فتاوى الحرم المكي-1415-03a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
فائدة لغوية .
الشيخ : (( وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا )) .
فأقول وبالله أقول وأرجو أن أكون في الله أقول : وحينئذ. قبل أن نشرع أريد أن يبين لي إخواني أهل العربية لماذا قلت وبالله أقول وأرجو أن أكون في الله أقول. ففيها حرف الباء جزمت وفي حرف في رجوت فما هو الفرق؟
الطالب : الباء للاستعانة بالله بالنسبة ...
الشيخ : أما بالله أقول : فالمراد الإستعانة ويجب أن يكون الإنسان مستعينا بالله عز وجل في جميع أحواله لقول المصلي : (( إياك نعبد وإياك نستعين )). ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا استعنت فاستعن بالله ). أما في الله أقول فالمعنى أني أرجو أن يكون قولي في شريعة الله أي موافقا لشرعه وقول الإنسان قد يوافق الشرع وقد لا يوافقه.
ودليل ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ). فجعل الحاكم المجتهد له حالان : إصابة وايش ؟ وخطأ فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون جميعا بالله نقول وفي الله نقول.
فأقول وبالله أقول وأرجو أن أكون في الله أقول : وحينئذ. قبل أن نشرع أريد أن يبين لي إخواني أهل العربية لماذا قلت وبالله أقول وأرجو أن أكون في الله أقول. ففيها حرف الباء جزمت وفي حرف في رجوت فما هو الفرق؟
الطالب : الباء للاستعانة بالله بالنسبة ...
الشيخ : أما بالله أقول : فالمراد الإستعانة ويجب أن يكون الإنسان مستعينا بالله عز وجل في جميع أحواله لقول المصلي : (( إياك نعبد وإياك نستعين )). ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا استعنت فاستعن بالله ). أما في الله أقول فالمعنى أني أرجو أن يكون قولي في شريعة الله أي موافقا لشرعه وقول الإنسان قد يوافق الشرع وقد لا يوافقه.
ودليل ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ). فجعل الحاكم المجتهد له حالان : إصابة وايش ؟ وخطأ فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون جميعا بالله نقول وفي الله نقول.
تفسير قوله تعالى : (( يآأيها النبي إنا أرسلناك )).
الشيخ : (( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )) لا يخفى ما في توجيه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة النداء يا أيها النبي بأن هذا يدل على التعظيم أي تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ما في علو المرتبة من قوله يا أيها النبي حيث وصفه بالنبوة ولا يخفى ما في مسك الختام من قوله إنا أرسلناك.
فجمع الله في هذه الآية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بين الوصفين النبوة والرسالة ولذلك أنه عليه الصلاة والسلام نبئ أولا ثم أرسل ثانيا.
نبئ : أي نزل عليه الوحي دون أن يؤمر بالتبليغ . فبأي شيء نبئ ؟ نبئ باقرأ. (( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم )).
فهذه الآيات هي أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي.
نبئ بها وفتر الوحي ثم نزل عليه (( يا أيها المدثر قم فأنذر )) وبذلك صار ايش؟ صار رسولا. ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه نبئ باقرأ وأرسل بالمدثر ". طيب ما الفرق بين النبي والرسول؟ عند جمهور العلماء أن الفرق بينهما أن النبي أوحي إليه بالشرع لكن لم يكلف بالإبلاغ وإنما يتعبد به بنفسه إحياء لشريعة كانت قبله أو لشريعة مبتدأة انتبهوا.
أما الرسول فإنه أوحي إليه بالشرع وألزم بالبلاغ ولذلك سمي رسولا من الرسالة وهي ندب الإنسان إلى أحدهم يبلغه حاجة ما. وعلى هذا فكل نبي كملوا. خطأ. وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا بارك الله فيكم. انتبهوا التقليد المحض هذا يضر الإنسان طيب.
محمد رسول الله نبي رسول لا شك في هذا جمع الله له بين النبوة والرسالة.
فإن قال قائل : ما تقولون في حديث البراء بن عازب الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقوله عند المنام ومنه : ( آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ) فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء الذي علمه أعاده عليه البراء وقال : ( وآمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت ). فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا. قل ونبيك الذي أرسلت ) وأنتم الآن تقولون إن كل رسول نبي ولا عكس. فإذا قال : ورسولك الذي أرسلت فكأنما قال : ونبيك الذي أرسلت ومع هذا خطأه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( قل ورسولك الذي أرسلت ).
فقال : ( قل ونبيك الذي أرسلت ) . لماذا ؟
قال بعض العلماء : إنه خطأه محافظة على اللفظ الوارد في الأذكار وأن الإنسان لا ينبغي له أن يبدل الألفاظ الواردة في الأذكار بشيء آخر ولو كان متضمنا لها واضح يا أخ ؟ قم.
الطالب : الجواب؟
الشيخ : الجواب
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح قالوا رد عليه لأجل أن يحافظ على اللفظ الوارد في الأذكار ولا يغيره وهذا وإن كان له وجه من النظر لكن أحسن منه الجواب الثاني وهو أنه إذا قال ورسولك الذي أرسلت فإنه يحتمل أن يراد أو فإنه يحتمل أن يراد به الرسول الملكي أما إذا قال نبيك الذي أرسلت فانه لا يحتمل أن يكون المراد به الرسول الملكي الكلام واضح ؟
واضح. طيب هل الملك رسول ؟
نعم قال الله تعالى : (( جاعل الملائكة رسلا )). وقال الله تعالى في القرآن الكريم (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) من المراد بالرسول هنا؟ جبريل ملك فإذا قال برسولك الذي أرسلت فإنه يحتمل أن يكون المراد برسوله الذي أرسل أي بملك من ملائكة الذين أرسلهم لكن إذا قال بنبيك تعين أن يكون المراد به الرسول البشري. وهذا هو المطلوب.
أرأيتم لو قال قائل : بالوجهين وقال إنه خطأه لملاحظة أن الذكر لا ينبغي أن يغير لفظه ولأجل أن لا يظن الظان أن المراد به الرسول الملكي يمكن أين يجمع بين الوجهين؟
يمكن لماذا؟
الطالب : ... .
الشيخ : ولو منافة؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب أحسنت. وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها إذا وجد قولان في مسألة من المسائل في معنى آية أو حديث وكان اللفظ يحتملهما ولا تناقض بينهما فإنه يحمل ايش؟ على المعنيين ما دام ليس بينهما منافاة واللفظ يحتملهما حمل على المعنيين. ولهذا أمثلة كثيرة في القرآن الكريم منها قوله تعالى : (( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس )) الليل إذا عسعس معناها أدبر وقيل معناها أقبل والإقبال غير الادبار. لكن هل بينهما منافاة؟
يعني لو قال قائل : إن الله أقسم بالله حين إقباله وبالليل حين إدباره هل هناك تناقض؟ لا. لأن إقبال الليل أو إدبار الليل كلاهما من آيات الله عز وجل.
