الشيخ : بزيادة رأس ماله فهذا ليس حراما لأنه برضى الطرفين ولأنه مفيد للطرفين وإذا كان كذلك فهذا غير مقصود الشرع فهذا غير مقصود الشرع وليس هو المراد بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استدل على تقسيمه هذا استدل بايش؟ بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) وقال إن دنيانا الآن لا يصلح اقتصادنا إلا بهذا فنحن أعلم فما تقولون في هذا التقرير ؟ كأنه بهركم عجزتم أن تجيبون نعم.
نقول هذا من باب اتباع المتشابه وترك المحكم والله سبحانه وتعالى جعل الذين يتبعون المتشابه ويدعون المحكم جعلهم من الزائغين (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلى الله )) وهذه بلوى تصيب حتى طلبة العلم المستقيمين الذين لا يظهر منهم إلا إرادة الحق. وسأضرب مثلا لذلك إن شاء الله تعالى بعد أن أتم الرد على حجة هذا القائل بأن الربا الاستثماري جائز.
نقول له : نصوص الكتاب والسنة في تحريم الربا عامة والأصل ايش؟ العمل بالعموم في جميع أفراده إلا بدليل، والدليل على أن الواجب شمول الحكم لجميع أفراد العام إلا بدليل الدليل على هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام حين كان الصحابة يقولون السلام على الله من عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقولوا السلام على الله من عباده فإن الله هو السلام ولكن قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قتلم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ).- انتبه يا أخ. -
فقوله عليه الصلاة والسلام : ( إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ). يدل على أن العام يشمل ايش؟ جميع أفراده نصوص الكتاب والسنة في الربا عامة ليس فيها تقييد إطلاقا. بل فيها ما يدل أيضا على العموم بالتخصيص يعني بتعيين بعض المسائل التي ليس فيها ظلم وهو ( أنه جيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر جيد فقال من أين هذا ؟ قالوا كنا نأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة ). هذا ربا أي ربا هو؟ فضل ولا نسيئة؟ فضل.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أوه عين الربا ) ثم أمر برد البيع وقال : ( بيعوا التمر الرديء ثم اشتروا بالدارهم تمرا جيدا ).
فهل في هذه المعاملة ظلم أو لا ؟ أجب يا أخي أجب لعل الله يطرد عنك النوم ؟
الطالب : في الظاهر
الشيخ : وفي الباطن
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : الظاهر ما في باطن .
الشيخ : وفي الباطن وإلا قل ليس فيها ظلم لا ظاهرا ولا باطنا .
الطالب : الظاهر ليس في ظلم.
الشيخ : وفي الباطن ؟ وفي الباطن أيضا ليس فيها ظلم. مافيها ظلم لأنه يأخذ صاعا طيبا بصاعين من الرديء القيمة واحدة ما فيها ظلم آخذ الطيب ينتفع بأنه أخذ طيبا وآخذ الرديء ينتفع بأنه زادت الكمية عنده فهذا انتفع بالكيفية وذاك انتفع بايش؟ بالكمية. إذن ما في ضرر ولا في ظلم ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا عين الربا وأمر برده فتبين بهذا أن نصوص الربا عامة لا يستثنى منها شيء.
طيب فإن قال قائل : لو باع تمرا برطب هل يجوز أو لا ؟ هل يجوز أن يبيع تمرا برطب؟ الي رفع أصبعه نعم.
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز استرح يا أخي ما وصلنا كمل .
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز ما الدليل؟
الطالب : ... .
الشيخ : لكن أنا أقول : ما الدليل إذا قال الإنسان ما الدليل ؟ فقال : لأنه ما يسمى دليل يسمى ايش؟ يسمى تعليلا أنا أريد الدليل من القرآن والسنة.
الطالب : ... .
الشيخ : ما في دليل خاص؟ استرح سئل النبي صلى الله عليه وسلم ( عن بيع التمر بالرطب فقال أينقص إذا جف؟ قالوا : نعم فنهى عن ذلك ).
