تنبيه على مسألة في تسوية الصفوف .
وذلك أن من المشروع في المصافة في الصلاة شيئين :
الأول : المراصة حتى لا يكون بين الرجل وأخيه فرجة تتخلل منها الشياطين .
والثاني : المواساة ، التساوي بحيث لا يتقدم أحد على أحد ، وكلاهما أمر مشروع ، بل إن تسوية الصفوف على ما تقتضيه السنة واجبة ، والذين يخالفون ذلك يعتبرون آثمين عاصين .
والدليل على هذا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، ( كان يسوي صفوف أصحابه حتى كأنما يسوي بها القداح ، فلما عقلوا عنه ذلك وفهموه وطبقوه ما استطاعوا ، خرج ذات يوم فلما أراد أن يكبر ، إذا برجل قد بدا صدره ، أي تقدم قليلا ، فنهاهم عن ذلك وقال : عِبَادَ اللهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ ) أي بين قلوبكم ، وهذا التحذير يدل على وجوب تسوية الصف ، وهو القول الرجح من أقوال العلماء أن تسوية الصف واجبة .
وكذلك المراصة حث عليها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وقال : ( أَلاَّ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟ قَالُوا : كَيْفَ ذلك يا رسول الله ؟ قَالَ : يَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ ويُتِمُّونَ الْأَوَّلَ فالْأَوَّلَ ) .
فهم بعض الناس من المراصة ، التي عبر عنها الصحابة رضي الله عنهم ، بأن الرجل يلصق كعبه بكعب أخيه ، ومنكبه بمنكبه فهم منه أن المعنى أنه يفرج بين رجليه ، حتى يلتصق كعبه بكعب صاحبه ، وهذا فهم خاطىء ، ليس هذا مراد الصحابة مراد الصحابة أنهم يتراصون حتى تلتقي المناكب والأكعب ، وليس المعنى أنهم يفرجون بين أرجلهم حتى تتلاصق ، لأنهم إذا فعلوا ذلك حصلت الفرجة من أين ؟ من فوق حصلت فرجة من فوق حتى يكون الإنسان كأنه هرم أسفله واسع وأعلاه ضيق ؟
لذلك نقول إنه ليس من المشروع أن الإنسان يفرج بين رجليه ، حتى يمس كعبه كعب صاحبه ، ولكن المشروع المراصة حتى يلتصقف الكعب بالكعب والمنكب بالمنكب .
وما أحسن ما أوصى به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبا موسى الأشعري حين كتب له كتابا في القضاء ، وهذا الكتاب كتاب تلقاه الناس بالقبول ، حتى إن ابن القيم رحمه الله رتب كتابه العظيم ، الذي لم يؤلف مثله في بابه وهو " إعلام الموقعين " جعله موضوعا على هذا الكتاب ، الذي كتبه عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، في هذا الكتاب أنه قال له أعني عمر قال لأبي موسى : " الفهم الفهم في ما يلقى إليك " يعني حثه على الفهم ، لأنه ليس المقصود أن يحفظ الإنسان ويفهم الخطأ ، المقصود أن يحفظ ويفهم المعنى المراد .
فمن ثم أحث إخواني ولاسيما الشباب الذين يحبون أن يطبقوا السنة ، زادهم الله من ذلك أحثهم على الفهم ، وعلى جمع أطراف الأدلة بحيث لا يأخذون بدليل وينسون الأدلة الأخرى ، فإن هذا مما يخل بكثير من الأحكام ، لأن الشريعة كما نعلم مبنية على شيئين :الكتاب والسنة فلا بد أن ننظر إلى الكتاب والسنة ، بعينين بصيرتين ، لا بعين أعور لا يرى إلا من جانب واحد ، بل بعينين بصيرتين ، نأخذ أطراف الأدلة من هنا ومن هنا ثم يتكون منها الحكم ، أما أن نأخذ بواحد من الأدلة وننسى الأخرى ننسى الأدلة الأخرى ، فهذا لا شك أنه خطأ في الاستدلال ، وخطر في الأحكام .
فأعيد وأكرر الفهم الفهم فيما يبلغكم من كتاب الله وسنة رَسُولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، والحرص الحرص على جمع الأدلة وائتلافها وتلاؤم بعضها مع بعض ، حتى يتم الاستدلال على الوجه الذي أراده الله ورسوله .
