الشيخ : فيقول إذا كان الإنسان مريضا فيغلب جانب أتموا الرجاء وإن كان صحيحاً فليغلب جانب الخوف حتى لا يكون في صحته مقبلا على ما لا ينبغي ولهذا قال الحكيم في نظمه :
" إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة "
طيب، والذي يتبين لي أن الإنسان ينبغي أن ينظر إلى حاله وهو طبيب نفسه فإذا رأى من نفسه أنه يغلب جانب الرجاء ويتهاون بالطاعات ويقول أن الله غفور رحيم فليحجم عن هذا الرجاء إلى جانب الخوف وإذا كان عنده وساوس وخوف ألا يقبل عمله فليغلب جانب الرجاء والإنسان طبيب نفسه سواء كان ذلك في الصحة أو في المرض ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

الشيخ : يقول الله عز وجل : (( إن الله يغفر الذنوب جميعاً )) حتى الشرك يا أخانا إي نعم، حتى الشرك يغفره الله ؟ حتى الشرك إي أشرك قبل أن يموت يغفره الله؟ نعم
الطالب : ...
الشيخ : طيب نعم يقول هذه الآية - استرح - هذه الآية تعم حتى الشرك لقوله : (( إن الله يغفر الذنوب جميعاً )) بدون استثناء لكنها كما قال بعض السلف في التائبين لا في المصرين المصر لو أصر على الشرك لم يغفر له لكن التائب إذا تاب ولو كان مشركاً بالله ولو كان قاتلا للنفس التي حرم الله ولو كان زانياً فإنه إذا تاب تاب الله عليه ولا، نعم، هل هذه الآية عامة فيمن تاب ومن لم يتب أو فيمن تاب ؟
الطالب : في الاثنين
الشيخ : نعم في الاثنين خطأ الظاهر أنك معنا في جسمك ولست معنا في قلبك أليس كذلك ؟ قل الحق ولو مرة نعم أليس كذلك ؟ نعم يقول : بلى انتبه استرح، هذه الآية فيمن؟ في التائبين متى تاب الإنسان إلى ربه ولو من أعظم الذنوب فإن الله تعالى يتوب عليه ويغفر ذنبه استمع إلى سورة الفرقان ماذا قال الله فيها؟ (( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ )) فذكر انتفاء الشرك منهم (( وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ )) فذكر أن قتل النفس متنتفي (( ولا يزنون )) فذكر أن الزنا منتفي ثم قال : (( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ )) ومهما كان الذنب إذا تبت إلى الله فإن الله تعالى يتوب عليك ولا تيأس ولا تقنط.

