الشيخ : فقد استمعنا إلى ما قرأه إمامنا صباح هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان عام ثمانية عشر وأربعمئة وألف حيث قرأ كثيراً من سورة الحجرات وهذه السورة فيها آداب عظيمة آداب خاصة وآداب اجتماعية عامة ابتدأ الله تعالى هذه السورة بقوله : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )) واعلم أن الله تعالى إذا صدّر الخطاب بالنداء فإن ذلك دليل على أهمية هذا الخطاب لأن النداء فيه تنبيه وإيقاظ للفكر فكل خطاب ابتُدِئ بالنداء فإنه يعني أن مضمونه هام ينبغي للإنسان أن ينتبه له وهنا الخطاب مصدّر بالنداء في قوله : (( يا أيها الذين آمنوا )) ثم إذا وُجه الخطاب إلى المؤمنين كان دليلاً على أن ما وجه إليه المخاطب من مقتضيات الإيمان وكمال الإيمان وأن مخالفته نقص في الإيمان فهذه ثلاث فوائد
الفائدة الأولى : إذا صدر الخطاب بالنداء كان ذلك دليلاً على؟ -الأخ قم يا أخي - على أهمية الخطاب لأن النداء يقتضي الانتباه وحضور الذهن استرح ثم إذا صدِّر هذا النداء بوصف الإيمان كان ذلك دليلاً نعم على أنه من مقتضيات الإيمان وكماله - بارك الله فيك - وأيضاً؟
الطالب : ...
الشيخ : وأن مخالفته نقص في الإيمان - طيب استرح - استمع (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )) أي لا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله فتأدبوا مع الله ورسوله ولا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله وهذا يشمل أن تقدَم الأقوال أو الأفعال أو الآراء أو غير ذلك كل شيء يجب أن يكون تابعاً لله ورسوله ولا يجوز أبداً أن يتقدم أحد بين يدي الله ورسوله بشيء.

الشيخ : وعلى هذا فيمكن أن يُستدل بهذه الآية على تحريم جميع البدع كل البدع محرمة كل البدع ضلالة وإن ظن مبتدعوها أنهم على شيء فإنهم يحسبون أنهم على شيء ولكنهم ليسوا على شيء، المبتدع متقدمٌ بين يدي الله ورسوله محدث في دين الله ما ليس منه وبدعته تتضمن أمراً خطيراً جداً، لأن المبتدع مضمون ابتداعه أن الدين لم يكمل وأنه هو الذي كمله بهذه البدعة وهذا لا شك أنه مناقض تماماً لقول الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فيقال لصاحب البدعة إن كانت هذه البدعة من الدين فالدين ناقص قبل وجود هذه البدعة أليس كذلك؟ ومضمون هذا تكذيب قول الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لأن المبتدع لسان حاله يقول إن الدين ناقص حيث لم نجد هذه البدعة في دين الله عز وجل وإن كانت ليست من الدين وهذا هو المطلوب وجب على المرء أن يبتعد عنها غاية الابتداع، لأن الله تعالى يقول : (( فماذا بعد الحق )) إيش؟ (( إلا الضلال )) ما فيه واسطة إما حق وإما ضلالة (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور ) ويقول: ( إن كل بدعة ضلالة ) ولم يستثن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذلك شيئاً، كل بدعة في دين الله فهي ضلالة مهما كان مبتدعها ومهما ظن مبتدعوها أنها حسنة فإنها ضلالة ولذلك نقول من قسّم البدعة إلى أقسام فإن هذا يجب النظر فيه لأنه إن ثبت أنها بدعة فلا يمكن أن نقول إنها حسنة أبداً لماذا لا نقول إنها حسنة؟
الطالب : لأنها ضلالة
الشيخ : لأن أفصح الخلق وأعلم الخلق وأنصح الخلق وأصدق الخلق ماذا قال؟ قال : ( كل بدعة ضلالة ) وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرف معنى كل بدعة ولم يستثن واحدة وعلى هذا فإذا ثبت أنها بدعة فلا يمكن أن نقول إن من البدع ما هو حسن ونقول إنّ من ظن أنّ البدعة حسنة فقد أخطأ لأن لدينا كلاما ممن هو أعلم منه وأنصح منه للخلق وأفصح منه في المقال وأصدق منه في الخبر يقول إيش؟ : ( كل بدعة ضلالة ) وإذا ثبت أنها حسنة إذا ثبت أن هذا حسن مثلاً قلنا يتعين ألا يكون بدعة إذا ثبت أنه حسن يتعين ألا يكون بدعة، لأن الجمع بين كون الشيء بدعة وحسناً جمع بين الضدين انتبه يعني قد يكون الشيء حسناً لكن لا يصح أبداً أن نجعله بدعة.