وهذا نص صريح في منع بيع الرطب بالتمر لأنه يخشى إذا جف الرطب أن يكون أنقص من التمر فلهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على أن الربا بجميع أنواعه وأشكاله محرم ولا يحل، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل بيع يكون ذريعة للربا. كل بيع يكون ذريعة للربا نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام من ذلك أنه نهى عن العينة وما هي العينة ؟ أسألكم الظاهر ما منكم أحد الظاهر أن فيكم من هو في المستوى الرابع من كلية الشريعة ولا لا ؟ اللهم اهدنا فيمن هديت تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أن يشتري سلعة من تاجر ثم يبيعها بأقل .
الطالب : من ثمنها .
الشيخ : يبيعها على من .
الطالب : على التاجر .
الشيخ : على التاجر نفسه ؟
الطالب : نعم
الشيخ : بأقل مما اشتراها نقدا وإلا إلى أجل ايه؟
الطالب : نقدا.
الشيخ : ليس كذلك العينة أن يبيع سلعة بثمن مؤجل ثم يشتريها ممن باعها إليه بأقل منه نقدا هذه العينة أن يبيع سلعة أي سلعة تكون أرض سيارة أواني ثياب أي سلعة يبيعوها مؤجلة بثمن ثم يشتريها بأقل من ذلك الثمن نقدا.
صورتها : بعت على شخص سيارةبخمسين ألفا إلى سنة، كل شهر يعطيني عشرة آلاف مثلا يعطيني كم؟ إلى سنة وزع خمسين ألف على اثني عشر خمسمائة تقريبا.
ولكني اشتريتها منه بأقل من ذلك نقدا فقلت أعطنيها بأربعين ألفا نقدا هذه العينة وهي حرام.
لماذا ؟ لأنها حيلة كأني أعطيته أربعين بخمسين إلى أجل. ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " أن العينة دراهم بدراهم دخل بينهما حريرة " يعني سلعة من السلع وبهذا نعرف خطر الربا وأن أمره عظيم حتى إن الله تعالى يقول : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )). وقال تعالى : (( فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ). وإني أجزم أن الناس لو اتقوا الله ودعوا الربا وتركوه لفتح الله عليهم من أبواب الرزق ما لا يخطر على البال بدليل قوله تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )).
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح وجعلنا وإياكم هداة مهتدين وأعاذنا من طريق الزائغين.

القارئ : نعم. نبدأ الآن بالأسئلة.

السائل : ... ؟
الشيخ : أي نعم، اتباع المتشابه أن بعض الناس يأخذ بالمتشابه ويدع المحكم مثال ذلك : ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ).
اتخذ بعض الناس من هذا الحديث جواز الجمع بدون أي سبب وقال إن ابن عباس يقول : ( من غير خوف ولا مطر ). وفي المدينة يعني ولا سفر لا سفر ولا خوف ولا مطر وكان النبي عليه الصلاة والسلام يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء إذن فصلاتنا كل صلاة في وقتها على سبيل الأفضلية وإلا فيجوز أن نجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بدون أي سبب.
فنقول : هذا من اتباع المتشابه وترك المحكم ما هو المحكم ؟
المحكم قول الله تعالى : (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) كتابا أي : فرضا . موقوتا : أي في وقت معين.
وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الأوقات فقال : ( وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله مالم يحضر وقت العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ووقت صلاة المغرب ما لم يغرب الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ووقت صلاة الصبح إلى طلوع الشمس أو قال مالم تطلع الشمس ). فحددها وبينها وهذا نص محكم واضح. فكيف نأتي بحديث مشتبه ونقول يجوز أن تخرج الصلاة عن وقتها لأن الجمع معناها إما تأخير الصلاة عن وقتها إن كان الجمع تأخير أو تقديمها على وقتها إن كان الجمع تقديم.
ثم نقول أيضا : إن حديث ابن عباس صريح أن الحامل لذلك هو المشقة لأن ابن عباس سئل ما أراد إلى ذلك يعني ليش جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب ولعشاء قال : ( أراد أن لا يحرج أمته ).
فدل ذلك على أن الجمع لا يكون إلا إذا كان في تركه حرج.
