القارئ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
ففي هذه الليلة ليلة السبت العشرين من رمضان المبارك عام 1421 يبدأ اللقاء الثامن بين فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وإخوانه المسلمين في المسجد الحرام ومن يستمع إليه في غيره. وسيكون موقع تلقي الأسئلة لعرضها على فضيلة الشيخ عند باب العمرة من المسجد الحرام في الدور الثاني.
والآن لنترك الموقع لفضيلة الشيخ للكلام على ما تيسر والإجابة على الأسئلة.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : ليلة السبت العشرين من رمضان وأن نستعد لما نحن في استقباله من قيام العشر الأواخر والحرص عليها فإن في هذه العشر ليلة مباركة هي ليلة القدر التي نوه الله تعالى في كتابه وقال عز وجل : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر )).
هذه الليلة يكتب فيها ما يكون في تلك السنة كما قال تعالى : (( يفرق فيها من كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين )).
في هذه الليلة تتنزل الملائكة أفواجا بعد أفواج والملائكة هم عالم غيبي لا يعلم قدرهم ولا صفتهم إلا الله عز وجل أو من أطلعه الله على ذلك
فاحرص أخي احرص على هذه الليلة واستعن بالله عز وجل وخذ منها نصيبا مباركا ينفعك وينفع أهلك وينفع كل من تدعو لهم.

الشيخ : استمعنا في قراءة إمامنا في صلاة المغرب بل في صلاة المغرب وهو قوله تعالى : (( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا )). فقوله عز وجل: (( تبارك الذي جعل في السماء بروجا )) يعني بها تبارك وتعالى بروج السماء وهي اثنا عشر برجا. في هذه البروج من آيات الله العظيمة ما يعرفه من من تأمل فيها وهي آيات عظيمة تظهر ولكن نظرا لكون الناس لكون الناس غافلين عن هذا. لا أحد يعرف ما الذي فيها من الآيات العظيمة.

الشيخ : وقوله تعالى : (( والسماء ذات البروج )) أقسم الله عز وجل بالسماء ووصفها بأنها ذات بروج أي ذات أبنية عالية فهي بمنزلة السروح في السماء تسير بأمر الله عز وجل حيث أراد الله وحيث شاء
(( واليوم الموعود )) اليوم الموعود هو يوم القيامة لأنه وعد به المتقون ووعد به غير المتقين. وسيجازى كل إنسان بما عمل من الخير والشر. وذكر الله هذا ليتبين بذلك عظمته وعلو شأنه وأن لا يبصر أحد على إيذائه .
(( وشاهد ومشهود )) وهذا أيضا يوم عظيم أقسم الله به لأنه شاهد ومشهود، شاهد ومشهود عليه، المشهود عليه أعمال بني آدم والشاهد بنو آدم فتشهد الرسل على قومها بأنها أبلغتهم وتشهد الرسل عليهم الصلاة والسلام على الرسل بأنهم قاموا بالشهادة بأنهم قاموا بإبلاغ الرسالة التي تلزمهم وتشهد كل أمة على ما عملت أمة أخرى ، قال الله تبارك وتعالى : (( ويوم تقوم الساعة وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا )). وقال تعالى : (( وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون )). الله يعيننا على هذا اليوم ، وتشهد الألسن والأيدي والأرجل والجلود على ما عمل الرجل من خير وشر ولهذا قال : (( وشاهد ومشهود )).