أسأل الله تعالى أن يرينا وإياكم الحق حقا ـ أمنوا جزاكم الله خير ـ أن يرينا وإياكم الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وألا يجعله ملتبسا علينا فنضل .
تفسير قوله تعالى من سورة محمد عليه الصلاة والسلام :" فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ".
نهى الله عز وجل عباده المؤمنين أن يلحقهم الوهن ، وهو ضعف العزيمة والهمة ، وأن يدعوا إلى السلم أي إلى مسالمة الكفار وهم الأعلون ، يعني المسلمين هم الأعلون فالأعلى لا ينبغي أن يطلب المسالمة مع الأدنى ، وإنما يكون طلب المسالمة عند التكافىء أو الضعف ، أما مع العلو فلا ينبغي إطلاقا بل ولا يجوز أن يدعو الإنسان إلى السلم ، لأنه الأعلى كلمته هي النافذة وسلطته هي المهيمنة .
أما مع الضعف أو العجز فلا بأس بالمسالمة ، ولهذا صالح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قريشا على الهدنة لمدة كم ؟ عشر سنين وأقر ذلك عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، لكن مع القوة وكون المسلمين هم الأعلون لا تجوز الدعوة للمسالمة ، ولكن يا إخوان متى يكون المسلمون هم الأعلون إذا تمسكوا بدين الله لأنهم لن يعلوا إلا بعلو الدين ، كما قال الله تعالى : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ))
أما مع تخاذلهم وبعدهم عن كتاب الله ، وسنة رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتحكيمهم القوانين الوضعية ، مقدمين إياها على حكم الله ورسوله ، فلن يكتب لهم نصر لأن الله إنما وعد بالنصر من ؟ من ؟ من ينصره (( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ )) فلا يمكن أن يكون المسلمون الأعلين ، إلا إذا تمسكوا بكتاب الله عقيدة وقولا وعملا ومنهجا وسلوكا وحكموا كتاب الله وسنة رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، في القريب والبعيد والغني والفقير والشريف والوضيع ، أما وهم كما ترون الآن متفرقون متشتتون يكره بعضهم بعضا ، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ، فهذا لن يكتب لهم النصر إلا أن يشاء الله ، قد ينصر الله سبحانه وتعالى من يتخاذل عن دينه امتحانا عن الآخرين ، كما نصر الكفار في أحد وفي حنين ولكن كانت العاقبة لمن ؟ للمؤمنين ولله الحمد .
على كل حال قيد الله عز وجل النهي عن الوهن والدعوة إلى السلم بشرط ما هو يا أخ ؟ ما هو يا رجل ؟ تفضل .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم نعم صحيح بشرط أن نكون نحن الأعلين استرح ، ولن نكون الأعلين إلا إيش؟ إلا إذا تمسكنا بالدين ، لأن العلو إنما هو للدين فإذا كنا متمسكين بالدين صرنا الأعلين ، وحينئذ لا ينبغي لنا ولا يليق بنا أن ندعو إلى السلم .
2 - تفسير قوله تعالى من سورة محمد عليه الصلاة والسلام :" فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ". أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى :" والله معكم " مع الكلام على معية الله تعالى والرد على الحلولية والإتحادية .
والآيات في هذا المعنى كثيرة فلن يكون الله مع الإنسان ، إلا إذا كان قائما بأمر الله ، مؤمنا تقيا صابرا محسنا إلى آخر الأوصاف ، التي ذكرها الله تبارك وتعالى مقيدة للمعية .
واعلم أن معية الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على أقسام :
القسم الأول : أن يراد بها الإحاطة .
والقسم الثاني : أن يراد بها النصر والتأييد .
والقسم الثالث : أن يراد بها الوعيد والتهديد كم ؟ كم الأقسام الآن ؟ .
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة ، الأول ؟ .
الطالب : الإحاطة .
الشيخ : والثاني ؟ .
الطالب : النصر والتأييد .
الشيخ : النصر والتأييد ، والثالث ؟
الطالب : الوعيد والتهديد .
الشيخ : الوعيد والتهديد .
أما الإحاطة ففي مثل قول الله تبارك وتعالى : (( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كانُوا )) ، وفي قوله تعالى : (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )) .
