تفسير قوله تعالى من سورة التكوير :" فلا أقسم بالخنس . الجوار الكنس . ...".
وعلى هذا فنقول (( فَلا أُقْسِمُ ))كلمة لا ، لإيش ؟ للتنبيه والجملة ثبوتية ، وليست سلبية يعني ليست للنفي ولكنها للإثبات ، (( أُقْسِمُ )) الفاعل هو الله عز وجل ، لأن القرآن كلام الله (( بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ )) ، هذه من أوصاف النجوم لأن بعض النجوم تجده وتشاهده يتراجع ، تجد هذا النجم في هذا اليوم مقارنا لنجم آخر في اليوم الثاني أو بعد أسبوع مثلا ، تجده تأخر عنه من الذي جعله - اجلس اجلس يا أخي استريحوا - من الذي جعله مقارنا أولا ، ثم رجع ثانيا ؟ أجيبوا من ؟ الله عز وجل ، لو اجتمع الخلق كلهم على أن يقدموا أو يؤخروا نجما واحدا ما استطاعوا ، إذا الذي خلق هذه الجواري والذي جعها تكنس أو تخنس هو الله عز وجل .
تفسير قوله تعالى من سورة التكوير :"والليل إذا عسعس . والصبح إذا تنفس ".
فإذا قلنا الليل إذا عسعس بمعنى أدبر صار الإقسام بأول النهار وآخر النهار ، صار الإقسام بأول النهار وأول النهار ، إذا قلنا عسعس بمعنى أدبر ، صار الإقسام في قوله : (( والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس )) صار وقت الإقسام واحدا ، لأنه إذا تنفس الصبح أدبر الليل .
وإذا قلنا الليل إذا عسعس أقبل والصبح إذا تنفس ، صار وقت الإقسام مختلفا ، يكون إقساما بإقبال الليل وإقساما بلإقبال النهار ، فأيهما أولى : أن يكون القسم شاملا لأول الليل وآخره ، أو يكون خاصا بآخر الليل ، لا شك أن المعنى الأول أصح .
وعلى هذا فنقول والليل إذا عسعس أي إذا أقبل ، والصبح إذا تنفس أي إذا أقبل أيضا فيكون الإقسام بزمنين (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )) نعم ، هذا جواب القسم ، لكن نريد أن نسأل كيف جاز القسم بهذه المخلوقات (( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ )) كيف جاز القسم بهذه المخلوقات مع أن القسم لا يجوز إلا بالله تبارك وتعالى بأسماءه أو صفاته ، الأخ ، لا هذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : تمام ـ استرح ـ نقول ليس لنا أن نحكم على الله ، لأن الحكم لمن ؟ لله ، أما نحن لا نحكم على الله له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، ولكن اعلم أن إقسام الله بالمخلوقات يدل على عظمة هذه المخلوقات ، لأن القسم لا يكون إلا بمعظم .
ولهذا لو أردنا أن نعرف ما هو القسم أو ما هو اليمين ؟ لقلنا : تأكيد الشيء ـ هذا معنى اليمين والقسم ـ " تأكيد الشيء بذكر معظم على صفة مخصوصة " انتبه ، تعريف القسم ما هو ؟ ما تعريف القسم ، " تأكيد الشيء بذكر معظم على صفة مخصوصة " طيب ، إذا هذه المخلوقات ، أقسم الله تعالى بها ، لأنها دالة على عظمته وكمال سلطانه تبارك وتعالى .
تفسير قوله تعالى :" إنه لقول رسول كريم . ذي قوة عند ذي العرش مكين . مطاع ثم أمين ".
