فتاوى الحرم المكي-1415-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تفسير قوله تعالى : (( وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون )).
الشيخ : وأصلي على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ففي هذه الليلة ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان عام 1415 نلتقي مع إخوان لنا على سطح المسجد الحرام ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات مباركة نافعة.
إنني أريد أن أتكلم بما يسره الله تعالى على شيء مما سمعناه في قراءة أئمتنا في هذه الليلة ووقع في قلبي أن أتكلم على قول الله تبارك وتعالى : (( وما خلقنا السموات والأرض وما بينها لاعبين ماخلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ))
يقول الله عز وجل : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )). وهذا كقوله تعالى : (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )).
فالله جل وعلا بحكمته لم يخلق هذه السماوات والأرض لعبا ولهوا وهزوا وباطلا وإنما خلقهما لحكم عظيمة بالغة منها ما يظهر ومنها ما لا يظهر لعباد.
فما يظهر لنا من الحكم فيما خلق الله في هذه السماوات والأرض فإنما هو زيادة فضل من الله تبارك وتعالى وزيادة منة من أجل أن يزداد الإنسان طمأنينة إلى حكمة الله عز وجل. أليس كذلك ؟ وما لم يظهر لنا منه من الحكمة فإنه يجب علينا التسليم والرضا بالله تبارك وتعالى ربا وأن نعلم أنه لم يقدر شيئا إلا لحكمة لأن من أسماء الله الحكيم والحكيم هو المحكم الأشياء المتقن لها الذي يضع كل شيء موضعه اللائق به بحيث لا يقول العقل ليته لم يضعه أو ليته وضعها وحيث لا يقول العقل ليته لم يضعه فيما وضعه وليته وضعه فيما لم يضعه لأن كل شيء يقدره الله عز وجل فإنه لحكم عظيمة بعده.
وفي هذه الآية من كلام الله صفة نفي في الآية صفة نفي فما هو المنفي في هذه الآية ؟ نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم المنفي في هذه الآية أن يكون الله خلق السماوات والأرض لعبا تمام وصفات الله تبارك وتعالى المنفية لا يوقصد بها مجرد النفي لأن مجرد النفي لا يدل على كمال وصفات الله تعالى كلها كمال ويدل لذلك أي لكون صفات الله تعالى كلها كمال يدل لذلك قول الله تبارك وتعالى : (( للذين يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ))، والمثل بمعنى الوصف أي له الوصف الأولى أي الأكمل من كل وصف وإنما قلنا المثل بمعنى الوصف لأنه يأتي هكذا في اللغة العربية ومنه قوله تبارك وتعالى : (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ))، إلى آخره فمعنى مثل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الجنة (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار )) ؟
الطالب : ... .
الشيخ : استرح تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : أي وصف الجنة كما أن مثلا تأتي بمعنى شبه كقوله تعالى : (( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ))
ولقائل أن يقول : إن مثل في هذه الآية بمعنى وصف أي وصفهم كوصف الذي استوقد نارا إذا كان الله تعالى له المثل الأعلى فهل يمكن أن يوجد في صفاته نفي مجرد لا يتضمن كمالا ؟
الجواب : لا، وذلك لأن النفي المجرد ليس بشيء أصلا فكيف يكون كمالا لأن النفي المجرد يعني العدم والعدم ايش ؟ ليس بكمال، لهذا كان كل صفة منفية
نفاها الله عن نفسه فإنها تتضمن صفة ثبوتية دالة على كمال الله عز وجل. فليعلم أن النفي قد ينفى عن الشيء لعدم قابليته له وقد ينفى عن الشيء لعجزه عنه
فإذا نفي عنه لعدم قابليته له فهذا ليس فيه نفي ولا كمال ولا ذم أيضا إذا نفي الشيء عن موصوف بهذا قابليته له فهذا ليس بمدح ولا قدح.
وإذا نفي الشيء عن موصوف لعجزه عنه فإن هذا صفة نقص. القاعدة نعم أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إذا نفي الشيء عن موصوف لعدم قابليته له فهذا لا مدح فيه ولا ذم تمام، استرح، وإذا نفي عن موصوف لعجزه عنه ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم فيكون فيه نقص بارك الله فيك.
مثال ذلك إذا قال قائل : إن الجدار لا يعتدي على أحد، الجدار جماد لا يعتدي على أحد نفي عن الجدار الاعتداء لماذا ؟ قل .
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت. لعدم قابليته لذلك فهل نحن إذا قلنا إن الجدار لا يعتدي على أحد هل نحن مدحنا الجدار ؟ أجيبوا ياجماعة.
لا ما في مدح ولا قدح وإذا قلت عن شخص ما فلان رجل ... لا يظلم أحدا وأنت تريد بذلك أنه عاجز عن الظلم فهل هذا مدح أو ذم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا صفة ذم مع أنك ... في الأصل مدح لكن إذا كان لعجز فهو ذم تمام ومنه قول الشاعر :
" قُبَيِّلة لايغدرون بذمة *** ولا يظلمون الناس حبة خردل ".
يعني : أنهم إذا عاهدوا وفوا فلا يغدرون وأنهم لا يعتدون على أحد فلا يظلمون الناس حبة خردل فهل هو يمدح هؤلاء القوم ؟
الجواب : لا، لا يمدحهم بل يذمهم في الواقع ليش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ايش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم التصغير قد تدل على الذم لكن نفى عنهم الغدر والظلم لعجزهم عن ذلك استرح.
ومنه قول ... يهجو قومه يقول :
" لو كنت من مازن لم تستبح إبلي *** بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا "
يقول في قومه : ليسوا من الشر في شيء وهذا مدح أو قدح ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ظاهره المدح لكنه يريد القدح لأن إبله استباحها كما يقول بني القيطة لأن القوم ... ابن القيطة بن ذهل بن شيبان استباحوا الإبل وأخذوا وأن لو كنت من مازن لم تستبح إبلي من بني لقيطة ثم يستدرك فيقول :
وكأن هذا القول جواب لقائل أليس لك قبيلة ؟ فيقول : ايش ؟
" لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد *** ـ يعني كثيرين ـ ليسوا من الشر في شيء وإن هانا.
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا "
يعني إذا غلبوا أحدا غفروا له ومن أساء إليهم أحسنوا إليه خوفا من أن يكرر الإساءة مرة ثانية.
