بيان أن أول الرسل نوح عليه السلام وبيان بعض خصائص النبي صلى الله عليه وسلم .
أما بعد استمعنا في قراءة إمامنا ، إلى سورة كاملة في قصة نوح عليه الصلاة والسلام ، وليُعلم أن نوحا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، هو أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ، وآخر نبي أرسله الله إلى أهل الأرض هو من ؟ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ .
ولهذا كانت رسالة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، عامة شاملة لجميع الخلق ، لأنه لا نبي بعده وكانت أيضا صالحة لكل زمان ومكان ، والشرائع السابقة خاصة في أمم معينة ، وصالحة للزمان الذي كانت الرسالة فيه قائمة ، ثم بعد ذلك تنسخ ، قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :
( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ) استمع ( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمغَانمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ َ، وكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عامةً ) هذه خمس أعطاها الله نبيه مُحَمَّد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، ولم يعطها أحدا من الأنبياء قبله أكرر ( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمغَانمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ َ، وكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عامةً ) .
اقرأها علينا ؟ اقرأ ما ذكرت ؟
الطالب : ... .
الشيخ : إيش أولا : أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، نعم ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ ؟ نعم ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمغَانمُ أو الْغَنَائِمُ ، وَلَمْ تَحِلَّ ؟ نعم ، وَأُعْطِيتُ ؟ الشَّفَاعَةَ َ، وكَانَ النَّبِيُّ ؟ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عامةً ) . أحسنت استرح .
تفسير سورة نوح عليه الصلاة والسلام " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا...".
وفي هذا عبرة للدعاة الذين يدعون إلى الله عز وجل ، ثم يملون إذا لم يروا من الناس إقبالا ، فنقول لهم : " لا تعجبوا إذا لم تجدوا من الناس إقبالا " ، فهاهم الرسل يبقون مدة طويلة لا يجدون إقبالا لقد بقي مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في مكة كم ؟ ثلاث عشرة سنة ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، وفي النهاية أخرجوه من مكة ، ولكن النصر كان فيما بعد ، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، كل إنسان داعية لا بد أن يناله أذى .
كل إنسان داعية لا بد أن يجد من الناس ممانعة ، لا يستجيبون له بالسرعة التي يريد ، ولكن على الدعاة أن يصبروا ، أن يصبروا في الدعوة إلى الله ، وأن يدعوا إلى الله تعالى بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن .
لأن من الناس من يدعو إلى الله وهو ينفر عن الله ، فتجده يدعو بعنف وبدون إقناع ، والنفوس تحتاج إلى اللين واللطف ، وتحتاج إلى الإقناع ، حتى يقبل الناس عن اقتناع إلى دين الله ، ويأخذوا بما دعا إليه هذا المصلح ، الذي يدعو إلى الله تبارك وتعالى ، من غير أن يمس المجتمع بما يشوش عليه وما يوغر صدوره على ولاة أموره .
إذن نقول : لا تعجب أيها الداعي إلى الله إذا تأخرت الإجابة ، فإن الله قد يبتلي الداعي إلى الله عز وجل ، بتأخر قبول الناس وإجابتهم حتى يمتحنه ، أصادق هو في الدعوة إلى الله أم ليس بصادق ، نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، بقي في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله .
واستمع إليه في هذه السورة ، يقول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً )) أتظنون أنه يدعوهم بدون آيات تدل على أنه رسول الله ؟ لأ ، يدعوهم بالآيات التي تدل على أنه رسول الله ، ومع ذلك لم يستجيبوا بل لم يزدهم دعاءه إياهم إلا فرارا (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ )) لئلا يسمعوا .
(( وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ )) يعني تغطوا بها ، لئلا يروا ، لأنهم يخشون إذا سمعوا شيئا ، يدخلوا مسامعهم حتى يصل إلى قلوبهم ، يخشون أن يؤمنوا بذلك ، فأرادوا أن يصدوا طرق الهدى عنهم ، كذلك يخشون أن يروا الآيات بأعينهم ، ثم يلجؤهم ذلك إلى الإيمان فصاروا إيش ؟ يستغشون ثيابهم ، حتى لا يروا الآيات والعياذ بالله ، وهذا دليل على شدة استكبارهم ونفورهم (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) .ويستفاد من قوله : (( لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) أنهم لو تابوا لغُفر لهم ، وهذا شأن الله عز وجل ، شأن الله تعالى بعباده أن الإنسان كلما تاب إلى الله ، ولو عظم الذنب فإن الله يغفر له ، واستمع إلى قول الله تعالى في هذه الأمة ، حيث أمر نبيه أن يقول : (( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) مهما عظم ، مع أن هؤلاء يسبون الله ، ويسبون رسوله ، ويسبون دينه وقال : (( إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ )) .
نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أول الرسول يقول : (( وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ )) على إيش ؟ على الكفر والعناد (( وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً )) أي استكبروا استكبارا عظيما (( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً )) ولكن أبوا (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ )) ، فانظر كيف رغبهم أولا : بثواب الآخرة ، وثانيا : بثواب الدنيا ، ثواب الآخرة في قوله : (( لِتَغْفِرَ لَهُمْ )) ثواب الدنيا .
2 - تفسير سورة نوح عليه الصلاة والسلام " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا...". أستمع حفظ
تفسير سورة نوح عليه الصلاة والسلام ".....يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا.
حتى إن أحد أبناءه كفر به ، أحد أبناء نوح كفر بأبيه نسأل الله العافية ، ولما وعد الله نوحا أن ينجيه وأهله ، صرف الله ابنه عن الإيمان ، وعن الركوب في السفينة التي نجا بها نوح ومن معه ، فقال له أبوه : (( يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ )) ماذا قال ؟ (( قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ )) فاعتمد على الأمور الحسية دون الأمور الإلهية ، ولكن هل عصمه الجبل من الماء ؟ أبدا ما عصمه ، قال له أبوه : (( لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )) .
وبذلك تُعرف قدرة الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى ليس بينه وبين خلقه نسبا ، وليس بينه وبين خلقه صلة ، إلا بشيء واحد وهو التقوى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ )) وأنت إذا تأملت ما يدبره الله في خلقه ، تبين لك العجب العجاب ، إبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أبوه ؟
الطالب : كافر .
الشيخ : ونوح ابنه كافر ، ومحمد عمه كافر ، وهذه من آيات الله إبراهيم كان أبوه كافرا ، وجرى بينه وبينه محاورة ، ذكرها الله تعالى في سورة مريم ، وكان ابنه إبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، يدعوه باللطف يقول : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ )) كلام لطيف (( إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ )) ولم يقل إني عالم وأنت جاهل ، لأنه لو قال أنت جاهل ، لصار في نفسه بعض النفور ، ولكنه قال : (( قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا )) .
الجواب : بعد هذا التلطف في الخطاب ماذا قال ؟ قال : (( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ )) يعني : أترغب عن آلهتي فتوحد ولا تشرك (( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ )) أعوذ بالله ، هل تتصورن أن رجلا يرجم ابنه بالحجارة ، لكن مع ذلك طغيان أبيه ، وشركه أوجب له أن يقول لابنه : (( لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ واهجرني مليا )) فماذا قال له إبراهيم : (( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا )) فوعده أن يستغفر له ، ولكن قال الله تبارك وتعالى : (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )) وأجاب سبحانه وتعالى عن استغفار إبراهيم لأبيه : (( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
المهم أيها الإخوة أن الأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وجدوا من أقوامهم المعارضة والمعاندة ، بل وعرض الرقاب للقتال ، ولكن العاقبة لمن ؟ العاقبة للمتقين ، في النهاية ، قال نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً )) سأل الله أن يمحو الكافرين عن الأرض ، وبين عذره في هذا الدعاء ، لأنه قد يقول قائل : من المتوقع أن يقول نوح : اللهم اهد قومي ، لكنه قال : (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً )) ثم اعتذر عن هذا الدعاء بقوله : (( إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )) .