الشيخ : فإن قال قائل إن قولكم هذا يناقض قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموفق للصواب وذلك أنه خرج ذات ليلة من رمضان ورأى الناس يصلون أوزاعاً يعني متفرقين يصلي الرجل وحده والرجلان جميعاً والثلاثة جميعا وهذا تفرق فأمر رضي الله عنه بثاقب نظره وحسن صنيعه وإخلاص نيته أمر أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة كما ثبت ذلك في الموطأ موطأ مالك بسند من أصح الأسانيد أمرهما أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة وهو العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليه غالباً ولهذا سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت: ( كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) فأخذ بهذه السنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وبعد أن أمر هذين الرجلين وهما؟ السؤال خاص
الطالب : أُبي بن كعب
الشيخ : نعم طيب أتيت بالنصف الثاني؟
الطالب : أُبي بن كعب وتميم الداري
الشيخ : وتميم الداري بارك الله فيك لما خرج ورأى الناس مجتمعين سره ذلك، لأن كل مخلص لدينه ولأمته يسُره أن يجتمع الناس على الحق وكل عدو لدينه ولأمته يسره أن يتفرق الناس في دين الله، عمر رضي الله عنه خرج ووجد الناس مجتمعين على إمامهم فقال: ( نعمت البدعة هذه ) انتبه يا أخ ( نعمت البدعة هذه ) فأثنى عليها وقد سماها بدعة فكيف آتي أنا وأقول إنه ليس في البدع شيء حسن لا شك أن قول عمر فوق قولي وقول غيري ما عدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن خالفه من الصحابة على صواب يعني بمعنى لو أن أحداً من الصحابة خالف عمر وكان الصواب مع المخالف أخذنا بقول المخالف وتركنا قول عمر لأن المقصود هو الوصول إلى الحق فالجواب: إن هذه البدعة التي وصفها عمر بأنها بدعة ليست بدعة في الدين لأنها كانت ثابتة بفعل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس ثلاث ليال جماعة في قيام رمضان ثلاث ليال حتى اكتظّ المسجد بالناس أول ما صلى معه صلى قليلون ثم أكثر ثم اكتظ المسجد بالناس ثم إن من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف أن تفرض على الأمة بالتزامهم إياها لأن الإنسان ربما إذا التزم بشيء شُدد عليه فيه وفرض عليه خاف إذا التزموا بها أن إيش؟ أن تفرض عليهم فترك، إذن إذا أعيد الشيء أو إذا أعيدت الجماعة في قيام رمضان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أتكون بدعة؟ أتكون بدعة؟ لا ما هي بدعة هي دين لكنه تُرك خوفاً من المشقة ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انقطع الوحي ما عاد في وحي، فكانت بدعة باعتبار أنها تُركت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر ثم استُؤنفت على كل حال نعود إلى مرة ثانية، البدع كلها ضلالة ولا يمكن أن نقسم البدع إلى قسمين أو أكثر، لأن ما ظن أنه بدعة حسنة فهو إما أنه غير بدعة وإما أنه غير حسن ولكن المبتدع ظن أنه حسن أما أن يجتمع أنه بدعة وأنه حسن فكلا والله لا يمكن أن يجتمع ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكمل
الطالب : كل بدعة ضلالة
الشيخ : ( كل بدعة ضلالة ) انتبهوا يا إخوان وأنا أدعو كل طالب علم يريد الوصول إلى الحق ألا يكون إمعة، بل أن ينظر في كلام العلماء أيوافق الحق أو لا؟ لأنه ما من أحد إلا ويؤخذ من وقوله ويرد ما من أحد أي من البشر إلا ويؤخذ من قوله ويرد إلا واحداً من؟ الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا لا يرد شيء من قوله (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) المهم نعود إلى الآية لئلا، نستمر هذه الآية تدل على تحريم البدع (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )) لماذا؟ علّل لأن المبتدع قد تقدم بين يدي الله ورسوله وشرع في دين الله ما لم يشرعه الله ولم يأذن به.

