تفسير قوله تعالى ( والسماء ذات البروج ، واليوم الموعود . وشاهد ومشهود ) .
قال الله عز وجل : (( والسماء ذات البروج )) الواو هذه للقسم. قال الله تعالى : (( والسماء ذات البروج )) الواو حرف قسم والسماء مقسم به. و (( ذات البروج )) وصف لهذه السماء ، أي صاحبة البروج. والبروج جمع برج وهو البناء العالي. والبروج التي في السماء فيها نجوم عظيمة كل طائفة تسمى برجا. وهي - أي البروج - اثنا عشر برجا الحمل ، الثور ، الجوزاء ، السرطان ، الأسد ، السنبلة ، الميزان ، العقرب ، القوس ، الجدي ، الدلو ، الحوت . هذه اثنا عشر برجا .كل ثلاثة منها في فصل. فصل الربيع له الثلاثة الأولى. ثم فصل الصيف له الثلاثة الثانية . ثم الخريف له الثلاثة الثالثة . ثم الشتاء له الثلاثة الرابعة . أقسم الله تعالى بالسماء ذات البروج لما فيها من الآيات الدالة على عظمة خالقها عز وجل . فإن هذه السماء مع علوها وقوتها مخلوقة لله تبارك وتعالى .وليست قديمة أي ليست أزلية بل هي مخلوقة وليست أبدية ، لأنها سوف تتلف في النهاية كما قال عز وجل : (( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )). وقال عز وجل : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )) . ثم أقسم بشيء آخر فقال : (( واليوم الموعود )) وهو يوم القيامة فإنه يوم عظيم وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة عظيمة لا يتسع المقام لذكرها . ولكنها موجودة في الكتاب والسنة (( وشاهد ومشهود )) هذا أيضا يكون يوم القيامة (( شاهد ومشهود )) هذه الأمة شاهدة على الأمم قبلها كما قال عز وجل : (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )) ايش؟ (( لتكونوا شهداء على الناس )) . ثم هذه الأمة يشهد عليها رسولها محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال الله تبارك وتعالى في نفس الآية : (( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) . وقال عز وجل : (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا )) يعني كيف تكون الحال ؟ طلب النبي صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن . وكان عبد الله بن مسعود أحسن القرّاء قراءة حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد ) يعني عبد الله بن مسعود قال : ( يا رسول كيف أقرا القرآن وعليك أنزل ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري ) - صلوات الله وسلامه عليه. صلوا عليه. صلوات الله وسلامه عليه - ( أحب أن أسمعه من غيري يقول فقرأت عليه من سورة النساء فلما بلغتُ قول الله عز وجل : (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا )) قال : حسبك ) يعني كفاية قال : ( فنظرت فإذا عيناه تذرفان ) من الدمع لأنه تذكر هذه الحال العظيمة (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا )). يقول الله عز وجل : (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ )). وهذا كقوله : (( يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا )) (( وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا )).
إذا الشاهد والمشهود متى ؟ يوم القيامة.
تفسير قوله تعالى " قتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود "
(( إذ هم عليها قعود )) هؤلاء الكفرة على هذه النار قعود أي حولها قريبون منها قعود يتفرجون - والعياذ بالله - . يتفرجون على تعذيب المؤمنين بالنار (( وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود )) يشاهدونهم يطرحون في النار حتى تحرقهم . لكن هم في الواقع أعني هؤلاء الكفرة مسرورون إلا أنه سرور سيكون بعده أحزان .
2 - تفسير قوله تعالى " قتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود " أستمع حفظ
تفسيرقوله تعالى :" وما نقموا منهم ألا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " إلى قوله "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " وتضمن الشرح ما يلي :
هذا والله غاية الكرم أن يعذبوا أولياءه بهذا العذاب المنكر القبيح ثم يعرض عليهم التوبة ولكن الله ذو الفضل العظيم.
3 - تفسيرقوله تعالى :" وما نقموا منهم ألا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " إلى قوله "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " وتضمن الشرح ما يلي : أستمع حفظ
أولا :.حكم القسم بالمخلوق بالنسبة لله عز وجل وبالنسبة للبشر مع ذكر الأدلة في ذلك .
الأول : كيف أقسم الله تعالى بالسماء وهي مخلوقة والإقسام بالمخلوق بالنسبة إلينا حرام ونوع من الشرك؟ فكيف أقسم الله تعالى بما حرمه على العباد ؟
والجواب على هذا الإشكال أن نقول : لله عز وجل أن يقسم بما شاء من خلقه. فنحن لا نحكم على الله . ولكن الله هو الذي يحكم علينا. ومع هذا لا يقسم تبارك وتعالى بشيء من خلقه إلا وفيه آيات عظيمة تدل على عظمة الخالق. فيكون القسم بهذا المخلوق تعظيما لله عز وجل. طيب. أما نحن فلا يحل لنا أن نقسم بمخلوق مهما علت مرتبته. لا نقسم بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. يعني لا نقول والنبي ولا نقول والرسول ولا نقسم بجبريل ولا نقسم بالشمس ولا بالقمر ولا بأي مخلوق لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من كان حالف فليحلف بالله أو ليصمت ). وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر - أو قال : - أشرك ). وحينئذ يُعتبر الحلف بغير الله نوعا من الشرك . ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من قال : واللات ، فليقل لا إله إلا الله ).
