الشيخ : فيموت وهو مدين وحينئذ لا تنفع الشفاعة فيه بالنسبة للدين. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) فالحذر الحذر من أن تتساهل في الدين وأنا أضرب لكم مثلا لعل الله أن ينفع به.
( جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إني وهبت نفسي لك ) وكان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أنت نعم نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : اصبر يا أخي اصبر.
الطالب : ... .
الشيخ : ايه الله يهديك وكان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بالهبة يعني تأتي المرأة له وتقول وهبت نفسي لك فيقول قبلت وتكون زوجته قال الله تعالى : (( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )). ( ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يردها فلما طال وقوف المرأة قال رجل يا رسول الله إن لم يكن له بها حاجة فزوجنيها ). وهذا من أدبه رضي الله عنه لم يقل زوجنيها مباشرة ولكن ( قال : إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها ) وإنما قال زوجنيها ولم يقل يزوجني أبوها لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ( فقال له : هل عندك صداق؟ قال : ما عندي إلا إزاري - قال سهل بن سعد وما له رداء ) سهل بن سعد اللي روى الحديث ما له رداء الرجل ليس عليه إلا إزار وأعلى جسمه ما عليه شيء - فقيل قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إزارك؟ إن أعطيتها إياه بقيت بلا إزار وإن أبقيتها عليك بقيت بلا صداق لكن التمس ) اطلب ( فذهب الرجل التمس لم يجد شيئا قال التمس ولو خاتما من حديد ولو خاتما من حديد فذهب والتمس ولم يجد فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أمعك قرآن ؟ قال نعم معي سورة كذا وكذا قال : زوجتكها بما معك من القرآن ) يعني صار المهر أن يعلمها ما معه من القرآن ولم يأذن له أن يتسلف ما قال اذهب فاستسلف أو تدين أبدا هذا مع أن الزواج من ضروريات الحياة وأولئك القوم تجد الإنسان منهم يتدين لأمور كمالية تعد في حقه إسرافا فيكون آثما من جهة الإسراف وسفيها من جهة ما يلحقه من الديون. وإذا مات وعليه هذه الديون المتراكمة هل ترون أن الورثة يتبادرون أيهم يقضي دينه؟ أجيبوا أبدا بل يتنعمون في ما خلف من بيوت أو غيرها ولا يبالون بقضاء الدين.
فالحذر الحذر من الدين احرص بقدر ما تستطيع ولو أن تأكل غداء ولا تأكل عشاء لقلة يدك، ذات يدك ولا يلحقك درهم واحد. فالحاصل أن الدين مهم ويجب الإنسان ويجب على الإنسان أن يحترز منه وأن لا يتساهل فيه نعم. ها. الأسئلة؟ طيب. كم الساعة؟
الطالب : إحدى عشر إلا ربع.
الشيخ : خلاص نأخذ أسئلة.
السائل : جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء وأجزل له الأجر والمثوبة.

السائل : فضيلة الشيخ هذا سائل يقول : ما حكم استعمال العطور التي يوجد بها نسبة من الكحول؟
الشيخ : استعمال العطور التي بها نسبة من الكحول لا بأس به. ولكن الأولى أن لا يستعملها لأن الله تعالى قال : (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر و الأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) فقوله : (( اجتنبوه )) ظاهره الاجتناب على أي وجه من الاستعمالات لكن قوله : (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر )) يدل على أن المراد باجتنابه اجتناب شربه لأن شربه هو الذي يحصل فيه العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة. لكنه ليس بحرام لأن الآية ليست صريحة في وجوب اجتنابه على أي وجه كان من الاستعمال.
أما ما يتعلق بالطهارة والنجاسة فإنه طاهر بل إن الخمر الصراح ليس بنجس لأنه لا دليل على نجاسة الخمر وإذا لم يكن على نجاسته، على نجاسته دليل كان ايش؟ طاهرا بناء على أن الأصل في الأشياء الطهارة.
لكن لو قال قائل : أليس الخمر حراما؟
فسنقول : بلى. إذن يكون نجسا. لا ليس كل حرام نجسا لكن كل نجس حرام. فكل نجس هو حرام وليس كل حرام نجسا فالأشياء الضارة مثلا كالسم وقطع الزجاج وما أشبه ذلك هذه حرام أن يأكلها الإنسان لكن هل تكون نجسة؟ لا أما الشيء النجس فهو حرام كل نجس فأكله حرام وليس كل حرام يكون نجسا.
وخلاصة الجواب : أن استعمال هذه العطور التي فيها شيء من الكحول ينبغي أن يتجنب ولا يستعملها وإن استعملها فليس بآثم وأما ما يتعلق بالنجاسة فليس بنجسة. لا بأس به. ما يأثم إن شاء الله. نعم.

