الشيخ محمد بن صالح العثيمين-فتاوى الحرم المكي-فتاوى الحرم المكي-1418-الشريط 05a

الشيخ : بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقبل أن نتكلم في لقائنا هذا أحب أن أعتذر من الإخوة الذين يسألوننا قبل المجيء إلى هذا المكان وأقول لهم إنه لا مكان للسؤال وكيف يتوقف الإنسان لسؤال رجل واحد وأمامه مئات الناس يستمعون إليه يعني معنى ذلك أننا نحبس هؤلاء الناس الكثيرين من أجل نفر واحد أعتقد أنا أحدا لا يرغب بهذا ولذلك أرجو من إخواننا الذين لا نستجيب لسؤالهم في مرورنا من الصف إلى المكان هذا أرجو أن يعذروني ! وأرجو أن يفهموا وجه اعتذاري ! أنا يشق علي كثيرا أن يسألني سائل ولا أجيب لأنه يجب عليّ أن أجيب من سأل عن دينه لكن الإنسان ينظر للمصالح هل يمكن أن يقف الإنسان ليجيب واحدا وأمامه مئات أجيبوا يا جماعة لا يمكن وإذا أجبت واحدا جاء الثاني وجاء الثالث وجاء الرابع فأرجو من إخواني أن يعذروني في ذلك وألا يقولوا هذا من أبخل عباد الله أن يبخل بالجواب عن العلم لأن من أبخل الناس من يبخل بالعلم لاسيما إذا سئل عنه .

الشيخ : وأحب أيضا أن أتكلم عن مسألة ربما تقع لبعض الناس الذين يسافرون بعد صلاة الجمعة حيث إن بعض الناس إذا صلى الجمعة وهو يريد أن يسافر جمع إليها العصر يظن أن الجمع بين الجمعة والعصر جائز، يظن أن جمع العصر إلى الجمعة جائز وليس كذلك جمع العصر إلى الجمعة لا يجوز ومن جمع العصر إلى الجمعة فقد صلاها قبل وقتها ولا يجوز أن تقدم الصلاة قبل وقتها إلا بدليل شرعي ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه جمع العصر إلى الجمعة والعبادات مبنية على إيش على التوقيف والدليل فإذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ضعيف ولا صحيح أنه جمع العصر إلى الجمعة فليس لنا أن نجمع العصر إلى الجمعة لأننا لو فعلنا لصلينا العصر قبل وقتها والصلاة قبل وقتها باطلة .
فإن قال قائل : أقيس الجمعة على الظهر وأقول تجمع العصر إلى الجمعة كما تجمع إلى إلى الظهر لحديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم ) ـ انتبه يا أخي ... أنت تدير بصرك يمينا وشمالا ضايع شيء أنت ـ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر قالوا ما أراد إلى ذلك قال أراد ألا يحرج أمته ) أي ألا يلحقها الحرج في عدم الجمع فيقول إذا كان الرسول يجمع بين العصر والظهر فلنجمع بين العصر والجمعة نقول هذا قياس غير صحيح لأن الجمعة تخالف صلاة العصر في أكثر من ثلاثين حكما وإذا كانت تخالفها في أكثر من ثلاثين حكما فكيف تلحق بها إذا أردنا القياس فهو إلحاق فرع بأصل في حكم لإيش لعلة جامعة ولابد من التساوي بين المقيس والمقيس عليه الجمعة من شرطها الجماعة أو لا ؟ أجيبوا يا جماعة نعم الجمعة من شرطها الوقت أو لا ؟ والظهر من شرطها الجماعة ؟ لا تصح من المنفرد من شرطها الوقت لا ليس من شرطها الوقت يا جماعة إذا أخطأت فقوموني جزاكم الله خير الجمعة من شرطها الوقت الظهر ليس من شرطها الوقت غلط ولا صحيح لا هو صحيح غير الجمعة من شرطها دخول الوقت وإذا نام الإنسان أو نسيها يصليها متى بعد الوقت إذا نام ولم يستيقظ إلا بعد الوقت يصلي بعد الوقت لكن الجمعة إذا خرج وقتها لا يصليها جمعة يصليها ظهرا إذا الجمعة من شرطها الوقت والظهر ليس من شرطها الوقت ولكن الظهر من شرطها إيش دخول الوقت والفرق بين العبارتين واضح الجمعة