فتاوى الحرم المكي-1418-21a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تفسير قوله تعالى من سورة الأعراف :" يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ".
الشيخ : وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد .
فقد استمعنا إلى ما تلاه إمامنا في هذا الفجر ، فجر يوم العاشر من رمضان ، عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف ، وسنتكلم بمعونة الله تعالى وتوفيقه ، على ما تيسر مما سمعنا .
فمن ذلك قوله تعالى : (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )) ـ اجلسوا بارك الله فيكم تتعبون وتشوشون على الآخرين ـ (( يَا بَنِي آدَمَ )) .
خاطب الله سبحانه وتعالى البشر ، بهذا النداء يا بني آدم ، وآدم هو أبو البشرية ، خلقه الله تعالى من تراب وعلمه أسماء كل شيء ، وأسجد له ملائكته ، وأسكنه جنته ، ولكن الله تعالى بحكمته قدر ما حصل من المخالفة من آدم وزوجه ، ثم أمرهما أن يهبطا إلى الأرض لحكمة أرادها الله عز وجل .
وآدم هو أول الأنبياء ، ونوح هو أول الرسل ، فلم يرسل أحد قبل نوح ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) قال : (( إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) وقال الله تبارك وتعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) .
وفي حديث الشفاعة الطويل ، أن الناس يقولون لآدم إذا طلبوا منه أن يشفع لهم إلى الله عز وجل ليريحهم من الموقف العظيم يقولون له : " أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " .
وبهذا نعرف أن آدم عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ليس رسولا ولكنه نبي ، ونعرف أن إدريس النبي الرسول ليس قبل نوح ،كما يوجد في كتب التاريخ فإن كتب التاريخ تقول إن إدريس من آباء نوح ، وأن هذا لا شك أنه كذب ولا يجوز اعتقاده ، لأن أول الرسل هو نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
وأما آدم فمن قال إنه رسول فقد أخطأ ، واستمع إلى قول الله عز وجل : (( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً )) يعني على دين واحد (( فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )) .
وهذا دليل واضح على أن الناس كانوا على ملة واحدة ثم اختلفوا فأرسل الله الرسل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا ، فيه .
إذن عقيدتنا : رقم واحد أن آدم إيش ؟ نبي وليس برسول .
ثانيا : رقم اثنين أن نوحا عليه السلام هو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض .
ثالثا : أن إدريس ليس قبل نوح ، بل هو من بعده لأنه يلزم من قولنا أن نوحا هو أول الرسل ، أن يكون إدريس بعده وهذا لا شك فيه ،أحببت أنبه على هذا لئلا يغتر بعض الناس ، بما يوجد في كتب التاريخ ، التي ليس لها في الغالب ، ليس لها زمام ولا إسناد صحيح ، هذا في الغالب .
وإلا فمن المعلوم أن التاريخ منه ما هو صحيح يكاد أن يكون مقطوعا به ، ومنه ما دون ذلك ومنه ما هوضعيف جدا ، ومنه ما هو لا أصل له أبداً .
(( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ )) لباسا يواري أي يغطي ، سواءتكم أي عوراتكم ، وهذا اللباس الضروري الذي يحتاجه كل إنسان ، وريشا هذا لباس الجمال ، لأن لباس الناس ينقسم إلى قسمين : منه ما هو ضروري ، ومنه ما هو كمالي ما هو ضروري ؟ الضروري : ما يواري به الإنسان عورته ، سواء من قطن أو من صوف أو من جلود أو من غير ذلك .
وأما الكمالي : هو لباس الجمال والزينة ، يعني هذا زائد على اللباس الضروري ، وكلاهما من نعم الله عز وجل ، بل كلاهما من آيات الله كما قال تعالى : (( ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )).
فقد استمعنا إلى ما تلاه إمامنا في هذا الفجر ، فجر يوم العاشر من رمضان ، عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف ، وسنتكلم بمعونة الله تعالى وتوفيقه ، على ما تيسر مما سمعنا .
فمن ذلك قوله تعالى : (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )) ـ اجلسوا بارك الله فيكم تتعبون وتشوشون على الآخرين ـ (( يَا بَنِي آدَمَ )) .
خاطب الله سبحانه وتعالى البشر ، بهذا النداء يا بني آدم ، وآدم هو أبو البشرية ، خلقه الله تعالى من تراب وعلمه أسماء كل شيء ، وأسجد له ملائكته ، وأسكنه جنته ، ولكن الله تعالى بحكمته قدر ما حصل من المخالفة من آدم وزوجه ، ثم أمرهما أن يهبطا إلى الأرض لحكمة أرادها الله عز وجل .
وآدم هو أول الأنبياء ، ونوح هو أول الرسل ، فلم يرسل أحد قبل نوح ، كما قال الله تبارك وتعالى : (( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) قال : (( إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) وقال الله تبارك وتعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) .
وفي حديث الشفاعة الطويل ، أن الناس يقولون لآدم إذا طلبوا منه أن يشفع لهم إلى الله عز وجل ليريحهم من الموقف العظيم يقولون له : " أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " .
وبهذا نعرف أن آدم عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ليس رسولا ولكنه نبي ، ونعرف أن إدريس النبي الرسول ليس قبل نوح ،كما يوجد في كتب التاريخ فإن كتب التاريخ تقول إن إدريس من آباء نوح ، وأن هذا لا شك أنه كذب ولا يجوز اعتقاده ، لأن أول الرسل هو نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
وأما آدم فمن قال إنه رسول فقد أخطأ ، واستمع إلى قول الله عز وجل : (( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً )) يعني على دين واحد (( فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ )) .
وهذا دليل واضح على أن الناس كانوا على ملة واحدة ثم اختلفوا فأرسل الله الرسل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا ، فيه .
إذن عقيدتنا : رقم واحد أن آدم إيش ؟ نبي وليس برسول .
ثانيا : رقم اثنين أن نوحا عليه السلام هو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض .
ثالثا : أن إدريس ليس قبل نوح ، بل هو من بعده لأنه يلزم من قولنا أن نوحا هو أول الرسل ، أن يكون إدريس بعده وهذا لا شك فيه ،أحببت أنبه على هذا لئلا يغتر بعض الناس ، بما يوجد في كتب التاريخ ، التي ليس لها في الغالب ، ليس لها زمام ولا إسناد صحيح ، هذا في الغالب .
وإلا فمن المعلوم أن التاريخ منه ما هو صحيح يكاد أن يكون مقطوعا به ، ومنه ما دون ذلك ومنه ما هوضعيف جدا ، ومنه ما هو لا أصل له أبداً .
(( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ )) لباسا يواري أي يغطي ، سواءتكم أي عوراتكم ، وهذا اللباس الضروري الذي يحتاجه كل إنسان ، وريشا هذا لباس الجمال ، لأن لباس الناس ينقسم إلى قسمين : منه ما هو ضروري ، ومنه ما هو كمالي ما هو ضروري ؟ الضروري : ما يواري به الإنسان عورته ، سواء من قطن أو من صوف أو من جلود أو من غير ذلك .
وأما الكمالي : هو لباس الجمال والزينة ، يعني هذا زائد على اللباس الضروري ، وكلاهما من نعم الله عز وجل ، بل كلاهما من آيات الله كما قال تعالى : (( ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )).