- قم يا أخي أفيك نوم ؟ إيش ؟ تقلب كده. ها قل لإخوانك يفسحوا. ما فيه شيء ؟ استرح -.
( من قال واللات فليقل لا إله إلا الله ) لأن واللات حلف بغير الله. فهو نوع من الشرك ( فليقل : لا إله إلا الله ) فليداوي الشرك بإيش يا جماعة ؟ بالتوحيد. ( فليقل لا إله إلا الله ) لأن دواء الشيء يكون بضده .
ثانيا : هل هذا الذي وقع من الكفار في ذلك الزمان يشابه ما وقع في يومنا هذا من الروس قاتلهم الله على إخوننا في الشيشان .
5 - ثانيا : هل هذا الذي وقع من الكفار في ذلك الزمان يشابه ما وقع في يومنا هذا من الروس قاتلهم الله على إخوننا في الشيشان . أستمع حفظ
ثالثا : سعة رحمة الله عز وجل وأن الإنسان إذا تاب تاب الله عليه .
ذكر شروط التوبة .
الأول : الإخلاص لله. الثاني : الندم على ما فعل من المعصية. الثالث : الإقلاع عنها. الرابع : أن يعزم على أن لا يعود. الخامس : أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة. أعيدها الإخلاص ، الندم على ما فعل ، الإقلاع عن المعصية ، العزم على أن لا يعود أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة. خمسة شروط. فمن تاب مراءاة للناس فتوبته غير مقبولة. قال عز وجل في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). ومن تاب من أجل أن ينال شيئا من الدنيا فتوبته لا تقبل ، لعدم إيش ؟ لعدم الإخلاص. الثاني : الندم والندم انفعال نفسي قد لا يظهر على الجوارح لكن محله القلب. فتجده يتحسر في قلبه على فعل ما حصل فيندم.
الثالث : الإقلاع عن الذنب. وأما من تاب وهو مصر على الذنب فتوبته غير مقبولة. بل إنه مستهزئ بالله عز وجل. إنسان يقول أنه تاب من الغيبة. والغيبة هي أن يذكر أخاه بما يكره. ولكنه متى حصلت له فرصة اغتاب الناس. فهل تقبل توبته ؟ لا ، لأنه لم يقلع لم يقلع عنها. إنسان يقول الربا حرام أستغفر الله وأتوب إليه من الربا. تعال يا ولد تعال نعطيك هذه المائة بمائة وعشرين مائة بمائة وعشرين ربا ولا غير ربا ؟ ربا . هل تصح توبة هذا الرجل ؟ لا. لا تصح لأنه لم يقلع عن الذنب. إنسان غصب من شخص أرضا واستولى عليها قهرا وقال إني أتوب إلى الله من مظالم العباد. ولكنه مصر على تملك هذه الأرض تصح توبته ؟ لا ما تصح لا تصح لأنه لم ، لم يقلع.
الرابع : العزم على أن لا يعود يعني يعزم بقلبه أنه لا يعود على فعل المعصية. لا يعود إلى فعل المعصية لا يقول إني تبت وندمت وأقلعت. ولكن في ضميره أنه يعود إلى المعصية. فإن هذا لا تقبل توبته. طيب.
الخامس - وهو أهمها - : أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة. فإن كانت بعد إغلاق باب التوبة فلا تنفع. وإغلاق باب التوبة يكون بأمرين : أمر عام وأمر خاص.
الأمر الخاص : هو حضور الأجل إذا حضر الإنسان الموت وتاب لا تقبل توبته. سبحان الله! ما تقبل توبته؟ الدليل اسمع الدليل خبرا وواقعا قال الله عز وجل : (( وليس التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) هذا ما له توبة. لماذا ؟ لأنه لم يتب إلا حين عاين الآخرة. فتوبته إذن غير مقبولة. أما الواقع فاستمع أيضا لما أهلك الله تعالى فرعون وقومه وأدرك فرعونَ الغرقُ ماذا قال ؟ (( آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )). فقيل له : (( آالآن )) يعني آالآن تؤمن ؟ حين أدركك الغرق (( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )). أي فلا توبة لك. واضح يا جماعة. طيب. هذا الشرط هل أحد منا يضمن أن يتوب قبل أن يحضره الأجل ؟ ليش ؟ لأن الموت قد يأتي فجأة. كم من إنسان مات والقلم في يده يكتب! وكم من إنسان مات وهو يقود في السيارة! وكم من إنسان مات على فراشه! أليس كذلك ؟ هذا هو الواقع. إذا كنت لا تدري متى تموت معناه أنه يجب أن تبادر فورا بالتوبة لأنك لا تدري. ولهذا أنصح إخواني الذين لديهم مظالم للناس أو مظالم فيما بينهم وبين الله أن يتوبوا إلى الله قبل أن يفوت الأوان الإنسان ما دام حيا فكل شيء بإمكانه لكن إذا مات لا يتمكن.
