الشيخ : أحسنت بارك الله فيك .
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام .
الطالب : مساكم الله بالخير .
الشيخ : هلا .
الطالب : ... لأن الدوام خلاص أتريد أن نبدأ الليلة.
الشيخ : أي جيب الأسئلة الي قلنالك أنت والأخ نسق معهم .
الطالب : طيب.
الشيخ : وعلى هذا فنقول : إنه يجب علينا أن نعرف أحكام الشريعة في كل ما نتقرب به إلى الله لئلا نتقرب إلى الله بما لم يشرع لنا وإن الإنسان المتقرب إلى الله بما لم يشرعه لا تقبل قربته بل لا تزيدهم من الله تعالى إلا بعدا.
ولعلنا نقتصر على هذا الذي قدمناه في هذه المناسبة لننتقل إلى الكلام ايش ؟
الطالب : المناقشة .
الشيخ : المناقشة؟ المناقشة غدا صباح ايش ؟ عندكم الليلة .
الطالب : علامات ليلة القدر .
الشيخ : نعم ايش ؟
الطالب : علامات ليلة القدر .
الشيخ : الأعمال ؟
الطالب : العلامات.
الشيخ : طيب ذكرنا الأعمال ليلة القدر أنه قيام وأما تخصيصها بالعمرة فإنه لا أصل له في الشرع ولهذا ننصح إخواننا المسلمين أن لا يخصوا ليلة القدر بالعمرة ، لأن ذلك ليس بمشروع إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم خصوها بالعمرة إطلاقا.

الشيخ : أما ما أريد أن أتكلم عليه كما جرت العادة فهو ما قرأه إمامنا في صلاة الفريضة حيث تلا قول الله تعالى : (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) إلى آخر السورة ولنتكلم عليها بإيجاز فقوله تعالى : (( لله ملك السماوات والأرض )) هذه جملة خبرية فيها ما يدل على الحصر وطريقه ؟ الأخ، قم .
أقول هذه الجملة فيها ما يفيد الحصر (( لله ملك السماوات والأرض )) (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) فما طريقه ؟ اصبر يا أخي ايش طريقه؟ يعني تعرف ولا ما تعرف جزاك الله خيرا استرح جاره.
الطالب : ... .
الشيخ : لا. استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح طريق الحصر في هذه الآية تقديم ما حقه التأخير لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر - انتبه - شقلت ؟
الطالب : تقديم الحصر .
الشيخ : استرح يا أخي تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر في هذه الآية (( لله ما في السماوات وما في الأرض )) قدمنا ما حقه التأخير وهو الخبر على ما حقه التقديم وهو المبتدأ.
(( لله ما في السماوات وما في الأرض )) وما هنا من صيغ العموم أي كل ما في السموات وما في الأرض فإنه لله لا يشاركه فيه أحد أبدا لا ملك مقرب ولا نبي مرسل واستمع إلى قول الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظهير وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) (( لا يملكون مثقال ذرة )) ملكا مستقلا، (( وما لهم فيهما من شرك )) ملك مشترك، (( وما له منهم من ظهير )) يعني لا أحد عاونه على خلق السماوات والأرض (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) يعني لا أحد يشفع إلا بإذن الله.
وبهذه الأمور الأربعة المنفية انقطعت عرى المشركين الذين يدعون أن آلهتهم تشفع لهم عند الله.
وقوله : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحسابكم به الله )). يعني أن الإنسان إذا أضمر شيئا في نفسه فأبداه للناس يعني أظهره أو أخفاه فإن الله يحاسبه وإذا حاسبه فالنتيجة (( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) .
وهذه الآية لما نزلت شقت على الصحابة لأن الإنسان يكون في نفوسه أشياء يستحق أن يعذب عليها ولكن أنزل الله عز وجل بعد ذلك (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). فما لا يدخل في وسعك لا تحاسب عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ).
فلو حدثتك النفس، حدثتك بأشياء كفرية ولكنك لم تركن إلى هذا الحديث ورفضته فهل تحاسب عليه ؟
الجواب : لا، الشيطان يلقي في قلب الإنسان أشياء لو أنه ركن إليها لكان كافرا قد يلقي في قلبك وجود الله عز وجل ما هو الدليل على وجود الله مثلا، قد يلقي في قلبك أن القرآن ليس كلام الله، قد يلقي في قلبك أن الصلاة لا فائدة منها، قد يلقي في قلبك أنك طلقت زوجتك، إلى غير ذلك من الوساوس التي لا حصر لها.
فإذا لم تركن إليها فإنها في سبيل العفو معفو عنها لا تؤاخذ عليها ولا تحاسب عليها لأن الله قال : (( لا يكلف الله نفسا )) ايش ؟ (( إلا وسعها )). ولهذا يبتلى كثير من الناس بهذه الوساوس فتجد يأتي يسأل يقول إني فكرت أني طلقت زوجتي ماذا نقول له ؟ تطلق أو لا ؟ لا تطلق طيب.