1 - تفسير قوله تعالى من سورة الأعراف :" يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ". أستمع حفظ
الكلام على اللباس : أولا : حكم اللباس مع ذكر الدليل .
الشيخ : والأصل في اللباس ، الأصل في اللباس أنه حلال ، أن جميع الألبسة حلال ، هذا هو الأصل إلا ما دل الدليل على تحريمه ، فإذا قال لنا قائل ما دليلكم على أن الأصل في اللباس هو الحل والإباحة ؟ قلنا : دليلنا قول الله تعالى : (( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً )) .
كل ما في الأرض فهو لنا حلال ، إلا ما حرم الله ، وقوله تبارك وتعالى : (( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ )) وعلى هذا فالمحرم منصوص عليه مبين ، وما عداه فإنه إيش ؟ فإنه مباح .
ولهذا لو قال لك قائل هذا الثوب حرام ماذا تقول له ؟ أقول ما دليلك ؟ الأصل أن كل الألبسة حلال ، أنزل الله علينا لباسا يواري سوءاتنا ، ولباسا ريشا جمالا وزينة .
ولكن هناك محرمات من الألبسة محرمات لعينها ومحرمات لوصفها ومحرمات لكسبها .
الأقسام ثلاثة : محرمات لعينها ، ومحرمات لكسبها ، ومحرمات لوصفها .
كل ما في الأرض فهو لنا حلال ، إلا ما حرم الله ، وقوله تبارك وتعالى : (( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ )) وعلى هذا فالمحرم منصوص عليه مبين ، وما عداه فإنه إيش ؟ فإنه مباح .
ولهذا لو قال لك قائل هذا الثوب حرام ماذا تقول له ؟ أقول ما دليلك ؟ الأصل أن كل الألبسة حلال ، أنزل الله علينا لباسا يواري سوءاتنا ، ولباسا ريشا جمالا وزينة .
ولكن هناك محرمات من الألبسة محرمات لعينها ومحرمات لوصفها ومحرمات لكسبها .
الأقسام ثلاثة : محرمات لعينها ، ومحرمات لكسبها ، ومحرمات لوصفها .
ثانيا : لبس الذهب والحرير للرجال.
الشيخ : المحرم لعينه هو الذي يحرم لباسه على كل حال ، كلباس الذهب للرجل ، ولهذا نقول لا يحل للرجل أن يلبس خاتما من ذهب ، فإن فعل فقدوضع في يده نارا ، ولا يحل للرجل أن يتقلد قلادة ذهب ، ولا يحل للرجل أن يكسو أسنانه ذهبا إلا عند الضرورة .
إذن الذهب محرم على الرجال ، أه ؟ ، لعينه ولا لوصفه ؟
الطالب : لعينه .
الشيخ : لعينه ، لا يحل للرجل أن يلبس ذهبا أبداً ، ولكن لو فرض أن هناك لباسا فيه خط من الذهب ،كما يوجد في بعض المشالح تعرفون المشالح ؟ يوجد فيها خياطة بأسلاك فيها ذهب ، فهذا من العلماء من رخص فيه ، ومن العلماء من منعه وقال : " إن الذهب مطلقا سواء كان تابعا أم غير تابع حرام على الرجال " وهذا لا شك أنه أحوط ، لكن القطع بتحريمه يحتاج إلى دليل بيّن .
الحرير ، الحرير الطبيعي ، وليس الصناعي حرام على من ؟ حرام على الرجال ، حرام ، يحرم على الرجل أن يلبس حريرا ، والتحريم هنا لعينه أو لوصفه أو لكسبه ؟
الطالب : لعينه .
الشيخ : لعينه ، لا يجوز للرجل أن يلبس ثوبا من حرير ، لكن المراد الحرير الطبيعي ، الذي يخرج من دود القز ، الحرير الصناعي ليس حراما على الرجل ، لكن قد يحرم لكونه ذريعة لشيء محرم ، لو أن شابا وسيما يعني جميلا لبس ثياب حرير صناعي ، هل نقول إن هذا جائز له أو لأ ؟ .
أنا أقول لأ ، لا يجوز مع أنه حرير صناعي ، لكن لا شك أن الشاب الجميل إذا لبسه سيكون ذلك فتنة ، يفتتن به الناس ، ويتأذى هو أول من يتأذى ، لأن السفهاء سوف يلاحقونه ويضايقونه ، فلا تقل إن هذا الحرير الصناعي جائز ، وإذا كان جائزا فليلبسه من شاء من رجال وشباب نقول لأ ، إذا كان لبسه يؤدي إلى فتنة فهو إيش ؟ حرام تحريم الذرائع لا تحريم المقاصد ، أي : لأنه ذريعة إلى إيش ؟ إلى الفتنة ، وما كان ذريعة إلى الفتنة فإنه ممنوع .
إذن الذهب محرم على الرجال ، أه ؟ ، لعينه ولا لوصفه ؟
الطالب : لعينه .
الشيخ : لعينه ، لا يحل للرجل أن يلبس ذهبا أبداً ، ولكن لو فرض أن هناك لباسا فيه خط من الذهب ،كما يوجد في بعض المشالح تعرفون المشالح ؟ يوجد فيها خياطة بأسلاك فيها ذهب ، فهذا من العلماء من رخص فيه ، ومن العلماء من منعه وقال : " إن الذهب مطلقا سواء كان تابعا أم غير تابع حرام على الرجال " وهذا لا شك أنه أحوط ، لكن القطع بتحريمه يحتاج إلى دليل بيّن .
الحرير ، الحرير الطبيعي ، وليس الصناعي حرام على من ؟ حرام على الرجال ، حرام ، يحرم على الرجل أن يلبس حريرا ، والتحريم هنا لعينه أو لوصفه أو لكسبه ؟
الطالب : لعينه .
الشيخ : لعينه ، لا يجوز للرجل أن يلبس ثوبا من حرير ، لكن المراد الحرير الطبيعي ، الذي يخرج من دود القز ، الحرير الصناعي ليس حراما على الرجل ، لكن قد يحرم لكونه ذريعة لشيء محرم ، لو أن شابا وسيما يعني جميلا لبس ثياب حرير صناعي ، هل نقول إن هذا جائز له أو لأ ؟ .
أنا أقول لأ ، لا يجوز مع أنه حرير صناعي ، لكن لا شك أن الشاب الجميل إذا لبسه سيكون ذلك فتنة ، يفتتن به الناس ، ويتأذى هو أول من يتأذى ، لأن السفهاء سوف يلاحقونه ويضايقونه ، فلا تقل إن هذا الحرير الصناعي جائز ، وإذا كان جائزا فليلبسه من شاء من رجال وشباب نقول لأ ، إذا كان لبسه يؤدي إلى فتنة فهو إيش ؟ حرام تحريم الذرائع لا تحريم المقاصد ، أي : لأنه ذريعة إلى إيش ؟ إلى الفتنة ، وما كان ذريعة إلى الفتنة فإنه ممنوع .
ثالثا : حكم إسبال الثياب .
الشيخ : اللباس النازل عن الكعب حرام ، حرام على الرجال دون النساء ، لماذا كان حراما على الرجال دون النساء ؟ لأن النساء يحتجن إلى ستر أقدامهن ، ولذلك كان لباس المرأة أن يكون نازلا إلى القدم ، واستمع إلى قول الله تعالى : (( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) .
