فتاوى الحرم المكي-1418(فترة الإجازة)-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فتاوى الحرم المكي
بيان أن القرآن الكريم كلام الله عز وجل أوحاه إلى جبريل وبلغه جبريل إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : إمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ففي هذه الليلة ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1418 نجتمع إلى إخوان لنا في المسجد الحرام وقد استمعنا جميعا إلى ما تلاه إمامنا في صلاة المغرب وهما سورتان من يحفظهما؟ قل
الطالب : ... .
الشيخ : ما تحفظهما؟ سبحان الله لعلك نسيت. استرح. طيب. قم.
الطالب : ... .
الشيخ : وغيرها والأولى، تركت الأولى، ماذا قرأ؟... قرأ في الثانية كما قلت سورة الماعون، الثانية في الأولى الهمزة، بارك الله فيك.
قرأ هاتين السورتين (( ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده )).
قبل أن نبدأ بما ييسره الله عز وجل من الكلام على تفسيرهما أقول : القرآن الكريم : كلام رب العالمين جل وعلا تكلم به حقيقة على وجه الذي يليق به سبحانه وتعالى بحروف وسمعه منه جبريل الذي وصفه الله تعالى بوصفين عظيمين هما : القوة والأمانة مع القرب مع القرب لله عز وجل قال الله تعالى : (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين )) أوصاف عظيمة لجبريل عليه السلام الذي هو الواسطة بين الله جل وعلا وبين رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وشرف الحامل يدل على شرف المحمول فالله تبارك وتعالى أوحى هذا القرآن العظيم إلى جبريل ونزل به جبريل الأمين على من؟ على من؟ على قلب محمد قال الله تبارك وتعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )). وذكر الله أنه أنزله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وعاه وحفظه لأن وعاء الحفظ هو القلب.
فالنبي عليه الصلاة والسلام وعى هذا القرآن وحفظه حتى إنه من شدة اشتياقه له ولحفظه ووعيه كان يعجل بمتابعة جبريل إذا تلاه عليه، ولكن الله تعالى قال له : (( لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا )) على من ؟ على الله عز وجل. (( إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه )) يعني إذا قرأه جبريل الذي هو رسول الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنا علينا بيانه )) بيان ايش؟ بيان اللفظ ولا بيان اللفظ والمعنى؟ أجيبوا؟ بيان اللفظ والمعنى فالله سبحانه وتعالى لم يبق كلمة في القرآن إلا وعلمته الأمة ليس في القرآن كلمة ولا جملة لم تفهمها الأمة كلها إذا خفي المعنى على قوم تبين ايش؟ تبين لقوم آخرين أما أن يكون شيء من القرآن لا يعرف معناه ولا تعرفه الأمة كلها فهذا شيء مستحيل، لكن قد يخفى على قوم ويفهمه قوم آخرون.
أما بعد ففي هذه الليلة ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1418 نجتمع إلى إخوان لنا في المسجد الحرام وقد استمعنا جميعا إلى ما تلاه إمامنا في صلاة المغرب وهما سورتان من يحفظهما؟ قل
الطالب : ... .
الشيخ : ما تحفظهما؟ سبحان الله لعلك نسيت. استرح. طيب. قم.
الطالب : ... .
الشيخ : وغيرها والأولى، تركت الأولى، ماذا قرأ؟... قرأ في الثانية كما قلت سورة الماعون، الثانية في الأولى الهمزة، بارك الله فيك.
قرأ هاتين السورتين (( ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده )).
قبل أن نبدأ بما ييسره الله عز وجل من الكلام على تفسيرهما أقول : القرآن الكريم : كلام رب العالمين جل وعلا تكلم به حقيقة على وجه الذي يليق به سبحانه وتعالى بحروف وسمعه منه جبريل الذي وصفه الله تعالى بوصفين عظيمين هما : القوة والأمانة مع القرب مع القرب لله عز وجل قال الله تعالى : (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين )) أوصاف عظيمة لجبريل عليه السلام الذي هو الواسطة بين الله جل وعلا وبين رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وشرف الحامل يدل على شرف المحمول فالله تبارك وتعالى أوحى هذا القرآن العظيم إلى جبريل ونزل به جبريل الأمين على من؟ على من؟ على قلب محمد قال الله تبارك وتعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )). وذكر الله أنه أنزله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وعاه وحفظه لأن وعاء الحفظ هو القلب.
