فتاوى الحرم المكي-1418-13a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
بيان خصائص العشر الأواخر من رمضان : يشرع فيها الإعتكاف .
الشيخ : أما بعد فليلتنا هذه هي ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان عام 1418، وهي أول ليالي العشر الأخيرة، وهذه العشر الأخيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف، ولم يكن يعتكف غيرها، لأن .. ثم الأوسط يتحرى ليلة القدر، ثم قيل له إنها في العشر الأواخر، فاعتكف العشر الأواخر، واعتكف أزواجه من بعده صلى الله عليه وسلم.
ولم يعتكف في غيرها من الأيام إلا حينما تأخر صلى الله عليه وسلم ذات عام عن الاعتكاف في رمضان قضاه في شوال، وإلا ما جاء في صحيح البخاري أنه في آخر عام اعتكف العشر الأوسط والأخير.
قال العلماء: وهذا كما كان صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل القرآن في شهر رمضان مرة، ودارسه في آخر عام مرتين، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كشف له أن هذا آخر عام من أعوام رمضان، فاعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط والعشر الأخير، ولم يفهم الصحابة من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأوسط، ولهذا اعتكف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده، اعتكفن العشر الأواخر فقط، وهن أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والعشر الأخير تبتدئ بغروب الشمس من هذه الليلة، وتنتهي بغروب الشمس آخر يوم من رمضان.
وعلى هذا فليلة العيد ليست داخلة في الاعتكاف، وليلة العشرين ليست داخلة في الاعتكاف.
ولم يعتكف في غيرها من الأيام إلا حينما تأخر صلى الله عليه وسلم ذات عام عن الاعتكاف في رمضان قضاه في شوال، وإلا ما جاء في صحيح البخاري أنه في آخر عام اعتكف العشر الأوسط والأخير.
قال العلماء: وهذا كما كان صلى الله عليه وسلم يدارسه جبريل القرآن في شهر رمضان مرة، ودارسه في آخر عام مرتين، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كشف له أن هذا آخر عام من أعوام رمضان، فاعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط والعشر الأخير، ولم يفهم الصحابة من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأوسط، ولهذا اعتكف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بعده، اعتكفن العشر الأواخر فقط، وهن أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والعشر الأخير تبتدئ بغروب الشمس من هذه الليلة، وتنتهي بغروب الشمس آخر يوم من رمضان.
وعلى هذا فليلة العيد ليست داخلة في الاعتكاف، وليلة العشرين ليست داخلة في الاعتكاف.
من خصائص العشر الأواخر من رمضان : أن فيها ليلة القدر .
الشيخ : وفي هذه العشر الأواخر ليلة القدر التي عظم الله شأنها، وأنزل فيها سورة كاملة يقرؤها لنا أصغر القوم.
اقرأ (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))، تعرفها؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما تعرفها.
نعم تعرفها ؟ يلا اقرأها.
أعوذ بالله، طيب استرح بارك الله فيك.
قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه )) أي: القرآن، (( في ليلة القدر )) وليلة القدر في رمضان لقول الله تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ))، فإذا ضممت آية البقرة إلى هذه السورة تبين لك أن ليلة القدر في رمضان، ولكنها تعينت في الأخير في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار آكد من الأشفاع، لكن تحتمل في هذا وهذا، لكنها في الأوتار آكد، عد الأوتار؟ أنت؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت تمام هذه هي الأوتار، الحادي والعشرين، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والتاسع والعشرين، خمس ليال.
ويحتمل أن تكون في الثاني والعشرين والرابع والسادس والثامن والثلاثين.
كل ذلك ممكن، لأن الله تعالى أخفاها عن العباد حتى يتبين الجاد في طلبها ممن ليس بجاد، لأن الجاد في طلبها الحريص عليها يهون عليه أن يقوم عشر ليالي، ومن أجل أن يزداد الناس في العمل الصالح، لأنها لو كانت معلومة بليلة بعينها لقامها الناس ولم يقوموا سواها، ولكن الله أراد من عباده أن تزداد أعمالهم الصالحة ليزداد ثوابهم.
فإن قال قائل : ألم يثبت أن قوما من الصحابة أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) ؟
فالجواب : بلى، ولا نعم؟ ألم يثبت؟ الجواب : بلى، ثبت هذا، ولكن هذا يحمل على أن ذلك في ذلك العام المعين، كانت في السبع الأواخر، وليس ذلك في كل عام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بقي يعتكف العشر الأواخر كلها.