قال إني تصورت أنني اخاصمها وأنازعها وأنها تقول لي فعلت كذا وأقول فعلت كذا وإنني غضبت فطلقتها تطلق ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ليش ؟ لأن هذا حديث نفس ماركن إليه الإنسان وإني أقول إراحة لهؤلاء الذين ابتلوا بالوسواس في باب الطلاق أقول إن الموسوس لا يقع له طلاق أبدا حتى لو قال امرأتي طالق، فإنه لا يقع طلاقه لأنه موسوس. بعض الناس إذا ابتلي بالوسواس وضاقت نفسه قال إذن أفتك من هذا الأمر، امرأتي طالق، نعم. هل تطلق ؟ لا. ليش ؟ لأن هذا طلاق في إغلاق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طلاق في إغلاق ).
سأل سائل: شخصا عنده شيء من العلم وقال إني شككت هل أحدثت أم لا ؟ وكان طاهرا لكن شك هل أحدث أم لا فقال له المفتي اضرط عشان ايش ؟ تتيقن أنك أحدثت. وهذه فتوى غلط الصواب أن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليك شيء هل خرج منك شيء أم لا ايش ؟ ( فلا تنصرف من الصلاة ) ولا تخرج من المسجد ( حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا ).
وعلى هذا ففتوى هذا الرجل تعتبر فتوى غلط لأنه في الواقع لم يحل مشكلة إلا بما هو أشكل منها إذ أن الإنسان لا يريد أن يتوضأ وهو شاك في الحدث فكيف نقول انقض وضوءك ثم تطهر هذا غلط. وهذا مما يسوؤنا كثيرا أن يتقدم أحد بمثل هذه الفتاوي التي ليست مبنية على هدى من الله والأمر خطير الفتوى بلا علم وبرهان هي ممن افترى على كذبا أو هي من الافتراء على الله كذبا فعلى الإنسان أن يتأهب لمناقشة يوم القيامة أن يفتي بغير علم.
طيب إذن قوله : (( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )) هذا شيء ثقيل على النفوس ولكن الله خفف بماذا ؟ قم
الطالب : ... .
الشيخ : بقوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )). فما لا يدخل في وسعك فإنك غير مكلف به.

الشيخ : يقول جل وعلا : (( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير )). يستثنى من هذا الشرك فإن الإنسان إذا أضمر الشرك بالله وركن إليه لا يغفر له لقول الله تعالى : (( إن الله )) اقرأ الآية. اقرأها قم قم يارِجّال. (( إن الله ))
الطالب : (( إن الله لا يغفر لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) .
الشيخ : أحسنت. بارك الله فيك. (( إن الله لا يغفر لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) (( والله على كل شيء قدير )) على كل شيء قدير كل شيء فالله تعالى قادر عليه إن كان موجودا قادر على إعدامه وإن كان معدوما قادر على ايجاده ولم يستثني من هذا شيء.

الشيخ : ثم قال : (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ )) إلى آخره.
(( آمن الرسول )) من المراد بالرسول هنا ؟ الأخ.
الطالب : ... .
الشيخ : لا، أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : محمد0
الشيخ : النبي محمد عليه الصلاة والسلام (أل) في الرسول تكون للعهد على كلامك فأي العهود ؟ الذهني أو الحضوري أو الذكري ؟ استرح.
من يعرف ؟
العهود ثلاثة : ذكري وحضوري وذهني. فمن أيها (ال) في هذه الآية ؟
الطالب : الذهني
الشيخ : من العهد الذهني ؟
الطالب : ... .
الشيخ : بس المهم الذهني لأن هذا معلوم بالذهن. كمل جزاك الله خيرا، طيب هل تستطيع أن تاتي بمثال فيه للعهد الذكري.
الطالب : (( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا )).
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك هل تستطيع أن تأتي بمثال أل فيه للعهد الحضوري ؟
الطالب : العهد الذهني والذكري
الشيخ : لا حضوري لا تنكر الشيء الذي لا تعرفه غيرك يعرفه استرح تفضل.
الطالب : تكون تتحدث مع شخص تذكر الشيخ الفلاني الذي كان قبل قليل.
الشيخ : لا الحضوري .
الطالب : حاضر أمامك .
الشيخ : تقول اليوم آتيك.
الطالب : اليوم آتيك.
الشيخ : (ال) هنا للعهد الحضوري أحسنت يعني اليوم الحاضر آتيك. ومنه قوله تعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) يعني اليوم الحاضر وهذه الآية كما يعلم كثير منكم نزلت في يوم ايش ؟ في يوم عرفة.
