الشيخ : وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقبل أن أشرع فيما أريد أن أتكلم عليه فيما سمعناه من قراءة إمامنا أنبه تنبيهين :
التنبيه الأول أن إمامنا في الوتر صلى الثلاث جميعا دون فصل وهذا من السنة فإن الذي يوتر بثلاث اجلسوا يا جماعة اجلسوا ريحوا أنفسكم وريحوا الناس استريحوا اجلسوا فإن الذي يوتر بثلاث يوتر على وجهين :
الوجه الأول : أن يسلم من ركعتين ثم يأتي بالثالثة وحدها .
والوجه الثاني : أن يصلي الثلاث جميعا بتشهد واحد ويسلم منها جميعا .
هناك وجه ثالث منهي عنه وهو : أن يصلي ركعتين ثم يجلس ويتشهد ثم يقوم فيأتي بالثالثة هذه الصفة منهي عنها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا توتروا بثلاث تشبهوا بصلاة المغرب ) فنهى عن الثلاث التي تشبه صلاة المغرب وصلاة المغرب كلنا يعلم أنها إيش ثلاث ركعات بتشهدين إذا الإيتار بثلاث على ثلاث أوجه على ثلاثة أوجه وجه منهي عنه ووجهان جائزان ما هو الوجه المنهي عنه ؟ ما هو الوجه المنهي عنه ؟
الطالب : ...
الشيخ : استرح نعم
الطالب : ... .
الشيخ : ويسلم تمام الوجه المنهي عنه أن يشبهها بصلاة المغرب لأن الوتر نافلة والمغرب فريضة ولا ينبغي أن تشبه النافلة بالفريضة فيما يختص بها طيب الوجهان الجائزان المشروعان ؟ الأخ قم
الطالب : ... .
الشيخ : أن يصلي ثلاث ركعات بتشهد واحد ويسلم نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أو يصلي ركعتين ويسلم ثم يأتي بالثالثة بارك الله فيك كل هذا جائز .
وإذا أوتر الإنسان بخمس فليسردها جميعا بتشهد واحد وسلام إذا أوتر بخمس وإذا أوتر بسبع فكذلك يسردها جميعا بتشهد واحد وسلام وإذا أوتر بتسع فكذلك يسردها جميعا بسلام واحد إلا أنه يجلس في الثامنة ويتشهد ولا يسلم ثم يقوم ويأتي بالتاسعة أما إذا أوتر بإحدى عشرة فإنه يصلي ركعتين ركعتين ويوتر بواحدة .

الشيخ : أما التنبيه الثاني فهو تنبيه أزعجني وأعجبني، أزعجني وأعجبني سمعت أن قوما من الشباب الحريصين على الخير بدؤوا اعتكافهم من ليلة إحدى عشرة ليعتكفوا عشرين يوما ولا شك أن الذي حملهم على هذا فيما أظن الحرص على الخير وكثرة العمل الصالح هذا ما نظنه فيهم لا نظن أنهم يريدون أن يخالفوا سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وإني لأعجب من مثل هذا الفعل أن يتعبد الإنسان لله بعاطفته وهواه .

الشيخ : والتعبد لله ليس بالعاطفة ولا بالهوى التعبد لله باتباع الشريعة ولهذا لما جاء ثلاثة نفر إلى أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسألونهن عن عمله في السر يعني كيف عمله أخبرهم النساء بما كان الرسول يفعل صلى الله عليه وسلم فتقالوا العمل وقالوا هذا عمل يسير لنعمل أكثر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيقتصر على عمل أقل أما نحن فلم نضمن لنا ذلك إذا فلنكثر ماذا قال بعضهم قال لا أتزوج النساء وقال الثاني أصوم ولا أفطر وقال الثالث أقوم ولا أنام فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأنكر عليهم علنا خطب وأنكر عليهم وقال ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا إني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) استمع يا أخي أنكر عليهم مع أن الذي حملهم على هذا العمل ما هو الرغبة في الخير وزيادة العمل الصالح لكن الشرع ليس بالهوى الشرع هدى إن كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون فعلى العين والرأس ـ شف يا أخي إذا رأيت ـ الشرع أو العبادة هدى وليست هوى هؤلاء القوم الذين يريدون أن يبدؤوا الاعتكاف في اليوم الحادي عشر هل هم أخشى لله من رسول الله ؟
الطالب : لا .