ورأيت بعض الأئمة بمجرد ما ينزل المطر يجمع وهذا خطأ وغلط لأنه إذا كان ابن عباس راوي الحديث يقول : ( أراد أن لا يحرج أمته ) علم أن الجمع في المطر إنما يكون ايش ؟ إذا كان في تركه حرج. أما مجرد نقط يسيرة لا تبل الثياب فهذه لا توجب الجمع بل لا تجيز الجمع ولكن بعض الناس يأخذ بالمتشابه ويدع المحكم.
كذلك أيضا في بعض الصفات الذين أنكروا أن يكون لله وجه ويد وعين قالوا : لأننا لو أثبتنا ذلك لكان خلاف قول الله تعالى : (( ليس كمثله شيء )). ولا يمكن أن نثبت هذه الصفات والله يقول : (( ليس كمثله شيء )).
هذا من باب اتباع المتشابه الله يقول : (( ليس كمثله شيء )) وقال في نفس الآية : (( وهو السميع البصير )) فأثبت لنفسه سمعا وبصرا والمخلوق له سمعا وبصرا.
أليس كذلك؟ طيب كما قال الله تعالى : (( وجعل لكم السمع والأبصار )). فأنت الآن اتبعت المتشابه وتركت المحكم والواجب أن تقول لله وجه ويد وعين وسمع وبصر لكن لا تماثل ايش؟ لا تماثل ما للمخلوق من ذلك وتكون بهذا عملت بالنصين جميعا ولم تكن ممن زاغ فقدم المتشابه على المحكم والله الموفق.
الطالب : بسم الله الرحمبن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد : أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ.

السائل : ما رأيكم في قول من يقول النبي هو الذي أوحي إليه شرع من قبله وأمر بالبلاغ والرسول هو الذي أوحي إليه بشرع جديد وأمر بالبلاغ لأن النبي لا يحل له كتم ما أنزل الله فما رأيكم في هذا؟
الشيخ : رأيي هذا أنه جيد لكن يعكر عليه أن آدم نبي وآدم لم يسبق برسول وهذا ينقض هذه القاعدة والنبي إذا أوحي إليه بالشرع فقد أشرنا في الشرح أنه يراد بذلك تجديد الشرع فقط فإذا كان هذا قد أوحي إليه بالشرع وصار يعمل به صار مجددا أو مبتدئا كآدم ولهذا كان رأي الجمهور أصح من هذا الرأي الذي أشار إليه السائل. أي نعم.

السائل : كنا في السكن الجامعي في أحد أيام رمضان وبينما كنا ننتظر الآذان للإفطار أذن أحد المساجد فأفطرنا عليه ثم أذن مسجد آخر بعده بخمس دقائق وتبين أن المسجد الثاني هو الصائب في توقيته فما حكم صيامنا؟
الشيخ : السائل موجود ؟ أين السائل ؟ كيف تبين أن الثاني هو الصائب ؟ يعني هل رأيت الشمس بعد أذان الأول ؟ طيب أقول لنفرض أن بعد الأذان الأول أفطروا أنت السائل أجل اجلس.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ثم
الطالب : ... .
الشيخ : لم يؤذن طيب بارك الله فيك هذه ايش بدعة وهو قال : المدينة المنورة وأرى أن يقال المدينة النبوية لأن المدينة النبوية أبلغ في التعظيم من المدينة المنورة إذ أن كل مدينة دخلها العلم الشرعي فهي منورة به. (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا )) فكل بلد حلت فيه الشريعة الإسلامية فهو منور.
لكن المدينة النبوية لا يمكن أن يشاركها أي مدينة لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر إليها وتوفي فيها ودفن فيها.
ولهذا كانت معروفة بهذا اللقب عند سلف الأمة من العلماء فكانوا يقولون فيها المدينة النبوية وهذا هو الأحسن ولكني لا أمنع أن تقول المدينة المنورة ولكني أقول الأولى المدينة النبوية.
نعود إلى الجواب عن المسألة. الجواب عن المسألة أنه لا قضاء على هؤلاء الذين أفطروا على الأذان الذي تبين أنه قبل الوقت أفهمتم ؟ ليس عليهم قضاء لماذا ؟ بدلالة الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقد قال الله تعالى (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله : قد فعلت.