الشيخ : لكن التوبة لها شروط يا إخوانا شروط خمسة :
الأول : الإخلاص ، والثاني: الندم ، والثالث: الإقلاع ، والرابع: العزم على ألا يعود ، والخامس: أن تكون قبل غلق أبواب التوبة، أعود الإخلاص، الندم، الإقلاع، العزم على ألا يعود، أن تكون قبل غلق أبواب التوبة. المرة الثالثة الإخلاص، والندم، والإقلاع، والعزم على ألا يعود، وأن تكون قبل إغلاق باب التوبة. عدها
الطالب : الندم
الشيخ : لا ما هو أولا الندم
الطالب :الإخلاص
الشيخ : الإخلاص
الطالب : الندم
الشيخ : الندم
الطالب : الإقلاع
الشيخ : الإقلاع
الطالب : العزم على أن لا يعود
الشيخ : العزم على ألا يعود
الطالب : ...
الشيخ : ما ذكرنا الغرغرة إلى الآن أن تكون
الطالب : قبل أن ينقطع باب التوبة
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك جيد، الإخلاص ضده الرياء مثلاً الرياء يخالف يعني مضاد للإخلاص لئلا يحمل الإنسان على التوبة إلا التقرب إلى الله عز وجل وابتغاء ثوابه الندم ويش معنى الندم ؟ الندم يعني الأسف والأسى أن يكون وقع منه هذا الذنب والثالث الإقلاع أن يُقلع عن الذنب فأما مع الإصرار عليه فهو استهزاء بالله عز وجل لو أن الرجل قال إني تائب من الربا ولكنه يحاسب كل يوم عماله على الربا ويقول الربا اليوم قليل ليش ما زدته ؟ وهو يقول : اللهم إني أتوب إليك من الربا إيش هذا ؟ صحيحة ولا غير صحيحة هذه غير صحيحة بل هذه أقرب ما تكون أن تكون استهزاء بالله عز وجل إنسان يغتاب الناس والغيبة ما هي ؟ ذكرك أخاك بما يكره بأن تقول هو أعور هو أعمى هو أعرج هو قبيح الوجه نعم، هو أحمق هو غشاش هو كذاب وما أشبه ذلك وهذا رجل يقول : إنني تبت من الغيبة ولكن بمجرد ما يجد رجلاً يتحدث إليه بغيبة أحد يفرح ويغتاب ما تقولون في هذه التوبة ؟ صحيحة ولا غير صحيحة ؟ غير صحيحة لأنه لم يقلع، إنسان غصب ثوباً من إنسان وليكن الزمن بارداً الوقت بارداً ، وليكن الوقت بارداً فغصب منه الثوب وقال أستغفر الله وأتوب إليه من غصب أموال الناس ثم قال لأهله يا بنت ولا يا زوجة هات الثوب اليوم برد الثوب المغصوب ولبسه أتصح توبته؟ لا تصح لماذا؟
الطالب : لم يقلع
الشيخ : لأنه لم يقلع طيب رجل غصب أرضاً، غصب أرضاً يعني استولى عليها وهي ليست له وبينما هو في الأرض كان معه جليس صالح وقال يا فلان الغصب شديد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين ) وجعل ينصحه قال : اللهم إني تائب إليك وهو الآن في وسط الأرض سيخرج من الأرض بخطوات أليس كذلك؟
الطالب : بلى
الشيخ : فيه إشكال هذا ، يخرج بخطوات ما دام يخطو هذه الخطوات في أرض غيره هل يقال إنه مقلع أو لا؟ الجواب نعم يقال إنه مقلع لأنه الآن يريد أن يخرج ليتخلص منها فيكون سيره على الأرض داخلاً في مضمون التوبة طيب.
الشرط الرابع
الطالب : العزم على أن لا يعود
الشيخ : العزم على ألا يعود يعني هو حين تاب من التوبة عزم بقلبه ألا يعود إليها مدى الدهر فإن كان يقول أتوب إلى الله ومن نيته أنها لو تيسرت المعصية لفعل، أتصح التوبة ؟ لا لماذا؟ لأنه لم يعزم على ألا يعود فإن عزم على ألا يعود ولكن سولت له نفسه ففعل فهل تبطل توبته الأولى أو لا ؟ لا تبطل لكن عليه أن يجدد توبة للفعل الأخير.

الشيخ : ولقد كان يسأل بعض الناس يقول إنه نذر ألا يفعل هذه المعصية من شدة حرصه على ألا يعود نذر ألا يفعلها ولكن فعل وهذه تجري لصنفين من الناس الصنف الأول بعض الشباب يبتلى بما يسمى العادة السرية ويعرف أنها حرام فيتجنبها ويقول لله علي نذر ألا أفعلها ثم تغلبه نفسه فيفعلها هل توبته الأولى تبطل لفعله أو لا تبطل ؟ لا تبطل لكن عليه تجديد التوبة وكلما أذنب فليتب إلى الله وماذا يفعل بنذره ؟ يكفر كفارة يمين لأن هذا النذر يقصد به الامتناع وكل نذر يقصد به الامتناع فإنه يكفي فيه كفارة اليمين.

