فتاوى الحرم المكي-1414-11a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تفسير قوله تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
الشيخ : أو من أهم ما سمعنا قوله تبارك وتعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون )).
خلق الله الجن والإنس لأي شيء؟ هل لأجل أن يتمتعوا في هذه الدنيا كما تتمتع البهائم والأنعام؟ هل من أجل أن يعمروا القصور ويشيدوا البناء؟ هل من أجل أن يكون بعضهم لبعض عدواً أو صديقاً؟ هل من أجل أن يتكاثروا في المال؟
الأغراض كثيرة ولكنّ الحكمة التي من أجلها خلق الله الجن والإنس هي حكمة واحدة هي عبادة الله عز وجل، فما هي العبادة التي خلق الله من أجلها الجن والإنس؟
خلق الله الجن والإنس لأي شيء؟ هل لأجل أن يتمتعوا في هذه الدنيا كما تتمتع البهائم والأنعام؟ هل من أجل أن يعمروا القصور ويشيدوا البناء؟ هل من أجل أن يكون بعضهم لبعض عدواً أو صديقاً؟ هل من أجل أن يتكاثروا في المال؟
الأغراض كثيرة ولكنّ الحكمة التي من أجلها خلق الله الجن والإنس هي حكمة واحدة هي عبادة الله عز وجل، فما هي العبادة التي خلق الله من أجلها الجن والإنس؟
تطلق العبادة على معنيين : الأول : فعل العبد وهو تذلله لله وحده وخضوعه له .
الشيخ : العبادة تطلق على معنيين :
المعنى الأول: فعل -اجلس أقول اجلس جزاك الله خير -
المعنى الأول : فعل العبد وهو التعبد
والثاني: مفعول العبد وهو العبادة التي يفعلها.
- اجلس جزاك الله خيرا. اجلس آذيت الناس -
العبادة تطلق على معنين:
المعنى الأول: فعل العبد وهو التعبد.
والثاني : مفعول العبد وهو العبادة.
فهي بالمعنى الأول تذلل العبد لله سبحانه وتعالى بظاهره وباطنه بقلبه ولسانه وجوارحه يتذلل له كمال التذلل بحيث لا يخالفه في أمره ولا يخالفه في نهيه إذا أمره قال سمعنا وأطعنا وإذا أخبره بشيء قال سمعنا وآمنا. فهو متذلل له غاية التذلل إن شرد عن الله عز وجل مرة من المرات بفعل معصية أو ترك واجب تجده يرجع إلى الله لأنه متذلل لربه عز وجل، ولا يتذلل لغيره لا يتذلل لبشر حي ولا لبشر ميت ولا لملك ولا لنبي ولا لأي أحد، العبادة لله وحده. يتعبد لله وحده.
... -استرح و إلا غادر يا أخ ، طيب توكل على الله ما في مراجعة الآن، الآن درس افتحولوا الطريق خليه يمشي -
لا يتعبد لأحد دون الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي ولا لملك ولا لرئيس ولا لوزير. عبادته لمن؟ لله وحده.
المعنى الأول: فعل -اجلس أقول اجلس جزاك الله خير -
المعنى الأول : فعل العبد وهو التعبد
والثاني: مفعول العبد وهو العبادة التي يفعلها.
- اجلس جزاك الله خيرا. اجلس آذيت الناس -
العبادة تطلق على معنين:
المعنى الأول: فعل العبد وهو التعبد.
والثاني : مفعول العبد وهو العبادة.
فهي بالمعنى الأول تذلل العبد لله سبحانه وتعالى بظاهره وباطنه بقلبه ولسانه وجوارحه يتذلل له كمال التذلل بحيث لا يخالفه في أمره ولا يخالفه في نهيه إذا أمره قال سمعنا وأطعنا وإذا أخبره بشيء قال سمعنا وآمنا. فهو متذلل له غاية التذلل إن شرد عن الله عز وجل مرة من المرات بفعل معصية أو ترك واجب تجده يرجع إلى الله لأنه متذلل لربه عز وجل، ولا يتذلل لغيره لا يتذلل لبشر حي ولا لبشر ميت ولا لملك ولا لنبي ولا لأي أحد، العبادة لله وحده. يتعبد لله وحده.
... -استرح و إلا غادر يا أخ ، طيب توكل على الله ما في مراجعة الآن، الآن درس افتحولوا الطريق خليه يمشي -
لا يتعبد لأحد دون الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي ولا لملك ولا لرئيس ولا لوزير. عبادته لمن؟ لله وحده.
المعنى الثاني : مفعول العبد وهو المتعبد به .
الشيخ : الثاني: المعنى الثاني مفعول العبد وهو المتعبد به وهو بهذا المعنى كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " كالصلاة والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك، فصارت العبادة تطلق على معنيين: المعنى الأول الأخ، أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما الذي أشغلك؟
الطالب : ... .
الشيخ : استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : المعنى الأول فعل العبد والثاني.
الطالب : ... .
الشيخ : مفعول العبد، تمام. المعنى الأول فعل العبد فما هو فعل العبد؟ نعم
الطالب : التعبد لله عز وجل.
الشيخ : التعبد لله عز وجل.
الطالب : ... .
الشيخ : وجوارحه تمام، التعبد لله عز وجل وهو التذلل له بالقلب واللسان والجوارح، وأما المعنى الثاني فهو مفعول العبد وتفسر على هذا المعنى بماذا؟
الطالب : وهي العبادة ... .
الشيخ : تفسر بهذا المعنى بايش؟ ما هو المعنى الذي فسرها به
الطالب : اسم جامع لكل ما يحبه الله الظاهر والباطن
الشيخ : ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. تمام.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما الذي أشغلك؟
الطالب : ... .
الشيخ : استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : المعنى الأول فعل العبد والثاني.
الطالب : ... .
الشيخ : مفعول العبد، تمام. المعنى الأول فعل العبد فما هو فعل العبد؟ نعم
الطالب : التعبد لله عز وجل.
الشيخ : التعبد لله عز وجل.
الطالب : ... .
الشيخ : وجوارحه تمام، التعبد لله عز وجل وهو التذلل له بالقلب واللسان والجوارح، وأما المعنى الثاني فهو مفعول العبد وتفسر على هذا المعنى بماذا؟
الطالب : وهي العبادة ... .
الشيخ : تفسر بهذا المعنى بايش؟ ما هو المعنى الذي فسرها به
الطالب : اسم جامع لكل ما يحبه الله الظاهر والباطن
الشيخ : ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. تمام.
الكلام عن التوكل وأنه ينبغي ألا يكون إلا على الله وحده مع ذكر الدليل .
الشيخ : التوكل من العبادة، أليس كذلك؟ التوكل من العبادة فلا يتوكل الإنسان إلا على الله وحده، قال الله تعالى: (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) لا تعتمد على ولي تدعي أو تزعم بأنه يقضي لك حوائجك كمثل أولئك القوم الذين يذهبون إلى قبر فلان أو قبر فلان ويسألونه حوائجهم ويستعينون به وهو لا يملك لا نفعاً ولا ضراً، فمن توكل على غير الله توكل عبادة فإنه مشرك كافر لا ينفعه قوله إنه مؤمن لأنه صرف شيئاً من العبادة لمن؟ لغير الله، ومن صرف شيئاً من العبادة لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر مخرجاً عن الملة.
