فتاوى الحرم المكي-1418-27b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
تتمة ما سبق الكلام عليه .
الشيخ : الذين أحرقوا بها المؤمنين خدوا أخاديد في الأرض ووضعوا فيها الحطب وأوقدوا فيها النار وعرضوا الناس عليها فمن لم يؤمن ألقوه في النار ولهذا قال: (( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود )) وانظر إلى هذا الاستكبار وهذا العلو وهذه الغطرسة حيث إن بني آدم يحرقون بالنار وهؤلاء قعود كأن لم يكن شيء مما يدل على جبروتهم واستكبارهم وعتوهم وفجورهم .
تفسير قوله تعالى :" إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون ".
الشيخ : (( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود )) واعلم أن النار ملك لله تبارك وتعالى يتصرف فيها كما يشاء فلو شاء الله تعالى لم تحرقهم كما جرى ذلك للخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإن أعداء إبراهيم لم يستطيعوا أن يقابلوا الحق ولكنهم قالوا: (( حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين )) ففعلوا ونفذوا وأوقدوا ناراً عظيمة حتى قيل إنهم لما أرادوا ان يلقوا إبراهيم فيها ألقوه عن طريق المنجنيق المنجنيق مثل المدافع يعني وضعوه في قفة المنجنيق ثم رموه من بعد، لأنهم لا يستطيعون قرب النار لشدة حرارتها ولكن الله عز وجل بقدرته قال لهذه النار قال: (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) فكانت برداً وسلاماً برداً ضد الحرارة سلاماً ضد الحريق فلم تحرقه ولم تؤذه وصارت برداً وسلاماً قال العلماء : " لو قال الله تعالى لهذه النار كوني برداً لأهلكت إبراهيم ببرودتها " ولكن الله قال : (( كوني برداً وسلاماً )) مما يدل على أن جميع الأشياء كلها خاضعة لأمر الله تبارك وتعالى الأمر الكوني في قصة أصحاب الأخدود النار أحرقتهم النار أحرقت المؤمنين الذين وضعوا فيها، لأن الله لم يقل لها كوني برداً وسلاماً عليهم لكن هؤلاء المتغطرسين أعني الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات بقوا وكأن شيئاً لم يكن (( النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود )) إذ هم من؟ أصحاب الأخدود ((عليها)) على النار قعود ينظرون كيف تضطرب أبدان هؤلاء الذين ألقوا فيها ((وهم)) أي أصحاب الأخدود (( على ما يفعلون بالمؤمنين شهود )) يشاهدونهم ويشهد بعضهم على بعض بما صنع الآخرون. بأي ذنب بأي ذنب أحرقوا هؤلاء بالنار؟
تفسير قوله تعالى :" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " .
الشيخ : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) أي ما أنكروا إلا هذا، إلا هذا، وهل هذا منكر؟ لا، بل هذا هو الحق وهذا هو المعروف أعني الإيمان بالله العزيز الحميد، لكن هؤلاء الكفرة الفجرة نقموا من هؤلاء المؤمنين أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد وانظر كيف قال: (( العزيز الحميد )) العزيز يعني الغالب يعني أن هؤلاء أصحاب الأخدود وإن غلبوا المؤمنين بإحراقهم فالله تعالى فوقهم والعزة لله تبارك وتعالى الحميد المحمود على كل حال سبحانه وتعالى، لأن حميد هنا بمعنى محمود ويصح أن تكون بمعنى حامد، والمعنيان صحيحان فهو حميد أي محمود ويحمد على كل حال حامد لمن يستحق الحمد من عباده ولذلك أثنى الله على المؤمنين في عدة آيات وعلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، لأنه جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً، إذن الحميد بمعنى إيش؟ حامد وبمعنى محمود ( وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصابه ما يسر به قال: الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات ) ( وإذا أصابه شيء آخر ضده قال: الحمد لله على كل حال ) (إذا أصابه المكروه قال: الحمد لله على كل حال ) - يا ولد لا تعبث - ( إذا أصابه المكروه قال : الحمد لله على كل حال ) (وإذا أصابه ما يسره قال : الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات ) وهنا عبارة يتناقلها بعض الناس يقول: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" وهذه العبارة غير صواب، لأنها مخالفة لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذ أنه يقول: - قل يا أخي طيب استرح - ( الحمد لله على كل حال ) أما الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه فهذا غلط كأنك تمن على ربك أن حمدته على المكروه ثم إن كلمة مكروه تعلن إعلاناً بيناً أن هناك نواعاً من الكراهة لما قدره الله عز وجل ولا شك أن الإنسان قد يكره المقضي لكن لا يكره القضاء قضاء الله مرضي عنه على كل حال المقضي هو الي فيه شيء مكروه وشيء مرضي عنه لكن على كل حال هذه العبارة لا ينبغي للإنسان أن يقولها وهي وهي يا جماعة : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه تجنبها وقل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو ( الحمد لله على كل حال ).
تفسير قوله تعالى :" الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد " .
الشيخ : نعود إلى الآية: (( إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض )) له ملك فيها مبتدأ وخبر والخبر هنا مقدم لإفادة الحصر يعني أن ملك السماوات والأرض لله وحده لا أحد يشاركه لا يملك أحد شيئاً من ملكوت السماوات والأرض قال الله تعالى : (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) استمع إلى هذه الآية الكريمة التي سقناها الآن تجد أنها قطعت كل أمل للمشركين بالله الذين يدعون غير الله ماذا يريدون ؟ أجيبوا يا جماعة يريدون أن تنفعهم هذه الأصنام سواء كانت هذه الأصنام منصوبة أو كانت قبوراً أو غير ذلك كل ما يدعى من دون الله فهذا شأنه (( لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )) يعني على وجه الاستقلال ليس لهذه الأصنام ملك في السماوات ولا في الأرض لا قليل ولا كثير ولا مثقال ذرة (( َومَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ )) يعني هذه الأصنام التي تدعون من دون الله ليست مشاركة لله إذن نفى عنها الملك الاستقلالي بأي عبارة؟ قولوا يا جماعة (( لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ )) ونفى أن يكون لهم شركة في ملك الله في قوله : (( َومَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ )) (( وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ )) أي من مساعد ومعاون يعني ليس لله من هذه الأصنام معين له في شيء من ملكه إذن ليس لها ملك استقلالي ولا ملك شركة ولا مساعدة ومعاونة ولا تنفع الشفاعة عنده - انتبه يا رجل - (( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) أيضاً نفى الشفاعة يعني هذه الأصنام لا تشفع عند الله إلا بإذن الله ولن يأذن الله لهذه الأصنام المعبودة أن تشفع أبداً، لأن الله لا يأذن بالشفاعة إلا إذا رضي عن الشافع وعن المشفوع له، فقطع الله تبارك وتعالى جميع أطماع المشركين به ولذلك الذين يذهبون إلى قبر فلان أو قبر فلان ممن يدعون أنهم أولياء يدعونهم نقول هؤلاء سفهاء في العقول ضلال في الأديان ليس عندهم عقل وليس عندهم دين أما كونه ليس عندهم عقل فلأن هؤلاء الذين يدعونهم ليس بأيديهم شيء لا نفع ولا ضر، وأما كونهم ضلال في الأديان فلأن هذا من الشرك والشرك أعظم الضلال ولذلك يجب على علماء المسلمين في البلاد التي يكون فيها مثل ذلك من عبادة القبور والاستغاثة بأهلها يجب عليهم أن يبينوا للعامة أن هذا شرك وأن من اتخذه فإن الله قد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار كما قال الله تعالى: (( إنه من يشرك بالله )) كمل (( فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) يجب على علماء المسلمين وعلى طلاب العلم أن يبينوا للعامة الذين ضلوا ولم يهتدوا إلى الحق أن يبينوا للعامة أنه لا يعبد إلا الله ولا يستغاث إلا بالله وأن هؤلاء المقبورين جثث هامدة وقد تكون الديدان أكلتهم وقد يكونوا مضمحلين نهائياً إلا عجب الذنب فإنه يبقى (( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ )) بعده (( وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )) هؤلاء الذين يدعون من دون الله قد يدّعون أنهم إنما يريدون أن يكونوا شفعاء وأنهم إنما عبدوهم - اجلس يا ولد - وأنهم إنما عبدوهم ليقربوهم إلى الله ولكن هذا غلط لأنه لا يمكن أن تشفع هذه الأصنام إلا بإذن الله ولا يمكن أن يأذن الله لها بالشفاعة قال الله تعالى: (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ )) أي تحصبون بها وترمون بها أنتم وأصنامكم حصب جهنم (( أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ * لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ )) أتدرون ماذا قال المشركون لما نزلت هذه الآية قالوا: إذن عيسى يُعبد من دون الله فيكون إيش؟ من حصب جهنم فأجاب الله أجاب الله مباشرةً قال: (( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ )) وعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ممن سبقت له من الله الحسنى فيكون خارجاً من العموم وهل عيسى ابن مريم يرضى أن يعبد من دون الله؟ لا استمع (( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ )) أي ليس من حقي أن أُعبد من دون الله والعبادة حق لله وحده
فالخلاصة : أنه لا أحد يملك لأحد نفعاً ولا ضراً طيب النبي صلى الله عليه وسلم يملك ؟ يملك لأحد نفعا أو ضراً ؟ لا يملك هل يملك لنفسه أن يضرها أو ينفعها؟ لا، واستمع أمر الله له أن يقول: (( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) هذه حقيقة النبي عليه الصلاة والسلام أنه بشير ونذير للمؤمنين وقال الله تعالى آمراً إياه أن يقول : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) حتى أعطيكم ما تسألونني (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب )) يعني ولا أقول لكم إني أعلم الغيب (( ولا أقول لكم إني ملك )) إذن ما هو؟ بشر، هو بشر مثلنا ينسى كما ننسى ويتألم كما نتألم ويجوع كما نجوع ويعطش كما نعطش هو بشر وينام كما ننام كما قال: ( إني أقوم وأنام ) (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وقال الله تعالى: (( قل إني لا أملك لكم )) قل: يعني للأمة كلها (( إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) يعني حتى لو أراد الله أن يصيبني بسوء فإنني لا أستطيع أن أرده (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) أي ملجأً ومعاذاً عند إصابة الضر إلا الله عز وجل فاقطع يا أخي اقطع تعلقك بغير الله، لا بالنبي ولا بالملك ولا بالولي ولا بأي أحد واجعل اتجاهك إلى من؟ إلى الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض نعود إلى الآية (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيءٍ شهيد )) كل شيء فالله شهيد عليه مطلع عليه عالم به لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
