تفسير قوله تعالى من سورة المنافقون :" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ...".
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يقرأ بهاتين السورتين في صلاة الجمعة للمناسبة وللأهمية .
أما المناسبة : ففي قوله تعالى : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )) .
وأما الأهمية : فالمنافقون ، المنافقون الذين يعيشون بيننا يقولون بألسنتهم ما نقوله بألسنتنا ، ويطلعون على أسرارنا ونحن نأمنهم وهم يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم .
هؤلاء المنافقون أشر وأضر على الإسلام والمسلمين ممن ? أعلنوا كفرهم ، لأن من أعلن كفره - اترك لحيتك جزاك الله خير - لأن من أعلن كفره فهو عدو ظاهر يسهل التحرز منه ، ويستعد لقتاله أو إدخاله في دين الله ، لكن المشكل ما هو ؟ ـ هل ـ الذي يخالطك ويقول ما تقول وقد أبطن الكفر والعياذ بالله .
(( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ )) فهذا هو البلاء ، ولهذا قال الله تعالى : (( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ )) والعالم باللغة العربية يفهم كيف عبر عن عداوتهم بقوله : (( هُمُ الْعَدُوُّ )) من يفهمها ؟ نعم
الطالب : جملة اسمية خبر مقدم .
الشيخ : لا ، خطأ ، يقول : جملة اسمية خبر مقدم غير صحيح ، هي جملة اسمية خبرها في موضعه ومبتدأها في موضعه ، لكن كلمة (( هُمُ الْعَدُوُّ )) جملة مكونة من مبتدأ وخبر وطرفاها معرفتان ومثل هذا يفيد الحصر ، الحصر ، يعني هم العدو الأكبر هم العدو الأعظم ، هم الذين يجب الحذر منهم ، ولهذا رتب على ذلك قوله إيش ؟ : (( فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
واستمع إلى خداعهم إذا جاؤوا إلى الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (( قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ )) ، جملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات ، نشهد ، وإن ، واللام ، نشهد إنك لرسول الله ، وهل كلامهم صحيح ؟ أجيبوا .
الطالب : لا والله .
الشيخ : لأ ، ولهذا كذبهم الله فقال : (( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ )) لكن أدخل قبل هذا التكذيب قوله : (( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ )) حتى لا يتوهم واهم خلاف المقصود ، فالله عز وجل يعلم أن محمدا رسوله ، ويشهد بذلك كما قال الله تعالى : (( لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً )) .
إن الله تعالى يعلم أن مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّه ويشهد بذلك ، ويشهد إن المنافقين لكاذبون في قولهم : إيش ؟ (( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ )) يعني هم كاذبون في الشهادة ، لا في المشهود به ، المشهود به حق ، وهو أن مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، لكن الشهادة كاذبة باطلة ، لماذا يشهدون هذه الشهادة المؤكدة ، أن مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ؟ قل يا أخ ، أنت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إقرأ الآية : (( يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ )) ـ إقرأ ـ اتخذوا ـ خلاص ـ (( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً )) يعني يجعلوها جنة يستترون بها ويخفون أمرهم ، ولكن الله يفضحهم ولله الحمد .
1 - تفسير قوله تعالى من سورة المنافقون :" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ...". أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى"....وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ...".
(( يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )) يعني : يقول بعضهم لبعض لا تعطوا المسلمين شيئا لا صدقة ولا هدية ولا شيئا ، حتى ينفضوا ، وا ، سأفسرها فإن أخطأت قولوا خطأ ، فإذا انفضوا ، فأنفقوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : (( لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )) فإذا انفضوا عنه فأنفقوا ؟ من يوافقني على هذا التفسير ؟
الطالب : لا لا .
الشيخ : توافقوني على هذا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، ولهذا نقول حتى هنا للتعليل ، وليست للغاية ، يعني لا تنفقوا عليهم لأجل أن ينفضوا ، ويدعوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فما أجهل هؤلاء المنافقين أيظنون أن صحابة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتركونه من أجل لقمة العيش ؟! لا والله ، ولهذا لما قال مندوب قريش في " صلح الحديبية " للنَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
" إِنِّي لاَ أَرَى مَعَكَ إِلاَّ أَوْبَاشًا " يعني أناس مجمعين " يوشك أن يدعوك " قال له أبو بكر رضي الله عنه : " اُمْصُصْ بَظْرَ اللاَتِ " اُمْصُصْ بَظْرَ اللاَتِ ، فهذه كلمات ثلاث امصص ، وبظر ، واللات من يعرفها ؟ تفضل .