الشيخ : أجيبوا ؟
الطالب : لا ؟
الشيخ : أو أهدى من رسول الله أو أعلم بما يحب الله من رسول الله كلا وهم يقرون بهذا .

الشيخ : وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعتكف إلا العشر الأواخر فكيف نتقدم بين يدي الله ورسوله اعتكف العشر الأول يطلب ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط يطلب ليلة القدر لأن ليلة القدر لم تتعين في العشر الأواخر إلا أخيرا ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر ولم يعد يعتكف العشر الأول ولا العشر الأوسط هذا مع أن من هديه عليه الصلاة والسلام أنه إذا عمل عملا إيش أثبته ومع ذلك لم يثبت هذا العمل الذي كان اعتكفه أولا لم يعتكف العشر الأول ولا الأوسط لكن اعتكف إيش العشر الأواخر ولم يعد إلى الاعتكاف في العشر الأول ولا في الأوسط مع أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا عمل عملا أثبته لكن أراد أن يبين للأمة أن التعمق في دين الله والتنطع فيه ليس من هديه .

الشيخ : بل قال عليه الصلاة والسلام ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ) ثلاثا والجملة هنا خبرية أو دعائية ؟
الطالب : خبرية .
الشيخ : هاه نعم أحسنت جملة دعائية يعني أنه دعا على المتنطعين بالهلاك ويحتمل أن تكون جملة خبرية أي أن الرسول أثبت بأن المتنطعين المتعمقين في دينهم هالكون ولهذا مثال آخر واصل الصحابة رضي الله عنهم في الصيام أتعرف الوصال ؟
الطالب : الوصال .
الشيخ : إيه نعم .
الطالب : اذكره .
الشيخ : هيا قم ؟
الطالب : الوصال ...
الشيخ : أن يصوم يومين ولا يفطر بينهما تمام هذا هو واصل الصحابة رضي الله عنهم فنهاهم الرسول عليه الصلاة والسلام عن الوصال وقال ما بال هؤلاء المتعمقين مع أنهم إنما واصلوا يرجون إيش
الطالب : ... .
الشيخ : لا يرجون كثرة الثواب لكن الرسول سماهم متعمقين وأنكر عليهم حتى إنه لما رآهم رضي الله عنهم مستمرين في الوصال ظنوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما نهى عنه رأفة بهم وهم قادرون على الوصال تركهم فواصل بهم حتى رؤي هلال شوال يوما ويوما ويوما حتى رؤي الهلال ثم قال ( لو تأخر الهلال لزدتكم ) كالمنكل لهم عليه الصلاة والسلام لكنهم أوردوا عليه قالوا يا رسول الله إنك تواصل فكيف لا تسمح لنا أن نواصل قال ( إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى ) يطعم إيش يطعم خبزا ويسقى ماء لو كان كذلك ما كان وصال لكن لقوة تعلقه بربه عز وجل وانشغاله بذكره استغنى بذلك عن الطعام والشراب هذا معنى قوله أطعم وأسقى وكلكم يعلم أن الإنسان إذا تعلق قلبه بالشيء تعلقا كبيرا ينسى الأكل والشرب أليس كذلك يخرج مع صاحبه يتحدثان ويعني محادثة ودية تامة فينسى وقت الغداء وقت العشاء لقوة تعلق قلبه بهذا ولهذا قال الشاعر :
" لها أحاديث من ذكراك تشغلها *** عن الشراب وتلهيها عن الزاد "
يعني تنسى الأكل والشرب إذا تحدثت بك فالنبي صلى الله عليه وسلم له صفة خاصة بالنسبة للوصال ونحن لنا صفة خاصة .