فالخلاصة : أنه لا أحد يملك لأحد نفعاً ولا ضراً طيب النبي صلى الله عليه وسلم يملك ؟ يملك لأحد نفعا أو ضراً ؟ لا يملك هل يملك لنفسه أن يضرها أو ينفعها؟ لا، واستمع أمر الله له أن يقول: (( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )) هذه حقيقة النبي عليه الصلاة والسلام أنه بشير ونذير للمؤمنين وقال الله تعالى آمراً إياه أن يقول : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) حتى أعطيكم ما تسألونني (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب )) يعني ولا أقول لكم إني أعلم الغيب (( ولا أقول لكم إني ملك )) إذن ما هو؟ بشر، هو بشر مثلنا ينسى كما ننسى ويتألم كما نتألم ويجوع كما نجوع ويعطش كما نعطش هو بشر وينام كما ننام كما قال: ( إني أقوم وأنام ) (( إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وقال الله تعالى: (( قل إني لا أملك لكم )) قل: يعني للأمة كلها (( إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) يعني حتى لو أراد الله أن يصيبني بسوء فإنني لا أستطيع أن أرده (( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً )) أي ملجأً ومعاذاً عند إصابة الضر إلا الله عز وجل فاقطع يا أخي اقطع تعلقك بغير الله، لا بالنبي ولا بالملك ولا بالولي ولا بأي أحد واجعل اتجاهك إلى من؟ إلى الله عز وجل الذي بيده ملكوت السماوات والأرض نعود إلى الآية (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيءٍ شهيد )) كل شيء فالله شهيد عليه مطلع عليه عالم به لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
تفسير قوله تعالى :" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ".
الشيخ : ثم قال جل وعلا : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات من هم؟ الآية عامة، الآية عامة لكن يدخل فيها أول ما يدخل أصحاب الأخدود الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات صدوهم عن دين الله وعذبوهم في دين الله ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم انظر كرم الله عز وجل قبل أن يذكر عقابهم عرض عليهم التوبة (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات )) قبل أن يذكر عقابهم (( فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) عرض عليهم التوبة فقال إيش: (( ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم )) فانظر إلى كرمه عز وجل يعذبون أولياءه ويحرقونهم بالنار ومع ذلك يعرض عليهم التوبة ولو تابوا تاب الله عليهم لأن الله تعالى يتوب على من تاب مهما عظم ذنبك إذا رجعت إلى ربك وتبت إليه فإن الله تعالى يتوب عليك قال الله تبارك وتعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) لا تستكثر الذنب ولا تستعظم الذنب فإنه قليل بالنسبة إلى عفو الله وقليل بالنسبة إلى رحمته ولكن أقبل إلى الله بصدق وإخلاص وتب إلى ربك ومن تاب تاب الله عليه مهما عظم ذنبه (( فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) جهنم اسم من أسماء النار ولهم عذاب الحريق يعني العذاب الذي يحرقهم كما أحرقوا أولياءه في الدنيا يحرقهم الله تعالى بذنوبهم في الآخرة بشرط يا إخوان ألا يتوبوا بشرط ألا يتوبوا فإن تابوا تاب الله عليهم.
5 - تفسير قوله تعالى :" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ". أستمع حفظ
بيان شروط التوبة .
الشيخ : واعلم أن للتوبة شروطاً خمسة :
الشرط الأول : الإخلاص لله بأن لا يحمل الإنسان على التوبة مراءاة الناس أو أن يمدح عندهم أو ما أشبه ذلك يكون الحامل على التوبة هو خوف الله عز وجل ورجاء ثوابه ورحمته والثاني : الندم على ما فعل من الذنب بحيث يتأسف ويحزن أن فعل هذا الذنب
والثالث : الإقلاع عن الذنب في الحال لا يسوف يقول أتوب غداً أقلع غداً لا يتوب فوراً لأن التوبة واجبة على الفور إن كانت في حق الله فأمرها ظاهر يتوب إلى الله ويقول اللهم إني أتوب إليك اللهم اغفر لي وما أشبه ذلك إن كان في حق الآدميين فلا بد أن يرد عليهم حقوقهم
والشرط الرابع : أن يعزم على ألا يعود يعني ينوي بقلبه نية عازمة جازمة ألا يعود إلى الذنب ولكن هل الشرط ألا يعود أو أن يعزم على ألا يعود، الشرط أن يعزم على ألا يعود فلو فرض أنه عزم على ألا يعود ثم سولت نفسه فعاد فالتوبة الأولى صحيحة لكن يحتاج إلى تجديد التوبة عن ممارسة الذنب مرة أخرى
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه التوبة وذلك أن تكون قبل حضور الأجل فإن كانت بعد حضور الأجل لم تنفع لقول الله تبارك وتعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) وأن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها لأنها إذا طلعت الشمس من مغربها فلا توبة لقول الله تبارك وتعالى: (( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كسبت في إيمانها خيراً )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ) هذه خمسة شروط للتوبة - وليعدها إلينا الأخ -
أن تكون خالصة لله
الطالب : ...
الشيخ : لا قبل بالترتيب نعم
الطالب : الندم على...
الشيخ : نعم أن يندم على فعله
الطالب : العزم على أن لا يعود
الشيخ : العزم على ألا يعود، لا قبلها قبلها
الطالب : ...