قال العلماء : (( مِرَّةٍ )) بمعني ، هيئة حسنة ، وجبريل عليه الصلاة والسلام أعظم الملائكة رآه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، على خلقته التي هو عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق ، تعالى الله ستمائة جناح سد الأفق ، رآه عى هيئته التي خلق عليها مرتين ، مرة عند غار حراء ، ومرة عند سدرة المنتهى كما قال تعالى : (( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى )) طيب (( لَقَوْلُ رَسُولٍ )) ما المراد بالرسول ؟ من ؟ جبريل عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
ولهذا قال : ((ذِي قُوَّةٍ )) يعني أنه صاحب قوة عند ذي العرش أي عند صاحب العرش ، ومن هو صاحب العرش ؟ الله عز وجل (( مَكِينٍ )) أي ذو مكانة وشرف (( مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ )) أي أنه يطاع في ذلك المكان ، لأن جبريل عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هو الرسول حتى للملائكة ، كما جاء في الحديث الصحيح :
( إِنَّ اللَّهَ تَعَالى إِذَا أَحَبَ شَخصاً ، نادى جِبْرِيلَ ، إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّه ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، سبحان الله أحب فلانا ، يعينه الله عز وجل أجيبوا ؟ نعم يعينه الله ، يقول أنا أحب فلان ويسميه ، فأحبه ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثم يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي الملائكة ـ ملائكة السَّمَاءِ ـ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ " ، فيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، وثم يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ فَيُحِبُّهُ أهل الأَرْضِ ) اللهم اجعلنا من أحبابك طيب إذا (( مُطاعٍ ثَمَّ )) أي أن جبريل عليه السلام يطاع هناك لأن الله يرسله إلى الملائكة بهذا الإرسال (( أَمِينٍ )) أي ذو أمانة لا يخون الأمانة أبدا ، فوصفه الله تعالى بأوصاف ، منها القوة والأمانة ـ انتبه يا أخ ـ القوة والأمانة وهما الركنان الأساسيان في إتقان الأشياء ، أرجو الانتباه إنقان الأشياء لا بد فيه من أمرين : القوة وإيش ؟ والأمانة فإن عدمت القوة ، لم تكن الأشياء على ما ينبغي وإن عدمت الأمانة فكذلك .
ولهذا جاء في الآية الأخرى (( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ )) وقال عفريت من الجن (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ )) كل الأشياء لا تتم إلا بالوصفين ، قلهما ؟
الطالب : ... .
الشيخ : القوة والأمانة تمام ، أضرب لكم مثلا ، هذا إنسان أودع عند شخص مليون ريال ، كم المليون من ألف أسألكم ؟ ألف ألف ، مليون ريال قال يا فلان هذا وديعة عندك قال : طيب الرجل هذا أمين في غاية الأمانة لا يمكن أن يأخذ منه ريالا واحدا ، لكنه ضعيف تأتي اللصوص وتأخذ وتمشي ، وهو يقول اللصوص يا رجل اتق الله لا تأخذ من المال هذا ليس لك ، واللص ما هو بسائل يأمره بتقوى الله لكنه يزيد في الأخذ هذا هل يتقن العمل ؟ أجيبوا
الطالب : لا .
الشيخ : لماذا ؟ لأنه ضعيف لا يستطيع أن يدافع .
رجل آخر : وضع عنده مليون ريال وهو قوي جدا ، قوي ، لا يمكن أحدا أن يمشي حول هذا المليون ، لكنه خائن هو نفسه يأخذ من المليون ويشتري به حوائج لنفسه ، هل يمكن أن يتقن العمل ، وهو حفظ هذا المال أو لا يمكن لماذا ؟ لأنه غير أمين .
جبريل عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، قوي أمين ، إذا ما أرسله الله به من الوحي محفوظ ولا غير محفوظ ؟ محفوظ لا شك لأن جبريل قوي ولأنه أمين ، لا يمكن أن يزيد ولا ينقص ولا يقدم ولا يؤخر ، لأنه أمين (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ )) هذا وصف الرسول الأول الذي أرسله الله بالقرآن إلى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استمع إلى وصف .
تفسير قوله تعالى :" وما صاحبكم بمجنون . ولقد رءاه بالأفق المبين . وما هو على الغيب بضنين . وما هو بقول شيطان رجيم ".
فإن قال قائل كيف أقسم الله تعالى على نفي الجنون عن محمد عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وهذا أمر معلوم ؟ قلنا لدفع هذه الدعوى الكاذبة الخبيثة ، ما هي الدعوى ؟ أنه مجنون فنفى الله ذلك (( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ )) وتأمل كيف قال : (( وَما صاحِبُكُمْ )) للتنويه بعدوانهم واستكبارهم ، لأنه إذا كان صاحبهم فالواجب أن يكونوا أول مؤمن به لأنهم يعلمونه ، والعجب يا إخواني أن مُحَمَّدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كان يعرف عند قريش بالأمين متى ؟ قبل أن يبعث ، فلما بعث صار كاذبا ساحرا شاعرا مجنونا ، وما أشبه ذلك لأنهم مستكبرون عن الحق والعياذ بالله .
(( وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ )) إذا الإقسام هنا على أن هذا القرآن قول رسول كريم ومن المراد بالرسول هنا ؟ الأخ إي نعم ، الرسول الملكي أو البشري ؟ إيش يقول ؟ هه ، لا لا إنه لقول رسول ، هل المراد الرسول الملكي أو البشري ؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب صح ، وهو أجيبوا ؟ وهو جبريل ، استمع إلى آية أخرى ((فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )) مثل هذه الآية (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ))
هنا أقسم بأنه قول رسول كريم ليس بقول شاعر ، فمن المراد بالرسول هنا الملكي أو البشري ؟ البشري المراد بذلك الرسول البشري ، ومن هو ؟ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهنا يسأل السائل يقول كيف يكون كلاما واحدا منسوبا لاثنين ؟ كيف يكون كلاما واحدا منسوبا لاثنين ، نقول نعم هو منسوب لاثنين باعتبار التبليغ ، لا باعتبار الإنشاء ، لأن الإنشاء لا يمكن أن يكون كلاما واحدا من اثنين أبدا ، لكن في التبليغ يمكن أن يضاف الكلام إلى من بلغه ولو كانوا ألفا ، فهنا نقول : نسبة القرآن إلى جبريل نسبة تبليغ ، نسبته إلى محمد ؟ أجيبوا يا جماعة ؟
الطالب : نسبة تبليغ .
الشيخ : نعم نسبة تبليغ ، فجبريل بلغه مُحَمَّدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من عند الله ُ، ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بلغه أمته واضح الكلام ولا لأ ؟ .
إذا الإشكال كيف يكون الكلام الواحد منسوبا لاثنين هذا الإشكال ؟
الجواب : هذا باعتبار إيش؟ باعتبار التبليغ إذا المنشئ لهذا القول غير الاثنين ، ما دمنا نقول إن نسبته للرسول الملكي والرسول البشري نسبة تبليغ ، فمن الذي قاله أولا ؟ الله عز وجل ، الله عز وجل ، ولهذا قال الله تعالى : (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ )) ، ولهذا نقول إن القرآن كلام الله ،القرآن كلام الله .
4 - تفسير قوله تعالى :" وما صاحبكم بمجنون . ولقد رءاه بالأفق المبين . وما هو على الغيب بضنين . وما هو بقول شيطان رجيم ". أستمع حفظ
بيان أن القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق والرد على من خالف في ذلك من أهل البدع والضلال .
نخلص من هذا إلى أن القرآن كلام الله ، وهل هو كلام الله بمعنى أنه قاله في نفسه ، ثم خلق أصواتا سمعها جبريل ، ونقلها إلى محمد ، أو نقول هو كلامه باللفظ والمعنى الثاني ولا الأول ؟ الثاني يتعين لأن القول بالنفس لا يطلق اسم قول إلا مقيدا ، كما قال تعالى : (( وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ )) .
أما إذا أطلق القول فإن المراد به اللفظ ، وعلى هذا فيكون القرآن كلام الله لفظه ومعناه ، طيب ، هل هو مخلوق أو غير مخلوق ؟ ، هل هو مخلوق أو غير مخلوق ؟ أنت توافقهم ولا تفراقهم ؟ غير مخلوق طيب ، إذا قال قائل : هل القرآن شيء ، ولا غير شيء ؟ نعم أسألكم هل القرآن شيء ولا غير شيء ؟ شيء ، (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) إذا يكون القرآن .
الطالب : غير مخلوق .
الشيخ : لالا ، غلط هذا غلط ، ماهو صحيح هذا ، قولك غير مخلوق ، وأنت تقول القرآن شيء ، والله يقول : (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) ثم تقول القرآن غير مخلوق ، ألست تقول إنه شيء ؟ أنت طيب إذا كان شيء ، لماذا لا يدخل في العموم (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) هو يقول كلام الله ، لكن هو مخلوق .
المهم نقول : (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) ، نسأل هذا الذي أورد علينا هذا الإسشكال ، وقال إذا كان القرآن شيئا و (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) ، والنتيجة أن القرآن مخلوق ، نقول له ، هل تقول إن الله شيء ؟ فسيقول نعم قال الله تعالى : (( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ )) .