نعم لو ... حتى لا يظلمهم ظلما أكبر ويدل هذا قوله :
" فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
ليت لي بهم أي بدلا ".
الخلاصة : أن نفي الصفة عن الموصوف قد تكون لغوا لا فائدة منه لا مدح ولا ذم وقد تكون ذما وقد تكون مدحا.
متى تكون مدحا ؟ إذا تضمنت ايش ؟ كمالا.
وتكون ذما إذا تضمنت نقصا كالعجز مثلا.
وتكون لغوا إذا لم يكن فيها مدح ولا ذم ... لا يقبل هذه الصفة فإن ذلك ليس فيه مدح ولا ذم.
ما ينفى عن الله من أي قسم هو ؟
نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت القسم الأول الذي يتضمن كمالا فإذا نفى الله الظلم عن نفسه فقال : (( ولا يظلم ربك أحدا )) فالمراد كمال العدل لأن حكم الله ليس فيه ظلم فإذا قال الله تبارك وتعالى : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض )) فالمراد كمال.
الطالب : ... .
الشيخ : خطأ كمال ايش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : دل على كمال القدرة لأن ضد العجز القدرة وضد الضعف القوة انتبهوا لهذا. والفرق بين القدرة والقوة معروف لذا إذا قال الله تعالى : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض )) المقصود كمال قدرته والدليل قوله : (( إنه كان عليما قديرا )).
هنا في الآية التي سمعناها من قراءة إمامنا (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) من كمال الحكمة لا يمكن أن يخلق شيئا لعبا لكمال حكمته ثم اكد بقوله : (( ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون )) (( ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق )). ما خلقهم إلا بالحق والحق في الأصل هو الشيء الثابت وخلقهما أيضا للحق فإنهما... السماوات والأرض مخلوقة بالحق ومخلوقة للحق.
والذي يهمنا من هذه الآية هو أننا نعلم أن ما ينفي الله تعالى عن نفسه من الصفات فالمراد به كمال ضده. وليس نفيا مجردا لأن النفي المجرد ليس مدحا بل هو إما لغو وإما نقص حسب تقتضيه الحال.
وإلى هنا نقف وعلى هذا أقتصر على ما سمعنا من تلاوة أئمتنا وبعد لنرجع إلى ما قررناه بالدرس الماضي أو في اللقاء الماضي وهو ؟
أما بعد ففي هذه الليلة ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان عام 1415 نلتقي مع إخوان لنا على سطح المسجد الحرام ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات مباركة نافعة.
إنني أريد أن أتكلم بما يسره الله تعالى على شيء مما سمعناه في قراءة أئمتنا في هذه الليلة ووقع في قلبي أن أتكلم على قول الله تبارك وتعالى : (( وما خلقنا السموات والأرض وما بينها لاعبين ماخلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ))
يقول الله عز وجل : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )). وهذا كقوله تعالى : (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )).
فالله جل وعلا بحكمته لم يخلق هذه السماوات والأرض لعبا ولهوا وهزوا وباطلا وإنما خلقهما لحكم عظيمة بالغة منها ما يظهر ومنها ما لا يظهر لعباد.
فما يظهر لنا من الحكم فيما خلق الله في هذه السماوات والأرض فإنما هو زيادة فضل من الله تبارك وتعالى وزيادة منة من أجل أن يزداد الإنسان طمأنينة إلى حكمة الله عز وجل. أليس كذلك ؟ وما لم يظهر لنا منه من الحكمة فإنه يجب علينا التسليم والرضا بالله تبارك وتعالى ربا وأن نعلم أنه لم يقدر شيئا إلا لحكمة لأن من أسماء الله الحكيم والحكيم هو المحكم الأشياء المتقن لها الذي يضع كل شيء موضعه اللائق به بحيث لا يقول العقل ليته لم يضعه أو ليته وضعها وحيث لا يقول العقل ليته لم يضعه فيما وضعه وليته وضعه فيما لم يضعه لأن كل شيء يقدره الله عز وجل فإنه لحكم عظيمة بعده.
وفي هذه الآية من كلام الله صفة نفي في الآية صفة نفي فما هو المنفي في هذه الآية ؟ نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم المنفي في هذه الآية أن يكون الله خلق السماوات والأرض لعبا تمام وصفات الله تبارك وتعالى المنفية لا يوقصد بها مجرد النفي لأن مجرد النفي لا يدل على كمال وصفات الله تعالى كلها كمال ويدل لذلك أي لكون صفات الله تعالى كلها كمال يدل لذلك قول الله تبارك وتعالى : (( للذين يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ))، والمثل بمعنى الوصف أي له الوصف الأولى أي الأكمل من كل وصف وإنما قلنا المثل بمعنى الوصف لأنه يأتي هكذا في اللغة العربية ومنه قوله تبارك وتعالى : (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ))، إلى آخره فمعنى مثل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الجنة (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار )) ؟
الطالب : ... .
الشيخ : استرح تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : أي وصف الجنة كما أن مثلا تأتي بمعنى شبه كقوله تعالى : (( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ))
ولقائل أن يقول : إن مثل في هذه الآية بمعنى وصف أي وصفهم كوصف الذي استوقد نارا إذا كان الله تعالى له المثل الأعلى فهل يمكن أن يوجد في صفاته نفي مجرد لا يتضمن كمالا ؟
الجواب : لا، وذلك لأن النفي المجرد ليس بشيء أصلا فكيف يكون كمالا لأن النفي المجرد يعني العدم والعدم ايش ؟ ليس بكمال، لهذا كان كل صفة منفية
نفاها الله عن نفسه فإنها تتضمن صفة ثبوتية دالة على كمال الله عز وجل. فليعلم أن النفي قد ينفى عن الشيء لعدم قابليته له وقد ينفى عن الشيء لعجزه عنه
فإذا نفي عنه لعدم قابليته له فهذا ليس فيه نفي ولا كمال ولا ذم أيضا إذا نفي الشيء عن موصوف بهذا قابليته له فهذا ليس بمدح ولا قدح.
وإذا نفي الشيء عن موصوف لعجزه عنه فإن هذا صفة نقص. القاعدة نعم أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إذا نفي الشيء عن موصوف لعدم قابليته له فهذا لا مدح فيه ولا ذم تمام، استرح، وإذا نفي عن موصوف لعجزه عنه ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم فيكون فيه نقص بارك الله فيك.
