السماء. في: حرف جر.
الشيخ : طيب
الطالب : مبني، كل الحروف مبنية.
الشيخ : تمام، على مبني على إيش؟
الطالب : على السكون
الشيخ : في محل
الطالب : في السماء
الشيخ : في في.
الطالب : ما في محل.
الشيخ : ما لها محل؟
الطالب : ما لها محل.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : الحروف تكون لها محل
الشيخ : لأن الحروف ليس لها محل. ماشي.
الطالب : السماء اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الشيخ : تمام.
الطالب : والجار والمجرور متعلق، خليه بعدين.
الشيخ : لا ما نخليه بعدين ليش؟ امشي، خلينا امشي.
الطالب : في السماء متعلق بمحذوف تقديره كائن.
الشيخ : وهو الذي كائن في السماء.
الطالب : نعم.
الشيخ : وإله؟
الطالب : إليه، إله خبر.
الشيخ : خبر ايش؟
الطالب : خبر المبتدأ.
الشيخ : طيب.
الطالب : (( وهو الذي في السماء إله )) نعم
الشيخ : ما يمكن إعراب ثاني في السماء متعلقة بإله.
الطالب : نعم يعني التقدير؟
الشيخ : وهو الذي إله في السماء.
الطالب : إله.
الشيخ : في السماء. طيب.
الطالب : بتصير ... خبر
الشيخ : أي؟
الطالب : يعني متعلق بخبر وإله ...
الشيخ : ما أدري
الطالب : إلا نعم يعني هي تكون خبر وإله..
الشيخ : إله خبر وفي السماء ممكن نجعلها متعلقة بإله.
الطالب : متعلقة بإله.
الشيخ : طيب. وفي الأرض إله.
الطالب : في الأرض جار ومجرور.
الشيخ : الواو وفي الأرض.
الطالب : الواو حرف عطف.
الشيخ : طيب
الطالب : في الأرض جار ومجرور. الأرض مجرور بالكسرة، متعلق بنفس الي يتعلق به الذي قبله
الشيخ : أو بإله؟
الطالب : نعم يعني بإله.
الشيخ : طيب، إله
الطالب : إله خبر.
الشيخ : خبر ايش! ما قلت الواو حرف عطف
الطالب : نعم معطوف صحيح
الشيخ : معطوف على إيش؟
الطالب : معطوف على إله الأولى.
الشيخ : المعنى؟
الطالب : المعنى وهو المعبد في السماء وهو المعبود في الأرض.
الشيخ : طيب.
الطالب : يعني المتأله في السماء والمتأله في الأرض.
الشيخ : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله آخر يعني إله آخر؟
الطالب : لا. وهو يعني الإله في السماء وفي الأرض.
الشيخ : طيب. استرح على كل حال هذا إعراب يعني مشى على عصا الحمد لله.
الطالب : الحمد لله
الشيخ : في الأرض إله يقولون إنه لا بد أن تكون إله خبر لمبتدأ محذوف، التقدير وفي الأرض هو إله، لأنك لو جعلت في الأرض جار ومجرور وخبر مقدم وإله مبتدأ مؤخر لفسد المعنى فساداً كبيراً لكان المعنى وفي الأرض إله آخر فيتعين أن تجعل إله خبر مبتدأ محذوف أي: وفي الأرض هو إله.

الشيخ : استدل أيضاً هؤلاء الجهمية المنكرون لعلو الله القائلون بأن الله بذاته في كل مكان بقوله تعالى: (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) قالوا: (( وهو الله في السماوات )) - يلا - (( وفي الأرض )) وهذا أيضا من تشبيههم و تلبيسهم الحق بالباطل.
معنى الآية (( وهو الله في السماوات وفي الأرض )) أي: وهو الإله في السماوات وفي الأرض وذلك لأن لفظ الجلالة على القول الراجح الذي لا شك فيه مشتق وليس اسماً جامداً مشتق من الـألوهية وهو فعال بمعنى مفعول وأصل الله الإله لكن حذفت الهمزة للتخفيف لكثرة الاستعمال.
وعلى هذا يكون قوله في السماوات متعلقاً بلفظ الجلالة، وفي الأرض معطوف عليه فهو متعلق به من حيث المعنى فيكون وهو الله أي هو المألوه في السماوات وفي الأرض.