السائل : سائلة تقول : ذهبت لزيارة أحد أقاربي وكان في بيتهم خزان ماء مكشوف فسقط ..
الشيخ : وكان كان؟
السائل : وكان في بيتهم خزان ماء مكشوف فسقط ولدي الذي عمره سنتين في هذا الخزان بغير علمي فهل علي كفارة؟
الشيخ : هذه مثل هذا السؤال يقع كثيرا وهو أنه يكون في البيت خزان ماء مكشوف أو مسبح مكشوف غير محوط فيأتي الصبي فيسقط فيه فهل على وليه ضمان؟ وهل عليه كفارة؟
نقول : إن كان مفرطا فعليه الضمان والكفارة الضمان بالدية والكفارة حق الله عز وجل. وإن كان غير مفرط فلا شيء عليه. فيقال : إن كانت المرأة قد ألقت هذا الطفل حول الخزان وهي تعلم أنه مكشوف فهي مفرطة لا شك. والطفل ليس له عقل يحجزه ويمنعه وأما إذا كانت غير مفرطة مثل أن كان الطفل مع الصبيان وهي مع النساء وليس حولها وليس الخزان أو المسبح حولها إلا أن الطفل دب حتى سقط فهنا لا شيء عليها. ليس عليها ضمان وليس عليها كفارة. نعم.

السائل : هذا سائل ، سائل يقول : أنا مدرس تربية إسلامية في إحدى البلدان العربية وأدرس في مدرسة بنات وليس بيني وبينهن حجاب فهل يجوز عملي هذا؟
الشيخ : إذا حصل للذكر أن يدرس ذكورا وللأنثى أن تدرس إناثا فهذا هو مقتضى الفطرة السليمة والعقل الراجح. وإذا لم يحصل للإنسان إلا أن يدرس نساء وهو رجل أو امرأة تدرس رجالا فللضرورة أحكام. ولكن لا بد أن يكون هناك سترة تمنع مشاهدة النساء وتمنع من مشاهدة الطلاب للمدرسة حتى لا تحصل الفتنة. ثم إن قدر أنه حصلت فتنة إما بصوت المرأة أو بغير ذلك فإن الواجب التخلي عن التدريس في هذا الحال لأن حماية الدين أمر واجب والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وقد يدخل الإنسان في مثل هذه الأعمال وهو واثق من نفسه ولكن لا يزال به الشيطان حتى يفتنه في دينه وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه لأن الإنسان قد يأتي إلى الدجال وهو واثق من نفسه ثم لا يزال الدجال به حتى يخالف عليه دينه فيتبع الدجال نسأل الله العافية. فأنت لا تخاطر بنفسك في الأمور التي تخشى منها الفتنة نعم.