وقال تعالى : (( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم )). ليس علينا جناح فيما أخطأنا به ولكن ما تعمدته قلوبهم وهؤلاء الذين أفطروا لم يتعمدوا أن يفطروا والنهار باق إنما أفطروا بناء على أن الشمس ايش ؟ قد غربت.
أما الدليل من السنة : فهو الذي ثبت في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ( أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس ). أفطروا في يوم غيم ثم طلعت الشمس إذن تبين أنهم أفطروا ايش؟ قبل غروب الشمس ومع هذا لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء ولو كان القضاء لازما لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولأمرهم به ولو أمرهم به لكان من شريعة الله وكان محفوظا إلى يومنا هذا وعلى هذا فكل من أكل يظن أن الفجر لم يطلع ثم تبين أنه طلع أو يظن أن الشمس قد غربت ثم تبين أنهال لم تغرب فليس عليه ايش ؟ قضاء.
طيب لو نسي، نسي أنه صام فأكل أو شرب
الطالب : ... .
الشيخ : ليس عليه شيء أيضا وأن النسيان أخو الجهل وقرينه (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فلو أن إنسانا أكل أو شرب وهو ناس أنه صائم ثم ذكر فليس عليه شيء لكن يجب أن تعلموا أنه متى علم أنه في نهار فإنه يجب عليه الإمساك ومتى ذكر أنه صائم فإنه يجب عليه الإمساك أيضا حتى لو كانت اللقمة في فيه فالواجب عليه لفظها طيب رجل جامع في نهار رمضان يظن أن الجماع لا يفسد الصوم إلا إذا كان فيه إنزال وهو لم ينزل ما تقولون ؟
ليس عليه شيء لجهله بالحكم.
الطالب : الحديث إذا جاهدها بين شعبها.
الشيخ : لا لا لا مو بجاهدها بين شعبها ما بي من شعبها مجاهدة المجاهدة في ميدان القتال يا رجال.
الطالب : عليه كفارة.
الشيخ : عليه كفارة؟
الطالب : نعم
الشيخ : ويفسد صومه ولا لا ؟ يفسد صومه الدليل ؟
الطالب : حديث ... .
الشيخ : طيب ما يخالف.
الطالب : ... .
الشيخ : وهو ناسي يعني قال يا رسول الله نسيت فجامعت.
الطالب : ... .
الشيخ : جاهل.
الطالب : ... .
الشيخ : يعني قال لم أعلم فجامعت ؟ لازم.
الطالب : ... .
الشيخ : استرح الأخ الي قال ليس عليه شيء أين هو ؟ تفضل. دليلك ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليس عليه شيء لا قضاء ولا كفارة ؟.
الطالب : ... .
الشيخ : أي ما هو الدليل؟
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا تأتي بدليل من السنة مشكوك في صحته وتدع الدليل من القرآن المتيقن ؟
الطالب : (( ربنا لا تؤاخذنا ))
الشيخ : (( ربنا لا تؤاخذنا )). طيب استرح. الصواب مع هذا أنه ليس عليه قضاء وليس عليه كفارة. عرفتم؟ ليس عليه قضاء ولا كفارة. الدليل قوله تعالى : (( ربنا با تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )). فقال الله : ( قد فعلت ) طيب.
فإن قال قائل : إنه ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يقول : يا رسول الله هلكت قال : ما أهلكك ؟ قال : أتيت أهلي في رمضان وأنا صائم فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام : هل تجد رقبة ؟ قال : لا قال : هل تستطيع أن تصوم شهرين متتاليين ؟ قال : لا. هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا ثم جلس الرجل فجيء بتمر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فقال النبي عليه الصلاة والسلام فجيء بتمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ هذا أطعمه أهلك. تصدق به خذ هذا تصدق به فقال أعلى أفقر مني يا رسول الله والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه أو أنيابه ) تعجبا من حال هذا الرجل جاء خائفا وجلا فزعا ولم يرجع إلا وهو طامع فيما أريد منه أن يتصدق به فرجع إلى أهله بتمر نعم أباحه له النبي صلى الله عليه وسلم قال أطعمه أهلك وهذا الرجل كان عالما بالحكم الدليل قوله : ( هلكت ). فهو قد اعترف أنه هالك وهذا يدل أنه عارف بالحكم أما من كان جاهلا فإنه ليس عليه شيء و أما ما أشار إليه أخونا في قوله إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جاهدها فصواب العبارة ( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها ) وهو كناية عن الجماع فقد وجب الغسل وفي لفظ لمسلم : ( وإن لم ينزل ) فهو دليل على أن الجماع يوجب الغسل سواء كان فيه إنزال أم لم يكن لأن الغسل يجب إما بالإنزال وحده أو بالجماع وحده أو بهما جميعا وهذا يخفى على كثير من الشباب الذين يتزوجون يظنون أن لا غسل عليهم إلا بجماع فيه إنزال وهذا جهل فالجماع وحده موجب للغسل على الرجل والمرأة والإنزال وحده موجب للغسل على من أنزل والجماع بإنزال موجب للغسل من باب أولى.