هذه معية ، معية ٌعامة تشمل جميع الخلق ومقتضاها الإحاطة بالخلق ، علما وقدرة وسلطانا وسمعا وبصرا وغير ذلك ، من معاني ربوبيته تبارك وتعالى ، انتبه نسمي هذه إيش ? المعية العامة التي مقتضاها الإحاطة .
الثاني : معية خاصة مقتضاها النصر والتأييد ، وهذه قيدت تارة بأوصاف ، وتارة بأعيان وأشخاص ، التي للنصر والتأييد قيدت تارة بأوصاف ، وتارة بأشخاص واعيان معينين .
مثال الأول : (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )) (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) لم يذكر الله عز وجل شخصا معينا كان الله معه ، بل أطلق ، كل من كان موصوفا بهذه الصفة فالله تعالى معه إيش ؟ نصرا وتأييدا وتثبيتا وهداية .
والثاني : مقيدة بأشخاص ، شخص معين ذكر الله أنه معه مثال ذلك ، قوله تعالى لموسى وهارون : (( لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى )) هذه معية مقيدة بموسى وهارون عَلَيْهِما الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وكقوله تبارك وتعالى في نبيه مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : (( إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا )) مع هذين الاثنين هذه مقيدة بأشخاص .
أما القسم الثالث : المراد به إيش ؟ الوعيد والتهديد ، ففي مثل قوله تعالى : (( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )) فهنا المعية تقتضي إيش ؟ الوعيد والتهديد ، وأن يخافوا الله عز وجل ، لأنهم وإن بيتوا ما يبيتون من القول ، وخفي على الناس ، فإنه لا يخفى على الله عز وجل هو (( مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ )) .
ويبقى لدينا إشكال ، كيف يصح أن نقول إن الله معنا ، وهو سبحانه وتعالى فوق العرش ؟ .
فالجواب : ألا إشكال أولا : لأننا نثبت ما أثبته الله لنفسه ، ونعلم أنه حق ، وأنه لا تناقض بين ما أخبر الله به عن نفسه أو غيره لأنه من عند الله ، فنقول أثبت الله تعالى أنه مع خلقه في هذه الآيات ، وأثبت أنه فوق عرشه ، فنؤمن بأنه فوق عرشه ، وأنه مع خلقه ، لكن لا بذاته كما يقوله الحلولية الذين يقولون : " إن الله مع الخلق بذاته وفي كل مكان " فإن هذا لا شك أنه باطل ، لا شك أنه باطل ، ولا مانع من أن يكون الشيء عاليا ويقال إنه معك .
وضرب شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك مثلا في كتابه " العقيدة الواسطية " التي أرجو من كل إنسان أن يحفظها ويتقنها لأنها كتاب مختصر ، هو زبدة عقيدة أهل السنة والجماعة قال رحمه الله : " وليس معنى قوله : (( مَعَكُمْ )) أنه مختلط بالخلق ، فإن هذا لا توجبه اللغة العربية ، وإذا كانت لا توجبه اللغة العربية ، فإن الله تعالى يمتنع غاية الامتناع ، أن يكون مختلطا بالخلق لأنه فوق سماواته " .
ثم ضرب لهذا مثلا بالقمر ، القمر من أصغر آيات الله الفلكية ، ومع ذلك يقال : إنه مع المسافر ويقول القائل العربي : " مازلنا نسير والقمر معنا " هل مراد القائل العربي : " والقمر معنا " أنه معه في متاعه على بعيره ؟ أجيبوا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، ولكنه يصحبنا وهو في السماء ، فإذا كان هذا ممكنا في المخلوقات ، فإمكانه في الخالق من باب أولى ، لأن الله سبحانه وتعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته .
وانتبهوا للقول أنه معنا بذاته في الأرض ، أنه يستلزم أن الرجل إذا دخل المرحاض ، أين يكون الله ؟! يكون معه في المرحاض والعياذ بالله ،! وهؤلاء الذين يقولون بهذا لو فكروا بعض التفكير ، لعرفوا أنهم على ضلال بيّن ، وأنه يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله ، وأن يرجعوا عن هذا القول الخاطىء الضال .
ولو قلنا هذا القول يستلزم عليه من اللوازم الباطلة ، أن يكون الله تعالى في المسجد مع الذين في المسجد ، وفي سوق البيع والشراء مع الذين يبيعون ويشترون ، وفي المجزرة مع الجزارين وفي الزبائل مع الكناسين ، وهذا قول باطل من أبطل ما يكون .
