فتاوى الحرم المكي-1418-14b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تتمة المناقشة حول صفة الصلاة .
الشيخ : يرفع يديه إلى المنكبين أو إلى فروع الأذنين أو إلى شحمة الأذنين.
هل يرفعها بعد التكبير أو قبل التكبير أو مع التكبير؟ ها ارفع الصوت.
الطالب : الله أعلم.
الشيخ : الله أعلم، ما حضرت؟ ما حضرت؟ ليش ما قيدت هذا إذا كنت تنسى. نعم.
الطالب : مع التكبير.
الشيخ : مع التكبير طيب. استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : مع التكبير، وقبله، وبعده، كل ذلك انتظر كل ذلك سنة جاءت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. طيب.
مواضع رفع اليدين في الصلاة؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول. بارك الله فيك.
هذه أربعة، أربعة مواضع ترفع فيها الأيدي.
- عليكم السلام كيف حالك ؟ طيب؟ -
أربعة مواضع.
هل يسن رفع اليدين في غير هذه المواضع؟ نعم.
الطالب : لا يسن.
الشيخ : لا يسن، نعم، لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( وكان لا يفعل ذلك في السجود ).
لكن قد روي أنها ترفع الأيدي عند كل خفض ورفع، إلا أن ابن القيم رحمه الله قال: " هذا وهم من الراوي " وأنه وهم أو ذهب وهله، فقال: يرفع يديه كلما خفض وكلما رفع، أو عند كل خفض ورفع، وكان الصواب: يكبر كل ما خفض وكل ما رفع، أو في كل خفض ورفع.
وهذا هو الأصح، لأن حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين، قال : ( لا يفعل ذلك في السجود )، وابن عمر يرقب صلاته، ولهذا عرف المواضع التي يرفع فيها والتي لا يرفع فيها. فالصواب أن محل رفع اليدين في الصلاة أربعة مواضع فقط. طيب.
بعد التكبير ماذا يصنع؟ قم، ماذا يصنع في يديه بعد رفع اليدين ماذا يصنع فيهما؟
الطالب : ... .
الشيخ : يضع يده اليمنى على اليسرى، على الذراع ولا على الكف؟
الطالب : ... .
الشيخ : أيهما؟
الطالب : عليهما جميعا.
الشيخ : عليهما جميعا؟ طيب.
لا بأس، عليهما جميعا، يعني إذا وضع يده اليمنى هكذا صار بعضه على الذراع وبعضه على الكف. طيب.
هل يقبض الذراع هكذا أو يضع بدون قبض؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يقبض وإنما يضعه وضعا فقط بدون قبض بارك الله فيك.
بعدها ماذا يقول حينئذ ؟
الطالب : ... .
الشيخ : دعاء الاستفتاح بارك الله فيك. استرح. دعاء الاستفتاح ما هو؟ نعم.
الطالب : ( سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ).
الشيخ : ( سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )، والثانية؟
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم
الطالب : ... .
الشيخ : فيها قبل، قبل، اللهم باعد.
الطالب : ... .
الشيخ : كما باعدت.
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم
الطالب : ... .
الشيخ : من خطاياي
الطالب : كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني.
الشيخ : من خطاياي
الطالب : ... .
الشيخ : طيب أحسنت.
الصفة الثانية للاستفتاح : اللهم باعد بيني وبيني خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلح والبرد. طيب.
وماذا يقول بعد الاستفتاح؟
الطالب : ... .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ الفاتحة، بارك الله فيك.
طيب، وبعد قراءة الفاتحة ماذا يقرأ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما تيسر من القرآن، لكن الأفضل في صلاة الصبح من طوال المفصل، وفي المغرب؟
الطالب : ... .
الشيخ : وفي الباقي؟
الطالب : ... .
الشيخ : من أوساطه، أحسنت.
المفصل ما هو؟ ما هو المفصل؟ أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : من ق إلى آخر القرآن، طواله؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا طواله من ق إلى آخر الناس ؟ ويش بقيت ؟ استرح. تفضل
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، نحدد من ق إلى آخر الناس.
الطالب : ... .
الشيخ : من ق إلى عم، ومن عم إلى ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إلى الضحى، ومن الضحى إلى آخره؟
الطالب : ... .
الشيخ : قصاره، بارك الله فيك، طيب.
وبعد قراءة ما تيسر ماذا يصنع؟
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟ ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : يكبر للركوع، يركع ويكبر للركوع متى؟ وهو قائم أو إذا وصل إلى الركوع؟
الطالب : إذا وصل للركوع.
الشيخ : يعني إذا هوى إلى الركوع، طيب بارك الله فيك، وهل يرفع يديه أو لا؟
الطالب : ... .
الشيخ : يرفع يديه، طيب اجلس.
وماذا يقول في الركوع؟
الطالب : سبحان ربي العظيم.
الشيخ : سبحان ربي العظيم ثلاثا أو يزيد، والواجب واحدة ويزيد.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم، وما هو الذكر الآخر غير التسبيح؟
الطالب : ... .
الشيخ : سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، بارك الله فيك، اجلس.
وماذا يصنع بعد الركوع؟
الطالب : ... .
الشيخ : يرفع، ويقول؟
الطالب : ... .
الشيخ : سمع الله لمن حمده إن كان ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أو منفردا.
وأما المأموم فيقول : ربنا ولك الحمد، ولا يقول: سمع الله لمن حمده، تمام استرح.
ما هو الركوع المجزئ والأكمل؟
الركوع المجزئ الذي لا يجزئ ما دونه، والأكمل؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، ما هو القول، الفعل، الركوع ؟ استرح، ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، يا أخي الركوع، ما هو الذكر، يعني كيف يكون الركوع؟ اجلس، طيب.
المجزئ منه أن يكون إلى الركوع الكامل أقرب منه إلى القيام الكامل، وقيل: المجزئ أن يستطيع مس ركبتيه بيديه.
أما الكامل فأن يمد ظهره مستويا ورأسه بحياله.
وبعد أن يقوم من الركوع كيف يضع يديه؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني كما كان قبل الركوع، أي يضع اليمنى على اليسرى. طيب.
وماذا يقول في هذا القيام؟ الأخ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، في القيام بعد الركوع، ما هو إذا قام، في القيام، إذا استتم قائما؟
الطالب : ... .
الشيخ : بعد الركوع؟ نعم ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا يقوله حين الركوع، لكن ماذا يقول إذا تم رفعه من الركوع؟
يقول : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعده.
ربنا ولك الحمد لها أربع صفات، ما هي؟
الطالب : ... .
الشيخ : ربنا لك الحمد.
الطالب : ... .
الشيخ : ربنا ولك الحمد.
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم ربنا لك الحمد.
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم ربنا ولك الحمد، أحسنت.
هل يقولها جميعا في مكان واحد؟
الطالب : ... .
الشيخ : بل يقول هذا تارة وهذا تارة، بارك الله فيك، استرح.
وبعدئذ، بعد أن يتم قيامه بعد الركوع ماذا يصنع؟
الطالب : ... .
الشيخ : يكبر للسجود، يعني يهوي إلى السجود فيسجد، ماذا يقدم عند السجود؟ يقدم الركبتين ثم اليدين ثم الأنف والجبهة.
السجود على هذه الأعضاء واجب أو سنة؟
الطالب : ... .
الشيخ : واجب، الدليل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ) على ؟ فصلها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، ابدأ بالأحق بالبداءة.
الطالب : ... .
الشيخ : والأنف اثنين.
الطالب : ... .
الشيخ : واليدين أربعة.
الطالب : ... .