ومن ذلك أيضا قوله تعالى : (( ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )) قال بعض المفسرين : الظالم لنفسه الذي يؤخر الصلاة عن وقتها والمقتصد الذي يؤديها في الوقت لكن لا في أوله. والسابق بالخيرات الذي يؤدي الصلاة في أول وقتها.
وقال آخرون : الظالم لنفسه الذي يبخل بالزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة ولا يتطوع بالصدقة والسابق بالخيرات الذي يؤدي الزكاة ويتطوع بالصدقة.
فهل يمكن أن نقول : إن الآية تشمل القولين ؟
نعم. يمكن لماذا ؟ لأنها تحتملهما على السواء ولا منافاة بينهما.
الذي يؤخر الصلاة عن وقتها ظالم لنفسه والذي يمنع الزكاة الواجبة ظالم لنفسه. الذي يؤدي الصلاة في وقتها ولكن ليس في أوله والذي يؤدي الزكاة الواجبة ولا يتصدق كلاهما مقتصد. والذي يؤدي الصلاة في أول وقتها أو في آخره إن كان هو الأفضل والذي يؤدي الزكاة الواجبة والصدقة كلاهما سابق بالخيرات.
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها. قم.
الطالب : السؤال.
الشيخ : السؤال هي القاعدة التي أصلناها وأتينا لها بأمثلة.
الطالب : إذا كانت الآية تحمل أكثر من معنى.
الشيخ : نعم.
الطالب : فالجمع بينهما فإنها تحتمل
الشيخ : فإنها تحمل .
الطالب : أي تحمل.
الشيخ : سواء في القرآن أو في السنة بارك الله فيك.
فجمع الله في هذه الآية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بين الوصفين النبوة والرسالة ولذلك أنه عليه الصلاة والسلام نبئ أولا ثم أرسل ثانيا.
نبئ : أي نزل عليه الوحي دون أن يؤمر بالتبليغ . فبأي شيء نبئ ؟ نبئ باقرأ. (( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم )).
فهذه الآيات هي أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي.
نبئ بها وفتر الوحي ثم نزل عليه (( يا أيها المدثر قم فأنذر )) وبذلك صار ايش؟ صار رسولا. ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه نبئ باقرأ وأرسل بالمدثر ". طيب ما الفرق بين النبي والرسول؟ عند جمهور العلماء أن الفرق بينهما أن النبي أوحي إليه بالشرع لكن لم يكلف بالإبلاغ وإنما يتعبد به بنفسه إحياء لشريعة كانت قبله أو لشريعة مبتدأة انتبهوا.
أما الرسول فإنه أوحي إليه بالشرع وألزم بالبلاغ ولذلك سمي رسولا من الرسالة وهي ندب الإنسان إلى أحدهم يبلغه حاجة ما. وعلى هذا فكل نبي كملوا. خطأ. وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا بارك الله فيكم. انتبهوا التقليد المحض هذا يضر الإنسان طيب.
محمد رسول الله نبي رسول لا شك في هذا جمع الله له بين النبوة والرسالة.
فإن قال قائل : ما تقولون في حديث البراء بن عازب الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم ما يقوله عند المنام ومنه : ( آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ) فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء الذي علمه أعاده عليه البراء وقال : ( وآمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت ). فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا. قل ونبيك الذي أرسلت ) وأنتم الآن تقولون إن كل رسول نبي ولا عكس. فإذا قال : ورسولك الذي أرسلت فكأنما قال : ونبيك الذي أرسلت ومع هذا خطأه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( قل ورسولك الذي أرسلت ).
فقال : ( قل ونبيك الذي أرسلت ) . لماذا ؟
قال بعض العلماء : إنه خطأه محافظة على اللفظ الوارد في الأذكار وأن الإنسان لا ينبغي له أن يبدل الألفاظ الواردة في الأذكار بشيء آخر ولو كان متضمنا لها واضح يا أخ ؟ قم.
الطالب : الجواب؟
الشيخ : الجواب
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح قالوا رد عليه لأجل أن يحافظ على اللفظ الوارد في الأذكار ولا يغيره وهذا وإن كان له وجه من النظر لكن أحسن منه الجواب الثاني وهو أنه إذا قال ورسولك الذي أرسلت فإنه يحتمل أن يراد أو فإنه يحتمل أن يراد به الرسول الملكي أما إذا قال نبيك الذي أرسلت فانه لا يحتمل أن يكون المراد به الرسول الملكي الكلام واضح ؟
واضح. طيب هل الملك رسول ؟
نعم قال الله تعالى : (( جاعل الملائكة رسلا )). وقال الله تعالى في القرآن الكريم (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )) من المراد بالرسول هنا؟ جبريل ملك فإذا قال برسولك الذي أرسلت فإنه يحتمل أن يكون المراد برسوله الذي أرسل أي بملك من ملائكة الذين أرسلهم لكن إذا قال بنبيك تعين أن يكون المراد به الرسول البشري. وهذا هو المطلوب.
أرأيتم لو قال قائل : بالوجهين وقال إنه خطأه لملاحظة أن الذكر لا ينبغي أن يغير لفظه ولأجل أن لا يظن الظان أن المراد به الرسول الملكي يمكن أين يجمع بين الوجهين؟
يمكن لماذا؟
الطالب : ... .
الشيخ : ولو منافة؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب أحسنت. وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها إذا وجد قولان في مسألة من المسائل في معنى آية أو حديث وكان اللفظ يحتملهما ولا تناقض بينهما فإنه يحمل ايش؟ على المعنيين ما دام ليس بينهما منافاة واللفظ يحتملهما حمل على المعنيين. ولهذا أمثلة كثيرة في القرآن الكريم منها قوله تعالى : (( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس )) الليل إذا عسعس معناها أدبر وقيل معناها أقبل والإقبال غير الادبار. لكن هل بينهما منافاة؟
يعني لو قال قائل : إن الله أقسم بالله حين إقباله وبالليل حين إدباره هل هناك تناقض؟ لا. لأن إقبال الليل أو إدبار الليل كلاهما من آيات الله عز وجل.
ومن ذلك أيضا قوله تعالى : (( ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله )) قال بعض المفسرين : الظالم لنفسه الذي يؤخر الصلاة عن وقتها والمقتصد الذي يؤديها في الوقت لكن لا في أوله. والسابق بالخيرات الذي يؤدي الصلاة في أول وقتها.
وقال آخرون : الظالم لنفسه الذي يبخل بالزكاة والمقتصد الذي يؤدي الزكاة ولا يتطوع بالصدقة والسابق بالخيرات الذي يؤدي الزكاة ويتطوع بالصدقة.