مثال ذلك إذا قال قائل : إن الجدار لا يعتدي على أحد، الجدار جماد لا يعتدي على أحد نفي عن الجدار الاعتداء لماذا ؟ قل .
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت. لعدم قابليته لذلك فهل نحن إذا قلنا إن الجدار لا يعتدي على أحد هل نحن مدحنا الجدار ؟ أجيبوا ياجماعة.
لا ما في مدح ولا قدح وإذا قلت عن شخص ما فلان رجل ... لا يظلم أحدا وأنت تريد بذلك أنه عاجز عن الظلم فهل هذا مدح أو ذم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا صفة ذم مع أنك ... في الأصل مدح لكن إذا كان لعجز فهو ذم تمام ومنه قول الشاعر :
" قُبَيِّلة لايغدرون بذمة *** ولا يظلمون الناس حبة خردل ".
يعني : أنهم إذا عاهدوا وفوا فلا يغدرون وأنهم لا يعتدون على أحد فلا يظلمون الناس حبة خردل فهل هو يمدح هؤلاء القوم ؟
الجواب : لا، لا يمدحهم بل يذمهم في الواقع ليش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ايش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم التصغير قد تدل على الذم لكن نفى عنهم الغدر والظلم لعجزهم عن ذلك استرح.
ومنه قول ... يهجو قومه يقول :
" لو كنت من مازن لم تستبح إبلي *** بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب *** ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا "
يقول في قومه : ليسوا من الشر في شيء وهذا مدح أو قدح ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ظاهره المدح لكنه يريد القدح لأن إبله استباحها كما يقول بني القيطة لأن القوم ... ابن القيطة بن ذهل بن شيبان استباحوا الإبل وأخذوا وأن لو كنت من مازن لم تستبح إبلي من بني لقيطة ثم يستدرك فيقول :
وكأن هذا القول جواب لقائل أليس لك قبيلة ؟ فيقول : ايش ؟
" لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد *** ـ يعني كثيرين ـ ليسوا من الشر في شيء وإن هانا.
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا "
يعني إذا غلبوا أحدا غفروا له ومن أساء إليهم أحسنوا إليه خوفا من أن يكرر الإساءة مرة ثانية.
نعم لو ... حتى لا يظلمهم ظلما أكبر ويدل هذا قوله :
" فليت لي بهم قوما إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
ليت لي بهم أي بدلا ".
الخلاصة : أن نفي الصفة عن الموصوف قد تكون لغوا لا فائدة منه لا مدح ولا ذم وقد تكون ذما وقد تكون مدحا.
متى تكون مدحا ؟ إذا تضمنت ايش ؟ كمالا.
وتكون ذما إذا تضمنت نقصا كالعجز مثلا.
وتكون لغوا إذا لم يكن فيها مدح ولا ذم ... لا يقبل هذه الصفة فإن ذلك ليس فيه مدح ولا ذم.
ما ينفى عن الله من أي قسم هو ؟
نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت القسم الأول الذي يتضمن كمالا فإذا نفى الله الظلم عن نفسه فقال : (( ولا يظلم ربك أحدا )) فالمراد كمال العدل لأن حكم الله ليس فيه ظلم فإذا قال الله تبارك وتعالى : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض )) فالمراد كمال.
الطالب : ... .
الشيخ : خطأ كمال ايش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : دل على كمال القدرة لأن ضد العجز القدرة وضد الضعف القوة انتبهوا لهذا. والفرق بين القدرة والقوة معروف لذا إذا قال الله تعالى : (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض )) المقصود كمال قدرته والدليل قوله : (( إنه كان عليما قديرا )).
هنا في الآية التي سمعناها من قراءة إمامنا (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) من كمال الحكمة لا يمكن أن يخلق شيئا لعبا لكمال حكمته ثم اكد بقوله : (( ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون )) (( ما خلقنا السماوات والأرض إلا بالحق )). ما خلقهم إلا بالحق والحق في الأصل هو الشيء الثابت وخلقهما أيضا للحق فإنهما... السماوات والأرض مخلوقة بالحق ومخلوقة للحق.
والذي يهمنا من هذه الآية هو أننا نعلم أن ما ينفي الله تعالى عن نفسه من الصفات فالمراد به كمال ضده. وليس نفيا مجردا لأن النفي المجرد ليس مدحا بل هو إما لغو وإما نقص حسب تقتضيه الحال.
وإلى هنا نقف وعلى هذا أقتصر على ما سمعنا من تلاوة أئمتنا وبعد لنرجع إلى ما قررناه بالدرس الماضي أو في اللقاء الماضي وهو ؟
1 - تفسير قوله تعالى : (( وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون )). أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا )).
الشيخ : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله : ( قد فعلت ) يعني لا يؤاخذكم إن نسيتم أو أخطاتم ؟ فما هو النسيان وماهو الخطأ ؟
أما النسيان فهو : ذهول القلب عن شيء معلوم. هذا النسيان ذهول القلب عن شيء معلوم بمعنى أن الإنسان يعلم الشيء ثم يذهل وينسى وأما الخطأ فهو : الجهل، أن يرتكب الإنسان ما يلام عليه من غير قصد هذا الخطأ. أن يرتكب الإنسان ما يلام عليه من غير قصد. فإذا فعل الإنسان الشيء ناسيا أو مخطئا فإن الله تعالى لا يؤاخذه بذلك لقوله : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )). وهذا حال في كل العبادات وفي كل المعاملات وفي كل التصرفات كل ما صدر عن جهل أو نسيان فإن الله لا يؤاخذ به.
وقد جاء في ذلك أمثلة من السنة ولنأخذ منها أمثلة في الصلاة وأمثلة في الصدقة وأمثلة في الصيام وأمثلة في الحج.