الشيخ : ثم كرر فقال : (( لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله )) اتقوا الله اتخذوا وقايةً من عذابه لا تقدموا فتقعوا في العذاب (( إن الله سميعٌ عليم )) يسمع أقوالكم ويعلم أحوالكم فإياكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فإن الله سامع وإياكم أن تُخفوا في صدوركم ما لا يرضاه الله فإن الله عليم، وهذه الآية أعني ختم هذه الآية بهذين الاسمين الكريمين يوجب الحذر التام من المخالفة بالقول أو بالعقيدة أو بالفعل، لأن العلم متعلَّقه واسع، فإياك أن تتقدم بين يدي الله ورسوله، أنت عبد يجب أن تكون ذليلاً لله وأن تتبرأ من كل شيء يخالف شريعة الله، ولو سألنا أيّ مسلم ماذا تريد بعملك ؟ لقال : أريد إيش؟ أريد رضا الله والوصول إلى كرامته فهل يمكن أن تصل إلى الله من طريق غير طريق الله هل يمكن أن تصل بصراطٍ غير صراط الله ؟ لا يمكن الأبواب مغلقة إلا الباب الذي فتحه الله ورسوله وهو الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وعلى وسلم (( اتقوا الله إن الله سميع عليم )).

الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )) هذا أدبٌ آخر يعني لا ترفع صوتك فوق صوت الرسول ولو كان بغير بدعة لو كان باسمه الزم الأدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام اخفض صوتك ولهذا قال في هذه السورة: (( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله )) ايش؟ (( أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجرٌ عظيم )) لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي خاطب الرسول بأدب خافضاً الصوت غير مستعلٍ بصوتك على صوته وإذا كان هذا في صفة المخاطبة فكيف بمن يرفع صوته بالعقيدة أو بالشريعة التي يدّعي أنها شريعة فوق شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام وفوق عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم أليس هذا أشد؟
الطالب : بلى
الشيخ : بلى والله أشد (( ولا تجهروا له بالقول كجهرِ بعضكم لبعض )) مثلاً أنا إذا أردت أن أنادي واحداً منكم يمكن أن أرفع صوتي أو لا؟ يمكن؟ يمكن أن أصرخ به صراخاً لكن الرسول
صلى الله عليه وسلم لا (( لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض )) ثم قال عز وجل محذراً من المخالفة: (( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) اللهم عفوك أن تحبط أعمالكم متى؟ إذا تقدمتم بين يدي الله ورسوله، نعم إذا رفعتم أصواتكم فوق صوت النبي أو جهرتم له بالقول كجهر بعضكم لبعض فإن أعمالكم تحبط وأنتم لا تشعرون وكلمة وأنتم لا تشعرون تفيد أن حبوط العمل دقيق قد يفعل الإنسان ما يحبط عمله وهو لا يشعر كما جاء في الحديث: ( أن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار - كم ؟ - سبعين خريفاً ) يعني سبعين سنة وهي كلمة يسيرة لم يلقي لها بالاً ولهذا قال : (( أن تحبط أعمالكم )) كلمة أن تحبط مصدرة بأن المصدرية فلا بد أن يكون لها عامل محذوف فما هو التقدير؟ أي كراهة أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون يعني أن الله يكره منا أن تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر أتدرون مدى تأثير هذه الآية على الصحابة؟ قد تمر علينا مر الكرام كما يقولون لكنها على الصحابة مرت عليهم كالجبل كالصاعقة .