فالنبي عليه الصلاة والسلام وعى هذا القرآن وحفظه حتى إنه من شدة اشتياقه له ولحفظه ووعيه كان يعجل بمتابعة جبريل إذا تلاه عليه، ولكن الله تعالى قال له : (( لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا )) على من ؟ على الله عز وجل. (( إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه )) يعني إذا قرأه جبريل الذي هو رسول الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم (( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنا علينا بيانه )) بيان ايش؟ بيان اللفظ ولا بيان اللفظ والمعنى؟ أجيبوا؟ بيان اللفظ والمعنى فالله سبحانه وتعالى لم يبق كلمة في القرآن إلا وعلمته الأمة ليس في القرآن كلمة ولا جملة لم تفهمها الأمة كلها إذا خفي المعنى على قوم تبين ايش؟ تبين لقوم آخرين أما أن يكون شيء من القرآن لا يعرف معناه ولا تعرفه الأمة كلها فهذا شيء مستحيل، لكن قد يخفى على قوم ويفهمه قوم آخرون.
1 - بيان أن القرآن الكريم كلام الله عز وجل أوحاه إلى جبريل وبلغه جبريل إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أستمع حفظ
الحث على تدبر القرآن والعمل به وأن التمسك به عز الأمة الإسلامية.
الشيخ : القرآن أيها الإخوة نزل للتبرك بقراءته فقط؟ أو لمعاني أخرى عظيمة؟
الجواب : لمعاني أخرى عظيمة استمع إلى قول الله تبارك وتعالى : (( كتاب أنزلناه إليك مبارك )) أكمل (( ليدبروا آياته )) يتفهموها ويعلموا معناها ويعرفوا مغزاها (( وليتذكر أولوا الألباب )) يعني ليعملوا بذلك، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل يتعلموها لفظا وما فيها من العلم يعني معنا والعمل. قالوا : ( فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ).
إني أسألكم بارك الله فيكم وأنتم تتلون الكتاب صباحا ومساء. هل أنتم تعتنون بمعناه كما تعتنون بحفظه؟ أجيبوا بصدق؟ نعم، لا هذا غلط اعتنوا بمعناه كما تعتنون بحفظه.
طيب وبعد أن يعتني الإنسان بمعناه هل يعتني بالعمل به كما يعتني بما عليه من لفظه ومعناه؟ الجواب : التقصير كثير التقصير كثير، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم : ( القرآن حجة لك أو عليك ) ما فيه واسطة لا لك ولا عليك، إذا أنعم الله عليك بالقرآن فهو إما لك وإما عليك متى يكون لك؟ إذا صدقت أخباره وآمنت بها إيمانا لا شك فيه وإذا عملت بأحكامه وامتثلت أوامره واجتنبت نواهيه فإنه سيكون لك.
أسأل الله تبارك وتعالى في هذا المكان أن يجعل القرآن حجة لنا جميعا لا علينا، وإلا فهو عليك رب قارئ يقرأ القرآن والقرآن يلعنه والعياذ بالله إذا لم يعمل به.
إذن يا إخواني في هذا المقام أحثكم على شيئين:
الأول : تدبر القرآن لمعرفة معناه.
والثاني : العمل به حتى نكون أمة القرآن حقيقة. ولهذا مرض الأمة الاسلامية الآن إلا أن كثيرا منهم انصرف عن القرآن وذهب إلى فكر فلان وفكر فلان ورأي فلان ورأي فلان ولكن لو تمسكوا به لكان الله يقول : (( وجاهدهم به جهادا كبيرا )) لو تمسكنا والله بالقرآن ما غلبنا أحد وإني أقول لكم ما ميزان العرب وقوة العرب بالنسبة لدولة الفرس والروم والأقباط وغيرهم؟ ايش الميزان؟ أجيبوا؟ لا شيء لا شيء لكن لما أخذوا بهذا القرآن ملكوا مشارق الأرض ومغاربها حتى إنه يؤتى بتاج كسرى من المدائن إلى المدينة النبوية يؤتى به كما قال المؤرخون أُتي بتاج مرصعا بالذهب واللآلئ على بعيرين لا تحمله البعير الواحدة من المدائن إلى المدينة النبوية وألقي بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بماذا غلب المسلمون أعداءهم؟ بتمسكهم بكتاب الله ولهذا لما كنا الآن كثرة كاثرة لكننا والله غثاء كغثاء السيل الإنسان منا لا يقوم منا أولاده ولا أهله ولا جيرانه ولا أقاربه فضلا عن ولا يقوم نفسه أيضا أحيانا.
الجواب : لمعاني أخرى عظيمة استمع إلى قول الله تبارك وتعالى : (( كتاب أنزلناه إليك مبارك )) أكمل (( ليدبروا آياته )) يتفهموها ويعلموا معناها ويعرفوا مغزاها (( وليتذكر أولوا الألباب )) يعني ليعملوا بذلك، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل يتعلموها لفظا وما فيها من العلم يعني معنا والعمل. قالوا : ( فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ).