الشيخ : الصنف الثاني من الناس: الدخان بعض الناس يعرف أن الدخان حرام ويعرف مضرته فينذر ألا يشرب الدخان ويتوب إلى الله من ذلك ثم يرجع إليه هل تبطل توبته الأولى إيش ؟ لا تبطل لكن عليه أن يجدد التوبة ثانية ويتوب إلى الله تعالى من شرب الدخان لأن شرب الدخان تبين الآن للخاص والعام أنه من المحرمات لضرره البدني والمالي والاجتماعي والديني كل هذا أضرار الدخان
المالي: لأن الإنسان يصرف عليه الباكت بأربعة ريالات وهو يفني في اليوم اثنين أو ثلاثة هذا المتوسط والأعلى أربعة خمسة اضرب خمسة في أربعة كم ؟عشرين ريال يومي عشرين ريال وربما يكون فقيرا يجوع أهله من أجل أن يشتري الدخان هذا ضرر مالي واضح الضرر
البدني ما هو ؟ أنه مضر بالصحة عامة فتجده في فتور دائماً ويحدث أمراضا صعبة الشفاء كالسرطان في الرئة واللثة والقلب
ضرره الاجتماعي : أن هذا الدخان يضر بالمجتمع ولذلك كانت الأمم الراقية طبياً يمنعون من شرب الدخان في المجتمعات كالأوتوبيسات والمقاهي وما أشبه ذلك لأنه يضر بالناس
الرابع ايش؟ : الضرر الشرعي الديني لأنه يُثقل العبادات على شاربه ولاسيما الصيام فتجد المبتلى بشرب الدخان يكون الصيام عليه ثقيلا وعند الإفطار نعم ... عنده أربعة أو خمسة سجائر وربما يفطر على السيجارات دون التمر والرطب وهذا ... عن شاربيه ويسأل الله العون والتوفيق أجارنا الله وإياكم من كل سوء طيب.

الشيخ : طيب الشرط الخامس إيش؟ أن يكون قبل غلق أبواب التوبة وغلق أبواب التوبة نوعان عام وخاص أما العام فهو طلوع الشمس من مغربها فهذه الشمس التي ترونها الآن تخرج من المشرق وتغرب من المغرب سيأتي اليوم الذي تشرق من المغرب بأمر الله عز وجل إذا خرجت الشمس من المغرب ماذا يحدث للناس ؟ كل الناس يؤمنون لأنهم يعلمون أنه لا يمكن لأحد أن يرد الشمس من مغيبها إلا الله عز وجل فيؤمنون ويتوبون من الذنوب لكن لا تنفع التوبة قال الله تعالى : (( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها )
أما الثاني الخاص فهو حضور الأجل إذا حضر الموت لا تنفع التوبة واستمع إلى كلام الله عز وجل : (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) هذا ما له توبة بعد أن حضره الأجل وأيس من الدنيا وتقطعت العلائق يقول تبت إيش الفائدة ؟

الشيخ : واستمع إلى مثال تطبيقي في قصة فرعون فرعون لما أدركه الغرق تاب أو لم يتب ؟ تاب وقال : (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )) يعني الله (( وأنا من المسلمين )) فقيل له إيش : (( آلْآنَ )) تتوب وتقول هذا القول (( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) فلم تقبل توبته وفي قوله : (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )) نكتة غريبة من يعرفها؟ إيش ؟ ما أسمع
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، نعم (( أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ))
الطالب : ...
الشيخ : وهذا غاية الذل تمام يعني هؤلاء القوم الذين كان هو يقتلهم ويذبحهم لأنهم آمنوا بالله أصبح الآن يقلدهم ويكون تابعاً لهم (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )) أسأل الله أن يمن علي وعليكم بالتوبة.