الشيخ : المهم يا إخوان أنني أنصح الشباب الحريصين على الخير أن يترسموا هدي النبي عليه الصلاة والسلام وألا يتقدموا بين يديه وألا يشرعوا لأنفسهم ولا لغيرهم شرعا مبنيا على مجرد العاطفة بغير سلطان من الله لأن هذا ضرر يا سبحان الله الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعتكف إلا العشر الأواخر بعد أن اعتكف الأوسط والأول وأنتم تأتون تقولون بنا نعتكف العشر الأوسط هذا بدعة ولو أن الإنسان الذي يفعل هذا أراد المخالفة للسنة لكان الأمر خطيرا لكن الذي يغلب على ظني أنهم أرادوا إيش أرادوا الخير لكن ليس كل من أراد الخير يوفق له .
والذين اعتكفوا بناء على هذا أقول لهم من هذا المنبر أبطلوا اعتكافكم (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) وبهذا التقرير الذي قلنا يتبين أن ما قاله بعض الفقهاء رحمهم الله من أن الإنسان إذا دخل المسجد ينبغي له أن ينوي الاعتكاف فيه مدة لبثه قول لا أصل له ولا صحة له وليس له دليل ليس له دليل هل النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما من الأيام من أتى منكم المسجد فلينوي الاعتكاف على كل حال قد لا تعلمون هذا لكن أنا أقول لا ما قاله يوما من الدهر وهل الرسول عليه الصلاة والسلام يخفى عليه أن ذلك من عبادة الله لو كان من عبادة الله ما خفي على الرسول ولو كان من عبادة الله لكان الرسول يبلغ الأمة لأنه مأمور بذلك (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) لكنه لم يقل يوما من الدهر لمن أتى إلى المسجد انو الاعتكاف والاعتكاف عبادة عبادة لا يمكن أن تثبت إلا بدليل أزيد على ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ) يعني كغسل الجنابة ( ثم غدا إلى المسجد في الساعة الأولى فكأنما قرب ) إيش ؟ ( بدنة ) وفي الثانية ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وفي الثالثة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وفي الرابعة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وفي الخامسة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : بيضة هل قال للذين جاؤوا في الساعة الأولى انووا الاعتكاف في المسجد حتى تحصلوا على قربان وعلى اعتكاف ما قال ذلك لهذا نقول الاعتكاف المسنون المشروع ما كان على ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام فإن قال قائل ألم يعلم الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب حين نذر أن يعتكف ليلة أو يوما في المسجد الحرام أن يعتكف ؟ قلنا بلى لكنه أذن له ولم يشرعه للأمة وهناك فرق بين أن الرسول يقر الشيء ولكنه لا يشرعه ألم تعلموا أن رجلا بعثه الرسول في سرية صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية يعني سرية يعني ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني طائفة من الجيش فجعل هذا الرجل يقرأ لأصحابه يصلي بهم ويقرأ ويختم بقل هو الله أحد كلما قرأ ختم بقل هو الله أحد ( فلما رجعوا للرسول عليه الصلاة والسلام أخبروه فقال اسألوه لماذا يفعل قال لأنها صفة الرحن وأنا أحب أن أقرأها قال أخبروه أن الله يحبه ) هل قال للأمة اختموا قراءتكم في الصلاة بقل هو الله أحد ؟ لا وهل كان هو عليه الصلاة والسلام يختم صلاته بقل هو الله يختم قراءة صلاته بقل هو الله أحد ؟ لا فالرسول عليه الصلاة والسلام قد يأذن بفعل الشيء دون أن يجعله شرعا للأمة عامة وحينئذ لا حجة بإذن الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بأن نقول كل من أتى المسجد فلينوي الاعتكاف فيه لأن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوفي بنذره فيعتكف في المسجد الحرام .