الشيخ : والركبتين ستة.
الطالب : ... .
الشيخ : والرجلين ثمانية.
إذن اذكر لفظ الحديث ( على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه )، إشارة ليبين ليبين أن الأنف ليس عضوا مستقلا، ولكنه تابع للجبهة، بارك الله فيك. استرح.
وكيف يكون سجوده؟ أيمتد أو ينضم أم ماذا؟
الطالب : ... .
الشيخ : يرفع ظهره، ولا يمتد، وبالنسبة للركبتين يضم بعضها إلى بعض؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، يجعلهما طبيعيتين، بالنسبة للقدمين يضم بعضهما إلى بعض حال السجود، بالنسبة اليدين ؟
الطالب : يضعهما.
الشيخ : يضعهما مبسوطتين مضمومتي الأصابع رؤوس أصابعها إلى القبلة على حذاء منكبيه، ويفرج العضدين عن الجنبين. طيب. استرح.
إذا قام من السجود فكيف يجلس؟ نعم، كيف يجلس إذا قام من السجود؟ قم يا أخي.
الطالب : ... .
الشيخ : الافتراش، وايش؟
الطالب : والإقعاء.
الشيخ : والإقعاء، ما هو الإقعاء؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما فهمنا استرح، قل يا أخي.
الطالب : ... .
الشيخ : يجلس مفترشا، يعني: يضع الرجل اليسرى ويجلس عليها، ويكون ظهرها إلى الأرض، وبطنها إلى اليدين.
وأما اليمنى فمنصوبة، هذا هو السنة في الجلوس بين السجدتين.
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فالظاهر أن هذا كان منسوخا. استرح. طيب.
ثم يقول في هذا الجلوس : رب اغفر لي ثلاثا وأقله مرة، وإن أتى بغير ذلك مما ورد فحسن، ثم يأتي بالثانية كالأولى، وبقية الصلاة كالركعتين السابقتين إلا أنه يقتصر فيما بقي بعد التشهد الأول على سورة الفاتحة.
هذا في الحقيقة ما كنت أظن أنه يستوعب هذا الوقت كله، لأني ظننت أن الأمر عندكم معلوم والإجابة ستكون سريعة، ولكن الحمد لله على كل حال.
أما الذكر بعد الصلاة، فأول ما يقول إذا سلم: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ثلاثا، ثم يقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يذكر الله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث مرات في غير الفجر والمغرب، أما المغرب فيقول ذلك عشر مرات، ثم يسبح.
والتسبيح له أربع صفات، الصفة الاولى : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كم هذه؟ كم هذه؟ أربعة، يقولها خمسا وعشرين مرة، فيكون الجميع مائة، يعني يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسا وعشرين مرة، وبذلك تتم المائة، واضح يا جماعة؟ هذه صفة.
الصفة الثانية : سبحان الله عشر مرات، الحمد لله عشر مرات، الله أكبر عشر مرات، تكون الجميع ثلاثين.
الصفة الثالثة : سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة، ثم الحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، ثم الله أكبر أربعا وثلاثين مرة، تكون الجميع مائة.
الصفة الرابعة : سبحان الله والحمد لله والله أكبر جميعا ثلاثا وثلاثين مرة، كم تكن؟ كم تكون؟ تسعة وتسعين، ثم يتمم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
يعني يفعل هذا مرة وهذا مرة.
واعلم أن بعض العبادات يكون لها صفات متعددة، ولذلك حكمة.
من الحكم في هذا أن الإنسان يأتي بالسنة على وجوهها إذا فعل هذا مرة وهذا مرة أتى بالسنة على وجوهها، لأنه لو اقتصر على وجه واحد هجر بقية الوجوه وهذا لا ينبغي.
ثانيا: أنه يذكر هذه السنة ويحييها، لأنه لو لم يقلها إلا مرة في العمر نسيها، فينبغي أن يكرر هذه الصفات يعني بدورة قريبة.
ومنها: أن الإنسان يكون أقرب إلى خشوع القلب، لأنه لو دام على تسبيح واحد أو على صفة واحدة صار كأن يقولها كما يقولون توماتيكيا، ما يفكر، لكن إذا كان يتعمد أن يقولها هذا مرة وهذا مرة حصل بذلك التذكر أكثر.
هل يرفعها بعد التكبير أو قبل التكبير أو مع التكبير؟ ها ارفع الصوت.
الطالب : الله أعلم.
الشيخ : الله أعلم، ما حضرت؟ ما حضرت؟ ليش ما قيدت هذا إذا كنت تنسى. نعم.
الطالب : مع التكبير.
الشيخ : مع التكبير طيب. استرح.
الطالب : ... .
الشيخ : مع التكبير، وقبله، وبعده، كل ذلك انتظر كل ذلك سنة جاءت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. طيب.
مواضع رفع اليدين في الصلاة؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول. بارك الله فيك.
هذه أربعة، أربعة مواضع ترفع فيها الأيدي.
- عليكم السلام كيف حالك ؟ طيب؟ -
أربعة مواضع.
هل يسن رفع اليدين في غير هذه المواضع؟ نعم.
الطالب : لا يسن.
الشيخ : لا يسن، نعم، لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( وكان لا يفعل ذلك في السجود ).
لكن قد روي أنها ترفع الأيدي عند كل خفض ورفع، إلا أن ابن القيم رحمه الله قال: " هذا وهم من الراوي " وأنه وهم أو ذهب وهله، فقال: يرفع يديه كلما خفض وكلما رفع، أو عند كل خفض ورفع، وكان الصواب: يكبر كل ما خفض وكل ما رفع، أو في كل خفض ورفع.
وهذا هو الأصح، لأن حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين، قال : ( لا يفعل ذلك في السجود )، وابن عمر يرقب صلاته، ولهذا عرف المواضع التي يرفع فيها والتي لا يرفع فيها. فالصواب أن محل رفع اليدين في الصلاة أربعة مواضع فقط. طيب.
بعد التكبير ماذا يصنع؟ قم، ماذا يصنع في يديه بعد رفع اليدين ماذا يصنع فيهما؟
الطالب : ... .
الشيخ : يضع يده اليمنى على اليسرى، على الذراع ولا على الكف؟
الطالب : ... .
الشيخ : أيهما؟
الطالب : عليهما جميعا.
الشيخ : عليهما جميعا؟ طيب.
لا بأس، عليهما جميعا، يعني إذا وضع يده اليمنى هكذا صار بعضه على الذراع وبعضه على الكف. طيب.
هل يقبض الذراع هكذا أو يضع بدون قبض؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يقبض وإنما يضعه وضعا فقط بدون قبض بارك الله فيك.
بعدها ماذا يقول حينئذ ؟
الطالب : ... .
الشيخ : دعاء الاستفتاح بارك الله فيك. استرح. دعاء الاستفتاح ما هو؟ نعم.
الطالب : ( سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ).
الشيخ : ( سبحانك الله وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )، والثانية؟
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم
الطالب : ... .
الشيخ : فيها قبل، قبل، اللهم باعد.
الطالب : ... .
الشيخ : كما باعدت.
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم
الطالب : ... .
الشيخ : من خطاياي
الطالب : كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني.
الشيخ : من خطاياي
الطالب : ... .
الشيخ : طيب أحسنت.
الصفة الثانية للاستفتاح : اللهم باعد بيني وبيني خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلح والبرد. طيب.
وماذا يقول بعد الاستفتاح؟
الطالب : ... .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ الفاتحة، بارك الله فيك.