فهذا اعتذار من نوح عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، عن هذه الدعوة العظيمة (( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا )) أنزل الله في قصة نوح سورة كاملة ، وأنزل في قصة يوسف سورة كاملة ، سمعناها في الليلة الماضية .
في هذه الآية دليل على أن أبوي نوح ، كانا مؤمنين من أين تؤخذ ؟ الأخ إي نعم أنت ما هي أنت أمامي الآن ، من أقرب الناس إلي ، لا ، لا هو يلا يلا ، هه ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، نعم ،
أقول : في هذه الآية دليل ، على أن أبوي نوح كانا مؤمنين ؟ هه .
الطالب : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً )) .
الشيخ : من أين تأخذ هذا ؟
الطالب : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ .
الشيخ : (( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ )) فدعا لأبويه ، ولم يأت في القرآن أن الله أنكر عليه طيب ، استرح .
أما إبراهيم فقال : (( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ )) لكن الله أجاب عن هذا ، بأن إبراهيم استغفر لأبيه (( عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
وبهذا نعرف أنه لا يجوز لأحد ، أن يطلب المغفرة لمن كان كافرا ، أي لمن مات على الكفر ، ولو كان أقرب قريب له ، فلو أن رجلا له أخ قريب شقيق ، من أحسن الناس معاملة في الأخوّة ، لكنه لا يصلي ، فمات هذا الذي لا يصلي ، فإنه لا يجوز لأخيه أن يقول اللهم اغفر له ، ولا أن يقول اللهم ارحمه لماذا ؟ لأنه مات على الكفر .
والكافر لا يجوز لأحد أن يدعو له بالمغفرة ، لأنه لو دعا له بالمغفرة ، لكان هذا من الاعتداء في الدعاء ، إذ أن الله قضى بعدله وحكمته ، أن الكافرين في النار مخلدين ، فأنت إذا قلت : اللهم ارحمه " تضاد حكمة الله عز وجل " ، تريد أن يرحم من قضى أنهم مخلدون في نار جهنم ، فإذا مات أخ لك أو صديق وهو لا يصلي ، فإياك أن تدعو له بالرحمة أو بالمغفرة .
3 - تفسير سورة نوح عليه الصلاة والسلام ".....يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ( وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا. أستمع حفظ
بيان حكم تارك الصلاة .
الجواب : اختلف العلماء في هذا ، ومرد الخلاف بين العلماء إلى ؟ إلى إيش ؟ إلى كتاب الله ، وسنة رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، فلننظر ، الذين قالوا إن تارك الصلاة يكفر، استدلوا بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة ، بل إجماعهم على ما نقله إسحاق بن راهويه ، وغيره من أهل العلم ، ففي القرآن قال الله تبارك وتعالى في المشركين : (( فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ )) .
ذكر الله تعالى للأخوة في الدين ثلاثة : شروط الأول : التوبة من الشرك الثاني : إقامة الصلاة والثالث : إيتاء الزكاة ، فإذا تخلف واحد منها ، لم يكن إخوة لنا في الدين . ولا يمكن أن تنتفي الأخوة في الدين إلا بالخروج من الدين ، شوف العاصي مهما عصا فهو أخوك ، ما دام لم يكفر لو عمل أعظم الكبائر دون الكفر ، فهو أخوك ، صحيح رجل زاني هو أخ لك ، سارق ، يشرب الخمر ، يقطع الرحم هو أخوك .
أعظم العدوان على الناس القتل ، وقد قال الله تعالى في القاتل : (( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ )) وهو قاتل ،! وقال في الطائفتين تقتتلان : (( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما )) إلى قوله : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )) .
ولا يمكن أن تنتفي الأخوة في الدين إلا بالخروج من الدين ، وإذا كان الله اشترط للأخوة في الدين ثلاثة شروط : التوبة من الشرك ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فهذا يدل على أنه إذا تخلف واحد من هذه الشروط فلا أخوة ، لكن الزكاة قد جاءت النصوص بأن من منعها فإنه لا يكفر ، فتستثنى من الآية .