الشيخ : وإذا كانت التوبة تنقطع بحضور الأجل فمن منا يضمن أن يبقى خمس دقائق؟ أجيبوا لا أحد إذن تجب التوبة على الفور أسأل الله أن يعينني وإياكم عليها تجب التوبة على الفور فمن كان لأخيه حق عليه فليتخلص منه الآن قبل أن يأتي يوم لا يستطيع الخلاص منه إلا بأخذ أغلى شيء عنده وهي الأعمال الصالحة فإن الحقوق إذا لم تقض في الدنيا قضيت في الآخرة وإذا قضيت في الدنيا قضيت بالدرهم والدينار وأما في الآخرة فلا تقضى إلا بالأعمال الصالحة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأصحابه ذات يوم : ( من تعدون المفلس فيكم ؟ ) يعني من هو الفقير ؟ المفلس الذي أخذ الغرماء ماله ( فقالوا: يا رسول الله المفلس الذي ليس عنده درهم ولا متاع أو قالوا ولا دينار ) صحيح هذا؟ إلا بلى صحيح كيف ما هو صحيح إنسان ما عنده فلوس أخذه الغرماء هذا مفلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال حسنات عظيمة كبيرة فيأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن بقي من حسناته شيء وإلا أُخذ من سيئاتهم فطُرح عليه ثم طرح في النار ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والله هذا إفلاس أن يفقد الإنسان أعماله الصالحة في وقت هو أحوج ما يكون إليها فيا أخي تحلل تحلل ما دمت في زمن الإمهال تخلص ما دمت في زمن الخلاص ثم إنك إذا لم تفعل وقدرنا أنك ظلمت شخصاً في ماله ولم تتحلل منه من الذي سيخلفك في هذا المال ؟ الورثة يأكلونه لهم غنمه وعليك غرمه. نسأل الله السلامة والعافية.

الشيخ : أما الآن فإلى أسئلة المسابقة والإجابة عليها والإجابة والحمد لله لا بأس بها جيدة حسب ما أبلغني الإخوان لكن على كل حال نحن رتبنا الأجوبة لأن الذي تقدم في المشاركة أكثر من ثمانين واحداً نعم إيش؟ أكثر من ثمانين لا لا لا الذي قدم قد يكون بعضهم يأخذ صفر وبعضهم يأخذ صفرين نعم لكن الكلام على الذي تقدم والذي فاز والذي قررنا له الجائزة عشرة ومن أراد أن يأخذ جائزته فهي موجودة في دار الحرمين نعم إيش؟ ايش؟ إي نعم في دار الحرمين ابتداءً من مساء هذا اليوم فليذهب إلى هناك فإما أن يجد الجائزة وإما أن يقال بارك الله لك في جوابك وأخلف عليك وتكون زيارة طيب. نقرأ الأسئلة ونقرأ الجواب.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول : اذكر الآية التي اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة وفي أي سورة هي وما رقمها ؟
الشيخ : طيب من يذكرها ؟ خطأ استرح نعم أربعة وستون ، خمسة وستون ، طيب استرح هي قول الله تعالى : (( رب السماوات والأرض وما بينهما )) هذه الربوبية (( فاعبده واصطبر لعبادته )) هذه الألوهية (( هل تعلم له سمياً )) هذه الأسماء والصفات، لأن معنى هل تعلم له سميا هل تعلم من يساميه ويضاهيه الجواب لا فهذه الآية جمعت أنواع التوحيد الثلاثة واعلم أن العلماء السابقين قالوا إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام فقط وحدث من حدث وقال إنه أربعة أقسام وجعلوا الرابع توحيد الحاكمية وهذا يشم منه رائحة نتنة فتوحيد الحاكمية داخل في توحيد الربوبية من حيث نسبته إلى الله وفي توحيد العبادة من حيث نسبته إلى المخلوق لأن الحاكم هو الله عز وجل والمنفذ للحكم من ؟ المخلوق يعبد الله تعالى بحكمه ولا حاجة إلى تخصيصه لأنه داخل فيما سبق لكن الذين أتوا به تخصيصاً الله أعلم بمرادهم لكنها ليس جيداً
وزاد بعضهم قسما خامسا وهو توحيد المتابعة وهذا ليس من توحيد الله هذا من توحيد الاتباع وليس مراد العلماء رحمهم الله وذلك أنه يجب على الإنسان أن يوحد الرسول صلى الله عليه وسلم في اتباع شريعته بمعنى ألا يتبع آراء العلماء ويدع إيش؟ الشريعة وهذه داخلة في ضمن العبادة لأن العبادة لا يمكن أن تتم إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