فهل يمكن أن نقول : إن الآية تشمل القولين ؟
نعم. يمكن لماذا ؟ لأنها تحتملهما على السواء ولا منافاة بينهما.
الذي يؤخر الصلاة عن وقتها ظالم لنفسه والذي يمنع الزكاة الواجبة ظالم لنفسه. الذي يؤدي الصلاة في وقتها ولكن ليس في أوله والذي يؤدي الزكاة الواجبة ولا يتصدق كلاهما مقتصد. والذي يؤدي الصلاة في أول وقتها أو في آخره إن كان هو الأفضل والذي يؤدي الزكاة الواجبة والصدقة كلاهما سابق بالخيرات.
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها. قم.
الطالب : السؤال.
الشيخ : السؤال هي القاعدة التي أصلناها وأتينا لها بأمثلة.
الطالب : إذا كانت الآية تحمل أكثر من معنى.
الشيخ : نعم.
الطالب : فالجمع بينهما فإنها تحتمل
الشيخ : فإنها تحمل .
الطالب : أي تحمل.
الشيخ : سواء في القرآن أو في السنة بارك الله فيك.
تفسير قوله تعالى : ((شاهدا ومبشرا ونذيرا )).
الشيخ : (( يا أيها النبي إنا أرسلنا شاهدا ومبشرا ونذيرا )) شاهدا على الأمة بأنه بلغتها رسالة الله. (( مبشرا )) لمن ؟ (( وبشر المؤمنين )) في نفس الآية مبشرا للمؤمنين بما لهم من الثواب العاجل والآجل. (( ونذيرا )) لمن؟ للكافرين والمخالفين بالعقوبة العاجلة والآجلة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد على أمته شاهد على من أطاع وعلى من عصى شاهد بأن الرسالة بلغتهم مبشرا لمن أطاع ومنذر لمن عصى.
فإن قال قائل : في حياته لا شك أنه شاهد لا شك أنه شاهد على أن الرسالة بلغت الأمة في حياته. فكيف يكون شاهدا على الأمة بأنه بلغها بعد مماته؟
نقول : يشهد لأن الله تعلى قال : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في حياته من كتاب الله فلا بد أن يبلغ الأمة لأن الله تكفل بحفظه وهذا والحمد لله هو الواقع كتابنا الذي أنزله الله تعالى علينا لم يزل محفوظا منذ نزل إلى يومنا هذا أي خمسة عشر قرنا والكتب السابقة حرفت في أقل من ذلك.
كم بين عيسى ومحمد ؟ ستمائة سنة تقريبا ومع ذلك حرف الإنجيل وحرفت التوراة في أقل من هذه المدة التي مضت على هذا القرآن ولم يتجاسر أحد أن يحرفه أو يبدله. وإذا أراد أحد أن يحرفه قيض الله له من يكشف حقيقة أمره. ويبين عواره فيفتضح بين الأمة ويكون شاذا عن الأمة الإسلامية إذا حاول أن يخفي شيئا من كتاب الله أو أن يزيد شيئا في كتاب الله.
وهل الشهادة في تبليغ الرسالة خاصة بالرسول أو تكون له ولغيره؟
الطالب : له ولغيره.
الشيخ : من قالها؟ أقم الدليل على ما قلت وإلا فقد قلت بلا علم.
الطالب : لأن من علم بها لا بد أن يبلغها
الشيخ : يعني هل أحد من الناس غير الرسول يشهد على أن الرسول بلغ؟
الطالب : الأمة
الشيخ : كل الأمة.
الطالب : ... .
الشيخ : عندك دليل؟ ما عندك كيف تقف ما ليس لك به علم استرح.
الطالب : (( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ))
الشيخ : أحسنت. (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) ولكن من الشهداء حقيقة هم أولو العلم. (( لكن الله يشهد بما نزل إليك )) لا (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم )) وهذه مزية عظيمة لأهل العلم أن يكونوا هم الشهداء مع الأنبياء والملائكة على توحيد الله عز وجل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد على أمته شاهد على من أطاع وعلى من عصى شاهد بأن الرسالة بلغتهم مبشرا لمن أطاع ومنذر لمن عصى.
فإن قال قائل : في حياته لا شك أنه شاهد لا شك أنه شاهد على أن الرسالة بلغت الأمة في حياته. فكيف يكون شاهدا على الأمة بأنه بلغها بعد مماته؟
نقول : يشهد لأن الله تعلى قال : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في حياته من كتاب الله فلا بد أن يبلغ الأمة لأن الله تكفل بحفظه وهذا والحمد لله هو الواقع كتابنا الذي أنزله الله تعالى علينا لم يزل محفوظا منذ نزل إلى يومنا هذا أي خمسة عشر قرنا والكتب السابقة حرفت في أقل من ذلك.
كم بين عيسى ومحمد ؟ ستمائة سنة تقريبا ومع ذلك حرف الإنجيل وحرفت التوراة في أقل من هذه المدة التي مضت على هذا القرآن ولم يتجاسر أحد أن يحرفه أو يبدله. وإذا أراد أحد أن يحرفه قيض الله له من يكشف حقيقة أمره. ويبين عواره فيفتضح بين الأمة ويكون شاذا عن الأمة الإسلامية إذا حاول أن يخفي شيئا من كتاب الله أو أن يزيد شيئا في كتاب الله.
وهل الشهادة في تبليغ الرسالة خاصة بالرسول أو تكون له ولغيره؟
الطالب : له ولغيره.
الشيخ : من قالها؟ أقم الدليل على ما قلت وإلا فقد قلت بلا علم.
الطالب : لأن من علم بها لا بد أن يبلغها
الشيخ : يعني هل أحد من الناس غير الرسول يشهد على أن الرسول بلغ؟
الطالب : الأمة
الشيخ : كل الأمة.
الطالب : ... .
الشيخ : عندك دليل؟ ما عندك كيف تقف ما ليس لك به علم استرح.
الطالب : (( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ))
الشيخ : أحسنت. (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) ولكن من الشهداء حقيقة هم أولو العلم. (( لكن الله يشهد بما نزل إليك )) لا (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم )) وهذه مزية عظيمة لأهل العلم أن يكونوا هم الشهداء مع الأنبياء والملائكة على توحيد الله عز وجل.
تفسير قوله تعالى : (( وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )).