وعلى هذا فيحتمل أن تكون هذه الليلة التي هي ليلة إحدى وعشرين كما جرى ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم أري ليلة القدر وأعطي علامة وهي أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك الليلة ونزل المطر من السقف إلى الأرض، وصارت الأرض طينا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح وعلى جبهته أثر الماء والطين.
فتبين بذلك أنها في ذلك العام كانت ايش؟ ليلة إحدى وعشرين.
في عام آخر ربما تختلف وتكون في ليلة أخرى. ولذلك كان القول الراجح الذي تجتمع فيه الأدلة أن ليلة القدر تتنقل في السنوات، وليست دائما في ليلة واحدة، بل قد تكون في ليلة إحدى وعشرين أو الثلاثين أو ما بين ذلك.
فكن طمعا في فضل الله تعالى، كل ليلة تقرب إلى الله تعالى فيها وأنت ترجو أن تكون قد وافقت ليلة القدر.
وماذا يقول الإنسان في الدعاء فيها؟
قالت عائشة : ( يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ).
فأكثر من هذا الدعاء، وأكثر من قول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وأكثر من الدعاء بما شئت، ولكن حافظ أولا على الدعاء الوارد قبل أن تأتي بدعاء من عندك، لأن الدعاء الوارد فيه فائدتان :
الفائدة الأولى : ما يتضمنه من المطلوب.
والفائدة الثانية : التأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعين الدعاء الذي كان يدعو به.
اقرأ (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))، تعرفها؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما تعرفها.
نعم تعرفها ؟ يلا اقرأها.
أعوذ بالله، طيب استرح بارك الله فيك.
قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه )) أي: القرآن، (( في ليلة القدر )) وليلة القدر في رمضان لقول الله تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ))، فإذا ضممت آية البقرة إلى هذه السورة تبين لك أن ليلة القدر في رمضان، ولكنها تعينت في الأخير في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار آكد من الأشفاع، لكن تحتمل في هذا وهذا، لكنها في الأوتار آكد، عد الأوتار؟ أنت؟
الطالب : ... .
الشيخ : أحسنت تمام هذه هي الأوتار، الحادي والعشرين، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والتاسع والعشرين، خمس ليال.
ويحتمل أن تكون في الثاني والعشرين والرابع والسادس والثامن والثلاثين.
كل ذلك ممكن، لأن الله تعالى أخفاها عن العباد حتى يتبين الجاد في طلبها ممن ليس بجاد، لأن الجاد في طلبها الحريص عليها يهون عليه أن يقوم عشر ليالي، ومن أجل أن يزداد الناس في العمل الصالح، لأنها لو كانت معلومة بليلة بعينها لقامها الناس ولم يقوموا سواها، ولكن الله أراد من عباده أن تزداد أعمالهم الصالحة ليزداد ثوابهم.
فإن قال قائل : ألم يثبت أن قوما من الصحابة أُروا ليلة القدر في السبع الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) ؟
فالجواب : بلى، ولا نعم؟ ألم يثبت؟ الجواب : بلى، ثبت هذا، ولكن هذا يحمل على أن ذلك في ذلك العام المعين، كانت في السبع الأواخر، وليس ذلك في كل عام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بقي يعتكف العشر الأواخر كلها.
وعلى هذا فيحتمل أن تكون هذه الليلة التي هي ليلة إحدى وعشرين كما جرى ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم أري ليلة القدر وأعطي علامة وهي أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك الليلة ونزل المطر من السقف إلى الأرض، وصارت الأرض طينا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح وعلى جبهته أثر الماء والطين.
فتبين بذلك أنها في ذلك العام كانت ايش؟ ليلة إحدى وعشرين.
في عام آخر ربما تختلف وتكون في ليلة أخرى. ولذلك كان القول الراجح الذي تجتمع فيه الأدلة أن ليلة القدر تتنقل في السنوات، وليست دائما في ليلة واحدة، بل قد تكون في ليلة إحدى وعشرين أو الثلاثين أو ما بين ذلك.
فكن طمعا في فضل الله تعالى، كل ليلة تقرب إلى الله تعالى فيها وأنت ترجو أن تكون قد وافقت ليلة القدر.