السائل : هذا يقول : رجل ظاهر من زوجته بأن قال لها : أنت علي حرام إن فعلت هذا الشيء ففعلته فصام هذا الرجل شهرين ولكنه جامع
زوجته في أثناء هذين الشهرين. فما عليه يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ : أولا هذا الرجل أفتى نفسه لأنه زعم أن قوله أنت علي حرام إن فعلت كذا من باب الظهار وشرع في صيام الشهرين. لكن جامع قبل تمامهما ونحن نقول : إن قول الإنسان لزوجته أنت علي حرام إن فعلت كذا ليس ظهارا بل حكمه حكم اليمين إن فعلت فعليه كفارة يمين وإن لم تفعل فلا شيء عليه. والدليل على أن التحريم يمين قول الله تعالى تبارك وتعالى : (( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) فسمى فجعل الله التحريم يمينا. ولهذا إذا قال الرجل لزوجته أنت علي حرام أو إن فعلت كذا فأنت علي حرام فليس هذا بظهار بل هو ايش؟ يمين. يكفر كفارة يمين ويرتفع حكم هذا الشيء.
فنقول للأخ : إن كنت قد استفيت عالما تثق به وقال لك إن هذا ظهار وجامعتها قبل أن تكمل صيام الشهرين فأنت آثم وإن كنت أفتيت نفسك بذلك ولست من أهل الفتوى فقد أخطأت في أصل إلزام نفسك بالشهرين نعم.

السائل : هذا يقول : ما حكم التكبير الجماعي في العيدين؟
الشيخ : السنة في التكبير في العيدين وفي غيره وفي غيره مما يسن إظهاره أن كل واحد ينفرد بنفسه فكل واحد يكبر وحده كما قال أنس بن مالك : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم منا الملبي ومنا المهل أو قال المكبر ). هذا هو السنة. نعم.

السائل : هذا سائل يقول : ما حكم وضع النبات الأخضر على القبور احتجاجا بحديث ابن عباس؟
الشيخ : هل يعلم السائل ما حديث ابن عباس؟ السائل موجود؟ ما هو حديث ابن عباس؟
السائل : ... .
الشيخ : حديث ابن عباس ما ذكرناه أولا ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين وقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه أو لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين ثم غرز على كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ). قاس بعض العلماء على هذا الحديث قياسا باطلا قال ينبغي إذا قبرنا الرجل أو المرأة أن نضع على القبر شيئا أخضر إما جريدة وإما أوراق شجرة أو غير ذلك وهذا قياس مع الفارق الكبير لأن النبي صلى الله عليه وسلم كشف له عن عذاب هذين القبرين وهل كشف لك عن عذاب هذا القبر؟
الجواب : لا. إذن أين القياس؟ ثم إن وضع الشجر الورق الأخضر أو الغصن الأخضر أو الجريد على القبر إساءة ظن بصاحب القبر. فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يضعها على كل قبر بل إنما وضعها على قبر يعذب صاحبه. وأنت إذا وضعتها على أبيك فقد أعلنت بالشهادة الفعلية أن أباك ايش؟ يعذب. وأي عقوق أعظم من هذا؟ لأن كل من مر بهذا القبر قال هذا يعذب لأن عليه جريدة رطبة أو غصنا رطبا أو ما أشبه ذلك. ولهذا نرى أن من الخطأ أن يفعل ذلك لأنه إساءة ظن بالميت وقياس مع الفارق نعم.

السائل : هذا سائل يقول : ما رأيكم فيمن يستشهد بأقوال العلماء وأفعالهم وينزلها منزلة النصوص؟
الشيخ : منزلة ايش؟
السائل : منزلة النصوص.
الشيخ : أي نعم رأينا أن هذا خطأ أن تنزل أقوال العلماء منزلة قول المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وذلك لأن كل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا إلا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإنسان مهما بلغ في العلم فإنه قد يخطئ كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ). لكن لا شك أن العامي ومن في حكم العامي ممن لا يعلم الحكم لا شك أن مرجعه إلى من؟ إلى العلماء بأمر الله.
قال الله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )). وإذا استفيت عالما ترى أنه أهل للفتوى وأن ما يفتيك به هو مايقتضيه الشرع. فعليك أن تلتزم به ولا تسأل غيره ويخطئ كثيرا من إذا استفتى عالما ولم يعجبه قوله ذهب إلى عالم آخر فإن أفتاه بما يرتضيه فهذا المطلوب وإلا قال كل ... ما عندهم علم دور ثالث ؟ ويدور على العلماء حتى يصل إلى بغيته فيقول : هذا هو العالم. وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن من تتبع رخص العلماء فهو فاسق خارج عن العدالة فيجب عليك أن تتحرى قبل أن تسأل وأن تسأل من تثق به علما ودينا. ثم إذا أفتاك فهو الحق إن شاء الله تعالى ولا تسأل غيره نعم.