وبعض العلماء قال: إنك تقف فتقول وهو في الله في السماوات ثم تستأنف فتقول وفي الأرض يعلم سركم وجهركم. فيكون قوله في الأرض متعلقاً بقوله: (( يعلم )) ويكون معنى الآية أن كون الله في السماوات لا يمنع من علمه سركم وجهركم في الأرض.

الشيخ : استدل هؤلاء المبتدعة الضالون بقوله إن الله بذاته في كل مكان بقول الله تعالى: (( وهو معكم أينما كنتم )) (( وهو معكم أينما كنتم )) فقالوا الضمير في قوله: (( وهو )) يعود على من؟ أجيبوا يا جماعة، على الله معكم أي مصاحب لكم أينما كنتم: أي في أي مكان كنتم وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى بذاته في كل مكان، إن كنت في المسجد فهو في السجد إذا كنت في السوق فهو في السوق إذا كنت في البيت فهو في البيت إذا كنت في الجو فهو في الجو وإذا كنت في البحر فهو في البحر.
ولا شك أن هذا قول منكر وضلال وبعد عن تعظيم الله عز وجل. وليس في الآية دليل لما ذهبوا إليه أبداً لأن كون الله معنا لا يلزم أن يكون معنا في الأرض، قد يكون الشيء مع الإنسان وهو فوقه وقد يكون الشيء مع الإنسان وهو بعيد منه تطلق عليه المعية لغة وإن لم يكن مقارناً له في مكانه، فمثلاً نرى القمر بازغاً فنقول القمر معنا والعرب في كلامهم يقولون: "مازلنا نسير والقمر معنا" "مازلنا نسير والنجم معنا" "مازلنا نسير والقطب معنا" وما أشبه ذلك وأين مكان القمر؟ في السماء، وكذلك النجم وكذلك القطب،كلها في السماء ويطلق عليها لغة عربية فصيحة أنها معنا، الله عز وجل معنا وإن كان في السماء هو في السماء سبحانه وتعالى فوق كل شيء وهو مع عباده يعلم سرهم وجهرهم ويعلم أحوالهم و لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

الشيخ : إذن لا يلزم من المعية المصاحبة في المكان، قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية: " بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته وهو مع المسافر وغيره أينما كان فإذا كان القمر من أصغر مخلوقات الله يصح أن نقول معنا وإن كان في السماء فالرب عز وجل هو معنا وهو في السماء وهو عالم بنا في سرنا وجهرنا".
ولهذا كان من دعاء السفر : ( اللهم أنت الصاحب في السفر - وايش؟ - والخليفة في الأهل ) فلا يلزم من أن يكون صاحباً لنا في أسفارنا أن يكون غائباً عن أهلنا بل هو صاحب لنا في أسفارنا وخليفة لنا في أهلنا لأن الله تعالى (( ليس كمثله شيء )). فتبين بهذا أن استدلالهم على ما ذهبوا إليه من الضلال بأن الله في كل مكان بقوله تعالى: (( وهو معكم أين ما كنتم )) استدلال باطل
يقال مثلاً : فلانة مع زوجها فلان، وزوجها في مكة وهي في المدينة. ويصح القول هذا أو لا يصح؟
الطالب : يصح
الشيخ : يصح مع أنها ليست معه في المكان لكن معه في مطلق المصاحبة.
ويقال مثلاً القائد مع جنده وهو في غرفة القيادة والجند في ميدان القتال وهوتعبير لغوي فصيح. ولكن كما قلنا في الليلة الماضية وكما نقول الليلة أيضاً أن من الناس والعياذ بالله من يشتبه عليه الحق فيأخذ المتشابه من النصوص ليلبس به على الناس و يعتقد ما ذهب إليه من الباطل، والحاصل أن قوله تعالى: (( وهو الذي في السماء وفي الأرض إله )) وأن قوله: (( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم )) وأن قوله الله تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) لا يدل أبداً لا بوجه بعيد ولا قريب على ما ذهبت عليه هذه الفرقة الضالة الجهمية الحلولية الذين يقولون إن الله بذاته في كل مكان.