السائل : السؤال الثاني: ما هو التوسل واذكر أقسامه وحكم كل قسم مع الدليل ؟
الشيخ : هذا طويل في الواقع أولاً ما هو التوسل من يعرف ؟ تبرك ، تبرؤ ، التقرب؟ لا، نعم استرح هذا قاصر، استرح
التوسل هو فعل ما يوصل إلى المقصود هذا التوسل فعل ما يوصل إلى المقصود هذا هو التوسل وهذا بالمعنى العام أما التوسل إلى الله عز وجل فهو التقرب إليه تبارك وتعالى بما يوصل إليه وإلى دار كرامته نعم ويش بعده ؟ أما حكمه فهو أقسام جائز وممنوع.
فالممنوع أن يتوسل إلى الله تبارك وتعالى بما لم يشرعه الله أن يتوسل إلى الله بما لم يشرعه الله عز وجل هذا ممنوع لأن الوسيلة لا بد أن تكون معلومة بالشرع وأما الجائز فهو التوسل إلى الله بما شرع
أقسامه : كذا في السؤال؟ ها نعم التوسل إلى الله تعالى بأسماءه عموماً هذا واحد
التوسل إلى الله تعالى بأسماءه الخاصة
التوسل إلى الله بصفاته عموماً
التوسل إلى الله تعالى بالصفة الخاصة
التوسل إلى الله تعالى بالإيمان
التوسل إلى الله تعالى بفعل الطاعة وترك المعصية
التوسل إلى الله بذكر حال المتوسل
التوسل إلى الله تعالى بدعاء من ترجى إجابته
كل هذه جائزة فمثلا إذا قلت اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى أن تغفر لي توسل بإيش؟ بأسماء الله الحسنى على العموم ومنه حديث ابن مسعود ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ) هذا توسل باسم خاص ولا بكل الأسماء ؟ بكل الأسماء التوسل بالاسم الخاص أن تتوسل إلى الله تعالى يما يتناسب مع مطلوبك فتقول يا غفور إيش؟ اغفر لي أو اللهم اغفر لي إنك أنت الغفور ، التوسل بالصفات عموماً أن تقول اللهم إني أسألك بأسماءك الحسنى وصفاتك العليا، والتوسل إلى الله بصفة خاصة أن تتوسل إلى الله تعالى بما يناسب مطلوبك مثل: ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيرا لي ) وكدعاء الاستخارة فإن الإنسان يقول في دعاء الاستخارة : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) طيب ويش بقي؟ التوسل بالإيمان بالإيمان بالله عز وجل مثل قوله: (( رينا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان )) وهو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا )) فتوسلوا بالإيمان بالله إلى أن يغفر لهم الذنوب.
التوسل بالعمل الصالح وترك المعصية في قصة الثلاثة ثلاثة رجال آواهم الليل إلى غار فدخلوا في الغار أتعرفون الغار؟ إيش الغار الغار الجحر جحر الضب ولا جحر اليربوع ؟ الجحر ما يصلح
الطالب : ...
الشيخ : زين بارك الله فيك، هو ثقب في الجبل ويسمى المغارة، ( آواهم الليل إلى الغار ودخلوا في الغار فأرسل الله تعالى عليهم صخرة كبيرة سدت باب الغار وعجزوا أن يزحزحوها فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم أحدهما توسل بالبر والثاني توسل بالوفاء والثالث توسل بالعفاف، الذي توسل بالبر توسل إلى الله تعالى أنه بر بوالديه غاية البر فكان يسرح بغنمه وإذا جاء الليل عاد إلى أهله وحلب الغنم وأعطى أول من يعطي أبويه في يوم من الأيام نأى به طلب الشجر يعني المرعى فأبعد وتأخر فلما رجع وجد والديه قد ناما وأولاده يتضاغون عنده يطلبون الشراب اللبن ولكنه أبى أن يعطي أولاده حتى يسقي والديه ومنعه البر أن يقيم والديه من النوم فلما طلع الفجر استيقظ الوالدان فأعطاهما غبوقهما ثم أسقى أولاده ) هذا غاية البر أليس كذلك؟ ( توسل إلى الله بهذا فانفرجت الصخرة قليلا أما الثاني فتوسل بالوفاء استأجر أجراء وبقي لأحدهم أجرته عنده ثم جاء الرجل يطلب أجرته فقال لك كل ما ترى من إبل وغنم وغيرها قال : اتق الله ولا تستهزئ بي كل هذه أجرة قال لا أستهزئ فإذا هو قد نمى أجرته حتى صارت هذا المال الكثير يقول اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة لكنهم لا يستطيعون الخروج الثالث: توسل بغاية العفاف كان له بنت عم يحبها حباً شديداً وراودها عن نفسها وأبت وفي سنة من السنوات أحوجتها الدنيا فجاءت إليه تطلبه فأبى إلا أن تمكنه من نفسها فأبت ولكن الحاجة ألحت فجاءت إليه ومكنته من نفسها للضرورة فلما جلس منها ما يجلس الرجل من امرأته قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه )كلمة عظيمة فتركها تركها لا زهداً بها وهي من أحب الناس إليه لكن خوفا من الله عز وجل ( قال اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة حتى خرجوا ) الله أكبر من الذي زحزحها الله الذي أرسلها فتبين بهذا أن الإنسان يجوز أن يتوسل بإيش؟ بالعمل الصالح، بقي؟
التوسل بحال السائل ومنه قول موسى عليه الصلاة والسلام : (( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )) توسل إلى الله بذكر حاله وأنه فقير إلى ربه فيسر الله له الأمر
الخامس : التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ومن ذلك قصة الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : ( يا رسول الله ادع الله أن يغيثنا فقد انقطعت السبل فدعا فأغيثوا ) هذا توسل بإيش؟ بطلب الدعاء ممن ترجى إجابته
ولكن هل الأفضل للإنسان أن يطلب الدعاء من غيره ؟ الجواب : إن كان للمصلحة العامة فنعم لو جاء للشخص الذي ترجى إجابته فقال الناس في فتن ادع الله أن يرفع عنهم هذه الفتن فهذا طيب ولا بأس به أو قال الناس في قحط شديد والأمطار تأخرت والأرض أجدبت فادع الله هذا طيب لكن أن يطلب الدعاء لنفسه خاصة فهذا لا ينبغي ولكنه ليس حراماً لكن لا ينبغي لما فيه من إذلال السائل، لأنك إذا قلت ادع الله لي فهذا نوع من المسألة ففيه شيء من الإذلال وفيه أيضاً أن المطلوب منه الدعاء قد إيش؟ قد يغتر بنفسه ويتعاظم وينتفخ حتى يكون أكبر من حاله أربع مرات لأنه صار ملاذاً للناس يسألونه أن يدعو له وهذا قطع لظهره في الواقع ولهذا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يمدح آخر قال : ( ويلك أو قال : ويحك قطعت عنق صاحبك ) لأن هذا يؤدي إلى الغرور ومنها أن الإنسان إذا اعتمد على غيره في الدعاء تكاسل هو عن دعاء ربه وقال الحمد لله أنا وصيت فلان يدعو لي وفلان أقرب إلى الإجابة مني ومنها أنه يفوته عبادة من أجلّ العبادات وهي الدعاء فإن الدعاء من العبادة قال الله تعالى : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) نعم.