طيب إذن الجاهل حتى بالجماع ليس عليه قضاء وليس عليه كفارة.

السائل : هل يجوز للأطباء أن يردوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : أن أن أن ؟
السائل : أن يردوا.
الشيخ : نعم.
السائل : أن يردوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض العلاجات والأدوية التي نصح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتجا بهذا الحديث (( أنتم أعلم بأمور دنياكم )) ؟
الشيخ : إذا ثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من أمور الدين أو الدنيا أو طب القلوب أو طب الأبدان، فإن الواجب على المؤمن تصديقه ولا يحل له أن يعارضه بشيء لأننا نعلم أن ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق وأنه لا يمكن أن يعارضه حق أبدا إذ أن الحق لا يتناقض فمن رد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه بشيء ذكر فيه شفاء فإنه يجب أن يراجع نفسه خوفا من أن يزيغ قلبه فيهلك.
فالواجب الإيمان بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال إن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الشفاء في بعض الأشياء ليس عن تجربة حتى نقول يمكن أن يخطئ ويمكن أن يصيب ولكنه عن وحي لأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس طبيب أبدان حتى يعرف خصائص الأشياء إنما يتكلم بوحي من الله فإذا قال مثلا في الحبة السوداء : ( إن فيها شفاء من كل داء إلا الموت ) وجب علينا أن نقبل هذا وإذا قدر أن أحدا استعملها ولم يجد شفاء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إلا الموت ) أي إلا لا بد منه فإذا كان الله قدر على إنسان شيئا لم ينفع فيه دواء.
العسل فيه شفاء للناس في القرآن هل يمكن لمؤمن أن يقول : إنه لا شفاء فيه ؟ أبدا نعم.

السائل : ما حكم الشرع في عملية طفل الأنابيب لأنها انتشرت في الوقت الأخير انتشارا كبيرا؟
الشيخ : نعم، علي ملاحظة في هذا السؤال وهو قول السائل ما حكم الشرع ؟ لأن حكم الشرع لا يمكن أن يوجه لإنسان يخطئ ويصيب لأن هذا الذي وجه له السؤال لو أجاب بخطأ صار الخطأ منسوبا إلى ايش ؟ للشرع ولهذا إذا أراد أن يوجه هذا السؤال يقول : ما حكم الشرع في نظركم ؟ ليكون مربوطا بنظر الإنسان الذي قد يخطئ وقد يصيب فيبنغي للسائل أن يحرر العبارة فيقول : ما ترون في كذا ؟ أو ما حكم كذا ولا يذكر الشريعة ؟ أو يقيد الشريعة في نظركم في رأي حكم وما أشبه ذلك.
أما ما يتعلق بطفل الأنابيب فأنا متوقف عن الفتوى به ولا أفتيك لا بحل ولا بحرمة لأن مسألته خطيرة فخوفا مما ينتج من النتائج السيئة توقفت عن الفتوى به وإن كان الأمر ظاهرا عندي لكن أتوقف عن الفتوى به لأنه ربما يترتب عليه مفاسد لا يعلم مداها إلا الله. نعم.