السائل : هذا سائل يقول : هل عذاب القبر على الروح والجسد وما تفسير قوله تعالى : (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ))؟
الشيخ : الأصل في العذاب عذاب القبر أن يكون على الروح هذا هو الأصل لكن قد تتصل بالبدن أحيانا فينال البدن من العذاب أو النعيم ما يناله. لكن ما يكون في أول الأمر يكون على الجسد، لأن الكافر يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه والمؤمن يفسح له مد البصر. نعم.

السائل : هذا سائل يقول : لي أخ لي أخ كان يشكو من مرض فنذر لله نذرا إن شفاه الله من مرضه ليذبحن في ذلك اليوم.
الشيخ : إن.
السائل : إن شافاه الله من مرضه ليذبحن.
الشيخ : شافاه وإلا شفاه؟
السائل : شفاه.
الشيخ : نعم.
السائل : شفاه.
الشيخ : شفاه.
السائل : إن شفاه الله من مرضه ليذبحن في ذلك اليوم من كل سنة شاة فشفاه الله تعالى فهل يوفي بنذره؟
الشيخ : نعم أولا يقال من الناحية اللغوية شفاه الله وأشفاه الله.
الأول : دعاء له والثاني دعاء عليه. إذا قال أشفاه الله فهذا دعاء عليه لأن معنى أشفاه الله يعني أهلكه (( وكنتم على شفا حفرة من النار )) وأما شفاه الله فمعناه أزال عنه المرض. ولهذا إذا ذكر لك أن أحدا من أهل البغي والعدوان على المسلمين مرض فقل ايش؟ شفاه الله وإلا أشفاه الله؟
السائل : أشفاه الله
الشيخ : أشفاه الله يعني أهلكه حتى يريح المسلمين منه طيب. هذا الذي نذر إن شفى الله أخاه أن يذبح كل سنة في هذا اليوم شاة يقتضي هذا النذر أن يجعل هذا اليوم عيدا يتكرر كل سنة ومعلوم أنه ليس في السنة من الأعياد الحولية إلا عيدان اثنان هما : عيد الفطر وعيد الأضحى. وعليه فنقول : اذبح شاة لأول عام وفاء بنذرك ولا تذبح في ما بعده لأنه يجعل هذا اليوم عيدا ولا عيد في الإسلام. ولكن عليك لفوات الوصف الذي نذرت عليك أن تكفر كفارة يمين وبالمناسبة أود أن أبلغكم بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( نهى عن النذر نهى عن النذر وقال : إنه لا يأتي بخير ) وفي لفظ : ( لا يرد قضاء وإنما يستخرج به من البخيل ). فحكم وعلل عليه الصلاة والسلام حكم بماذا؟ بالنهي عن النذر لا تنذر وعلل بأن النذر إنما يستخرج به من البخيل فالبخيل لا يخرج المال لكن عند الضرورة ينذر بإخراج باخراج المال.
وعلل تعليلا آخر بأن النذر لا يرد القضاء إن كان الله قد قدر للمريض شفاء شفي بدون نذر وإن لم يقدر له شفاء فإن النذر لا يأتي بالشفاء. فالنذر منهي عنه وقد حرمه بعض العلماء والقول بالتحريم قول قوي وأنت إذا كنت على شفقة بالغة من حصول مطلوبك فاسأل الله التيسير ولا تلزم نفسك وكم من إنسان نذر نذرا ثم ثقل عليه فجعل يتتبع أعتاب العلماء لعله يجد من يفتيه بالتخلص من هذا النذر. نعم.