الشيخ : كان ثابت بن قيس بن الشماس رضي الله عنه من خطباء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المفوهين من أعلم الخطباء أداءً وترتيباً وصوتاً أيضاً وكان صوته قوياً لما نزلت هذه الآية ماذا صنع؟ بقي في بيته يبكي ولعله لا ينام الليل يبكي ليش؟ خاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر، لأن الله حذر (( ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض )) وهو خطيب مفوه قوي إذا خطب بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام لا بد أن يكون له قوة جعل يبكي في بيته وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حسن رعايته لأصحابه بل ولأمته إلى يوم القيامة يتفقد أصحابه أين فلان أين فلان فسأل عنه فقالوا يا رسول الله منذ نزلت الآية وهو في بيته يبكي فأرسل إليه وسأله وأخبر بهذا الخبر قال : ( إنه خشي أن يحبط عمله وهو لا يشعر ) لماذا ؟ أجيبوا خطيب مفوه جهوري الصوت يخطب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ( فأرسل إليه وقال له يعني إنك لست كذلك بل تعيش حميداً وتُقتل شهيداً وتدخل الجنة ) الله أكبر اللهم اجعلنا من أهل الجنة شوف من، يعني خوف الله عز وجل يوصل إلى الجنة من حيث لا يحتسب الإنسان، هل كان ثابت بن قيس يظن أن هذا الخوف يوجب شهادة الرسول عليه الصلاة والسلام له بالجنة؟
الطالب : لا
الشيخ : ما كان يظن هذا فيما أظن والله أعلم بل هو خاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر فيكون من أهل النار، لكن خوف الله هذا ثوابه وجزاؤه جعلني الله وإياكم ممن يخافه ويتقيه الجائزة التي حصلت له ما هي؟ الجوائز ثلاث، الجوائز ثلاث، كل واحدة تعادل الدنيا -الأخ - أنه يعيش حميداً وهذا يتضمن ألا يفعل فعلاً يذم عليه، لأن حميد بمعنى محمود فهذا يقتضي أن الرجل سيكون على آداب عالية في حياته لا يفعل فعلاً إيش؟ يذم عليه
الثاني : ( تقتل شهيداً ) الله أكبر والشهادة درجة عالية أين منزلة الشهداء؟ منزلتهم في المرتبة الثالثة من صالحي الخلق الذين أنعم الله عليهم اذكرهم ، أذكر مراتبهم يا أخ؟ السؤال خاص
الطالب : النبيين
الشيخ : النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - بارك الله فيك تمام - ( تقتل شهيدا ) وقد قال الله تبارك وتعالى: (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون )) الجائزة الثالثة: ختام المسك وهي تدخل الجنة ولهذا كان ثابت بن قيس رضي الله عنه ممن يجب أن نشهد له بأنه من أهل الجنة ونحن نشهد بخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ثابت بن قيس إيش؟ من أهل الجنة الأمر وقع كما دعا الرسول عليه الصلاة والسلام عاش الرجل حميداً وقُتل شهيداً رضي الله عنه، الجائزة الثالثة نعلم أنها ستكون بإيش؟ ستكون بإيش؟ بخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ : أما قصة استشهاده فهي عجيبة هو استشهد رضي الله عنه في وقعة اليمامة في قتال مسيلِمة الكذاب قتل شهيداً وكان عليه درع فمر به رجل وأخذ درعه، أخذ درعه استحسنه وأخذه من أجل أن يستعمله في القتال، ثم إنه في المنام رآه بعض أصحابه رأى من؟ رأى ثابتاً رآه في المنام وأخبره بأن الدرع أُخذ وأنه وُضع تحت برمة في أطراف الجيش وأن حوله فَرس تستن والاستنان وقوف مخصوص للخيل رأى في المنام هذا تعجب فلما أصبح أخبر القائد من قائد وقعة اليمامة؟ خالد بن الوليد رضي الله عنه أخبره بما رأى فذهب يطلب الدرع حسب ما وصفه ثابت فوجده في أطراف الجيش وعليه برمة البرمة ما أدري تعرفونها ولا لا ؟ قدر من خزف قدر يطبخ به الطعام من الخزف وهذا وضع الدرع تحته وجد البُرمة ووجد الفرس حولها يستن وإذا بالدرع موجود، شوف في المنام، يعني هذا ثابت رضي الله عنه بعد أن قُتل علم كيف أُخذ درعه وأين وضع وما حوله لأجل أن يكون هذا قرينة تبعث الذي رآه في المنام على طلب الدرع وجد الدرع كما هو، فأخذه وذهب به إلى خالد وكان ثابت رضي الله عنه أوصى بوصية أخرى فحملت هذه الوصية إلى القائد الأعلى من القائد الأعلى؟ أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة هذه الأمة بعد نبيها وهو أول خليفة استحق الخلافة بإشارة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإجماع أهل الحل والعقد على بيعته المهم أن أبا بكر لما أُخبر نفذ الوصية وهي وصية منين؟ من حي ولا من ميت؟
الطالب : حي
الشيخ : من حي ؟ شوف هذا الصبي يقول إنه شهيد يعني والشهيد حي لكن الحياة برزخية فهي إذن وصية من ميت لكن دلت القرائن على صدقها وأخذ بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن وصية الميت تنفذ إذا دلت القرائن على صدقها وأما إذا لم تدل القرائن على صدقها فلا تنفذ يعني لو رأيت أباك في المنام بعد موته وقال يا بني إني جائع فتصدق عني بخبز من شعير أو بخبز من بر هل تنفذ الوصية؟ أجيبوا يا جماعة لا تُنفذ ما فيه قرائن والشيطان يتمثل بصورة أي إنسان إلا واحداً من؟ الرسول عليه الصلاة والسلام ما يمكن للشيطان أن يتمثل به لكن غيره ولو بلغ ما بلغ من الفضل والعلم يمكن للشيطان أن يتصور به وما يفعله بعض الناس الآن إذا رأى أباه وأوصاه بشيء نفذه غلط والأحكام لا تثبت بالمنامات ولا بالمرائي ولا يجوز العمل بها إلا إذا دلت القرائن إيش؟ على صدقها ولو أننا استجبنا لكل رؤياً رأيناها لأمكن كل مبتدع يقول رأيت الرسول وقال كذا وكذا بل بعضهم يقول من كبَر كذبه يقول رأيت الله فقال لي كذا وكذا ولكن هؤلاء كذبة لا شك إذا أتوا بما يخالف الشرع المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم فهم كاذبون مهما قالوا ولا يمكن للمرائي أن تغير الشريعة ولقد ذكر ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه أشكل عليه مسائل في الفقه - انتبه يا ولد - أشكل عليه مسائل في الفقه وشيخ الإسلام ابن تيمية قلّ أن تشكل عليه مسألة من الفقه لأن الله أعطاه علما واسعا وحفظا تاما وفهما ثاقبا فيقل الإشكال عنده لكن مع ذلك الإنسان بشر يقول ابن تيمية فرأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام وسألته عنها ومن جملة ما أشكل عليه أنه يتقدم إليه جنائز تقدم إليه ليصلى عليها وهم من رؤساء المبتدعة وتعرفون أن البدعة تكبر وتصغر بحسب الدعوة إليها قد تكون البدعة في حد ذاتها لا تكفر لكن إذا كان الإنسان داعية إليها قد يكفر بذلك وإن كانت هي بذاتها لا تكفر، لأن الدعوة إلى منابذة السنة بالبدعة أمر خطير المهم كان يقدّم جنائز وكان شيخ الإسلام رحمه الله يشك في إسلامهم وهل هم كفار ببدعهم أو لا؟ يقول فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " عليك بالشرط يا أحمد " من أحمد؟ ابن تيمية عليك بالشرط ، إيش الشرط؟ يعني استثن، استثن فقل: اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وارحمه وهذه الحمد لله توسعة لأنه ربما تعرف أن هذا الرجل لا يصلي ولكن تخشى أن يكون يصلي في بيته.