ولهذا نحن نقرأ في اليوم والليلة على أقل تقدير سبع عشرة مرة نقرأ قول الله تعالى: (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فكما أننا لا نعبد إلا الله فإننا لا نستعين إلا بالله وقال تعالى: (( فاعبده وتوكل عليه )) يوجد بعض الناس يعلقون قلوبهم في حصول المطلوب ودفع المكروه على البشر على المخلوقين. وهذا إن كان اعتماداً على السبب مع اعتقاد أن المسبب هو الله عز وجل فهذا نوع من الشرك الأصغر، وإن كان اعتماداً مطلقاً تفويضاً كاملاً تفويض تذلل وافتقار فهذا شرك أكبر لأنه لا يجوز ، لا يصح إلا لله عز وجل.
ولهذا نحن نقرأ في اليوم والليلة على أقل تقدير سبع عشرة مرة نقرأ قول الله تعالى: (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فكما أننا لا نعبد إلا الله فإننا لا نستعين إلا بالله وقال تعالى: (( فاعبده وتوكل عليه )) يوجد بعض الناس يعلقون قلوبهم في حصول المطلوب ودفع المكروه على البشر على المخلوقين. وهذا إن كان اعتماداً على السبب مع اعتقاد أن المسبب هو الله عز وجل فهذا نوع من الشرك الأصغر، وإن كان اعتماداً مطلقاً تفويضاً كاملاً تفويض تذلل وافتقار فهذا شرك أكبر لأنه لا يجوز ، لا يصح إلا لله عز وجل.
الكلام حول الخوف من المخلوق ومثاله وحكمه .
الشيخ : من ذلك أيضاً ما يفعله بعض الناس من خوف المخلوق الذي يمنعه عن فعل ما أمر الله به ورسوله أو عن ترك ما نهى الله عنه ورسوله يخافون الناس كما يخافون الله، تجد الرجل لا يتكلم بالحق مع تمكنه من الكلام منه خوفاً من المخلوق وهذا خلاف طريق المؤمنين، لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: (( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )) قل كلمة الحق ولا تخف إلا الله عز وجل، فإن كلمة الحق لها تأثير بالغ على القلوب ولو على المدى البعيد، قد لا تنفع في الوقت الحاضر لكن يكون لها أثر، انظروا إلى قول موسى عليه الصلاة والسلام حين جمعت السحرة له، وألقوا حبالهم وعصيهم حتى أوجس في نفسه خيفة فقال الله تعالى: (( لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )) قال موسى عليه الصلاة والسلام كلمة قال لهم: (( ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى )) كلمة من رجل يتكلم مع عدوه ومع ذلك هل أثرت هذه الكلمة فيهم شيئاً؟ أجيبوا، ما الذي أثر؟
(( فتنازعوا أمرهم بينهم )) لما قال هذه الكلمة تنازعوا الأمر صار كل واحد يرى رأيا ومن المعلوم أن التنازع سبب للفشل كما قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتنفشلوا وتذهب ريحكم )) هذه كلمة واحدة أثرت هذا التأثير الذي صارت بالنسبة له كقنبلة ألقيت بين أقوام مجتمعين.
ولكن هل كل كلمة حق تقال في كل موطن أو تقال في الموطن الذي يمكن أن تنفع فيه؟ الأول ولا الثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني. يعني أنه لا ينبغي للإنسان أن يتهور فيقول الكلمة في موطن لا يزول بقوله أو لا تزول بقوله المفسدة بل ربما تحصل مفسدة أكبر.
أنت لا تدع قول الحق لكن انظر أين تضع هذا القول، قد تقوله في مكان يلومك عليه من يلومك، لكن قله في مكان يكون له أثر وهذا يختلف باختلاف الناس. لو أن صبيك فعل منكرا فقلت يا بني هذا منكر. إياك أن تفعله فإن فعلته سأفعل بك وأفعل، هذا مناسب وإلا غير مناسب؟
الطالب : مناسب.
الشيخ : مناسب لكن تقوله لرجل بالغ عاقل أجنبي منك ورأيته على هذا المنكر هل تقول مثل هذا القول له؟ لا ولكن تتكلم بالكلام المناسب وربما لا يكون الكلام مناسباً في هذا الكلام، ربما يكون مناسباً في مكان آخر، رأيت رجلاً مثلاً قد أسبل ثوبه وهو رجل شريف وجيه نافع للعباد في ماله وجاهه في مجمع رأيته مسبلاً في مجمع، هل من الحكمة أن تقول له في هذا المكان: يا فلان أنت فاعل كبيرة اتق الله ارفع ثوبك؟ أو غير مناسب. لا شك أنه غير مناسب لأن الرجل يرى لنفسه مقاماً ويرى لنفسه مرتبة إذن نزله منزلته، تكلم معه سرا ًوقل: يا أخي هذا حرام عليه وهذا من الكبائر و لا يحل لك أن تنزل ثوبك إلى أسفل من الكعبين.
(( فتنازعوا أمرهم بينهم )) لما قال هذه الكلمة تنازعوا الأمر صار كل واحد يرى رأيا ومن المعلوم أن التنازع سبب للفشل كما قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتنفشلوا وتذهب ريحكم )) هذه كلمة واحدة أثرت هذا التأثير الذي صارت بالنسبة له كقنبلة ألقيت بين أقوام مجتمعين.
ولكن هل كل كلمة حق تقال في كل موطن أو تقال في الموطن الذي يمكن أن تنفع فيه؟ الأول ولا الثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : الثاني. يعني أنه لا ينبغي للإنسان أن يتهور فيقول الكلمة في موطن لا يزول بقوله أو لا تزول بقوله المفسدة بل ربما تحصل مفسدة أكبر.
أنت لا تدع قول الحق لكن انظر أين تضع هذا القول، قد تقوله في مكان يلومك عليه من يلومك، لكن قله في مكان يكون له أثر وهذا يختلف باختلاف الناس. لو أن صبيك فعل منكرا فقلت يا بني هذا منكر. إياك أن تفعله فإن فعلته سأفعل بك وأفعل، هذا مناسب وإلا غير مناسب؟
الطالب : مناسب.
الشيخ : مناسب لكن تقوله لرجل بالغ عاقل أجنبي منك ورأيته على هذا المنكر هل تقول مثل هذا القول له؟ لا ولكن تتكلم بالكلام المناسب وربما لا يكون الكلام مناسباً في هذا الكلام، ربما يكون مناسباً في مكان آخر، رأيت رجلاً مثلاً قد أسبل ثوبه وهو رجل شريف وجيه نافع للعباد في ماله وجاهه في مجمع رأيته مسبلاً في مجمع، هل من الحكمة أن تقول له في هذا المكان: يا فلان أنت فاعل كبيرة اتق الله ارفع ثوبك؟ أو غير مناسب. لا شك أنه غير مناسب لأن الرجل يرى لنفسه مقاماً ويرى لنفسه مرتبة إذن نزله منزلته، تكلم معه سرا ًوقل: يا أخي هذا حرام عليه وهذا من الكبائر و لا يحل لك أن تنزل ثوبك إلى أسفل من الكعبين.