الطالب : ...
الشيخ : إيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : لكن هذه ، واللات على كلامك ، أنثى ، يعني اللات نقص بظرها تختنها ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي ، ـ استرح ـ المص : معروف ولا يحتاج أن نبينه كلنا يعرف المص ، والبظر : كما قال الأخ " اللحمة الزائدة في فرج الأنثى " واللات : الصنم ـ شوف الكلام القوي من أبي بكر رضي الله عنه ـ ، يقول : اذهب أنت عند اللات امصص بظرها ولن يأتيك من بظرها إلا البول ، واضح يا جماعة ؟ " أنحن ندع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ؟
أيضا هؤلاء المنافقون (( يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى )) إيش ؟ (( حَتَّى يَنْفَضُّوا )) عنه ، قال الله تعالى : (( وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ )) فليست الخزائن عندكم أيها المنافقون ، ولا عند أحد من الناس الخزائن عند من ؟
الطالب : عند الله .
الشيخ : عند الله عز وجل (( وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ )) .
2 - تفسير قوله تعالى"....وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ...". أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى"... ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ...".
الطالب : إلى أنفسهم .
الشيخ : إلى أنفسهم ، وبالأذل إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ، انظر الجواب ، اسمع للجواب (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )) ولم يقل الله عز وجل : والله أعز ، والرسول أعز ، والمؤمنون أعز ، لأ ، لو قال الله ورسوله والمؤمنون أعز ، لأثبت للمنافقين عزة ولكنه قال : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ )) أما المنافقون فليس لهم عزة إطلاقا ، لأن المنافق أذل من يكون .
والدليل على ذله ؟ أنه أخفى كفره خوفا من السيف ، فهو ذليل معنويا ونفسيا ، ولهذا لم يثبت الله له عزة حين رد عليهم بقوله : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ )) فالسورة هذه عظيمة ، ينبغي أن تذكر الأمة بها كل أسبوع في أكبر اجتماع ، حتى يحذروا من إيش ؟ من النفاق والمنافقين أيضا ، وألا يركنوا إليهم وألا يأمنوهم .
فمن صفات المنافق أنه إذا ائتمن خان وإذا عاهد غدر ، فاحذر ـ يا أخي ـ المنافق ، ولكن هل يحل لنا أن نتهم أحدا بالنفاق دون أن يتبين لنا من القرائن القوية ، أو أن نسمع عنه ما يدل على نفاقه ؟ ، لأ ، لا يجوز أبدا ، الأصل في المسلم إيش ؟ السلامة وأن ما في قلبه هو ما في لسانه ، ولا يحل لأحد يتهمه ، ولا يحل أن يتهم أحدا بالنفاق أو بالمراءاة .
فإن اتهمنا كل أحد بالنفاق أو المراءاة صرنا من المنافقين ، فإن المنافقين هم (( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ )) .
المنافق إذا جاء أحد بصدقة كبيرة قالوا : هذا مرائي ، هذا مرائي ، وإذا جاء أحدهم بنفقة قليلة ، قالوا إن الله غني عن صدقتك ، شوف الخبثاء (( يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ )) ويلمزون (( الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ )) من يبقى ؟ ما بقي شيء إذا كان من أكثر الصدقة ، قالوا : مرائي ، ومن ليس عنده إلا القليل ، قالوا : إن الله غني عن صدقتك ، من بقي ؟ وذلك لأنهم يريدون أن يقدحوا بالمؤمنين بأي وسيلة .
نسأل الله ألا يكثرهم في البلاد ، وأن يكفينا شرهم .
3 - تفسير قوله تعالى"... ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ...". أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى من سورة الجمعة :"قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين - إلى قوله - فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون ".
الطالب : أبداً .