السائل : السؤال الثالث: قال تعالى : (( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم )) ما معنى هذه الآية مع التمثيل ؟
الشيخ : طيب معنى الآية لا تجعلوا الأيمان مانعة لكم من فعل الطاعات وترك المحرمات والإصلاح بين الناس لأن بعض الناس إذا قيل له افعل كذا من البر قال قد حلفت ألا أفعل، هذا نهى الله عنه مثاله : رجل حلف ألا يكلم فلاناً فقيل له اتق الله لا تهجر أخاك قال قد حلفت ألا أكلمه نقول له إيش؟ لا تجعل الله عرضةً ليمينك كلمه وكفر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير ) نعم نكمل.

السائل : السؤال الرابع : تتبع آيات القسم في القرآن واذكر كل قسم مقرونا بفعله ؟.
الشيخ : طيب هذا لا يمكن الآن أن نتتبعه لأنه كثير لكن المراد بالسؤال أن تذكر القسم الذي جاء بلفظ أقسم أو أقسموا أو ما أشبه ذلك فمثلاً (( لا أقسم بيوم القيامة )) داخل (( وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى )) غير داخل (( قل بلى وربي لتبعثن )) غير داخل المقصود اليمين المصدرة بالقسم بلفظه وتتبع هذا سهل كيف العثور عليه أن نرجع إلى المعجم ها المعجم المفهرس بالكسر لألفاظ القرآن كما نقول المعجم المفرس في الحديث ما هو المفهرَس المفهرِس طيب.