الجمع بين حديث :" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه " وبين حديث :" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذب " .مع شرحه وذكر بعض مسائله
الشيخ : في هذا المكان أو في هذا الحال سيقول لك أنا أعلم بذلك منك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ) وأنا لم أنزله عن الكعبين خيلاء، لكن هذا شيء أريده وهذه عادتنا نحن التجار الوجهاء الشرفاء عادتنا أن تكون ثيابنا طويلة وما دام الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( من جر ثوبه خيلاء ) فيقيد بالخيلاء وأنا لم أفعل هذا خيلاء فأنا بريء من ذلك. إيش نقول؟
الطالب : يجادل
الشيخ : نعم ربما يجادل بذلك كما يجادل غيره. نقول: بارك الله فيك، كلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتناقض كلام الرسول لا يتناقض ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ). وفي حديث أبي ذر في صحيح مسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال : من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ قال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ).
هذا الوعيد هل هو الوعيد الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام فيمن نزل ثوبه عن كعبه؟ ماهو الوعيد الذي ذكره الرسول فيمن نزل ثوبه عن كعبه؟ ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) هذه عقوبة جزئية في نفس المكان الذي حصلت فيه المخالفة فقط، لو أننا حملنا هذا على هذا لكان الكلام إيش؟ متناقضاً، لأن العقوبة في الأول فيمن جره خيلاء غير العقوبة فيمن نزل ثوبه عن كعبه بدون خيلاء ومعلوم أن كلام الرسول لا يتناقض فيكون من جر ثوبه خيلاء له حال وله وعيد خاص ومن نزل ثوبه عن كعبه له وعيد خاص.
-أفهمتم؟ طيب-
قد يقول لي قائل منكم: كيف يمكن العذاب بالنار على جزء من البدن؟ كيف يمكن هذا؟
نقول : هذا ممكن شرعاً وحساً.
أما شرعاً: فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذات يوم أصحابه يتوضؤون ولكنهم لا يسبغون الوضوء في أرجلهم أعقابهم يعني العراقيب لا يمسها الماء من العجلة لأن صلاة العصر أرهقتهم وصاروا يتوضؤون على وجه العجل، فصاروا لا يسبغون الوضوء في أقدامهم. فماذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( ويل للأعقاب من النار ). إذن النار هنا تكون في كل البدن ولا في المكان الذي حصلت فيه ا المخالفة؟
الطالب : حصلت فيه المخالفة
الشيخ : يعني الثاني. طيب إذن يمكن أن يكون العذاب على جزء من البدن. وبهذا عرفنا أن الوعيد يختلف باختلاف المعصية وأن العقوبة كذلك تختلف باختلاف المعصية. من العبادة.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : نعم أما حساً: فإنه يمكن أن تكوي الرجل دون بقية البدن ويكون الألم المباشر على الرجل وحدها وإن كان في هذا الحال يعني يتألم الجسد كله لكن الألم المباشر هو هذا.
طيب فتكملة للبحث لو قال قائل: هل يجوز لي أن يكون ثوبي في ما بين نصف الساق والكعب؟ فما الجواب؟
الجواب : نعم يجوز هذا وهو من فعل الصحابة رضي الله عنهم، لأن أبا بكر رضي الله عنه لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه. قال : يارسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي عليّ إلا أن أتعاهده. قال : إنك لست ممن يصنع ذلك خيلاء ). فهذا يدل على إيش؟ على أن إزار أبي بكر رضي الله عنه ليس إلى نصف الساق بل هو أنزل من ذلك لأنه لو كان إلى نصف الساق ثم استرخى عليه حتى ينزل إلى الأرض لزم من ذلك إيش؟ أن تنكشف عورته من فوق. وهذا دليل واضح على أن الصحابة رضي الله عنهم تكون أزُرهم إلى أسفل من نصف الساق، فما بين نصف الساق والكعب فلا بأس به ولا ينكر على الإنسان ولا يقال إن إيمانه ضعيف.
الطالب : يجادل
الشيخ : نعم ربما يجادل بذلك كما يجادل غيره. نقول: بارك الله فيك، كلام الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتناقض كلام الرسول لا يتناقض ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ). وفي حديث أبي ذر في صحيح مسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال : من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ قال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ).
هذا الوعيد هل هو الوعيد الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام فيمن نزل ثوبه عن كعبه؟ ماهو الوعيد الذي ذكره الرسول فيمن نزل ثوبه عن كعبه؟ ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) هذه عقوبة جزئية في نفس المكان الذي حصلت فيه المخالفة فقط، لو أننا حملنا هذا على هذا لكان الكلام إيش؟ متناقضاً، لأن العقوبة في الأول فيمن جره خيلاء غير العقوبة فيمن نزل ثوبه عن كعبه بدون خيلاء ومعلوم أن كلام الرسول لا يتناقض فيكون من جر ثوبه خيلاء له حال وله وعيد خاص ومن نزل ثوبه عن كعبه له وعيد خاص.
-أفهمتم؟ طيب-
قد يقول لي قائل منكم: كيف يمكن العذاب بالنار على جزء من البدن؟ كيف يمكن هذا؟
نقول : هذا ممكن شرعاً وحساً.
أما شرعاً: فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ذات يوم أصحابه يتوضؤون ولكنهم لا يسبغون الوضوء في أرجلهم أعقابهم يعني العراقيب لا يمسها الماء من العجلة لأن صلاة العصر أرهقتهم وصاروا يتوضؤون على وجه العجل، فصاروا لا يسبغون الوضوء في أقدامهم. فماذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( ويل للأعقاب من النار ). إذن النار هنا تكون في كل البدن ولا في المكان الذي حصلت فيه ا المخالفة؟
الطالب : حصلت فيه المخالفة
الشيخ : يعني الثاني. طيب إذن يمكن أن يكون العذاب على جزء من البدن. وبهذا عرفنا أن الوعيد يختلف باختلاف المعصية وأن العقوبة كذلك تختلف باختلاف المعصية. من العبادة.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : نعم أما حساً: فإنه يمكن أن تكوي الرجل دون بقية البدن ويكون الألم المباشر على الرجل وحدها وإن كان في هذا الحال يعني يتألم الجسد كله لكن الألم المباشر هو هذا.
طيب فتكملة للبحث لو قال قائل: هل يجوز لي أن يكون ثوبي في ما بين نصف الساق والكعب؟ فما الجواب؟
الجواب : نعم يجوز هذا وهو من فعل الصحابة رضي الله عنهم، لأن أبا بكر رضي الله عنه لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه. قال : يارسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي عليّ إلا أن أتعاهده. قال : إنك لست ممن يصنع ذلك خيلاء ). فهذا يدل على إيش؟ على أن إزار أبي بكر رضي الله عنه ليس إلى نصف الساق بل هو أنزل من ذلك لأنه لو كان إلى نصف الساق ثم استرخى عليه حتى ينزل إلى الأرض لزم من ذلك إيش؟ أن تنكشف عورته من فوق. وهذا دليل واضح على أن الصحابة رضي الله عنهم تكون أزُرهم إلى أسفل من نصف الساق، فما بين نصف الساق والكعب فلا بأس به ولا ينكر على الإنسان ولا يقال إن إيمانه ضعيف.
6 - الجمع بين حديث :" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه " وبين حديث :" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكذب " .مع شرحه وذكر بعض مسائله أستمع حفظ
بيان أن الجن مكلفون بالعبادة كالإنس .