الشيخ : أبداً (( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا )) قالوا لنبيه (( قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ )) ولكن لا يمكن أن يتمنوه ولهذا قال : (( وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )) ما يمكن يتمنونه بما قدمت أيديهم لأنهم يعلمون أنهم لم يقدموا شيئا ينتفعون به بعد الموت ، فلن يتمنوه وإذا لم يتمنوه ، فسيحاولون بكل وسيلة ألا يدركهم الموت ، ويفرون منه فرارهم من الأسد وإذا فروا منه فهل يسلمون ؟
الطالب : لأ .
الشيخ : لأ ! كلا ، نعم (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) وبالله عليكم ... وأن يقال فإنه ملاقيكم ؟ الثاني ؟ نعم تفر منه لكن يأتيك من الأمام ، والعادة أن من فر منك آتيته من الخلف ، لكن هذا أشد ، الموت هم يفرون منه لكن سيأتيهم من الأمام (( فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ )) سبحانه وتعالى (( فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) فتأمل شأن اليهود وشأن النصارى ، يتبين لك ما هم عليه من العداوة والضلال والمشاقة ، وبقي شيئان ولو طولنا عليكم شوي ، بقي شيئان يتعلقان بالنكاح ، وأحدهما يتعلق بالبيع .
(( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ )) وبماذا ينادى للصلاة بإيش ؟ بالأذان ، هذا النداء المبارك ، الذي أُريه بعض الصحابة وعرضه على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وأقره ، وهو كلمات عظيمة لا يتسع المقام لشرحها لكنه كلمات عظيمة - انتبه ! اللحية اتركها - .
(( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) أي نعم (( إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ )) يعني بالأذان من يوم الجمعة ، فاسعوا إلى ذكر الله ، اسعوا يعني بادروا وليس المراد بالسعي الركض .
لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ : ( إذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إلى الصَّلاَةَ وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارُ وَلَا تُسْرِعُوا ) .
لكن المراد بالسعي هنا في قوله : " اسعوا " إيش ؟ المبادرة بالذهاب إليها ، (( فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ )) وسمى الله تبارك وتعالى الخطبة والصلاة ذكراً ، لأن فيها التذكير بالله عز وجل وبآياته ، والصلاة من أولها إلى آخرها كلها ، ذكر لله عز وجل قال الله تعالى : (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ )) جعل الله صلاتنا تنهانا عن الفحشاء والمنكر (( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )) قال العلماء : " المعنى ولما فيها من ذكر الله ، أكبر " إذن إلى ذكر الله المراد بذكر الله إيش ؟ الخطبة والصلاة ، الخطبة والصلاة (( وَذَرُوا الْبَيْعَ )) : اتركوا البيع (( ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) - اقرأ أي نعم ، خلي يروح عنك النوم - اقرأ ؟ ذلكم ، إيش يقول ؟ هه ؟ إيش يقول ؟ نعم ، هه ؟ ... طيب (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ )) (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) اقرأ من الأول استعذ بالله من الشيطان الرجيم .
الطالب : ...
الشيخ : خطأ ـ استرح ـ اقرأ .
الطالب : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) .
الشيخ : بس ، بس ، هل نصل ونقول ؟ (( ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) أو نقف عند قوله : (( ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) ؟ الثاني إذا قرأت الآية قل : (( ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) وقف ، ثم قل : (( إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) لأنك إذا وصلت اختلف المعنى ، إذا قلت : (( ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) صار المعنى ، وإن كنتم لا تعلمون ، فليس خيرا لكم ، وهذا يفسد به المعنى ، فلا بد إذا من إيش ؟ من الوقوف (( ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ )) ثم تقول : (( ِإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) أي إن كنتم من ذوي العلم .
4 - تفسير قوله تعالى من سورة الجمعة :"قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين - إلى قوله - فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون ". أستمع حفظ
الكلام عن البيع والشراء عند سماع أذان الجمعة .
أما الأذان الأول ، فإنه من سنة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهو ثابت بإقرار النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له ، الرَّسُولُ أقره لكن لم يقره وهو في قبره ، وإنما أقره بقوله :
( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي ) إلى آخره .
وعلى هذا فيكون الأذان الأول يوم الجمعة مشروعا بدلالة السنة ، بدلالة السنة ، وهو قَوْلُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : ( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ) وعثمان بن عفان أحد الخلفاء الراشدين ، وربما يقول قائل : مشروع بالقرآن أيضا ، استمع :
ربما يقول قائل إنه مشروع بالقرآن لقول الله تعالى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ )) وإيش ؟ (( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ )) وعثمان بن عفان رضي الله عنه ، من السابقين الأولين من المهاجرين ، وليس هذا موضع البسط في هذه المسألة .