وقال البخاري رحمه الله على هذه الآية : " فسمى الله نفسه شيئا " إذا كنت تقول : " إن الله شيء " ، يلزمك أن يكون الله خلق نفسه ،! لأن الله قال : (( اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )) .
وعلى هذا فنقول : لا دلالة في هذه الآية على أن القرآن مخلوق ، أو على أن كلام الله مخلوق أبداً ، لأن الكلام صفة المتكلم ولا لأ ؟ الكلام صفة المتكلم ، وإذا كان الذي تكلم بهذا اللفظ هو الخالق ، لزم أن يكون كلامه غير مخلوق ، لأن الخالق غير المخلوق ، فصفات الخالق كلها غير مخلوقة ، كما أنه نفسه عز وجل هو الخالق وانتبهوا .
قال قوم : " إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه " هو المعنى القائم بنفسه ، وليس المسموع ، إنما مسموع أصوات خلقها الله لتعبر عما في نفسه ، وليست كلام الله ، كلام الله هو المعنى القائم بالنفس ، والمسموع أصوات خلقها الله لتعبر عما في نفسه ، انتبهوا يا جماعة .
وقال آخرون : " بل كلام الله هو هذا القرآن المسموع ، لكنه مخلوق من الأصل ، وليس هذا القرآن عبارة عن كلام الله ، بل هو كلام الله إلا أنه مخلوق " هذان قولان مشهوران ومعروفان في كتب أهل العلم .
والفتنة التي جرت على الإمام أحمد رحمه الله هي نفس هذه المسألة ، هل القرآن مخلوق ولا غير مخلوق ؟ فعندنا الآن ثلاثة أقوال :
أولا : " أن القرآن كلام الله باللفظ والمعنى وهو غير مخلوق " . طيب
ثانيا : " أن القرآن مخلوق ، وكلام هو المعنى القائم بنفسه ، لكن خلق أصواتا سمعها جبريل " ، فألقاها إلى الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
القول الثالث : " أن القرآن مخلوق من الأصل كما خلقت السماوات والأرض " .
فما هو القول الصواب ؟ الأول ، والقولان الآخران متفقان في الحقيقة ، لأن كلا منهم أي من القائلين بذلك وبهذا وبذاك ، متفقون على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق ، لكن الذين قالوا : " إن الكلام هو المعنى القائم بالنفس " قالوا : " هو عبارة عن كلام الله " ، والآخرون صاروا أشجع منهم قالوا : " هو كلام الله " وأولئك قالوا : " إنه عبارة " وكلا القولين باطل ؟
والصواب أن الله سبحانه وتعالى يتكلم ، نفسه سبحانه وتعالى بكلام مسموع ، سمعه جبريل وألقاه إلى قلب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وسمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلام الله ، ليلة المعراج وسمع موسى كلام الله حين أوحى إليه ؟
وهذا لا إشكال فيه ، ولولا هذه البدع التي حدثت بعد عصر الصحابة ، أو في آخر عصر الصحابة ، ما كان الإنسان يخطر بباله أن يقال : إن الله لا يتكلم ،! وإنما كلامه هو المعنى القائم بنفسه !وما سمع فإنما هو حروف وأصوات خلقها الله ، لتعبر عما في نفسه .
هذا لا يمكن أن يقوله إنسان على فطرته ، لكن دخلت الأهواء والبدع فانتشر هذا القول ، لكنه قول باطل بلا شك .
وانتشر القول الآخر الذي قال : " إن كل كلام الله مخلوق " ونحن نقول : " كلام الله تعالى صفة من صفاته ، وصفاته تعالى غير مخلوقة " كما أنه هو الخالق ، " وصفة الموصوف كالموصوف " ، فصفة المخلوق مخلوقة ، صفة المخلوق ؟ مخلوقة ،كلامي أنا وكلامك أنت وكلام الثاني والثالث مخلوق ، لأنه صفتي وصفتك وصفة المخلوق مخلوقة ، وصفة الخالق إيش ؟ غير مخلوقة .