لا تصح إلا في القرى والمدن ولا تصح في السفر لو أن قوما مسافرين أرادوا أن يجمعوا ما صح ذلك حتى لو خطبوا وصلوا ما تصح والظهر تصح في السفر أو لا تصح تصح طيب الجمعة ركعتان في الحضر وفي السفر لا تقام والظهر كم في الحضر أربعة ركعات الجمعة تقرأ القراءة بها جهر والظهر سر الجمعة لا تقام في أكثر من موضع من البلد إلا لحاجة والظهر تقام في كل مسجد حي والفروق أكثر من ثلاثين فرقا وإذا كان كذلك لم يصح القياس فلدينا الآن دليل سمعي شرعي وهو أن العبادات مبنية إيش على التوقيف يعني على ما ورد عن الشرع ولم يرد عن الشرع الجمع بين العصر والجمعة ثانيا أنه لا قياس بين الظهر والجمعة لوجود الفوارق الكثيرة وأقول لكم أليس يمر على النبي صلى الله عليه وسلم جمعة فيها مطر أجيبوا بلى يمر فالرجل الذي دخل يوم الجمعة وقال يا رسول الله اسأل الله أن يغيثنا أمطرت السماء إلى الجمعة الثانية ولم يجمع الرسول إليها العصر مع أنه يجمع بين الظهر والعصر في المطر فعلى كل حال أحببت التنبيه على ذلك لأن السؤال عنها كثير والإشكال فيها عند بعض الناس أيضا كثير ولكن الحمد لله إذا تبين الإنسان الأدلة وتأملها وجد أن من جمع العصر إلى الجمعة فقد صلى العصر قبل وقتها بغير إذن من الشرع ويجب عليه أن يعيدها إذا كان قد فعل .

الشيخ : أما موضوع لقاء اليوم فهو كما عودناكم أن نتكلم على إيه على شيء من الآيات مر بنا قصة فرعون إيش آية الزكاة طيب ما يخالف نكمل في الليلة الماضية مر علينا ثلاث آيات من آيات الزكاة الأولى الوعيد على من منع الزكاة والثانية بيان المستحقين للزكاة والثالثة بيان ـ اسمحوا لي ـ الثالثة بيان الحكمة من الزكاة قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( خذ من أموالهم صدقة )) والمراد بالصدقة هنا الزكاة (( تطهرهم )) (( خذ من أموالهم صدقة )) أي زكاة (( تطهرهم بها )) هذه واحد (( وتزكيهم )) (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم بها وتزكيهم وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم )) تطهرهم من إيش من الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) تطهرهم من إيش من إيش وين روحت استرح يا بني حضور القلب هو الأصل (( تطهرهم )) من أي شيء من الذنوب الدليل قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) (( وتزكيهم )) تزكيهم يعني تنمي أخلاقهم لأن باذل المال يلحق بالكرماء ومانع المال يلحق بإيش بالبخلاء ولا شك أن الكرم زكاء ومن زكاة الصدقة أن المتصدق يجد انشراحا في صدره لا يعلمه إلا من تصدق المتصدق يجد في صدره انشراحا عظيما حتى إنه ربما يتمنى أن عنده جميع ماله حتى يتصدق به من شدة ما يجد من انشراح الصدر وهذا زكاء عظيم (( وصل عليهم )) يعني ادع لهم وفعلا امتثل النبي صلوات الله وسلامه على امتثل هذا الأمر فكان الناس يأتونه بالصدقات فيقول اللهم صل على آل فلان اللهم صل على آل فلان قال عبدالله بن أبي أوفى فأتاه أبي بصدقتنا أو بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى إذا إذا أعطاك شخص زكاته أو صدقة التطوع تقول صل الله عليك نعم نعم صل الله عليك وأخلف عليك وجعل في مالك بركة لكن بعض الفقراء إذا أعطيته ما تيسر قال شوي، شوي، وتجد قلبه مملوء عليك وهذا قد أوتي الشح والعياذ بالله وكان الذي ينبغي له أن يدعو لهذا وربما إذا دعا يعطف عليه المتصدق فيجود في الصدقة .