وماذا يقول الإنسان في الدعاء فيها؟
قالت عائشة : ( يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ).
فأكثر من هذا الدعاء، وأكثر من قول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. وأكثر من الدعاء بما شئت، ولكن حافظ أولا على الدعاء الوارد قبل أن تأتي بدعاء من عندك، لأن الدعاء الوارد فيه فائدتان :
الفائدة الأولى : ما يتضمنه من المطلوب.
والفائدة الثانية : التأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعين الدعاء الذي كان يدعو به.
من خصائص العشر الأواخر من رمضان : إحياء الليل كله .
الشيخ : ومن خصائص هذه العشر، أعني: العشر الأواخر من رمضان، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخصها بإحياء الليل كله، كل الليل في طاعة الله، وأما العشر الأول والأوسط فكان يخلطها بالقيام والنوم، لكن في العشر الأواخر يحييها بالقيام والقرآن والذكر وغير ذلك مما يقرب إلى الله تبارك وتعالى.
فكان إذا دخل العشر الآخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره، ومعنى شد المئزر يعني التأهب للقيام، لأنه إذا كان الإنسان يريد أن يقوم الليل كله فلا بد من تأهب.
أما نحن فإننا تبع لأئمتنا، ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة كاملة.
ولهذا ينبغي لنا أن نحرص على أن نكون مع أئمتنا من صلاة العشاء إلى آخر الوتر، يعني: إذا صليت في مسجد العشاء وأقمت معهم التراويح فاحرص على أن تقوم معهم التهجد آخر الليل، لتكون قمت مع الإمام حتى ينصرف.
هذا ما أردنا أن نقوله حول دخول هذه العشر الأخير المباركة.
فكان إذا دخل العشر الآخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره، ومعنى شد المئزر يعني التأهب للقيام، لأنه إذا كان الإنسان يريد أن يقوم الليل كله فلا بد من تأهب.
أما نحن فإننا تبع لأئمتنا، ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة كاملة.
ولهذا ينبغي لنا أن نحرص على أن نكون مع أئمتنا من صلاة العشاء إلى آخر الوتر، يعني: إذا صليت في مسجد العشاء وأقمت معهم التراويح فاحرص على أن تقوم معهم التهجد آخر الليل، لتكون قمت مع الإمام حتى ينصرف.
هذا ما أردنا أن نقوله حول دخول هذه العشر الأخير المباركة.
تفسير قوله تعالى :" إنا نحن نحيي الموتى ..".
الشيخ : أما ما نريد أن نتكلم عليه مما سمعنا في قراءة أئمتنا فإننا سمعنا إلى قوله تعالى : (( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )).
إنا: الضمير يعود على الله بصيغة الجمع المفيد للتعظيم، لأن الله تعالى واحد لا شريك له، لكنه يسند الشيء إلى نفسه بصيغة التعدد، إشارة إلى ايه؟ إلى التعظيم.
(( نحن نحيي الموتى )) يعني: بعد الموت نحييهم، لأن الذي قدر على إنشاء الخلق أول مرة قادر على إعادته، واستمع الى قول الله تعالى : (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ))، يعني: إعادته أهون عليه من ابتدائه، وهذا أمر معلوم بالحس والعقل، فالقادر على أن ينشئ الخلق أول مرة قادر ايش؟ على إعادتها.
ولهذا لما قال الخصم المبين : (( من يحيي العظام وهي رميم )). ماذا قال له ؟ (( قل يحييها الذي أنشاها أول مرة )).
واستمع أيضا إلى قول الله تبارك وتعالى : (( ألم يك نطفة )) يعني: الإنسان (( من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )). الجواب : بلى والله.
وقال الله تبارك وتعالى : (( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون )).
فأنت يجب أن تعلم أنك ستموت وهذا أمر ضروري، لو أن أحدا قال إنه لن يموت لعد من المجانين.
كل إنسان يعلم أنه سيموت، وأنت الآن تصلي على الموتى وغدا سيصلون عليك، هذا أمر واقع، فاستعد لهذا اليوم الذي تنتقل فيه من دار العمل إلى دار الجزاء، الذي تفارق فيه الأهل والأصحاب والأموال فتنفرد بايش؟ بعملك.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الميت إذا مات اتبعه ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع ماله وأهله ويبقى عمله )، ولذلك يسلمه للقبر أقرب الناس إليه وأشفقهم عليه، سبحان الله! أقرب الناس إليك وأشفقهم بك هو الذي يسلمك إلى القبر، ثم ينصرفون وتبقى في عملك.