السائل : هذا سائل يقول : من عدة أعوام أدينا مناسك العمرة أنا وزوجتي ولم تتمكن زوجتي من طواف الوداع وذلك لمرضها وزوجتي الآن موجودة في مكة فما الواجب تجاه هذا الطواف؟
الشيخ : الطواف للعمرة الطواف للوادع في العمرة لا يجب على الإنسان إذا طاف وسعى وقصر أو حلق ثم خرج من فوره لأن الطواف الأول يغني عنه. أما إذا مكث في مكة فقد اختلف العلماء في وجوب الطواف والراجح أنه واجب وأنه لا يجوز للمعتمر أن يخرج إلا بوداع كالحاج. والقاعدة عند العلماء : " أن من ترك واجبا من واجبات الحج أو واجبات العمرة فإن عليه أن يذبح فدية في مكة توزع على الفقراء ". هذا إن كان موسرا أما إذا لم يكن موسرا فليس عليه شيء لأنه لا دليل على أن من عجز عن فدية ترك الواجب أن يصوم عشرة أيام. وإذا لم يكن في ذلك دليل فإننا لا نلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به فنقول : من ترك واجبا من واجبات الحج أو العمرة فعليه فدية تذبح في مكة وتوزع على الفقراء ومن لم يجد فلا شيء عليه. نعم.

السائل : هذا سائل يسأل يقول : ما حكم من أنكر عذاب القبر سواء كان هازلا او.
الشيخ : سواءً وإلا سواءٌ.
السائل : سواءٌ كان هازلا أو جادا.
الشيخ : ايشلون كيف؟ سواءٌ وإلا سواءً ها
السائل : سواءً.
الشيخ : بالفتح لماذا؟ (( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )) (( سواء عليه أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم )) فهي بالرفع.
السائل : أعيد السؤال؟
الشيخ : أي أعد.
السائل : يقول السائل.
الشيخ : لأنها خبر مقدم (( سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم )) التقدير استغفارك لهم وعدمه سواء نعم.
السائل : ما حكم من أنكر عذاب القبر سواء.
الشيخ : سواءٌ.
السائل : سواء كان هازلا أو جادا.
الشيخ : نعم من أنكر عذاب القبر بعد أن علم أنه ثابت بالكتاب والسنة مكذب لله رسوله ويكون والمكذب لله ورسوله كافر وقول القائل : السائل سواء جادا أو مازحا اعلم أن ما يكفر به المرء أي ما يكون سببا في الكفر لا فرق فيه بين الجاد والهازل. بل قد يكون الهازل أعظم لقول الله تعالى : (( و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )). والدين ليس به هزل. فمن استهزأ بالله أو بآياته أو برسوله فهو كافر. نعم.

السائل : هذا سائل يسأل يقول : هل معنى عذاب القبر أو نعيمه أن يبقى الإنسان حيا في قبره؟
الشيخ : نعم. الحياة في القبر ليست كحياة الدنيا بل هي حياة برزخية. ولهذا قال الله تعالى : (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )). لكنها حياة برزخية لا تشبه حياة الدنيا. ولهذا لا يحتاج الحي في قبره إلى ماء ولا طعام ولا هواء ولا دفء ولا تبريد لأن الحياة في القبر ليست كالحياة في الدنيا فهي حياة برزخية لا تشبه حياة الدنيا. ولهذا أنكرت الفلاسفة عذاب القبر وقالوا كيف تقولون بعذاب القبر ونحن لو حفرنا القبر بعد يوم أو يومين لوجدنا الجثة على ما هي عليه وهذا معارضة للنص بقياس فاسد وعقل خراب وذلك لأن الإنسان في منامه الآن الإنسان في منامه أليس يرى أنه ذهب وجاء نعم؟ وقام وقعد وأكل وشرب ومع ذلك هو في مكانه لم يتحرك نحن عنده جلوسا وهو في نومه لعله يقاتل في سبيل الله على فرس. هل نشاهد أن الرجل على فرس نعم؟ لا نشاهده نائما. فإذا كان ما يراه الإنسان في منامه في الدنيا لايشبه ما يراه في اليقظة فكذلك ما يكون في موته، بعد موته لا يشبه ما يكون في حياته. فعذاب القبر حقيقة ولكنه ليس كالمشاهد في الدنيا. نعم