طيب، وبعد قراءة الفاتحة ماذا يقرأ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما تيسر من القرآن، لكن الأفضل في صلاة الصبح من طوال المفصل، وفي المغرب؟
الطالب : ... .
الشيخ : وفي الباقي؟
الطالب : ... .
الشيخ : من أوساطه، أحسنت.
المفصل ما هو؟ ما هو المفصل؟ أي نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : من ق إلى آخر القرآن، طواله؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا طواله من ق إلى آخر الناس ؟ ويش بقيت ؟ استرح. تفضل
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، نحدد من ق إلى آخر الناس.
الطالب : ... .
الشيخ : من ق إلى عم، ومن عم إلى ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إلى الضحى، ومن الضحى إلى آخره؟
الطالب : ... .
الشيخ : قصاره، بارك الله فيك، طيب.
وبعد قراءة ما تيسر ماذا يصنع؟
الطالب : ... .
الشيخ : ايش؟ ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : يكبر للركوع، يركع ويكبر للركوع متى؟ وهو قائم أو إذا وصل إلى الركوع؟
الطالب : إذا وصل للركوع.
الشيخ : يعني إذا هوى إلى الركوع، طيب بارك الله فيك، وهل يرفع يديه أو لا؟
الطالب : ... .
الشيخ : يرفع يديه، طيب اجلس.
وماذا يقول في الركوع؟
الطالب : سبحان ربي العظيم.
الشيخ : سبحان ربي العظيم ثلاثا أو يزيد، والواجب واحدة ويزيد.
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم، وما هو الذكر الآخر غير التسبيح؟
الطالب : ... .
الشيخ : سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، بارك الله فيك، اجلس.
وماذا يصنع بعد الركوع؟
الطالب : ... .
الشيخ : يرفع، ويقول؟
الطالب : ... .
الشيخ : سمع الله لمن حمده إن كان ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أو منفردا.
وأما المأموم فيقول : ربنا ولك الحمد، ولا يقول: سمع الله لمن حمده، تمام استرح.
ما هو الركوع المجزئ والأكمل؟
الركوع المجزئ الذي لا يجزئ ما دونه، والأكمل؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، ما هو القول، الفعل، الركوع ؟ استرح، ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، يا أخي الركوع، ما هو الذكر، يعني كيف يكون الركوع؟ اجلس، طيب.
المجزئ منه أن يكون إلى الركوع الكامل أقرب منه إلى القيام الكامل، وقيل: المجزئ أن يستطيع مس ركبتيه بيديه.
أما الكامل فأن يمد ظهره مستويا ورأسه بحياله.
وبعد أن يقوم من الركوع كيف يضع يديه؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني كما كان قبل الركوع، أي يضع اليمنى على اليسرى. طيب.
وماذا يقول في هذا القيام؟ الأخ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، في القيام بعد الركوع، ما هو إذا قام، في القيام، إذا استتم قائما؟
الطالب : ... .
الشيخ : بعد الركوع؟ نعم ايش؟
الطالب : ... .
الشيخ : هذا يقوله حين الركوع، لكن ماذا يقول إذا تم رفعه من الركوع؟
يقول : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعده.
ربنا ولك الحمد لها أربع صفات، ما هي؟
الطالب : ... .
الشيخ : ربنا لك الحمد.
الطالب : ... .
الشيخ : ربنا ولك الحمد.
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم ربنا لك الحمد.
الطالب : ... .
الشيخ : اللهم ربنا ولك الحمد، أحسنت.
هل يقولها جميعا في مكان واحد؟
الطالب : ... .
الشيخ : بل يقول هذا تارة وهذا تارة، بارك الله فيك، استرح.
وبعدئذ، بعد أن يتم قيامه بعد الركوع ماذا يصنع؟
الطالب : ... .
الشيخ : يكبر للسجود، يعني يهوي إلى السجود فيسجد، ماذا يقدم عند السجود؟ يقدم الركبتين ثم اليدين ثم الأنف والجبهة.
السجود على هذه الأعضاء واجب أو سنة؟
الطالب : ... .
الشيخ : واجب، الدليل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ) على ؟ فصلها ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا، ابدأ بالأحق بالبداءة.
الطالب : ... .
الشيخ : والأنف اثنين.
الطالب : ... .
الشيخ : واليدين أربعة.
الطالب : ... .
الشيخ : والركبتين ستة.
الطالب : ... .
الشيخ : والرجلين ثمانية.
إذن اذكر لفظ الحديث ( على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه )، إشارة ليبين ليبين أن الأنف ليس عضوا مستقلا، ولكنه تابع للجبهة، بارك الله فيك. استرح.
وكيف يكون سجوده؟ أيمتد أو ينضم أم ماذا؟
الطالب : ... .
الشيخ : يرفع ظهره، ولا يمتد، وبالنسبة للركبتين يضم بعضها إلى بعض؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، يجعلهما طبيعيتين، بالنسبة للقدمين يضم بعضهما إلى بعض حال السجود، بالنسبة اليدين ؟
الطالب : يضعهما.
الشيخ : يضعهما مبسوطتين مضمومتي الأصابع رؤوس أصابعها إلى القبلة على حذاء منكبيه، ويفرج العضدين عن الجنبين. طيب. استرح.
إذا قام من السجود فكيف يجلس؟ نعم، كيف يجلس إذا قام من السجود؟ قم يا أخي.
الطالب : ... .
الشيخ : الافتراش، وايش؟
الطالب : والإقعاء.
الشيخ : والإقعاء، ما هو الإقعاء؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما فهمنا استرح، قل يا أخي.
الطالب : ... .
الشيخ : يجلس مفترشا، يعني: يضع الرجل اليسرى ويجلس عليها، ويكون ظهرها إلى الأرض، وبطنها إلى اليدين.
وأما اليمنى فمنصوبة، هذا هو السنة في الجلوس بين السجدتين.
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فالظاهر أن هذا كان منسوخا. استرح. طيب.
ثم يقول في هذا الجلوس : رب اغفر لي ثلاثا وأقله مرة، وإن أتى بغير ذلك مما ورد فحسن، ثم يأتي بالثانية كالأولى، وبقية الصلاة كالركعتين السابقتين إلا أنه يقتصر فيما بقي بعد التشهد الأول على سورة الفاتحة.
هذا في الحقيقة ما كنت أظن أنه يستوعب هذا الوقت كله، لأني ظننت أن الأمر عندكم معلوم والإجابة ستكون سريعة، ولكن الحمد لله على كل حال.
أما الذكر بعد الصلاة، فأول ما يقول إذا سلم: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ثلاثا، ثم يقول : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يذكر الله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثلاث مرات في غير الفجر والمغرب، أما المغرب فيقول ذلك عشر مرات، ثم يسبح.
والتسبيح له أربع صفات، الصفة الاولى : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كم هذه؟ كم هذه؟ أربعة، يقولها خمسا وعشرين مرة، فيكون الجميع مائة، يعني يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسا وعشرين مرة، وبذلك تتم المائة، واضح يا جماعة؟ هذه صفة.
الصفة الثانية : سبحان الله عشر مرات، الحمد لله عشر مرات، الله أكبر عشر مرات، تكون الجميع ثلاثين.
الصفة الثالثة : سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة، ثم الحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة، ثم الله أكبر أربعا وثلاثين مرة، تكون الجميع مائة.
الصفة الرابعة : سبحان الله والحمد لله والله أكبر جميعا ثلاثا وثلاثين مرة، كم تكن؟ كم تكون؟ تسعة وتسعين، ثم يتمم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
يعني يفعل هذا مرة وهذا مرة.
واعلم أن بعض العبادات يكون لها صفات متعددة، ولذلك حكمة.