إني أسألكم بارك الله فيكم وأنتم تتلون الكتاب صباحا ومساء. هل أنتم تعتنون بمعناه كما تعتنون بحفظه؟ أجيبوا بصدق؟ نعم، لا هذا غلط اعتنوا بمعناه كما تعتنون بحفظه.
طيب وبعد أن يعتني الإنسان بمعناه هل يعتني بالعمل به كما يعتني بما عليه من لفظه ومعناه؟ الجواب : التقصير كثير التقصير كثير، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم : ( القرآن حجة لك أو عليك ) ما فيه واسطة لا لك ولا عليك، إذا أنعم الله عليك بالقرآن فهو إما لك وإما عليك متى يكون لك؟ إذا صدقت أخباره وآمنت بها إيمانا لا شك فيه وإذا عملت بأحكامه وامتثلت أوامره واجتنبت نواهيه فإنه سيكون لك.
أسأل الله تبارك وتعالى في هذا المكان أن يجعل القرآن حجة لنا جميعا لا علينا، وإلا فهو عليك رب قارئ يقرأ القرآن والقرآن يلعنه والعياذ بالله إذا لم يعمل به.
إذن يا إخواني في هذا المقام أحثكم على شيئين:
الأول : تدبر القرآن لمعرفة معناه.
والثاني : العمل به حتى نكون أمة القرآن حقيقة. ولهذا مرض الأمة الاسلامية الآن إلا أن كثيرا منهم انصرف عن القرآن وذهب إلى فكر فلان وفكر فلان ورأي فلان ورأي فلان ولكن لو تمسكوا به لكان الله يقول : (( وجاهدهم به جهادا كبيرا )) لو تمسكنا والله بالقرآن ما غلبنا أحد وإني أقول لكم ما ميزان العرب وقوة العرب بالنسبة لدولة الفرس والروم والأقباط وغيرهم؟ ايش الميزان؟ أجيبوا؟ لا شيء لا شيء لكن لما أخذوا بهذا القرآن ملكوا مشارق الأرض ومغاربها حتى إنه يؤتى بتاج كسرى من المدائن إلى المدينة النبوية يؤتى به كما قال المؤرخون أُتي بتاج مرصعا بالذهب واللآلئ على بعيرين لا تحمله البعير الواحدة من المدائن إلى المدينة النبوية وألقي بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بماذا غلب المسلمون أعداءهم؟ بتمسكهم بكتاب الله ولهذا لما كنا الآن كثرة كاثرة لكننا والله غثاء كغثاء السيل الإنسان منا لا يقوم منا أولاده ولا أهله ولا جيرانه ولا أقاربه فضلا عن ولا يقوم نفسه أيضا أحيانا.
خطر الوسائل الإعلامية كالدش وغيره.
الشيخ : الآن نجد المنكرات العظيمة فيما يكون من وسائل الإعلام التي ملأت البيوت وهي ما يسمى بايش؟ بالدشوش أو بالصحون أو بالمحطات الفضائية. يُنشر فيها من الفساد ما يدمر الأمة. ولهذا أرى أن من الواجب على كل إنسان عنده هذا الدُشّ ويُستعمل في هذا الفساد أرى أن الواجب عليه أن يكسره تكسيرا ولا يبيعه لأنه إذ باعه يبيعه على من؟ على من يستخدمه في المحرم فيكون أعان على المحرم.
ثم إنني أتعجب من رجل يجد هذه المحطات الفضائية في بيته ويعلم أن أهله يستعملونها في الأشياء المحرمة وهو قادر على منعهم ثم لا يمنعهم، لا يمنعهم. ما تقولون في هذه الأمانة أهذا الرجل أدى أمانته أم لا؟ نعم والله ما أداها وسيسأل عنها يوم القيامة وإني أذكر لكم حديثا في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ) أعوذ بالله ( ما من عبد يسترعيه الله ) كلمة عبد هذه نكرة في سياق النفي فتشمل كل عبد استرعاه الله على رعية. ومن المعلوم أن الرجل استرعاه الله على أهله أليس كذلك؟ أجيبوا يا إخوان؟ من استرعاه الله على أهله؟ استرعاه الله عز وجل واسترعاه النبي صلى الله عليه وسلم. أما الله فقد قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ووقودها الناس والحجارة )) ما قال قوا أنفسكم فقط قوا أنفسكم وأهليكم إذن كما أن الإنسان مسؤول عن نفسه فهو مسؤول عن - امشي - عن أهله قوا أنفسكم وأهليكم نارا فالإنسان كما هو مسؤول عن نفسه وواجب عليه أن يقيها النار فهو واجب مسؤول عن أهله وواجب عليه أن يقيهم النار.