الشيخ : نعود إلى قوله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) في هذه الآية الكريمة دليل على أن الجن مكلفون بالعبادة كما أنّ الإنس مكلفون بالعبادة. - انتبه -.
فهل ما كلف به الجنّ كالذي كلف به الإنس؟ يعني هل على الجن صلوات خمس؟ وعليهم زكاة؟ وعليهم صيام شهر رمضان؟ وعليهم حج البيت؟ أو لهم عبادات خاصة تليق بأحوالهم؟
أنتم فاهمين السؤال ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، إذا فهمنا الآن من الآية الكريمة أن الجن مكلفون بالعبادة لا بد أن يعبدوا الله فهل هم مكلفون بعابدات من جنس عبادات البشر أو لهم عبادات تليق بـأحوالهم؟
الطالب : الأول.
الشيخ : كلكم متفون على هذا الأول يعني العبادات التي على الإنس هي العبادات التي على الجن، مافي قول ثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : طيب. إذن في المسألة قولان للحاضرين واحتملان بالنسبة للعلم، يحتمل أن تكون العبادة هي العبادة التي كلف بها الإنس ويؤيد هذا الاحتمال أننا إذا تدبرنا النصوص من الكتاب والسنة لم نجد خطاباً خاصاً بالجن يميزهم عن الإنس في العبادات، وإذا كان رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسل إليهم ولم نجد بين أيدينا شيئاً ولم نجد بين أيدينا أحكاماً خاصة بهم دل على ذلك أن الأحكام التي للبشر هي الأحكام التي للجن.
أما من قال: إنهم يكلفون بعبادات تليق بهم فقال: إن حكمة الله عز وجل تقتضي ذلك، لأن الجنّ ليسوا كالإنس في الحقيقة، حقائقهم تختلف عن الإنس وأصلهم يختلف عن الإنس، أصلهم من أين؟ من النار، حقيقتهم تختلف لا يرون وهم أجسام لكن لا يرون، عندهم قوة ليست عند البشر أقوى من البشر، ولهذا لما قال سليمان عليه الصلاة والسلام: (( يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها - يعني عرش بلقيس في اليمن - قبل أن يأتوني مسلمين )) هو في الشام في فلسطين، وهذه في اليمن (( أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ))ومتى يقوم من مقامه؟ له وقت معين يقوم فيه قال: (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) شوف هذه البلاغة من الجني (( إني عليه لقوي أمين )) لأن تمام الأمور بالقوة والأمانة فالضعيف لا يتقن العمل، وغير الأمين يخون في العمل، فقال: (( وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) أيهم أسرع؟
الثاني. قبل أن يرتد إليك طرفك يعني مد الطرف ورده قبل أن ترده تجد العرش عندك، ولهذا قال: (( فلما رآه )) أتى بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب (( فلما رآه مستقراً عنده )) وهنا لم يقل فلما رآه عنده بل قال فلما رآه مستقراً عنده، والاستقرار أخص من مطلق الوجود يعني رأى العرش مستقراً كأنه قد حضر منذ زمان. مستقر لا يترجرف ولايتحرك، لما رآه مستقرا عنده قال (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أو أكفر )) والشاهد قوله: (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك )) قال بعض العلماء: فإذا كان الجن مخالفين الإنس في الحقيقة فإن حكمة الله تقتضي أن تكون عبادتهم مناسبة لإيش؟ لأحوالهم ،كما أن العبادات في البشر مناسبة لحال الإنسان الصغير لا يكلف بالعبادات لا يلزم لماذا؟ لأنه لا يتحمل صغير
المريض يلزم بالصلاة قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنب فإن لم يستطع يومئ إن لم يستطع؟
الطالب : بعينه
الشيخ : ما في عين، إن لم يستطع فإنه ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : ولا إصبع؟
الطالب : بقلبه
الشيخ : نعم بقلبه ينوي الركوع والسجود والقعود والقيام بالقلب، وقال بعض العلماء: يومئ بعينه إذا لم يستطع الإيماء بالرأس فإنه يومئ بالعين.
وفيه حديث ضعيف أخذ به هؤلاء العلماء وآخرون لم يأخذوا به.
وأما الصلاة بالإصبع فهذا لا صحة له إطلاقاً لا بالآثار عن السابقين ولا بمؤلفات المتأخرين، ما رأينا أحداً يقول: إن المريض يصلي بأصبعه، فالظاهر أن هذه حكاية عامية رأوا أن الإصبع قريب من الإنسان يقف الله أكبر الركوع هكذا ينحني قليلاً السجود ينحني مرة فقالوا: يصلي بالإصبع وهذا ليس بصحيح ما دامت الآثار لم ترد به والعلماء لم يقولوا به فإنه يرفض فيقال: أقل ما نقول أن يومئ بعينه وإن لم نقل بذلك كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية فإننا نقول: يصلي بقلبه، هذا هو الراجح.
أقول : إن بعض العلماء يقول: العبادات التي ألزم بها الجن عبادات خاصة بهم تليق بأحوالهم كما أن البشر لهم عبادات تليق بأحوالهم، الغني عليه زكاة والفقير؟ لا زكاة عليه، إذن سقط عنه ركن من أركان الإسلام، لأنه لا يستطيعه، القادر على الحج عليه الحج والعاجز؟
الطالب : لا عليه
الشيخ : لا عليه. وهلم جرا. وهذا القول من حيث موافقة الحكمة أقرب إلى الصواب أي أن الجن مكلفون بعابدات تليق بأحوالهم.
فهل ما كلف به الجنّ كالذي كلف به الإنس؟ يعني هل على الجن صلوات خمس؟ وعليهم زكاة؟ وعليهم صيام شهر رمضان؟ وعليهم حج البيت؟ أو لهم عبادات خاصة تليق بأحوالهم؟
أنتم فاهمين السؤال ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، إذا فهمنا الآن من الآية الكريمة أن الجن مكلفون بالعبادة لا بد أن يعبدوا الله فهل هم مكلفون بعابدات من جنس عبادات البشر أو لهم عبادات تليق بـأحوالهم؟
الطالب : الأول.
الشيخ : كلكم متفون على هذا الأول يعني العبادات التي على الإنس هي العبادات التي على الجن، مافي قول ثاني؟
الطالب : الثاني.
الشيخ : طيب. إذن في المسألة قولان للحاضرين واحتملان بالنسبة للعلم، يحتمل أن تكون العبادة هي العبادة التي كلف بها الإنس ويؤيد هذا الاحتمال أننا إذا تدبرنا النصوص من الكتاب والسنة لم نجد خطاباً خاصاً بالجن يميزهم عن الإنس في العبادات، وإذا كان رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسل إليهم ولم نجد بين أيدينا شيئاً ولم نجد بين أيدينا أحكاماً خاصة بهم دل على ذلك أن الأحكام التي للبشر هي الأحكام التي للجن.