أما الصلاة فجاءت النصوص بأن من تركها كفر ففي " صحيح مسلم " عن جابر رضي الله عنه ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( بَيْنَ الرَّجُلِ ، وَبَيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ ) ، فجعل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذلك حدا فاصلا ، كما أن الحد والمراسيم بين أرضي وأرضك ، فاصل بين أرضك وأرضي ، فكذلك الصلاة ، فاصل بين الإيمان وإيش ؟ والكفر ، فإذا تركها الإنسان ( فَقَدْ كَفَرَ ) ، هكذا قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وقال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمَ الصَّلاةُ ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) وهذا نص صريح ، ما قاله أحد الفقهاء ولا أحد المتكلمين ، ولا أحد العلماء ، قاله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الذي لا ينطق عن الهوى ، أقره الله على هذا القول أو لا ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ أقره الله ، إذن فتكون السنة كالقرآن ، دالة على أن تارك الصلاة كافر ، كفرا أكبر مخرجا عن الملة .
أما أقوال الصحابة : فقد صح عن أكثر من خمسة عشر رجلا بالصراحة ، أن من ترك الصلاة فهو كافر ، ونقل إجماع الصحابة على كفره ، الإمام إسحاق بن راهويه وقال : " إن الصحابة أجمعوا على ذلك " وساق ابن حزم رحمه الله أقوال الذين قالوا بالكفر وقال : " لا نعلم لهم مخالفا " فإذا اجتمع القرآن والسنة ، وأقوال الصحابة على حكم من الأحكام ، فبأي دليل أو بأية حجة نخالف هذا .
ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء : " أن تارك الصلاة كافر كفرا مخرجا عن الملة " ، وأي شيء أي إيمان يبقى مع الإنسان إذا كان يحافظ على ترك الصلاة ، إنسان يسمع داعي الله حي على الصلاة في اليوم خمس مرات ، ولكنه يصر على ألا يصلي ، أين الإيمان ؟ حتى لو قال إنه مؤمن فهو كاذب ، لأن إيمانا لا يوجد معه التزام ليس بإيمان .
وإذا كان كافرا ـ أعني تارك الصلاة ـ فإنه لا يُدعى له بعد الموت بالمغفرة أو الرحمة ، بل هو من أصحاب النار ، يحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ، رؤساء الكفر والعياذ بالله ، وهذا في الذي لا يصلي .
أما من يصلي ويخلي مع إيمانه بفرضية الصلاة ، فهذا محل خلاف بين العلماء هل يكفر أو لا ، ولكن الذي أرى أنه لا يكفر ، إنما هو من أكبر الفاسقين ، الذين لم يصلوا إلى حد الكفر .
فإياك يا أخي أن تضيع الصلاة ، الصلاة هي الصلة بينك وبين ربك ، إن الإنسان إذا وقف بين يدي الله وكبر ثم شرع في الفاتحة ، فإنه يناجي الله مناجاة تامة .
ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ) استمع ، ( قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ، فإذا قال : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، قَالَ اللَّهُ : حَمِدَنِي عَبْدِي ، وإذا قال : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، قَالَ اللَّهُ : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي ، وإذا قال : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، قَالَ اللَّهُ : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، وإذا قال : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، ـ نِصْفَيْنِ ـ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، فإذا قال : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ، قال الله : هذا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ) .
وقوله : ( قَسَمْتُ الصَّلاَةَ ) يعني قراءة الفاتحة ، وأطلق عليها اسم الصلاة ، لأن الصلاة لا تصح إلا بها ، كما ثبت عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في قوله : ( لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ) لذلك يجب علينا أن نحذر غاية الحذر ، من إضاعة الصلاة وأن نتبرأ من كل من لم يصل براءتنا من الكافر ، ولكن لا يعني ذلك ألا نناصحه ، بل نناصحه بالقول وبالكتابة وبإهداء الأشرطة ، وغير ذلك ونحاول غاية المحاولة أن يهديه الله ويرجع إلى الصلاة .