الأمثلة في الصلاة : ثبت في الصحيح أن معاوية بن الحكم رضي الله عنه جاء إلى الصلاة فدخل مع الناس يصلي فعطس رجل من القوم فقال الحمد لله لأن من السنة إذا عطست أن تقول الحمد لله ومن سمعك كان حقا عليه أن يقول يرحمك الله. فلما قال الرجل وهو يصلي الحمد لله قال له معاوية يرحمك الله. يرحمك الله. بناء على ايش ؟ بناء على أن من سمع عاطسا يحمد الله أن يقول له يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم أي أن المصلين نظروا إليه نظرة استنكار ايش ؟ لأنه تكلم في الصلاة فقال معاوية : واثُكْلَ أُمياهْ واثُكْلَ أُمياهْ يعني يدعو على نفسه بأن تفقده أمه وهذه كلمة يقولها العرب من غير قصد لمعناها فزاد الطين ايش ؟ بِلة لأنه تكلم مرتين لكن المرة الأولى دعا لأخيه والمرة الثانية دعا على نفسه. لكن قال واثُكْلَ أُمياهْ فجعل أصحابه يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت. فلما فرغ من صلاته دعاه النبي صلى الله عليه وسلم قال معاوية : ( فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه. والله ما كهرني ولا نهرني وإنما قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ). أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وهل أمره بالإعادة ؟ أجيبوا لا، لماذا ؟ لأنه كان جاهلا لو علم ما تكلم.
إذن نأخذ من هذا أن الرجل إذا تكلم في صلاته جاهلا فلا إعادة عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمره بالاعادة. طيب ولو تكلم ناسيا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أيضا لا شيء عليه فلو وقف زميله عليه وهو يصلي وقال يا فلان أين وضعت المفتاح قال في الرف الذي على يمينك إذا دخلت وهو يصلي لكن هو ناس هل تبطل صلاته ؟ لا. أستأذن عليه وهو يصلي فقال للسائل تفضل ناسيا ؟ لا شيء عليه لقوله : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))
فإن قال قائل : ما الفرق بين حديث معاوية بن الحكم والحديث الذي يلقبه أهل العلم بحديث المسيء في الصلاة. وهو ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا دخل المسجد فصلى لكنه صلى صلاة لا يطمئن فيه يركع بسرعة ويسجد بسرعة ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) . ماذا قال له يا أخ ؟ ماذا قال له ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح جزاك لله خيرا فرجع الرجل فصلى كصلاته الأولى ثم عاد فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) فصلى كالأولى ثم جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ثم رجع فصلى وفي الثالثة قال والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني فعلمه.
وقال له : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم اركع حتى تعتدل قائما ثم اسجد.حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) فأمره أن يعيد الصلاة مع أنه كان ايش ؟ جاهلا ولم يأمر معاوية أن يعيد الصلاة لأنه كان جاهلا.
والسؤال ما الفرق بين هذا وهذه ؟
قال العلماء : الفرق أن قصة معاوية رضي الله عنه في فعل محظور. وقصة الرجل الذي لم يتم صلاته في ترك مأمور وترك المأمور لا يعذر فيه بالجهل ما دام الطلب باقيا. انتبه، ما دام الطلب باقيا. فيعذر فيه بالجهل فيما سقط الطلب فيه أما فعل المحظور فإنه يسقط بالجهل لكل حال، هذا هو الفرق وهو الأصل عند جمهور العلماء أن يفرق بين ايش ؟ بين الفعل المأمور وترك المحظور.
المأمور لا يسقط بالجهل ما دام الطلب باقيا بأن علم الانسان بخطره في وقت الطلب أما ما فات فيسقط بالجهل والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر هذا الرجل بإعادة ايش ؟ بإعادة صلاته الماضية لأن الطلب انتهى.
وأما إعادة الصلاة الحاضرة لأن الطلب لم يزل باقيا. هذا المثال في الصلاة.
الطالب : ... .
الشيخ : الطلب الطلب.
مثال الصدقة : خرج رجل بصدقته. حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل تصدق ووضع صدقته في أيدي أهلها خرج يوما فتصدق فوقعت الصدقة في يد غني والغني ليس من أهل الصدقة فلما أصبح جعل الناس يتحدثون تُصُدِّق الليلة على غني فقال الرجل الحمد لله حمد الله على كل حال قال الحمد لله على كل حال وكأنه ندم على ذلك ثم تصدق في الليلة الثانية فوقعت الصدقة في يد سارق فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال الحمد لله على سارق وكأنه ندم على ذلك، ثم تصدق الليلة الثالثة فوقعت الصدقة في يد زانية امرأة تزني فجعل الناس يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال الحمد لله على غني وعلى سارق وعلى زانية .
ظن أن الصدقة لن تقبل فقيل له أما صدقتك فقد قبلت فإن الغني ربما يتخذ منها أسوة فيتصدق، وأما السارق فربما يتخذ منها كفاية فلا يسرق، وأما الزانية فربما تسد حاجتها فلا تزني.
حسن النية جعل السيئة حسنة لأن الرجل أراد بصدقته وجه الله. ومن ثم أخذ العلماء فائدة عظيمة من هذا الحديث وهو أن الرجل إذا أدى زكاته إلى شخص يظنه أهلا للزكاة ثم تبين له أنه ليس بأهل فإن الزكاة تجزئ يعني لو أنك تصدقت على إنسان دفعت إليه زكاتك تظنه أهلا لذلك ثم تبين أنه غني فإن زكاتك مقبولة بناء على ما حصل ... .
هذا مثال لايش ؟ الصدقة.
مثال في الصوم : قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : ( أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس) . وهذا يقتضي أنهم أفطروا ايش ؟ قبل الوقت يعني قبل أن تغرب الشمس ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم القضاء. ولو كان القضاء واجبا ايش ؟ لأمرهم به لأنه إذا كان واجبا كان من الشريعة والنبي صلى الله عليه وسلم يلزمه أن يبلغ شريعة الله ولو كان أمر به لنقل إلينا لأن الشريعة محفوظة. فلما لم ينقل إلينا أنه أمرهم بالقضاء علمنا أنه لم يأمرهم به وأنه لو أكل في ليل فتبين أنه في النهار فإنه لا قضاء عليه. ومثل ذلك لو قام الإنسان من الليل فأكل سحورا يظن أن الليل باق ثم تبين أنه قد طلع الفجر قبل أن يتسحر فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه ولا إثم عليه.
