فتاوى الحرم المكي-1415-05a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
كلمة عن ليلة القدر وفضلها .
الشيخ : ... خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا هو اللقاء الذي يتم في المسجد الحرام في العشر الأواخر من رمضان من كل عام وهو هذه الليلة ليلة ثلاث وعشرين من رمضان وهي إحدى الليالي التي يرجى أن تكون ليلة القدر لأن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وفي أوتاره أوكد وفي ليلة سبع وعشرين أبلغ.
لكن الله تعالى أخفاها عن العباد لفائدتين عظيمتين :
الفائدة الأولى : امتحان العباد في صدق الطلب وعدم الصدق في الطلب.
وأما من كان صادق الطلب فلابد أن يتعب للحصول على مطلوبه وذلك بموافقة ليلة القدر.
ومن لم يكن صادقا في طلبه فإنه سوف يستثقل أن يقوم كل ليالي العشر من أجل ليلة واحدة فيتكاسل وهذا من حكمة الله عز وجل.
أما الفائدة الثانية : فهي من أجل أن تكثر أعمال العباد لأن ليلة القدر لو كانت ليلة معينة لاجتهد الناس فيها ثم توقفوا عن الاجتهاد ولم يحصل لهم الأجر والثواب الذي يحصل بقيام الليالي العشر.
تمتاز ليلة القدر بأمور كونية وأمور شرعية.
أما الأمور الكونية فإن الله سبحانه وتعالى وصفها بأنها ليلة مباركة فقال : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )). ومن بركتها ما يحصل للقلب من زيادة الإيمان وما يحصل للصدر من انشراح والطمأنينة ومحبة الخير والدعاء والإجابة والعمل والإثابة كل ذلك من بركة ليلة القدر.
ومن الخصائص الكونية أيضا.
-لا تتسوك يا أخي-
أما بعد : فهذا هو اللقاء الذي يتم في المسجد الحرام في العشر الأواخر من رمضان من كل عام وهو هذه الليلة ليلة ثلاث وعشرين من رمضان وهي إحدى الليالي التي يرجى أن تكون ليلة القدر لأن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وفي أوتاره أوكد وفي ليلة سبع وعشرين أبلغ.
لكن الله تعالى أخفاها عن العباد لفائدتين عظيمتين :
الفائدة الأولى : امتحان العباد في صدق الطلب وعدم الصدق في الطلب.
وأما من كان صادق الطلب فلابد أن يتعب للحصول على مطلوبه وذلك بموافقة ليلة القدر.
ومن لم يكن صادقا في طلبه فإنه سوف يستثقل أن يقوم كل ليالي العشر من أجل ليلة واحدة فيتكاسل وهذا من حكمة الله عز وجل.
أما الفائدة الثانية : فهي من أجل أن تكثر أعمال العباد لأن ليلة القدر لو كانت ليلة معينة لاجتهد الناس فيها ثم توقفوا عن الاجتهاد ولم يحصل لهم الأجر والثواب الذي يحصل بقيام الليالي العشر.
تمتاز ليلة القدر بأمور كونية وأمور شرعية.
أما الأمور الكونية فإن الله سبحانه وتعالى وصفها بأنها ليلة مباركة فقال : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )). ومن بركتها ما يحصل للقلب من زيادة الإيمان وما يحصل للصدر من انشراح والطمأنينة ومحبة الخير والدعاء والإجابة والعمل والإثابة كل ذلك من بركة ليلة القدر.
ومن الخصائص الكونية أيضا.
-لا تتسوك يا أخي-
بيان بعض خصائص ليلة القدر .