الحث على المسارعة إلى التوبة .
( المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا. فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته ) وهذه الحسنات أمثال الجبال كلها تروح للناس مظالم ( فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئاتهم وطرح عليه ثم طرح في النار ). والله هذا المفلس حقيقة. أخي المسلم انتشل نفسك من المظالم فإن باب التوبة مفتوح ما لم يحضر أجلك. فإن حضر أغلق الباب.
أما العام : فهو طلوع الشمس من مغربها اسمع يا أخي طلوع الشمس من مغربها الآن الشمس من أين تطلع يا أخ ؟ نعم؟ الشمس منين تطلع ؟ من المشرق ؟كل يوم ؟ كل يوم؟ ما تجي من الجنوب ولا الشمال؟ استرح. إذا أراد الله تعالى إنهاء العالم طلعت الشمس من المغرب. بينما الناس يترقبونها من المشرق كالعادة إذا بها خارجة من المغرب لأن الشمس تدور على الأرض وبدورانها يكون الليل والنهار. إذا دارت هكذا طلعت من المشرق وغابت في المغرب كما قال تعالى : (( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ )) أي تميل (( وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ )). هذه الشمس التي تدور على الأرض وبدورانها على الأرض يكون الليل والنهار تخرج من المغرب. إذا رآها الناس عرفوا أن لها إلها مدبرا عز وجل . وحينئذ يؤمنون حينئذ يؤمن الناس كلهم. ولكنّ الله يقول في القرآن الكريم : (( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )). لا ينفعهم الإيمان حينئذ لأنه إذا طلعت الشمس أغلق باب التوبة. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ). فبادر يا أخي بادر بالتوبة إلى الله. أسال الله أن يتوب علينا جميعا إنه على كل شيء قدير.
والآن إلى الحديث نعم؟ إيش ؟ أين قارئ الحديث ؟ ها. أين أنت؟ قال الله عز وجل : (( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا )). وإذا لم يجد الأصل الذي عليه القراءة الآن. نعدل إلى التيمم. فتقرأ أنت. نعم؟ لا إله إلا الله. ما في بأس. نعم. هو يقول أقرأ بشرط أن أقرأ غدا إن شاء الله. نوافق على هذا الشرط وإلا لا ؟ طيب نوافق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله الأمين صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.
بيان أن الأولى اتباع الصحابة رضي الله عنهم في مخاطبتهم للني صلى الله عليه وسلم .
شرح أحاديث من عمدة الأحكام : ......عن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء ) .
عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء ).
الشيخ : نعم. هذا الحديث جمع بين ثلاثة أشياء. الأول : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ). والثالث : ( ولا يتنفس في الإناء ). أما الأول : فالنهي عنه واضح ، لأنه إذا أمسك ذكره بيمينه وهو يبول فربما يصيب يمينه شيء من البول. واليمين حقها الإكرام والبعد عن الأذى. ولهذا قيدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وهو يبول ). أما الثاني : ( ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ). فالمعنى أنه إذا بال الإنسان أو تغوط وأراد أن يطهر المحل سواء بالأحجار أو بالمناديل أو بالماء فلا يتمسح باليمين ، لأنّ هذا إزالة أذى والأحق من مباشرة الأذى اليمنى أو اليسرى ؟ اليسرى. الثالث : ( لا يتنفس في الإناء ). والنفس معروف يعني إذا شربت فافصل الإناء عن فمك عند التنفس. لا تتنفس في الإناء ، لأن التنفس في الإناء يحصل به : أولا : أنه ربما يتصادم نزول الماء مع ارتفاع النفس فيحصل الشرق الشرق. ثانيا : أنه ربما يحصل بهذا التنفس جراثيم ومكروبات فتعلق في الإناء. ثالثا : أنه إذا تنفس بالإناء وشربه من بعده استقذره. أفهمتم؟ لهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وظاهر الحديث أنه لا يتنفس في الإناء سواء كان هو الذي يشرب وحده أو مع غيره لا تتنفس.