الشيخ : (( قتل أصحاب الأخدود )) هذا هو جواب القسم (( قتل أصحاب الأخدود )) أي لعنوا وأهلكوا وأصحاب الأخدود هم قوم جبروت والعياذ بالله كفروا برسلهم وآذوا المتبعين لهم حتى إنهم قتلوهم فقد حفروا الحفر وهي السواقي العميقة وأضرموا فيها النار وجعلوا يأتون بالرجل فإن شهد بالحق رموه في النار وإن شهد بالباطل تركوه.
(( قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود )) النار ذات الوقود أي أنها نار عظيمة مشتعلة لا تبالي بأحد وأكثر المؤمنين والحمد لله صبروا على هذا وتجرعوا فؤوس الموت ليبقوا في الحياة الآخرة
(( وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود )) هم يعني أصحاب الأخدود هؤلاء كبراء المستكبرون هم قادرون على ما يفعلون بالإنسان ولماذا يفعلون هذا الشيء لماذا ينقمون من المؤمنين الإيمان ؟ ، قال الله عز وجل : (( ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد )) ، هذا الذي نقمو منهم وهل هذا ينتقم على المرء؟
الجواب : لا بل هذا يقتضي تكريمه والأخذ على يديهم حتى لا ينصد عن دينه. وليس من جزائه أن يعذب وينكل بهم حتى يموتوا

الشيخ : ثم قال عز وجل : (( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ )). هذا وعيد من الله عز وجل لهذه الفرقة الضالة المستكبرة التي فعلت بأولياء الله ما فعلت.

الشيخ : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض )). (( الذي له ملك السماوات والأرض )).
قدم الخبر على المبتدأ ليستفاد منه أن المتفرد بالملك والتدبير هو الله عز وجل وأن هؤلاء الذين ذهبوا لأنفسهم سياجا من الكبرياء هم الأذلون يوم القيامة (( إلا بالله العزيز الحميد ))
العزيز يعني ذو العزة. والعزة هي الغلبة فلا عزة لأحد بعد عزة الله عز وجل بمعنى أن الأصل أن العزة لله جميعا كما قال تبارك وتعالى عن المنافقين : (( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ )).
وتأمل يا أخي تأمل لطف الله وحلم الله ورحمة الله حيث عرّض لهؤلاء بالتوبة فقال : (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ))
فيستفاد من هذه الآية الكريمة أنهم لو تابوا إلى الله لم يكن عليهم هذا العذاب. وهذا يدل على عفو الله وحلمه وكرمه سبحانه وتعالى.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يعيذنا من الكبرياء والاستكبار والضلال والإضلال وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب ونتكلم الآن على درس الحديث نعم.

القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه عمدة الأحكام :
كتاب الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكت.
فقال : مالك؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم ).
وفي رواية : ( أصبت أهلي في رمضان ) . ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها؟ قال لا. قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال : لا. قال : فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟ قال : لا . قال : فسكت النبي صلى الله عليه وسلم. فبينما نحن على ذلك إذا أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر. والعرق المكتل. قال : أين السائل ؟ قال : أنا. قال : خذ هذا فتصدق به. فقال : على أفقر مني يا رسول الله. فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال : أطعمه أهلك ).
الحرٌة : الأرض تركبها حجارة سود.
الشيخ : هذا الحديث في حكم جماع الصائم وهو في رمضان وجماع الصائم في نهار رمضان مع وجوبه يستلزم شيئين :
الأول : قضاء الصوم. والثاني الكفارة.
وقولنا : مع وجوبه إحترازا منا إذا كان الصوم لا يجب على هذا الرجل كما لو كان صائما في سفر ومعه زوجته فيجامعها فهذا يفسد صومه ولا كفارة عليه لأنه لا يفسد صوم الصائم ولا تلزمه الكفارة إلا بشروط.