الشيخ : ونحن الآن نبين الأدلة السمعية والعقلية والفطرية على علو الله عز وجل فوق كل شيء، كم قلنا؟
أنواع الأدلة يا أخ.
الطالب : ... .
الشيخ : هو قد لا ... لكن بعض الناس تجد حاضر الجسم غائب القلب.
الطالب : الأدلة الفطرية والسمعية.
الشيخ : أي نعم.
الطالب : البصرية
الشيخ : البصرية؟ أنت ظننت السمعية يعني بالأذن لا. استرح بارك الله فيك.
الطالب : الأدلة السمعية والعقلية والفطرية.
الشيخ : طيب استرح ثلاثة: السمعية والثاني:العقلية والثالث: الفطرية
إذا قال العلماء السمعية فيعنون بذلك أدلة الكتاب والسنة لأنها تستفاد من السمع تسمع آيات الله تسمع أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتستدل بها.
العقلية: ما كان من دلالة العقل الذي يقر به المؤمن والكافر.
الفطرية : ما فطر الله عليه الخلق بدون دراسة وتعلم.

الشيخ : السمعية تدل على علو الله عز وجل من أوجه كثيرة:
أولاً : تصريح الله سبحانه وتعالى بوصف العلو لنفسه جل وعلا في أي آية؟ في قوله تعالى: (( سبح اسم ربك الأعلى )) الأعلى اسم تفضيل من أين؟منين من العلو.
وهنا لم يقل الأعلى على كذا ما قيد، إذن له العلو المطلق عز وجل وفوق كل شيء، لا يساميه شيء ولا يعلو عليه شيء هو الأعلى فوق كل شيء، ومنها تصريح الله سبحانه وتعالى بالعلو بصيغة الصفة المشبهة الدالة على الثبوت والاستقرار مثل (( وهو العلي العظيم )) علي فعيل من العلو وفعيل تأتي للمبالغة وتأتي صفة مشبهة تدل على الثبوت والاستمرار وهو كذلك في قوله تعالى: (( وهو العلي العظيم )).
وجاء القرآن مصرحاً بالفوقية مثل قوله تعالى: ايش؟ (( وهو القاهر فوق عباده )) (( يخافون ربهم من فوقهم )).
وجاء أيضاً في القرآن التصريح بنزول الأشياء من عنده، والنزول يستلزم العلو، في قوله تبارك وتعالى - ايش؟ - : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )). (( كتاب أنزلناه مبارك )) (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )).
وجاء أيضا بالتصريح لصعود الأشياء إليه وعروجها إليه، والصعود والعروج لايكون إلا من أسفل إلى أعلى، (( تعرج الملائكة والروح إليه )) (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )).
وجاء أيضا بوصف الارتفاع مثل قوله تعالى: (( إني متوفيك ورافعك إلي )) وفي قوله تعالى: (( رفيع الدرجات )).
وهنا نقف لنبين أن بعض المفسرين يقول : (( رفيع الدرجات )) : أي رافع الدرجات، وهذا تحريف، لأن الله قال : (( رفيع الدرجات ذو العرش )) إذن معنى رفيع الدرجات أن الله نفسه رفيع الدرجات ذو العرش الذي هو سقف المخلوقات كلها، والآيات في هذا كثيرة كلها تدل على إيش؟ على علو الله عز وجل أكثر من أن تحصى.

الشيخ : وأما الدلالة من السنة فجاءت الدلالة من السنة على كل وجوه السنة القول والفعل والإقرار يعني التقرير، أي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرر علو الله تعالى بقوله وبفعله وإيش؟
الطالب : بإقراره
الشيخ : وبإقراره أي تقريره، مثال القول: قوله صلى الله عليه وسلم: ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) ومثل قوله في السجود: ( سبحان ربي الأعلى ).
وأما الفعل : فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا دعا إيش؟
الطالب : يرفع يديه
الشيخ : يرفع يديه يارب ليس يقول يا رب من هنا ما يقول هكذا يقول يارب، وفي خطبة عرفة في حجة الوداع لما قرر ما قرر من أصول الدين وقواعد الدين قال للصحابة: ( ألا هل بلغت؟ قالوا نعم، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم ألا هل بلغت؟ قالوا نعم )كم؟ ثلاث مرات يقررهم يقولون : نعم ( فقال : اللهم اشهد يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها للناس اللهم اشهد ) يعني على هؤلاء شوف فرق. لما أراد الرب عز وجل أين صرف أصبعه؟ نعم إلى السماء و لما أراد الناس؟
الطالب : الأرض
الشيخ : ردها إلى الأرض، إذن هذا إثبات لعلو الله تعالى بالسنة ايش؟ الفعلية.