الشيخ : (( وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا )) داعيا إلى الله أي تدعو الناس إلى الله عز وجل إلى شريعته الموصلة إليه. لأن الله تعالى وضع طريقا يوصل إليه لا يوصله شيء إلى هذا الطريق إلا وهو دين الله فهذا الدين إذا استمسكت به أوصلك إلى الله. ولهذا قال : (( داعيا إلى الله )) بأن الإنسان إذا تمسك بما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل إلى الله إلى ثوابه وجنته والنظر إليه حتى يحصل له كمال النعيم. وفي قوله : (( داعيا إلى الله )) دليل على الإخلاص في الدعوة إلى الله عز وجل. وأن ذلك وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هذا وصف لكل داعية أو يجب أن يكون وصفا لكل داعية؟ الثاني ولا الأول ؟ الثاني لأن من الدعاة من يدعو إلى نفسه لا إلى ربه. يريد أن يكون قوله هو المهيمن على كل الأقوال . يريد أن يرى الناس مكانه من العلم والدعوة. إذا خولف ولو بحق انتفخ وغضب وقام يتأوى على الناس الناس خالفوا الحق وهو لا يدري أن الحق في خلاف ما قال هذا يكون داعيا إلى من؟ إلى نفسه. والذي لا يدعو إلى الله عز وجل هو الذي لا يبالي بما حصل من مخالفته إذا كان ذلك هو الحق. ولذلك ترى الذي يدعو إلى الله عز وجل إذا خالفه غيره بمقتضى الدليل يشعر بأن ذلك الغير لم يخالفه بل سلك سبيله لأن كل الداعية والمدعو إنما يريدان الوصول إلى ايش؟ إلى الحق.
فإذا خالفني بمقتضى الدليل عنده فليس من حقي أن أغضب. بل أرى أنه موافق لي فيما دعوت لأني إنما أدعو إلى الحق وهو يرى أن الحق في خلاف ما أقول وحسابه على الله إذا كان مفرطا في طلب الحق غير مستقص في التبين فأمره إلى الله لكني ما دمت أعرف أنه خالفني ليس للهوى ولكن اتباعا للهدى عنده فإنه لا يجوز لي أن أحمل في نفسي عليه شيئا.
ولهذا تجد الصحابة رضي الله عنهم يختلفون لكن هذا الاختلاف لا يحمل اختلاف القلوب، وتجد الأئمة من صدر هذه الأمة يختلفون وقلوبهم على أكمل ما يكون من المحبة والتآلف لكن من كان يدعو لغير الله وإنما يدعو إلى نفسه فسوف يغضب إذا خولف ولو في الحق إذن لا بد من الإخلاص في الدعوة إلى الله.
وقوله : (( بإذنه )). إذن الله تعالى تنقسم أو ينقسم. إذن الله تعالى ينقسم إلى قسمين : إذن شرعي وإذن كوني.
فما تعلق بالشرع فهو إذن شرعي مثل قوله تعالى : (( قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ )) ومثل قوله تعالى : (( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )). أي لم يأذن به شرعا أو قدرا؟ شرعا لأنه أذن به قدرا وقع.
وأما الإذن الكوني فهو الذي يتعلق بالخلق والكون. مثل هذه الآية هل نحملها على الكوني أو على الشرعي؟ (( وداعيا الى الله بإذنه )) أي الإذنين ؟ طيب كلاهما لأنه عليه الصلاة والسلام إنما يدعو وفق شريعة الله وهذا هو الإذن الشرعي وقد دعا فعلا بقدر الله وهذا هو الإذن الكوني. فهو صلى الله عليه وسلم داع إلى الله بإذنه الكوني أو الشرعي ثم إن الدعوة بالإذن الشرعي لابد فيها من شروط :
الشرط الأول : الإخلاص واعلم أنك إذا دعوت لغير الإخلاص فإنك فاشل حتى لو نجحت برهة من الزمن فالفشل حليفك لأن الله تعالى لا يقبل شيئا لا يراد به وجهه فيكون من دعا إلى الله لغير الله فاشلا وإن ازدانت له الدنيا يوما من الدهر فإن عاقبته الفشل.
الثاني : الشرط الثاني : أن تكون دعوته وفق الشريعة الإسلامية وهذه مأخوذة من قوله من أين؟ (( بإذنه )). الإخلاص من قوله (( إلى الله )) ولكونه موافقا للشريعة من قوله : (( بإذنه )). فلابد أن يكون موافقا للشريعة وإذا كان لابد أن يكون موافقا للشريعة فلا بد أن تكون الدعوة مسبوقة بعلم بالشريعة وعلى هذا فنضيف العلم أن يكون الإنسان عالما بما يدعو إليه شرعا فلا يحل لشخص أن يكون داعية إلى الله وليس معه علم لأن هذا يفسد أكثر مما يصلح.
وكذلك لابد للداعية من العلم بأحوال المدعويين حتى يكون على بصيرة من أمرهم ولهذا ( لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له : إنك تأتي قوما أهل كتاب ) فأخبره بحالهم ليكون مستعدا لمقابلتهم فلو كنت تدعو أحدا إلى شيء ما وأنت لا تعرف عن حالهم شيئا فربما يكون فيهم الذكي العبقري الفصيح فيقوم معارضا لما تدعو إليه من الحق وتنهزم أمامه لأنه ليس معك سلاح واستعداد لمقابلتهم وربما تدعوهم إلى شيء وهم قد قاموا به لكنك لا تعلم أنهم قد قاموا به وربما تنهاهم عن شيء هم لا يفعلونه فيكون كلامك لغوا لا فائدة منه. إذن لابد للداعية من العلم بالحكم الشرعي والعلم بأحوال المدعوين.
ولابد أيضا في الداعية أن يكون على جانب كبير من الحلم والتأني والتبصر حتى يقبل قوله لأنه إذا لم يكن عنده حلم فسيجد معارضا بلا شك لأن الداعية إلى الله لابد أن يجد من يعارضه فإذا لم يكن معه حلم واسع يتسع صدره فإنه سوف يستحسر ويقول إنني لم أُقبل ويدع الدعوة إلى الله فلابد أن يكون عند الداعي حلم يتسع به صدره لمقابلة الناس وما يخشى أن يوجه إليه من لوم أو عتاب أو مناظرة فيقع في الاستحسار ويدع الدعوة إلى الله عز وجل.
فإذا خالفني بمقتضى الدليل عنده فليس من حقي أن أغضب. بل أرى أنه موافق لي فيما دعوت لأني إنما أدعو إلى الحق وهو يرى أن الحق في خلاف ما أقول وحسابه على الله إذا كان مفرطا في طلب الحق غير مستقص في التبين فأمره إلى الله لكني ما دمت أعرف أنه خالفني ليس للهوى ولكن اتباعا للهدى عنده فإنه لا يجوز لي أن أحمل في نفسي عليه شيئا.
ولهذا تجد الصحابة رضي الله عنهم يختلفون لكن هذا الاختلاف لا يحمل اختلاف القلوب، وتجد الأئمة من صدر هذه الأمة يختلفون وقلوبهم على أكمل ما يكون من المحبة والتآلف لكن من كان يدعو لغير الله وإنما يدعو إلى نفسه فسوف يغضب إذا خولف ولو في الحق إذن لا بد من الإخلاص في الدعوة إلى الله.