الشيخ : الإقلاع عنها نعم والرابع
الطالب : العزم على أن لا عود
الشيخ : والخامس الرابع العزم على ألا يعود والخامس أن تكون أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه التوبة - استرح - ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق إلى آخر السورة ولضيق الوقت لن أتمكن من الكلام على بقيتها ولكني أحثكم أيها الإخوة على أن تحرصوا على فهم القرآن الكريم لقول الله تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) أي ليدبروا آياته يتفهموها ويعرفوها وليتذكر أولو الألباب وعليكم بكتب التفسير الموثوقة الذين يوثق بمؤلفيها في دينهم وعقيدتهم مثل تفسير ابن كثير تفسير الشيخ ابن سعدي وتفسير القرطبي على ما فيه من بعض المخالفات نعم
محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فقبل أن نتكلم على ما سمعناه في قراءة إمامنا في صلاة هذا اليوم صلاة الصبح اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف .
الشرط الأول : الإخلاص لله بأن لا يحمل الإنسان على التوبة مراءاة الناس أو أن يمدح عندهم أو ما أشبه ذلك يكون الحامل على التوبة هو خوف الله عز وجل ورجاء ثوابه ورحمته والثاني : الندم على ما فعل من الذنب بحيث يتأسف ويحزن أن فعل هذا الذنب
والثالث : الإقلاع عن الذنب في الحال لا يسوف يقول أتوب غداً أقلع غداً لا يتوب فوراً لأن التوبة واجبة على الفور إن كانت في حق الله فأمرها ظاهر يتوب إلى الله ويقول اللهم إني أتوب إليك اللهم اغفر لي وما أشبه ذلك إن كان في حق الآدميين فلا بد أن يرد عليهم حقوقهم
والشرط الرابع : أن يعزم على ألا يعود يعني ينوي بقلبه نية عازمة جازمة ألا يعود إلى الذنب ولكن هل الشرط ألا يعود أو أن يعزم على ألا يعود، الشرط أن يعزم على ألا يعود فلو فرض أنه عزم على ألا يعود ثم سولت نفسه فعاد فالتوبة الأولى صحيحة لكن يحتاج إلى تجديد التوبة عن ممارسة الذنب مرة أخرى
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه التوبة وذلك أن تكون قبل حضور الأجل فإن كانت بعد حضور الأجل لم تنفع لقول الله تبارك وتعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) وأن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها لأنها إذا طلعت الشمس من مغربها فلا توبة لقول الله تبارك وتعالى: (( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أو كسبت في إيمانها خيراً )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ) هذه خمسة شروط للتوبة - وليعدها إلينا الأخ -
أن تكون خالصة لله
الطالب : ...
الشيخ : لا قبل بالترتيب نعم
الطالب : الندم على...
الشيخ : نعم أن يندم على فعله
الطالب : العزم على أن لا يعود
الشيخ : العزم على ألا يعود، لا قبلها قبلها
الطالب : ...
الشيخ : الإقلاع عنها نعم والرابع
الطالب : العزم على أن لا عود
الشيخ : والخامس الرابع العزم على ألا يعود والخامس أن تكون أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه التوبة - استرح - ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق إلى آخر السورة ولضيق الوقت لن أتمكن من الكلام على بقيتها ولكني أحثكم أيها الإخوة على أن تحرصوا على فهم القرآن الكريم لقول الله تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) أي ليدبروا آياته يتفهموها ويعرفوها وليتذكر أولو الألباب وعليكم بكتب التفسير الموثوقة الذين يوثق بمؤلفيها في دينهم وعقيدتهم مثل تفسير ابن كثير تفسير الشيخ ابن سعدي وتفسير القرطبي على ما فيه من بعض المخالفات نعم
محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فقبل أن نتكلم على ما سمعناه في قراءة إمامنا في صلاة هذا اليوم صلاة الصبح اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف .
تنبيه على الذين يجلسون أو يصلون في ممرات الناس .
الشيخ : أطلب من إخواني الذين حول الكرسي في ممر المسلمين أن ينزحوا عن ذلك لأنه ليس لهم حق أن يجلسوا في الممر فيضيقوا على الناس التضييق على الناس في ممراهم عدوان بلا شك وأذية وقد قال الله تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا )) كما أننا ننصح أيضاً إخواننا الذين إذا دخلوا المسجد الحرام للصلاة صاروا يصلون في الممرات ممرات المسلمين فيضيقون عليهم وأخبرهم أنه لا حق لهم في هذا المكان وأن المرور من بين أيديهم جائز لأنه لا حرمة لشخص يكون في ممر المسلمين أما إذا كانوا في غير الممر فإنه يحرم أن يمر الإنسان بين يدي المصلي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه ) يعني من الإثم ( لكان أن يقف أربعين خيراً من أن يمر بين يديه ) .
تفسير قوله تعالى :" وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ".