فإن هذا يدل على أن المرأة لا بد تلبس ثوبا إلى أسفل البدن . والتي تخفي من زينتها في رجلها هو إيش هو ؟ الخلخال طوق تلبسه في ساقها ويكون له صوت عند الضرب بالرجل ، فنهى الله عز وجل أن تضرب المرأة برجلها ليعلم ما تخفي من زينتها ؟ وهذا دليل على دفع الوهم الذي سنبيه إن شاء الله تعالى فيما توهمه بعض النساء الجاهلات ، طيب .
إذن الثوب النازل عن الكعب بالنسبة للرجال حرام ، لكن هل هو لعينه أو لوصفه ؟
الطالب : لوصفه .
الشيخ : لوصفه ، لوصفه ، فلو لبس الرجل ثوبا من قطن أو ثوبا من صوف نازلا عن الكعب ، كان ذلك حراما ليش ؟ الأخ إي نعم أنت ؟ .
الطالب : لوصفه .
الشيخ : لوصفه ، يعني لأنه زائد عمّ أحل الله تمام ، هذا حرام بل هو من كبائر الذّنوب وأسفا للرجال ذوي العقول ، أن يلعب بهم الشيطان ، فيلبسوا ثيابا نازلة عن الكعب ، ومن العجب في هذا الزمان أن الرجال الذين يقولون إنهم مثقفون . ينزّلون الثياب إلى أسفل من الكعب ، وأن النساء اللاتي يدعين أنهن مثقفات يرفعن الثياب ! يعني انعكست القضية ، نسأل الله ألا يقلب أحوالنا إلى أسوأ ، المهم أنه لا يجوز للرجل أن يلبس ثوبا ينزل عن إيش ؟
الطالب : عن الكعبين .
الشيخ : عن الكعبين .
فإن هذا يدل على أن المرأة لا بد تلبس ثوبا إلى أسفل البدن . والتي تخفي من زينتها في رجلها هو إيش هو ؟ الخلخال طوق تلبسه في ساقها ويكون له صوت عند الضرب بالرجل ، فنهى الله عز وجل أن تضرب المرأة برجلها ليعلم ما تخفي من زينتها ؟ وهذا دليل على دفع الوهم الذي سنبيه إن شاء الله تعالى فيما توهمه بعض النساء الجاهلات ، طيب .
إذن الثوب النازل عن الكعب بالنسبة للرجال حرام ، لكن هل هو لعينه أو لوصفه ؟
الطالب : لوصفه .
الشيخ : لوصفه ، لوصفه ، فلو لبس الرجل ثوبا من قطن أو ثوبا من صوف نازلا عن الكعب ، كان ذلك حراما ليش ؟ الأخ إي نعم أنت ؟ .
الطالب : لوصفه .
الشيخ : لوصفه ، يعني لأنه زائد عمّ أحل الله تمام ، هذا حرام بل هو من كبائر الذّنوب وأسفا للرجال ذوي العقول ، أن يلعب بهم الشيطان ، فيلبسوا ثيابا نازلة عن الكعب ، ومن العجب في هذا الزمان أن الرجال الذين يقولون إنهم مثقفون . ينزّلون الثياب إلى أسفل من الكعب ، وأن النساء اللاتي يدعين أنهن مثقفات يرفعن الثياب ! يعني انعكست القضية ، نسأل الله ألا يقلب أحوالنا إلى أسوأ ، المهم أنه لا يجوز للرجل أن يلبس ثوبا ينزل عن إيش ؟
الطالب : عن الكعبين .
الشيخ : عن الكعبين .
بيان الأدلة على تحريم إسبال الثياب تحت الكعب مع الرد على المخالفين في ذلك .
الشيخ : الدليل ؟ هل يعني أسألكم هل أطالب بالدليل إذا قلت إن هذا حرام ؟ لأن الأصل الإباحة ، فلا بد من دليل .
الدليل : استمع إليه ، قول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ، ما أسفل من الكعبين ففي النار .
هذا الخبر من الصادق المصدوق عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، هل يراد به التحذير ؟ أو يراد به الإخبار المجرد ؟ أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : التحذير .
الشيخ : التحذير لا شك إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لم يقل هذا إلا ليحذرنا ، كما قال في الذين توضؤوا ، وأخلوا بواجب غسل الرجل نادى بأعلى صوته وقال : ( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ ) يقول هذا الذي نزّل ثوبه إلى كعبه يقول : " أنا لم أفعله خيلاء " فيقال :
الحديث عام ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ولم يقيده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإن قال : إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ ) وقال : ( ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ،
ـ قال له أبو ذر من هم يا رسول الله خابوا وخسروا ـ ؟ قال : الْمُسْبِلُ ، وَالْمَنَّانُ ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ) .
الشاهد من هذا الحديث قوله : ( الْمُسْبِلُ ) هذا صحيح مطلق ، يقيد بما إذا كان مسبلا خيلاء ، أما إذا أسبل لغير الخيلاء فنقول : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) يعني : إذا أسبل لغير الخيلاء أتى الحديث الآخر وهو : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ولا يمكن أبداً أن يقال إن قوله : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) مقيد بقوله ( خُيَلاَءَ ) وذلك لاختلاف العملين ، واختلاف الحكمين ، والدليلان إذا اختلفا في الحكم ، واختلفا في العمل ، لا يمكن أن يقيد أحدهما بالآخر .
يقول بعض الناس : أليس أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لما سمع بالحديث قال : " يا رسوا لله إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي عليّ حتى أَتَعَاهَدَه " فَقَالَ له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ ) إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ ، لماذا ؟
لأن أبا بكر يقول : يسترخي علي إلا أن اتعاهده ، فكان إذا استرخى رفعه ، والذي يسترخي إزاره ثم ينزل إلى ما دون الكعبين ثم يرفعه لم يصنعه خيلاء .
لكن هل هؤلاء الذين يسبلون ثيابهم هل هي تسترخي عليهم ، إلا أن يتعاهدوها أجب يا أخ ؟ الأخ أجب ، هه ، طيب ، استرح ،
الجواب : لأ ، ليست تسترخي عليهم حتى يتعاهدوها لكنهم يتعمدون أن تسترخي ، يقولون للخياط : نزل الثوب حتى يسحب على الأرض ، فنقول لهؤلاء أنتم صنعتموه خيلاء ، وإلا ما الذي أوجب لكم أن تزيدوه على الكعبين ، مع أن في ذلك نقصا في المال فإنه كلما طال الثوب كثرت القيمة ، وفيه أيضا عرضة لكون الثوب يتقطع أسفله من حك الأرض ، وفيه عرضة لكون الثوب يتوسخ أسفله إذا انجر على الأرض أليس كذلك ؟ .
ولهذا استمع إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
الدليل : استمع إليه ، قول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ، ما أسفل من الكعبين ففي النار .
هذا الخبر من الصادق المصدوق عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، هل يراد به التحذير ؟ أو يراد به الإخبار المجرد ؟ أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : التحذير .