أما من قال: إنهم يكلفون بعبادات تليق بهم فقال: إن حكمة الله عز وجل تقتضي ذلك، لأن الجنّ ليسوا كالإنس في الحقيقة، حقائقهم تختلف عن الإنس وأصلهم يختلف عن الإنس، أصلهم من أين؟ من النار، حقيقتهم تختلف لا يرون وهم أجسام لكن لا يرون، عندهم قوة ليست عند البشر أقوى من البشر، ولهذا لما قال سليمان عليه الصلاة والسلام: (( يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها - يعني عرش بلقيس في اليمن - قبل أن يأتوني مسلمين )) هو في الشام في فلسطين، وهذه في اليمن (( أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ))ومتى يقوم من مقامه؟ له وقت معين يقوم فيه قال: (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين )) شوف هذه البلاغة من الجني (( إني عليه لقوي أمين )) لأن تمام الأمور بالقوة والأمانة فالضعيف لا يتقن العمل، وغير الأمين يخون في العمل، فقال: (( وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) أيهم أسرع؟
الثاني. قبل أن يرتد إليك طرفك يعني مد الطرف ورده قبل أن ترده تجد العرش عندك، ولهذا قال: (( فلما رآه )) أتى بالفاء الدالة على الترتيب والتعقيب (( فلما رآه مستقراً عنده )) وهنا لم يقل فلما رآه عنده بل قال فلما رآه مستقراً عنده، والاستقرار أخص من مطلق الوجود يعني رأى العرش مستقراً كأنه قد حضر منذ زمان. مستقر لا يترجرف ولايتحرك، لما رآه مستقرا عنده قال (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أو أكفر )) والشاهد قوله: (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك )) قال بعض العلماء: فإذا كان الجن مخالفين الإنس في الحقيقة فإن حكمة الله تقتضي أن تكون عبادتهم مناسبة لإيش؟ لأحوالهم ،كما أن العبادات في البشر مناسبة لحال الإنسان الصغير لا يكلف بالعبادات لا يلزم لماذا؟ لأنه لا يتحمل صغير
المريض يلزم بالصلاة قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنب فإن لم يستطع يومئ إن لم يستطع؟
الطالب : بعينه
الشيخ : ما في عين، إن لم يستطع فإنه ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : ولا إصبع؟
الطالب : بقلبه
الشيخ : نعم بقلبه ينوي الركوع والسجود والقعود والقيام بالقلب، وقال بعض العلماء: يومئ بعينه إذا لم يستطع الإيماء بالرأس فإنه يومئ بالعين.
وفيه حديث ضعيف أخذ به هؤلاء العلماء وآخرون لم يأخذوا به.
وأما الصلاة بالإصبع فهذا لا صحة له إطلاقاً لا بالآثار عن السابقين ولا بمؤلفات المتأخرين، ما رأينا أحداً يقول: إن المريض يصلي بأصبعه، فالظاهر أن هذه حكاية عامية رأوا أن الإصبع قريب من الإنسان يقف الله أكبر الركوع هكذا ينحني قليلاً السجود ينحني مرة فقالوا: يصلي بالإصبع وهذا ليس بصحيح ما دامت الآثار لم ترد به والعلماء لم يقولوا به فإنه يرفض فيقال: أقل ما نقول أن يومئ بعينه وإن لم نقل بذلك كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية فإننا نقول: يصلي بقلبه، هذا هو الراجح.
أقول : إن بعض العلماء يقول: العبادات التي ألزم بها الجن عبادات خاصة بهم تليق بأحوالهم كما أن البشر لهم عبادات تليق بأحوالهم، الغني عليه زكاة والفقير؟ لا زكاة عليه، إذن سقط عنه ركن من أركان الإسلام، لأنه لا يستطيعه، القادر على الحج عليه الحج والعاجز؟
الطالب : لا عليه
الشيخ : لا عليه. وهلم جرا. وهذا القول من حيث موافقة الحكمة أقرب إلى الصواب أي أن الجن مكلفون بعابدات تليق بأحوالهم.
بيان حكم عدم امتثال الجن لعبادة الله تعالى .
الشيخ : فإذا لم يقم الجن بالعبادة فماذا يكون الأمر؟ نقول : إذا وصل بهم الحد إلى الكفر فهم في النار، لقول الله تبارك وتعالى : (( قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار )) من الجن والإنس في النار، وإذا أطاعوا دخلوا الجنة لقوله تعالى في سورة الرحمان: (( ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلا ربكما تكذبان )) والخطاب لمن؟ للجن والإنس وهذا القول هو الراجح أنهم يدخلون الجنة إذا كانوا مطيعين.نعود بعد هذا إلى العبادة، العبادة قلنا إنها تطلق على كم؟
الطالب : معنين.
الشيخ : معنين، العبادة التعبد وهو فعل العبد، والثاني: مفعول العبد وهو المتعبد به ولكل واحد منهما حده.
الطالب : معنين.
الشيخ : معنين، العبادة التعبد وهو فعل العبد، والثاني: مفعول العبد وهو المتعبد به ولكل واحد منهما حده.
بيان أنه لا تصح العبادة إلا بشرطين : الإخلاص والمتابعة .
الشيخ : وليعلم لأن العبادة لا تصح إلا بشرطين: الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كما تقدم ذلك لنا مراراً وعليه فمن ابتدع عبادة لم يشرعها الله ولو كان قلبه يلين لها ويطمئن إليها ولكنها لم تشرع فإنها لا تقبل منه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
تفسير سورة ق .
الشيخ : كذلك مر علينا فيما سمعنا من قراءة أئمتنا وفقهم الله ما جاء في سورة ((ق)) من المواعظ والزواجر العظيمة التي قال الله تعالى في نهايتها: (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ بها في المجامع العامة فكان يقرأ بها في صلاة العيد، كان في صلاة العيد يقرأ ب((ق)) و ((اقتربت الساعة)) وأحيانا يقرأ بسبح والغاشية.
هذه السورة فيها مواعظ عظيمة ابتدأها الله عز وجل بقوله: (( ق* والقرآن المجيد * بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم )) واختتمها بقوله تعالى: (( يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )) ولهذا أدعو نفسي وإياكم إلى قراء هذه السورة والتأمل فيها وتدبرها وما تشتمل عليه من المواعظ وابتداء الخلق وانتهائه وقدرة الله عز وجل.
هذه السورة فيها مواعظ عظيمة ابتدأها الله عز وجل بقوله: (( ق* والقرآن المجيد * بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم )) واختتمها بقوله تعالى: (( يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )) ولهذا أدعو نفسي وإياكم إلى قراء هذه السورة والتأمل فيها وتدبرها وما تشتمل عليه من المواعظ وابتداء الخلق وانتهائه وقدرة الله عز وجل.
معنى قوله تعالى :" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ".
الشيخ : وفيها أي فيه هذه السورة من المواعظ التي يجب علينا أن ننتبه لها قوله: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ما يلفظ من؟ الإنسان ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، إن كان خيراً كتب له، إن كان شراً كتب عليه، وقوله : (( من قول )) نكرة في سياق إيش؟
الطالب : ... .
الشيخ : في سياق ايش؟ (( ما يلفظ من قول )) في سياق إيش يا أخوان؟
الطالب : في سياق النفي
الشيخ : كن شجاع ليش سكت؟ في سياق النفي والنكرة في سياق النفي تفيد العموم ثم هذه النكرة أيضاً أكد العموم فيها بمن (( من قول )) الزائدة لفظاً الزائدة معنى؟ لأنها في القرآن حروف زائدة من حيث اللفظ لكنها من حيث المعنى تزيد فهذه من زادت التوكيد أي أي قول يقوله الإنسان فإنه لديه رقيب عتيد أي حاضر.
دخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله وهو مريض وهو يئن من مرضه، وأنين المريض معروف لنا جميعاً فقال له : يا أبا عبد الله إن طاوساً وهو من كبار التابعين يقول: إن الملك يكتب حتى أنين المريض، فأمسك الإمام أحمد عن الأنين خوفاً من أن يكتب عليه هذا هو أنين المريض الذي يأتي أحياناً بلا شعور، فكيف بنا نحن.
الطالب : ... .
الشيخ : في سياق ايش؟ (( ما يلفظ من قول )) في سياق إيش يا أخوان؟
الطالب : في سياق النفي
الشيخ : كن شجاع ليش سكت؟ في سياق النفي والنكرة في سياق النفي تفيد العموم ثم هذه النكرة أيضاً أكد العموم فيها بمن (( من قول )) الزائدة لفظاً الزائدة معنى؟ لأنها في القرآن حروف زائدة من حيث اللفظ لكنها من حيث المعنى تزيد فهذه من زادت التوكيد أي أي قول يقوله الإنسان فإنه لديه رقيب عتيد أي حاضر.
دخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله وهو مريض وهو يئن من مرضه، وأنين المريض معروف لنا جميعاً فقال له : يا أبا عبد الله إن طاوساً وهو من كبار التابعين يقول: إن الملك يكتب حتى أنين المريض، فأمسك الإمام أحمد عن الأنين خوفاً من أن يكتب عليه هذا هو أنين المريض الذي يأتي أحياناً بلا شعور، فكيف بنا نحن.
بيان خطر الغيبة و خاصة غيبة العلماء والأمراء .
الشيخ : أيها الإخوة، أكثرنا يتكلم بالشر يغتاب أخاه المؤمن الذي حرم الله عليه غيبته، فقال: (( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) والغيبة من كبائر الذنوب نص على ذلك الإمام أحمد كما قال ابن عبد القوي رحمه الله في منظومته الشهيرة قال :
"وقد قيل صغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى على نص أحمد"
وأكثر الناس لا يتفكه في المجالس إلا بغية الناس نسأل الله العافية. وأشد من ذلك أن يغتاب العلماء أو أن يغتاب الأمراء ونعني بالأمراء الأمراء على سبيل العموم أو على سبيل الخصوص أعني أن الأمير قد يكون أميراً على قرية أو أميراً على مدرسة وهو مدير أو أميراً عاماً وهو الملك أو الرئيس، فأشد الغيبة إثماً غيبة العلماء وغيبة الأمراء لماذا؟ أجيبوا.
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا؟ لأن غيبة عامة الناس لا يعدو ضررها شخص الذي اغتبته لكن غيبة العلماء يتعدى ضررها إلى الشريعة الإسلامية، لأن حملة الشريعة الإسلامية. من هم؟ العلماء فإذا اغتابهم الإنسان ونزلت قيمتهم من قلوب الناس وضاعت هيبتهم صار ما يقولونه من الشريعة محل شك ومحل رفض فرفضت الشريعة من خلال غيبة العلماء، فصار بذلك إضاعة لشريعة الله عز وجل جاءت من خلال غيبة العلماء.
أما الأمراء فغيبتهم أيضاً أشد من غيبة عامة الناس لأنك إذا اغتبت الأمراء فقد نزلت قيمتهم في أعين الناس وإذا نزلت قيمة الامراء من أعين الناس قلت هيبتهم وصارت أوامرهم مرفوضة وصار الواحد من الناس لا يراهم إلا مثله فلا يطيعهم في ما أمروا ولا يمتثل أمرهم وقد انعكس هذا الأمر على حال كثير من الناس حين صار بعض الناس يتكلم في أعراض العلماء ويتكلم في أعراض الأمراء حتى زالت الهيبة لهؤلاء وهؤلاء وحصل بذلك مفاسد كثيرة حتى إنك لترى بعض الناس يقول: أنا لا أطيع الأمير في شيء إلا إذا كان الله قد أمر به، فإذا قال الأمير أقم الصلاة قلت: نعم لأن الله أمر بذلك لكن إذا أمر بأمور أخرى من النظام التي يرى أنها مصلحة للخلق وليس فيها مخالفة الشارع يقول: أنا لا أطيعه بذلك لأنه بشر أو يقول لأنه يفعل كذا وكذا من المعاصي نقول هذا غلط حتى لو فعل المعاصي فإنه تجب عليك طاعته فيما أمرك به ما لم يـأمرك بمعصية، فإن أمرك بمعصية فلا سمع ولا طاعة، مثلاً: لو قال: احلق لحيتك فإنه لا سمع له ولا طاعة لأن حلق اللحية معصية حرام، أمر النبي عليه الصلاة والسلام بإعفائها فإذا جاء إنسان وقال: احلقها معناه أن أمره مضاد لأمر النبي عليه الصلاة والسلام فهنا لا نسمع ولا نطيع لكن لو أجبرنا على ذلك فالإجبار والإكراه له حكم آخر، لأن الله تعالى رخص للإنسان أن ينطق بكلمة الكفر إذا أكره عليها وقلبه مطمئن بالإيمان، طيب إذن غيبة العلماء وغيبة الأمراء إيش؟ أشد من غيبة عامة الناس لما يترتب عليها من الضرر.
"وقد قيل صغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى على نص أحمد"
وأكثر الناس لا يتفكه في المجالس إلا بغية الناس نسأل الله العافية. وأشد من ذلك أن يغتاب العلماء أو أن يغتاب الأمراء ونعني بالأمراء الأمراء على سبيل العموم أو على سبيل الخصوص أعني أن الأمير قد يكون أميراً على قرية أو أميراً على مدرسة وهو مدير أو أميراً عاماً وهو الملك أو الرئيس، فأشد الغيبة إثماً غيبة العلماء وغيبة الأمراء لماذا؟ أجيبوا.
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا؟ لأن غيبة عامة الناس لا يعدو ضررها شخص الذي اغتبته لكن غيبة العلماء يتعدى ضررها إلى الشريعة الإسلامية، لأن حملة الشريعة الإسلامية. من هم؟ العلماء فإذا اغتابهم الإنسان ونزلت قيمتهم من قلوب الناس وضاعت هيبتهم صار ما يقولونه من الشريعة محل شك ومحل رفض فرفضت الشريعة من خلال غيبة العلماء، فصار بذلك إضاعة لشريعة الله عز وجل جاءت من خلال غيبة العلماء.