أرأيت يا أخي لو أن حريقا شب في بيت أخيك ، أتحاول أن تطفأه ؟ أجيبوا ؟ نعم بكل طريق ، كونه لا يصلي أشد من الحريق ، لأن الحريق إذا قدر أنه هلك به في الدنيا ، فإن الدنيا كلها ، كلها ماضية كلها فانية ، لكن تارك الصلاة سيحترق في نار جهنم ، احتراقا لا تمكن النجاة بعده .
توجيه بعض أدلة القائلين بعدم تكفير تارك الصلاة .
قلنا بلى : لكن هل قال الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : يُخرجْ مِنَ النَّارِ من لم يصل ، حتى نقول إن هذا يقيد الكفر ، فيجعله كفرا غير مخرج من الملة ؟ لأ ، قال : ( من لَمْ يَعْمَلْ خيرًا قَطُّ ) وهذا عام وأدلة كفر تارك الصلاة خاصة ، ومعلوم أن الخاص قاض على العام مقدم عليه ، فيكون من لم يعمل خيرا قط يستثنى منه ، تارك الصلاة لا يخرج من النار ، للأدلة التي سمعتموها .
ونحن نقول هذا لكم إبراء للذمة ، وحفاظا على الملة وحتى لا يقول أحد من الناس : " إنه لم يبلغنا أن تارك الصلاة كافر " فقد أبلغناكم والحجة قائمة ولله الحمد ، والدليل واضح وما علينا إلا أن ؟ نستعين بالله ، ونحذر إخواننا من إضاعة الصلاة ، ونحثهم على إقامة الصلاة .
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة ، وجعلنا هداة مهتدين نعم .
القارئ : أثابكم الله يقول ما حكم رفع الدين في الدعاء ؟
بيان أن الحائض لا يلزمها طواف الوداع إذا طافت للإفاضة وكيف تفعل المرأة إذا حاضت قبل طواف الإفاضة وكان أهلها على سفر وهم لايمكن أن ينتظروها .
فيه أيضا دليل آخر : ( صَفِيَّةَ أم المؤمنين رضي الله عنها ، أراد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ما يريد الرجل من امرأته ، فقالوا : إنها حائض فقال : " أَحَابِسَتُنَا هِيَ " ؟ قالوا : " إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ " يعني طافت طواف الإفاضة قَالَ : " فَلْتَنْفِرْ إِذًا ") لأن طواف الوداع لا يلزم الحائض ، وفي قوله : ( أَحَابِسَتُنَا هِيَ ؟ ) ، دليل على أن المراة إذا حاضت قبل أن تطوف طواف الإفاضة ، فإنها تبقى حتى تطوف للإفاضة ، ولا يحل لها أن تسافر بلا طواف إفاضة .
فإن قال قائل : وهل طواف العمرة ،كطواف الإفاضة ، قلنا : نعم فإذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف العمرة ، وجب عليها أن تنتظر حتى تطهر ثم تطوف طواف العمرة ، فإن قال قائل : إن أهلها لن يبقوا معها حتى تطهر ، لأنهم يريدون أن يسافروا ، قلنا : كل مشكل فله حل في الشريعة الإسلامية .
إذا كانت داخل المملكة فالأمر سهل ماذا تصنع ؟ تذهب مع أهلها وهي على إحرامها ، وإذا طهرت يرجع بها محرمها إلى مكة فتطوف وتسعى وتقصر وترجع .
وإن كانت خارج المملكة فعليها مشقة أن ترجع ، ففي هذه الحال نقول : إذا أراد أهلها السفر ولم تطهر ، تلبس حفاظة تتحفظ بها ، وتطوف وتسعى وتقصر ولا حرج عليها للضرورة .
وهنا يجب أن نعلم الفرق بين المرأة التي تكون بالمملكة ، والمراة التي خارج المملكة ، والفرق ظاهر التي خارج الممكلة يصعب عليها جدا أن ترجع ، ولا يمكن أن نقول تبقى على إحرامها إلى أن تقدر مرة ثانية ، نقول : هذه تتلجم بحفاظة وتطوف وتسعى وتمشي .
وأما التي في المملكة فالرجوع عليها سهل .