السائل : سائل يقول : ما الجمع بين الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل : ( أفلح وأبيه ) وبين الحديث الذي نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله؟
الشيخ : نعم الصواب أن قوله : ( أفلح وأبيه ) كلمة وأبيه كلمة شاذة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وبناء على ذلك نستريح من كل شيء لأنها لا تعارض حلف الإنسان بأبيه لا تعارض النهي عن حلف الإنسان بأبيه وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا بالله، من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ). فالصواب أن هذه اللفظة الشاذة انفرد بها بعض رواة مسلم. ولهذا لم تكن في صحيح البخاري بل انفرد بها بعض الرواة في صحيح مسلم. وإذا كانت شاذة فالمعروف عند العلماء أن الشاذ لا يعول عليه ولا يعمل به ولا ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. نعم.

السائل : سائل يقول : والدتي في مكة تصلي صلاة القيام في بيتها الذي يبعد ثلاث كيلومتر عن المسجد الحرام على صوت المذياع. هل صلاتها صحيحة؟
الشيخ : الذي أرى في هذه المسألة أن صلاتها ليست صحيحة وذلك لأنها لا ترى الإمام ولا المأمومين وليست في مكان الذي اجتمع فيه الناس فهي منفردة. وصلاة الجماعة إنما تشرع من أجل أن يجتمع الناس في مكان واحد وعلى إمام واحد. فإذا انفرد الإنسان في بيته فكيف يقال إنه مع الجماعة. ولو أننا أجزنا الصلاة على السماع فقط لأجزنا الصلاة خلف المذياع وقلنا للإنسان اجلس في بيتك ومعك ابنك وصل خلف المذياع وتكون مصليا في الجماعة كما لو صليت في ايش؟ في المسجد وينفتح علينا باب شر وتأتي أيضا مسألة التلفزيون. فيقول : أنا لا أصلي الجماعة في مسجدي مسجدي فيه خمسمائة نفر لكن أصلي الجماعة في المسجد الحرام. والمسجد الحرام كم فيه؟ فيه مليون نفر أو أكثر كيف تصلي في المسجد الحرام ؟ قال لأن صلاة الجمعة تنقل على الهواء وأتمكن من متابعة الإمام تماما لأني أسمع صوته وأرى حركاته فلو انفتح الباب على الناس في هذا لحصل في هذا مفسدة كبيرة ولذلك نرى أن الإنسان إما أن يكون قادرا على الحضور إلى المسجد وهو ممن تجب عليه الجماعة فليحضر وإن لم يكن ممن تجب عليه الجماعة فليصل منفردا في بيته. نعم.

السائل : هذا سائل يقول : من نوى أن يعتكف العشر الأواخر ثم أتى له ظرف طارئ قبل انتهاء المدة فهل يقطع الاعتكاف؟
الشيخ : أولا يجب يا إخواني أن تعلموا أن الاعتكاف سنة ثم هو سنة ما لم يشغل عن واجب. فإن شغل عن واجب كان ممنوعا. الشغل عن الواجب ما يفعله بعض الإخوة تجده يدع الوظيفة الواجبة التي يجب عليه أن يقوم بها والتي قيامه بها أفضل من الاعتكاف لأن القيام بها واجب والتقرب إلى الله بالواجب أحب إلى الله من التقرب إليه بالتطوع كما جاء في الحديث القدسي الصحيح : ( وما تقرب ) يقول الله عز وجل : ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ). فالاعتكاف سنة ما لم يشغل عن واجب. فإن شغل عن واجب كان حراما لأن ترك الواجب حرام. وإذا كان سنة فإن السنة يجوز للإنسان أن يقطعها بلا عذر. فلو أن الإنسان ابتدأ الاعتكاف ولما مضى يومان ترك الاعتكاف فهل يأثم؟ الجواب يا أخ؟ ما هو الجواب؟
الطالب : لا يأثم
الشيخ : منه اللي ما يأثم؟ من الذي لا يأثم؟
الطالب : المعتكف ... .
الشيخ : هو إذا نوى أن يعتكف ما يأثم لكن كلامنا ما هو فيمن نوى أن يعتكف.
الطالب : اللي يجيئه ظرف
الشيخ : نعم.
الطالب : ما عليه شيء.
الشيخ : طيب استرح. فإذا كان الاعتكاف سنة فالإنسان مخير إن شاء أمضاه وإن شاء تركه لكن لا شك أن من شرع في طاعة فالأفضل أن يتمها إلا لسبب يكون فيه القطع نعم.