الشيخ : فإن كان لا يصلي أبداً فهو كافر لا تجوز الصلاة عليه ولا دفنه مع المسلمين وإنما يخرَج به إلى الصحراء بعيداً عن المنازل ويحفر له حفرة لا تلحيداً يعني ما يجعل له لحد ولبنات يحفر له حفرة ويرمس كما ترمس الجيف لئلا يتأذى الناس برائحته ويتأذى أهله بمشاهدته هذا من؟ الذي لا يصلي أبداً طيب لكن قد يخشى الإنسان أن هذا الرجل يصلي في بيته ونحن لا نعلم فماذا يصنع؟ ماذا يصنع؟ يشترط اللهم إن كان مسلماً فاغفر له وارحمه والرب عز وجل يعلم، يعلم أنه مسلم أو غير مسلم قال : عليك بالشرط يا أحمد، فعلم من هذا أنّ من قدم إليك لتصلي عليه وأنت شاك فيه فإيش؟ فاشترط لكن قد يقول قائل: كيف تقر هذه الرؤيا وأنت الآن تنكر أن تكون الرؤيا مصدراً للتشريع؟ قلنا لأن هناك قرائن شهد لها الشرع

الشيخ : فهناك استثناء في العبادات يجعل اللازم منها جائزاً وهناك استثناء في الدعاء وكلاهما وارد، الاستثناء في العبادات الذي يجعلها جائزة بعد أن كانت لازمة جاء في حديث امرأة قريبة من الرسول من يعرفها؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، ( ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تريد الحج ) والحج إذا شرع فيه الإنسان صار إيش؟ صار لازم الإتمام قال الله تعالى: (( وأتموا الحج والعمرة لله )) ( فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج وأجدني شاكية ) شاكية يعني مريضة ( قال: حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني فإن لك على ربك ما استثنيت ) فإذا كان الإنسان مريضاً ويريد العمرة أو الحج وخاف إلا يستطيع إتمامه فليقل بلسانه: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني فإذا حبُس ماذا يصنع؟ يخلع ثياب الإحرام ويتحلل من إحرامه ويمشي لأهله وهذا الشرط جعل اللازم
الطالب : جائزاً
الشيخ : إي جائزاً طيب، في الدعاء اقرأ آيات اللعان اقرأ آيات اللعان، الذي يرمي زوجته بالزنا ولم يُثبت ذلك بإقرارها أو ببينة يطالب باللعان وإلا جلد حد القذف اللعان أن يشهد إيش؟ أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه هذا دعاء لكن إيش؟ إن كان من الكاذبين يعني وإن لم يكن كاذباً فلا لعنة وهذا استثناء في الدعاء والمرأة تقول تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين.

الشيخ : إذن فهذه الرؤيا التي رآها شيخ الإسلام اللهم اغفر له إن كان مسلماً لها أصل في السنة فنقبلها وإلا لم نقبلها لا من شيخ الإسلام ولا غيره، المرائي لا تثبت بها الأحكام لكن إذا شهد لها الشرع بالصحة أو الواقع بالصحة عملنا بها ولكن الواقع ممن حاله كحال الصحابة صدق وأمانة أما أولئك المشعوذون الذين يقول رأينا كذا وكذا وآية ذلك كذا وكذا ثم يأتي بها الشيطان ويصورها للناس هؤلاء لا يُقبل منهم لعدم الثقة بأقوالهم ولعدم أمانتهم
طيب الخُلاصة الآن أنه لا يجوز لنا أن نقدم بين يدي الله ورسوله أياً كان من الأشياء وأنه لا يجوز أن نجهر للنبي صلى الله عليه وسلم بالجهر كجهر بعضنا لبعض وأن مثل ذلك سبب لحبوط العمل من حيث لا يشعر الإنسان والسورة هذه أحثكم بارك الله فيكم على قراءتها بتمهل وتمعن وتفكير ومراجعة كلام المفسرين فيها لما فيها من الآداب العالية الفردية والاجتماعية وأظن أن الوقت حان لقراءة الحديث ها، الساعة سبع، سبع ودقيقتين بعد، نعم
الطالب : ...
الشيخ : نأخذ الحديث أو نأخذ الأسئلة يا إخوان؟
الطالب : الحديث
الشيخ : هو الذي لم يقدم سؤال سيقول حديث والمقدم السؤال
الطالب : الأسئلة كثيرة يا شيخ
الشيخ : نعم
الطالب : الأسئلة كثيرة يا شيخ
الشيخ : نأخذ أسئلة نأخذ أسئلة والحمد لله ما ضاع الحديث لأننا أخذنا بدله من القرآن نعم.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:

السائل : فضيلة الشيخ يقول السائل في مسألة رضاع يقول: رجل له جدتان من أب رضع من إحداهُن، رضع من إحداهِن
الشيخ : لا إحداهُن
السائل : رضع من إحداهُن، والتي لم يرضع منها لها بنت ولهذه البنت ابنة فهل لمن كانت هذه حالُه أن يتزوج
الشيخ : لمن كانت هذه حالَه بالنصب نعم
السائل : فهل لمن كانت هذه حالَه أن يتزوج ابنة بنت إحدى جدتيه هاتين علماً أن بنت جدته هذه تصير له عمة ؟
الشيخ : ههه والله ما أجيب على هذا أستحي أن أجيب، ما دام أنها تكون له عمة كيف يتزوج عمته على كل حال نأتي بمثال وندع الكلام، رجل له زوجتان، رجل له زوجتان أرضعت إحداهما طفلاً الزوجة التي أرضعته واضح أن أولادها إخوة له أليس كذلك؟ طيب الزوجة الثانية أولادها من زوج المرأة المرضعة إخوة ولا غير إخوة؟ إخوة لكنهم إخوة من الأب وأما من المرأة التي أرضعته فهم إخوة أشقاء طيب لو كانت المرأة التي أرضعته لها أولاد من زوج سابق يكونون إخوة للراضع ولا لا؟ نعم يكونون إخوة للراضع لكن من الأم إي نعم طيب.