فنصيحتي لمن كان يعتقد هذا ، أن يتوب إلى الله قبل أن يفجأه الموت ، وهو على هذه العقيدة الباطلة ، ولا يستطيع أن يتخلص بجواب عند الله عز وجل ، عليه أن يقلع عن هذه العقيدة الباطلة التي يشهد ببطلانها الكتاب والسنة والعقل ، وأن يرجع إلى الله ، وأن يقول سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ، وأن يعتقد ان الله تعالى لا يليق به أن يكون كما تصور ، من هذا المعنى الباطل .
3 - تفسير قوله تعالى :" والله معكم " مع الكلام على معية الله تعالى والرد على الحلولية والإتحادية . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى :" ولن يتركم أعمالكم ".
قال تبارك وتعالى : (( وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ )) وقال الله تعالى : (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )) .
كل عمل الإنسان سيجده وسيثاب عليه ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثلها لا في الحرم ولا خارج الحرم ، وأما من اعتقد أن السيئات تضاعف في مكة ، كما تضاعف الحسنات فقد أخطأ خطأ عظيما ، السيئة بمكة وغيرها لا تضاعف .
الدليل قال الله تبارك وتعالى : (( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) في أي سورة هذه الآية ؟ تفضل
الطالب : الأنعام .
الشيخ : الأنعام ؟ (( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) في سورة الأنعام ؟ متأكد أو في الأعراف ؟ متأكد ، طيب جيد ، هذا علم ، إذا رأيت المجيب يثبت ، بعد أن تحاول أن يروغ يمينا وشمالا ، فاعلم أنه يتكلم عن علم هي في سورة الأنعام في آخرها .
سورة الأنعام مكية نزلت في مكة ، قبل أن يهاجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإذا كانت هذه السورة نزلت بمكة والله تبارك وتعالى يقول : (( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها )) علمنا أن لا تضاعف في مكة ، لكنها أشد عقوبة يعني :
أن العقوبة على السيئة بمكة ، أشد ألما من العقوبة على السيئة في غير مكة ، وهذا مضاعفة بالكمية أو بالكيفية ؟ بالكيفية يعني ما يكون تكون السيئة بالسيئتين ، لكن تكون بسيئة مثلها ، إلا أنها أشد وأنتم تعلمون الآن بين شخص يضربك بسهولة ، وشخص آخر يضربك بقوة أيهما أشد ألما ؟ الثاني والعدد واحد .
وأما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه خرج من مكة إلى الطائف وقال : " لا أبقى في بلد سيئاته وحسناته سواء " فهذا لا يصح عن ابن عباس ، وابن عباس رضي الله عنهما أفقه من أن يلتبس عليه هذا الأمر ، مع وضوحه وبيانه .
هذا ما أردنا أن نتكلم عليه فيما سمعناه من آيات الله البينات .
الحث على تدبر القرآن الكريم .
تلاوته مباركة والحرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لكن أهم شيء أن يتدبره الإنسان ، وأن يتفهمه ثم يتعظ به ويتذكر ، ولو سألت كثيرا من المسلمين الذين يقرؤون القرآن عن معاني القرآن ، لوجدت أنهم لا يعرفون منها شيئا ، وهذا يعني أنهم أميون وإن قرؤوا القرآن كما قال تعالى : (( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ )) أخونا يقول يبين لنا معنى أماني ؟ ما تعرفها هذه مشكلة ؟ ونحن نقول تفهموا معنى القرآن ، استرح من يعرفها ؟ تفضل
الطالب : يعني إلا قراءة .
الشيخ : يعني إلا قراءة ، تمام لا يعلمون الكتاب إلا قراءة فقط ، لا معنى ، وهذا يدل على أن من لا يعرف معنى القرآن ، وإن قرأه وتلاه من أوله إلى آخره ، فإنه إيش ؟ أُمّي ، فإنه أمّي والدليل على أن الأمانيّ بمعنى القراءة قول الله تبارك وتعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )) أي إذا قرأ ومنه قول الشاعر في أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه :
" تمنى كتاب الله أول ليله *** وآخره لاقى حمام الموارد "
يعني تمنى كتاب الله يعني : قرأه .