أما السنة فاسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ) وايش؟ ( وكلكم مسؤول عن رعيته ). إذن من الذي جعلك راعيا ؟ ربك ورسولك فإن كنت تؤمن بالله ورسوله فأعط هذه الرعاية حقها أعطها حقها قم بالواجب أنت الآن في زمن الإمكان لكن إذا حل الأجل تعذر عليك الإصلاح، تعذر عليك الإصلاح، ثم هذا سيبقى بعد موتك وأنت قد أذنت فيه لفظا أو حالا يعني إما أن ياذن فيه لفظا أو حالا بأن رآهم يستعملون هذه القنوات الفضائية في هذه المنكرات ولم ينههم، لذلك أمانة مني أؤديها عليكم إقامة للحجة وإيضاحا للمحجة أنكم مسؤولون عن ذلك في الحياة وفي الممات إلا العاجز. العاجز لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لكن قادر لا عذر له. فالواجب على من عنده من هذه الدشوش التي تستعمل في المنكرات العظيمة حتى نسمع أشياء تشيب الرأس حتى إنهم يقولون أنه يعرض الرجل يجامع المرأة عاريا والعياذ بالله وهي عارية من يملك نفسه عند هذا؟ يعني لو قلنا الشيخ البالغ ... الإنسان يملك نفسه نعم إن ملكها فكيف يملكها الشاب؟ كيف يملك نفسه؟ إنه سيضطر اضطرارا فطريا على طلب هذا الفعل بأي وسيلة كانت لا للنساء ولا الرجال لأن البشرية طبيعتها واحدة لا يمنع البشرية أن تشرد إلا الإيمان فإذا ضعف الإيمان ضعفت الطبيعة لذلك أمانة مني لكل من يسمع في هذا المكان الشريف أو في أي مكان من الأرض يسمع الشريط أنه يجب على القادر أن يكسر هذه الدشوش ولا يحل له شراؤها ولا بيعها لأنها إعانة على الإثم والعدوان نسأل الله لنا ولإخواننا الهداية.
ثم إنني أتعجب من رجل يجد هذه المحطات الفضائية في بيته ويعلم أن أهله يستعملونها في الأشياء المحرمة وهو قادر على منعهم ثم لا يمنعهم، لا يمنعهم. ما تقولون في هذه الأمانة أهذا الرجل أدى أمانته أم لا؟ نعم والله ما أداها وسيسأل عنها يوم القيامة وإني أذكر لكم حديثا في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة ) أعوذ بالله ( ما من عبد يسترعيه الله ) كلمة عبد هذه نكرة في سياق النفي فتشمل كل عبد استرعاه الله على رعية. ومن المعلوم أن الرجل استرعاه الله على أهله أليس كذلك؟ أجيبوا يا إخوان؟ من استرعاه الله على أهله؟ استرعاه الله عز وجل واسترعاه النبي صلى الله عليه وسلم. أما الله فقد قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ووقودها الناس والحجارة )) ما قال قوا أنفسكم فقط قوا أنفسكم وأهليكم إذن كما أن الإنسان مسؤول عن نفسه فهو مسؤول عن - امشي - عن أهله قوا أنفسكم وأهليكم نارا فالإنسان كما هو مسؤول عن نفسه وواجب عليه أن يقيها النار فهو واجب مسؤول عن أهله وواجب عليه أن يقيهم النار.
أما السنة فاسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ) وايش؟ ( وكلكم مسؤول عن رعيته ). إذن من الذي جعلك راعيا ؟ ربك ورسولك فإن كنت تؤمن بالله ورسوله فأعط هذه الرعاية حقها أعطها حقها قم بالواجب أنت الآن في زمن الإمكان لكن إذا حل الأجل تعذر عليك الإصلاح، تعذر عليك الإصلاح، ثم هذا سيبقى بعد موتك وأنت قد أذنت فيه لفظا أو حالا يعني إما أن ياذن فيه لفظا أو حالا بأن رآهم يستعملون هذه القنوات الفضائية في هذه المنكرات ولم ينههم، لذلك أمانة مني أؤديها عليكم إقامة للحجة وإيضاحا للمحجة أنكم مسؤولون عن ذلك في الحياة وفي الممات إلا العاجز. العاجز لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لكن قادر لا عذر له. فالواجب على من عنده من هذه الدشوش التي تستعمل في المنكرات العظيمة حتى نسمع أشياء تشيب الرأس حتى إنهم يقولون أنه يعرض الرجل يجامع المرأة عاريا والعياذ بالله وهي عارية من يملك نفسه عند هذا؟ يعني لو قلنا الشيخ البالغ ... الإنسان يملك نفسه نعم إن ملكها فكيف يملكها الشاب؟ كيف يملك نفسه؟ إنه سيضطر اضطرارا فطريا على طلب هذا الفعل بأي وسيلة كانت لا للنساء ولا الرجال لأن البشرية طبيعتها واحدة لا يمنع البشرية أن تشرد إلا الإيمان فإذا ضعف الإيمان ضعفت الطبيعة لذلك أمانة مني لكل من يسمع في هذا المكان الشريف أو في أي مكان من الأرض يسمع الشريط أنه يجب على القادر أن يكسر هذه الدشوش ولا يحل له شراؤها ولا بيعها لأنها إعانة على الإثم والعدوان نسأل الله لنا ولإخواننا الهداية.