وأما السنة الإقرارية : فجاء في حديث الجارية جارية معاوية بن الحكم حين أراد أن يعتقها فدعا بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال لها : ( أين الله؟ قالت في السماء ). جارية لم تتعلم مملوكة رقيقة، قال لها : ( أين الله قالت: في السماء قال: أعتقها فإنها مؤمنة ) سبحان الله! جارية لم تتعلم مملوكة تعرف أين ربها، وأولئك القوم لا يعرفون أين الله إلا أنه في كل مكان والعياذ بالله وفي الأوساخ والأقذار والأنتان ومواضع الحيض وغير ذلك. طيب انتبه السنة أثبتت علو الله على جميع وجوه السنة وهي؟
الطالب : القولية والفعلية والإقرار.
الشيخ : نعم أحسنت. القولية والفعلية والإقرارية، أتريدون بياناً أوفى من ذلك في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، طيب.

الشيخ : ومن أدلة السمع يا إخواني من أدلة السمع الإجماع إجماع الصحابة رضي الله عنهم قبل أن يأتي هؤلاء الموتورون الضالون، أجمعوا على أن الله تعالى في السماء ليس عن واحد منهم حرف واحد يقول: إن الله في كل مكان أبداً، ولا عنهم حرف واحد يقولون إن الله تعالى ليس في السماء أبداً.
وأنا بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية أتحدى أي واحد يأتيني بحرف واحد عن الصحابة أنهم أنكروا عليه الله تعالى في السماء. شيخ الإسلام ابن تيمية واسع الاطلاع وحرص حرصاً عظيماً على هذه المسألة وطالع من الكتب الكثيرة الأثرية ولم يجد عن أحد من الصحابة أنهم أنكروا الله في السماء وهم يتلون الكتاب كتاب الله صباحاً ومساءً، ولم يرد عن واحد منهم أنه فسر آية من آيات العلو بغير معناها الذي أراد الله عز وجل.
وهذه المسألة أحب أن أنبه عليها طلبة العلم قد ننقل الإجماع عن الصحابة دون أن ننقل أقوالهم بنصها لكن نعلم أن الصحابة يقرؤون القرآن فإذا لم يرد عنهم ما يخالف هذا القرآن فهو إيش؟ فهو إجماع لأنهم يعرفون القرآن يعرفون المعنى. فهذا لم يرد عنهم ما يخالف هذا القرآن فهو إجماع منهم على ما دل عليه القرآن ولا حاجة أن نقول: أثبت بالسند أن الصحابة أجمعوا على ذلك لأن عندنا كتاب الله عز وجل ولم ينقل عنه خلافه، وهذه تنفع طالب العلم عند المناظرة والمحاجة ، إذا قال أين إجماع الصحابة على أن الله في السماء، أقول : هات حرف واحد منهم ائتني بحرف واحد عنهم أنهم أنكروا أن يكون الله في السماء، فإذا أتيت فحينئذٍ لا إجماع، لكنك لم تستطيع هذا وأنا أستدل على إجماعهم بكونهم يقرؤون القرآن ولم يرد عنهم حرف واحد يخالف ما جاء به القرآن، إذن هذه هي الأدلة السمعية. ويش بقى عندنا ؟
الطالب : العقلية

الشيخ : الأدلة العقلية التي يتفق عليها العقلاء حتى من غير المسلمين. نسأل هل العلو من صفات الكمال أو من صفات النقص؟
الطالب : الكمال
الشيخ : نعم من صفات الكمال بالاتفاق، العالي ليس كالنازل وليس كالسافل العالي له منزلة عالية، ولهذا توصف المعاني العظيمة بالعلو فالعلو باتفاق العقلاء صفة كمال، فإذا نفيت العلو عن الله معناه سلبت عنه صفة الكمال. وإذا انتفت صفة الكمال تلت ايش؟ صفة النقص.