واعلم أنه إذا دفن الميت وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان يسألانه عن ثلاثة أصول، يقولان: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟
يسأل عن ثلاثة أصول، من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي، ثم يفسح له في قبره، ويفتح له باب إلى الجنة، ويأتيه من روحها ونعيمها ) ويكون وجوده في القبر أسر عليه من بقائه في الدنيا، لأنه ينتقل إلى دار أحسن بكثير مما انتقل عنه من دار الدنيا التي كلها نكد وتنغيص، وإذا سر الانسان فيها يوما من الأيام ساءه أيام.
كما قال الشاعر :
من سره زمن ساءته أزمان.
وقال الشاعر قبله، الشاعر الجاهلي :
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
ثم ما بعد هذا القبر؟ بعده البعث العظيم الذي جاءت من وصفه في الكتاب والسنة ما تنخلع له القلوب، وإذا شئت الاطلاع على ذلك فاقرأ باب السمعيات في كتاب العقائد تجد الشيء الكثير، نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
إنا: الضمير يعود على الله بصيغة الجمع المفيد للتعظيم، لأن الله تعالى واحد لا شريك له، لكنه يسند الشيء إلى نفسه بصيغة التعدد، إشارة إلى ايه؟ إلى التعظيم.
(( نحن نحيي الموتى )) يعني: بعد الموت نحييهم، لأن الذي قدر على إنشاء الخلق أول مرة قادر على إعادته، واستمع الى قول الله تعالى : (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ))، يعني: إعادته أهون عليه من ابتدائه، وهذا أمر معلوم بالحس والعقل، فالقادر على أن ينشئ الخلق أول مرة قادر ايش؟ على إعادتها.
ولهذا لما قال الخصم المبين : (( من يحيي العظام وهي رميم )). ماذا قال له ؟ (( قل يحييها الذي أنشاها أول مرة )).
واستمع أيضا إلى قول الله تبارك وتعالى : (( ألم يك نطفة )) يعني: الإنسان (( من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )). الجواب : بلى والله.
وقال الله تبارك وتعالى : (( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون )).
فأنت يجب أن تعلم أنك ستموت وهذا أمر ضروري، لو أن أحدا قال إنه لن يموت لعد من المجانين.
كل إنسان يعلم أنه سيموت، وأنت الآن تصلي على الموتى وغدا سيصلون عليك، هذا أمر واقع، فاستعد لهذا اليوم الذي تنتقل فيه من دار العمل إلى دار الجزاء، الذي تفارق فيه الأهل والأصحاب والأموال فتنفرد بايش؟ بعملك.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الميت إذا مات اتبعه ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع ماله وأهله ويبقى عمله )، ولذلك يسلمه للقبر أقرب الناس إليه وأشفقهم عليه، سبحان الله! أقرب الناس إليك وأشفقهم بك هو الذي يسلمك إلى القبر، ثم ينصرفون وتبقى في عملك.
واعلم أنه إذا دفن الميت وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان يسألانه عن ثلاثة أصول، يقولان: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟
يسأل عن ثلاثة أصول، من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي، ثم يفسح له في قبره، ويفتح له باب إلى الجنة، ويأتيه من روحها ونعيمها ) ويكون وجوده في القبر أسر عليه من بقائه في الدنيا، لأنه ينتقل إلى دار أحسن بكثير مما انتقل عنه من دار الدنيا التي كلها نكد وتنغيص، وإذا سر الانسان فيها يوما من الأيام ساءه أيام.
كما قال الشاعر :
من سره زمن ساءته أزمان.
وقال الشاعر قبله، الشاعر الجاهلي :
" فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر "
ثم ما بعد هذا القبر؟ بعده البعث العظيم الذي جاءت من وصفه في الكتاب والسنة ما تنخلع له القلوب، وإذا شئت الاطلاع على ذلك فاقرأ باب السمعيات في كتاب العقائد تجد الشيء الكثير، نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
تفسير قوله تعالى :" .....ونكتب ما قدموا وآثارهم .... ".