السائل : هذا سائل يقول : من هم أصحاب الأعراف؟
الشيخ : نعم. أصحاب الأعراف قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يستحقوا دخول النار لأن السيئات لم ترجح ولا دخول الجنة لأن الحسنات لم ترجح فيوقفون في مكان يقال له الأعراف جمع عرف وهو الشيء المرتفع يشاهدون أهل الجنة ويشاهدون أهل النار (( إذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين )) وإذا رأوا أصحاب الجنة سألوا الله سبحانه تعالى أن يجعلهم من أهلها. وفي النهاية تكون يكون مآلهم إلى الجنة. نعم.

السائل : سائل يقول : إذا فاتت على المأموم تكبيرة من صلاة الجنائز ماذا يفعل؟
الشيخ : إذا فات الإنسان الإنسان تكبيرة من تكبيرات الجنازة فلا أعلم في هذا سنة سنة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن الفقهاء يقولون : إن كانت الجنازة ستبقى حتى يقضي المسبوقون صلاتهم فليقض الإنسان الصلاة على صفة ما هي عليه. وأما إذا كانت الجنازة تحمل فانها فإنه يتابع التكبير ويسلم أو يسلم مع الإمام لأن فرض الكفاية حصل بصلاة الإمام. وبهذا المناسبة أود أن أنبه الأئمة أنه في بعض الأحيان تحضر جنازة في المسجد ويكون قد نبه في المساجد على أن في المسجد الفلاني جنازة فيحضر الناس ويدخلون مع الإمام في الركعة الأخيرة فإذا سلم الإمام قام هؤلاء يقضون. وقد تكون الصلاة رباعية فيقضون كم ركعة؟ ثلاث ركعات وهذا يحتاج إلى مدة فبعض الناس يبادر فيقدم الجنازة ويصلى عليها وتفوت الصلاة هؤلاء الذين جاءوا ليصلون. والأفضل في هذه الحال أن ينتظر لا بأس تقدم الجنازة عند الإمام ولكن الإمام ينتظر حتى إذا قضى هؤلاء المسبوقون صلاتهم قام فصلى من أجل أن يدرك جميع الجماعة الصلاة على هذا الميت ولأننا لا نعلم فربما يكون في هؤلاء المسبوقين من تجاب دعوته دون الموجودين أولا. نعم

السائل : سائل يقول : ما حكم الصيام والإفطار تبعا للحساب الفلكي؟
الشيخ : نحن والحمد لله في بلد يتبع ما جاءت به السنة وهو قول النبي صلى الله عليه و على آله وسلم : ( إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا ) وفي حديث آخر : ( إن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا ). وهنا يتحرى القضاة غاية التحري في الشاهد الذي يشهد برؤية الهلال فلا يمكن أن يقدموا على شيء إلا وقد ثبت من الناحية الشرعية. والأمر والحمد لله في هذه البلاد واضح. لكن يوجد بعض البلاد الإسلامية تحكم بالحساب الفلكي وهؤلاء ينبغي أن يتوجه السؤال من الحكام الذين لهم القدرة على التعيين إلى العلماء. نعم.