أسال الله تعالى أن يرزقني وإياكم فعهم كتابه ، على مراده تبارك وتعالى ، وأن يرزقنا العمل به ظاهرا وباطنا ، إنه على كل شيء قدير وإلى درس الحديث .
شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام : وعن سبيعة الأسلمية كانت تحت سعد بن خولة وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المصنف رحمه الله تعالى في باب العدة من " كتاب الطلاق " : ( عن سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةِ رضي الله عنها ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ وَهْوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهْيَ حَامِلٌ ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ - فَقَالَ لَهَا : " مَا لِي أَرَاكِ متَجَمَّلْة لعلك تُرَجِّينَ النِّكَاحَ ، وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ ، قَالَتْ سُبَيْعَةُ : فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ فأَتَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَفْتَانِي : بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي ") .
قال ابن شهاب : " ولا أرى بأسا أن تتزوجج حين وضعت وإن كانت في دمها غير أنه لا يقربها زوجها حتى تطهر ".
الشيخ : نعم ، هذا فالحديث في بيان عدة المتوفى عنها زوجها كيف تكون ؟ المتوفى عنها زوجها إما أربعة أشهر وعشرة أيام ، وإما وضع الحمل فمتى تكون أربعة أشهر وعشرة أيام ؟ إذا لم تكن حاملا ، أو وضع الحمل إن كانت حاملا ، ولو زادت على هذه المدة أو نقصت ، وليس هناك شيء ثالث في عدة المتوفى عنها زوجها .
المفارقة في الحياة لها عدة أقسام ، لكن المتوفى عنها زوجها لا تخرج عن هذين القسمين : إما أربعة أشهر وعشر وإما وضع الحمل ، وسواء دخل الزوج بها ، أم لم يدخل حتى لو عقد عليها ومات في نفس المكان ، مكان العقد وجبت عليها العدة ، حتى لو عقد عليها ولم يدخل بها وحصل له حادث حادث الموت ، بعد يوم أو يومين فإن عليها العدة يعني :
لا يشترط في عدة المتوفى عنها زوجها أن إيش ؟ أن يدخل بها أو يخلو بها ، بمجرد ما يعقد عليها إذا مات عنها وجبت عليها العدة ، عدتها إما وضع الحمل إن كانت حاملا ولو طالت المدة ، وإما أربعة أشهر وعشرة أيام إن لم تكن حاملا .
مثال الأول : رجل توفي عن زوجته وهي حامل ، وبقي الحمل في بطنها أربع سنوات كم تكون عدتها كم ؟ كم
الطالب : أربع سنوات .
الشيخ : أربع سنوات ،! لا تتزوج ؟ لا تتزوج وعليها الإحداد في هذه المدة أيضا ؟ تُحد وتبقى حتى تضع الحمل ولو بعد أربع سنوات ، أفهمتم طيب .
مثال آخر : امرأة مات عنها زوجها وهي في الطلق ، ووضعت الجنين قبل أن يغسل الزوج ، تنتهي عدتها أو لا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : يا إخواننا زوجها لم يدفن بعد ؟ نعم ، امرأة توفي عنها زوجها وهي في الطلق ، ثم وضعت قبل أن يغسل الزوج وقبل أن يكفن ويدفن أتنتهي عدتها أو لا ؟ تنتهي عدتها ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، يجوز أن تتزوج ؟ تتزوج قبل أن يدفن زوجها الأول نعم ؟ ما أدري عن إجابتكم هذه ، ما هو الدليل ؟ الدليل قوله تعالى : (( وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )) ولهذا لو طلق الرجل زوجته وهي تطلق ، ثم وضعت قبل أن يكتب طلاقها انقضت العدة ، لأن ذات الحمل تنتهي عدتها بوضع الحمل طالت المدة أم قصرت .
والدليل على هذا هذا الحديث الذي سمعتموه سبيعة الأسلمية مات عنها زوجها سعد بن خولة ، ووضعت بعد موته بليال ، ليال معدودة ثم خلعت ثياب الإحداد وتجملت تريد أن تتزوج .
6 - شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام : وعن سبيعة الأسلمية كانت تحت سعد بن خولة وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب أستمع حفظ
شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام : .......فدخل عليها أبو السنابل ابن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها ما لي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر . قالت سبيعة : فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي . وبيان عدة المرأة المتوفى عنها زوجها.