الشيخ : ومن الخصائص الكونية أيضا أنه قدر فيها ما يكون في تلك السنة لقول الله تبارك وتعالى : (( فيها يفرق كل أمر حكيم )). فما كتب الله تعالى أن يقدر في هذه السنة فإنه يكتب في ليلة القدر، وهذه ليست الكتابة الأولى التي كتب الله في اللوح المحفوظ فإن الله تعالى كتب في اللوح في المحفوظ مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. لكنها كتابة حولية لأن الكتابات إما كتابة حولية أو كتابة عمرية أو كتابة عامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
أما بركتها الشرعية : بركاتها الشرعية فمنها : أن ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) إيمانا بماذا ؟ إيمانا بالله وبما جعل من الثواب لقيام ليلة القدر، واحتسابا أي احتسابا للثواب وطلبا له فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه وهذا هو الذي يطلب أن يفعل ليلة القدر أعني القيام بالصلاة والذكر والدعاء، وأما تخصيصها بالعمرة كما جرت به العادة عند كثير من الناس فهذا ليس بصحيح، فلا ينبغي أن تخصص ليلة سبع وعشرين بالعمرة لأن تخصيصها بالعمرة إدخال في شريعة الله ما ليس منها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحث أمته على أن يعتمروا ليلة سبع وعشرين، وإنما حثهم على ايش ؟ على القيام على قيام الليلة فقال : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) .
أما بركتها الشرعية : بركاتها الشرعية فمنها : أن ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) إيمانا بماذا ؟ إيمانا بالله وبما جعل من الثواب لقيام ليلة القدر، واحتسابا أي احتسابا للثواب وطلبا له فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه وهذا هو الذي يطلب أن يفعل ليلة القدر أعني القيام بالصلاة والذكر والدعاء، وأما تخصيصها بالعمرة كما جرت به العادة عند كثير من الناس فهذا ليس بصحيح، فلا ينبغي أن تخصص ليلة سبع وعشرين بالعمرة لأن تخصيصها بالعمرة إدخال في شريعة الله ما ليس منها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحث أمته على أن يعتمروا ليلة سبع وعشرين، وإنما حثهم على ايش ؟ على القيام على قيام الليلة فقال : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) .
بيان أن العبادة لا تكون موافقة للشرع إلا إذا وافقته في أمور ستة .
الشيخ : ومن المعلوم أن العبادة لا تكون موافقة للشرع إلا إذا وافقت الشرع في أمور ستة : السبب والجنس والقدر والهيئة والزمان والمكان. عدها.
الطالب : الهيئة والزمان والمكان.
الشيخ : هذه ثلاث من ستة، كمل.
الطالب : السبب والجنس والقدر .
الشيخ : إذن الذي فات الأخ ثلاثة وهي السبب والجنس والقدر تمام، استرح.
فمن شرع عبادة لسبب لم يجعله الشرع سببا فإنها لا تقبل منه بل هو مبتدع، يعني لو أراد الإنسان أن يقول كل ما دخلت بيتي فسأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وصار كل ما دخل البيت صلى على النبي. هل تقبل منه هذه العبادة ؟ أجيبوا يا جماعة، لا. لماذا ؟ لأنها بدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). فإذا
قال قائل : أنا إذا دخلت بيتي تذكرت دخول النبي صلى الله عليه وسلم بيته فأصلي على النبي.
قلنا : والصحابة الذين يدخلون بيوتهم هل يتذكرون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بيته أو لا ؟ إن كنت تتذكر فهم أشد منك ذكرا، ومع ذلك لم يكونوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلوا بيوتهم. ومن ذلك ما شاع عند كثير من المسلمين من إحداث الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم حيث جعلوا مرور الليلة التي يدعون أنه كان ولد فيها يجعلونها سببا للاجتماع والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتقديم الحلوى وغير ذلك مما هو معروف، فنقول هذا ليس بصحيح لأن مرور الوقت الذي ولد فيه لا يكون سببا لهذا الاحتفال فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لم يحتفل بذلك والصحابة لم يحتفلوا بذلك والتابعون لم يحتفلوا بذلك وتابعو التابعين لم يحتفلوا بذلك وهذه القرون المفضلة وإذا كانت القرون المفضلة لم تحتفل بذلك فكيف يحدث بعدهم الاحتفال بذلك. تبقى الأمة الإسلامية ثلاثة قرون لا تدري عن هذه الشريعة أو تبقى ثلاثة قرون لم تنفذ هذه الشريعة كلا الأمرين مستحيل، مستحيل أن يمر عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وعصر الخلفاء الراشدين وعصر الصحابة وعصر التابعين لهم بإحسان وعصر تابعي التابعين وهم لم يعلموا أن الاحتفال بهذه المناسبة سنة ومحال أيضا أن يعلموا أنه سنة ولم يقوموا به، إذن هذه بدعة ليست مقبولة عند الله بل هي مردودة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). على أننا من الناحية التاريخية لم يثبت عندنا أن مولده كان ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول أبدا بل قرر بعض الفلكيين العصريين أن مولده كان في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول، فتبين بذلك أن هذه البدعة لا تصح من الناحية التاريخية ولا من الناحية الشرعية. وحينئذ لا ينبغي أن نكلف أنفسنا بعمل ليس منه إلا التعب والإثم بل نسلم على أبداننا وعلى أموالنا ونقول شيء لم يكن عليه الصحابة رضي الله عنهم لا خير فيه.