الشيخ : التحذير لا شك إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لم يقل هذا إلا ليحذرنا ، كما قال في الذين توضؤوا ، وأخلوا بواجب غسل الرجل نادى بأعلى صوته وقال : ( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ ) يقول هذا الذي نزّل ثوبه إلى كعبه يقول : " أنا لم أفعله خيلاء " فيقال :
الحديث عام ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ولم يقيده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإن قال : إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ ) وقال : ( ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ،
ـ قال له أبو ذر من هم يا رسول الله خابوا وخسروا ـ ؟ قال : الْمُسْبِلُ ، وَالْمَنَّانُ ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ) .
الشاهد من هذا الحديث قوله : ( الْمُسْبِلُ ) هذا صحيح مطلق ، يقيد بما إذا كان مسبلا خيلاء ، أما إذا أسبل لغير الخيلاء فنقول : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) يعني : إذا أسبل لغير الخيلاء أتى الحديث الآخر وهو : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) ولا يمكن أبداً أن يقال إن قوله : ( مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ ) مقيد بقوله ( خُيَلاَءَ ) وذلك لاختلاف العملين ، واختلاف الحكمين ، والدليلان إذا اختلفا في الحكم ، واختلفا في العمل ، لا يمكن أن يقيد أحدهما بالآخر .
يقول بعض الناس : أليس أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لما سمع بالحديث قال : " يا رسوا لله إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي عليّ حتى أَتَعَاهَدَه " فَقَالَ له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ ) إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلاَءَ ، لماذا ؟
لأن أبا بكر يقول : يسترخي علي إلا أن اتعاهده ، فكان إذا استرخى رفعه ، والذي يسترخي إزاره ثم ينزل إلى ما دون الكعبين ثم يرفعه لم يصنعه خيلاء .
لكن هل هؤلاء الذين يسبلون ثيابهم هل هي تسترخي عليهم ، إلا أن يتعاهدوها أجب يا أخ ؟ الأخ أجب ، هه ، طيب ، استرح ،
الجواب : لأ ، ليست تسترخي عليهم حتى يتعاهدوها لكنهم يتعمدون أن تسترخي ، يقولون للخياط : نزل الثوب حتى يسحب على الأرض ، فنقول لهؤلاء أنتم صنعتموه خيلاء ، وإلا ما الذي أوجب لكم أن تزيدوه على الكعبين ، مع أن في ذلك نقصا في المال فإنه كلما طال الثوب كثرت القيمة ، وفيه أيضا عرضة لكون الثوب يتقطع أسفله من حك الأرض ، وفيه عرضة لكون الثوب يتوسخ أسفله إذا انجر على الأرض أليس كذلك ؟ .
ولهذا استمع إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ذكر قصة استشهاد عمر رضي الله عنه .
الشيخ : عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشهد ، وله قصة عجيبة استشهد وهو قائم يصلي في مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإن أبا لؤلؤة المجوسيَ غلام المغيرة بن شعبة ، كان يتحين الفرص لقتل هذا الخليفة الراشد .
لأن الله أزال ملك الفرس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فحقدوا عليه ، حقدوا عليه ، فكان هذا الغلام يتحين الفرص ليقتل هذا الرجل الذي أباد ملكهم ، فانتهز الفرصة وأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قائم يصلي صلاة الفجر ، فطعنه بخنجر له جهتان من أجل أن يتخلص إذا لحلقه الناس ، فكان معه الخنجر فطعن عمر رضي الله عنه ، ولما لحقه الناس جعل يقول في الخنجر كذا وكذا إذا قال كذا إيش ؟ طعن أحدا وإذا قال كذا ؟ طعن أحداً ، فألقى عليه بعض الصحابة بساطا حتى أدركه فقُتل .
أما عمر رضي الله عنه ، فإنه حمل إلى بيته وبقي ثلاثة أيام وتوفي ، لكن له قصة عجيبة كان يقول رضي الله عنه : " اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك " فكان الناس يتعجبون من هذا الدعاء ، كيف يدعو بهذا الدعاء ! استشهاده في سبيل الله ، وموت في بلد رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
لأن المدينة إذ ذاك بلد آمن ، وليس حوله حروب ، فكيف يدعو هذا الدعاء الذي ظاهره اعتداء في الدعاء ، ولكن الله تعالى قيض له الشهادة في بلد الرسول ، ومات في بلد الرسول رضي الله عنه ، لأنه قتل مظلوما لا من أجل المال ، ولا من أجل الدار ، ولكن من أجل الجهاد في سبيل الله ، فيكون بذلك شهيدا ، لأن هذا الغلام الخبيث ما قتله لأنه عمر بن الخطاب ، قتله لأنه مجاهد بجنوده قد ذل عرش الإمبراطورية الفارسية فأجاب الله دعوته .
قصصت هذه القصة لسبب ، أتاه شاب من الأنصار وهو في بيته مطعونا كما يأتيه الناس يؤبنونه يقولون : إن رسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو عنك راضي ، ويطمئنونه ويسلونه لكنه رضي الله عنه يقول : " وددت أني أخرج منها - أي من الدنيا - لا علي ولا لي " هذا وهو الذي فتح الفتوحات يخاف على نفسه ، ونحن آمنون نسأل الله ألا يجعلنا ممن أمن مكر الله .
هذا الشاب جاءه مع الناس فلما انصرف ، وإذا إزاره يضرب الأرض فناداه عمر وهو في هذه الحال الحرجة ، وقال له : " يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك ، وأبقى لثوبك " الله أكبر ، رضي الله عن عمر أتقى لربك ، وأبقى لثوبك ، أتقى لربك لأنك إذا نزلت الثوب إلى أسفل فهذه معصية لله مجانبة للتقوى ، فإذا رفعته فقد إيش ؟ اتقيت الله ، وأبقى لثوبك لأن الثوب إذا نزل على الأرض أكلته الأرض ، وإذا ارتفع سلم فذكر فيه فائدتين : الفائدة الأولى دينية ، والفائدة الثانية دنيوية .
أعود مرة ثانية ، لحكم إسبال الرجال لثيابهم فأقول : إنه من كبائر الذنوب ، وكبائر الذنوب لا تكفرها الصلاة ، ولا الصدقة ولا الصيام ولا الحج ، كبائر الذنوب لا يكفرها إلا التوبة ، والتوبة أن يقلع الإنسان عن الذنب ، ولا يكفي أن يقول اللهم اغفر لي ، لو قال : اللهم اغفر لي وهو يمارس الذنب ، لكان هذا الدعاء شبيها بالاستهزاء .
لأن الله أزال ملك الفرس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فحقدوا عليه ، حقدوا عليه ، فكان هذا الغلام يتحين الفرص ليقتل هذا الرجل الذي أباد ملكهم ، فانتهز الفرصة وأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قائم يصلي صلاة الفجر ، فطعنه بخنجر له جهتان من أجل أن يتخلص إذا لحلقه الناس ، فكان معه الخنجر فطعن عمر رضي الله عنه ، ولما لحقه الناس جعل يقول في الخنجر كذا وكذا إذا قال كذا إيش ؟ طعن أحدا وإذا قال كذا ؟ طعن أحداً ، فألقى عليه بعض الصحابة بساطا حتى أدركه فقُتل .