وقوله : (( بإذنه )). إذن الله تعالى تنقسم أو ينقسم. إذن الله تعالى ينقسم إلى قسمين : إذن شرعي وإذن كوني.
فما تعلق بالشرع فهو إذن شرعي مثل قوله تعالى : (( قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ )) ومثل قوله تعالى : (( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )). أي لم يأذن به شرعا أو قدرا؟ شرعا لأنه أذن به قدرا وقع.
وأما الإذن الكوني فهو الذي يتعلق بالخلق والكون. مثل هذه الآية هل نحملها على الكوني أو على الشرعي؟ (( وداعيا الى الله بإذنه )) أي الإذنين ؟ طيب كلاهما لأنه عليه الصلاة والسلام إنما يدعو وفق شريعة الله وهذا هو الإذن الشرعي وقد دعا فعلا بقدر الله وهذا هو الإذن الكوني. فهو صلى الله عليه وسلم داع إلى الله بإذنه الكوني أو الشرعي ثم إن الدعوة بالإذن الشرعي لابد فيها من شروط :
الشرط الأول : الإخلاص واعلم أنك إذا دعوت لغير الإخلاص فإنك فاشل حتى لو نجحت برهة من الزمن فالفشل حليفك لأن الله تعالى لا يقبل شيئا لا يراد به وجهه فيكون من دعا إلى الله لغير الله فاشلا وإن ازدانت له الدنيا يوما من الدهر فإن عاقبته الفشل.
الثاني : الشرط الثاني : أن تكون دعوته وفق الشريعة الإسلامية وهذه مأخوذة من قوله من أين؟ (( بإذنه )). الإخلاص من قوله (( إلى الله )) ولكونه موافقا للشريعة من قوله : (( بإذنه )). فلابد أن يكون موافقا للشريعة وإذا كان لابد أن يكون موافقا للشريعة فلا بد أن تكون الدعوة مسبوقة بعلم بالشريعة وعلى هذا فنضيف العلم أن يكون الإنسان عالما بما يدعو إليه شرعا فلا يحل لشخص أن يكون داعية إلى الله وليس معه علم لأن هذا يفسد أكثر مما يصلح.
وكذلك لابد للداعية من العلم بأحوال المدعويين حتى يكون على بصيرة من أمرهم ولهذا ( لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له : إنك تأتي قوما أهل كتاب ) فأخبره بحالهم ليكون مستعدا لمقابلتهم فلو كنت تدعو أحدا إلى شيء ما وأنت لا تعرف عن حالهم شيئا فربما يكون فيهم الذكي العبقري الفصيح فيقوم معارضا لما تدعو إليه من الحق وتنهزم أمامه لأنه ليس معك سلاح واستعداد لمقابلتهم وربما تدعوهم إلى شيء وهم قد قاموا به لكنك لا تعلم أنهم قد قاموا به وربما تنهاهم عن شيء هم لا يفعلونه فيكون كلامك لغوا لا فائدة منه. إذن لابد للداعية من العلم بالحكم الشرعي والعلم بأحوال المدعوين.
ولابد أيضا في الداعية أن يكون على جانب كبير من الحلم والتأني والتبصر حتى يقبل قوله لأنه إذا لم يكن عنده حلم فسيجد معارضا بلا شك لأن الداعية إلى الله لابد أن يجد من يعارضه فإذا لم يكن معه حلم واسع يتسع صدره فإنه سوف يستحسر ويقول إنني لم أُقبل ويدع الدعوة إلى الله فلابد أن يكون عند الداعي حلم يتسع به صدره لمقابلة الناس وما يخشى أن يوجه إليه من لوم أو عتاب أو مناظرة فيقع في الاستحسار ويدع الدعوة إلى الله عز وجل.
تفسير قوله تعالى : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )).
الشيخ : وقوله (( ومبشرا )) مبشر من ؟ المؤمنين كما قال الله تعالى في هذه الآيات : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )) ولكن ماهي العلامة التي يمكن أن يبشر بها المؤمن؟
إذا رأيت هذا الرجل قد يسر لليسرى وسهلت له الطاعة وكان يقوم بطاعة الله فأنا أبشره بالخير لأن الله تعالى قال : (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )).
فأبشره أقول : أبشر بالخير إذا رأيته يصلي يتصدق يصوم يحج يحسن إلى الناس نبشره بالخير. كذلك أيضا إذا رأيت شخصا مصابا بمصائب تتوالى عليه المصائب في بدنه في أهله في ماله وهو صابر محتسب لا يتشكى ولا يتضجر ولا يتسخط فأنا أبشره بالخير.
قال الله تعالى : (( وبشر الصابرين الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )). كذلك أيضا إذا رأيت فيه رؤية سارة فإن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤية الصالحة عاجل بشرى المؤمن.
فإذا رأيت فيه رؤية صالحة فأنا أبشره أقول : أبشر. رأيت فيك كذا وكذا.
وهذه علامة خير. فالمهم أن طرق البشارة كثيرة للمؤمنين.
إذا رأيت هذا الرجل قد يسر لليسرى وسهلت له الطاعة وكان يقوم بطاعة الله فأنا أبشره بالخير لأن الله تعالى قال : (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )).
فأبشره أقول : أبشر بالخير إذا رأيته يصلي يتصدق يصوم يحج يحسن إلى الناس نبشره بالخير. كذلك أيضا إذا رأيت شخصا مصابا بمصائب تتوالى عليه المصائب في بدنه في أهله في ماله وهو صابر محتسب لا يتشكى ولا يتضجر ولا يتسخط فأنا أبشره بالخير.
قال الله تعالى : (( وبشر الصابرين الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )). كذلك أيضا إذا رأيت فيه رؤية سارة فإن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤية الصالحة عاجل بشرى المؤمن.
فإذا رأيت فيه رؤية صالحة فأنا أبشره أقول : أبشر. رأيت فيك كذا وكذا.
وهذه علامة خير. فالمهم أن طرق البشارة كثيرة للمؤمنين.
تفسير قوله تعا لى : (( ولا تطع الكافرين و المنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله و كفى بالله وكيلا )).
الشيخ : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين و المنافقين ودع أذاهم )) .
(( لا تطع الكافرين ولا تطع المنافقين )) والفرق بينهما أن الكافر يصرح بكفره والمنافق يخفي كفره من النافقاء وهي جحر اليربوع أتعرفون ما هو اليربوع؟ تعرفونه؟
اليربوع ذكي يحفر له جحرا في الأرض ويجعل له بابا مفتوحا منه يدخل ومنه يخرج ويجعل في أقصى الجحر بابا مغلقا بطبقة من الأرض يحفر حتى إذا لم يبقى على خروجه إلا قشرة رقيقة توقف ليش؟ من أجل إذا أتاه إنسان يريد إمساكه من باب الجحر وإذا الباب الآخر ايش؟ ليس فيه، جاهز، ما في إلا قشرة رقيقة يضربه برأسه ثم يخرج. فهذا هو النافقاء.