إذن لم يثبت أن هذا السبب سبب لشرع هذه العبادة علمنا أن هذه العبادة ايش ؟ بدعة ونسميها عبادة تنزلا مع الخصم وإلا ليست عبادة.
الثاني : في الجنس لابد أن توافق الشرع في الجنس فمن تعبد لله تعالى بشيء لم يشرع التعبد في جنسه فإن عمله مردود عليه.
مثال ذلك : إنسان ضحى بفرس ضحى بفرس الفرس يساوي 500 ريال مثلا والتضحية بشاة تساوي 100 ريال فإذا ضحى بفرس قلنا الأضحية غير مشروعة فتكون ايش ؟ مردودة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). أفهمتم ؟ مع أن الفرس حلال يؤكل والفرس أغلى من بعض بهيمة الأنعام لكن لأنه لم يكن جنسه مشروعا أن يتقرب إلى الله به في الأضحية والهدي صار مردودا غير مقبول.
طيب لو عق ببعير عن شاة تعرفون العقيقة ما هي ؟ ما هي العقيقة ؟
لا تلتفت أنت أنت صاحبنا قم.
الطالب : إذا ولد الطفل .
الشيخ : إذا ولد ايش ؟
الطالب : إذا جاءه ولد .
الشيخ : نعم .
الطالب : ذبح له .
الشيخ : أحسنت يعني ما يذبح عن المولود في أي يوم ؟
الطالب : في السابع .
الشيخ : في السابع بارك الله فيك، هذه العقيقة لو أن إنسانا عق بدل الشاة ببعير هل تقبل منه ؟ نعم هل تقبل ؟
الطالب : لا.
الشيخ : تقبل، هذان قولان وهما قولان للعلماء أيضا فمن العلماء من قال إن العقيقة لا تقبل بالبعير لأن السنة إنما وردت بالشاة فإذا عق بالبعير فقد عق بجنس لم يرد العق به.
ومنهم من قال بل تجزئ العقيقة من الإبل والشاة أفضل لأن جنس الإبل مما يتقرب إلى الله بذبحه.
فصار مجزيا في العقيقة ولكن الشاة أفضل.
ويبقى السؤال هل تجزئ البعير عن سبع عقائق ؟ الأخ.
الطالب : ... .
الشيخ : قولان، ما يمكن كل مسألة يكون فيها قولان
الطالب : ... .
الشيخ : طيب استرح، لا تجزئ عن سبع عقائق. وعلل العلماء ذلك بأن العقيقة فدية نفس بنفس شاة فدية عن نفس والبعير واحدة فلا يمكن أن تكون فدية عن سبع أنفس وهذا التعليل جيد ومع ذلك يقولون إن الشاة أفضل من البعير في العقيقة لأن ذلك هو الذي وردت به السنة وهو الذي لا إشكال فيه.
الثالث : أن توافق الشريعة ايش ؟ في القدر، أن توافق الشريعة في القدر. فإن نقصت أو زادت لم تقبل ولم تكن عبادة فلو أن رجلا صلى الظهر ركعتين في غير سفر لم تقبل، لماذا ؟ لأنها أقل من العدد المفروض أو صلاها ستة لم تقبل لأنها أكثر من العدد ايش ؟ المشروع.
ولو أن إنسان طهر نجاسة كلب بثلاثة غسلات نقيت تماما فإن ذلك لا يطهر المحل لأنه ايش ؟ أقل من العدد المفروض لأن العدد المفروض كم ؟ سبعة غسلات إحداها بالتراب.