أما عمر رضي الله عنه ، فإنه حمل إلى بيته وبقي ثلاثة أيام وتوفي ، لكن له قصة عجيبة كان يقول رضي الله عنه : " اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك " فكان الناس يتعجبون من هذا الدعاء ، كيف يدعو بهذا الدعاء ! استشهاده في سبيل الله ، وموت في بلد رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
لأن المدينة إذ ذاك بلد آمن ، وليس حوله حروب ، فكيف يدعو هذا الدعاء الذي ظاهره اعتداء في الدعاء ، ولكن الله تعالى قيض له الشهادة في بلد الرسول ، ومات في بلد الرسول رضي الله عنه ، لأنه قتل مظلوما لا من أجل المال ، ولا من أجل الدار ، ولكن من أجل الجهاد في سبيل الله ، فيكون بذلك شهيدا ، لأن هذا الغلام الخبيث ما قتله لأنه عمر بن الخطاب ، قتله لأنه مجاهد بجنوده قد ذل عرش الإمبراطورية الفارسية فأجاب الله دعوته .
قصصت هذه القصة لسبب ، أتاه شاب من الأنصار وهو في بيته مطعونا كما يأتيه الناس يؤبنونه يقولون : إن رسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو عنك راضي ، ويطمئنونه ويسلونه لكنه رضي الله عنه يقول : " وددت أني أخرج منها - أي من الدنيا - لا علي ولا لي " هذا وهو الذي فتح الفتوحات يخاف على نفسه ، ونحن آمنون نسأل الله ألا يجعلنا ممن أمن مكر الله .
هذا الشاب جاءه مع الناس فلما انصرف ، وإذا إزاره يضرب الأرض فناداه عمر وهو في هذه الحال الحرجة ، وقال له : " يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك ، وأبقى لثوبك " الله أكبر ، رضي الله عن عمر أتقى لربك ، وأبقى لثوبك ، أتقى لربك لأنك إذا نزلت الثوب إلى أسفل فهذه معصية لله مجانبة للتقوى ، فإذا رفعته فقد إيش ؟ اتقيت الله ، وأبقى لثوبك لأن الثوب إذا نزل على الأرض أكلته الأرض ، وإذا ارتفع سلم فذكر فيه فائدتين : الفائدة الأولى دينية ، والفائدة الثانية دنيوية .
أعود مرة ثانية ، لحكم إسبال الرجال لثيابهم فأقول : إنه من كبائر الذنوب ، وكبائر الذنوب لا تكفرها الصلاة ، ولا الصدقة ولا الصيام ولا الحج ، كبائر الذنوب لا يكفرها إلا التوبة ، والتوبة أن يقلع الإنسان عن الذنب ، ولا يكفي أن يقول اللهم اغفر لي ، لو قال : اللهم اغفر لي وهو يمارس الذنب ، لكان هذا الدعاء شبيها بالاستهزاء .
نصيحة من الشيخ للمسبيلين لثيابهم أن يرفعوا ثيابهم .
الشيخ : ولذلك أدعو إخواني الذين ، ابتلوا بتنزيل ثيابهم إلى أسفل من الكعبين ، أدعوهم إلى تقوى الله عز وجل ، وأن يشكروا الله على نعمه وأن يلبسوا لباس التقوى فهو خير ، وأن يرفعوا ثيابهم إلى ما فوق الكعب .
ولكن هل يجب أن يكون إلى نصف الساق فما فوق أو لا يجب ؟ لا يجب ، لأن حديث أبي بكر الذي سقناه آنفا ، يدل على أن إزار أبي بكر نازل عن نصف الساق ، ولا شك أن الرسول يشاهده صباحا ومساء ، ولم يقل له ارفعه إلى نصف الساق ، فالرفع إلى نصف الساق ليس بواجب ، بل الأمر واسع من نصف الساق إلى إيش ؟ إلى الكعبين لكن لا ينزل عن الكعبين ، سواء كان ثوبا أو سروالا أو مشلحا ، بقي .
ولكن هل يجب أن يكون إلى نصف الساق فما فوق أو لا يجب ؟ لا يجب ، لأن حديث أبي بكر الذي سقناه آنفا ، يدل على أن إزار أبي بكر نازل عن نصف الساق ، ولا شك أن الرسول يشاهده صباحا ومساء ، ولم يقل له ارفعه إلى نصف الساق ، فالرفع إلى نصف الساق ليس بواجب ، بل الأمر واسع من نصف الساق إلى إيش ؟ إلى الكعبين لكن لا ينزل عن الكعبين ، سواء كان ثوبا أو سروالا أو مشلحا ، بقي .
رابعا :حكم لبس الثياب المغصوبة .
الشيخ : بقي عندنا القسم الثالث من الثياب ، وهو : المحرم لكسبه مثاله : رجل سرق ثوب إنسان نظيفا ، جديدا لا يبلغ الكعبين فلبسه الثوب في حد ذاته حلال مباح ، لا لعينه ولا لوصفه ، لكنه حرام لكسبه لأنه مسروق ، أنه مسروق .
فتبين لنا الآن بهذا التفريق ، أن الأصل في اللباس أجيبوا ؟ الحل والإباحة ، وأن من قال لك هذا حرام فقل أين الدليل ؟ وتبين أن من المحرمات في اللباس ، ما هو محرم لعينه مثاله :
ثياب الحرير للرجال ، لباس الذهب للرجال ، ومحرم لوصفه نعم محرم لوصفه كأن ينزل ثوب الرجل عن الكعبين ، ومحرم لكسبه كالثوب المسروق ، طيب .
فتبين لنا الآن بهذا التفريق ، أن الأصل في اللباس أجيبوا ؟ الحل والإباحة ، وأن من قال لك هذا حرام فقل أين الدليل ؟ وتبين أن من المحرمات في اللباس ، ما هو محرم لعينه مثاله :
ثياب الحرير للرجال ، لباس الذهب للرجال ، ومحرم لوصفه نعم محرم لوصفه كأن ينزل ثوب الرجل عن الكعبين ، ومحرم لكسبه كالثوب المسروق ، طيب .
خامسا : حكم لبس ثياب الشهرة .
الشيخ : لباس الإنسان خلاف ما يلبسه الناس ، هل هو حرام ولا غير حرام ؟ نقول هو منهي عنه ، منهي عنه لا شك ، لكن هذا النهي للتحريم أو للكراهة ؟ محل نظر .
لو أن أحدا من الناس السعوديين ، خرج علينا بإزار ورداء وعمامة ، ماذا نقول ؟ نقول هذا منهي عنه ، منهي عنه ! كيف منهي عنه ؟ هذا لباس الصحابة ، الصحابة يلبسون إزارا ورداء وعمامة ، نقول :نعم الصحابة يلبسون ذلك لأنه هو المعتاد عندهم ، ولا يشتهر الواحد منهم بلباس ذلك .
لكن عندنا الآن في السعودية ، لو أن أحدا لبس هذا لكان لباس شهرة ، وقد جاء النهي عن لباس الشهرة فنقول لا تلبسها هذا ليش ؟ لأن هذا شهرة تشتهر به ، لو أن رجلا من المشايخ العلماء الكبار ، خرج إلىينا ببنطلون نعم ، في السعودية ، نعم ، وحتى برا السعودية ،المهم خرج ببنطلون وكرفتة ، هل يكون هذا اللباس ، لباس شهرة أو لا ؟ يُنهى عنه ، لأن هذا ليس معتادا ، فيكون لباس شهرة .
ولو خرج به أي بهذا اللباس مهندس في بلد يلبسه المهندسون ، قلنا هذا لا بأس به ، وليس فيه نهي ، أفهمتم الآن ؟ طيب .