الشيخ : الشرط الأول أن يكون الصوم واجبا عليه
والشرط الثاني : أن يكون في غير بلده.
والشرط الثالث : أن يكون عالما بأن الجماع حرام. فإن كان عالما بأن الجماع حرام لكن لا يدري ما يجب عليه فإنه يجب عليه القضاء والكفارة.
ولنرجع إلى مفهوم هذه الشروط
لو أن رجلا كان مسافرا ومعه أهله وجاءنا وهو لا يدري أن الجماع حرام فلا شيء عليه. فإن كان يدري أن عليه صوما أعود إلى هذا الشرط إذا كان الذي جامع زوجته يظن أن الجماع لا يفسد الصوم فعليه لا يلزمه الصوم.
أعود مرة ثالثة إذا كان الرجل معه أهله وهو في السفر وجامع زوجته وهو مسافر ثم جاء يسأل ماذا علي؟ نقول عليك التوبة إلى الله عز وجل وعليك الكفارة وستأتي.
فإن قال قائل : أنا لا أدري أن فيه كفارة ولو علمت بالكفارة ما فعلت.
نقول : هذا لا ينفعك هذا العذر لا ينفعك لأنه ليس من شرط الوجوب أي وجوب الكفارة أن يكون الإنسان عالما بأن له كفارة ولهذا استمع إلى حديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما : ( حيث أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال ما الذي أهلكك قال أتيت امرأتي في رمضان وأنا صائم فأفتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هل تجد رقبة؟
قال : لا. قال : هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال : لا. قال : هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال : لا. ثم جلس الرجل فجيء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكتل من التمر ليتصدق به فأخذه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال للرجل خذ هذا تصدق به. قال : يا رسول الله أعلى أفقر مني. والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني. فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال للرجل خذه تصدق به على أهلك )
ولو أن رجلا كان مفطرا في السفر وقدم إلى أهله وهو مفطر فإنه لا كفارة عليه لو جامع لأن هذا ابتدأ النهار وهو ممن يحل له الإفطار فلم يكن هذا الإفطار حراما عليه فلا تلزمه الكفارة.
وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا وجبت عليه كفارة وهو لا يجد فلا شيء عليه لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمره بقضاء الصيام ولم يأمره بالفدية حيث إنه كان معذورا.

الشيخ : ومن فوائد هذا الحديث تيسير الدين الإسلامي على أهله وأنه دين يسر وسهولة وتيسير ولذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الرجل لم يأمره أن يكفر لأنه فقير ليس عنده شيء. وإذا كان فقيرا فإن الله يقول : (( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا )).
وصيام شهرين لا بد أن يكون متتابعا لا يفصل بينهما فإن سافر وهو يصوم الكفارة فإنه إن شاء استمر في صيامه وإن شاء أفطر. وإذا فرغ من السفر عاد فصام بقية كفارته.
ولنقتصر على هذا الجزء شرح الحديث
نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا ورزقا طيبا واسعا وإلى الأسئلة.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم.

السائل : سائل يسأل : هل البخور يفطر وإذا كان يفطر ما حكم من تبخر متعمدا ؟ وما حكم من تبخر جاهلا ؟
الشيخ : البخور؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم البخور لا يفطر إلا إذا شمه الإنسان متعمدا حتى وصل إلى معدته فحينئذ نقول إن هذا الرجل أفطر لأن الدخان له جرم له جرم يصل إلى المعدة فإذا استعمله الإنسان كان مستعملا لشيء يصل إلى المعدة وستتمته به النفس.
كذلك أيضا لا يفطر البخور لو أن الإنسان بخر بيته أو حجرته التي ينام فيها فلا حرج عليها. نعم.

السائل : هل تجب الكفارة على المرأة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان ؟
الشيخ : كفارة المرأة عليها هي إلا أن يجامعها زوجها متعمدا فيكون فتكون الكفارة عليه لأنه هو الذي أكرهها على ذلك و قيل إذا أكرهها ومكنته من نفسها فلا كفارة عليها لقول الله تعالى : (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليه غضب من الله ولهم عذاب عظيم )). نعم

السائل : هل من الواجب مسح شعر الرأس بأكمله عند الوضوء أم يكفي مسحَ جزء منه فقط ؟
الشيخ : المسح على الرأس يجب أن يكون شاملا للرأس كله وأما من اقتصر على الجوانب فقط وأخذ من هذا ركزة ومن هذا ركزة ومن هذا ركزة ومن هذا ركزة فإن ذلك لا يجزئه. - سم الله -