أما الأمراء فغيبتهم أيضاً أشد من غيبة عامة الناس لأنك إذا اغتبت الأمراء فقد نزلت قيمتهم في أعين الناس وإذا نزلت قيمة الامراء من أعين الناس قلت هيبتهم وصارت أوامرهم مرفوضة وصار الواحد من الناس لا يراهم إلا مثله فلا يطيعهم في ما أمروا ولا يمتثل أمرهم وقد انعكس هذا الأمر على حال كثير من الناس حين صار بعض الناس يتكلم في أعراض العلماء ويتكلم في أعراض الأمراء حتى زالت الهيبة لهؤلاء وهؤلاء وحصل بذلك مفاسد كثيرة حتى إنك لترى بعض الناس يقول: أنا لا أطيع الأمير في شيء إلا إذا كان الله قد أمر به، فإذا قال الأمير أقم الصلاة قلت: نعم لأن الله أمر بذلك لكن إذا أمر بأمور أخرى من النظام التي يرى أنها مصلحة للخلق وليس فيها مخالفة الشارع يقول: أنا لا أطيعه بذلك لأنه بشر أو يقول لأنه يفعل كذا وكذا من المعاصي نقول هذا غلط حتى لو فعل المعاصي فإنه تجب عليك طاعته فيما أمرك به ما لم يـأمرك بمعصية، فإن أمرك بمعصية فلا سمع ولا طاعة، مثلاً: لو قال: احلق لحيتك فإنه لا سمع له ولا طاعة لأن حلق اللحية معصية حرام، أمر النبي عليه الصلاة والسلام بإعفائها فإذا جاء إنسان وقال: احلقها معناه أن أمره مضاد لأمر النبي عليه الصلاة والسلام فهنا لا نسمع ولا نطيع لكن لو أجبرنا على ذلك فالإجبار والإكراه له حكم آخر، لأن الله تعالى رخص للإنسان أن ينطق بكلمة الكفر إذا أكره عليها وقلبه مطمئن بالإيمان، طيب إذن غيبة العلماء وغيبة الأمراء إيش؟ أشد من غيبة عامة الناس لما يترتب عليها من الضرر.
ما واجب الإنسان اتجاه ما ينقل عن بعض العلماء من أشياء لم يقل بها غيرهم من أهل العلم .
الشيخ : ثم إنه ينقل عن بعض العلماء أشياء لم يقل بها العلماء أو أشياء قال بها العلماء لكن لهم وجهة نظر. فيأتي بعض الناس الذين لهم أغراض فاسدة أو عن حسن نية ويتكلم في العلماء من خلال ذلك والواجب إذا سمعت من عالم شيئاً تستنكره الواجب عليك أولاً أن تتصل بمن؟
الطالب : بالعالم.
الشيخ : بالعالم اتصل به لأنه ربما ينقل عنه شيء كذب، وربما يفهم الناقل عنه أنه قال كذا ولم يقله اتصل به، فإذا اتصلت به وأيد ما نقل عنه وكان هذا الأمر مشكلاً عليك فناقش العالم ناقش لكن لا تناقشه وكأنك مثله لا. ناقشه مناقشة احترام وأدب، لأنه هو أعلم منك له حق التقدير ناقش بأسلوب هادئ وقل مثلاً: أحسن الله إليك ألم يقل الله تعالى كذا وكذا، أحسن الله إليك ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام كذا وكذا، فأنت إذا خاطبته بمثل هذا الخطاب اللين يلين لك لكن تأتي وشعرك منتفش وعينك محمرة نعم وأوداجك منتفخة ثم تقول كيف تقول: كذا وكذا وكذا هذا مخالف لقول الرسول، مهما كان سيكون في قلبه شيء لكن ائته بأسلوب ولباقة وحسن أدب حتى يلين لك.
إذن الواجب على من سمع عن أحد من العلماء شيئاً يستنكره من قول أو فعل الواجب إيش؟ أن يتصل به وأن يسأله وأن يناقشه لكن بهدوء وأدب والواجب على العالم أيضاً الواجب عليه أن يتلقى هذه المناقشة أن يتلقاها بصدر رحب، فإن هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهى الصحابة عن الوصال عن قرن يومين من الصيام بعضهما البعض قالوا : يا رسول الله إنك تواصل فناقشوه فقال: ( إني لست كهيئتكم ). وبيّن الفرق. فالإنسان العالم العاقل الذي يريد أن يتقبل الناس ما يصدر منه ينبغي له أن يكون واسع الصدر وأن يتلقى ما يلقى عليه من المناقشة بصدر رحب والحق لا يمكن أن يضيع يعني لو أنه قابل هؤلاء المناقشين له بعنف ضاع الحق لكن إذا قابلهم بأدب كما هم قابلوه بأدب حصل الخير الكثير.
الطالب : بالعالم.
الشيخ : بالعالم اتصل به لأنه ربما ينقل عنه شيء كذب، وربما يفهم الناقل عنه أنه قال كذا ولم يقله اتصل به، فإذا اتصلت به وأيد ما نقل عنه وكان هذا الأمر مشكلاً عليك فناقش العالم ناقش لكن لا تناقشه وكأنك مثله لا. ناقشه مناقشة احترام وأدب، لأنه هو أعلم منك له حق التقدير ناقش بأسلوب هادئ وقل مثلاً: أحسن الله إليك ألم يقل الله تعالى كذا وكذا، أحسن الله إليك ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام كذا وكذا، فأنت إذا خاطبته بمثل هذا الخطاب اللين يلين لك لكن تأتي وشعرك منتفش وعينك محمرة نعم وأوداجك منتفخة ثم تقول كيف تقول: كذا وكذا وكذا هذا مخالف لقول الرسول، مهما كان سيكون في قلبه شيء لكن ائته بأسلوب ولباقة وحسن أدب حتى يلين لك.
إذن الواجب على من سمع عن أحد من العلماء شيئاً يستنكره من قول أو فعل الواجب إيش؟ أن يتصل به وأن يسأله وأن يناقشه لكن بهدوء وأدب والواجب على العالم أيضاً الواجب عليه أن يتلقى هذه المناقشة أن يتلقاها بصدر رحب، فإن هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما نهى الصحابة عن الوصال عن قرن يومين من الصيام بعضهما البعض قالوا : يا رسول الله إنك تواصل فناقشوه فقال: ( إني لست كهيئتكم ). وبيّن الفرق. فالإنسان العالم العاقل الذي يريد أن يتقبل الناس ما يصدر منه ينبغي له أن يكون واسع الصدر وأن يتلقى ما يلقى عليه من المناقشة بصدر رحب والحق لا يمكن أن يضيع يعني لو أنه قابل هؤلاء المناقشين له بعنف ضاع الحق لكن إذا قابلهم بأدب كما هم قابلوه بأدب حصل الخير الكثير.
13 - ما واجب الإنسان اتجاه ما ينقل عن بعض العلماء من أشياء لم يقل بها غيرهم من أهل العلم . أستمع حفظ
ما واجب الإنسان اتجاه ما ينقل عن بعض الأمراء من أشياء منكرة .
الشيخ : أما بالنسبة للأمراء فنقول هم كالعلماء أيضاً إذا رأيت منهم ما تنكره فاتصل بهم لكن قد لا يتسنى لك أن تتصل بهم مباشرة، وحينئذٍ تعمد إلى قنوات أخرى تبلغها ما تنكره وهم بدورهم يقومون بإبلاغ المسؤولين من الأمراء ومناقشة ما يمكن مناقشته حتى يتبين الأمر لأنه ربما يكون تصرف الأمير هذا تصرفاً لأمور خفية عليك، لا تدري عنها ويكون تصرفه بعد ذلك صحيحاً وقد يكون تصرفه خطأ وحينئذٍ يجب عليه الرجوع إلى الحق إذا بين له.
ذكر قصة عمر بن الخطاب في طاعون عمواس في الشام .