أحببت أن أنبه على هذين الأمرين لدعاء الحاجة لذلك

الشيخ : وإلا فإن موضوع الدرس هو لدينا قصتان عظيمتان الأولى قصة قوم لوط قصة قوم لوط قوم لوط مشركون وأظهر معصية فيهم بعد الشرك هي إيش اللواط والعياذ بالله وهو إتيان الذكور الذي وصفه رسولهم لوط بأنه الفاحشة، والزنا وصفه الله بأنه فاحشة، أيهم أعظم الفاحشة أو فاحشة ؟ الفاحشة ، يعني الفاحشة الكبرى ولهذا نقول اللواط أعظم من الزنا والعياذ بالله اللواط أعظم من الزنا إتيان الذكر الذكر لأنه وصف بالفاحشة والزنا وصف بفاحشة هذه الفعلة القبيحة تنفر منها الطباع السليمة أن يأتي الرجل الرجل والعياذ بالله ولهذا أنكر عليهم نبيهم فقال (( أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم )) هذا خلاف العقل (( بل أنتم قوم عادون )) هذا خلاف العقل تماما وهو من أخطر ما يكون على الأمم في انقلاب الأخلاق وفسادها ولذلك يتفطن المفعول به إذا كبر لهذه الفعلة فيظل وجهه مسودا كيف يقابل الناس حتى إن بعضهم همّ أن يقتل الذي فعل به الفاحشة يقول لأنه جعلني أمشي بين الناس وكأني امرأة ولا يندم إلا بعد أن يكبر فهي فاحشة عظيمة كبيرة ولا يمكن التحرز منها لأنه كيف تجد ذكرين يمشيان جميعا تقول تفرقا لا يمكن هذا لكن تجد رجل مع امرأة أجنبية منه ممكن أن تقول تفرقا لكن هذا مشكل أمر خفي يسري في المجتمع سريان السم في الجسم .

الشيخ : ولذلك يجب القضاء على الفاعل والمفعول به متى كانا بالغين عاقلين سواء كانا متزوجين أم غير متزوجين ـ انتبه يا أخي ـ لو زنا رجل بامرأة وهو لم يتزوج يقتل لا يجلد ويغرب سنة عن البلد لكن لو تلوط رجل برجل وهو لم يتزوج يقتل، يقتل ولا حياد عن هذا القول لأنه جاء في الحديث الذي أخرجه أهل السنن وسنده صحيح ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية التي ينبغي لكل قاضي وأمير أن يقرأها بتمهل قال إن الصحابة أجمعوا على قتل كل من الفاعل والمفعول به أجمع الصحابة . إجماع الصحابة يعني لا يزنه شيء أجمعوا على قتل الفاعل والمفعول به لكنهم اختلفوا كيف يقتلان فقال بعضهم يحرقان بالنار لعظم جنايتهما وقد أحرقهم ثلاثة من الخلفاء ومنهم أبوبكر رضي الله عنه أحرقهم لماذا لأن هذا جرم عظيم يجب أن تكون العقوبة رادعة تماما وقال بعضهم يرجم الفاعل والمفعول به بالحجارة حتى يموتوا وقال آخرون بل يصعد بهما إلى أعلى مكان في البلد إذا كان الطابق خمسة عشر وفيه طابق ثلاثين من أين نرميهما من الثلاثين تسعين من التسعين أعلى مكان في البلد يرميان منه ويتبعان بالحجارة قتلة شنيعة لماذا لأن الفعلة شنيعة فإذا قال قائل لا قدر الله إلا الخير لا قدر الله إلا الخير وأقول لا قدر الله ولا أقول لا سمح الله كما يعبر به بعض الناس لأن سمح تعطي أن هناك من يجبر الله على الشيء فأقول لا قدر الله لأن هذا هو الموافق لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ولكن قل قدر الله أو قدّر الله وما شاء فعل ) أقول لا قدر الله ولا أقول لا سمح الله طيب

الشيخ : أقول لو قال قائل لو فشى هذا في المجتمع نسأل الله العافية ونسأل الله أن يحمي بلادنا منه فهل له أسباب ؟
نقول نعم له أسباب : الشباب.
الثاني : الغناء .
الثالث : الفراغ .
الفراغ كثير من شبابنا الآن فارغ ما عنده عمل غني أكله وشربه وكسوته ومسكنه موجود، شاب والشاب له قوة وطاقة وطيش ولهذا جاء في الحديث ( أن الله يعجب من الشاب ليست له صبوة ) يعني انحراف لأن الشباب من أسباب الانحراف إلا من عصم الله هذا الغناء والفراغ والشباب سبب لهذا الشيء .