المنافق كذلك (( إذا لقوا الذين آمنوا )) ايش؟ قالوا (( آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )) وهم في الحقيقة مع من؟ مع الشياطين مع شياطينهم.
قولهم آمنا يقولون آمنا وما هم بمؤمنين. يقول الله عز وجل : (( لا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم )). اترك أذيتهم فإن الله تعالى يتولى ذلك اصبر عليها والله تعالى يتولاهم وهذا من باب التهديد للكافرين والمنافقين الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم (( توكل على الله )) أي اعتمد عليه في جلب المنافع ودفع المضار (( وكفى بالله وكيلا )).
تأملوا هذه الآيات بأكثر من هذه العجالة و تأملوا أيضا بقية كلام الله عز وجل تجد الخير الكثير في كلام الله عز وجل وتجد العجائب التي لا تنتهي ولا تنقضي ولهذا قالت الجن وهم أقل عقولا من الإنس قالوا : (( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به )) هذا وهم الجن وهم أبلد من الإنس وأبعد من الصواب من الإنس ومع ذلك أقروا بأن القرآن عجب يهدي إلى الرشد وآمنوا به.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم تلاوته حق تلاوته وأن يرزقنا فهمه فقها وتطبيقه عملا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(( لا تطع الكافرين ولا تطع المنافقين )) والفرق بينهما أن الكافر يصرح بكفره والمنافق يخفي كفره من النافقاء وهي جحر اليربوع أتعرفون ما هو اليربوع؟ تعرفونه؟
اليربوع ذكي يحفر له جحرا في الأرض ويجعل له بابا مفتوحا منه يدخل ومنه يخرج ويجعل في أقصى الجحر بابا مغلقا بطبقة من الأرض يحفر حتى إذا لم يبقى على خروجه إلا قشرة رقيقة توقف ليش؟ من أجل إذا أتاه إنسان يريد إمساكه من باب الجحر وإذا الباب الآخر ايش؟ ليس فيه، جاهز، ما في إلا قشرة رقيقة يضربه برأسه ثم يخرج. فهذا هو النافقاء.
المنافق كذلك (( إذا لقوا الذين آمنوا )) ايش؟ قالوا (( آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )) وهم في الحقيقة مع من؟ مع الشياطين مع شياطينهم.
قولهم آمنا يقولون آمنا وما هم بمؤمنين. يقول الله عز وجل : (( لا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم )). اترك أذيتهم فإن الله تعالى يتولى ذلك اصبر عليها والله تعالى يتولاهم وهذا من باب التهديد للكافرين والمنافقين الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم (( توكل على الله )) أي اعتمد عليه في جلب المنافع ودفع المضار (( وكفى بالله وكيلا )).
تأملوا هذه الآيات بأكثر من هذه العجالة و تأملوا أيضا بقية كلام الله عز وجل تجد الخير الكثير في كلام الله عز وجل وتجد العجائب التي لا تنتهي ولا تنقضي ولهذا قالت الجن وهم أقل عقولا من الإنس قالوا : (( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به )) هذا وهم الجن وهم أبلد من الإنس وأبعد من الصواب من الإنس ومع ذلك أقروا بأن القرآن عجب يهدي إلى الرشد وآمنوا به.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم تلاوته حق تلاوته وأن يرزقنا فهمه فقها وتطبيقه عملا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
6 - تفسير قوله تعا لى : (( ولا تطع الكافرين و المنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله و كفى بالله وكيلا )). أستمع حفظ
مناقشة الشيخ للطلاب حول تفسير سورة الليل .
الشيخ : ولابد من مناقشة يسيرة في ما ذكرناه في الليلة الماضية. وقد كان كلامنا في الليلة الماضية على سورة الليل نعم فأقسم الله تعالى بأشياء الأخ.
الطالب : أقسم بالليل
الشيخ : الليل.
الطالب : والنهار
الشيخ : والنهار.
الطالب : والذكر
الشيخ : وما خلق الذكر والأنثى
الطالب : والأنثى
الشيخ : والأنثى طيب والمقسم عليه ؟ والمقسم عليه واحد ولا متعدد ؟ نعم ما حضرت معذور قل إنك ما حضرت وانتهينا. من الي حاضر تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : تمام اصبر يا أخي ناقش ايش ناقش طيب. ايش المتضادات؟
الطالب : الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى هذه متضادات.
الشيخ : نعم.
الطالب : الذكر والأنثى أيضا متضادات.
الشيخ : طيب.
الطالب : إن سعيكم لشتى أيضا متضادات.
الشيخ : أحسنت تمام بارك الله فيك.
السعي هنا هل هو الركض؟
الطالب : المشي
الشيخ : المشي.
الطالب : العدو
الشيخ : العدو هذا الركض حضرت البارحة ولا لا؟ أنت ما حضرت استرح.
الطالب : السعي يراد به العمل.
الشيخ : العمل أحسنت، الدليل على أن المراد بالسعي العمل وهل يراد بالسعي العمل ؟ أطلب منك الآن هل يراد بالسعي العمل؟
الطالب : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )).
الشيخ : (( فاسعوا الى ذكر الله )) أحسنت. المراد؟ المشي بدون جري أو العمل لها من كل ما يتطلبه الصلاة وقال تعالى أتينا بآية واضحة في هذا لكن لا أدري نسيتموها ولا شيء أو أني ما ذكرتها - (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها )) فهمت المعنى؟ طيب. المثبت مقدم على النافي يا أخي طيب. (( فمن أعطى واتقى وصدق بالحسنى )) (( وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى )) أين المقابلة؟
الطالب : الآية الأولى.
الشيخ : أعطى نعم وضده
الطالب : بخل
الشيخ : البخل صح نعم.
الطالب : واتقى .
الشيخ : تقابله استغنى ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يقابله ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب. فسنيسره لليسرى يقابله؟
الطالب : فسنيسره للعسرى
الشيخ : طيب فسنيسره للعسرى أحسنت تمام .
طيب في قوله فسنيسره في الموضعين تكلمنا عن السين في سنيسره تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : بس واحد نفر يقعد جزاك الله خيرا.
الطالب : مائة ألف.
الشيخ : أي استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : يعني قرب مدخولها سواء عمل أو لا غير عمل هذه واحدة.
ثانيا : ماذا تفيده السين تفيد تفيد قرب مدخولها إذا قلت سيدخل معناها يدخل قريبا وشيء آخر استرح. ماهو الشيء الآخر يا إخوان ؟ ذكرناه أي شيء.