قال العلماء : وكلما جاءت (أل) بعد اسم الإشارة فهي للعهد الحضوري فتقول : ذلك اليوم ذلك الرجل وما أشبه ذلك.
طيب إذن (( آمن الرسول )) المراد بالرسول ؟ محمد صلى الله عليه وسلم (( بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون )) إلى آخره (( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله )) كل يعني من الرسول ومن المؤمنين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر كذا أو ما في اليوم الآخر ؟
الإيمان بالله يتضمن أربعة أشياء : يتضمن الإيمان بوجوده والإيمان بربوبيته والإيمان بألوهيته والإيمان بأسمائه وصفاته، أربعة أشياء الإيمان بوجوده الإيمان بربوبيته الإيمان بألوهيته الإيمان بأسمائه وصفاته.
فمن أنكر وجود الله فهو غير مؤمن به، ومن أقر بوجوده لكن أنكر ربوبيته أصلا أو فرعا يعني بمعنى أنكرها في كل شيء أو أنكر أن يكون ربا في بعض الأشياء فإنه لم يؤمن بالله.
ومن آمن بالله بوجوده وربوبيته دون ألوهيته فإنه لم يؤمن به، ومن آمن بالله أو بوجوده وربوبيته وألوهيته دون أسمائه وصفاته فإنه لم يؤمن به.
وهذا الأخير إما أن يكون لم يؤمن به أصلا أو لم يؤمن به على وجه الكمال (( كل آمن بالله وملائكته )) الملائكة جمع الأخ ملائكة جمع ايش ؟
الطالب : ملك.
الشيخ : ملك ما فيها همزة الملائكة فيها همزة.
الطالب : لا أعرف.
الشيخ : ما تعرف تفضل.
الطالب : جمع ملائكة أصلها مألك من ألوكة وهي الرسالة
الشيخ : تمام جيد، ملائكة جمع ملأك ما هي جمع ملك. جمع ملأك وملأك أصله مألك مأخوذ من الألوكة وهي الرسالة وهذه الاشتقاقات يعرفها علماء الصرف أما طالب العلم المبتدئ فسوف يستنكر وينكر هذا الشيء والملائكة جمع ملك وهو قد يقبل منه هذا التعريف على سبيل المجاوزة.
على كل حال الملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله تعالى صمدا لا يأكلون ولا يشربون وخلقهم من نور. وجعل وظائفهم متنوعة منهم الموكل بالوحي وهو ؟
الطالب : جبريل عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : نعم أحسنت جبريل، ومنهم موكل بالقطر والنبات وهو ؟
الطالب : .... .
الشيخ أي نعم لا يا أخي موكل بالقطر والنبات .
الطالب : القطر والنبات .
الشيخ : نعم تفضل.
الطالب : ميكائيل.
الشيخ : من ؟
الطالب : ميكائيل.
الشيخ : ميكائيل بارك الله فيك ومنهم الموكل بالنفخ في الصور ؟
الطالب : إسرافيل.
الشيخ : إسرافيل عليه السلام. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح في صلاة الليل ذكرهم فقال : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ). فما هي المناسبة ؟
المناسبة لأن هؤلاء الملائكة الثلاثة كل منهم موكل بما فيه الحياة :
جبريل موكل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي.
إسرافيل موكل بما فيه حياة الأبدان الحياة الأبدية وهو النفخ في الصور.
ميكائيل موكل بما فيه حياة النبات وهو المطر.
والمناسبة ظاهرة لأن الإنسان قد قام من النوم والقيام من النوم حياة بعد وفاة حياة بعد وفاة ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما الدليل ؟
الطالب : (( والله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ))
الشيخ : الموتى طيب. نعم الاستيقاظ حياة بعد وفاة. والدليل قول الله تعالى : (( والله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى )).
وقوله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) فناسب أنه بعد الاستيقاظ من هذه الوفاة الصغرى أن يذكر هؤلاء الملائكة الذين بهم الحياة ومن الملائكة من هو الموكل بقبض الأرواح نعم نعم، ملك الموت الدليل ؟ الدليل يا أخي أن ملك الموت موكل بقبض الأرواح. تفضل ؟
الطالب : (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم )).
الشيخ : قوله تعالى (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم )). أحسنت اجلس. اشتهر في الأخبار الإسرائيلية أن اسمه عزرائيل ولكن هذا لا يصح فلم يرد في القرآن ولا في السنة أن اسمه عزرائيل وإنما اسمه ملك الموت.
ومن الملائكة من وكل بالنار تفضل.
الطالب : مالك.
الشيخ : ملك ؟
الطالب : خازن.
الشيخ : مالك، الدليل ؟
الطالب : (( وقالوا يا مالك ليقض علينا ربك )).