وأراد عدي بن حاتم أن يصوم وكان قد قرأ قول الله تعالى : (( الآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل )) فماذا صنع عدي جعل تحت وسادته عقالين والعقال هو الحبل الذي تربط به يد البعير. أحدهما أسود والثاني أبيض وجعل يأكل وكلما أكل نظر إلى العقال الأسود والأبيض حتى تبين له العقال الأسود من العقال الأبيض ثم أمسك فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بأنه جعل يأكل حتى تبين ايش ؟ العقال الأسود من العقال الأبيض فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن وسادك لعريض ) أن الخيط الأبيض والاسود ( إنما هو بياض النهار وسواد الليل ). ولم يأمره بالإعادة لأنه كان جاهلا.
هل هو جاهل بالحال ولا جاهل بالحكم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : خطأ، هو جاهل بالحكم يظن أن هذا مراد الله عز وجل وليس مراد الله لكن حديث أسماء كانوا جاهلين بالحال. طيب .
وأما المثال في الصوم : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة أنه قال : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ). وعلى هذا فإذا نسيت وشربت أو نسيت وأكلت وأنت صائم فأتم الصوم فإنما أطعمك الله وسقاك ولكن متى ذكرت أنك صائم وجب عليك الإمساك وكذلك ما علمت وجب عليك الإمساك.
الصلاة الصدقة الصوم.
الحج : الحج كذلك إذا فعل الإنسان محظور في الحج فليس عليه إثم ولا فدية ولا شيء ، ودليل ذلك : قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرما ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم )). فقوله متعمدا يدل على أن الإنسان إذا قتله غير متعمد فلا شيء عليه، وهكذا أيضا جميع محظورات الإحرام إذا فعلها الإنسان جاهلا أو ناسيا أو مكرها فلا شيء عليه. جميع المحظورات فلو أن الانسان حلق شيئا من رأسه جاهلا أو ناسيا أو تطيب جاهلا أو ناسيا أو جامع زوجته جاهلا أو ناسيا وهو محرم فلا شيء عليه وحجه صحيح.
تبين بهذا الأمر بارك الله فيكم إن الجهل والنسيان لا يؤاخذ به الإنسان في أي عبادة كانت.
طيب في المعاملات أيضا إذا عامل الإنسان بالشيء المحرم جاهلا فلا شيء عليه لكن يجب عليه أن يصحح العقد.
مثال ذلك : رجل باع درهما بدرهمين وبيع الدرهم بالدرهمين ربا ولكنه لا يدري نقول هذا الرجل ليس بأثم ولكنه يجب عليه أن يرد الدرهم.
ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جاءوا إليه بتمر جيد فقال من أين هذا ؟ ) لأنه كان صلى الله عليه وسلم يعلم أن تمر خيبر رديء ( قالوا يا رسول الله، كنا نأخذ الصاع بهذا بالصاعين والصاعين بالثلاث فقال : هذا عين الربا ردوه ). ولكنه لم يؤنبهم على ما فعلوا لماذا ؟ لأنهم كانوا جاهلين لكنه رد البيع من أجل أن يصحح العقد لأن هذا يمكن تفاديه فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم رده حتى يقع العقد على وجه صحيح. (( ربما لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )).
بقي علينا مما يعذر به الإنسان الإكراه، فإذا أكره الإنسان على شيء فليس عليه إثم لكن ما الدليل ؟
الدليل قوله تعالى : (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم )). فإذا رفع الله الحكم على من أكره على الكفر فما دون الكفر من باب أولى. وعلى هذا فلو أن رجلا أكره إنسانا على الأكل وهو صائم فأكل فإنه لا يفسد صومه بذلك. ومن ذلك لو أكره الرجل زوجته على الجماع وهي صائمة فجامعها فإن صومها لا يفسد بذلك لأنها مكرهة. والمكره مرفوع عنه الحكم. ذلك للإكراه، لأن الله إذا رفع الحكم في الإكراه على الكفر فما دونه من باب أولى ويدل أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
أما النسيان فهو : ذهول القلب عن شيء معلوم. هذا النسيان ذهول القلب عن شيء معلوم بمعنى أن الإنسان يعلم الشيء ثم يذهل وينسى وأما الخطأ فهو : الجهل، أن يرتكب الإنسان ما يلام عليه من غير قصد هذا الخطأ. أن يرتكب الإنسان ما يلام عليه من غير قصد. فإذا فعل الإنسان الشيء ناسيا أو مخطئا فإن الله تعالى لا يؤاخذه بذلك لقوله : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )). وهذا حال في كل العبادات وفي كل المعاملات وفي كل التصرفات كل ما صدر عن جهل أو نسيان فإن الله لا يؤاخذ به.
وقد جاء في ذلك أمثلة من السنة ولنأخذ منها أمثلة في الصلاة وأمثلة في الصدقة وأمثلة في الصيام وأمثلة في الحج.
الأمثلة في الصلاة : ثبت في الصحيح أن معاوية بن الحكم رضي الله عنه جاء إلى الصلاة فدخل مع الناس يصلي فعطس رجل من القوم فقال الحمد لله لأن من السنة إذا عطست أن تقول الحمد لله ومن سمعك كان حقا عليه أن يقول يرحمك الله. فلما قال الرجل وهو يصلي الحمد لله قال له معاوية يرحمك الله. يرحمك الله. بناء على ايش ؟ بناء على أن من سمع عاطسا يحمد الله أن يقول له يرحمك الله فرماه الناس بأبصارهم أي أن المصلين نظروا إليه نظرة استنكار ايش ؟ لأنه تكلم في الصلاة فقال معاوية : واثُكْلَ أُمياهْ واثُكْلَ أُمياهْ يعني يدعو على نفسه بأن تفقده أمه وهذه كلمة يقولها العرب من غير قصد لمعناها فزاد الطين ايش ؟ بِلة لأنه تكلم مرتين لكن المرة الأولى دعا لأخيه والمرة الثانية دعا على نفسه. لكن قال واثُكْلَ أُمياهْ فجعل أصحابه يضربون على أفخاذهم يسكتونه فسكت. فلما فرغ من صلاته دعاه النبي صلى الله عليه وسلم قال معاوية : ( فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما أحسن تعليما منه. والله ما كهرني ولا نهرني وإنما قال : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ). أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وهل أمره بالإعادة ؟ أجيبوا لا، لماذا ؟ لأنه كان جاهلا لو علم ما تكلم.