ذكر الوسائل التي تعين على تدبر القرآن الكريم.
الشيخ : نعود إلى الكلام اليسير على هذا، على ما سمعنا من السورتين لكني أنها أقول لابد أن يتعلم الإنسان معاني القرآن.
فإذا قال قائل بأي وسيلة يتعلم القرآن؟
نقول : الوسائل كثيرة :
أولا : مراجعة كتب التفسير الموثوق بها دينا وعلما وفكرا ومنهجا، كتفسير ابن كثير، تفسير الشيخ عبد الرحمان السعدي وهي موجودة والحمد لله بكثرة، وتفسير القرطبي على ما فيه أحيانا من الأخطاء لكنه لا شك أنه مفيد لا سيما في الأمور الفقهية فإن لم يتمكن فالعلماء والحمد لله موجودون يتدبر القرآن وما أشكل عليه يسأل العلماء الذين يوثق بعلمهم وأمانتهم حتى يكون لاحقا بالسلف الصالح الذين لا يتجاوزون عشر آيات إلا تعلموها وما فيها من العلم والعمل.
فإذا قال قائل بأي وسيلة يتعلم القرآن؟
نقول : الوسائل كثيرة :
أولا : مراجعة كتب التفسير الموثوق بها دينا وعلما وفكرا ومنهجا، كتفسير ابن كثير، تفسير الشيخ عبد الرحمان السعدي وهي موجودة والحمد لله بكثرة، وتفسير القرطبي على ما فيه أحيانا من الأخطاء لكنه لا شك أنه مفيد لا سيما في الأمور الفقهية فإن لم يتمكن فالعلماء والحمد لله موجودون يتدبر القرآن وما أشكل عليه يسأل العلماء الذين يوثق بعلمهم وأمانتهم حتى يكون لاحقا بالسلف الصالح الذين لا يتجاوزون عشر آيات إلا تعلموها وما فيها من العلم والعمل.
تفسير سورة الهمزة : " ويل لكل همزة لمزة " .
الشيخ : أما ما يتعلق بالسورتين فيقول الله عز وجل : (( ويل لكل همزة لمزة )) ويل هذه كلمة وعيد كلمة وعيد ولهذا يتوعد الإنسان بها الآن يتوعد صبيا يهدده بها يقول له ويل لك إن فعلت كذا وكذا. فويل إذن كلمة ايش؟ وعيد وتهديد (( لكل همزة لمزة )) يعني يعيب الناس بالهمز أحيانا وباللمز أحيانا واللمز ذكر معايب الغير كما قال الله تعالى : (( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )).
معنى قوله تعالى :" الذي جمع مالا وعدده ".
الشيخ : (( الذي جمع مالا وعدده )) انتبه جمع مالا كثيرا لأن مالا نكرة فهي للتعظيم يعني جمع مالا كثيرا وعدده أريد أن نعرف منكم الفرق بين عدد وعدّ.
ما الفرق بين عدد وعد؟ تستطيع تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم أحسنت بارك الله فيك، تمام عد مرة واحدة عد المال ووضعه في الصندوق.
لكن عدده صباحا ومساء يأتي يعده مرة ثانية ثالثة يخشى أن يكون قد ايش؟ قد نقص إذن أكبر همه هو المال.
ما الفرق بين عدد وعد؟ تستطيع تفضل.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم أحسنت بارك الله فيك، تمام عد مرة واحدة عد المال ووضعه في الصندوق.
لكن عدده صباحا ومساء يأتي يعده مرة ثانية ثالثة يخشى أن يكون قد ايش؟ قد نقص إذن أكبر همه هو المال.
معنى قوله تعالى: "يحسب أن ماله أخلده , كلا ".
الشيخ : قال الله تعالى : (( يحسب أن ماله أخلده )) يعني أيظن هذا أن ماله سيخلده ويبقى؟
الجواب : لا ولهذا قال : (( كلا )) لن يخلده المال. وكم من أناس فارقوا الدنيا وأموالهم عظيمة وهم أشد ما يكون لها حبا وتعلقا ولكنها لا تفيدهم.