الرابع : الهيئة أو الصفة فإذ تعبد الإنسان لله بشيء لا يوافق الشرع في هيئته وصفته فإنه غير مقبول مثال ذلك : لو أن رجلا صلى وبدأ بالسجود قبل الركوع. بدأ بالسجود قبل الركوع فصلاته ايش ؟ باطلة، لماذا ؟ لأنه غير الهيئة الواردة وصلاها على غير صفتها فلا تكون مقبولة.
الخامس : أن تكون موافقة للشرع في الزمان فلو أن شخصا قال أنا لا أريد أن أضحي في عيد الأضحى ولكن أريد أن أضحي في عيد الفطر لأنني في عيد الأضحى مشغول وعيد الفطر أفرغ منه فضحى في عيد الفطر أتكون أضحيته مقبولة ؟ لا
طيب ضحى في عيد الأضحى بعد الصلاة.
الطالب : ... .
الشيخ : بعد الصلاة .
الطالب : ... .
الشيخ : لا تقبل ولو ضحى في عيد الأضحى بعد الصلاة تقبل ولو ضحى في عيد الأضحى قبل الصلاة لا تقبل لأن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : ( من نسك قبل الصلاة فلا نسك له فقام أبو بردة بن نيار وقال : يا رسول الله إني ذبحت شاتي قبل أن أصلي. أردت أن يأكل أهلي - يعني مبادرين بالأكل -. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : شاتك شاة لحم - يعني أن ايش؟ لا تجزئ الأضحية - فقال إن عندي عناقا هي أحب إلي من شاتين - والعناق هي الأنثى من المعز لها نحو أربعة أشهر - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ضح بها ولن تجزئ عن أحد بعدك ). والمقصود من هذا الحديث أن من ضحى قبل وقت الأضحية فإنه لا أضحية له لأن أضحيته لم توافق الشرع في ايش ؟ في الزمان.
السادس : في المكان فمن تعبد لله تعالى بعبادة في غير المكان المخصص لها فإنها لا تقبل منه بل تكون بدعة.
مثاله : رجل اعتكف في بيته بدل الاعتكاف في المسجد فهل يقبل اعتكافه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا ؟ لأنه خالف في المكان إذ أن الاعتكاف إنما يكون في المساجد التي تقام فيها الجماعة فاحفظوا هذه الأمور الستة التي لا يمكن أن تكون العبادة مشروعة مقبولة عند الله إلا إذا وافقت الشريعة في هذه الأمور الستة ويقوم حد يعدها لنا.
الطالب : ... .
الشيخ : لا عديت أنت عديت ثلاثة وبقي ثلاثة جاوبنا عليها.
الطالب : السبب الجنس القدر .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك.
الشيخ : أحسنتم بارك الله فيكم .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام .
الطالب : مساكم الله بالخير .
الشيخ : هلا .
الطالب : ... لأن الدوام خلاص أتريد أن نبدأ الليلة.
الشيخ : أي جيب الأسئلة الي قلنالك أنت والأخ نسق معهم .
الطالب : طيب.
الشيخ : وعلى هذا فنقول .
الطالب : الهيئة والزمان والمكان.
الشيخ : هذه ثلاث من ستة، كمل.
الطالب : السبب والجنس والقدر .
الشيخ : إذن الذي فات الأخ ثلاثة وهي السبب والجنس والقدر تمام، استرح.
فمن شرع عبادة لسبب لم يجعله الشرع سببا فإنها لا تقبل منه بل هو مبتدع، يعني لو أراد الإنسان أن يقول كل ما دخلت بيتي فسأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وصار كل ما دخل البيت صلى على النبي. هل تقبل منه هذه العبادة ؟ أجيبوا يا جماعة، لا. لماذا ؟ لأنها بدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). فإذا
قال قائل : أنا إذا دخلت بيتي تذكرت دخول النبي صلى الله عليه وسلم بيته فأصلي على النبي.