الشيخ : ولا يخفى علينا جميعاً ما حدث مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما سافر إلى الشام وفي أثناء الطريق قيل له: إن الشام فيها طاعون والطاعون وباء معروف فتاك والعياذ بالله، فتوقف رضي الله عنه وشاور الصحابة هل يرجع إلى المدينة خوفاً من هذا الوباء أو يذهب إلى هذا الوباء ويتوكل على الله ولا يهتم.
شاور الصحابة الأنصار والمهاجرين والكبار منهم واستقر رأي الأكثر على أن يرجع إلى المدينة، فأمر بالرجوع إلى المدينة فجاءه أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وقال: "يا أمير المؤمنين كيف ترجع ؟ أفرارا من قدر الله؟. فقال له عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة " لأن أبا عبيدة رضي الله عنه من خيار الصحابة حتى وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ( أمين هذه الأمة ). وحتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لما طعن: " لو كان أبو عبيدة حياً لجعلته الخليفة من بعدي " لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إنه أمين هذه الأمة ).
المهم أن أبا عبيدة اعترض على عمر وقال " أفراراً من قدر الله قال : يا أبا عبيدة لو غيرك قالها - استمع- قال : نفر من قدر الله إلى قدر الله "سبحان الله! كلمة عجيبة هذه لو أن المتأخرين تكلموا عليها لكتبوا بها مجلدات ولم يصلوا إلى هذا المعنى الذي قاله عمر "نفر من قدر الله إلى قدر الله " أي أننا إن ذهبنا إلى الشام فبقدر الله وإن رجعنا إلى المدينة فبقدر الله فنحن ما فررنا إن رجعنا فبتقدير الله وإن مضينا فبتقدير الله نفر من قدر الله إلى قدر الله. ثم ضرب له مثلا. وقال: " أريت لو كان لك إبل وكان هناك وادي له شعبتان شعبة مخصبة كلها عشب وشجر ومرعى وشعبة أخرى مجدبة ما فيها شيء أترعى إبلك بالشعبة المخصبة أم بالشعبة المجدبة؟ فقال أبو عبيدة : بل بالشعبة ايش؟ المخصبة قال : إن رعيتها بالشعبة المخصبة فقد رعيتها بقدر الله " ، فضرب له هذا المثل وحينئذ اطمأن، وفي أثناء ذلك جاء عبد الرحمن بن عوف وكان قد مضى في حاجة له وحدثهم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا سمعتم به - يعني بالطاعون - في أرض فلا تقدموا عليها وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فراراً منه ). وهذا من توفيق الله، انظر المشاورة واجتماع الرأي لا بد أن يكون على الحق.
فالحاصل أيها الإخوة أننا نقول: إذا سمعت عن أمير من الأمراء كبير أو صغير شيئاً تستنكره فلا تتخذ من هذا وسيلة لنشر معايبه بين الناس لأن ذلك خطره عظيم ولكن عليك أن تتصل به إما بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر حتى يتبين الأمر، وعلى من تبين له الحق أن يكون أن يصير إليه مهما كان فإن الحق فوق الجميع.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين وأن يصلح للمسلمين أمورهم وولاة أمورهم إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الإخوة استعدوا الآن بأوراق وأقلام لتملى عليكم أسئلة المسابقة
نبدأ؟ طيب يلا يلا. نعم
الطالب : من المشترك
الشيخ : من المشترك كل واحد مشترك أبداً، كل إنسان يعرف أن يجيب فله الحق بالاشتراك نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف
الطالب : ...
الشيخ : وأنت اشترك أيضاً ما في مانع حتى الذي أتى بأسئلة وأجوبتها له الحق في الاشتراك لأن الأسئلة الأخرى ما يدري عنها شيئاً. نعم.
الطالب : الجوائز.
الشيخ : نعم، الجوائز لكم فيها جوائز عظيمة جائزة يصح أن تكون مهراً وهي خاتم من حديد.
شاور الصحابة الأنصار والمهاجرين والكبار منهم واستقر رأي الأكثر على أن يرجع إلى المدينة، فأمر بالرجوع إلى المدينة فجاءه أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وقال: "يا أمير المؤمنين كيف ترجع ؟ أفرارا من قدر الله؟. فقال له عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة " لأن أبا عبيدة رضي الله عنه من خيار الصحابة حتى وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ( أمين هذه الأمة ). وحتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لما طعن: " لو كان أبو عبيدة حياً لجعلته الخليفة من بعدي " لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إنه أمين هذه الأمة ).
المهم أن أبا عبيدة اعترض على عمر وقال " أفراراً من قدر الله قال : يا أبا عبيدة لو غيرك قالها - استمع- قال : نفر من قدر الله إلى قدر الله "سبحان الله! كلمة عجيبة هذه لو أن المتأخرين تكلموا عليها لكتبوا بها مجلدات ولم يصلوا إلى هذا المعنى الذي قاله عمر "نفر من قدر الله إلى قدر الله " أي أننا إن ذهبنا إلى الشام فبقدر الله وإن رجعنا إلى المدينة فبقدر الله فنحن ما فررنا إن رجعنا فبتقدير الله وإن مضينا فبتقدير الله نفر من قدر الله إلى قدر الله. ثم ضرب له مثلا. وقال: " أريت لو كان لك إبل وكان هناك وادي له شعبتان شعبة مخصبة كلها عشب وشجر ومرعى وشعبة أخرى مجدبة ما فيها شيء أترعى إبلك بالشعبة المخصبة أم بالشعبة المجدبة؟ فقال أبو عبيدة : بل بالشعبة ايش؟ المخصبة قال : إن رعيتها بالشعبة المخصبة فقد رعيتها بقدر الله " ، فضرب له هذا المثل وحينئذ اطمأن، وفي أثناء ذلك جاء عبد الرحمن بن عوف وكان قد مضى في حاجة له وحدثهم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إذا سمعتم به - يعني بالطاعون - في أرض فلا تقدموا عليها وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فراراً منه ). وهذا من توفيق الله، انظر المشاورة واجتماع الرأي لا بد أن يكون على الحق.
فالحاصل أيها الإخوة أننا نقول: إذا سمعت عن أمير من الأمراء كبير أو صغير شيئاً تستنكره فلا تتخذ من هذا وسيلة لنشر معايبه بين الناس لأن ذلك خطره عظيم ولكن عليك أن تتصل به إما بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر حتى يتبين الأمر، وعلى من تبين له الحق أن يكون أن يصير إليه مهما كان فإن الحق فوق الجميع.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين وأن يصلح للمسلمين أمورهم وولاة أمورهم إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الإخوة استعدوا الآن بأوراق وأقلام لتملى عليكم أسئلة المسابقة
نبدأ؟ طيب يلا يلا. نعم
الطالب : من المشترك
الشيخ : من المشترك كل واحد مشترك أبداً، كل إنسان يعرف أن يجيب فله الحق بالاشتراك نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف
الطالب : ...
الشيخ : وأنت اشترك أيضاً ما في مانع حتى الذي أتى بأسئلة وأجوبتها له الحق في الاشتراك لأن الأسئلة الأخرى ما يدري عنها شيئاً. نعم.
الطالب : الجوائز.
الشيخ : نعم، الجوائز لكم فيها جوائز عظيمة جائزة يصح أن تكون مهراً وهي خاتم من حديد.
اضيفت في - 2006-04-10