الشيخ : أما ما نريد أن نتكلم عليه فاستمع قال الله تبارك وتعالى : (( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم )) الخطاب في قوله : (( وإن يمسسك )) يعود إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والضر ما يضر الإنسان في بدنه أو عقله أو فكره أو غير ذلك هو عام لأن كلمة ضر نكرة في سياق الشرط والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم أي إذا أرادك الله بضر أي ضر كان فلا كاشف له إلا هو أي فلا مزيل له إلا هو جل وعلا لأنه الذي بيده الأمر وإن يردك بخير فلا راد لفضله إذا أرادك الله بخير فإنه لا يمكن لأحد أن يرد هذا الخير أبداً ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ) (( يصيب به من يشاء من عباده )) يصيب به أي بالخير من يشاء من عباده أي من يشاء أن يصيبه من عباده أصابه ولا راد لمشيئته واعلم أن الله تعالى يقرن دائماً أفعاله بمشيئته مثل قوله : (( ويفعل الله ما يشاء )) (( ويفعل الله ما يريد )) وما أشبهه ولكن هذه المشيئة مقرونة بالحكمة فلا يشاء شيئاً تقتضي الحكمة عدمه ولا يعدم شيئاً تقتضي الحكمة وجوده ويدل لذلك قوله تعالى لمن شاء قوله تبارك وتعالى في سورة الإنسان: (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان )) إيش؟ (( عليماً حكيماً )) فأفاد ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين العليم والحكيم أن مشيئته تعالى تابعة لحكمته من اقتضت الحكمة هدايته هداه ومن اقتضت الحكمة إضلاله أضله واسمع إلى قوله تعالى: (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) واسمع إلى قوله: (( والذين اهتدوا زادهم هدىً )) فإذا علم الله من قلب العبد أنه أهل للهداية هداه وإذا علم أنه أهل للزيغ والضلال أزاغه وأضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم أي ذو المغفرة للذنوب والرحمة التي يحصل بها المطلوب هذه الآية كما قلت خطاب لمن ؟ للنبي صلى الله عليه وسلم وإذا كانت خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم دل هذا على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يستطيع أن يدفع الضرر عن نفسه، هو نفسه لو تضرر، لو أراده الله بضر لم يستطع أن يكشفه وإذا كان لا يستطيع أن يكشف الضر عن نفسه إذا أراده الله به فهل يمكن أن يقال إنه يستطيع أن يدفع الضرر عن غيره؟
الطالب : لا
الشيخ : أجيبوا
الطالب : لا
الشيخ : لا، لأن من لا يستطيع أن يدفع الضرر عن نفسه فإنه من باب أولى ألا يستطيع صرف الضرر عن غيره وبهذا تنقطع آمال كل الواهمين الذين يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضر أو ينفع فتجدهم يتجهون إلى قبره ويدعونه مباشرة يا رسول الله افعل كذا يا رسول الله افعل كذا وهذا شرك أكبر شرك أكبر مخرج عن الملة لأن كل من دعا ميتاً لدفع ضرر أو جلب نفع فقد اتخذه إلهاً اتخذه إلهاً ورباً وخسر الدنيا والآخرة وتوهم في الله ما لا يليق به ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حياً لكان يحارب هذا وأمثاله ويقاتلهم لأنه مشرك فاحذر أن تدعو مع الله إلهاً آخر وإذا كان الله تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) يعني يعني رزقاً لا أقول لكم عندي خزائن الله أي خزائن رزقه ولا أعلم الغيب (( ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وإذا كان الله يقول لنبيه : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً إلا بلاغاً )) إلا هنا بمعنى لكن يعني لكن بلاغاً من الله ورسالاته فإن هذه الآيات وأمثالها يقطع طمع كل إنسان يظن أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدفع عنه الضرر أو يجلب له النفع لكن ما الذي ينفعنا ويدفع الضرر عنا بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به واتباعه ظاهراً وباطناً وألا نتقدم بين يديه وألا نحدث في دينه ما ليس منه هذا هو الذي ينفعنا الله به أن نتبع دينه أن نتأسى به أن نكون متخلقين بآداب القرآن وأما أن ندعوه أو نرجوه لكشف الضرر أو جلب النفع فإن هذا لن ينفعنا بل هو يضرنا لأنه شرك والعياذ بالله ولقد ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما شاء الله وشئت فقال له: أجعلتني لله نداً ) لما قال ما شاء الله وشئت قال : ( أجعلتني لله نداً ) كيف يكون هذا الكلام دالاً على أنه جعله نداً لله
الطالب : لأنه قال
الشيخ : ما شاء الله
الطالب : ما شاء الله وشئت
الشيخ : وشئت فقرن مشيئة الرسول بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية - استرح - طيب هذا وهي كلمة لفظ قال: ما شاء الله وشئت فكيف بمن يقول ما شئت يا رسول الله لا ما شاءت الأقدار نسأل الله العافية فإن هذا لا شك أنه شرك أكبر مخرج عن الملة وقد قيل مثل هذا في ممدوح من أجل أن يعطيه هدية أو مكافأة قال له المادح :
" ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار "
يقوله لبشر لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله وإذا قال قائل : القصائد التي فيها مدح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتنكر أم لا تنكر؟ فالجواب: بالتفصيل إذا لم يكن فيها غلو فإنها تقر وتحمد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أهل للثناء وللمدح وأما إذا كان فيها غلو فإنها مذمومة ولا يمكن أن تقبل بأي حال من الأحوال حتى وإن كان قائلها فيما يبدو من حاله حسنُ القصد، حتى وإن كان قائلها فيما يبدوا من حاله حسنَ القصد فإنها لم تقبل أبداً لو أن أحداً امتدح النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله خلق السماوات والأرض والبشر وكل شيء من أجل الرسول ماذا نقول؟ نقول هذا كذب نقول إن هذا كذب وغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قال : إن الله خلق محمداً صلى الله عليه وسلم من نور قلنا هذا كذب وهذا غلو برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أُمر أن يقول : (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) بشر مثلكم فمن أي شيء خلقنا نحن؟ خُلقنا من طين خُلقنا من نطفة والنبي صلى الله عليه وسلم في العوارض البشرية كغيره من البشر حتى إنه ينسى كما ينسى الناس ألم تعلموا أن الرسول عليه الصلاة والسلام ألم تعلموا ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى مرةً من المرات وسلم في الرباعية من ركعتين ظناً منه أنه إيش؟ أنه صلى أربعاً ولما سلم تقدم رجل فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ فقال : لم أنس ولم تقصر ) فنسي أنه نسي نسي أنه نسي لأنه قال : ( لم أنس ) وهو ناسي قال : ( لم أنس ولم تقصر ) ( فقال الرجل : بلى قد نسيت ) وهكذا الصراحة يجب أن تكون صريحاً وإن كان قبيلك أعلم منك وأفضل منك كن صريحاً بلى قد نسيت لماذا جزم الصحابي بأنه نسي مع أنه قال في الأول : ( أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ ) لأنه لما نفى أن تكون قصرت فقد تبين أنها باقية على أنها أربع وحينئذٍ يكون قد نسي فقال : ( بلى قد نسيت ) ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عزيمة الرجل قال للصحابة : ( أكما يقول ذو اليدين ؟ قالوا نعم فتقدم إلى مكانه وأتم صلاته ) ولكنه سجد قبل السلام أو بعد؟
الطالب : بعد
الشيخ : بعد السلام قضى الركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم والحكمة من هذا أن هذا السجود عن زيادة وكل سجود سهو عن زيادة فإنه يكون بعد سلام لئلا يجتمع في الصلاة زيادتان الزيادة التي وقعت سهواً وزيادة السجود فكانت الحكمة أن يكون السجود عن زيادة بعد السلام على كل حال أنا أكرر وأقول إن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يعتريه من العوارض ما يعتري البشر من المرض والجوع والعطش والحر والبرد بل إنه عليه الصلاة والسلام يمرض كما يوعك الرجلين منا يعني يشدد عليه في المرض لينال أعلى درجة الصابرين وأنه عليه الصلاة والسلام لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ولو كان يملك شيئاً من ذلك لكان يهدي عمه أبا طالب الذي أحسن إليه ودافع عنه ولكنه عليه الصلاة والسلام لا يستطيع أن ينفع أحداً إلا بإذن الله وإذا كان لا ينفع أحداً إلا بإذن الله فإلى من نرجع في جلب النفع ودفع الضرر؟ إلى الله وحده فعليك يا أخي بالإقبال على الله تبارك وتعالى وألا تتخذ دونه ولياً فهو وليك ونعم المولى ونعم النصير وإلى هنا ينتهي ما أردنا الكلام عليه ونسأل الله أن ينفع به وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة في الدين والثبات عليه والآن إلى قراءة الأحاديث
الطالب : ...
الشيخ : نعم ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : الكلام على الصلاة في الجلسة أول الليل عشان تتوالى نعم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
مع كتاب عمدة الأحكام ومع الحديث السابع من باب اللعان .
عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : ( كنا نعزل والقرآن ينزل لو كان شيئاً يُنهى عنه لنهانا عنه القرآن ) متفق عليه.
الشيخ : سبق الكلام على هذا الحديث وبينا حكمه.
الطالب : لا
الشيخ : أجيبوا
الطالب : لا
الشيخ : لا، لأن من لا يستطيع أن يدفع الضرر عن نفسه فإنه من باب أولى ألا يستطيع صرف الضرر عن غيره وبهذا تنقطع آمال كل الواهمين الذين يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضر أو ينفع فتجدهم يتجهون إلى قبره ويدعونه مباشرة يا رسول الله افعل كذا يا رسول الله افعل كذا وهذا شرك أكبر شرك أكبر مخرج عن الملة لأن كل من دعا ميتاً لدفع ضرر أو جلب نفع فقد اتخذه إلهاً اتخذه إلهاً ورباً وخسر الدنيا والآخرة وتوهم في الله ما لا يليق به ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حياً لكان يحارب هذا وأمثاله ويقاتلهم لأنه مشرك فاحذر أن تدعو مع الله إلهاً آخر وإذا كان الله تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) يعني يعني رزقاً لا أقول لكم عندي خزائن الله أي خزائن رزقه ولا أعلم الغيب (( ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي )) وإذا كان الله يقول لنبيه : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً إلا بلاغاً )) إلا هنا بمعنى لكن يعني لكن بلاغاً من الله ورسالاته فإن هذه الآيات وأمثالها يقطع طمع كل إنسان يظن أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدفع عنه الضرر أو يجلب له النفع لكن ما الذي ينفعنا ويدفع الضرر عنا بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به واتباعه ظاهراً وباطناً وألا نتقدم بين يديه وألا نحدث في دينه ما ليس منه هذا هو الذي ينفعنا الله به أن نتبع دينه أن نتأسى به أن نكون متخلقين بآداب القرآن وأما أن ندعوه أو نرجوه لكشف الضرر أو جلب النفع فإن هذا لن ينفعنا بل هو يضرنا لأنه شرك والعياذ بالله ولقد ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما شاء الله وشئت فقال له: أجعلتني لله نداً ) لما قال ما شاء الله وشئت قال : ( أجعلتني لله نداً ) كيف يكون هذا الكلام دالاً على أنه جعله نداً لله