الشيخ : أما موضوع اللقاء في هذه الليلة فهو قصة فرعون فرعون ملك جبار عنيد سلط على أهل مصر ولا سيما على بني إسرائيل فكان يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم يستحيهن، يستحيهن يعني يبقيهن أتدرون لماذا من أجل أن يذل شعب بني إسرائيل لأن الشعب إذا ذهب رجاله بقي النساء ومن أجل أن يستخدم النساء في بيوت الأقباط فكان الغرض شيئين الأول ؟ الأول يا ... ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إذلال بني إسرائيل لأن الأمة إذا ذهب رجالها ذلت .
والثاني : استخدام نساء بني إسرائيل .
وقال بعض أهل العلم : إن فرعون سلط على بني إسرائيل بذبح الأبناء وإحياء النساء مرتين مرة لما قيل له إنه سيبعث في بني إسرائيل رجل يكون زوال ملكك على يده وهذا قبل بعثة موسى .
ومرة بعد أن بعث موسى، فالله أعلم لكن الرجل مستكبر جبار متكبر والعياذ بالله والعجيب يا إخواننا الشيء العجيب أن موسى الذي جعل الله هلاك فرعون وملكه على يده أين تربى تربى في حجر فرعون تربى في حجره سبحان الله، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت هذا الرجل تربى في حجره لأن الله أوحى إلى أم موسى أن ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في البحر فجعلته في تابوت أي في صندوق وألقته في البحر وهذا يدل على كمال إيمانها لأن أما تلقي ولدها في البحر شأنها عظيم والأمر شديد من تستطيع أن تلقي ولدها في البحر يأكله الحوت ولكن الله حماه ألقته في البحر فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا واللام في قوله (( ليكون لهم عدوا وحزنا )) أريد من أهل النحو أن يبينوا معناها ؟ يالله قم
الطالب : ... .
الشيخ : يعني لام العاقلة طيب اللام ليست للتعليل هنا لأنهم ما التقطوه ليكون لهم عدوا لكن التقطوه فربوه فكان لهم عدوا وحزنا جرت الأمور ودعا موسى فرعون ولكنه ناظره مناظرة خبيثة لجأ فيها إلى القوة اقرؤوا آيات الشعراء لما قال له موسى دعاه إلى الله قال له فرعون (( وما رب العالمين )) من رب العالمين وهذا الاستفهام للإنكار يعني كأنه يقول لا رب للناس إلا هو أي فرعون قال له موسى (( رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين )) هذا جواب صحيح ولا غير صحيح جواب صحيح فقال فرعون لمن حوله (( ألا تستمعون )) يسخر بموسى ألا تستمعون هذا القول أجاب موسى بماذا ؟ (( قال ربكم ورب أبائكم الأولين )) يعني هو ربكم الذي أوجدكم من العدم ورب أبائكم الأولين الذين هلكوا فكما هلك أبائكم سوف تهلكون أنتم ولستم أربابا لأن الرب يبقى ولا يموت (( قال ربكم ورب أبائكم الأولين )) فرجع فرعون إلى إيش إلى القدح قال (( إن رسولكم الذي أرسل إليكم )) إيش (( لمجنون )) حكم عليه بالجنون وأكد هذا الحكم بإن واللام وقال ساخرا (( إن رسولكم )) يعني الذي يدعي أنه أرسل إليكم ولا هو لا يصدق أنه الرسول ظاهرا فقال له موسى إيش (( قال رب المشرق والمغرب )) يعني الرب هو رب المشرق والمغرب وأنت يا فرعون ماذا ملكت ماذا ملك ملك المشرق والمغرب ولا ملك جزءا من الأرض يسيرا الثاني ولا الأول الثاني (( رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون )) وهذا لمز من موسى لآل فرعون ولفرعون أنهم هم المجانين وليس موسى يعني إن كنتم من ذوي العقول فإن ربكم الذي له المشرق رب المشرق والمغرب ثم لجأ إلى الوعيد لجأ إلى الوعيد والوعيد سلاح العاجز فقال له امشوا معنا يا جماعة (( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين )) شف الوعيد والعياذ بالله لأجعلنك من المسجونين ولم يقل لأسجننك لأجل أن يرعبه يقول إن في السجن ألافا مؤلفة فإن اتخذت إلها غيري جعلتك من جملتهم وهذا نوع من التفتيت كما يسمونه من أجل أن يرعب موسى ويخاف لأجعلنك من المسجونين بعده
الطالب : ... .