وعلى هذا فيكون العقل قد دل على علو الله عز وجل، وجه ذلك أن العلو صفة كمال، وكل صفة كمال فلله تبارك وتعالى أكملها، والدليل على هذا قوله تعالى: (( ولله المثل الأعلى )) ويش معنى المثل الأعلى؟ أي : الوصف الأكمل.
- انتبه يا عاقل -.
هل دل العقل الآن على علو الله أو لا؟
الطالب : دل
الشيخ : دل.

الشيخ : أما النوع الثالث من الأدلة فهو ايش؟
الطالب : الفطرية
الشيخ : أدلة الفطرة التي فطر الله الناس عليها بدون تعلم وبدون بحث ومناظرة يعرفها الإنسان من فطرته عندما تقول: يارب أين يطير قلبك؟
كيف؟
الطالب : العلو
الشيخ : ولا يطير بالأرض ينزل الأرض، عندما تقول: يارب قلبك، تجد ضرورة بالقلب أن يرتفع إلى فوق، ولهذا ترفع يديك تلقائياً يارب، حتى هؤلاء الذين ينكرون الذين يقولون الله بذاته في كل مكان لو رأيتهم وهم يدعون الله أين يرفعون أيديهم؟
الطالب : إلى السماء
الشيخ : إلى السماء يا رب سبحان الله! كيف ترفع يديك إلى السماء وأنت تقول الله بذاته في كل مكان. لازم تطير يديك يمين ويسار وتحت وفوق علشان يصدق التوجه إلى الله عز وجل عندك.
طيب إذن الفطرة تقتضي أن الله تعالى فوق كل شيء بدليل أن الإنسان إذا دعا ربه بمجرد أن يدعو ربه يجد من قلبه ضرورة لطلب العلو.
وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه: "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" أن أبا المعالي الجويني كان يقرر حمه الله وعفا عنه فيقول : " إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض وهو الآن على ما كان عليه "- انتبه - خلق السماوات والأرض يعني قبل كل شيء وهو الآن على ما كان عليه، ماذا تفهمون من هذا الكلام؟ هو يريد أن ينكر استواء الله على العرش، إذا كان هو الآن على ما كان عليه فمعناه أنه لم يستو على العرش فقال له أبو العلاء الهمداني رحمهم الله : يا أستاذ دعنا من ذكر العرش - يعني الاستواء على العرش دليله غير عقلي دليله سمعي لولا أن الله أخبرنا أنه استوى على العرش ما علمنا بذلك - " لكن أخبرنا عن هذه الضرورة ما قال عارف قط : يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو ".
تفهمون الكلام وإلا ما تفهمونه؟ يقول : أخبرني عن الفطرة وهذه الضرورة ما قال عارف قط، والعارف يعني العابد أو الداعي ما قال يا الله إلا وجد بقلبه ضرورة بطلب العلو، وهذا صحيح فجعل الرجل أبو المعالي يضرب على رأسه يقول: " حيرني الهمداني ، حيرني الهمداني ". ليش حيره؟
لأن الدليل الفطري لا يمكن لأحد إنكاره، الدليل الفطري لا يمكن لأحد أن ينكره، ولهذا إذا جاع الإنسان ويش يطلب؟ إذا جاع الإنسان ماذا يطلب؟
الطالب : طعام
الشيخ : يطلب طعام أحد يدرسه يقول يا فلان إذا جعت فاطلب الطعام وإذا عطشت فاطلب الماء ولا هذا موجود بالفطرة؟ هذا موجود بالفطرة علو الله عز وجل موجود بالفطرة ما دعا داعٍ ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، ولهذا تحير أبو المعالي الجويني وعجز عن الإجابة، فتبين بهذا أن علو الله جل علا دلّ عليه السمع وايش؟ والعقل والفطرة، والسمع ثلاثة أصناف : القرآن والسنة والإجماع؟ أفهمتم بارك الله فيكم؟ طيب.