السائل : السؤال الخامس : اذكر دليلا واحد من الكتاب والسنة على علو الله ودليلا من القرآن على أن القرآن كلام الله تعالى ؟.
الشيخ : نعم هذا واضح . طيب مشي.

السائل : السؤال السادس : ما هو الفرق بين السهو في الصلاة والسهو عن الصلاة وأيهما المذموم وما الدليل وما هو ضابط سجود السهو الذي بعد السلام ومثل له ؟
الشيخ : طيب الفرق بين السهو عن الصلاة والسهو فيها أن السهو عنها هو التغافل عنها والإعراض عنها وهذا هو المذموم لقول الله تعالى : (( فويل للمصلين * الذين هم صلاتهم ساهون )) وهو بمعنى قوله تعالى : (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ))
أما السهو في الصلاة فهو النسيان أن ينسى شيئا من الصلاة من واجباتها أو أركانها أو ما أشبه ذلك وهذا غير مذموم لأنه من طبيعة البشر ولهذا حصل لسيد البشر مَن؟ محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم سها عدة مرات وقال : ( إنما بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) وفي يوم من الأيام ( صلى الظهر أو العصر ركعتين وسلم صلى ركعتين وسلم لكنه صلوات الله وسلامه عليه سلم وهو منقبض فقام إلى خشبة في مقدم المسجد فاتكأ عليها وشبك بين أصابعه هكذا ووضع خده على ظهر كفه ) إذا رأيتم الرجل قال هكذا معناه أنه مهموم ولهذا قال : ( كأنه غضبان ) والحكمة من هذا أنه انفعال نفسي حيث إنه خرج من العبادة قبل إيش؟ قبل أن يتمها المسلمون يهابون الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه عليه الصلاة والسلام ألقى الله المهابة على شخصه الكريم من رآه يهابه هيبة عظيمة لكنه إذا خالطه الإنسان وجده أيسر الناس وأعظمهم بشاشة صلوات الله وسلامه عليه من جملة الحاضرين صاحباه أبو بكر وعمر ومع هذا هابا أن يكلماه ويقولان إنك سلمت قبل التمام وفي القوم رجل طويل اليدين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداعبه ويدعوه فيقول : ( يا ذا اليدين ) لطول يديه ومعلوم أن الإنسان إذا كان يداعب شخصاً فإن الشخص هذا يجرأ عليه أكثر من غيره ولكن الرجل كان مؤدباً ومنطقياً ولو أراد أهل المنطق أن يأتوا بمثل عبارته لبقوا أياماً يصوغونها فقال : ( يا رسول الله أنسيت أم قُصرت الصلاة ) ذكر إيش احتمالين هما النسيان أو قصر الصلاة وبقي احتمال ثالث ما هو؟ أنه تعمد أن يسلم قبل التمام وهذا غير وارد ولذلك لم يورده لأن هذا ممتنع غاية الامتناع أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسلم عمدا قبل أن يتمم الصلاة فذكر الاحتمالين ( أنسيت) هذا ممكن ولا غير ممكن ؟ ممكن ( أم قصرت الصلاة ؟) ممكن أنها نسخت الإتمام إلى القصر كما نسخ القصر إلى الإتمام بالنسبة لصلاة الحضر وأقرت صلاة السفر ماذا أجابه المصطفى عليه الصلاة والسلام قال : ( لم أنس ولم تقصر ) سبحان الله الرسول يقول لم أنس ولم تقصر فينكر النسيان وينكر القصر مع أن أحدهما كائن لا محالة ( فقال له الرجل : بلى قد نسيت ) وترك قوله قصرت الصلاة لماذا ؟ لأن احتمال أن تكون قصرت بعيد جداً لكن احتمال النسيان أقرب ولهذا قال : ( بلى قد نسيت ) فاجتمع عند الرسول عليه الصلاة والسلام..