السائل : هل أخذ علبة عصير باردة بعلبتين ساخنة مثل بيع تمر رديئ بصاع من التمر الجيد ؟
الشيخ : أنا أسأل هل يجوز أن أعطي برتقالة طيبة ببرتقالتين رديئتين، يجوز أو لا ؟ يجوز. يجوز أن أعطي برتقالة طيبة ببرتقالتين رديئتين، تفاحة طيبة بتفاحتين رديئتين زجاجة من العصير الطيب بزجاجتين من عصير رديء فما في شيء سيارة طيبة بسيارتين رديئتين ثوب طيب بثوبين رديئين لأن الذي لا يجري فيه الربا يجوز فيه التفاضل والربا نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم في ستة أصناف يقرأ علينا الحديث من حفظه منكم أين طلاب كلية الشريعة ؟ أين طلاب الحديث ؟ ما هو الحديث الذي نص فيه الرسول عليه الصلاة والسلام على الأصناف الربوية تفضل.
الطالب : الذهب والفضة .
الشيخ : اتل الحديث
الطالب : أخطئ.
الشيخ : لا ما تخطئ إذا أخطأت نرد عليك.
الطالب : ( الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والشعير بالشعير والبر بالبر والملح بالملح ... )
الشيخ : ما في شيء ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يغرنك الناس طيب أحسنت ستة أصناف. في حديث عبادة بن الصامت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والتمر بالتمر والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد ).
ولننظر إلى جرة الي يقول الأخ جرة ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : جرة عصير بجرة عصير آخر أو علبة بيبسي بعلبتين أو ما أشبه ذلك هل تدخل في الأصناف الستة؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، برتقالة ببرتقالتين ؟ تدخل ؟ لا.
إذن ما لا يدخل في الأصناف الستة أو يكن مماثلا لها فإنه ليس فيه ربا إطلاقا.
طيب هل يجوز أن نبيع بعيرا ببعيرين ؟ أجيبوا يا جماعة. يجوز لأن البعير لا تدخل في الأصناف الستة ولا في معناها.
الطالب : أثابكم الله .
الشيخ : نعم تفضل.

السائل : في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي داود
الشيخ : عند أبي داود.
السائل : عند أبي داوود الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) هل فيه إثبات صفة القدم لله عز وجل؟
الشيخ : أسأل هذا السائل كلمة القديم هل هي صفة لسلطان وإلا صفة لله أين السائل ؟ أسألكم أنتم : القديم هل هي صفة لله أو صفة للسلطان؟
الطالب : للسلطان.
الشيخ : بسلطانه القديم القديم صفة لسلطان وليس صفة لله عز وجل ووصف السلطان بالقدم لا يدل على جواز وصف الرحمن بالقدم ولهذا لم يرد من أسماء الله القديم إنما ورد من أسمائه الأول الذي ليس قبله شيء وهو مغن عن القديم وأولى منه وأحسن منه ولا يحتمل ما يحتمله القديم من المعنى الحادث فالقديم يوصف به القديم الأزلي ويوصف به القديم الحادث كقوله تعالى : (( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )). ولهذا ليس من أسماء الله القديم ومن أسمائه الأول الذي ليس قبله شيء.

السائل : انتشرت عنكم أنكم أفتيتم بكشف وجه المرأة وكفيها وهذا منتشر في كثير من الدول العربية وهي إشاعة كبيرة عليكم فما توضيح ذلك ؟
الشيخ : اشهدوا أنني لم أفتي بهذا وأن لي رسالة في منع ذلك ذكرت بها أدلة من القرآن والسنة والنظر الصحيح أنه يحرم على المرأة أن تكشف وجهها لغير محارمها وهذا سواء في البلاد العربية أو غيرها لكن ما أكثر ما ينسب عنا من الأشياء الغربية والظاهر أن الذي يرغب شيئا من الأشياء ويحب أن يشيع بين الناس يجعله على كاهل عالم من العلماء من أجل أن يُقبل لدى الناس فهذا الذي نسب إلينا هذا القول كاذب علينا بل نحن نقول إنه لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها لغير محارمها أو زوجها ولنا في هذا رسالة معروفة والحمد لله ولا إشكال فيها لكن شاع في هذه البلاد العربية عني فتوى أفتينا بها في مسألة النقاب.