الشيخ : قال الله عز وجل : (( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا ))
ما قدموا من؟ من العمل الصالح، كل ما قدمت من العمل الصالح مكتوب، لن يضيع عليك. يقول الله تعالى : (( من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) كل ما قدمت من خير أو شر فإنه سيكتب، وكلمة ما قدموا هذه للعموم، لأن ما اسم موصول يفيد العموم، كل ما قدمت من خير وشر.
فإن كان العمل الذي قدمته عملا خاصا بك، لا يتعدى إلى غيرك فلك أجره إن كان خيرا وعليك وزره إن كان سوءا.
لكن المشكل إذا كان عملك تعدى إلى غيرك فاسمع : (( وآثارهم )).
آثارهم يعني نكتب الآثار التي تترتب على ما قدموا.
استمع يا أخ، وآثارهم أي نكتب ايش؟ الآثار التي تترتب على ما قدموا.
مثلا، إذا كان الإنسان قدم خيرا واقتدى به الناس، كتب له أجرهم، كتب له أجرهم مع أنه ما عمل لكنه صار أسوة وإماما فيكتب له.
وإذا كان قدم سوء وابتدع في دين الله ما ليس منه، واتبعه الناس على ذلك كتب له سوء هذه البدعة.
ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ).
وما أثقل الحمل على العلماء، ما أثقل الحمل على العلماء، لأن العلماء يهتدى بهم، إن كانوا علماء ربانيين صالحين اقتدى الناس بصلاحهم، وإن كانوا بالعكس اقتدى الناس بسيئاتهم. فالحمل ثقيل على كل من له إمامة في قومه، إن دلهم على خير فله خير، وإن دلهم على شر فله شر.
ما قدموا من؟ من العمل الصالح، كل ما قدمت من العمل الصالح مكتوب، لن يضيع عليك. يقول الله تعالى : (( من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) كل ما قدمت من خير أو شر فإنه سيكتب، وكلمة ما قدموا هذه للعموم، لأن ما اسم موصول يفيد العموم، كل ما قدمت من خير وشر.
فإن كان العمل الذي قدمته عملا خاصا بك، لا يتعدى إلى غيرك فلك أجره إن كان خيرا وعليك وزره إن كان سوءا.
لكن المشكل إذا كان عملك تعدى إلى غيرك فاسمع : (( وآثارهم )).
آثارهم يعني نكتب الآثار التي تترتب على ما قدموا.
استمع يا أخ، وآثارهم أي نكتب ايش؟ الآثار التي تترتب على ما قدموا.
مثلا، إذا كان الإنسان قدم خيرا واقتدى به الناس، كتب له أجرهم، كتب له أجرهم مع أنه ما عمل لكنه صار أسوة وإماما فيكتب له.
وإذا كان قدم سوء وابتدع في دين الله ما ليس منه، واتبعه الناس على ذلك كتب له سوء هذه البدعة.
ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ).
وما أثقل الحمل على العلماء، ما أثقل الحمل على العلماء، لأن العلماء يهتدى بهم، إن كانوا علماء ربانيين صالحين اقتدى الناس بصلاحهم، وإن كانوا بالعكس اقتدى الناس بسيئاتهم. فالحمل ثقيل على كل من له إمامة في قومه، إن دلهم على خير فله خير، وإن دلهم على شر فله شر.
شرح حديث :" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ".
الشيخ : من ذلك، أي: مما يكتب في الآثار، ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله : ( إذا مات الإنسان ) من يكمل؟ تفضل؟ لا قبل، أي نعم امش.
( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ). استرح.
صدقة جارية يضعها الإنسان في حياته، مثل أن يبني لطلبة العلم مساكن، أو يغرس نخلا على طلبة العلم، أو على سبل الخير، أو ما أشبه ذلك فيبقى بعد موته، هذه الصدقة الجارية.
( أو علم ينتفع به ) يعني أنه يعلم الناس فينتفع الناس بعلمه، ينتفع السامع، ثم سامع السامع، ثم سامع سامع السامع، وهلم جرا.