إذن نأخذ من هذا أن الرجل إذا تكلم في صلاته جاهلا فلا إعادة عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمره بالاعادة. طيب ولو تكلم ناسيا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أيضا لا شيء عليه فلو وقف زميله عليه وهو يصلي وقال يا فلان أين وضعت المفتاح قال في الرف الذي على يمينك إذا دخلت وهو يصلي لكن هو ناس هل تبطل صلاته ؟ لا. أستأذن عليه وهو يصلي فقال للسائل تفضل ناسيا ؟ لا شيء عليه لقوله : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))
فإن قال قائل : ما الفرق بين حديث معاوية بن الحكم والحديث الذي يلقبه أهل العلم بحديث المسيء في الصلاة. وهو ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا دخل المسجد فصلى لكنه صلى صلاة لا يطمئن فيه يركع بسرعة ويسجد بسرعة ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) . ماذا قال له يا أخ ؟ ماذا قال له ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت استرح جزاك لله خيرا فرجع الرجل فصلى كصلاته الأولى ثم عاد فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ارجع فصل فإنك لم تصل ) فصلى كالأولى ثم جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ثم رجع فصلى وفي الثالثة قال والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني فعلمه.
وقال له : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم اركع حتى تعتدل قائما ثم اسجد.حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) فأمره أن يعيد الصلاة مع أنه كان ايش ؟ جاهلا ولم يأمر معاوية أن يعيد الصلاة لأنه كان جاهلا.
والسؤال ما الفرق بين هذا وهذه ؟
قال العلماء : الفرق أن قصة معاوية رضي الله عنه في فعل محظور. وقصة الرجل الذي لم يتم صلاته في ترك مأمور وترك المأمور لا يعذر فيه بالجهل ما دام الطلب باقيا. انتبه، ما دام الطلب باقيا. فيعذر فيه بالجهل فيما سقط الطلب فيه أما فعل المحظور فإنه يسقط بالجهل لكل حال، هذا هو الفرق وهو الأصل عند جمهور العلماء أن يفرق بين ايش ؟ بين الفعل المأمور وترك المحظور.
المأمور لا يسقط بالجهل ما دام الطلب باقيا بأن علم الانسان بخطره في وقت الطلب أما ما فات فيسقط بالجهل والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر هذا الرجل بإعادة ايش ؟ بإعادة صلاته الماضية لأن الطلب انتهى.
وأما إعادة الصلاة الحاضرة لأن الطلب لم يزل باقيا. هذا المثال في الصلاة.
الطالب : ... .
الشيخ : الطلب الطلب.
مثال الصدقة : خرج رجل بصدقته. حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل تصدق ووضع صدقته في أيدي أهلها خرج يوما فتصدق فوقعت الصدقة في يد غني والغني ليس من أهل الصدقة فلما أصبح جعل الناس يتحدثون تُصُدِّق الليلة على غني فقال الرجل الحمد لله حمد الله على كل حال قال الحمد لله على كل حال وكأنه ندم على ذلك ثم تصدق في الليلة الثانية فوقعت الصدقة في يد سارق فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال الحمد لله على سارق وكأنه ندم على ذلك، ثم تصدق الليلة الثالثة فوقعت الصدقة في يد زانية امرأة تزني فجعل الناس يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال الحمد لله على غني وعلى سارق وعلى زانية .
ظن أن الصدقة لن تقبل فقيل له أما صدقتك فقد قبلت فإن الغني ربما يتخذ منها أسوة فيتصدق، وأما السارق فربما يتخذ منها كفاية فلا يسرق، وأما الزانية فربما تسد حاجتها فلا تزني.
حسن النية جعل السيئة حسنة لأن الرجل أراد بصدقته وجه الله. ومن ثم أخذ العلماء فائدة عظيمة من هذا الحديث وهو أن الرجل إذا أدى زكاته إلى شخص يظنه أهلا للزكاة ثم تبين له أنه ليس بأهل فإن الزكاة تجزئ يعني لو أنك تصدقت على إنسان دفعت إليه زكاتك تظنه أهلا لذلك ثم تبين أنه غني فإن زكاتك مقبولة بناء على ما حصل ... .
هذا مثال لايش ؟ الصدقة.
مثال في الصوم : قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : ( أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس) . وهذا يقتضي أنهم أفطروا ايش ؟ قبل الوقت يعني قبل أن تغرب الشمس ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم القضاء. ولو كان القضاء واجبا ايش ؟ لأمرهم به لأنه إذا كان واجبا كان من الشريعة والنبي صلى الله عليه وسلم يلزمه أن يبلغ شريعة الله ولو كان أمر به لنقل إلينا لأن الشريعة محفوظة. فلما لم ينقل إلينا أنه أمرهم بالقضاء علمنا أنه لم يأمرهم به وأنه لو أكل في ليل فتبين أنه في النهار فإنه لا قضاء عليه. ومثل ذلك لو قام الإنسان من الليل فأكل سحورا يظن أن الليل باق ثم تبين أنه قد طلع الفجر قبل أن يتسحر فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه ولا إثم عليه.
وأراد عدي بن حاتم أن يصوم وكان قد قرأ قول الله تعالى : (( الآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل )) فماذا صنع عدي جعل تحت وسادته عقالين والعقال هو الحبل الذي تربط به يد البعير. أحدهما أسود والثاني أبيض وجعل يأكل وكلما أكل نظر إلى العقال الأسود والأبيض حتى تبين له العقال الأسود من العقال الأبيض ثم أمسك فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بأنه جعل يأكل حتى تبين ايش ؟ العقال الأسود من العقال الأبيض فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن وسادك لعريض ) أن الخيط الأبيض والاسود ( إنما هو بياض النهار وسواد الليل ). ولم يأمره بالإعادة لأنه كان جاهلا.
هل هو جاهل بالحال ولا جاهل بالحكم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : خطأ، هو جاهل بالحكم يظن أن هذا مراد الله عز وجل وليس مراد الله لكن حديث أسماء كانوا جاهلين بالحال. طيب .
وأما المثال في الصوم : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة أنه قال : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ). وعلى هذا فإذا نسيت وشربت أو نسيت وأكلت وأنت صائم فأتم الصوم فإنما أطعمك الله وسقاك ولكن متى ذكرت أنك صائم وجب عليك الإمساك وكذلك ما علمت وجب عليك الإمساك.
الصلاة الصدقة الصوم.