الشيخ : سـألني سائل في هذا اليوم: قال إن الله قال: (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )). ثم استوى على العرش متى كان الاستواء؟ بعد خلق السماوات والأرض. قال لي: وقبل خلق السماوات والأرض استوى على العرش؟ إن قلت: نعم، صار لله استواءان. وإن قلت: لا أنكرت استواء الله على العرش؟
شوف كيف الشيطان يجيب للناس هذه الأسئلة؟
طيب، هل أنت أصدق إيماناً من الصحابة؟ هل أنت أشد حباً لله من الصحابة؟ هل أن أشد محبة للعلم من الصحابة؟ هل الصحابة سألوا الرسول هذا السؤال؟ ما أنت إلا هالك، ( هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ) قالها الرسول عليه الصلاة والسلام. ما ِشأنك بكون الله استوى على العرش قبل خلق السماوات والأرض أو لا؟
والجواب على هذا أن نقول : إن الله تعالى أخبرنا أنه بعد أن خلق السماوات والأرض استوى على العرش ولم يخبرنا عما كان الأمر عليه قبل خلق السماوات والأرض، هل هو مستو أو غير مستو؟ فلا يسعنا في هذه الحال إلا ايش، إلا ايش؟ إلا السكوت والتسليم. ما نقول شيئاً هذه أمور غيبية أكبر من عقولنا فلا يمكن أن نقيسها بشيء من المخلوقات ولا يمكن أن نتكلم فيها بغير علم. فالسؤال هذا إذن هل هذا السؤال في محله؟ أو لا؟
الطالب : لا
الشيخ : هذا ليس في محله. نقول : يا أخي مادام الله سكت عنه اسكت عنه، وما دام الرسول سكت عنه اسكت عنه. وما دام الصحابة سكتوا عنه اسكت عنه. وهذا هو الحق.
إذن خلاصة الأمر: أننا نؤمن ونعتقد ونشهد بألسنتنا أن الله تعالى فوق كل شيء وأنه على كل شيء قدير، ولا يمكن أبداً أن يكون بذاته في كل مكان، بل حاشاه من ذلك جل وعلا. ونسأل الله تعالى لهؤلاء الذين ذهبوا هذا المذهب أو التبس عليهم الحق في ههذ المسألة نسأل الله تعالى أن يهديهم إلى الحق وأن يردهم إليه والله على كل شيء قدير.

الشيخ : وهنا مسألة أحب أن ننبه عليها وهي أن بعض الناس يعتقد ثم يستدل بعد الاعتقاد، وهذا خطأ وضرر على الإنسان لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت غلبك الاعتقاد على أن تلوي أعناق النصوص لتوافق إيش؟ اعتقادك، لكن اجعل اعتقادك تابعاً ابحث في النصوص أولاً تأملها تدبرها (( أفلا يتدرون القرآن )) تدبرها أولاً ثم إذا تبين لك الحق منها فابن عقيدتك عليها على ما تبين لك حتى تكون مهدياً باذن الله عز وجل، في بعض الناس قال لي إنه يحسن أن نتكلم عن تكفير المعين تكفير المعين، وهذا إن شاء الله سنتكلم عليها.

الشيخ : لكن أحب أن أتكلم كلاماً سريعاً على على مسألة الفتيا، مسألة الفتيا أصبحت الآن مع الأسف كأنها بضاعة يعرضها الناس للزبائن كل واحد معه ، هذا معه ثوب وهذا معه سروال وهذا معه غترة وهذا معه طاقية نعم كل واحد يفتي بشيء.
تصدقون أن رجلاً جاء إليّ العصر معتكف رجل من خلال عباد الله كبير السن فقال: إنه حدثنا محدث من الشباب وقال إنه يحرم على المعتكف ما يحرم على المحرم وقال لهم: لا تقصوا أظفاركم ولاتقصوا شواربكم ولا تتطيبوا ، قلت باقي عليه شوي بعد: ولا تلبسوا ثياب القميص خلي المعتكف يلبس إزاراً رداءً وأقول الآن أيضاً: خليه يلبي فيقول : لبيك اعتكافاً، بدل لبيك عمرة، سبحان الله! هذا الكلام يعني إلى هذا الحد تجرؤ في الفتيا والعياذ بالله، ما علم الناس هؤلاء إذا قالوا قولاً لا ينبني على كتاب الله وسنة رسوله فإنهم سوف يسألون عنه يوم القيامة لأنهم افتروا على الله كذباً الشريعة لمن؟ لله هل عندك علم أن الله قال هكذا؟ أو أن رسوله قال هكذا. والله ليسألن عما كذبوا على الله فيما أفتوا به عباد الله وأضلوهم عن سبيل الله، فعليهم أن يرحموا أنفسهم أولاً وأن يرحموا عباد الله ثانياً، لا يمنعوا عباد الله مما لم يمنعهم الله منه ليتقوا لله في أنفسهم وفي إخوانهم المسلمين ثم ليحذروا الوعيد الشديد الذي قال الله فيه: (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) وما أكثر العجائب التي نسمعها من هؤلاء الذين أخذوا بطرف من العلم فظنوا أنهم بلغوا الغاية.