من الحكم في هذا أن الإنسان يأتي بالسنة على وجوهها إذا فعل هذا مرة وهذا مرة أتى بالسنة على وجوهها، لأنه لو اقتصر على وجه واحد هجر بقية الوجوه وهذا لا ينبغي.
ثانيا: أنه يذكر هذه السنة ويحييها، لأنه لو لم يقلها إلا مرة في العمر نسيها، فينبغي أن يكرر هذه الصفات يعني بدورة قريبة.
ومنها: أن الإنسان يكون أقرب إلى خشوع القلب، لأنه لو دام على تسبيح واحد أو على صفة واحدة صار كأن يقولها كما يقولون توماتيكيا، ما يفكر، لكن إذا كان يتعمد أن يقولها هذا مرة وهذا مرة حصل بذلك التذكر أكثر.
ذكر قصة إبراهيم الخليل عليه السلام مع ابنه إسماعيل الذبيح عليه السلام.
الشيخ : ولعلنا نقتصر على هذا ونبدأ فيما نريد الكلام عليه مما سمعناه من قراءة أئمتنا.
في الحقيقة أنه تزاحم عندي ثلاثة أشياء، الأول: بيان الأدلة على إمكان إحياء الموتى، وذلك في آخر سورة يس.
والثاني : قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع ابنه إسماعيل.
والثالث : قصة داود مع خصميه.
فأي الثلاثة ترجحون؟
الطالب : قصة إبراهيم.
الشيخ : نعم.
الطالب : قصة إبراهيم.
الشيخ : كلها لا يمكن، نعم قصة إبراهيم؟
طيب، وصل إلى سمعي الآن أصوات أكثر في ترجيح قصة إبراهيم. طيب.
إنما أقضي بنحو ما أسمع، والذي وصل إلى سمعي الأكثر قصة إبراهيم، فلتكن إياها إن شاء الله.
إبراهيم عليه الصلاة والسلام تعلمون أنه من أولي العزم من الرسل الذين أوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر كصبرهم، فقال : (( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ))، وهم خمسة: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وجعلني الله وإياكم من أتباعه ظاهرا وباطنا.
والثاني: إبراهيم، والثالث: موسى، والرابع والخامس: عيسى ونوح.
ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى، والموضعان معلومان.
إبراهيم عليه الصلاة والسلام نال وصفا لم ينله معه إلا واحد، وما هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم، الخلة، ولهذا لا يمكن أن نقول إن جميع الأنبياء أخلاء لله، ولكن نقول إن الخليلين هما محمد وإبراهيم.
وبه نعرف أن الذين يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حبيب الله دون أن يصفوه بخليل الله وصفهم إياه ناقص بلا شك، لأن الخليل أعلى رتبة من الحبيب، لا شك في هذا، ولذلك تجدون المحبة يثبتها الله عز وجل لغير الأنبياء، مثل: (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) ((يحب المتقين )) (( يحب المحسنين )).
لكن الخلة ما جاءت إلا للنبيين الكريمين محمد وإبراهيم.
فإذا كنت تريد أن تصف الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الله يحبه، فبدل من أن تقول حبيب الله فقل خليل الله.
فإن قال: أنا أقصد الحبيب، لأن بعضهم يقول محمد الحبيب، أقصد الحبيب إلي ؟
نقول: أيضا هذا نقص إنه خليلك، وكونه خليلك أعلى في المحبة من كونه حبيبك.
ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر )، ومع ذلك سئل ( أي الرجال أحب إليك قال : أبو بكر )، فأثبت له المحبة، ولكن نفى عنه الخلة، لأن الخلة أعلى.
وعلى هذا فأقول أنا: إن خليلي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكمل مما إذا قلت: إن حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم.
انتبهوا للعبارات التي ترد في بعض المقالات دون أن يكون فيها تحرير، ولا تأخذوا الشيء على علاته، انتبهوا للمعاني.
فحينئذ نقول هاذان الخليلان هما أفضل الرسل. وأما القصة فاستمع إليها.
ماذا قال ؟ قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام، نعم، قال (( رب هب لي من الصالحين )). رب هب لي: بمعنى أعطني، من الصالحين أي: ولدا من الصالحين.
(( فبشرناه بغلام حليم )) يعني أخبرناه خبرا يسره بهذا الغلام، لكن هذا الغلام حليم، وانتبه أنه ذكر الغلام في قصة إبراهيم مرة وصف بالحليم، ومرة وصف بالعليم، والوصفان لشخصين لا لشخص واحد.
العليم إسحاق، إذا وجدت (( بشرناه بغلام عليم )) فيراد به إسحاق، (( بغلام حليم )) يراد به إسماعيل.
إسماعيل أبو العرب الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإسحاق أبو بني إسرائيل الذين منهم موسى وهارون وأنبياء كثيرون.
(( بغلام حليم )) وصفه بالحلم، لأنك سيتبين لك في القصة أن حلمه من أوسع الحلم الذي يمكن أن يتصف به البشر.
فلما بلغ معه السعي، وانتبهوا أنه بشر بهذا الغلام وقد تمادى به السن، يعني وهو كبير، بشره الله بهذا الغلام، وفعلا ولد له، وهو وحيده، ليس له أحد سواه من الأولاد، وإذا كان وحيده وقد جاءه على كبر ماذا يكون له في المنزلة في القلب؟ أجيبوا ؟ يكون له منزلة كبيرة، ولد ليس له غيره، وعلى كبر، سيكون منزلته في قلبه كبيرة جدا.
(( فلما بلغ معه السعي )) انتبه يا أخ (( لما بلغ معه )) أي مع أبيه السعي، وصار يسعى معه، وهذا أشد ما يكون لتعلق القلب بالولد، لأن الصغير الطفل لا يتعلق به القلب كثيرا، والكبير الذي استقل بنفسه لا يتعلق به القلب كثيرا، إنما يتعلق القلب بمن؟ بالصغير الذي يمشي معه فنجده يساعده في بعض أموره، ولا يعصيه فيما يأمر به، ولا يغضبه، لأنه صغير.
لما بلغ معه السعي أراد الله عز وجل أن يمتحنه ويتمحن ابنه، قال له أبوه (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) بلاء عظيم، ورؤيا الأنبياء وحي، ولهذا قالت عائشة : ( كان أول ما بدئ به الوحي برسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة ).
(( إني أرى في المنام أني أذبحك )) هل هرب الابن خوفا من الذبح؟ نعم؟ ولو قال أحد منا لولده سأذبحك، نعم، لذهب يطلب الملاجئ، لكن هذا الغلام قال: يا أبت، شف اللطف التلطف باللفظ (( يا أبت افعل ما تؤمر )) سبحان الله، تعلمون أن كلمة يا أبت فيها رقة (( يا أبت افعل ما تؤمر ))، وهل أُمر أن يذبحه؟ نعم،كونه يذبحه في المنام يعني أن الله أمره بذلك، (( افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) سبحان الله، غلام يقول هذا الكلام البليغ، ستجدني الفعل هنا محقق بإيش؟ بالسين لأن الفعل إذا دخل عليه السين فهو محقق كما قال تعالى : (( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )) ستجدني، ولكن ما هذا مع كونه عازما على أن يصبر وأن أباه سيجد ذلك قال إن شاء الله، لأنه لا ينبغي للإنسان أن يجزم بفعل الشيء إلا بمشيئة الله كما قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )).
(( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ))، ولم يقل صابرا لئلا يضيف الفعل إلى نفسه مباشرة، وكل هذا تبرؤ من الحول والقوة والإعجاب.
(( ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما )) أسلما يعني استسلما لأمر الله، من هما؟ الأب والابن، إبراهيم وابنه إسماعيل.
(( وتله )) أي: الأب تل الابن، هكذا جذبه، (( للجبين )) يعني على وجهه، والجبين الجبهة، وإنما تله للجبين لسببين :
السبب الأول : ألا يرتاع الابن من رؤية السكين قبل أن تصيبه، ولهذا نهي أن تحد السكاكين أمام البهائم عند الذبح، لأنه إذا فعلت ذلك فقد موّتّها موتتين.
السبب الثاني : ألا يرى الوالد وجه ابنه حينما يتغير عند إهوائه بإيش؟ بالسكين فتقع منه الرحمة، وحينئذ قد يبتلى بالامتناع.
- انتبه يا أخ -.
إذن تله للجبين، لماذا؟ قل؟ يلا امشي.
الطالب : ... .
الشيخ : هو تله ليذبحه لكن ليش تله على الجبين ليش ما يذبحو على ظهره؟
الطالب : ... .
الشيخ : لئلا لا يرتاع الولد حين رأى السكين تهوى إليه، ولئلا يرى الوالد وجه ولده وقد تغير فتقع في قلبه الرحمة له ويعجز عن الإمضاء، استرح.
مع أن هذا بعيد عن إبراهيم، لكن الإنسان طبيعته طبيعة البشر.
(( فلما أسلما وتله للجبين )) تصور يا أخي هذه القضية كأنها أمامك الآن، تصور أن أبا محبا لابنه غاية المحبة لأنه وحيده وقد بلغ معه السعي يريد أن يذبحه (( فلما أسلما وتله للجبين )) أين الجواب؟ (( وناديناه أن يا ابراهيم )) قيل: إن الواو زائدة، وأن الجواب ناديناه، أي: فلما أسلما وتله للجبين ناديناه أن يا إبراهيم، ولكن هذا قول ضعيف، القرآن ليس فيه شيء زائد زائدا.
كل شيء زائد في القرآن من حيث الإعراب فله معنى عظيم.
والصواب أن الجواب محذوف، وأن الواو حرف عطف، والتقدير : (( فلما أسلما وتله للجبين )) تبين صدقهما وانقيادهما لأمر الله وتقديم أمر الله على ما يهوونه أو على ما يهويانه، ثم بعد ذلك نزل الفرج من الله (( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) فصار هذا الفعل الذي عزم به على أن ينفذ أمر الله صار فعلا، لأن الإنسان إذا سعى في العمل الصالح وعجز عن إتمامه كتبه الله له تاما.
واسمع قول الله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )).
(( قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين )).
إن هذا لهو البلاء، ايش البلاء هذا ؟ البلاء الذي هو المرض؟ أو البلاء الذي يبتلى به العبد ؟ الثاني ولا الأول؟ الثاني كما قال تعالى : (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )). وقال سليمان : (( ليبلوني أأشكر أم أكفر )).
إذن لهو البلاء أي الابتلاء والامتحان العظيم الذي لا شيء أعظم منه، يعني لو أنه أمر أن يخرج من ماله أو يقتل ولده، أيهما أهون؟ نعم، الأول لا شك أهون من أن يقتل ولده، فهو ابتلاء عظيم، ولكن الذي ابتلي تبين صبره، وأنه نال من الصبر أعلى المراتب عليه الصلاة والسلام.
(( وفديناه بذبح عظيم )) يعني: أمرنا إبراهيم بدل هذه الرؤيا ذبحا يعني فداء كبشا.
قال بعض أهل العلم : يؤخذ من هذه الآية أن الإنسان - قم بارك الله فيك - يؤخذ من هذه الآية أن الإنسان لو نذر أن يذبح ولده فإنه لا يذبحه، ولكن يذبح شاة يتصدق بها على الفقراء فداء عن ولده.
ولكن الصحيح ما ذهب عليه جمهور العلماء أنه إذا نذر أن يذبح ولده فقد نذر معصية فلا يعص الله، وعليه كفارة يمين، وهي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم يجد صام ثلاثة أيام متتابعة.
هذه القصة كما تعلمون أورثت إبراهيم عليه الصلاة والسلام محبة عظيمة لله وصدقا في الإيمان وتنفيذ أمر الله، ولهذا صار خليلا لله، كما قال الله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا ))، وقال الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ).
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من الأخلاء الصادقين في خلتهم، وأن يجعلنا من المتقين، ومن أوليائه الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
وإلى الأسئلة فيما بقي من الوقت.
في الحقيقة أنه تزاحم عندي ثلاثة أشياء، الأول: بيان الأدلة على إمكان إحياء الموتى، وذلك في آخر سورة يس.
والثاني : قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع ابنه إسماعيل.
والثالث : قصة داود مع خصميه.
فأي الثلاثة ترجحون؟
الطالب : قصة إبراهيم.
الشيخ : نعم.
الطالب : قصة إبراهيم.
الشيخ : كلها لا يمكن، نعم قصة إبراهيم؟
طيب، وصل إلى سمعي الآن أصوات أكثر في ترجيح قصة إبراهيم. طيب.
إنما أقضي بنحو ما أسمع، والذي وصل إلى سمعي الأكثر قصة إبراهيم، فلتكن إياها إن شاء الله.
إبراهيم عليه الصلاة والسلام تعلمون أنه من أولي العزم من الرسل الذين أوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر كصبرهم، فقال : (( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ))، وهم خمسة: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وجعلني الله وإياكم من أتباعه ظاهرا وباطنا.
والثاني: إبراهيم، والثالث: موسى، والرابع والخامس: عيسى ونوح.
ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى، والموضعان معلومان.
إبراهيم عليه الصلاة والسلام نال وصفا لم ينله معه إلا واحد، وما هو؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم، الخلة، ولهذا لا يمكن أن نقول إن جميع الأنبياء أخلاء لله، ولكن نقول إن الخليلين هما محمد وإبراهيم.
وبه نعرف أن الذين يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حبيب الله دون أن يصفوه بخليل الله وصفهم إياه ناقص بلا شك، لأن الخليل أعلى رتبة من الحبيب، لا شك في هذا، ولذلك تجدون المحبة يثبتها الله عز وجل لغير الأنبياء، مثل: (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) ((يحب المتقين )) (( يحب المحسنين )).
لكن الخلة ما جاءت إلا للنبيين الكريمين محمد وإبراهيم.
فإذا كنت تريد أن تصف الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الله يحبه، فبدل من أن تقول حبيب الله فقل خليل الله.
فإن قال: أنا أقصد الحبيب، لأن بعضهم يقول محمد الحبيب، أقصد الحبيب إلي ؟
نقول: أيضا هذا نقص إنه خليلك، وكونه خليلك أعلى في المحبة من كونه حبيبك.
ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر )، ومع ذلك سئل ( أي الرجال أحب إليك قال : أبو بكر )، فأثبت له المحبة، ولكن نفى عنه الخلة، لأن الخلة أعلى.
وعلى هذا فأقول أنا: إن خليلي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكمل مما إذا قلت: إن حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم.
انتبهوا للعبارات التي ترد في بعض المقالات دون أن يكون فيها تحرير، ولا تأخذوا الشيء على علاته، انتبهوا للمعاني.
فحينئذ نقول هاذان الخليلان هما أفضل الرسل. وأما القصة فاستمع إليها.
ماذا قال ؟ قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام، نعم، قال (( رب هب لي من الصالحين )). رب هب لي: بمعنى أعطني، من الصالحين أي: ولدا من الصالحين.