الطالب : لأنه قال
الشيخ : ما شاء الله
الطالب : ما شاء الله وشئت
الشيخ : وشئت فقرن مشيئة الرسول بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية - استرح - طيب هذا وهي كلمة لفظ قال: ما شاء الله وشئت فكيف بمن يقول ما شئت يا رسول الله لا ما شاءت الأقدار نسأل الله العافية فإن هذا لا شك أنه شرك أكبر مخرج عن الملة وقد قيل مثل هذا في ممدوح من أجل أن يعطيه هدية أو مكافأة قال له المادح :
" ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار "
يقوله لبشر لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله وإذا قال قائل : القصائد التي فيها مدح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتنكر أم لا تنكر؟ فالجواب: بالتفصيل إذا لم يكن فيها غلو فإنها تقر وتحمد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أهل للثناء وللمدح وأما إذا كان فيها غلو فإنها مذمومة ولا يمكن أن تقبل بأي حال من الأحوال حتى وإن كان قائلها فيما يبدو من حاله حسنُ القصد، حتى وإن كان قائلها فيما يبدوا من حاله حسنَ القصد فإنها لم تقبل أبداً لو أن أحداً امتدح النبي صلى الله عليه وسلم وقال : إن الله خلق السماوات والأرض والبشر وكل شيء من أجل الرسول ماذا نقول؟ نقول هذا كذب نقول إن هذا كذب وغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قال : إن الله خلق محمداً صلى الله عليه وسلم من نور قلنا هذا كذب وهذا غلو برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أُمر أن يقول : (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) بشر مثلكم فمن أي شيء خلقنا نحن؟ خُلقنا من طين خُلقنا من نطفة والنبي صلى الله عليه وسلم في العوارض البشرية كغيره من البشر حتى إنه ينسى كما ينسى الناس ألم تعلموا أن الرسول عليه الصلاة والسلام ألم تعلموا ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى مرةً من المرات وسلم في الرباعية من ركعتين ظناً منه أنه إيش؟ أنه صلى أربعاً ولما سلم تقدم رجل فقال: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ فقال : لم أنس ولم تقصر ) فنسي أنه نسي نسي أنه نسي لأنه قال : ( لم أنس ) وهو ناسي قال : ( لم أنس ولم تقصر ) ( فقال الرجل : بلى قد نسيت ) وهكذا الصراحة يجب أن تكون صريحاً وإن كان قبيلك أعلم منك وأفضل منك كن صريحاً بلى قد نسيت لماذا جزم الصحابي بأنه نسي مع أنه قال في الأول : ( أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ ) لأنه لما نفى أن تكون قصرت فقد تبين أنها باقية على أنها أربع وحينئذٍ يكون قد نسي فقال : ( بلى قد نسيت ) ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عزيمة الرجل قال للصحابة : ( أكما يقول ذو اليدين ؟ قالوا نعم فتقدم إلى مكانه وأتم صلاته ) ولكنه سجد قبل السلام أو بعد؟
الطالب : بعد
الشيخ : بعد السلام قضى الركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم والحكمة من هذا أن هذا السجود عن زيادة وكل سجود سهو عن زيادة فإنه يكون بعد سلام لئلا يجتمع في الصلاة زيادتان الزيادة التي وقعت سهواً وزيادة السجود فكانت الحكمة أن يكون السجود عن زيادة بعد السلام على كل حال أنا أكرر وأقول إن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يعتريه من العوارض ما يعتري البشر من المرض والجوع والعطش والحر والبرد بل إنه عليه الصلاة والسلام يمرض كما يوعك الرجلين منا يعني يشدد عليه في المرض لينال أعلى درجة الصابرين وأنه عليه الصلاة والسلام لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ولو كان يملك شيئاً من ذلك لكان يهدي عمه أبا طالب الذي أحسن إليه ودافع عنه ولكنه عليه الصلاة والسلام لا يستطيع أن ينفع أحداً إلا بإذن الله وإذا كان لا ينفع أحداً إلا بإذن الله فإلى من نرجع في جلب النفع ودفع الضرر؟ إلى الله وحده فعليك يا أخي بالإقبال على الله تبارك وتعالى وألا تتخذ دونه ولياً فهو وليك ونعم المولى ونعم النصير وإلى هنا ينتهي ما أردنا الكلام عليه ونسأل الله أن ينفع به وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة في الدين والثبات عليه والآن إلى قراءة الأحاديث
الطالب : ...
الشيخ : نعم ايش؟
الطالب : ...
الشيخ : الكلام على الصلاة في الجلسة أول الليل عشان تتوالى نعم .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
مع كتاب عمدة الأحكام ومع الحديث السابع من باب اللعان .
عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : ( كنا نعزل والقرآن ينزل لو كان شيئاً يُنهى عنه لنهانا عنه القرآن ) متفق عليه.
الشيخ : سبق الكلام على هذا الحديث وبينا حكمه.
8 - تفسير قوله تعالى :" وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ". أستمع حفظ
شرح أحاديث من كتاب عمدة الأحكام : وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلا بكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ".
القارئ : الحديث الثامن عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ).كذا عند مسلم والبخاري نحوه.