فإذا قال قائل : إن محرمها موظف قلنا : لدينا يومان كاملان وهما إيش ؟ الخميس والجمعة يأتي بها في الخميس والجمعة ، ويضاف إلى ذلك آخر نهار الأربعاء . نعم .
أحسن الله إليكم .
6 - بيان أن الحائض لا يلزمها طواف الوداع إذا طافت للإفاضة وكيف تفعل المرأة إذا حاضت قبل طواف الإفاضة وكان أهلها على سفر وهم لايمكن أن ينتظروها . أستمع حفظ
الأسئلة :
ما حكم رفع اليدين للدعاء بين الأذان والإقامة وما الضابط في أوقات رفع اليدين في الدعاء ؟.
الشيخ : الأصل في الدعاء أن يكون مع رفع اليدين ، لأن من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة ، أن الإنسان يرفع يديه إلى ربه ، ولنا في ذلك دليلان :
الدليل الأول : ما وراه الإمام أحمد في " مسنده " عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنَ عَبْدِه أَنْ يَرْفَعَ الْعَبْدُ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا صَفَرً ) .
والدليل الثاني : أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ذَكَرَ الرَّجُلُ يُطِيلُ السَّفَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ ) فذكر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من أسباب استجابة الدعاء رفع اليدين ، ولكن رفع اليدين حسب ما علمناه من السنة ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ما يُنكر فيه رفع اليدين ، وذلك في خطبة الجمعة فإنه يُنهى الخطيب أن يرفع يديه في الدعاء ، ويُنهى المستمعون أن يرفعوا أيديهم في الدعاء ، خلافا لما نشاهده من بعض الناس أن الخطيب إذا شرع في الدعاء رفعوا أيديهم ، وهذا غلط خطبة الجمعة ليس فيها رفع يدين ، حتى لو قال الخطيب اللهم أعز الإسلام والمسلمين لا ترفع يديك والإمام لا يرفع يديه .
ولا ترفع الأيدي في خطبة الجمعة إلا في موضعين : في الاستسقاء والاستصحاء إيش الاستسقاء ؟ طلب السقيا ، " اللهم أغثنا " لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قال : ( اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ) رفع اليدين الاستصحاء : طلب الصحو ، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قال : (حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا ) رفع يديه ، وما عدا ذلك لا ترفع الأيدي ، هذه واحدة .
والثاني : ما علمنا أنه ترفع الأيدي فيه ، وذلك في الدعاء يوم عرفة .
8 - ما حكم رفع اليدين للدعاء بين الأذان والإقامة وما الضابط في أوقات رفع اليدين في الدعاء ؟. أستمع حفظ
الدرس : تنبيه على الحركة في الصلاة وبيان أقسامها في الصلاة .
أما بعد : فقبل أن نشرع في الكلام على ما ييسره الله تبارك وتعالى ، مما سمعناه في قراءة إمامنا صباح هذا اليوم الرابع عشر ، من شهر رمضان عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف ، أتكلم على شيء رأيته ، رأيت بعض الناس وهو يصلي ، تارة ينظر إلى الساعة ، وتارة ينظر يحرك القلم ، وتارة يحرك رجليه يراوح بينهما .
المهم أنه يكثر الحركة ، ولا شك أن الحركة تنافي الخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها ، الذي رتب الله تبارك وتعالى عليه وعلى أوصاف أخرى ، الفلاح في قوله تعالى : (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ )) إلى أن قال : (( وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ )) جعلني الله وإياكم ممن اتصفوا بهذه الصفات ، وورثوا الفردوس إنه على كل شيء قدير .
ونقول بناء على هذا : إن الحركة في الصلاة خمسة أقسام ، الحركة في الصلاة خمسة أقسام ، حركة واجبة ، وحركة مستحبة ، وحركة مباحة ، وحركة مكروهة ، وحركة حرام ، مرة ثانية الحركة في الصلاة خمسة أقسام : واجبة مستحبة مباحة مكروهة حرام .
أولا : الحركة الواجبة .