الشيخ : (( قال أولو جئتك بشيء مبين )) اللي يقول من موسى يقول أتقول هذا ولو جئتك بشيء مبين ماذا تصنع قال فأت به إن كنت من الصادقين وهذا تحد من فرعون لموسى (( قال فأت به إن كنت من الصادقين )) فأتى به ألقى عصاه والعصا من أين الأخ عصاه من أين ؟ قم إيه قم العصا من أين ؟
الطالب : ... .
الشيخ : من الشجر، إذا هو خشبة طيب عصا عاجز ألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ثعبان يعني حية عظيمة ترعب ونزع يده يعني أدخلها في جيبه هكذا ونزعها منه فإذا هي بيضاء تخالف اللون بلحظة (( ونزع يده )) من أين من جيبه (( فإذا هي بيضاء للناظرين )) وش بعده وش بعد هالآية ؟
الطالب : ... .
الشيخ : (( ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين )) (( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ))
الطالب : ... .
الشيخ : نعم (( فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملأ حوله )) قال من فرعون للملأ حوله (( إن هذا لساحر عليم )) والملأ يعني الأشراف لأن جلساء فرعون هم الأشراف من قومه لساحر عليم ادعى أن انقلاب العصا إلى ثعبان وخروج اليد من الجيب بيضاء سحر لأن السحر في وقت فرعون كان كثيرا شائعا ولكن السحر لا يؤثر إلا بإذن الله كما قال عز وجل (( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )) (( وقال لهم موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله )) وقال في آية أخرى (( لا يفلح الساحر حيث أتى )) المهم النتيجة يعني الحديث يطول لكن نذكر الخلاصة لما غلب موسى عليه الصلاة والسلام السحرة ورأى السحرة شيئا ليس بالسحر آمنوا (( وألقي السحرة ساجدين )) ولم يقل وسجد السحرة كأنهم لشدة ما رأوا ولذهولهم ألقوا بغير اختيار من شدة ما رأوا من الآيات ألقوا ساجدين (( قالوا آمنوا برب العالمين رب موسى وهارون )) سبحان الله كانوا في أول النهار سحرة كفرة وكانوا في آخر النهار مؤمنين بررة لأنهم شاهدوا الحق شاهدوا ما لا طاقة لهم به ولا قبل لهم به وحصل ما حصل ثم إن فرعون اغتاظ من ذلك وتوعد السحرة قال (( لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل )) ماذا قالوا قالوا قولة الموقن (( لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض )) يعني سوي اللي تبي افعل ما تريد. إن أنهى ما تريد أن تقتلنا وإذا قتلتنا فإنما تقضي إيش هذه الحياة الدنيا (( إنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى )) فرضي الله عن هؤلاء السحرة الذين آمنوا هذا الإيمان وأعلنوا وتحدوا فرعون فرعون اغتاظ وأرسل في المدائن حاشرين ما معنى حاشرين جامعين يجمعون الناس من أجل أن يقضي على موسى وقومه أتى كل آل فرعون واجتمعوا عنده في مصر وخرجوا ليقضوا على موسى وقومه وأمر الله تعالى موسى وقومه أن يخرجوا من مصر متجهين إلى الأرض المقدسة أرض الشام وإذا كانوا متجهين من مصر إلى الشام ما الذي يكون أمامهم البحر الأحمر المسمى بحر القلزم لما وصلوا إلى البحر ـ انتبه يا أخي انتبه إيه نعم ـ لما وصلوا إلى البحر وإذا فرعون بجنوده وجميع استعداداته وراءهم والبحر أمامهم أيقينوا بالهلاك لأنهم إن وقفوا أدركهم من ؟ فرعون وقومه وإن تقدموا ؟ غرقوا في البحر فقال أصحاب موسى لموسى (( إنا لمدركون )) شف الجملة مؤكدة بإيش بإن واللام (( إنا لمدركون )) قال كلا لا يمكن أن ندرك (( إن معي ربي سيهدين )) وهذا والله هو اليقين عند الشدائد لا يعرف الإنسان إلا الخالق قال (( إن معي ربي سيهدين )) أوحى الله تعالى إليه أن يضرب البحر بعصاه وما مقدار عصا موسى للبحر الأحمر ؟ أجيبوا يا جماعة لا شيء عصا ضرب بها البحر فانفلق البحر من عرضه إلى عرضه وصار اثني عشر طريقا لأن بني إسرائيل كانوا اثني عشر أسباطا صار البحر بضربة واحدة اثني عشر طريقا بقي إشكال إذا انزاح الماء عن الأرض صارت وحلا وزلقا لكن في الحال أيبسها الخالق عز وجل الله أكبر (( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا )) فصار الماء الذي هو سيال صار مثل الجبال الله أكبر مثل الجبال لا يسيل والأرض التي كانت ريانة من الماء صارت يابسة وعبروا عبروا أي موسى وقومه حتى وصلوا إلى الشاطئ الشرقي وفرعون وقومه وراءهم لما اكتمل موسى وقومه خارجين من البحر وتكامل فرعون وقومه داخلين في البحر أمر رب العزة والجلال البحر أن يعود إلى حاله الله أكبر فانغلق البحر على من ؟ على فرعون وقومه لما أدركه الغرق آمن لما عرف أنه مات لما عرف أنه مات آمن لما أدركه الغرق قال (( آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) أيها البلاغييون إن كنتم من أهل البلاغة لماذا لم يقل آمنت بالله وإنما قال الذي آمنت به بنو إسرائيل من أجل أن يذل نفسه حتى يعترف أنه الآن تابع لبني إسرائيل شف بلاغة القرآن، بلاغة القرآن عجيبة آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وهو الله عز وجل وفي هذا إقرار منه بأنه تابع لبني إسرائيل هذا غاية الذل بالأمس يذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم ويتوعدهم ويتهدد، الآن أصبح ذنبا يتبع بني إسرائيل لكن لو كان هل استبرأ من قبل إيش لنفعه لكنه الآن لا ينفع فقيل له (( آلآن )) آلآن بالمد ولا بدون مد ؟ نعم بالمد إذا فيه استفهام يعني آلآن تؤمن لما رأيت الموج (( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) يعني ما نفعه الإيمان ما نفعته التوبة لماذا لأنه حضره الموت والذي لا يتوب إلا إذا حضره الموت لا توبة ثم إن الله سبحانه وتعالى بنعمته على بني إسرائيل ورحمته إياهم أنجى بدنه أنجى بدنه يعني ما ذهب في قاع البحر وأكلته الحيتان بل ظهر على سطح الماء ولهذا قال له، قال الله تعالى (( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك )) أي من بني إسرائيل (( آية )) لأن بني إسرائيل يا إخوان بني إسرائيل قد أرعبهم فرعون غاية الرعب ولو أن الله لم يظهر لهم جسده لكان عندهم احتمال أن الرجل حي وأنه نجا أليس فيه احتمال كثيرا ما تغرق السفن ثم ينجو بعض الناس لكن من أجل أن يطمئن بنو إسرائيل أظهر الله جسد هذا الكافر العنيد فشاهدوه ولهذا قال (( لتكون لمن خلفك )) أي من بني إسرائيل الذين نجو (( آية )) أي دليلا على أن فرعون وقومه هلكوا قصص القرآن كلها خير كلها موعظة كلها عبرة لكن تستولي علينا الغفلة وأكثر الناس ليس له هم في القرآن إلا أن يكمل السورة أو الحزب الذي كان يقرأه من قبل واستغفر الله وأتوب إليه أن ذلك يكون أحيانا لكثير من الناس .

الشيخ : نستفيد من هذه القصة وهو الذي أردت أن أنبه عليه الآن : أن التوبة إذا حضر الإنسان الموت لا تنفع أن التوبة إذا حضر الإنسان الموت لا تنفع وقد صرح الله بذلك في القرآن فقال جل وعلا (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) ما له توبة هذا بعد ما شاهد العذاب وشاهد أنه انتقل من الدنيا وترك كل ما وراءه يقول تبت هذا لا ينفعه وإني أسألكم هل مع كل واحد منكم وثيقة صك بأنه لا يموت إلا بعد مئة سنة ؟ أجيبوا أليس احتمالا أن يموت في ليله قبل الصباح وفي نهاره قبل المساء هذا محتمل إذا لماذا نفرط في التوبة ونحن لا ندري متى نصل إلى الحال التي لا تقبل منا توبة فعلينا أيها الإخوة وأسأل الله أن يجعل قولي مطابقا لعملي وأقوالكم مطابقة لأعمالكم علينا أن نبادر بالتوبة لئلا يفوت الأوان التوبة من حقوق من ؟ من حقوق من يا جماعة ؟ من حقوق الله، ومن حقوق عباد الله .