ينتفع منه واحد، والواحد يكون في مجلس فينشر ما سمعه من العالم فينتفع به من ؟ كل من في المجلس، ثم هؤلاء الذين في المجلس يكون أحدهم في مجلس، فيحدث بما سمعه، فينتفع بها أهل المجلس، وإذا كان الذين في المجلس الأول عشرة، وكل واحد جلس في مجلس ونشر العلم، كم ينتفع؟ مائة يا إخوان، وإذا كان المائة كل واحد نشر العلم في عشرة كم صاروا ؟ صاروا ألفا. ولذلك ما أكثر الذين انتفعوا بعلم الصحابة رضي الله عنهم، لأنهم نشروا الشريعة، وما أكثر الذين انتفعوا بعلم الأئمة، كالإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة، وما أكثر الذين انتفعوا بأئمة أصحابهم من بعدهم.
ولهذا نقول : العلم أفضل صاحبين، وهما الصدقة الجارية، والثاني الولد الصالح الذي يدعو له.
العلم لا منتهى لا منتهى لفائدته، إذا صدر عن قلب مخلص يريد بنشر العلم أن تنتشر شريعة الله، لا أن يكون وجيها في قومه.
لا أن يكون وجيها في قومه، أو يكون والعياذ بالله رأس فتنة.
( من طلب علما وهو مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة، ومن طلب العلم ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء فليتبوأ مقعده من النار ).
نسأل الله العافية، أخلص النية في طلب العلم الشرعي، حتى تنال إرث النبيين عليهم الصلاة والسلام.
الثالث : من؟ ولد صالح يدعو له، فإذا يسر الله للإنسان ولدا صالحا وصار يدعو لأبيه أو أمه كتب له.
وتأملوا أيها الإخوة المسلمون : هل قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أو ولد صالح يعتمر له، أو يحج له، أو يصوم له، أو يصلي له؟ أبدا ما قال هذا، مع أن الرسول يتحدث عن ايش؟ عن الأعمال فعدل عن قوله يعمل له إلى قوله يدعو له.
( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ). استرح.
صدقة جارية يضعها الإنسان في حياته، مثل أن يبني لطلبة العلم مساكن، أو يغرس نخلا على طلبة العلم، أو على سبل الخير، أو ما أشبه ذلك فيبقى بعد موته، هذه الصدقة الجارية.
( أو علم ينتفع به ) يعني أنه يعلم الناس فينتفع الناس بعلمه، ينتفع السامع، ثم سامع السامع، ثم سامع سامع السامع، وهلم جرا.
ينتفع منه واحد، والواحد يكون في مجلس فينشر ما سمعه من العالم فينتفع به من ؟ كل من في المجلس، ثم هؤلاء الذين في المجلس يكون أحدهم في مجلس، فيحدث بما سمعه، فينتفع بها أهل المجلس، وإذا كان الذين في المجلس الأول عشرة، وكل واحد جلس في مجلس ونشر العلم، كم ينتفع؟ مائة يا إخوان، وإذا كان المائة كل واحد نشر العلم في عشرة كم صاروا ؟ صاروا ألفا. ولذلك ما أكثر الذين انتفعوا بعلم الصحابة رضي الله عنهم، لأنهم نشروا الشريعة، وما أكثر الذين انتفعوا بعلم الأئمة، كالإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي وأبي حنيفة، وما أكثر الذين انتفعوا بأئمة أصحابهم من بعدهم.
ولهذا نقول : العلم أفضل صاحبين، وهما الصدقة الجارية، والثاني الولد الصالح الذي يدعو له.
العلم لا منتهى لا منتهى لفائدته، إذا صدر عن قلب مخلص يريد بنشر العلم أن تنتشر شريعة الله، لا أن يكون وجيها في قومه.
لا أن يكون وجيها في قومه، أو يكون والعياذ بالله رأس فتنة.
( من طلب علما وهو مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة، ومن طلب العلم ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء فليتبوأ مقعده من النار ).
نسأل الله العافية، أخلص النية في طلب العلم الشرعي، حتى تنال إرث النبيين عليهم الصلاة والسلام.
الثالث : من؟ ولد صالح يدعو له، فإذا يسر الله للإنسان ولدا صالحا وصار يدعو لأبيه أو أمه كتب له.
وتأملوا أيها الإخوة المسلمون : هل قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أو ولد صالح يعتمر له، أو يحج له، أو يصوم له، أو يصلي له؟ أبدا ما قال هذا، مع أن الرسول يتحدث عن ايش؟ عن الأعمال فعدل عن قوله يعمل له إلى قوله يدعو له.
6 - شرح حديث :" إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ". أستمع حفظ
الكلام على مسألة تكرار العمرة في سفرة واحدة .