(( فبشرناه بغلام حليم )) يعني أخبرناه خبرا يسره بهذا الغلام، لكن هذا الغلام حليم، وانتبه أنه ذكر الغلام في قصة إبراهيم مرة وصف بالحليم، ومرة وصف بالعليم، والوصفان لشخصين لا لشخص واحد.
العليم إسحاق، إذا وجدت (( بشرناه بغلام عليم )) فيراد به إسحاق، (( بغلام حليم )) يراد به إسماعيل.
إسماعيل أبو العرب الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإسحاق أبو بني إسرائيل الذين منهم موسى وهارون وأنبياء كثيرون.
(( بغلام حليم )) وصفه بالحلم، لأنك سيتبين لك في القصة أن حلمه من أوسع الحلم الذي يمكن أن يتصف به البشر.
فلما بلغ معه السعي، وانتبهوا أنه بشر بهذا الغلام وقد تمادى به السن، يعني وهو كبير، بشره الله بهذا الغلام، وفعلا ولد له، وهو وحيده، ليس له أحد سواه من الأولاد، وإذا كان وحيده وقد جاءه على كبر ماذا يكون له في المنزلة في القلب؟ أجيبوا ؟ يكون له منزلة كبيرة، ولد ليس له غيره، وعلى كبر، سيكون منزلته في قلبه كبيرة جدا.
(( فلما بلغ معه السعي )) انتبه يا أخ (( لما بلغ معه )) أي مع أبيه السعي، وصار يسعى معه، وهذا أشد ما يكون لتعلق القلب بالولد، لأن الصغير الطفل لا يتعلق به القلب كثيرا، والكبير الذي استقل بنفسه لا يتعلق به القلب كثيرا، إنما يتعلق القلب بمن؟ بالصغير الذي يمشي معه فنجده يساعده في بعض أموره، ولا يعصيه فيما يأمر به، ولا يغضبه، لأنه صغير.
لما بلغ معه السعي أراد الله عز وجل أن يمتحنه ويتمحن ابنه، قال له أبوه (( إني أرى في المنام أني أذبحك )) بلاء عظيم، ورؤيا الأنبياء وحي، ولهذا قالت عائشة : ( كان أول ما بدئ به الوحي برسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة ).
(( إني أرى في المنام أني أذبحك )) هل هرب الابن خوفا من الذبح؟ نعم؟ ولو قال أحد منا لولده سأذبحك، نعم، لذهب يطلب الملاجئ، لكن هذا الغلام قال: يا أبت، شف اللطف التلطف باللفظ (( يا أبت افعل ما تؤمر )) سبحان الله، تعلمون أن كلمة يا أبت فيها رقة (( يا أبت افعل ما تؤمر ))، وهل أُمر أن يذبحه؟ نعم،كونه يذبحه في المنام يعني أن الله أمره بذلك، (( افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) سبحان الله، غلام يقول هذا الكلام البليغ، ستجدني الفعل هنا محقق بإيش؟ بالسين لأن الفعل إذا دخل عليه السين فهو محقق كما قال تعالى : (( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )) ستجدني، ولكن ما هذا مع كونه عازما على أن يصبر وأن أباه سيجد ذلك قال إن شاء الله، لأنه لا ينبغي للإنسان أن يجزم بفعل الشيء إلا بمشيئة الله كما قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )).
(( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ))، ولم يقل صابرا لئلا يضيف الفعل إلى نفسه مباشرة، وكل هذا تبرؤ من الحول والقوة والإعجاب.
(( ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما )) أسلما يعني استسلما لأمر الله، من هما؟ الأب والابن، إبراهيم وابنه إسماعيل.
(( وتله )) أي: الأب تل الابن، هكذا جذبه، (( للجبين )) يعني على وجهه، والجبين الجبهة، وإنما تله للجبين لسببين :
السبب الأول : ألا يرتاع الابن من رؤية السكين قبل أن تصيبه، ولهذا نهي أن تحد السكاكين أمام البهائم عند الذبح، لأنه إذا فعلت ذلك فقد موّتّها موتتين.
السبب الثاني : ألا يرى الوالد وجه ابنه حينما يتغير عند إهوائه بإيش؟ بالسكين فتقع منه الرحمة، وحينئذ قد يبتلى بالامتناع.
- انتبه يا أخ -.
إذن تله للجبين، لماذا؟ قل؟ يلا امشي.
الطالب : ... .
الشيخ : هو تله ليذبحه لكن ليش تله على الجبين ليش ما يذبحو على ظهره؟
الطالب : ... .
الشيخ : لئلا لا يرتاع الولد حين رأى السكين تهوى إليه، ولئلا يرى الوالد وجه ولده وقد تغير فتقع في قلبه الرحمة له ويعجز عن الإمضاء، استرح.
مع أن هذا بعيد عن إبراهيم، لكن الإنسان طبيعته طبيعة البشر.
(( فلما أسلما وتله للجبين )) تصور يا أخي هذه القضية كأنها أمامك الآن، تصور أن أبا محبا لابنه غاية المحبة لأنه وحيده وقد بلغ معه السعي يريد أن يذبحه (( فلما أسلما وتله للجبين )) أين الجواب؟ (( وناديناه أن يا ابراهيم )) قيل: إن الواو زائدة، وأن الجواب ناديناه، أي: فلما أسلما وتله للجبين ناديناه أن يا إبراهيم، ولكن هذا قول ضعيف، القرآن ليس فيه شيء زائد زائدا.
كل شيء زائد في القرآن من حيث الإعراب فله معنى عظيم.
والصواب أن الجواب محذوف، وأن الواو حرف عطف، والتقدير : (( فلما أسلما وتله للجبين )) تبين صدقهما وانقيادهما لأمر الله وتقديم أمر الله على ما يهوونه أو على ما يهويانه، ثم بعد ذلك نزل الفرج من الله (( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين )) فصار هذا الفعل الذي عزم به على أن ينفذ أمر الله صار فعلا، لأن الإنسان إذا سعى في العمل الصالح وعجز عن إتمامه كتبه الله له تاما.
واسمع قول الله تعالى : (( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )).
(( قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين )).
إن هذا لهو البلاء، ايش البلاء هذا ؟ البلاء الذي هو المرض؟ أو البلاء الذي يبتلى به العبد ؟ الثاني ولا الأول؟ الثاني كما قال تعالى : (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )). وقال سليمان : (( ليبلوني أأشكر أم أكفر )).
إذن لهو البلاء أي الابتلاء والامتحان العظيم الذي لا شيء أعظم منه، يعني لو أنه أمر أن يخرج من ماله أو يقتل ولده، أيهما أهون؟ نعم، الأول لا شك أهون من أن يقتل ولده، فهو ابتلاء عظيم، ولكن الذي ابتلي تبين صبره، وأنه نال من الصبر أعلى المراتب عليه الصلاة والسلام.
(( وفديناه بذبح عظيم )) يعني: أمرنا إبراهيم بدل هذه الرؤيا ذبحا يعني فداء كبشا.
قال بعض أهل العلم : يؤخذ من هذه الآية أن الإنسان - قم بارك الله فيك - يؤخذ من هذه الآية أن الإنسان لو نذر أن يذبح ولده فإنه لا يذبحه، ولكن يذبح شاة يتصدق بها على الفقراء فداء عن ولده.
ولكن الصحيح ما ذهب عليه جمهور العلماء أنه إذا نذر أن يذبح ولده فقد نذر معصية فلا يعص الله، وعليه كفارة يمين، وهي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم يجد صام ثلاثة أيام متتابعة.