الشيخ : هذا الحديث فيه ثلاث مسائل عظيمة المسألة الأولى: إذا ادعى إنسان إلى غير أهله وهو يعلم فإنه يكفر من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه فقد كفر يعني مثل أن يكون أبوه علياً يعلم أنه أبوه ثم ينتسب إلى رجل آخر اسمه عبد الله فهذا حرام ولا يجوز بل إنه كفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يقع في قوم لعب بهم الشيطان فلبسوا على دولهم وانتسبوا إلى غير آباءهم إما حيلة على أخذ إعانات أو غيرها فتجدهم يكتبون في التابعية أنه فلان بن فلان الفلاني وهو كاذب هذا الرجل يصدق عليه هذا الحديث يكون إيه؟ يكون كافراً ولكن هل هذا الكفر كفر نعمة أو كفر ملة ؟ الأصل في الكفر إذا أُطلق فهو كفر ملة لا كفر نعمة ولكن هذا الذي ذكر في الحديث هنا ليس كفر ملة بحيث يقال إن من انتسب إلى غير أبيه فهو مرتد عن الإسلام لا هو غير مرتد لكن يجب عليه أن يعدل الوضع إلى الحقيقة فإذا قال إن فعلت هذا لزم علي لوازم شديدة إما غرامة مالية أو حبس أو غير ذلك فبماذا نجيبه؟ نجيبه بجواب قاله النبي صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين ومر علينا ما هو؟ ( عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ) نقول يجب أن تعدل، هي اسمها التابعية ولا إيه؟
الطالب : البطاقة
الشيخ : يجب أن تعدل البطاقة بطاقة الأحوال إلى الاسم الصحيح حتى لو حبست حتى لو غرمت مالاً حتى لو قتلت يجب أن تعدله لأن هذا أهون من أن تكون كافراً هذه واحدة الثانية اقرأ .
القارئ : ( ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ).
الشيخ : هذا أيضاً إذا ادعى الإنسان ما ليس له فإن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ منه وأول ما يدخل في ذلك من ادعى أن هذا الولد ولده وليس ولداً له فإنه ليس من الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء وإنما قلت إن هذا أول ما يدخل فيه لأنه مقابل من انتسب إلى غير أبيه هذا إذا نسب أحداً إلى نفسه وليس منه وهذا يقع أيضاً في من التقط لقيطاً تعرفون اللقيط ما هو؟ الطفل يلقى لا يعلم له أب ولا أم فيأخذه إنسان ويحضنه ويقوم عليه ويربيه وينشأ في بيته فبعض الناس والعياذ بالله ينسبه إلى نفسه ويقول هذا ولدي وهذا حرام تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله وقال : ( وليتبوأ مقعده من النار ) .
الشيخ : هذا الحديث فيه ثلاث مسائل عظيمة المسألة الأولى: إذا ادعى إنسان إلى غير أهله وهو يعلم فإنه يكفر من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه فقد كفر يعني مثل أن يكون أبوه علياً يعلم أنه أبوه ثم ينتسب إلى رجل آخر اسمه عبد الله فهذا حرام ولا يجوز بل إنه كفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يقع في قوم لعب بهم الشيطان فلبسوا على دولهم وانتسبوا إلى غير آباءهم إما حيلة على أخذ إعانات أو غيرها فتجدهم يكتبون في التابعية أنه فلان بن فلان الفلاني وهو كاذب هذا الرجل يصدق عليه هذا الحديث يكون إيه؟ يكون كافراً ولكن هل هذا الكفر كفر نعمة أو كفر ملة ؟ الأصل في الكفر إذا أُطلق فهو كفر ملة لا كفر نعمة ولكن هذا الذي ذكر في الحديث هنا ليس كفر ملة بحيث يقال إن من انتسب إلى غير أبيه فهو مرتد عن الإسلام لا هو غير مرتد لكن يجب عليه أن يعدل الوضع إلى الحقيقة فإذا قال إن فعلت هذا لزم علي لوازم شديدة إما غرامة مالية أو حبس أو غير ذلك فبماذا نجيبه؟ نجيبه بجواب قاله النبي صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين ومر علينا ما هو؟ ( عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ) نقول يجب أن تعدل، هي اسمها التابعية ولا إيه؟
الطالب : البطاقة
الشيخ : يجب أن تعدل البطاقة بطاقة الأحوال إلى الاسم الصحيح حتى لو حبست حتى لو غرمت مالاً حتى لو قتلت يجب أن تعدله لأن هذا أهون من أن تكون كافراً هذه واحدة الثانية اقرأ .
القارئ : ( ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ).
الشيخ : هذا أيضاً إذا ادعى الإنسان ما ليس له فإن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ منه وأول ما يدخل في ذلك من ادعى أن هذا الولد ولده وليس ولداً له فإنه ليس من الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء وإنما قلت إن هذا أول ما يدخل فيه لأنه مقابل من انتسب إلى غير أبيه هذا إذا نسب أحداً إلى نفسه وليس منه وهذا يقع أيضاً في من التقط لقيطاً تعرفون اللقيط ما هو؟ الطفل يلقى لا يعلم له أب ولا أم فيأخذه إنسان ويحضنه ويقوم عليه ويربيه وينشأ في بيته فبعض الناس والعياذ بالله ينسبه إلى نفسه ويقول هذا ولدي وهذا حرام تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله وقال : ( وليتبوأ مقعده من النار ) .
اضيفت في - 2006-04-10