لكننا نقول : " إن الأذان الأول يوم الجمعة سنة " ولا يُنكر وأي إنسان ينكره ، فإننا نقول أأنت خير أم الخليفة الراشد ؟ ثم نقول أأنت خير أم الصحابة ؟ الصحابة لم ينكروا على عثمان الأذان الأول في الجمعة ولما أتم الصلاة في منى في الحج إيش ؟ أنكروا عليه أيظن هذا أن الصحابة يسكتون عن الأذان الأول في يوم الجمعة ، لا ينكرون على عثمان وينكرون الإتمام ، أبداً الصحابة رضي الله عنهم كلهم ثقات ، فإذا أقروا عثمان على الأذان الأول في يوم الجمعة فهو حق ، طيب لو تبايع رجلان بعد أذان الجمعة الثاني ؟ تفضل .
الطالب : لا يصح ، باطل .
الشيخ : لا يصح ، باطل .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم متأكد ، ولا فيها قولان ؟ هه ؟ متأكد ؟ ـ طيب ـ هذان رجلان تبايعا وتقابضا ، باع عليه ساعته بمائة ريال ، فأعطاه الساعة وقبض مائة ريال ، بعد أن أذن ما تقول ؟ البيع باطل ولا صحيح ؟ تقابض ما بقي لأحد شيء .
الطالب : ...
الشيخ : بعد الأذان ، باع عليه الساعة بمائة ريال ، وقال تفضل هذه الساعة ، وقال تفضل هذه مائة ريال ، وتقابضوا قبل أن يتم المؤذن أذانه .
الطالب : البيع صحيح .
الشيخ : البيع صحيح ، هكذا قال الرجل إن البيع صحيح ، وقبل ثوان يقول : إن البيع باطل ـ استرح ـ
وهكذا إذا أردت أن تختبر طالب العلم أعنده علم حقيقي ، فاقلب له المثال ولعله يختلف . من يجيب ؟
الطالب : البيع باطل .
الشيخ : البيع باطل ؟ يا رجل تم البيع بالتقابض قبل تمام الأذان ، ولو ـ طيب ـ .
الطالب : البيع باطل .
الشيخ : البيع باطل ؟ طيب ، ما هو الدليل ، لا بأس أنا أوافق على أنه باطل ، لكن ما هو الدليل ؟
الطالب : من الآية .
الشيخ : من الآية ، ما هي ؟
الطالب : (( وذروا البيع )) .
الشيخ : (( وذروا البيع )) ـ إي طيب استرح ـ الدليل على هذا على بطلانه ، قَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ :
( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا ، فَهُوَ رَدٌّ ) هذا العمل هل عليه أمر الله ورسوله ؟ لأ ، بل عليه نهي ، نهي الله عز وجل ، فيكون باطلا ، إذا كان باطلا وقد تم الآن التقابض ، المشتري أخذ الساعة ، والبائع أخذ الثمن فيكف نعاملهما ؟ نقول للبائع إيش ؟ رد الثمن ، ونقول للمشتري : رد السلعة .
والدليل على أن البيع الباطل يجب رده ، ما ستسمعون ( جيء إلى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمر ، تمر جيد فسأل : من أين هذا ؟ فقالوا : يا رسول الله كنا نأْخُذُ الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ ) .
أيهما الرديء ؟ نأخذ الصاع بالصاعين .
الطالب : ... .
الشيخ : الصاعين يا رجل ، يأخذون الصاع الجيد بالصاعين ، والصاعين بالثلاثة .
فقَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( رُدُّوهُ ) أمر برده وقال : ( هَذَا عَيْنُ الرِّبَا ) مع أنه ما فيه ظلم ، لأن الصاع الطيب في القيمة يساوي الصاعين ، فلا ظلم لكن التمر بالتمر ، لا بد أن يكون ( مِثْلاً بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ ) .
على كل حال إذن التبايع بعد أذان الجمعة الثاني إيش هو ؟ باطل ،
طيب تبايعت امرأتان ، باعت إحداهما حليها على الأخرى بخمسة آلاف ريال ، فقبضت المشترية الحلي ، وقبضت البائعة الثمن خمسة آلاف ريال ما تقول يا أخ ؟
الطالب : غير صحيح .