ومنها أيضا : مشاهدة الصور الخليعة في المجلات والصحف التي بدأ أعداؤنا يرسلونها علينا إرسال الجراد المسلط تعرفون الجراد ولا ما تعرفونه إذا هاج الجراد وجانا من كل جانب وش يدفعه بدأ الأعداء يطيرون إلينا الصحف والمجلات من الخارج لأنهم يعلمون أنه لا توجد مملكة وأقولها في المسجد الحرام أمام الكعبة لا توجد مملكة فيما أعلم خير من هذه المملكة في السمت والأخلاق وتحكيم الكتاب والسنة ولست أقول إنها كاملة ما هي كاملة لو قلت إنها كاملة كذبني الواقع لكني أقول هي خير ما يوجد من بلاد المسلمين .
لهذا يركز الأعداء على هذه البلاد بما يكون سببا لانحرافها الخلقي، وسببا لانحرافها الفكري حتى إنهم طعنوا في القضاء السعودي مع أنه مستمد من أين من الكتاب والسنة طعنوا به يريدون أن يكون كالقضاء في غير البلاد الثانية هذه ما تسكت فأقول هذه الصحف والمجلات من أسباب انتشار الفاحشة سواء في اللواط أو في الزنا والعياذ بالله ولهذا يجب على الرجال رعاة الأهل والأولاد إذا رأوا بأيدي أهليهم من بنين أو بنات مثل هذه المجلات أن يصرفوهم عنها بالإقناع والأسلوب الحسن ليس بالحمق والعنف والتسلط، بالإقناع فإن اهتدوا فهذا المطلوب وإلا حينئذ ننتقل إلى إيش، إلى إيش ؟ إلى الشدة نحرق هذه المجلات ونتلفها ومن ذلك أيضا ما يشاهد من القنوات الفضائية فإنه يشاهد فيها من المنكرات وبث الأفكار المفسدة للتوحيد والبدع المفسدة للعقيدة ما يشهد العقل السليم فضلا عن من عرف الصراط المستقيم بأن اقتناءها لا يجوز لماذا لما تفضي إليه من المنكرات العظيمة وهي وإن قدر أن فيها من الفوائد كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود فإن ذلك منغمر بما فيها من المفاسد العظيمة ولو تأملت المجتمع لوجدته في هاتين السنتين حين انتشرت هذه القنوات تحول كثيرا، ولا سيما الشباب الصغار الذين يعكفون على هذه القنوات في الاستراحات وفي البر وغيرها تغير تغيرا عظيما لأنه يشاهد أشياء تدعو نفوسهم إليها شباب فارغ ليس له شغل والعجب أن بعض الأباء الذين هم رعاة على أهليهم هم الذين يجلبون هذه القنوات إلى بيوتهم هم بأنفسهم يجلبونها إلى بيوتهم ويشاهدون أهليهم من أبناء وبنات وزوجات وأخوات يطلعون على المنكرات التي تفسد الأخلاق ثم لا يبوسون بكلمة وربما يكون الرجل لا يجلبها هو بنفسه لكن تجلبها الزوجة لأنها موظفة أو الأولاد وما أشبه ذلك ويشاهدهم ويمر بهم ذاهبا وراجعا يشاهدون هذه الأفلام الخبيثة ولا ينهاهم عن هذا، هذا الشيء علمناه مما نسمع وإذا كان كذلك فلنسألكم يا إخوان هنا في المسجد الحرام هل هذا الرجل مؤدٍ للأمانة التي حملها الله إياها حيث مكن أهله من مشاهدة مدمرات الأخلاق والعقائد أو هو غاش لهم ؟ غاش لهم لأنه بإمكانه أن يمنعهم هو غاش لهم وإذا كان غاشا لهم فلنستمع إلى قول المعصوم صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ) وهذا كما يشمل الرعاة الكبار يشمل من دونهم وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ) فإذا كان هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ( الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ) وقال ( ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ) وهذا الرجل يستطيع أن يمنع أهله من هذه القنوات المدمرة للأخلاق والأفكار والعقائد فإنه يخشى أن يناله هذا الوعيد .