السائل : أثابكم الله يقول السائل : رجل وجد في ملابسه نجاسة ولم يدرِ متى أتت هذه النجاسة فماذا يفعل وهل يعيد الصلوات التي صلاها بهذا الثوب ؟
الشيخ : لا لا يعيد الصلاة صلاته صحيحة لأنه إذا لم يعلم هل كانت النجاسة بعد الصلاة أو قبلها فالأصل أنها بعد الصلاة بل لو علم أنها كانت قبل الصلاة لكونها جافة يابسة لكنه لم يعلم بها فصلاته صحيحة بل لو كان يعلم أنها قبل الصلاة وعلم بها لكن نسي أن يغسلها وصلى بها فصلاته صحيحة الدليل الدليل قول الله تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) ودليل آخر: ( صلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم بنعليه والصحابة يصلون بنعالهم مع رسولهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) لأن لهم فيه أسوة حسنة ونحن كذلك نصلي بنعالنا تأسياً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( فخلع نعليه وهو يصلي ومن تمام تأسي الصحابة به خلعوا نعالهم ) لأنهم لبسوها تأسياً به فإذا خلعها خلعوها ( فلما انصرف من الصلاة سألهم ما لكم خلعتم النعال؟ قالوا : يا رسول الله رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا فقال: إن جبريل أتاني فقال إن فيهما قذراً فخلعتهما ) الله أكبر الرسول ما يدري أجيبوا
الطالب : نعم
الشيخ : نعم لأنه لا يعلم الغيب فهو لم يدر بهذا القذر لكن من حماية الله تبارك وتعالى لرسوله أن يصلي بشيء فيه قذر أرسل جبريل وأخبره أن فيهما قذراً لأن الظاهر أن جبريل إنما أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم رسولاً من عند الله فخلع الرسول نعليه ومضى في صلاته ولم يخرج منها مع أنه في أول الصلاة كان لابساً إيش؟ نعلين فيهما قذر لكنه لم يعلم فعفي عنه فدل ذلك على أن الإنسان إذا صلى في شيء، إذا صلى بشيء نجس من نعال أو سراويل أو ثياب أو غترة وهو جاهل فصلاته صحيحة فإن علم في أثناء الصلاة فالواجب أن يخلع ما يمكن خلعه ولننظر الغترة يمكن خلعها؟
الطالب : يمكن
الشيخ : ويبقى أصلع نعم يبقى ما عليه شيء ما في مانع؟ طيب السروال؟ هو عليه قميص نعم عليه قميص، يخلع السروال يمكن ؟ يمكن نعم يخلع السروال طيب إذا لم يكن عليه إلا السروال لا يخلع لكن ماذا يصنع؟ ينصرف من صلاته ويغير السروال لا بد أن ينصرف أو عليه قميص فقط وعلم أنه نجس وليس عليه سوى القميص ماذا يصنع ؟
الطالب : ينصرف
الشيخ : يخلعه؟ لا يمكن إذن ينصرف من صلاته ويغير الثوب أو يغسل الثوب واضح يا جماعة؟ طيب وعلى هذا نقول في جواب السؤال إذا صلى بثوب نجس ولا يدري النجاسة كانت قبل الصلاة أو لا فصلاته صحيحة، بل لو علم أنها كانت قبل الصلاة لكونها جافة لكن لم يعلم بها فصلاته صحيحة بل لو علم بها قبل الصلاة ثم نسي أن يغسلها وصلى فصلاته صحيحة ولكني أقول لكم بادروا بغسل النجاسة.