هذه القصة كما تعلمون أورثت إبراهيم عليه الصلاة والسلام محبة عظيمة لله وصدقا في الإيمان وتنفيذ أمر الله، ولهذا صار خليلا لله، كما قال الله تعالى : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا ))، وقال الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ).
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من الأخلاء الصادقين في خلتهم، وأن يجعلنا من المتقين، ومن أوليائه الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
وإلى الأسئلة فيما بقي من الوقت.
الأسئلة :
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم.
الشيخ : راح منك النوم ؟ ما راح ؟ راح أو نجيب مويه ؟.
السائل : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ : راح منك النوم ؟ ما راح ؟ راح أو نجيب مويه ؟.
السائل : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هل يجب في الإعتكاف أن يعتكف الإنسان العشر كاملة وهل يجوز له أن يعتكف منها ثلاثة أيام ؟.
السائل : أما بعد، يقول السائل : فضيلة الشيخ، هل يجب في الاعتكاف أن يعتكف الإنسان العشر كاملة، وهل يجوز له أن يعتكف منها ثلاثةُ أيام ؟
الشيخ : الصواب ثلاثةَ أيام - بالنصب- طيب.
أولا : يجب أن نعلم أن الاعتكاف ليس بواجب، وإنما هو سنة من السنن، إن فعله الإنسان أثيب عليه، وإن شغله عما هو أنفع صار تركه أفضل، وإن شغله عن واجب كالذين يشتغلون به عن وظائفهم صار حراما، انتبه. فإذن له أقسام :
يكون حراما إذا شغل الإنسان عن واجب، كالذي يشتغل به عن الوظيفة، أو له أبوان شيخان كبيران يحتاجان إلى بره فيتركهما ويعتكف، هذا ترك واجبا لفعل مستحب.
ثانيا : أن لا يشغله عن واجب، لكن يشغله عما هو أهم منه كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وجود من يقوم بهما، لأنه إذا لم يوجد من يقوم بهما صارا فرض كفاية، لكن إذا وجد من يقوم بهما صارا سنة، ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل من الاعتكاف، لأن نفعهما ايش؟ متعدي، ينتفع الإنسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه وينفع غيره.
ثالثا : إذا لم يشغل عن واجب ولا عن مستحب أنفع منه، صار مستحبا، وليس بواجب.
وإذا كان مستحبا قلنا من فعله استحق الثواب ومن تركه فلا ايش؟ فلا عقاب عليه.
ثم لو شرع فيه، وبدا له أن يدعه بدون أي عذر يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز، لأن جميع النوافل يجوز لمن شرع فيها أن يقطعها إلا الحج والعمرة، لكن العلماء يقولون : يكره لمن شرع في نفل أن يقطعه إلا لغرض صحيح.
وعلى هذا فقول السائل : هل يجب على الإنسان أن يعتكف العشر الأواخر غير صحيح أصله لا يجب أبدا الاعتكاف إلا من نذر أن يعتكف فالاعتكاف طاعة ومن نذر أن يطيع الله فليطعه.
على هذا، لو شرعت في الاعتكاف ثم صار لك شغل أهم من الاعتكاف فأبطل الاعتكاف واذهب إلى شغلك، والأمر واسع، والحمد لله.
ثم إن الاعتكاف مشروع أن يكون الإنسان فيه متأسيا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف أقل من عشر، فكان يعتكف العشر الأواخر. فمن أراد تطبيق السنة كما جاءت فليعتكف العشر الأواخر كلها.
بقي أن يقال: من اعتكف بعضها دون بعض هل يؤجر على ما اعتكف؟ فإذا اعتكف خمسة أيام قلنا له نصف الأجر، أو لا يؤجر أصلا لأنه لم يأت بالسنة على وجهها؟
هذا عندي محل نظر، إن رأيت إلى قول الله تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) قلت ايش؟ يثاب على ما فعل، لأنه عمل بعض الخير، وإن نظرت أن السنة الواردة على وجه لا تنفع صاحبها إلا إذا فعلها على هذا الوجه كمن أراد أن يصلي نفلا والنفل مشروع ركعتين، فقال أصلي ركعة يكفيني أجر ركعة، ينفعه ذلك أو لا؟ لا ينفعه، إن نظرت لهذا قلت إن الذي يعتكف بعض المدة لا يحصل شيئا من أجر الاعتكاف لأنه لم يعتكف الاعتكاف المشروع الذي هو إيش؟ عشرة أيام، فأنا متردد في هذا، والعلم عند الله، وفوق كل ذي علم عليم، إن أفتيتم بغير هذا فالزموا الفتوى والحمد لله، وكل إنسان يأخذ من قوله ويترك إلا رسول الله.
لكن احرصوا على أن تكملوا العشر من أولها إلى آخرها، واعلموا أنكم لو تركتم الاعتكاف بدون عذر فلا إثم عليكم.
الشيخ : الصواب ثلاثةَ أيام - بالنصب- طيب.
أولا : يجب أن نعلم أن الاعتكاف ليس بواجب، وإنما هو سنة من السنن، إن فعله الإنسان أثيب عليه، وإن شغله عما هو أنفع صار تركه أفضل، وإن شغله عن واجب كالذين يشتغلون به عن وظائفهم صار حراما، انتبه. فإذن له أقسام :
يكون حراما إذا شغل الإنسان عن واجب، كالذي يشتغل به عن الوظيفة، أو له أبوان شيخان كبيران يحتاجان إلى بره فيتركهما ويعتكف، هذا ترك واجبا لفعل مستحب.
ثانيا : أن لا يشغله عن واجب، لكن يشغله عما هو أهم منه كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وجود من يقوم بهما، لأنه إذا لم يوجد من يقوم بهما صارا فرض كفاية، لكن إذا وجد من يقوم بهما صارا سنة، ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل من الاعتكاف، لأن نفعهما ايش؟ متعدي، ينتفع الإنسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسه وينفع غيره.
ثالثا : إذا لم يشغل عن واجب ولا عن مستحب أنفع منه، صار مستحبا، وليس بواجب.
وإذا كان مستحبا قلنا من فعله استحق الثواب ومن تركه فلا ايش؟ فلا عقاب عليه.
ثم لو شرع فيه، وبدا له أن يدعه بدون أي عذر يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز، لأن جميع النوافل يجوز لمن شرع فيها أن يقطعها إلا الحج والعمرة، لكن العلماء يقولون : يكره لمن شرع في نفل أن يقطعه إلا لغرض صحيح.
وعلى هذا فقول السائل : هل يجب على الإنسان أن يعتكف العشر الأواخر غير صحيح أصله لا يجب أبدا الاعتكاف إلا من نذر أن يعتكف فالاعتكاف طاعة ومن نذر أن يطيع الله فليطعه.
على هذا، لو شرعت في الاعتكاف ثم صار لك شغل أهم من الاعتكاف فأبطل الاعتكاف واذهب إلى شغلك، والأمر واسع، والحمد لله.
ثم إن الاعتكاف مشروع أن يكون الإنسان فيه متأسيا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف أقل من عشر، فكان يعتكف العشر الأواخر. فمن أراد تطبيق السنة كما جاءت فليعتكف العشر الأواخر كلها.