الشيخ : ونحن لا يجوز لنا أن نشهد لشخص معين فعل هذا الفعل بأن الله يحرم عليه الجنة ما نشهد لشخص معين لكن نأتي بالعموم كما أمر الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( ما من عبد ) لكن لو شهدنا بأن فلان بن فلان مكن أهله من هذا الفعل مع قدرته على التغيير هل يجوز أن نقول إن الله حرم عليك الجنة لا يا إخواني انتبهوا لهذه المسألة مسألة التعيين والتعميم بينهما فرق عظيم إذا جاء النص عاما فأت به عاما إذا جاء خاصا فأت به خاصا هذا الرجل الذي نعلم أنه هو الذي جلب هذه القنوات إلى بيته ومكّن أهله من نظر ما يدمر الأخلاق والأفكار والعقائد لا يمكن أن نشهد بأن الله يحرم عليه الجنة ولا يجوز لماذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا الرجل بل قال ( ما من عبد يسترعيه الله على رعية ) عام الآن هل تشهدون أن كل مؤمن في الجنة هل تشهدون أن كل مؤمن في الجنة تشهد أن كل مؤمن في الجنة ؟
الطالب : ... .
الشيخ : تشهد أن كل مؤمن في الجنة ؟ بس أجب نعم ولا لا
الطالب : ... .
الشيخ : ثابت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب استرح صح نشهد أن كل مؤمن في الجنة لكن هل تشهد أن فلان بن فلان في الجنة وهو مؤمن نراه يصوم ويصلي ويتصدق ويتقدم المسجد ويفعل الخير هل تقول هذا الرجل بعينه في الجنة، نعم لا ولذلك يجب عليكم يا إخوان أن تفرقوا بين التعيين وإيش والتعميم ولهذا من عقيدة أهل السنة ألا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد الله له ورسوله إلا من شهد الله له ورسوله والشهادة نوعان شهادة بالوصف وشهادة بالشخص انتبه الشهادة بالوصف أن تقول كل مؤمن أتم في الجنة هذا وصف الشهادة بالشخص أن تقول فلان بن فلان في الجنة لا هذا ما يمكن إلا إذا شهد الله له ورسوله طيب الشهادة بالنار نفس الشيء تقول كل كافر ففي النار صح ؟
الطالب : ... .
الشيخ : من اللي يقول صح قم عطنا الدليل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وش الدليل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : بارك الله فيك تمام هذا دليل وقوله تعالى (( واتقوا النار التي أعدت للكافرين )) طيب لكن هل تشهد لشخص معين أنه في النار لا ما يجوز تشهد إلا إذا شهد الله له ورسوله أفهمتم إذا شهد الله ورسوله لشخص هو في النار نقول هو في النار أبو لهب عم الرسول عليه الصلاة والسلام أخو أبيه تشهدون أنه في النار
الطالب : ... .
الشيخ : تشهدون ما هو الدليل قل ؟
الطالب : قوله تعالى (( تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد )) .
الشيخ : أحسنت هذا نشهده بعينه نشهد له بعينه أنه في النار لكن ما يمكن يجينا كافر ونشهد له بعينه في النار بل نقول كل كافر فهو في النار فيجب أن نفرق بين التعميم وإيش والتعيين كذلك بالنسبة للمؤمنين من الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة بأعيانهم من ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم الخلفاء الأربعة كلهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة وأهل بدر أهل بدر قال الله لهم ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) الله أكبر اللهم اغفر لنا ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) الذين بايعوا الرسول عليه الصلاة والسلام تحت الشجرة بيعة الرضوان قال الله تعالى (( لقد رضي الله عن المؤمنين )) إيش (( إذ يبايعونك تحت الشجرة )) وأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة .
هذه من أسباب هذه الفاحشة العظيمة فاحشة اللواط من الأسباب أيضا : أن كثيرا من الأولياء قد أهملوا أولادهم أهملوا أبناءهم يخرج الابن من الصباح ولا يأتي إلا بعد أن نام أبوه وهو لا يدري أين ذهب ولا يدري من صاحبه وهذا حرام أنت مسؤول عن هذا لو أن شاة لك من غنمك ضاعت تتركها أجب ما يتركها بل لا ينام إلا هي عنده يبحث عنها طول الليل وابنه الذي هو مسؤول عنه والذي إن قدر الله له الصلاح صار نافعا له في الدنيا والآخرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فصلاح ابنك خير لك في الدنيا والآخرة وهناك أسباب أخرى يضيق الوقت بنا عن ذكرها .