هذه عقيدتنا التي نحيا عليها ونموت عليها إن شاء الله تعالى ، ونلقى بها ربنا ، ولا أدري عن هؤلاء المبتدعة الذين قالوا " إن الكلام هو المعنى القائم بالنفس ، وما سمع فهو المخلوق " ،! لا أدري كيف يواجهون الله يوم القيامة ؟ وكذلك الذين قالوا : " إن القرآن مخلوق " لا أدري ماذا يواجهون الله به ، وهو كلامه .
الخلاصة الآن ينسب القرآن إلى الله إيش ؟ ابتداءً وإنشاءً ، وينسب إلى جبريل تبليغا إلى من ؟ إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، وينسب إلى الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيش ؟ تبليغا إلى من ؟ إلى الأمة .
هذا هو عقيدتنا ونسأل الله تعالى أن يحينا عليها وأن يميتنا عليها ، ونسأل الله أن يهدي من ضل عنها إلى الصراط المستقيم ، وإلى هنا ينتهي الكلام على ما سمعنا من الآيات ، وأرجو الله أن ينفع به من سمعه ومن بلغه .
5 - بيان أن القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق والرد على من خالف في ذلك من أهل البدع والضلال . أستمع حفظ
المناقشة حول حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما طلق وزوجته وهي حائض من كتاب عمدة الأحكام .
الطالب : خطأ ، بن عمر .
الشيخ : خطأ ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، حين طلق زوجته وهي حائض ، فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فتغيظ منه ، وبين أن هذا الطلاق لغير العدة ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )) والحاضر منكم درس الأمس نسأله ما هو الطلاق المباح ؟ تفضل .
الطالب : إذا كان في طهر لم يجامعها فيه أو كانت حاملا .
الشيخ : إذا كان في طهر لم يجامعها فيه أو كانت حاملا ، بارك الله فيك جيد ، وما هو الطلاق المحرم ؟ الأخ .
الطالب : أن يطلقها وهي حائض .
الشيخ : أن يطلقها وهي حائض ، هه والثاني ؟
الطالب : أو يطلقها في طهر جامعها فيه .
الشيخ : أو يطلقها في طهر جامعها فيه ، بارك الله فيك ـ تمام ـ
وإذا وقع الطلاق في طهر جامع فيه أو في الحيض ، فهل يقع أو لا يقع ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لأ ، تمام استرح ، هذا القول هو قول جمهور الأمة وعلماءها وأئمتها ، ومنهم الأئمة الأربعة مالك والشافعي ، أحمد بن حنبل ، أبي حنيفة ، طيب هؤلاء كلهم يقولون : إن الطلاق إذا كان حراما وقع ويستدلون ، بحديث ابن عمر ومن العلماء .
ومن العلماء ، وهم قلة قليلة جدا بالنسبة للآخرين ، من يقول إن الطلاق في الحيض أو في طهر جامع فيه لا يقع ، أيهما أصح ؟ عندي : هو الثاني ، لكني ذكرت لكم أن جمهور الأمة والأئمة على أنه يقع ، حتى لا تتهاونوا في هذا الأمر ، أصبح الإنسان الآن ، أصبح الناس إذا طلقوا ثم ندم جاء يقول : إنه يقول أنه طلقها في طهر جامع فيه علشان إيش ؟ علشان نقول لا يقع ، فيذهب متيم ،! نعم لأنه لم يقع طلاقه ، وهذا غلط يعني :
حتى لو تجاسرنا وأفتيناه بأن طلاقه غير واقع ، فليعلم أنه قد خالف في ذلك قول جمهور الأمة ، وأنه لو رجع إليها والطلاق غير رجعي فإنما يطؤها وطئا حراما ، يعني لو كانت هذه الطلقة آخر ثلاث تطليقات ثم رجع إليها إذا قلنا إنه لا يقع ، فإنه يطؤها عند جمهور الأمة والأئمة وطئا حراما ، فالمسألة خطيرة والتلاعب بالطلاق لا ينبغي أبدا .
ولهذا قد يحسن لأهل الفتوى ، إذا رأوا الناس قد تكالبوا في هذا الأمر وتهاونوا فيه ، أن يقولوا إنه واقع ، ويمنعوهم من الرجوع ،كما منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الرجوع ، فيمن طلق ثلاثا أن يرجع ، منعه من الرجوع إلى زوجته ، لما رأى الناس تتايعوا فيه وكثر فيه .