الطالب : التحقيق.
الشيخ : التحقيق أو تحقق مدخولها. إذا قلت سيقوم زيد ابلغ من يقوم زيد. طيب بارك الله فيكم.
قوله تبارك وتعالى : (( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )) الاستثناء في هذه الآية أمتصل هو أم منقطع ؟ تفضل.
الطالب : الاستثناء منقطع
الشيخ : الاستثناء منقطع ماهو علامة الاستثناء المنقطع ؟
الطالب : دخول ما النافية.
الشيخ : مو صحيح لا لا الآية (( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )). (( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )). دخول ما النافية ما هي علامة؟ لأن ما نافية تدخل على المتصل تقول ما قام القوم إلا زيدا لعلك نسيت أو ما حضرت.
الطالب : لا لا حضرت.
الشيخ : طيب استرح.
الطالب : إلا بمعنى
الشيخ : صحيح.
الطالب : ... .
الشيخ : علامتان العلامة الأولى أن تكون إلا بمعنى
الطالب : ... .
الشيخ : والثانية أن ما بعدها ليس من جنس ما قبلها بارك الله فيك أحسنت.
ما المراد بالآية : (( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى )) من المراد بالآية ؟ تفضل أي نعم.
لا يا أخي استرح وأيضا واحد قبلك تفضل أي نعم. يلا. أي نعم أنت الي وراك يلا امشي كمل قيام. نزلت في من ؟
الطالب : أبي بكر الصديق
الشيخ : أبي بكر الصديق رضي الله عنه توافقوه على هذا؟
استرح نعم هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق فهو رضي الله عنه هو الأتقى أي أتقى هذه الأمة طيب. انتهينا عن الكلام عن المناقشة التي ذكرناها نعم على المناقشة في السورة وهي مناقشة قليلة لكن أخشى من فوات الوقت تكلمنا أيضا في الليلة الماضية وقلنا سنتكلم عليه في جلسة أخرى فما هذا الحديث؟
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ).
الشيخ : تمام أحسنت.
الطالب : أقسم بالليل
الشيخ : الليل.
الطالب : والنهار
الشيخ : والنهار.
الطالب : والذكر
الشيخ : وما خلق الذكر والأنثى
الطالب : والأنثى
الشيخ : والأنثى طيب والمقسم عليه ؟ والمقسم عليه واحد ولا متعدد ؟ نعم ما حضرت معذور قل إنك ما حضرت وانتهينا. من الي حاضر تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : تمام اصبر يا أخي ناقش ايش ناقش طيب. ايش المتضادات؟
الطالب : الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى هذه متضادات.
الشيخ : نعم.
الطالب : الذكر والأنثى أيضا متضادات.
الشيخ : طيب.
الطالب : إن سعيكم لشتى أيضا متضادات.
الشيخ : أحسنت تمام بارك الله فيك.
السعي هنا هل هو الركض؟
الطالب : المشي
الشيخ : المشي.
الطالب : العدو
الشيخ : العدو هذا الركض حضرت البارحة ولا لا؟ أنت ما حضرت استرح.
الطالب : السعي يراد به العمل.
الشيخ : العمل أحسنت، الدليل على أن المراد بالسعي العمل وهل يراد بالسعي العمل ؟ أطلب منك الآن هل يراد بالسعي العمل؟
الطالب : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )).
الشيخ : (( فاسعوا الى ذكر الله )) أحسنت. المراد؟ المشي بدون جري أو العمل لها من كل ما يتطلبه الصلاة وقال تعالى أتينا بآية واضحة في هذا لكن لا أدري نسيتموها ولا شيء أو أني ما ذكرتها - (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها )) فهمت المعنى؟ طيب. المثبت مقدم على النافي يا أخي طيب. (( فمن أعطى واتقى وصدق بالحسنى )) (( وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى )) أين المقابلة؟
الطالب : الآية الأولى.
الشيخ : أعطى نعم وضده
الطالب : بخل
الشيخ : البخل صح نعم.
الطالب : واتقى .
الشيخ : تقابله استغنى ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يقابله ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب. فسنيسره لليسرى يقابله؟
الطالب : فسنيسره للعسرى
الشيخ : طيب فسنيسره للعسرى أحسنت تمام .
طيب في قوله فسنيسره في الموضعين تكلمنا عن السين في سنيسره تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : بس واحد نفر يقعد جزاك الله خيرا.
الطالب : مائة ألف.
الشيخ : أي استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب.
الطالب : ... .
الشيخ : يعني قرب مدخولها سواء عمل أو لا غير عمل هذه واحدة.
ثانيا : ماذا تفيده السين تفيد تفيد قرب مدخولها إذا قلت سيدخل معناها يدخل قريبا وشيء آخر استرح. ماهو الشيء الآخر يا إخوان ؟ ذكرناه أي شيء.
الطالب : التحقيق.
الشيخ : التحقيق أو تحقق مدخولها. إذا قلت سيقوم زيد ابلغ من يقوم زيد. طيب بارك الله فيكم.
قوله تبارك وتعالى : (( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )) الاستثناء في هذه الآية أمتصل هو أم منقطع ؟ تفضل.
الطالب : الاستثناء منقطع
الشيخ : الاستثناء منقطع ماهو علامة الاستثناء المنقطع ؟
الطالب : دخول ما النافية.
الشيخ : مو صحيح لا لا الآية (( وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )). (( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى )). دخول ما النافية ما هي علامة؟ لأن ما نافية تدخل على المتصل تقول ما قام القوم إلا زيدا لعلك نسيت أو ما حضرت.
الطالب : لا لا حضرت.
الشيخ : طيب استرح.
الطالب : إلا بمعنى
الشيخ : صحيح.
الطالب : ... .
الشيخ : علامتان العلامة الأولى أن تكون إلا بمعنى
الطالب : ... .
الشيخ : والثانية أن ما بعدها ليس من جنس ما قبلها بارك الله فيك أحسنت.
ما المراد بالآية : (( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى )) من المراد بالآية ؟ تفضل أي نعم.
لا يا أخي استرح وأيضا واحد قبلك تفضل أي نعم. يلا. أي نعم أنت الي وراك يلا امشي كمل قيام. نزلت في من ؟
الطالب : أبي بكر الصديق
الشيخ : أبي بكر الصديق رضي الله عنه توافقوه على هذا؟
استرح نعم هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق فهو رضي الله عنه هو الأتقى أي أتقى هذه الأمة طيب. انتهينا عن الكلام عن المناقشة التي ذكرناها نعم على المناقشة في السورة وهي مناقشة قليلة لكن أخشى من فوات الوقت تكلمنا أيضا في الليلة الماضية وقلنا سنتكلم عليه في جلسة أخرى فما هذا الحديث؟
الطالب : قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ).