الحج : الحج كذلك إذا فعل الإنسان محظور في الحج فليس عليه إثم ولا فدية ولا شيء ، ودليل ذلك : قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرما ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم )). فقوله متعمدا يدل على أن الإنسان إذا قتله غير متعمد فلا شيء عليه، وهكذا أيضا جميع محظورات الإحرام إذا فعلها الإنسان جاهلا أو ناسيا أو مكرها فلا شيء عليه. جميع المحظورات فلو أن الانسان حلق شيئا من رأسه جاهلا أو ناسيا أو تطيب جاهلا أو ناسيا أو جامع زوجته جاهلا أو ناسيا وهو محرم فلا شيء عليه وحجه صحيح.
تبين بهذا الأمر بارك الله فيكم إن الجهل والنسيان لا يؤاخذ به الإنسان في أي عبادة كانت.
طيب في المعاملات أيضا إذا عامل الإنسان بالشيء المحرم جاهلا فلا شيء عليه لكن يجب عليه أن يصحح العقد.
مثال ذلك : رجل باع درهما بدرهمين وبيع الدرهم بالدرهمين ربا ولكنه لا يدري نقول هذا الرجل ليس بأثم ولكنه يجب عليه أن يرد الدرهم.
ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جاءوا إليه بتمر جيد فقال من أين هذا ؟ ) لأنه كان صلى الله عليه وسلم يعلم أن تمر خيبر رديء ( قالوا يا رسول الله، كنا نأخذ الصاع بهذا بالصاعين والصاعين بالثلاث فقال : هذا عين الربا ردوه ). ولكنه لم يؤنبهم على ما فعلوا لماذا ؟ لأنهم كانوا جاهلين لكنه رد البيع من أجل أن يصحح العقد لأن هذا يمكن تفاديه فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم رده حتى يقع العقد على وجه صحيح. (( ربما لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )).
بقي علينا مما يعذر به الإنسان الإكراه، فإذا أكره الإنسان على شيء فليس عليه إثم لكن ما الدليل ؟
الدليل قوله تعالى : (( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم )). فإذا رفع الله الحكم على من أكره على الكفر فما دون الكفر من باب أولى. وعلى هذا فلو أن رجلا أكره إنسانا على الأكل وهو صائم فأكل فإنه لا يفسد صومه بذلك. ومن ذلك لو أكره الرجل زوجته على الجماع وهي صائمة فجامعها فإن صومها لا يفسد بذلك لأنها مكرهة. والمكره مرفوع عنه الحكم. ذلك للإكراه، لأن الله إذا رفع الحكم في الإكراه على الكفر فما دونه من باب أولى ويدل أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
تفسير قوله تعالى : (( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )).
الشيخ : (( ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )) فقال الله : ( قد فعلت ).
والإصر بمعنى: الشدة. أي لا تحمل علينا شدة كما حملت على الذين من قبلنا فالذين من قبلنا شدد عليهم وضيق عليهم قال الله تعالى : (( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ )) وأمر الله تعالى الذين عبدوا العجل أمرهم أن يقتل بعضهم بعضا تحقيقا للتوبة وهذا والحمد لله لا يوجد في هذه الشريعة. بل في هذه الشريعة من تاب تاب الله عليه بدون أي إشقاق أو شدة.
والإصر بمعنى: الشدة. أي لا تحمل علينا شدة كما حملت على الذين من قبلنا فالذين من قبلنا شدد عليهم وضيق عليهم قال الله تعالى : (( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ )) وأمر الله تعالى الذين عبدوا العجل أمرهم أن يقتل بعضهم بعضا تحقيقا للتوبة وهذا والحمد لله لا يوجد في هذه الشريعة. بل في هذه الشريعة من تاب تاب الله عليه بدون أي إشقاق أو شدة.
تفسير قوله تعالى : (( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )).
الشيخ : (( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به )) فقال الله : ( قد فعلت ). فلا يحمل الإنسان في الأمور الشرعية ما لا يطيقه وهذا من رحمة الله عز وجل ثم قال تعالى : (( واعف عنا واغفر لنا وارحمنا )) العفو في مقابل التفريط بالواجبات، والغفران في مقابل فعل المحرمات، والرحمة في مقابل هذا وهذا فإن الله تعالى إذا رحم الإنسان من عليه بترك المحرمات وفعل المأمورات ثم قال : (( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )) وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه إذا قرأ هذه الآية يقول آمين لأنها دعاء والدعاء يؤمن عليه.
والله ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وإلى الأسئلة وهي كثيرة فيختار منها ما هو مناسب للمقام والمقال.
السائل : ... .
الشيخ : نعم ...
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلميا كثيرا إلى يوم أما بعد فنسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعلنا ممن ينتفع بالعلم الذي يعلمه.
والله ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وإلى الأسئلة وهي كثيرة فيختار منها ما هو مناسب للمقام والمقال.
السائل : ... .
الشيخ : نعم ...
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلميا كثيرا إلى يوم أما بعد فنسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعلنا ممن ينتفع بالعلم الذي يعلمه.
4 - تفسير قوله تعالى : (( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )). أستمع حفظ
هل الخطاب في قوله تعالى : (( واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا )) موجه لنبينا صلى الله عليه وسلم أم لغيره إذا كيف يكلمهم وهم أموات ؟
السائل : قال تعالى : (( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا )) كيف يسأل الرسول الرسل من قبله وهم أموات ؟ أم أن الخطاب ليس للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تبارك وتعالى : ((وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )) جواب هذا السؤال لو وقع من الرسول عليه الصلاة والسلام لكان ما ذكر في كتبهم مما نزل عليهم لأن جميع الكتب المنزلة على الرسل تدعو إلى التوحيد (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
والمراد من الآية بيان أنه لم يأذن الله تعالى في أي شريعة من الشرائع أن يعبد معه غيره هذا هو المراد بالآية الكريمة.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قول الله تبارك وتعالى : ((وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )) جواب هذا السؤال لو وقع من الرسول عليه الصلاة والسلام لكان ما ذكر في كتبهم مما نزل عليهم لأن جميع الكتب المنزلة على الرسل تدعو إلى التوحيد (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))
والمراد من الآية بيان أنه لم يأذن الله تعالى في أي شريعة من الشرائع أن يعبد معه غيره هذا هو المراد بالآية الكريمة.