في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، ذكرنا أن فيها دلالة على جواز التوكيل في العلم إبلاغا أو سؤالا فمن أين يؤخذ ? نعم هذا يحتمل أن ابنه ، نعم نعم استرح .
على كل حال دلالة الحديث على أنه يجوز أن توكل شخصا يسأل عنك ، ليست بصريحة ، لكن هناك دليل آخر صريح وهو حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " كنت رجلا مذاء " ـ أي :كثير المذي ـ فاستحييت أن أسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرت المقداد بن الأسود فسأله ، فهذا توكيل في إيش ؟ في السؤال عن العلم .
6 - المناقشة حول حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما طلق وزوجته وهي حائض من كتاب عمدة الأحكام . أستمع حفظ
مسألة : إذا كانت المرأة لا تحيض فهل يجوز طلاقها بعد الوطء ؟.
الجواب : نعم يجوز لماذا ؟ لأن المرأة التي لا تحيض عدتها بالأشهر ، لا بالحيض ، فمن حين أن يطلقها تشرع في العدة فيكون قد طلقها لعدتها ـ انتبه يا أخ ـ إذا يستثنى من قولنا : "في طهر لم يجامعها فيه " من لا تحيض ، فإنه يجوز أن يطلقها ولو طلقها قبل أن يغتسل من الجنابة ، ما بالكم أشكل عليكم هذا الأمر ؟ نعم ، هو لا إشكال فيه لأنه قلنا في طهر جامعنا فيه ، معناها أن المرأة هذه لها طهر ولها حيض .
أما إذا كانت ليس لها حيض كالآيسة ، فله أن يطلقها ولو قبل أن يغتسل من جماعها ليش ؟ لأن عدتها بالأشهر فهي من حين أن يطلقها تشرع في العدة ، فيكون فقد طلقها لعدتها .
مثال ذلك مثلا : امرأة شابة استئصل رحمها لمرض كان فيه ، ولنقل أن فيه السرطان فقرر الأطباء قطع الرحم فقطع ، وبقيت مع زوجها هل تحيض وهي ليس لها رحم ؟ يا إخواني سؤال هل تحيض المرأة وليس لها رحم ؟
الطالب : لا لا .
الشيخ : لا تحيض أبدا ، هذا الرجل أعني زوج هذه المرأة ، طلقها وقد جامعها يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز ليش ؟ لأن عدتها بالأشهر ، ثلاثة أشهر ، فهي تشرع في العدة من حين الطلاق .
مثال آخر رجل عنده زوجة كبيرة في السن ، قد يئست من المحيض وجف رحمها ، فطلقها بعد جماعها يجوز أو لا يجوز ؟ يجوز ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يجوز ليش ؟ لأن عدتها بالأشهر فهي من حين أن يطلقها تشرع في العدة ، فيكون قد طلقها لعدتها ، طيب رجل عنده امرأة حامل قد جامعها فطلقها بعد الجماع مباشرة يجوز أو لا يجوز ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يجوز لماذا ؟ لأن عدة الحامل بوضع الحمل ، فهي من حين أن يطلقها تشرع في العدة ، فيكون قد طلقها لعدتها . نعم هات الحديث اللي بعده .
إعادة شرح حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب وفي رواية : طلقها ثلاثا فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله مالك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنينى قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد فكرهته ثم قال انكحى أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت" .
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
( عن فاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها ، أن أبا عمرو بن حفص " طلقها ألبتة " وهو غائب ، وفي رواية طلقها ثلاثا ، فأرسل إليها وكيلَه .
الشيخ : وكيلُه .
القارئ : وكيلُه بشعير ، فسخطته فقال : " والله ما لك علينا من شيء " ، فجاءت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكرت ذلك له فقال : لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ ، وفي لفظ : َولاَ سُكْنَى فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ، ثُمَّ قَالَ تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي ، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي ، قالت : فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، فَكَرِهْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ،! فَنَكَحْتُهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ خَيْرًا ، وَاغْتَبَطْتُ بِهِ ) .