الشيخ : ولذلك نحث إخواننا المعتمرين وغير المعتمرين أن يجعلوا الأعمال الصالحة لهم لأنفسهم لأنهم في حاجة لها، وأن يجعلوا لآبائهم وأمهاتهم الدعاء، لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولهذا تجد العاطفيين الذين ليس عندهم علم من الشرع تجدهم يعتمرون عن آبائهم وأمهاتهم في سفر واحد كم؟ مرات عديدة، أول ما يقدم يعتمر عن نفسه، وثاني يوم عن أمه، ثالث يوم عن أبيه، ورابع يوم عن جدته، وخامس يوم عن جده وهكذا، من أين لنا هذا الشرع؟
إننا نقول لأي إنسان طالب علم أو غير طالب علم: إذا أثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في سفر واحد مرتين فاجعل ما نقوله تحت الأقدام.
أما إذا لم تثبت ذلك، فهل أنت أحرص على الخير من رسول الله؟ لو كان هذا خيرا لكان الرسول يفعله أو يأمر به، لأنه إذا كان خيرا كان من الشرع، والشرع يجب على الرسول أن يبلغه عليه الصلاة والسلام، فهل بلغه بقوله، هل قال للناس: كرروا العمرة في سفر واحد؟ هل بلغه بفعله؟ أبدا.
فتح مكة وانتصر على المشركين، وطاب له المقام، وبقي في مكة تسعة عشر يوما منها عشرة في رمضان، ولم يعتمر، لم يعتمر مع أنه يقول: ( عمرة في رمضان تعدل حجة )، ومن اليسير عليه جدا أن يركب ناقته إلى التنعيم ويأتي بعمرة، ولم يعتمر، ولا اعتمر أحد من أصحابه معه، مع أنه يسير عليهم أن يأتوا بالعمرة لا سيما أنهم انتصروا واطمأنوا، والزمن زمن فاضل، العشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك ما أتوا بعمرة من مكة.
يا جماعة، هل هؤلاء جاهلون بما نفعل اليوم؟ أم أنهم تعمدوا أن يتركوا هذه السنة؟ لا والله لا هذا ولا هذا، لكن هذا ليس من السنة.
وأنا أرجو من إخواني الذين يطلعون على مشروعية تكرار العمرة في سفر واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه أرجو منهم أن يبلغوني، حتى أكون على بصيرة من أمري، وقد تعبت في المراجعة ولم أجد أن أحدا كرر العمرة في سفر واحد.
فإن قال قائل : عائشة كررت العمرة، نقول ما كررت العمرة، من قال هذا؟ من قال إن عائشة كررت العمرة؟
قصة عائشة قصة منفردة، وليس فيها تكرار عمرة.
استمع للقصة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في حجة الوداع، وكان خروجه لخمس بقين من ذي القعدة، وأحرم بالحج، ثم قيل له : قل عمرة وحجة، فقرن وقال : عمرة وحجة.
أصحابه منهم من أحرم بحج وبقي على الحج ومنهم من أحرم بعمرة يريد أن يتمتع، ومنهم من أحرم بحج وعمرة كالرسول عليه الصلاة والسلام، في أثناء الطريق - والقصة مع عائشة - في أثناء الطريق حاضت عائشة، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال : ( ما يبكيك؟ ). فأخبرت أنها حاضت، فقال لها صلى الله عليه وسلم : ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ويش أراد بذلك؟ ماذا أراد؟ تسليتها، وأنها ليس خاصا بها أن تحيض، كل النساء تحيض. ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ثم أمرها أن تحرم بحج، لأنه لا يمكن أن تؤدي العمرة حيث إنها إذا وصلت إلى مكة ستكون حائضا والحائض لا تطوف ولا تسعى. ثم أمرها أن تحرم بحج وقال : ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ). وفي رواية الموطأ :( ولا بين الصفا والمروة حتى تطهري ). ففعلت وصارت ايش؟ ماذا صار نسكها يا إخوان؟ أعوذ بالله يا جماعة، صار قرانا صار قرانا، لأنها أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة ولهذا قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لعمرتك وحجك - أو قال - لحجك وعمرتك ). صارت قارنة.
القارن هل يأتي بعمرة مستقلة، وإلا فعله كفعل المفرد؟
الثاني وإلا الأول؟ الثاني.