النقاب كان معروفا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وكان النساء تستعمله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في المحرمة : ( لا تنتقب ) فقوله : ( لا تنتقب ) يدل على أن من عادتهن ايش ؟ الانتقاب وقلت أنا لا أفتي بجوازه سدا للذريعة، الذريعة عندنا نحن في بلادنا أننا لو أفتينا المرأة بجواز النقاب فهل تقتصر على النقاب الذي تحتاج إليه أولا تقتصر ؟ الواقع لا سوف تفتح عينيها بقدر حاجة لمدة أسبوع أو شهر أو نحو ذلك ثم يزيد الشق أو الخرق حتى يشمل - لا مو الوجه على طول اصبر شوية - الجفون ثم الحواجب ثم طرف الجبهة طرف الوجنة وهكذا بالتدريج وقلنا لا نفتي بالجواز ولم نقل نفتي بعدم الجواز وهنا فرق بين العبارتين إذا قلت لا أفتي بالجواز فالمعنى أني امتنع من الفتوى بذلك وإذا قلت أفتي بعدم الجواز فمعنى ذلك أني حرمته وليس لي حق أن أحرم شيئا موجودا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
فاذا قال قائل : كيف تمنع الناس أو كيف لا تقدم على الفتوى بجوازه مع جوازه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام؟
قلنا : إن سد الذرائع أمر جاءت به الشريعة فقد قال الله تعالى : (( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ))
فنهى عن سب آلهة المشركين لألا يكون ذريعة إلى أي شيء ؟ إلى سب الله، وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه منع بيع أمهات الأولاد ويراد بأمهات الأولاد السرية التي جاءت من سيدها بولد فإن بيعها كان جائزا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر ولكنه لا يفرقون بين المرأة وأولادها لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فلما كثرت السراري في عهد عمر وصار الرجل يتسرى بالمرأة وتأتي بأولاد ويبيعها ولا يبالي أن يفرق بينها وبين أولادها منع من ذلك منع من بيع أمهات الأولاد لكنه لم يمنعه تشريعا لأن عمر من أشد الناس وقوفا عند حدود الله لكن منعه خوفا من شيء محرم وهو التفريق ايش ؟ بين الأم وولدها. وكذلك أيضا في الطلاق الثلاث كان الرجل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إذا طلق ثلاثا ليس بينهما رجعة يراجع ولا تبين منه المرأة لكنه كان حراما فلم يكن كثيرا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولا في عهد أبي بكر ولا في أول خلافة عمر ثم إن الناس تتابعوا وهلكوا في هذا الطلاق وجعل الواحد منهم يطلق ثلاثا ولا يبالي فقال رضي الله عنه : ( أرى الناس قد تعجلوا في أمر كان لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم ). فأمضاه عليهم وجعل الطلاق الثلاث طلاقا بائنا لا يحل للرجل أن يراجع زوجته فيه فمنع من شيء كان معروفا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام سدا للذريعة وهي الوقوع في المحرم الذي هو الطلاق الثلاث. فما ذهبنا إليه من عدم الفتوى في جوازه له أصل في القرآن وأصل في عمل الصحابة رضي الله عنهم ولسنا نقول إنه لا يجوز النقاب بل نقول لا نفتي بجوازه خوفا من الوقوع ايش؟ في المحرم في تساهل النساء في ذلك فيزيد إلى أن تفتح نصف الوجه. استغله بعض الناس في دولة من الدول العربية وقالوا النقاب حرام حرمه فلان وصاروا ينشرون الفتوى لكنها كلمة حق أريد بها باطلا.
يقول النقاب حرام لكن كشف الوجه جائز ويحاربون به المرأة المنتقبة ويقول اكشفي وجهك هذه فتوى ابن عثيمين. هذا قلب للحقائق هل نحن نقول لا نفتي بجوازه بل نقول اكشفي الوجه ولا لا نفتي بجوازه وغطي الوجه الثاني ولا الأول ؟ الثاني لا شك نحن نقول يجب أن تغطي المرأة وجهها عن كل أحد من الرجال إلا المحارم والزوج وخذوا هذا عني لكن أهل الباطل يريدون أن يعززوا باطلهم بخيط العنكبوت.
الطالب : ... .
الشيخ : لا هم أخذوا فيما نسمع قالوا إن هذه الفتوى معناها جواز كشف الوجه.
الطالب : ... .
الشيخ : لا.