5 - هل الخطاب في قوله تعالى : (( واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا )) موجه لنبينا صلى الله عليه وسلم أم لغيره إذا كيف يكلمهم وهم أموات ؟ أستمع حفظ
ما حكم من تبنى طفلة وسجلها باسمه ويريد أن يتوب الآن ؟
السائل : فضيلة الشيخ إني أحبكم في الله ثم إني قد دعوت أحد النصارى إلى الإسلام وأكرمه الله ... .
ولكن عنده مشكلة وهي أنه قد تبنى طفلة وهي صغيرة وعندما تبناها كان عمرها أربعة أيام فقط عندما أخذتها أم الفتاة لزوجة هذا الرجل وقد سجلها باسمه وهي الآن مسجلة باسمه ولا تعرف أباها ولا أمها فما هو حل هذه المشكلة حيث أنه الآن مسلم فهل يعيدها إن عرف والدها ؟
الشيخ : الجواب :
أولا : أننا نهنئ هذا الرجل الذي من الله تعالى عليه بالإسلام لأن الإسلام أكبر نعمة على العبد. قال الله تبارك وتعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )). ونحثه على أن يثبت على ما هو عليه من الحق الذي منّ الله به عليه وأن يحرص على انتقاء الأخلاء والأصدقاء الذين يدلونه على الخير ويحذرونه من الشر.
أما ما يتعلق بهذه البنت فمن المعلوم أن الدين الإسلامي دين نظام وانتظام ودين أمن وأمان ودين يعرف لكل ذي حق حقه. وكان التبني في الجاهلية معروفا عندهم يختار الإنسان طفلا فيجعله منزلة أبنائه يختار الإنسان طفلا فيجعله بمنزلة أبنائه وينسب إليه لكن الإسلام أبطل ذلك.
فنقول لهذا الأخ لابد أن ترد هذه البنت إلى أهلها لأنها ابنتهم والإسلام لا يجيز أن تنسب إليك وهي ليست منك. ولكن اسلك الطرق التي يمكن أن توصلها إلى أهلها بدون أن يكون عليها ضرر. هذا إذا كانت ليست على الإسلام.
أما إذا كانت مسلمة وكان أهلها كفارا وخشيت أنها إذا رجعت إليهم إلى أهلها عادت إلى الكفر فحينئذ لابد من أن تتصل بالمحكمة الشرعية لحل هذه المشكلة ولا تردها عليهم وأنت تخشى أن يجبروها على ترك الإسلام. نعم.
ولكن عنده مشكلة وهي أنه قد تبنى طفلة وهي صغيرة وعندما تبناها كان عمرها أربعة أيام فقط عندما أخذتها أم الفتاة لزوجة هذا الرجل وقد سجلها باسمه وهي الآن مسجلة باسمه ولا تعرف أباها ولا أمها فما هو حل هذه المشكلة حيث أنه الآن مسلم فهل يعيدها إن عرف والدها ؟
الشيخ : الجواب :
أولا : أننا نهنئ هذا الرجل الذي من الله تعالى عليه بالإسلام لأن الإسلام أكبر نعمة على العبد. قال الله تبارك وتعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )). ونحثه على أن يثبت على ما هو عليه من الحق الذي منّ الله به عليه وأن يحرص على انتقاء الأخلاء والأصدقاء الذين يدلونه على الخير ويحذرونه من الشر.
أما ما يتعلق بهذه البنت فمن المعلوم أن الدين الإسلامي دين نظام وانتظام ودين أمن وأمان ودين يعرف لكل ذي حق حقه. وكان التبني في الجاهلية معروفا عندهم يختار الإنسان طفلا فيجعله منزلة أبنائه يختار الإنسان طفلا فيجعله بمنزلة أبنائه وينسب إليه لكن الإسلام أبطل ذلك.
فنقول لهذا الأخ لابد أن ترد هذه البنت إلى أهلها لأنها ابنتهم والإسلام لا يجيز أن تنسب إليك وهي ليست منك. ولكن اسلك الطرق التي يمكن أن توصلها إلى أهلها بدون أن يكون عليها ضرر. هذا إذا كانت ليست على الإسلام.
أما إذا كانت مسلمة وكان أهلها كفارا وخشيت أنها إذا رجعت إليهم إلى أهلها عادت إلى الكفر فحينئذ لابد من أن تتصل بالمحكمة الشرعية لحل هذه المشكلة ولا تردها عليهم وأنت تخشى أن يجبروها على ترك الإسلام. نعم.
هل الغنم التي ادخرها صاحبها من أجل الإستفادة من لحمها فقط فيها زكاة أم لا ؟
السائل : رجل يملك مشروعا لتربية الأغنام يحوي ما يقرب من خمسمائة رأس من الإناث ليست للبيع وإنما حبسها في مزرعته ليبيع إنتاجها من الذكور فقط هل عليه فيها زكاة ؟
الشيخ : هذا ليس عليه في هذا زكاة لأن المواشي من بهيمة الأنعام إذا كان الإنسان قد ادخرها أو قد تملكها من أجل نمائها فهذه ليس فيها زكاة إلا أن تكون سائمة والسائمة هي التي ترعى أكثر الحول، وأما التي تعلف فليس فيها زكاة.
إما إذا كان الإنسان يبيع ويشتري في البهائم فهذا عليه الزكاة فيها بكل حال إذا بلغت نصابا من الذهب أوالفضة. نعم.
السائل : أحسن الله اليكم ما مدى صحة هذا الحديث : ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته خيرا مما أعطيت السائلين )
الشيخ : هذا لا يصح.
الشيخ : هذا ليس عليه في هذا زكاة لأن المواشي من بهيمة الأنعام إذا كان الإنسان قد ادخرها أو قد تملكها من أجل نمائها فهذه ليس فيها زكاة إلا أن تكون سائمة والسائمة هي التي ترعى أكثر الحول، وأما التي تعلف فليس فيها زكاة.
إما إذا كان الإنسان يبيع ويشتري في البهائم فهذا عليه الزكاة فيها بكل حال إذا بلغت نصابا من الذهب أوالفضة. نعم.
السائل : أحسن الله اليكم ما مدى صحة هذا الحديث : ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته خيرا مما أعطيت السائلين )
الشيخ : هذا لا يصح.
اضيفت في - 2006-04-10