السائل : سائل يقول : هل على المجنون، هل المجنون يفتن في قبره؟
الشيخ : ايش؟
السائل : المجنون.
الشيخ : المجنون كالصغير لا يفتن في القبر لأنه غير مكلف إلا إذا جن بعد أن كان مكلفا مثل أن يكون الجنون أصابه بعد عشرين سنة أو ما أشبه ذلك فإنه يسأل بناء على أنه مر عليه زمن وهو مكلف نعم.
السائل : فضيلة الشيخ .
الشيخ : اكتب اكتب بارك الله فيك.

السائل : ما معنى ما معنى القول : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ؟
الشيخ : هذا القول لا يجوز أصلا لأن الداعي يجب عليه أن يجزم بالدعاء وقد جاء في الحديث : ( لا يرد القدر إلا الدعاء ) فكيف تقول لربك لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه كأنك تتحدى وتقول لا يهمني لكن الطف بي وهذا ليس من الأدب الأدب أن تسأل الله تعالى ما تريده من الخير وأن تسأله رد ما لاتريده من الشر بدون أن تقول أسألك اللطف فهذه الكلمة كلمة منكرة ينبغي للإنسان أن يدعها وأن ينصح من سمعه يقولها. نعم.

السائل : سائل يقول : لقد تطيبت بعد الإحرام ناسيا فماذا علي؟
الشيخ : من تطيب بعد الإحرام ناسيا فلا شيء عليه لكن عليه أن يغسل الطيب مبادرة من حين أن يذكر والدليل على أنه لا شيء عليه قول الله تبارك وتعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله تعالى : ( قد فعلت ). لكن متى ذكر وجب عليه إزالة الطيب نعم.

السائل : سائل يقول : رجل داعب امرأته في نهار رمضان فأنزل هل عليه كفارة؟
الشيخ : ليس عليه كفارة لأن الكفارة إنما تجب على من جامع لا على من أنزل بمباشرة أو تقبيل أو نحو ذلك. ولكني أسألكم لو كان رجل قدم إلى مكة بعمرة وكان صائما ثم جامع زوجته في ذلك اليوم هل عليه كفارة؟
الجواب : لا ، لا كفارة عليه. ولكن عليه القضاء قضاء ذلك اليوم. وإنما قلنا لا كفارة عليه لأن المسافر يجوز أن يفطر وهذا بمجرد العزم على الجماع وفعل الجماع يكون قد أفطر ، أفطر بعمل مباح فلا شيء عليه إلا القضاء ليس عليه إثم ولا قضاء ولا وجوب إمساك. ليس عليه إثم ولا إمساك ولا كفارة. نعم.
السائل : سائل يقول قال الله تعالى : (( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات )).
الشيخ : وسؤالنا يا إخواني في هذه المسألة أنه جامع زوجته بعد أن انتهت العمرة لا في أثناء العمرة لأن الجماع في أثناء العمرة محرم. نعم.

السائل : سائل يقول : قال الله تعالى : (( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات )) وفي الحديث القدسي : (( لا تسبوا الدهر )) فكيف نوفق بين هذه الآية والحديث ؟
الشيخ : نعم نوفق بينهما بأمرين :
أولا : أن الله تعالى له أن يصف مخلوقاته بما شاء كما أن له أن يقسم بمخلوقاته وليس لنا أن نقسم بها فالله تعالى يحكم ولا يحكم عليه.
ثانيا : أن المراد بالآية الوصف دون الذم والسب وإذا كان المقصود الخبر فليس به بأس. أليس لوط عليه الصلاة والسلام قال : (( هذا يوم )) ايش؟ (( عصيب )) ولكنه لم يقصد إلا الخبر. فإذا قلت مثلا هذا اليوم شديد البرودة صعب وما أشبه ذلك من كلمات وأنت لا تريد إلا الخبر لا تريد السب فإن ذلك لا بأس به نعم.
السائل : سائل يقول : هل يجوز قبول الزكاة التي تفرض على