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، (( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا )) وهذه ليس لموت زوجها إلا ليال فقال : ما يمكن تتزوجين حتى يمضي عليك أربع أشهر وعشر ، هي رضي الله عنها لم تجادل لم تجادله بقوله تعالى : (( وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )) لاحتمال أن يكون فهمه هو ، أصح من فهمها .
فلما أمست جمعت عليها ثيابها لتخرج إلى السوق ، وأتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، وأخبرته ، فأفتاها بأنها تحل للأزواج وأن عدتها قد انتهت من أفتاها ؟ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، إذن يكون فهم أبي السنابل رضي الله عنه إيش ؟
الطالب : خاطئا .
الشيخ : خاطئا ، لأن ذات الحمل عدتها بوضع الحمل طال أم قصر ، فتبين بهذا عدة أمور منها : كما أسلفنا أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملا فعدتها تنتهي بوضع الحمل ، طالت المدة أم قصرت طيب .
ما رأيكم لو أن الحمل صار أقل من أربعة أشهر وعشر ، هل تنتهي العدة ؟ تنتهي ؟ إيش الدليل ؟ الدليل قوله تعالى : (( وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )) ، طيب لو مضت أربعة أشهر وعشرة ، ولم تضع الحمل ، هل تبقى في العدة ؟ تبقى ؟ الدليل : (( ووَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )) أحسنتم هذا هو الفهم الصحيح .
لكن ذهب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وابن عباس رضي الله عنهما : إلى أنها تعتد أطول الأجلين كيف ذلك ؟ يقولان رضي الله عنهما : " إن وضعت قبل أربعة أشهر وعشر انتظرت حتى يتم لها أربعة أشهر وعشر ، وإن مضت أربعة أشهر وعشر قبل أن تضع الحمل انتظرت حتى تضع الحمل " ، عملا بالدليلين ـ انتبه ـ قولهما هذا لولا السنة لكان صوابا ، لأنها لا تخرج من الاحتياط إلا بهذا العمل ، ولكن السنة مقدمة .
وبهذا القول نعرف أن السنة مقدمة على العقل ، وأن الإنسان مهما بلغ من العلم فإنه ليس معصوما من الخطأ ، فعلي بن أبي طالب هو ذاك الرجل المعروف بالفقه ، وابن عباس كذلك قال الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه : ( اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ ) ومع ذلك أخطأ في هذه المسألة ، لأن الإنسان قد يخفى عليه الحق إما لعدم الوصول العلم إليه ، وإما لفهم غير مراد والإنسان غير معصوم ، فالشاهد إذا أنكم الآن ثبتم على أن المرأة المتوفى عنها زوجها ، إذا كانت حاملا فعدتها بوضع الحمل طالت المدة أم قصرت ، هذا ما دلت عليه سنة االنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ .
أعود مرة أخرى : كم قسما لعدة المتوفى عنها زوجها ؟ قسمان :
الأول : إذا لم تكن ، أربعة أشهر وعشر ، إذا لم تكن حاملا ، والثاني ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الثاني وضع الحمل إذا كانت حاملا ، أحسنت ، سواء دخل بها الزوج أم لم يدخل ، وأظن إن شاء الله الفهم الآن واضح ؟ ولا فيه إشكال .
7 - شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام : .......فدخل عليها أبو السنابل ابن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها ما لي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر . قالت سبيعة : فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي . وبيان عدة المرأة المتوفى عنها زوجها. أستمع حفظ
بيان عدة المرأة التي فارقها زوجها في الحياة .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا )) ثانيا : المفارقة في الحياة عدتها تختلف المخلوعة التي تحيض عدتها حيضة ، إيش المخلوعة هذه ؟ هي ملك حتى نقول خلعت أو لم تخلع ؟ ويش معنى المخلوعة ؟ المخلوعة كل من فارقها زوجها على عوض ، هذه المخلوعة يعني التي تتفق مع زوجها على أن يفارقها على عوض ، بطلاق أو فسخ .
مثال ذلك : امرأة ساءت العشرة بينها وبين زوجها ، ورأت أنها لا تفتك منه إلا إذا أعطته ، مالا إلا إذا أعطته مالا ، انتبه يا ولد ، اتفقت معه على أن يطلقها بعوض ، قال : كم تعطينني وأطلقك قالت : أعطيك عشرة ريالات ، فقال : لا بأس تكفي العشرة ، أعطته عشرة ريالات ثم طلقها ، هذا يسمى إيش ؟ يسمى خلعا .