لكن المال أيها الإخوة المال الصالح عند الرجل الصالح نعم المعين إذا اكتسب الإنسان المال من حلال ووضعه فيما يرضي الله عز وجل فهذا مما يغبط عليه، الرجل الذي أتاه الله علما وعلمه الناس هذا يغبط، والرجل الذي أتاه الله مالا وصرفه فيما يرضيه الله هذا أيضا يغبط، لذلك نحن لا نلوم الإنسان إذا كثر ماله في الصحابة من كثر ماله مثل : عثمان بن عفان، عبد الرحمن بن عوف أموال عظيمة لكننا نقول اجعل هذا المال طريقك إلى الآخرة اكتسبه من الجهة الحلال واصرفه فيما يرضي الله عز وجل حتى يكون هذا خيرا لك في الدنيا وفي الآخرة.
(( الذي جمع مالا )) (( يحسب أن ماله أخلده )).
الجواب : لا ولهذا قال : (( كلا )) لن يخلده المال. وكم من أناس فارقوا الدنيا وأموالهم عظيمة وهم أشد ما يكون لها حبا وتعلقا ولكنها لا تفيدهم.
لكن المال أيها الإخوة المال الصالح عند الرجل الصالح نعم المعين إذا اكتسب الإنسان المال من حلال ووضعه فيما يرضي الله عز وجل فهذا مما يغبط عليه، الرجل الذي أتاه الله علما وعلمه الناس هذا يغبط، والرجل الذي أتاه الله مالا وصرفه فيما يرضيه الله هذا أيضا يغبط، لذلك نحن لا نلوم الإنسان إذا كثر ماله في الصحابة من كثر ماله مثل : عثمان بن عفان، عبد الرحمن بن عوف أموال عظيمة لكننا نقول اجعل هذا المال طريقك إلى الآخرة اكتسبه من الجهة الحلال واصرفه فيما يرضي الله عز وجل حتى يكون هذا خيرا لك في الدنيا وفي الآخرة.
(( الذي جمع مالا )) (( يحسب أن ماله أخلده )).
معنى قوله تعالى :" لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة ".
الشيخ : (( كلا لينبذن في الحطمة )). ينبذ يعني يطرح يطرح، والنبذ الطرح بقوة كما في قوله تعالى : (( فنبذوه وراء ظهوره )) أي طرحوه وتركوه.
إذن لينبذن من؟ هذا الهمزة اللمزة الذي جمع مالا. الصفة الرابعة : وعدده، سينبذ في الحطمة يطرح طرحا عنيفا كما قال الله تعالى : (( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا )) أعاذنا الله وإياكم من النار أهل النار لا يدخلون النار على جهة الإكرام، أهل الجنة جعلني الله وإياكم منهم، يدخلون على جهة الإكرام تتلقاهم الملائكة (( يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم )).
أما أهل النار فيقول الله عز وجل : (( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا )) يدفعون لأنهم تصوروا يا إخوان تعرض لهم النار كأنها السراب السراب ايش؟ السراب الذي يكون في الأرض الفسيحة الواسعة يظنه الإنسان ماء وهم عطاش كما قال الله تعالى : (( يحشرون إلى جهنم وردا )) في أشد ما يكون من العطش يسرعون إليها يريدون ايش؟ عطاش يسرعون إلى سراب يظنونه ماء ماذا يريدون؟ نعم يريدون الشرب فإذا جاؤوا فإذا هي النار فيتوقفون لا يدخلون النار فيدعون إليها دعا أي يدفعون بعنف وقوة ويوبخون ويقال : (( هذه النار التي كنتم بها تكذبون )) هذا والله يا إخوان حق اليقين هذا حق ولابد أن يكون وما بينك وبينه إلا أن تخرج الروح من الجسد وخروح الروح من الجسد هل له أمد معلوم؟ نعم، لا أبدا قد يخرج الإنسان من بيته ويرجع محمولا على نعشه وقد يكون على مكتبه فيموت وقد يسافر فيموت ليس بينك وبين هذه الحقائق إلا الموت ثم ترى، ثم ترى كما قال الله عز وجل لما ذكر أصناف الناس عند الموت : المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال. قال الله تعالى : (( إن هذا لهو حق اليقين )). حق اليقين يا إخوان. اللهم ارزقنا الاستجابة لهذا، اللهم ارزقنا الاستجابة لهذا.
(( يدعون إلى نار جهنم دعا )) ويوبخون (( هذه النار التي كنتم بها تكذبون )) وهنا يقول : (( لينبذن في الحطمة )) حطمة على وزن فعلة من الحطم وهو الإتلاف أي أنها تحطم حطما عظيما شديدا، ثم فخم الله هذا الحطم فقال : (( ما أدراك ما الحطمة )) ما الذي أعلمك بها وهذا الاستفهمام للتعظيم والتشويق. شوقنا الله ننظر.