الشيخ : غير صحيح ، سبحان الله .
الطالب : صحيح .
الشيخ : صحيح ؟ طيب ، باعت إحداهما ساعتها على الأخرى بمئة ريال ، وسلمت الساعة إلى المشترية ، واستلمت الثمن من المشترية البيع ؟ في الأول قلنا غير صحيح ، هه ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ألم تسمع المثال الأول قلنا غير صحيح ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ما سمعت المثال الأول ؟ هذا قلنا اشترى الساعة بمئة ريال فقبض الساعة وأقبض الثمن ، قلنا غير صحيح .
الطالب : ...
الشيخ : والآن نقول صحيح ؟ ما يصح ، غير صحيح .
الجواب غير صحيح ، نعم ، البيع صحيح ، إيش ؟
الطالب : البيع صحيح .
الشيخ : ماذا تقولون ؟ يقول البيع صحيح ، إذا تبايعت امرأتان ساعة بعد أذان الجمعة الثاني ، فالبيع صحيح ، استرح .
وفرق بأن الجمعة غير واجبة على النساء ، وهي واجبة على الرجال ، الحكم واضح ، والتفريق واضح طيب ،
لو تبايع رجلان في المستشفى ، تبايع السلعة بعد أذان الجمعة الثاني ؟
الطالب : ... غير صحيح .
الشيخ : غير صحيح ؟ رجلان في المستشفى مرضى ، مرضى في المستشفى ، هما مريضان فتبايعا الساعة بمئة ريال ـ أصبر يا رجل ـ صحيح .
الطالب : صحيح .
الشيخ : صحيح ، لماذا ؟
الطالب : لأن الجمعة ساقطة عنهما .
الشيخ : لأن الجمعة ساقطة عنهما تمام ، بارك الله فيك .
إذن ، نأخذ من هذا أن البيع بعد نداء الجمعة الثاني ، ممن تلزمه الجمعة إيش ؟ باطل .
الطالب : باطل .
الشيخ : لقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا ، فَهُوَ رَدٌّ ) طيب في وقتنا الحاضر سمعنا مؤذن يؤذن ، ولم نسمع المؤذن في المسجد الثاني ، فهل يحرم البيع والشراء لأننا سمعنا المؤذن ؟ أو لا يحرم لأن المسجد الثاني لم يؤذن ؟ ـ قم ـ إيش ؟
الطالب : يحرم البيع ؟
الشيخ : يحرم البيع ؟ طيب ـ استرح ـ هذا قول ، إيش ؟ أيحرم أو لا يحرم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : تمام صح ، نقول : إن كنت تريد الصلاة في المسجد الذي لم يؤذن فإيش ؟ فالبيع صحيح ،
وإن كنت تريد الصلاة في المسجد الذي أذن ، فالبيع غير صحيح باطل ، طيب .
إمضاء البيع ، إمضاء البيع . بمعنى أن الرجلين تبايعا شيئا ، واشترطا فيه الخيار ، فلما تقابلا بعد نداء الجمعة الثاني قالا : أمضينا البيع ، يعني : لم يعقدا عقدا جديدا ، ولكنهما أمضيا عقدا سابقا ، أيصح أو لأ ؟ يصح ، يصح ، لأن هذا إمضاء لعقد سابق ، والمنهي عنه هو ابتداء العقد . نقتصر على هذا .
بيان حكم البيع بعد إقامة الصلاة .
الجواب نعم نقول هذا ، والقياس هنا قياس جلي واضح ، لأن في كل منهما إيش ؟ إضاعة للواجب ، فإذا أقيمت الصلاة والرجلان من أهل الجماعة ، حرم عليهما أن يتبايعا ، والظاهر أن وقت الأسئلة جاء ، نعم جاء ؟ طيب .
بقي علينا ما يتعلق بالنكاح من ظهار وتحريم وطلاق لعلنا نتكلم عليه إن شاء الله في وقت آخر . نعم وإلى الأسئلة .
السائل : إذا باعت امرأة على رجل .
الشيخ : إيش ؟
السائل : ...
الشيخ : لا يجوز .