لما أعطته عشرة ريالات وطلقها ندم وقال : أطلقت زوجتي بعشر ريالات والآن ما يحصل لي أتزوج إلا بعشرة آلاف ، فأراد أن يرجع وذهب إلى الزوجة ، وقال إني فسخت العقد الذي بيني وبينك وهذه عشرة ريالات ، وأريد أن أراجعك هل له أن يراجع ؟ لأ ، ما يمكن يراجع لأنها لما أعطته الدراهم ملكت نفسها ودليل ذلك قوله تعالى : (( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )) فجعل الله تبارك وتعالى العوض الذي تبذله الزوجة ، جعله فداء ولا يمكن أن يجمع للزوج بين الفداء والمفدى عنه ، وعلى هذا فالمرأة الآن ملكت نفسها بكم ريال ؟ بعشرة ريال مع أنه لو طلقها على غير عشرة ريالات ، ما دام في العدة .
إذن طلاق المرأة المخلوعة قصدي عدة المرأة المخلوعة كم ؟ حيضة واحدة فقط ، ووجه ذلك أنه لا رجعة لزوجها عليها حتى تمدد العدة ، وإنما المقصود أن نعلم براءة أو يغلب على ظننا براءة رحمها ، وهذا حاصل بحيضة واحدة .
المطلقة قبل الدخول والخلوة كم عدتها ؟
الطالب : ليس عليها عدة .
الشيخ : ليس عليها عدة ؟ سبحان الله ،! ليس عليها عدة .
يعني : رجل عقد على امرأة ثم بدا له بعد العقد وقبل الدخول والخلوة ، بدا له أن يطلقها فطلقها ما عليها عدة ؟ نعم ؟ ما عليها ، هات الدليل ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أين الدليل ؟ قل لا أعرفه وندور غيرك ، هه إيش استرح .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ، إي نعم ،كمل الدليل يا أخي كمل الدليل يعني أبدأه من أوله إلى آخره ، ما أسمعك أعد أعد التلاوة ، أعد التلاوة ، اقرأ التلاوة من أول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) نعم .
الطالب : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا )) نعم بارك الله فيك ، أحسنت .
إذا طلقها بعد الدخول أو الخلوة على غير عوض ، فعدتها إن كانت تحيض ثلاثة قروء يعني : ثلاث حيض كم من شهر ؟ قم .
الطالب : ثلاثة شهور .
الشيخ : ثلاثة شهور ، طيب إذا كانت المرأة لا تحيض إلا مرة في شهرين كم من شهر ؟ ست شهور ، إذا كانت تحيض بالشهر ثلاث مرات ، كم من شهر ، إذن كيف تقول ثلاث شهور ؟ ارجع إلى الصواب ، قل ثلاث حيض ، سواء طالت المدة أم قصرت ، بارك الله فيك .
إذا كانت تحيض ، فعدتها ثلاث حيض سواء طالت المدة أم قصرت ، خلافا لما يظنه العوام عدتها ثلاثة شهور ، هذا غلط ما دامت تحيض فعدتها إيش ؟ ثلاث حيض طالت المدة أم قصرت .
فإذا طلقها وهي ترضع ، فالعادة عند النساء أن التي ترضع لا تحيض ، فبقيت هذه المرأة المطلقة ترضع الولد سنتين ، وبعد أن فطمته جاءها الحيض كم تكون عدتها ؟ لأ ، هي لم تحض إلا بعد سنتين تكون سنتين ، زائدا ثلاث حيض ، شوف بقيت سنتين في العدة لأن التي تحيض عدتها كم ؟ ثلاث حيض طيب .
إذا كانت لا تحيض ، إما لكونها صغيرة ، وإما لكونها كبيرة قد انقطع حيضها وأيست منه ، فكم عدتها ؟ هذا الربع الخالي الظاهر ، قولوا يا جماعة ؟
الطالب : عدتها ثلاثة أشهر .
الشيخ : عدتها ثلاثة أشهر تمام استرح ، عدتها ثلاثة أشهر لقول الله تعالى : (( وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ )) طيب .