إذن لباس الشهرة منهي عنه ، لا لعينه ولا لوصفه ولا لكسبه ، ولكن للخروج عن العادة ، للخروج عن العادة .
لو أن أحدا من الناس السعوديين ، خرج علينا بإزار ورداء وعمامة ، ماذا نقول ؟ نقول هذا منهي عنه ، منهي عنه ! كيف منهي عنه ؟ هذا لباس الصحابة ، الصحابة يلبسون إزارا ورداء وعمامة ، نقول :نعم الصحابة يلبسون ذلك لأنه هو المعتاد عندهم ، ولا يشتهر الواحد منهم بلباس ذلك .
لكن عندنا الآن في السعودية ، لو أن أحدا لبس هذا لكان لباس شهرة ، وقد جاء النهي عن لباس الشهرة فنقول لا تلبسها هذا ليش ؟ لأن هذا شهرة تشتهر به ، لو أن رجلا من المشايخ العلماء الكبار ، خرج إلىينا ببنطلون نعم ، في السعودية ، نعم ، وحتى برا السعودية ،المهم خرج ببنطلون وكرفتة ، هل يكون هذا اللباس ، لباس شهرة أو لا ؟ يُنهى عنه ، لأن هذا ليس معتادا ، فيكون لباس شهرة .
ولو خرج به أي بهذا اللباس مهندس في بلد يلبسه المهندسون ، قلنا هذا لا بأس به ، وليس فيه نهي ، أفهمتم الآن ؟ طيب .
إذن لباس الشهرة منهي عنه ، لا لعينه ولا لوصفه ولا لكسبه ، ولكن للخروج عن العادة ، للخروج عن العادة .
تفسير قوله تعالى :" يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون " وذكر بيان حد العورة بالنسبة للذكر والأنثى .
الشيخ : طيب (( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً )) ماذا قلنا معنى الريش ؟ لباس الزينة ، ثم ذكر الله تعالى نوعا ثالثا من اللباس ، وهو لباس التقوى أي لباس تقوى الله عز وجل ... بطاعة الله تبارك وتعالى ظاهرا وباطنا ، لأنه إذا فعل ذلك فقد توقّى النار بهذا العمل الصالح .
عودة إلى قوله : (( يُوارِي سَوْآتِكُمْ )) ، قلنا السوءات جمع سوأة وهي العورة فما هي العورة ؟ .
نقول : أما بالنسبة للرجال فهي ما بين السرة والركبة ، هذه العورة ، ما بين السرة والركبة ، وهذا باعتبار النظر ، لا باعتبار الصلاة ، الصلاة لها لباس خاص ، لكن باعتبار النظر ، ما بين السرة والركبة ، ولهذا لو دخل علينا ليس عليه إلا إزار ، هل نقول هذا الرجل كشف عورته أو لا ؟ نعم ، لأ ، ليس كاشفا لعورته .
ولهذا جاء في حديث سهل بن سعد ، في : ( قصة المرأة التي وهبت نفسها للرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، امرأة جاءت إلى النَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فقالت : " يَا رَسُولَ اللَّه ِ، إِنِّي وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ " امرأة تجي للرسول تقول : " وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ " يجوز هذا ولا ما يجوز ؟ يجوز .
ولهذا لم ينكر عليها عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، ولكن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لم يكن له بها حاجة ، فلم يقبل الهبة .
لما أطالت القيام ، قام رجل من الصحابة وقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ " َ، زوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ ، انظر كيف فقه الصحابة ، ما قال زوجنيها وأطلق ، لاحتمال أن يكون له بها حاجة فقال : " إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ " قال : ـ طيب ـ ويش ؟ " تُصْدِقُهَا " لأنه ما فيه نكاح إلا بصداق ، النكاح بلا صداق ، هو الهبة ، والهبة ممنوعة ، إلا للرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ٌ، قال : " ماذا تُصْدِقُهَا " ؟ .
قال يا رسول الله : " إزاري " قال سهل ، سهل بن سعد راوي الحديث : " ليس عليه رداء " ، الرجل ما عليه رداء ! عليه إزار ، معناه : أن أعلى بدنه ؟ عار قال : " إزاري " قال النَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " إزارك ؟ إِنْ أَعْطَيْتَهَ إياها بقيت بلا إزار ،! وإن أبقيته عليك بقيت بلا صداق ، ما يمكن ، دور ، ذهب الرجل قال : " ما وجدت " .
قال : " الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " خاتم من حديد ، ذهب الرجل ما وجد ، ولا خاتما من حديد ، لأن الرجل فقير قال له : " هَلْ مَعَكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ " ؟ قَالَ : " نَعَمْ سُورَةُ كَذَا وكَذَا " ، قال : ززَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْهَا ") فزوجه إياها بماذا ؟ بأن يعلمها ما معه من القرآن فتزوجها الرجل .
الشاهد من هذا الحديث هو : أن الرجل عورته بالنسبة للنظر ما بين السرة والركبة .
بقينا المرأة ، المرأة قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ تَنْظُرِ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ ) ولكن المرأة لباسها غير لباس الرجل ، لباس المرأة يكون ساترا ، من كفها في اليد ، إلى كعبها في الرجل ، لا بد من هذا ، لأن هذا لباس نساء الصحابة ، وكما سمعتم قبل قليل أن الله قال : (( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ )) إيش ؟ (( لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) ، وهذا يدل دلالة واضحة ، على أن ثياب النساء تكون إلى ، إيش ؟ إلى القدم وهو كذلك ، كما حكى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ، من أن لباس نساء الصحابة من الكف إلى الكعب .
وأما ما توهمه بعض الناس من رجال أو نساء ، من أن المرأة كالرجل في اللباس ، وأنه كما يجوز للرجل أن يخرج بإزار ، يجوز للمرأة أن تخرج بإزار ، فهذا من أبعد الأقوال ، وأبطل الأقوال أيضا ، نعم المرأة إذا كان عليها ثياب ضافية ، ثم نظرت أختها إلى ثديها ، وهي ترضع طفلها فهذا لا بأس به .
لكن كون نقول إن المرأة يجوز أن تلبس لباسا ، يستر ما بين السرة والركبة ، فهذا قول باطل ، وما علمنا أحدا يستسيغ أن تخرج المرأة ليس عليها إلا ما يستر ما بين السرة والركبة ، إلا الكافرين الذين زين الشيطان لهم الكفر بالله عز وجل .
ولذلك يجب أن نفهم النصوص على مراد الله ورسوله ، لا على أهوائنا ، ـ ولو اتبع ـ يقول الله عز وجل : (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ )) نستمر في الآية (( وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ )) .
أي : هذا اللباس الذي أنزله الله من آيات الله ، ولو شاء الله لحرمنا هذا للباس ، ولكنه لرحمته أنزله علينا لعلهم يذكرون ، لعلهم ، الضمير يعود على من ؟ على بني آدم يذكرون يتعظون ، كيف هذا الاتعاظ استمع يا أخي .