فإذا قال قائل : هذا النهي في هذه الجمل الثلاث هل هو للتحريم أو للكراهة ؟
فالجواب : أولا : لا ينبغي لك أبدا إذا سمعت النهي في كتاب الله أو في سنة الرسول لا ينبغي أبدا أن تقول النهي للكراهة أو للتحريم. بل تقول سمعنا وأطعنا. هل الصحابة رضي الله عنهم إذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قالوا يا رسول الله النهي للتحريم أو للكراهة ؟ أبدا لا يقولون هذا. وهذا الاستفصال فيه نوع من عدم الانقياد. الانقياد التام أن تقول سمعنا وأطعنا نهى الله عن شيء اجتنبه. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء اجتنبه. لا تقول مكروه أو حرام؟ نعم. لو تورطت ووقعت في هذا المنهي عنه فحينئذ لك الحق أن تقول هل النهي للتحريم أو للكراهة لأنه إذا كان للتحريم وجبت التوبة منه. وإذا كان للكراهة فالأمر فيه سهل. كذلك في الأمر بعض الناس إذا سمع الأمر هل الأمر للوجوب أو للاستحباب؟ يا أخي أنت مسلم أنت مؤمن إذا سمعت الأمر فقل سمعنا وأطعنا وافعل المأمور ولا تستفصل. نعم. لو تورط الإنسان وترك هذا المأمور به حينئذ يسأل هل الأمر للوجوب فيتوب الإنسان من المخالفة أو للاستحباب. فيكون الأمر واسعا. انتبه يا أخي لهذه القاعدة. هذه القاعدة قد لا تجدها في كتب أصول الفقه لكنها في القرآن الكريم (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله )) ايش؟ (( وأطيعوا الرسول )). وهذا عام في الأمر والنهي. فإذا كنت منقادا تماما. وسمعت الله ينهى عن شيء أو الرسول ينهى عن شيء. فما موجب هذا الانقياد ؟ أجب. أن تقول سمعنا وأطعنا وأن نترك ما نهى الله عنه ورسوله وأفعل ما آمر الله به ورسوله. حينئذ نقول : يكفينا أن نقول في هذا الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمسك الرجل ذكره بيمينه وهو يبول ، ونهى أن يتمسح من الخلاء بيمينه ، ونهى أن يتنفس في الإناء وأنت مؤمن فقل سمعنا وأطعنا ولا تفعل. نعم.
10 - شرح أحاديث من عمدة الأحكام : ......عن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء ) . أستمع حفظ
شرح أحاديث من عمدة الأحكام : ...... عن ابن عباس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة قالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) رواه البخاري كتاب الوضوء . وذكر الشيخ أن هذا الحديث تضمن آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : وعن.
القارئ : وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
الشيخ : نعم. صح.
القارئ : قال : ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. أما أحدهما فكان لا يستتر من البول. وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة فقالوا : يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ).
الشيخ : يقول ابن عباس رضي الله عنهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان ) الجملة مؤكدة بمؤكدين وهما : إن واللام ، لأن هذا أمر غيبي يحتاج إلى أن يؤكد حتى يؤمن الإنسان بيقين. ( إنهما ليعذبان ) ثم قال : ( وما يعذبان في كبير ) أي لا يعذبان في كبير عليهما. وليس المعنى في كبير شرعا لأن هذا من الكبائر. لكن في كبير عليهما بمعنى أنه يسهل عليهما أن يتركاه. أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة كان يمشي بالنميمة أي ينم الحديث من شخص لآخر ليفسد بينهما. وصورة ذلك : أن يأتي للشخص ويقول يا فلان قال فيك فلان كذا وكذا يريد إيش ؟ يريد الإفساد بينهما. هذه نميمة. وهي من كبائر الذنوب حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة قتات ) أي نمام. وذلك لما فيها من إفساد الخلق وإيقاع العداوة بينهم. ( أما الثاني فكان لا يستتر من البول ). وفي رواية : ( لا يستبرئ من البول ). يعني أنه لا يبالي إذا أصاب البول ثوبه أو جسده. فإنه لا يبالي. وكذلك إذا بال لا يستنجي. هذا يعذب في قبره على عدم تنزهه من البول. وإذا كان عذاب القبر ثابتا لعدم تنزهه من البول الذي التنزه منه شرط للصلاة. فكيف بمن لا يصلي؟ والعياذ بالله. ولهذا نقول في هذا الحديث فوائد :
أولا : أنه آيات من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه كشف له عن عذابهما. وليس كل أحد يكشف له عن عذاب القبر. ولهذا نمر نحن بالقبور ولا ندري أمعذبون أو منعمون ثانيا .
11 - شرح أحاديث من عمدة الأحكام : ...... عن ابن عباس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة قالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) رواه البخاري كتاب الوضوء . وذكر الشيخ أن هذا الحديث تضمن آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم أستمع حفظ