إذن لينبذن من؟ هذا الهمزة اللمزة الذي جمع مالا. الصفة الرابعة : وعدده، سينبذ في الحطمة يطرح طرحا عنيفا كما قال الله تعالى : (( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا )) أعاذنا الله وإياكم من النار أهل النار لا يدخلون النار على جهة الإكرام، أهل الجنة جعلني الله وإياكم منهم، يدخلون على جهة الإكرام تتلقاهم الملائكة (( يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم )).
أما أهل النار فيقول الله عز وجل : (( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا )) يدفعون لأنهم تصوروا يا إخوان تعرض لهم النار كأنها السراب السراب ايش؟ السراب الذي يكون في الأرض الفسيحة الواسعة يظنه الإنسان ماء وهم عطاش كما قال الله تعالى : (( يحشرون إلى جهنم وردا )) في أشد ما يكون من العطش يسرعون إليها يريدون ايش؟ عطاش يسرعون إلى سراب يظنونه ماء ماذا يريدون؟ نعم يريدون الشرب فإذا جاؤوا فإذا هي النار فيتوقفون لا يدخلون النار فيدعون إليها دعا أي يدفعون بعنف وقوة ويوبخون ويقال : (( هذه النار التي كنتم بها تكذبون )) هذا والله يا إخوان حق اليقين هذا حق ولابد أن يكون وما بينك وبينه إلا أن تخرج الروح من الجسد وخروح الروح من الجسد هل له أمد معلوم؟ نعم، لا أبدا قد يخرج الإنسان من بيته ويرجع محمولا على نعشه وقد يكون على مكتبه فيموت وقد يسافر فيموت ليس بينك وبين هذه الحقائق إلا الموت ثم ترى، ثم ترى كما قال الله عز وجل لما ذكر أصناف الناس عند الموت : المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال. قال الله تعالى : (( إن هذا لهو حق اليقين )). حق اليقين يا إخوان. اللهم ارزقنا الاستجابة لهذا، اللهم ارزقنا الاستجابة لهذا.
(( يدعون إلى نار جهنم دعا )) ويوبخون (( هذه النار التي كنتم بها تكذبون )) وهنا يقول : (( لينبذن في الحطمة )) حطمة على وزن فعلة من الحطم وهو الإتلاف أي أنها تحطم حطما عظيما شديدا، ثم فخم الله هذا الحطم فقال : (( ما أدراك ما الحطمة )) ما الذي أعلمك بها وهذا الاستفهمام للتعظيم والتشويق. شوقنا الله ننظر.
معنى قوله تعالى: " نار الله الموقدة , التي تطلع على الأفئدة ".
الشيخ : ما هذه الحطمة؟
قال الله تعالى : (( نار الله الموقدة )) (( نار الله الموقدة )) أضافها الله تعالى لنفسه لأنها ليست نار الآدميين الذين يجمعون الحطب ويوقدونه ولكنها نار الله الذي قال الله تعالى عن نفسه : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) وقال عز وجل : (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )). لهذا أضاف الله هذه النار إلى نفسه لأنها محل عقابه وغضبه أجارنا الله وإياكم منها اللهم أجرنا منها يارب العالمين .
(( نار الله الموقدة )) ما وقودها يا إخوان؟ ما وقودها؟ (( الناس والحجارة عليها ملائكة )) غلاظ الطباع (( شداد )) القوى (( لا يعصون الله ما أمرهم )) لأنهم ممتثلون لأمر الله ويفعلون ما يؤمرون، لأنهم قادرون كم صفاتهم الآن؟ كم؟ أربعة : غلاظ، شداد، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون. ليست ملائكة رحمة على النار ولكنها ملائكة عذاب غلاظ الطباع شداد القوى لا يعصون الله ما أمرهم بل هم ممتثلون لأمر الله ويفعلون ما يؤمرون فلا يعجزون.
(( نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة )). الأفئدة يعني القلوب، المعنى أنها تصل إلى القلب والعياذ بالله كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إلى متى؟ إلى متى يا إخوان؟ أجيبوا يا جماعة. تشكل على أحد هذه؟ عقيدة هذه إلى متى هذا العذاب؟ إلى ما شاء الله وإلى الأبد لا يخفف عنهم ولا هم ينصرون والعياذ بالله اسمع قول الله تعالى : (( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )).
أولا : هم ليسوا في حال تؤهلهم أن يدعوا الله بأنفسهم ما يستطيعون بل طلبوا من الملائكة أن تدعوا لهم ادعوا ربكم.