لولا هذا اللباس لبقيت العورات بادية ، إذن نحن محتاجون للباس الحسي أنتم معنا ؟ لولا هذا اللباس لبقيت عوراتنا عارية ، إذن نحن محتاجون لهذا اللباس الحسي ، فكما أننا محتاجون لهذا اللباس الحسي فنحن محتاجون للباس المعنوي ما هو ؟ لباس التقوى ، فكأن الله يقول لبني آدم : انتبهوا ، أنتم محتاجون إلى ستر العورات ، العورات الحسية ، فأنتم محتاجون إلى ستر العورات المعنوية من باب أولى .
ولذلك قال بعض الذين يعبرون الرؤيا : " إذا رأيت الرجل في المنام عاريا ، فإنه قليل التقوى لله " قليل التقوى لله ، لأن التقوى لباس ساتر ، وهو خير من اللباس الحسي .
لذلك يجب أن نتذكر ، غير بني آدم لهم ما يستر عوراتهم ، من الريش والصوف والوبر والزعانف وغيرها ، لأنها ليست محتاجة للتذكر ، لكن بني آدم محتاجون للتذكر ، ولذلك ذكرهم الله ـ كما أنكم ـ بما معناه ، كما أنكم محتاجون للباس الحسي فأنتم محتاجون للباس المعنوي .
عودة إلى قوله : (( يُوارِي سَوْآتِكُمْ )) ، قلنا السوءات جمع سوأة وهي العورة فما هي العورة ؟ .
نقول : أما بالنسبة للرجال فهي ما بين السرة والركبة ، هذه العورة ، ما بين السرة والركبة ، وهذا باعتبار النظر ، لا باعتبار الصلاة ، الصلاة لها لباس خاص ، لكن باعتبار النظر ، ما بين السرة والركبة ، ولهذا لو دخل علينا ليس عليه إلا إزار ، هل نقول هذا الرجل كشف عورته أو لا ؟ نعم ، لأ ، ليس كاشفا لعورته .
ولهذا جاء في حديث سهل بن سعد ، في : ( قصة المرأة التي وهبت نفسها للرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، امرأة جاءت إلى النَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فقالت : " يَا رَسُولَ اللَّه ِ، إِنِّي وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ " امرأة تجي للرسول تقول : " وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ " يجوز هذا ولا ما يجوز ؟ يجوز .
ولهذا لم ينكر عليها عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، ولكن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لم يكن له بها حاجة ، فلم يقبل الهبة .
لما أطالت القيام ، قام رجل من الصحابة وقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ " َ، زوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ ، انظر كيف فقه الصحابة ، ما قال زوجنيها وأطلق ، لاحتمال أن يكون له بها حاجة فقال : " إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ " قال : ـ طيب ـ ويش ؟ " تُصْدِقُهَا " لأنه ما فيه نكاح إلا بصداق ، النكاح بلا صداق ، هو الهبة ، والهبة ممنوعة ، إلا للرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ٌ، قال : " ماذا تُصْدِقُهَا " ؟ .
قال يا رسول الله : " إزاري " قال سهل ، سهل بن سعد راوي الحديث : " ليس عليه رداء " ، الرجل ما عليه رداء ! عليه إزار ، معناه : أن أعلى بدنه ؟ عار قال : " إزاري " قال النَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " إزارك ؟ إِنْ أَعْطَيْتَهَ إياها بقيت بلا إزار ،! وإن أبقيته عليك بقيت بلا صداق ، ما يمكن ، دور ، ذهب الرجل قال : " ما وجدت " .
قال : " الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " خاتم من حديد ، ذهب الرجل ما وجد ، ولا خاتما من حديد ، لأن الرجل فقير قال له : " هَلْ مَعَكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ " ؟ قَالَ : " نَعَمْ سُورَةُ كَذَا وكَذَا " ، قال : ززَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْهَا ") فزوجه إياها بماذا ؟ بأن يعلمها ما معه من القرآن فتزوجها الرجل .
الشاهد من هذا الحديث هو : أن الرجل عورته بالنسبة للنظر ما بين السرة والركبة .
بقينا المرأة ، المرأة قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ تَنْظُرِ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ ) ولكن المرأة لباسها غير لباس الرجل ، لباس المرأة يكون ساترا ، من كفها في اليد ، إلى كعبها في الرجل ، لا بد من هذا ، لأن هذا لباس نساء الصحابة ، وكما سمعتم قبل قليل أن الله قال : (( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ )) إيش ؟ (( لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) ، وهذا يدل دلالة واضحة ، على أن ثياب النساء تكون إلى ، إيش ؟ إلى القدم وهو كذلك ، كما حكى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ، من أن لباس نساء الصحابة من الكف إلى الكعب .
وأما ما توهمه بعض الناس من رجال أو نساء ، من أن المرأة كالرجل في اللباس ، وأنه كما يجوز للرجل أن يخرج بإزار ، يجوز للمرأة أن تخرج بإزار ، فهذا من أبعد الأقوال ، وأبطل الأقوال أيضا ، نعم المرأة إذا كان عليها ثياب ضافية ، ثم نظرت أختها إلى ثديها ، وهي ترضع طفلها فهذا لا بأس به .
لكن كون نقول إن المرأة يجوز أن تلبس لباسا ، يستر ما بين السرة والركبة ، فهذا قول باطل ، وما علمنا أحدا يستسيغ أن تخرج المرأة ليس عليها إلا ما يستر ما بين السرة والركبة ، إلا الكافرين الذين زين الشيطان لهم الكفر بالله عز وجل .
ولذلك يجب أن نفهم النصوص على مراد الله ورسوله ، لا على أهوائنا ، ـ ولو اتبع ـ يقول الله عز وجل : (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ )) نستمر في الآية (( وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ )) .
أي : هذا اللباس الذي أنزله الله من آيات الله ، ولو شاء الله لحرمنا هذا للباس ، ولكنه لرحمته أنزله علينا لعلهم يذكرون ، لعلهم ، الضمير يعود على من ؟ على بني آدم يذكرون يتعظون ، كيف هذا الاتعاظ استمع يا أخي .
لولا هذا اللباس لبقيت العورات بادية ، إذن نحن محتاجون للباس الحسي أنتم معنا ؟ لولا هذا اللباس لبقيت عوراتنا عارية ، إذن نحن محتاجون لهذا اللباس الحسي ، فكما أننا محتاجون لهذا اللباس الحسي فنحن محتاجون للباس المعنوي ما هو ؟ لباس التقوى ، فكأن الله يقول لبني آدم : انتبهوا ، أنتم محتاجون إلى ستر العورات ، العورات الحسية ، فأنتم محتاجون إلى ستر العورات المعنوية من باب أولى .
ولذلك قال بعض الذين يعبرون الرؤيا : " إذا رأيت الرجل في المنام عاريا ، فإنه قليل التقوى لله " قليل التقوى لله ، لأن التقوى لباس ساتر ، وهو خير من اللباس الحسي .
لذلك يجب أن نتذكر ، غير بني آدم لهم ما يستر عوراتهم ، من الريش والصوف والوبر والزعانف وغيرها ، لأنها ليست محتاجة للتذكر ، لكن بني آدم محتاجون للتذكر ، ولذلك ذكرهم الله ـ كما أنكم ـ بما معناه ، كما أنكم محتاجون للباس الحسي فأنتم محتاجون للباس المعنوي .
10 - تفسير قوله تعالى :" يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون " وذكر بيان حد العورة بالنسبة للذكر والأنثى . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى :" قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ".