وصار هذا الأمر سبباً لأمور كثيرة منها: الإعجاب بالنفس، تجد الواحد منهم معجباً بنفسه وكأن الله قد جمع إليه علم الأولين والآخرين حتى إن بعضهم يقول : إذا قلت له هذا قول عمر، هذا قول أبي بكر، هذا قول أحمد بن حنبل هذا قول الشافعي قال: ما ما شاء الله هم رجال ونحن رجال.
الرجولة ليست باللحية والشارب فقط، الرجولة في الفقه في دين الله ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ). صحيح أنك رجل أنت تسمى ذكراً ويسموا هم ذكور. لكن فرق بين الثرى والثريا0هل عندك من العلم مثل ما عندهم؟ أبداً لذلك يا أخي ارفق بنفسك اعرف قدر نفسك حتى يعرف الناس قدرك، من لم يعرف قدر نفسه لم يعرف الناس قدره.
ثانياً : أنهم يفترون على الله وعلى رسوله الكذب، فيقول : أحل الله لك وحرم كذا وهو ليس حراماً ولا حلالاً، بل الأمر على عكس مايقولون، وانظر إلى أهل العلم الذين عندهم علم بالله وبأحكام الله، الإمام أحمد رحمه الله يسأل عن مسألة فلا يقول: هذا حرام حتى وإن كان فيها دليل على التحريمحتى وإن كان فيها دليل على التحريم لا يقول هو حرام، يقول: أكره كذا لا يعجبني كذا، وأحياناً يقول: أجبن عليه يعني ما أجيب فيه وهو من؟ من؟ الإمام أحمد إمام أهل السنة رحمهم الله يجبن عن أن يقول على الله ما لا يعلم، ويجبن أن يقول عن الشيء إنه حرام إلا إذا صرح الله بأنه حرام، مثلاً واحد يسأل عن الميتة حرام ولا حلال؟ ماذا تقول؟ حرام لأن لله قال: (( حرمت عليكم الميتة )) الربا حلال ولا حرام؟
الطالب : حرام
الشيخ : حرام لأن الله قال : (( حرم الربا ))لكن أشياء فيها نهي دون التصريح بالتحريم كان الأئمة أهل الورع يتورعون عن إطلاق الحرام لأنهم يخشون أن لا يكونه الله أراد به التحريم أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يرد به التحريم، وهؤلاء لا يهمهم أن يقول: هذا حلال. هذا حرام هذا واجب هذا عليه دم.
واحد غلط أيضاً سمعته قبل أن أجي إلى مكة يقول: أنه صلى بنا إمام وأخطأ وسلم من ركعة في التراويح فلما سلم من ركعة قلنا له يا إمام أنت صليت ركعة واحدة، قال طيب الأمر سهل انووا هذه الركعة وتر انووا هذه الركعة وتر وانتهينا وانصرفنا انتهينا يعني يريد أن ينوي بعد الفعل. والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( إنما الأعمال بالنيات ) النية سابقة للعمل وهذا أراد بفقهه البالغ أراد إيش إيش؟ أن تكون النية بعد العمل فتكون هذه الركعة التي أخطأ فيها ونسي تكون ماشاء الله وتراً ختم به صلاة الليل.
كل هذا يا جماعة من التساهل في الفتوى فإياكم والتساهل في الفتوى والإنسان إن كان الله أراد أن يكون إماماً سيكون إماماً قبل أن يتسرع إلى الفتوى ولهذا يروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " تفقهوا قبل "..