وأيضا خجلوا أن يقولوا ادعوا ربنا (( قالوا ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) لم يقل يرفع عنا يوما يخفف ولم يقولوا أبدا ولكن ايش؟ (( يوما من العذاب )) والله إن قوما هذه حالهم لتوجب للعاقل أن يقول أين طريق الجنة؟ حتى يلجه هذا الطريق اللهم هيئه لنا وهيئنا له واجعلنا من أهل الجنة يارب العالمين ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبنا لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
والله ما سألوا رفع العذاب، ولا سألوا التخفيف دائما إنما سألوا أن يخفف عنهم يوما من العذاب قالوا : (( أو لم تأتكم رسلهم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا )) وإذا دعوا يستجاب لهم؟ آخر الآية (( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )). طيب.
قال الله تعالى : (( نار الله الموقدة )) (( نار الله الموقدة )) أضافها الله تعالى لنفسه لأنها ليست نار الآدميين الذين يجمعون الحطب ويوقدونه ولكنها نار الله الذي قال الله تعالى عن نفسه : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) وقال عز وجل : (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )). لهذا أضاف الله هذه النار إلى نفسه لأنها محل عقابه وغضبه أجارنا الله وإياكم منها اللهم أجرنا منها يارب العالمين .
(( نار الله الموقدة )) ما وقودها يا إخوان؟ ما وقودها؟ (( الناس والحجارة عليها ملائكة )) غلاظ الطباع (( شداد )) القوى (( لا يعصون الله ما أمرهم )) لأنهم ممتثلون لأمر الله ويفعلون ما يؤمرون، لأنهم قادرون كم صفاتهم الآن؟ كم؟ أربعة : غلاظ، شداد، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون. ليست ملائكة رحمة على النار ولكنها ملائكة عذاب غلاظ الطباع شداد القوى لا يعصون الله ما أمرهم بل هم ممتثلون لأمر الله ويفعلون ما يؤمرون فلا يعجزون.
(( نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة )). الأفئدة يعني القلوب، المعنى أنها تصل إلى القلب والعياذ بالله كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إلى متى؟ إلى متى يا إخوان؟ أجيبوا يا جماعة. تشكل على أحد هذه؟ عقيدة هذه إلى متى هذا العذاب؟ إلى ما شاء الله وإلى الأبد لا يخفف عنهم ولا هم ينصرون والعياذ بالله اسمع قول الله تعالى : (( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )).
أولا : هم ليسوا في حال تؤهلهم أن يدعوا الله بأنفسهم ما يستطيعون بل طلبوا من الملائكة أن تدعوا لهم ادعوا ربكم.
وأيضا خجلوا أن يقولوا ادعوا ربنا (( قالوا ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) لم يقل يرفع عنا يوما يخفف ولم يقولوا أبدا ولكن ايش؟ (( يوما من العذاب )) والله إن قوما هذه حالهم لتوجب للعاقل أن يقول أين طريق الجنة؟ حتى يلجه هذا الطريق اللهم هيئه لنا وهيئنا له واجعلنا من أهل الجنة يارب العالمين ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبنا لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
والله ما سألوا رفع العذاب، ولا سألوا التخفيف دائما إنما سألوا أن يخفف عنهم يوما من العذاب قالوا : (( أو لم تأتكم رسلهم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا )) وإذا دعوا يستجاب لهم؟ آخر الآية (( وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )). طيب.
معنى قوله تعالى: " إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة ".
الشيخ : (( إنها عليهم مؤصدة )) أي النار على أهلها موصدة مغلقة (( في عمد ممددة )) عمد تقويها وتمنع من تفككها تمنع، ممدة يعني لو أردنا أن نمثل هذه مثلا تنور عظيم محاط بمواثيق قوية ممددة عليك ثم يغلق ماذا يكون الذي في داخله؟ يحترق ولا ما يحترق؟ نعم لا شك هذه مؤصدة في عمد ممددة.
هذه سورة الهمزة أما سورة الماعون فلعلنا نتكلم عليها إن شاء الله تعالى في آخر الأسبوع لأني أخشى أن الوقت ضيق. نعم.
الطالب : في أسئلة.
الشيخ : فيه أسئلة؟ إن شاء لله تعالى نتكلم عليها في ليلة الخميس إن شاء الله تعالى فتذكرونا إن نسينا. والإنسان بشر قد ينسى.
هذه سورة الهمزة أما سورة الماعون فلعلنا نتكلم عليها إن شاء الله تعالى في آخر الأسبوع لأني أخشى أن الوقت ضيق. نعم.
الطالب : في أسئلة.
الشيخ : فيه أسئلة؟ إن شاء لله تعالى نتكلم عليها في ليلة الخميس إن شاء الله تعالى فتذكرونا إن نسينا. والإنسان بشر قد ينسى.
اضيفت في - 2006-04-10