كم من إنسان ظلم شخصا في ماله جحد مالا واجبا عليه أو اقتطع شبرا من الأرض أدخله في ملكه وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما ) الشبر نشوف واحد يعرفه يالله قم شبر هكذا هاه يعني إذا مددت أصابعك فما بين طرف الإبهام وطرف الخنصر هو الشبر استرح وهذا يضرب مثلا بالقلة لأن من اقتطع دون الشبر فحكمه كالذي اقتطع شبرا ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أراضين ) يوم القيامة الذي يشهده الأولون والأخرون الذين من عصرك والذين قبل عصرك الذين من أمتك والذين قبل أمتك الملائكة والجن والإنس والوحوش يطوق هذا الرجل ما اقتطعه من الأرض من سبع أراضين والمقصود خزي هذا الرجل بين العالم وإلا فالله تعالى قادر على أن يعذبه بشيء آخر لكن من أجل خزيه بين العالم صار هذا عذابه الآن قس يا أخي أرضك هل أدخلت فيها شبرا من جارك أخرجه ما دمت في زمن الإمهال وإلا فسوف يهنأ به من بعدك ويكون وباله عليك من منا من ظلم العمال عنده ما أكثر شكاية العمال بالذين كفلوهم يأتي بالعامل متفقا معه على أنه أجرته في الشهر خمسمئة ريال أنا أضرب مثلا واقعا ليس مقدرا ليس تقديرا فرضيا يتفق معه على خمسمئة ريال في بلاده وإذا جاء هنا قال له ترضى بمئتين ولا انصرف أهذا من خلق المسلم أسألكم يا جماعة لا والله ليس من خلق المسلم هذا غدر وخيانة وظلم كيف تتفق معه على أجرة معينة فإذا جاء إلى هنا قلت بكذا ولا ارجع من أحل لك ذلك أليس الله يقول (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) بلى أليس الله يقول (( وأفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا )) بلى ويأتي بالعامل بأجرة معينة خمسمئة ريال ثم إذا وصل قال ما عندي لك شيء اذهب أنت بنفسك اذهب اعمل وأيضا سدد لي كل شهر مئتين ريال مئتين ريال أو ثلاثمئة ريال هل هذا جائز ليس بجائز هذا ظلم ولا ينفع الإنسان التوبة من هذا. حق الآدمي لابد أن يوصل إليه ولو يوم القيامة ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( من تعدون المفلس فيكم قالوا الذي ليس عنده درهم ولا دينار أو درهم ولا متاع ) اللي ما عنده شيء قال لا مو هذا ليس هذا ( المفلس المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال انتبه يا نائم يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) والله إني لأعجب من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتطاول على إخوانه فيظلمهم وهو يؤمن بالله واليوم الآخر بل حتى الكافر لو اتفقت على كافر على عمل ما ثم غدرت به ولم توف به أتظن أن حق هذا الكافر يضيع ؟ أجب لا يضيع حتى ولو كان كافرا يجب أن نستقيم للكفار كما استقاموا لنا قال الله تعالى (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم )) فهذا الكافر الذي جئت به ليعمل ثم خنته وغيرت العقد أنت مطالب به يوم القيامة وإن كان كافرا لذلك أقول مرة ثانية توبوا إلى الله قبل أن لا تمكنكم التوبة إذا كان الإنسان عليه حق لإخوانه ليس بإمكانه اليوم أن يوفيهم يكتب وصية يكتب وصية بأني في ذمتي لفلان كذا وكذا أخطأت على فلان بكذا وكذا ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) احرص يا أخي على إبراء ذمتك لا تظن أن الدنيا دار بقاء الدنيا دار عمل ومزرعة للآخرة فتب إلى الله قبل فوات الأوان .