قلنا : والصحابة الذين يدخلون بيوتهم هل يتذكرون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بيته أو لا ؟ إن كنت تتذكر فهم أشد منك ذكرا، ومع ذلك لم يكونوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلوا بيوتهم. ومن ذلك ما شاع عند كثير من المسلمين من إحداث الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم حيث جعلوا مرور الليلة التي يدعون أنه كان ولد فيها يجعلونها سببا للاجتماع والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتقديم الحلوى وغير ذلك مما هو معروف، فنقول هذا ليس بصحيح لأن مرور الوقت الذي ولد فيه لا يكون سببا لهذا الاحتفال فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لم يحتفل بذلك والصحابة لم يحتفلوا بذلك والتابعون لم يحتفلوا بذلك وتابعو التابعين لم يحتفلوا بذلك وهذه القرون المفضلة وإذا كانت القرون المفضلة لم تحتفل بذلك فكيف يحدث بعدهم الاحتفال بذلك. تبقى الأمة الإسلامية ثلاثة قرون لا تدري عن هذه الشريعة أو تبقى ثلاثة قرون لم تنفذ هذه الشريعة كلا الأمرين مستحيل، مستحيل أن يمر عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وعصر الخلفاء الراشدين وعصر الصحابة وعصر التابعين لهم بإحسان وعصر تابعي التابعين وهم لم يعلموا أن الاحتفال بهذه المناسبة سنة ومحال أيضا أن يعلموا أنه سنة ولم يقوموا به، إذن هذه بدعة ليست مقبولة عند الله بل هي مردودة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). على أننا من الناحية التاريخية لم يثبت عندنا أن مولده كان ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول أبدا بل قرر بعض الفلكيين العصريين أن مولده كان في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول، فتبين بذلك أن هذه البدعة لا تصح من الناحية التاريخية ولا من الناحية الشرعية. وحينئذ لا ينبغي أن نكلف أنفسنا بعمل ليس منه إلا التعب والإثم بل نسلم على أبداننا وعلى أموالنا ونقول شيء لم يكن عليه الصحابة رضي الله عنهم لا خير فيه.
إذن لم يثبت أن هذا السبب سبب لشرع هذه العبادة علمنا أن هذه العبادة ايش ؟ بدعة ونسميها عبادة تنزلا مع الخصم وإلا ليست عبادة.
الثاني : في الجنس لابد أن توافق الشرع في الجنس فمن تعبد لله تعالى بشيء لم يشرع التعبد في جنسه فإن عمله مردود عليه.
مثال ذلك : إنسان ضحى بفرس ضحى بفرس الفرس يساوي 500 ريال مثلا والتضحية بشاة تساوي 100 ريال فإذا ضحى بفرس قلنا الأضحية غير مشروعة فتكون ايش ؟ مردودة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). أفهمتم ؟ مع أن الفرس حلال يؤكل والفرس أغلى من بعض بهيمة الأنعام لكن لأنه لم يكن جنسه مشروعا أن يتقرب إلى الله به في الأضحية والهدي صار مردودا غير مقبول.
طيب لو عق ببعير عن شاة تعرفون العقيقة ما هي ؟ ما هي العقيقة ؟
لا تلتفت أنت أنت صاحبنا قم.
الطالب : إذا ولد الطفل .
الشيخ : إذا ولد ايش ؟
الطالب : إذا جاءه ولد .
الشيخ : نعم .
الطالب : ذبح له .
الشيخ : أحسنت يعني ما يذبح عن المولود في أي يوم ؟
الطالب : في السابع .
الشيخ : في السابع بارك الله فيك، هذه العقيقة لو أن إنسانا عق بدل الشاة ببعير هل تقبل منه ؟ نعم هل تقبل ؟
الطالب : لا.
الشيخ : تقبل، هذان قولان وهما قولان للعلماء أيضا فمن العلماء من قال إن العقيقة لا تقبل بالبعير لأن السنة إنما وردت بالشاة فإذا عق بالبعير فقد عق بجنس لم يرد العق به.
ومنهم من قال بل تجزئ العقيقة من الإبل والشاة أفضل لأن جنس الإبل مما يتقرب إلى الله بذبحه.
فصار مجزيا في العقيقة ولكن الشاة أفضل.
ويبقى السؤال هل تجزئ البعير عن سبع عقائق ؟ الأخ.
الطالب : ... .
الشيخ : قولان، ما يمكن كل مسألة يكون فيها قولان
الطالب : ... .