الشيخ : نعم هذه فاطمة بنت قيس رضي الله عنها كان لها زوج ، ذهب إلى اليمن ، وكان قد طلقها مرتين ، فبعث إليها بطلاقها الثالث ، والطلاق الثلاث تبين به المرأة ، وتنفصل عن زوجها ، وليس لها نفقة على زوجها فأرسل إليها وكيله بشعير ، والشعير معروف ولا غير معروف ؟ الشعير ما هو تفضل نعم .
الطالب : نوع من النباتات يقتاته الناس كالقمح .
الشيخ : نوع من النباتات يقتاته الناس كالقمح تمام ، هذا أحسن شيء ، ولو قلت إن الشعير معروف كفى ، لأن الناس كلهم يعرفون الشعير .
المهم أرسل إليها بشعير فسخطته يعني تريد البر ، لأن البر أحسن من الشعير فقال لها الوكيل : " ليس لك علينا سوى ذلك " لأنها قد بانت من زوجها ، والبائن ليس لها نفقة ، إلا أن تكون حاملا فلها النفقة للحمل ثم الحديث ، نعم فسخطته .
القارئ : فسخطته ... بس اعطني هه ، نعم .
الشيخ : فقال لها الوكيل : " والله ما لك علينا من شيء " ، " والله ما لك علينا من شيء " ، وأقسم لها دون أن تستحلفه ، حتى يقطع باب المراجعة ، حتى لا تراجعه مرة أخرى ، " والله ما لك علينا من شيء " وأضاف هذا إلى نفسه ، ولم يقول ما لك على زوجك لأنه وكيله ، والوكيل قائم مقام الموكل ، نعم .
تقول : إنها ذكرت ذلك رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، " فأخبرها ألا شيء لها " لماذا ؟ لأنها بائن والبائن ليس لها نفقة ، إلا أن تكون حاملا طيب .
ثم إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تعتد في بيت أم شريك وبعد أن أمرها بذلك تذكر وقال : ( تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي ) أي يكثرون الدخول عليها وأنت معتدة ثم قال : ( اعْتَدِّي في بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ) وكان ابن أم مكتوم رجلا أعمى ، وما عمله بالنسبة لمسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عمله ؟
الطالب : مؤذن .
الشيخ : مؤذن نعم ( فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى ، تَضَعِينَ ثِيَابَكِ عِنْدَهُ ) والمراد بالثياب هنا ، الثياب الذي تستر به المرأة عن الرجال ، والرجل الأعمى لا بأس أن تكشف المرأة وجهها عنده ، ورأسها ورقبتها ويديها ورجليها ، لأنه أعمى لا يبصر ، وأمرها إذا انتهت العدة أن تخبره ، فلما انتهت عدتها خطبها ثلاثة من الرجال ، الأول : معاوية والثاني : أبو جهم ، والثالث : أسامة بن زيد .
الأول : معاوية بن أبي سفيان الذي كان خليفة للمسلمين ، والثاني : أبو جهم ، والثالث : أسامة بن زيد أسامة بن زيد مولى ، أبوه كان عبدا للنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فأعتقه خطبها الثلاثة فاستشارت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تتزوج ؟ فوصف الثلاثة لها قال : ( وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ ، لا مَالَ لَهُ ) يعني : أنه فقير ما عنده مال ، وإذا لم يكن عنده مال كيف ينفق عليك ، ستتعبين معه وهذا قاله قبل أن يكون معاوية خليفة ، لما كان خليفة صار ، عنده مال ولا ما عنده مال ؟ عنده مال ، طيب .
( وأَمَّا أَبُو جَهْمٍ ، فَلاَ يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ ) عصاه دائم على كتفه يعني إيش ؟ قيل : إن المعنى أنه كثير الأسفار ، لأن المسافر يحتاج إلى عصا ليضرب البعير ، حتى تمشي كما ينبغي ، وقيل : المعنى أنه ضراب للنساء ، عصاه على عاتقه إذا خالفته امرأته ، في أي مخالفة فالعصا قريب ، يضربها .
ويبين هذا أن في بعض ألفاظ الحديث ( وأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ ، انْكِحِي أُسَامَةَ ) أسامة ، كرهت أن تنكح أسامة وهي امرأة من كبار قبائل قريش .
8 - إعادة شرح حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب وفي رواية : طلقها ثلاثا فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله مالك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنينى قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد فكرهته ثم قال انكحى أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت" . أستمع حفظ