الشيخ : لننتقل للموضوع الثاني وهو الوفاء الوفاء بالكيل والوزن من الرسول الذي أرسل إلى قوم ظهر فيهم نقص المكيال والميزان ؟
الطالب : ... .
الشيخ : شعيب نعم أحسنت شعيب بعث في قوم مشركين لكن أظهر ما فيهم من المعاصي التي دون الشرك هو إيش بخس الكيل والميزان اقرأ وإلى مدين أخاهم شعيبا اقرأ لا تكتب قم ما تحفظ من يحفظ أجل نعم لا حول ولا قوة إلا بالله يالله .
الطالب : ... .
الشيخ : غلط .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم (( ولا تنقصوا المكيال )) ما فيها أوفوا الكيل (( ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط )) استرح وقال لهم أيضا بعبارة أخرى (( لا تبخسوا الناس أشياءهم )) فهنا أرسل رسول من أجل تقويم الناس على التوحيد أولا وعلى الوفاء للناس بحقوقهم ثانيا فمثلا إذا اشترى منك إنسان كيلو من الطعام وبخست صرت مشابها لأي قوم ممن سبق من أي قوم لقوم شعيب بعض الناس ينقص المكيال إذا كان للناس وإذا كان لنفسه استوفى وفي هؤلاء يقول الله تعالى (( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )) من يبيع بالطعام بالكيل والوزن يعرف هذا ويكون مطابقا لعمل قوم شعيب ولكن هناك بخس آخر وهو الذي أحب أن أتكلم عليه بخس العمل الرسمي الحكومي بخس العمل الرسمي الحكومي الموظفون لهم مدة ولهم ميدان يعني الوظائف عندنا على قسمين : وظائف مقيدة بزمن مدة .
ووظائف مقيدة بميدان عملي .
الوظائف المقيدة بمدة من، إلى من يعرف ؟ قم
الطالب : ... .
الشيخ : من السابعة والنصف إلى، إلى الثانية والنصف بارك الله فيك ألم تعلموا يا إخوان أن بعض الموظفين يأتي في الساعة التاسعة ويقيد أنه جاء في السابعة والنصف كذب وخيانة وأكل للمال بالباطل كذب لأنه قيد أنه أتى بالساعة السابعة والنصف هذا كذب نحن ذكرنا أنه جاء في الساعة التاسعة وقيد سبع ونصف هذا كذب خيانة للدولة بل للأمة لأن عمل الدولة عمل للأمة ما هو عمل لها وحدها أنت الآن في مكتبك بعيد عن دور الحكام تعمل للأمة فمثلا خيانة لها لأنك ظهرت أمامها أنك قائم بالواجب متى حضرت ؟
الطالب : بالتاسعة .
الشيخ : بالتاسعة لكن القيد ؟
الطالب : بالسابعة .
الشيخ : بالسابعة والنصف خنتها هذه خيانة أكل للمال بالباطل لأنك سوف تأخذ الراتب كاملا مع أنك نقصت نقصت عن العمل المطلوب فما زاد عن قدر العمل الذي أتيته حقيقه فهو حرام عليك حرام إذا قدرنا أن هذا الرجل يأخذ في اليوم سبعين ريال ومدة العمل كم قلنا من سبعة ونص إلى اثنتين ونص كم من ساعة سبع ساعات طيب يأخذ باليوم سبعين ريال يعني راتبه كل يوم سبعين ريال وتأخر للساعة التاسعة كم يستحق من السبعين ؟
الطالب : خمسين .
الشيخ : خمسين أو خمسة وخمسين الآن يبي يأخذ سبعين الخمسة عشر هذه حرام عليه أكلها بالباطل ما الذي حلل له ذلك هو لو ينقص عليه ريال عن راتبه طالب صاحب الصندوق ليش ينقص وهو ينقص الآن خمسة عشر ريال في عمله ولا كأنه شيء وهذا هو الذي أصاب كثيرا من الناس بأن لا يقبل دعاؤهم لأن أكل الحرام سبب لمنع قبول الدعاء استمع يا أخي للحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) فقال تعالى (( يا أيها الرسول كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) وقال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجل استمع إلى الأوصاف يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب كم وصف ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : كم وصف ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : يطيل السفر .