الشيخ : تمام أحسنت.
شرح حديث : (( أنتم أعلم بأمور دنياكم )) .مع الرد على من حمله على محمل غير حسن .
الشيخ : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) هذا الحديث من الأحاديث المشتبهة عند بعض الناس حيث زعم أن هذا الحديث يدل على أن الدين الإسلامي لا يرتب أحوال الاقتصاد ولا يرتب ما يتعلق في الدنيا قال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ). .
فقيل له : إن هذا في تأبير النخل فهم أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم بتأبيره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس يعرف ذلك فقال لنا : بيننا وبينكم قاعدة أصولية فقهية وهي : أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ولنفرض أن السبب هو تأبير النخل لكن العبرة بالعموم فماذا نقول له؟
نقول له : هذا العموم الذي ادعيته ليس مرادا والدليل على هذا أن القرآن الكريم نظم أمور الاقتصاد بل إن أطول آية في القرآن كلها تتعلق بايش ؟ بالدين والدين من ماذا؟ من الاقتصاد. والأحاديث كثيرة طافحة بذلك بأن هذا حلال وهذا حرام والربا يكون في كذا الربا يكون في كذا وكيفيته كذا وكذا.
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) المراد بذلك قطعا ما يتعلق بالحرفة والصنعة والعمل وما أشبه ذلك.
وأما ما يتعلق بالأحكام فأمره إلى من؟ إلى الله .
قال الله تعالى : (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )). وقال تعالى : (( إن الحكم إلا لله )). وقال تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فرده إلى الله وإلى الرسول )).
وأما الحرفة والصنائع فلا شك أن الناس أعلم ولهذا تجد الرجل الجاهل الذي لا يعلم من الدين شيئا يصنع أحسن ما يكون من المصانع والعالم الذي من أعلم ما يكون في شريعة الله لا يعرف أن يصنع هذا بل ولا يعرف أن يحركه. هذا الذي معنا الآن اسمه مسجل.
لو أردت من واحد من الطلبة الذي أمامي الآن أن يصنع بابه فقط يستطيع أو لا؟
ويأتي كافر لا يعرف الله ورسوله ويصنع هذا أو أحسن منه هذا معنى الحديث : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ). في ما يتعلق بايش؟ بالحرف والصناعات وما أشبه ذلك.
أما الأحكام فإلى الله عزوجل سواء كانت في الأحكام الشرعية التعبدية أو في الأحكام التي تقع بين الناس من عقود وعهود وغيرها.
ومن أجل هذا الاشتباه يا إخواننا زعم بعض الناس أن الاقتصاد وإصلاحه وتنظيمه مقدم على ما تقتضيه الشريعة حتى أحل الربا وقال : إن الربا ينقسم إلى قسمين : قسم استغلالي وقسم استثماري.
فالاستغلالي حرام، والاستثماري حلال.
ما هو الاستغلالي ؟ قال : الاستغلالي هو الذي يظلم فيه المدين ويضاعف عليه الربا كما يصنع أهل الجاهلية إذا حل الدين على المدين قال له صاحب الدين : إما أن توفي وإما أن تربي.
فما معنى توفي أو تربي ؟ يعني إما أن تعطيني ديني وإما أن أضيف إليه شيئا آخر ونجعل المائة مائتين أو ما أشبه ذلك هذا هو الربا المحرم.
وأما الربا الاستثماري الذي ينتفع به الآخذ والمعطي فهذا حلال وليس حراما وهو الربا الذي لا يشتمل على الظلم وقال مثال ذلك البنوك القائمة رباها حلال لأنها ايش؟
فقيل له : إن هذا في تأبير النخل فهم أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم بتأبيره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس يعرف ذلك فقال لنا : بيننا وبينكم قاعدة أصولية فقهية وهي : أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ولنفرض أن السبب هو تأبير النخل لكن العبرة بالعموم فماذا نقول له؟
نقول له : هذا العموم الذي ادعيته ليس مرادا والدليل على هذا أن القرآن الكريم نظم أمور الاقتصاد بل إن أطول آية في القرآن كلها تتعلق بايش ؟ بالدين والدين من ماذا؟ من الاقتصاد. والأحاديث كثيرة طافحة بذلك بأن هذا حلال وهذا حرام والربا يكون في كذا الربا يكون في كذا وكيفيته كذا وكذا.
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) المراد بذلك قطعا ما يتعلق بالحرفة والصنعة والعمل وما أشبه ذلك.
وأما ما يتعلق بالأحكام فأمره إلى من؟ إلى الله .
قال الله تعالى : (( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )). وقال تعالى : (( إن الحكم إلا لله )). وقال تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فرده إلى الله وإلى الرسول )).
وأما الحرفة والصنائع فلا شك أن الناس أعلم ولهذا تجد الرجل الجاهل الذي لا يعلم من الدين شيئا يصنع أحسن ما يكون من المصانع والعالم الذي من أعلم ما يكون في شريعة الله لا يعرف أن يصنع هذا بل ولا يعرف أن يحركه. هذا الذي معنا الآن اسمه مسجل.
لو أردت من واحد من الطلبة الذي أمامي الآن أن يصنع بابه فقط يستطيع أو لا؟
ويأتي كافر لا يعرف الله ورسوله ويصنع هذا أو أحسن منه هذا معنى الحديث : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ). في ما يتعلق بايش؟ بالحرف والصناعات وما أشبه ذلك.
أما الأحكام فإلى الله عزوجل سواء كانت في الأحكام الشرعية التعبدية أو في الأحكام التي تقع بين الناس من عقود وعهود وغيرها.
ومن أجل هذا الاشتباه يا إخواننا زعم بعض الناس أن الاقتصاد وإصلاحه وتنظيمه مقدم على ما تقتضيه الشريعة حتى أحل الربا وقال : إن الربا ينقسم إلى قسمين : قسم استغلالي وقسم استثماري.
فالاستغلالي حرام، والاستثماري حلال.
ما هو الاستغلالي ؟ قال : الاستغلالي هو الذي يظلم فيه المدين ويضاعف عليه الربا كما يصنع أهل الجاهلية إذا حل الدين على المدين قال له صاحب الدين : إما أن توفي وإما أن تربي.
فما معنى توفي أو تربي ؟ يعني إما أن تعطيني ديني وإما أن أضيف إليه شيئا آخر ونجعل المائة مائتين أو ما أشبه ذلك هذا هو الربا المحرم.
وأما الربا الاستثماري الذي ينتفع به الآخذ والمعطي فهذا حلال وليس حراما وهو الربا الذي لا يشتمل على الظلم وقال مثال ذلك البنوك القائمة رباها حلال لأنها ايش؟
اضيفت في - 2006-04-10