الشيخ : ذكرنا أن الأصل في اللباس الحل ، هل ينكر على من قال هذا الباس حرام بلا دليل ؟ جماعة ؟ ينكر عليه ؟ ننكر عليه ولا نقول هذا حلال ننكر عليه ، لأن الله أنكر عليه ، أنكر عليه في قوله : (( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ )) .
وهذا الاستفهام ، استفهام إنكار ، فينكر على من قال إن هذا اللباس حرام إلا بدليل ، (( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ )) ، أنت تمنع فضل الله على عباد الله ، حتى تحرمه عليهم .
(( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )) هي ، الضمير يعود على الزينة (( هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) انتبه لهذه القيود (( لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا )) يتمتعون بها ، أي بالزينة (( خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) أي لا يلحقهم عليها عقاب .
وفي هذه الآية دليل على أن ثياب الكفار يلحقهم عليها عقاب ، ولو كانت مما أحله الله لأنه قال : (( هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )) ، (( خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) هي للذين كفروا ، لكنها ليست ، ليست خالصة ،يعاقبون عليها يوم القيامة .
فلو فرضنا أن رجلين أحدهما مسلم ، والثاني كافر ولباسهما واحد ، لباس من القطن أو الصوف كان الكافر يعاقب على هذا اللباس ، والمسلم لا يعاقب ، نعم لأن الله قال : (( هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) إذن غير الذين آمنوا ، إيش ؟ غير خالصة لهم ، بل يعاقبون عليها ، زد على ذلك المسلم يأكل ويشرب حلالا طيبا ليس عليه عقوبة ، الكافر يأكل ويعاقب على أكله ، يأكل ويعاقب على أكله .
لعلكم تستغربون هذا الأمر ، في رجلان واحد مسلم ، وواحد كافر كل واحد معه تفاحة يأكلها ، المسلم ليس عليه شيء ، والكافر يعاقب ، يعاقب على أكل التفاح ؟ نعم ، إيش الدليل ؟ استمع للدليل (( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا )) ، (( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا )) ، إذن الذين ليسوا بمؤمنين ولا عملوا الصالحات ، عليهم جناح أو ليس عليهم جناح ؟ .
فالكافر لا يرفع لقمة إلى فمه إلا عوقب عليها ، ولا يشرب جرعة من ماء إلا عوقب عليها ، لهذه الآية ، ثم إن العقل يقتضي هذا كيف يمكن أن تتنعم بنعم الخالق عز وجل وتعصي أمره ؟ أنا لو وضعت هدية لأولادي ، قلت : هذه للذي يطيع منكم ، أحدهم أطاع وصار بحسب ما أمروه به ، والثاني تمرد ، هل يليق أن الثاني الذي تمرد يأكل من هذه الهدية أو لا ؟ لا يليق .
فالشرع والعقل يدل على أن تمتع الكافر بما رزقه الله ، يعاقب عليه في الآخرة .
والحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ونسال الله أن يثبتنا إلى الممات هذه من الفوائد العظيمة التي يتمتع بها المسلم ، ويحرم منها الكافر .
إذا جاء وقت اللي ، هه ، مر ، يعني جاء وقت الدرس هه ، طيب نقتصر يا إخواني ، واعذرونا عن بقية االكلام عن الآيات لنأخذ الدرس في " عمدة الأحكام " .
نعم حديث فاطمة بنت قيس اقرأه ، عشان يسمعوا الذين لم يحضروا أمس يسمعون اليوم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
( عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة وهو غائب ، وفي رواية طلقها ثلاثا ، فأرسل إليها وكيله بشعير ، فسخطته فقال : " والله ما لك علينا من شيء " ، فجاءت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكرت ذلك له فقال : لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِمْ نَفَقَةٌ وفي لفظ : َولاَ سُكْنَى فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ) .
وهذا الاستفهام ، استفهام إنكار ، فينكر على من قال إن هذا اللباس حرام إلا بدليل ، (( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ )) ، أنت تمنع فضل الله على عباد الله ، حتى تحرمه عليهم .
(( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )) هي ، الضمير يعود على الزينة (( هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) انتبه لهذه القيود (( لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا )) يتمتعون بها ، أي بالزينة (( خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) أي لا يلحقهم عليها عقاب .
وفي هذه الآية دليل على أن ثياب الكفار يلحقهم عليها عقاب ، ولو كانت مما أحله الله لأنه قال : (( هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا )) ، (( خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) هي للذين كفروا ، لكنها ليست ، ليست خالصة ،يعاقبون عليها يوم القيامة .
فلو فرضنا أن رجلين أحدهما مسلم ، والثاني كافر ولباسهما واحد ، لباس من القطن أو الصوف كان الكافر يعاقب على هذا اللباس ، والمسلم لا يعاقب ، نعم لأن الله قال : (( هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ )) إذن غير الذين آمنوا ، إيش ؟ غير خالصة لهم ، بل يعاقبون عليها ، زد على ذلك المسلم يأكل ويشرب حلالا طيبا ليس عليه عقوبة ، الكافر يأكل ويعاقب على أكله ، يأكل ويعاقب على أكله .
لعلكم تستغربون هذا الأمر ، في رجلان واحد مسلم ، وواحد كافر كل واحد معه تفاحة يأكلها ، المسلم ليس عليه شيء ، والكافر يعاقب ، يعاقب على أكل التفاح ؟ نعم ، إيش الدليل ؟ استمع للدليل (( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا )) ، (( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا )) ، إذن الذين ليسوا بمؤمنين ولا عملوا الصالحات ، عليهم جناح أو ليس عليهم جناح ؟ .
فالكافر لا يرفع لقمة إلى فمه إلا عوقب عليها ، ولا يشرب جرعة من ماء إلا عوقب عليها ، لهذه الآية ، ثم إن العقل يقتضي هذا كيف يمكن أن تتنعم بنعم الخالق عز وجل وتعصي أمره ؟ أنا لو وضعت هدية لأولادي ، قلت : هذه للذي يطيع منكم ، أحدهم أطاع وصار بحسب ما أمروه به ، والثاني تمرد ، هل يليق أن الثاني الذي تمرد يأكل من هذه الهدية أو لا ؟ لا يليق .
فالشرع والعقل يدل على أن تمتع الكافر بما رزقه الله ، يعاقب عليه في الآخرة .
والحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ونسال الله أن يثبتنا إلى الممات هذه من الفوائد العظيمة التي يتمتع بها المسلم ، ويحرم منها الكافر .
إذا جاء وقت اللي ، هه ، مر ، يعني جاء وقت الدرس هه ، طيب نقتصر يا إخواني ، واعذرونا عن بقية االكلام عن الآيات لنأخذ الدرس في " عمدة الأحكام " .
نعم حديث فاطمة بنت قيس اقرأه ، عشان يسمعوا الذين لم يحضروا أمس يسمعون اليوم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
( عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، أن أبا عمرو بن حفص طلقها ألبتة وهو غائب ، وفي رواية طلقها ثلاثا ، فأرسل إليها وكيله بشعير ، فسخطته فقال : " والله ما لك علينا من شيء " ، فجاءت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكرت ذلك له فقال : لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِمْ نَفَقَةٌ وفي لفظ : َولاَ سُكْنَى فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ) .
اضيفت في - 2006-04-10