ما حكم بيع امرأة على رجل بعد أذان الجمعة الثاني ؟
الشيخ : لا يصح ، لأن من قواعد الفقه : " أنه إذا اجتمع مبيح وحاظر غُلب جانب الحظر " . نعم .
السائل : ...
الشيخ : الله يعين شد حيلك . هه .
السائل : ... .
الشيخ : خلاص يعلم كثير منكم ، أننا وضعنا أسئلة في المسابقة والآن حان وقت الإعلان عنها ، وسيكون إن شاء الله الإعلان عنها في الصباح غدا ، فمن كان قد شارك في الجواب فليكن حاضرا لعله يكون له من ذلك نصيب . نعم .
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فقبل أن نتكلم على ما يريده الله عز وجل في بعض التفسير ، مما سمعناه في قراءة إمامنا في هذه الليلة ، ليلة الإثنين الثامن والعشرين من شهر رمضان ، عام ثمانية عشرة وأربعمائة وألف .
تنبيه على مسألة الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم .
( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أو أَشْرَكَ ) وغالب الذين يحلفون بالنبي لا يدرون أنه حرام ، لأنهم لو علموا أنه حرام ما فعلوه ،
فالمؤمن لا يمكن أن يخالف أمر الله ورسوله ، لقوله تبارك وتعالى : (( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) فنصيحتي لإخواني هؤلاء أن يتفطنوا لهذا الأمر ، وألا يحلفوا إلا بالله تعالى كما قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
( مَنْ كَانَ حَالِفاً، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ ، أَوْ لِيَصْمُتْ )
فإن قال قائل : أليس النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أعظم البشر ؟ فالجواب : بلى ، هو أعظم البشر ، وأفضلهم عند الله تبارك وتعالى ، وهو الذي قال : ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أو أَشْرَكَ ) وهو الذي قال لمن سمعه يقول : (مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ، قَالَ له : أجَعَلْتَني لِلَّهِ نِدًّا ، بل مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ ) فالله تعالى مختص بالإقسام به ، والله تبارك وتعالى مختص بالمشيئة مطلقا ، فالأمر أمره والمشيئة مشيئته ، والقسم به تبارك وتعالى لا بغيره من المخلوقات
أرجو الانتباه لهذا الشيء ومن سمع منكم أحدا يقول : والنبي فليبين له أن هذا لا يجوز .
فإن قال قائل : أليس النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قال للأعرابي : ( أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ ) ؟ .
فالجواب : لا ، لأن وأبيه لفظ شاذ ولهذا جاء في " مسلم " ولم يأت في " البخاري " فيكون لفظا شاذا ، أكثر الروايات على حذفه ، ولا يمكن أن يحتج به ، لا يمكن أن يحتج به ، لأن من شرط صحة الحديث ، أن يكون إيش؟ غير معلل ولا شاذ ، فإن كان معللا فهو وإن كان بسند قويم لا يقبل ، وإن كان شاذا فهو وإن كان بسند قويم لا يقبل ،
وعلى هذا فنقول إن قوله ( وأبيه ) لفظة شاذة ، وحينئذ لا نحتاج إلى تكلف ، في أن هذا قبل النهي ، أو أن هذا مما جرى على الألسن ، أو أن هذا من الرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو بعيد من الشرك كما أجيب به ، ولكن نقول لدينا شيء واحد ، يغنينا عن كل هذه التقديرات ، ما هو الشيء ؟ أن نقول إن الحديث شاذ ، إن هذه اللفظة شاذة ، وحينئذ يكفينا الله إياها
ولذلك ينبغي للإنسان ، إذا احتج عليه محتج بحديث أن يطالبه أولا بإيش ؟ بصحة الحديث ، فإذا لم يثبت صحته كفى الله المؤمنين القتال وبطلت حجتهم ، لأن من شرط صحة الحجة ، أن يكون الحديث الذي احتج به صحيحا ، وإذا كان صحيحا نظرنا في المرجحات المعروفة عند العلماء .
تفسير قوله تعالى من سورة الحاقة:" فلا أقسم بما تبصرون . وما لا تبصرون . إنه لقول رسول كريم ...".
يقول العلماء : " إن هذا أعم قسم جاء في القرآن " أعم قسم هو هذا ، وجهه أن الأشياء إما أن نبصرها إيش ؟ وإما ألا نبصرها ، فأقسم الله بما نبصر وما لا نبصر ، إذن أقسم بكل شيء (( فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ )) .