بقي أن يقال: من اعتكف بعضها دون بعض هل يؤجر على ما اعتكف؟ فإذا اعتكف خمسة أيام قلنا له نصف الأجر، أو لا يؤجر أصلا لأنه لم يأت بالسنة على وجهها؟
هذا عندي محل نظر، إن رأيت إلى قول الله تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) قلت ايش؟ يثاب على ما فعل، لأنه عمل بعض الخير، وإن نظرت أن السنة الواردة على وجه لا تنفع صاحبها إلا إذا فعلها على هذا الوجه كمن أراد أن يصلي نفلا والنفل مشروع ركعتين، فقال أصلي ركعة يكفيني أجر ركعة، ينفعه ذلك أو لا؟ لا ينفعه، إن نظرت لهذا قلت إن الذي يعتكف بعض المدة لا يحصل شيئا من أجر الاعتكاف لأنه لم يعتكف الاعتكاف المشروع الذي هو إيش؟ عشرة أيام، فأنا متردد في هذا، والعلم عند الله، وفوق كل ذي علم عليم، إن أفتيتم بغير هذا فالزموا الفتوى والحمد لله، وكل إنسان يأخذ من قوله ويترك إلا رسول الله.
لكن احرصوا على أن تكملوا العشر من أولها إلى آخرها، واعلموا أنكم لو تركتم الاعتكاف بدون عذر فلا إثم عليكم.
4 - هل يجب في الإعتكاف أن يعتكف الإنسان العشر كاملة وهل يجوز له أن يعتكف منها ثلاثة أيام ؟. أستمع حفظ
رجل أدركه شهر رمضان في غير هذا البلاد وقد صاموا يوم الخميس أي بعد المملكة وقد عاد الآن إلى المملكة فماذا يعمل إذا كان الشهر تسعا وعشرين ؟.
السائل : أثابكم الله، يقول السائل : رجل أدركه شهر رمضان خارج هذه البلاد وقد صاموا يوم الخميس أي بعد المملكة، وقد عاد الآن إلى المملكة فماذا يفعل إذا كان الشهر عليه تسعة وعشرون يوما ؟
الشيخ : إذا كان في بلد صاموا بعد المملكة وهو يقول أنه صام يوم الخميس يعني بينه وبين المملكة كم ؟ يومين، لأننا صمنا يوم الثلاثاء فإذا قدم إلى المملكة وجب عليه أن يفطر مع الناس، لا يقول: إني لم أصم إلا ثمانية وعشرين يوما أو سبعة وعشرين يوما، نقول: يجب أن تفطر مع الناس، ثم إن نقصت الأيام التي صمتها عن تسعة وعشرين، فكمل تسعة وعشرين، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( الشهر هكذا وهكذا وهكذا ) فمرة ذكر الأصابع كلها هكذا وهكذا وهكذا كم تكون؟ ومرة قال : ( هكذا وهكذا وهكذا ) تكون تسعة وعشرين، فالشهر إما ثلاثون وإما تسع وعشرون، ولا ينقص عن تسعة وعشرين.
وعلى هذا نقول للذي صام يوم الخميس: إذا قدر أن شهر رمضان هنا صار تسعة وعشرين يوما، كم يكون قد صام ؟ أفي هذا اختلاف يا جماعة؟ إن كنا نختلف أن هذه لمبة اختلفنا في هذا، إذا كان صام يوم الخميس بعدنا بيومين، ورمضان عندنا صار تسعة وعشرين يوما، كم يكون صام؟ سبعة وعشرين يوما، وين أنت؟ سبعة وعشرين يوما، كم بقي عليه ويكمل؟ بقي عليه يومان، وإن كان الشهر عندنا ثلاثين يوما بقي عليه يوم واحد. نعم.
الشيخ : إذا كان في بلد صاموا بعد المملكة وهو يقول أنه صام يوم الخميس يعني بينه وبين المملكة كم ؟ يومين، لأننا صمنا يوم الثلاثاء فإذا قدم إلى المملكة وجب عليه أن يفطر مع الناس، لا يقول: إني لم أصم إلا ثمانية وعشرين يوما أو سبعة وعشرين يوما، نقول: يجب أن تفطر مع الناس، ثم إن نقصت الأيام التي صمتها عن تسعة وعشرين، فكمل تسعة وعشرين، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( الشهر هكذا وهكذا وهكذا ) فمرة ذكر الأصابع كلها هكذا وهكذا وهكذا كم تكون؟ ومرة قال : ( هكذا وهكذا وهكذا ) تكون تسعة وعشرين، فالشهر إما ثلاثون وإما تسع وعشرون، ولا ينقص عن تسعة وعشرين.
وعلى هذا نقول للذي صام يوم الخميس: إذا قدر أن شهر رمضان هنا صار تسعة وعشرين يوما، كم يكون قد صام ؟ أفي هذا اختلاف يا جماعة؟ إن كنا نختلف أن هذه لمبة اختلفنا في هذا، إذا كان صام يوم الخميس بعدنا بيومين، ورمضان عندنا صار تسعة وعشرين يوما، كم يكون صام؟ سبعة وعشرين يوما، وين أنت؟ سبعة وعشرين يوما، كم بقي عليه ويكمل؟ بقي عليه يومان، وإن كان الشهر عندنا ثلاثين يوما بقي عليه يوم واحد. نعم.
5 - رجل أدركه شهر رمضان في غير هذا البلاد وقد صاموا يوم الخميس أي بعد المملكة وقد عاد الآن إلى المملكة فماذا يعمل إذا كان الشهر تسعا وعشرين ؟. أستمع حفظ
ما حكم شراء بعض الصحف والمجلات وذلك للاشتراك في بعض المسابقات التي تكون فيها ؟.
السائل : يقول : ما حكم شراء بعض الصحف والمجلات وذلك للاشتراك في بعض المسابقات التي تكون فيها ؟
الشيخ : الذي يشتري المجلات والصحف التي فيها المسابقة، إن كان اشتراها من أجل المسابقة فلا يجوز، لأنه سوف يبذل دراهم، وإذا بذل الدراهم سيكون إما غانما وايش؟ وإما غارما، لأنه إن حاز المسابقة إن حاز الجائزة فهو غانم وإن لم يحزها فهو غارم، بذل فلوس بدون فائدة.
وإن كان من عادته أن يشتري هذه الصحف، ولكن لما رأى المسابقة فيها، قال: إذن أشتري، فهذا جائز، وإذا حصلت الجائزة فهي له، هذا بالنسبة لمن يشتريها.
لكن بالنسبة لمن يضعها من هذه الصحف هل يجوز لهم أن يضعوا هذه المسابقة؟
نقول : إن كان يلزم من وضعهم المسابقة زيادة قيمة الصحيفة أو المجلة فهذا حرام، لأنهم سيغررون الناس ويخدعونهم، وإن كانت قيمة المجلة هي العادة فلا بأس بذلك. نعم.
الشيخ : الذي يشتري المجلات والصحف التي فيها المسابقة، إن كان اشتراها من أجل المسابقة فلا يجوز، لأنه سوف يبذل دراهم، وإذا بذل الدراهم سيكون إما غانما وايش؟ وإما غارما، لأنه إن حاز المسابقة إن حاز الجائزة فهو غانم وإن لم يحزها فهو غارم، بذل فلوس بدون فائدة.
وإن كان من عادته أن يشتري هذه الصحف، ولكن لما رأى المسابقة فيها، قال: إذن أشتري، فهذا جائز، وإذا حصلت الجائزة فهي له، هذا بالنسبة لمن يشتريها.
لكن بالنسبة لمن يضعها من هذه الصحف هل يجوز لهم أن يضعوا هذه المسابقة؟
نقول : إن كان يلزم من وضعهم المسابقة زيادة قيمة الصحيفة أو المجلة فهذا حرام، لأنهم سيغررون الناس ويخدعونهم، وإن كانت قيمة المجلة هي العادة فلا بأس بذلك. نعم.
اضيفت في - 2006-04-10