الشيخ : طيب استرح، لا تجزئ عن سبع عقائق. وعلل العلماء ذلك بأن العقيقة فدية نفس بنفس شاة فدية عن نفس والبعير واحدة فلا يمكن أن تكون فدية عن سبع أنفس وهذا التعليل جيد ومع ذلك يقولون إن الشاة أفضل من البعير في العقيقة لأن ذلك هو الذي وردت به السنة وهو الذي لا إشكال فيه.
الثالث : أن توافق الشريعة ايش ؟ في القدر، أن توافق الشريعة في القدر. فإن نقصت أو زادت لم تقبل ولم تكن عبادة فلو أن رجلا صلى الظهر ركعتين في غير سفر لم تقبل، لماذا ؟ لأنها أقل من العدد المفروض أو صلاها ستة لم تقبل لأنها أكثر من العدد ايش ؟ المشروع.
ولو أن إنسان طهر نجاسة كلب بثلاثة غسلات نقيت تماما فإن ذلك لا يطهر المحل لأنه ايش ؟ أقل من العدد المفروض لأن العدد المفروض كم ؟ سبعة غسلات إحداها بالتراب.
الرابع : الهيئة أو الصفة فإذ تعبد الإنسان لله بشيء لا يوافق الشرع في هيئته وصفته فإنه غير مقبول مثال ذلك : لو أن رجلا صلى وبدأ بالسجود قبل الركوع. بدأ بالسجود قبل الركوع فصلاته ايش ؟ باطلة، لماذا ؟ لأنه غير الهيئة الواردة وصلاها على غير صفتها فلا تكون مقبولة.
الخامس : أن تكون موافقة للشرع في الزمان فلو أن شخصا قال أنا لا أريد أن أضحي في عيد الأضحى ولكن أريد أن أضحي في عيد الفطر لأنني في عيد الأضحى مشغول وعيد الفطر أفرغ منه فضحى في عيد الفطر أتكون أضحيته مقبولة ؟ لا
طيب ضحى في عيد الأضحى بعد الصلاة.
الطالب : ... .
الشيخ : بعد الصلاة .
الطالب : ... .
الشيخ : لا تقبل ولو ضحى في عيد الأضحى بعد الصلاة تقبل ولو ضحى في عيد الأضحى قبل الصلاة لا تقبل لأن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : ( من نسك قبل الصلاة فلا نسك له فقام أبو بردة بن نيار وقال : يا رسول الله إني ذبحت شاتي قبل أن أصلي. أردت أن يأكل أهلي - يعني مبادرين بالأكل -. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : شاتك شاة لحم - يعني أن ايش؟ لا تجزئ الأضحية - فقال إن عندي عناقا هي أحب إلي من شاتين - والعناق هي الأنثى من المعز لها نحو أربعة أشهر - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ضح بها ولن تجزئ عن أحد بعدك ). والمقصود من هذا الحديث أن من ضحى قبل وقت الأضحية فإنه لا أضحية له لأن أضحيته لم توافق الشرع في ايش ؟ في الزمان.
السادس : في المكان فمن تعبد لله تعالى بعبادة في غير المكان المخصص لها فإنها لا تقبل منه بل تكون بدعة.
مثاله : رجل اعتكف في بيته بدل الاعتكاف في المسجد فهل يقبل اعتكافه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لماذا ؟ لأنه خالف في المكان إذ أن الاعتكاف إنما يكون في المساجد التي تقام فيها الجماعة فاحفظوا هذه الأمور الستة التي لا يمكن أن تكون العبادة مشروعة مقبولة عند الله إلا إذا وافقت الشريعة في هذه الأمور الستة ويقوم حد يعدها لنا.
الطالب : ... .
الشيخ : لا عديت أنت عديت ثلاثة وبقي ثلاثة جاوبنا عليها.
الطالب : السبب الجنس القدر .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك.
الشيخ : أحسنتم بارك الله فيكم .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام .
الطالب : مساكم الله بالخير .
الشيخ : هلا .
الطالب : ... لأن الدوام خلاص أتريد أن نبدأ الليلة.
الشيخ : أي جيب الأسئلة الي قلنالك أنت والأخ نسق معهم .
الطالب : طيب.
الشيخ : وعلى هذا فنقول .
اضيفت في - 2006-04-10