وهنا يقع إشكال ؟ أأقسم الله تعالى هنا بغير ذاته وصفاته ، ونحن قررنا أن الحلف بغير الله وصفاته إيش ؟ شرك فكيف أقسم الله به ؟
والجواب : أن لله أن يقسم بما شاء من خلقه ، ولسنا نحن نحكم على الله ، ولكن الله تعالى هو الذي يحكم علينا (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ )) المراد بالرسول الكريم هنا ؟ محمد رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ، فأثبت الله في هذه الآية ، أن القرآن قول الرسول ، محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ، وفي آية أخرى في " سورة التكوير " قال : (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ )) فمن المراد بالرسول الكريم في هذه الآية ؟ المراد جبريل لقوله : (( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ )) وحينئذ يقع إشكالان .
الإشكال الأول : كيف أضاف الله القرآن إلى رسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ، وإلى رسوله جبريل ، مع أن القرآن قول الله عز وجل ؟ هذا إشكال .
إشكال آخر : كيف أضاف الله القرآن إلى قول الرَسُولُ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ، وأضافه إلى قول جبريل ؟ نحتاج إلى جواب ؟
أما الأول فنقول : إن الله أضاف القرآن إلى نفسه ، لأنه كلامه ، وهو الذي ابتدأ به سبحانه وتعالى ، وتكلم به أولا .
وأما إضافته إلى رسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ : فلأنه بلغه إلى الأمة .
وأما إضافته إلى جبريل : فلأنه بلغه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ، وبهذا زال الإشكال واتضحت الحال ، والحمد لله .
9 - تفسير قوله تعالى من سورة الحاقة:" فلا أقسم بما تبصرون . وما لا تبصرون . إنه لقول رسول كريم ...". أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى من سورة الحاقة:"....وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون . ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ".
الشاعر : من يأتي بالكلام على وزن مقفى ، وتعرفون الشعر ولا حاجة إلى أن نأتي بأمثلة له لأنه معروف ، والشعر يشتمل على نغمات تجذب الأسماع ، وعلى حكم تَبهر العقول .
ولهذا ... جاء في الحديث : ( إنَّ مِنَ الْبَيَانِ )
الطالب : لَسِحْرًا .
الشيخ : وإِنَّ ؟
الطالب : من الشعر لحكمة .
الشيخ ( مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً ) فقال هؤلاء المكذبون : هذا القرآن قول شاعر ، وقالوا إن محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ شاعر ، إيش معنى شاعر يا أخ ؟ إيش ؟ طيب ، يعني : أنه يأتي بكلام ـ ليش جلست فيه مناقشة ـ لأنه يأتي بكلام موزون مقفى ، فادعوا أن هذا شعر .
ومعلوم أن الشاعر ليس بنبي ، مجرد كونه شاعرا لا يقال إنه نبي ـ استرح ـ ولهذا قال الله تعالى في آية أخرى : (( وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ )) من هو ؟ محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( وَما يَنْبَغِي لَهُ )) يعني لا يمكن أن ينشىء الشعر من عنده ، ويقول للناس إن هذا كلام الله (( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ )) ، (( وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ )) يعني أن إيمانكم قليل .
قال بعض أهل العلم : " والمراد بالقلة هنا العدم " لأن هؤلاء ليس عندهم إيمان ، وهم يصفون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشاعر ، ويصفون القرآن بالشعر ((وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ )) من الكاهن ؟
الكاهن الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل ، هذا الكاهن الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل ، بأن يقول : " سيكون في اليوم الفلاني كذا وكذا ، سيكون في المكان الفلاني كذا وكذا ، سيكون في النجم الفلاني كذا وكذا " هذا الكاهن .
وكان العرب لهم كهنة ، والكهنة لهم شياطين تخدمهم ، وتصعد إلى السماء ، وتسترق السمع ثم تنزل به إلى أصحابها الكهنة ، ثم يقرؤها الكاهن على الناس ، ويكذب معها كذبات ، فإذا أصاب بما سمع من السماء صار سيدا في قومه يرجعون إليه ، حتى في التحاكم يتحاكمون إلى الكهنة إذن .