مشت معهم، وصار عملها كعمل المفرد تماما. ولما انتهى الحج.
ولهذا تجد العاطفيين الذين ليس عندهم علم من الشرع تجدهم يعتمرون عن آبائهم وأمهاتهم في سفر واحد كم؟ مرات عديدة، أول ما يقدم يعتمر عن نفسه، وثاني يوم عن أمه، ثالث يوم عن أبيه، ورابع يوم عن جدته، وخامس يوم عن جده وهكذا، من أين لنا هذا الشرع؟
إننا نقول لأي إنسان طالب علم أو غير طالب علم: إذا أثبت لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في سفر واحد مرتين فاجعل ما نقوله تحت الأقدام.
أما إذا لم تثبت ذلك، فهل أنت أحرص على الخير من رسول الله؟ لو كان هذا خيرا لكان الرسول يفعله أو يأمر به، لأنه إذا كان خيرا كان من الشرع، والشرع يجب على الرسول أن يبلغه عليه الصلاة والسلام، فهل بلغه بقوله، هل قال للناس: كرروا العمرة في سفر واحد؟ هل بلغه بفعله؟ أبدا.
فتح مكة وانتصر على المشركين، وطاب له المقام، وبقي في مكة تسعة عشر يوما منها عشرة في رمضان، ولم يعتمر، لم يعتمر مع أنه يقول: ( عمرة في رمضان تعدل حجة )، ومن اليسير عليه جدا أن يركب ناقته إلى التنعيم ويأتي بعمرة، ولم يعتمر، ولا اعتمر أحد من أصحابه معه، مع أنه يسير عليهم أن يأتوا بالعمرة لا سيما أنهم انتصروا واطمأنوا، والزمن زمن فاضل، العشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك ما أتوا بعمرة من مكة.
يا جماعة، هل هؤلاء جاهلون بما نفعل اليوم؟ أم أنهم تعمدوا أن يتركوا هذه السنة؟ لا والله لا هذا ولا هذا، لكن هذا ليس من السنة.
وأنا أرجو من إخواني الذين يطلعون على مشروعية تكرار العمرة في سفر واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه أرجو منهم أن يبلغوني، حتى أكون على بصيرة من أمري، وقد تعبت في المراجعة ولم أجد أن أحدا كرر العمرة في سفر واحد.
فإن قال قائل : عائشة كررت العمرة، نقول ما كررت العمرة، من قال هذا؟ من قال إن عائشة كررت العمرة؟
قصة عائشة قصة منفردة، وليس فيها تكرار عمرة.
استمع للقصة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في حجة الوداع، وكان خروجه لخمس بقين من ذي القعدة، وأحرم بالحج، ثم قيل له : قل عمرة وحجة، فقرن وقال : عمرة وحجة.
أصحابه منهم من أحرم بحج وبقي على الحج ومنهم من أحرم بعمرة يريد أن يتمتع، ومنهم من أحرم بحج وعمرة كالرسول عليه الصلاة والسلام، في أثناء الطريق - والقصة مع عائشة - في أثناء الطريق حاضت عائشة، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال : ( ما يبكيك؟ ). فأخبرت أنها حاضت، فقال لها صلى الله عليه وسلم : ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ويش أراد بذلك؟ ماذا أراد؟ تسليتها، وأنها ليس خاصا بها أن تحيض، كل النساء تحيض. ( هذا شيء كتبه الله على بنات آدم )، ثم أمرها أن تحرم بحج، لأنه لا يمكن أن تؤدي العمرة حيث إنها إذا وصلت إلى مكة ستكون حائضا والحائض لا تطوف ولا تسعى. ثم أمرها أن تحرم بحج وقال : ( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ). وفي رواية الموطأ :( ولا بين الصفا والمروة حتى تطهري ). ففعلت وصارت ايش؟ ماذا صار نسكها يا إخوان؟ أعوذ بالله يا جماعة، صار قرانا صار قرانا، لأنها أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة ولهذا قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لعمرتك وحجك - أو قال - لحجك وعمرتك ). صارت قارنة.
القارن هل يأتي بعمرة مستقلة، وإلا فعله كفعل المفرد؟
الثاني وإلا الأول؟ الثاني.
مشت معهم، وصار عملها كعمل المفرد تماما. ولما انتهى الحج.
اضيفت في - 2006-04-10