لو أن إنسانا يصلي إلى غير القبلة ، فجاءه شخص وقال له إن القبلة عن يمينه ، فهنا يجب أن ينحرف إلى جهة اليمين ، وهذه حركة لكنها ، حركة واجبة لأنها تتوقف عليها صحة الصلاة ، إذ لو لم ينحرف إلى جهة القبلة لبطلت صلاته .
ومنها : أن يرى على ثوبه نجاسة وهو يصلي ، فهنا يجب أن يخلع هذا الثوب ، إذا كان تحته ثوب يستره وهذه الحركة واجبة ؟ نعم واجبة لأنها تتوقف عليها صحة الصلاة ، إذ لو لم يفعل لبطلت صلاته .
( وقد أتى جِبْرِيلُ إلى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي بالناس ، فأخبره أن في نعليه قَذَراً ، فخلعهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، فخلع الصحابة نعالهم ، فلما سلم ، سألهم لماذا خلعوا نعالهم ؟ قَالُوا : رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ نعليك ، فَخَلَعْنَا نعالنا ، فقال : إنَّ جِبْرِيلَ آتاني فأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهَا أَذًى فخعلتهما ) .
ومن ذلك لو أن رجلا دخل المسجد ، ليصلي مع الجماعة فوجد الصف تاما ، فله أن يصلي وحده لقول الله تبارك وتعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» )) وهذا الرجل تجب عليه المصافة ، أي يجب عليه أن يدخل في الصف ، لكن إذا لم يجد مكانا ، لم يستطيع أن يصلي في الصف ، فنقول له : "صل وحدك مع الإمام ولو كنت منفردا ".
دليل ذلك ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الظاهر لأنك لست معنا استرح ، دليل ذلك ؟ نعم
الطالب : قول الله وتعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) .
الشيخ : قول الله تعالى : (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) تمام .
هذا الرجل الذي يصلي وحده ، انفتحت أمامه فرجة في الصف ، هل يجب أن يتقدم إليها أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم يجب أن يتقدم إليها لأنه لو بقي يصلي وحده مع وجود مكان له في الصف ، لبطلت صلاته والأمثلة على هذا كثيرة ، المهم الضابط في الحركة الواجبة قل ؟
الطالب : ما تتوقف عليه صحة الصلاة .
الشيخ : ما تتوقف عليه صحة الصلاة ، بارك الله فيك .
ثانيا : الحركة المستحبة .
من ذلك : إذا تقارب الصف ثم صار بينك وبين الذي إلى جنبك فرجة ، فهنا تتحرك من أجل أن تراصا ، والحركة هنا مستحبة ، لأن التراص في الصفوف مستحب .
ومن ذلك أيضا : إذا صلى إمام ومأموم ، فوقف المأموم عن يسار الإمام ، فهنا يتأخر المأموم حتى يكون عن يمين الإمام ، وهذه الحركة مستحبة ، لأنه يتوقف عليها كمال الصلاة ، ودليل استحبابها أن االنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قام يصلي ذات ليلة وكان ابن عباس رضي الله عنهما حاضرا ، فقام ابن عباس عن يساره ، أي عن يسار ؟ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ، فأخذ برأسه من وراءه فجعله عن يمينه هذه حركة ممن ؟ من الإمام والمأموم لكنها حركة ليش ؟ مستحبة لأنه يتوقف عليها كمال الصلاة ، إذ أن الأفضل إذا كان إمام ومأموم ، أن يكون المأموم عن يمين الإمام .
وقال بعض العلماء : " إن هذه داخلة في الحركة الواجبة ، لأنه لا يصح أن يقف المأموم الواحد عن يسار الإمام مع خلو يمينه " ، فإن كان كذلك فهي حركة واجبة ، وإن كان على القول الأول فهي حركة مستحبة ، طيب .
فإن كانوا ثلاثة ، إمام ومأموم ثم دخل معهما ثالث ، وتحرك المأموم ليكون وراء الإمام مع الرجل الثالث الذي دخل ، الحركة هنا إيش ؟ مستحبة لأنه يجوز أن يقف الثلاثة صفا واحدا لكن .