السائل : سائل يقول : وقعت على أهلي في نهار رمضان وكان ذلك في أيام كنت لا أصلي فيها إلا قليلا وأنا الآن استقمت ولله الحمد وتبت إلى الله تعالى فماذا علي ؟
الشيخ : عليك أن تتوب إلى الله وأن تندم على ما فعلت وألا تعود إلى ذلك في المستقبل. ويلزمك القضاء قضاء رمضان عند أكثر العلماء وقال بعض العلماء " لا يلزم القضاء في هذه الصورة لأن كل من تعمد فعل عبادة موقتة بعد خروج وقتها فإنه لا تنفعه " لا تنفعه الصلاة يعني القضاء وكذلك عليه قضاء الصوم لأنه أخره لغير عذر شرعي.

السائل : هل يجوز الاعتكاف للمرأة ؟
الشيخ : نعم الاعتكاف يجوز للمرأة فقد كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن يعتكفن ولكن إذا كان لها زوج فإنها لا تعتكف إلا بإذنه كذلك إذا كان لها أولاد في البيت يحتاجون إلى رعاية وإلى القيام عليهم فإنها لا تعتكف. قيامها على أولادها أفضل بكثير نعم. نعم.

السائل : هل يشرع رفع اليدين عند الدعاء في صلاة الوتر ؟ وهل يشرع ترديد التأمين؟
الشيخ : وأن وأن.
السائل : وهل يشرع ترديد التأمين بعد الإمام جهرًا ؟
الشيخ : تحديد ايش؟
السائل : هل يشرع ترديد التأمين بعد الإمام جهرًا ؟
الشيخ : نعم يشرع للمأموم إذا أمن إمامه في الصلاة الجهرية أن يؤمن كما أمن الإمام إمامه.
ورفع اليدين في الدعاء في القنوت مشروع لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قنت على من قنت عليهم أو لهم وهو رافع يده صلوات الله وسلامه عليه. نعم

السائل : هل يجوز للمعتكف أن يشترط بقوله : " اعتكف فإذا طرأ طارئ خرجت منه " ؟
الشيخ : فإذا فإذا.
السائل : فإذا طرأ طارئ خرجت منه أي من الاعتكاف.
الشيخ : نعم لا بأس أن الإنسان يشترط الخروج إذا دعت الحاجة إلى ذلك. والدليل على هذا ( أن ضباعة بنت الزبير ابن عبد المطلب أتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت يا رسول الله إني أريد أن أحج وأجدني شاكية فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : حجي فاشترطي أن لك على ربك ما استثنيتي ).
فدل هذا على جواز اشتراط الداعي في العبادة غير الواجبة أنه إذا اشترط عليه أن يفسخ العبادة إذا شرطها فلا حرج. وهذا من التيسير على المكلف حتى لا يمنعه الحياء أو الخجل من الله أن يستثني. والاستثناء في العبادة جائز كما سمعتم في حديث ضباعة بنت الزبير. والاستثناء أيضا في الدعاء جائز كما في قوله تعالى في الملاعنة الخامسة نعم. كما قال الله عز وجل في الملاعنة تلاعن زوجها. نعم. آخر سؤال.

السائل : فضيلة الشيخ ما تفسير قوله تعالى : (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجدَ يذكر فيها اسم الله كثيرًا ))؟
الشيخ : ومساجدُ
السائل : (( ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ))؟
الشيخ : معنى الآية الكريمة أنه لولا أن الله تعالى يدافع الناس بعضهم عن بعض في الإضرار والظلم لاعتدى الظالمون على الصالحين. استمع قال نعم (( لهدمت صوامع وبيع ومساجد وصلوات يذكر فيها اسم الله كثيرا )) لأن الظالم يعتدي على المظلوم كما جاء ذلك في سورة البروج ، فلو لا أن الله يدافع بعض الناس ببعض لفسدت المعابد و هلك الصالحون. فإذا كان هناك من يدافع عن المؤمنين خف شرهم لأن الظالم يخشى إن يتكلم بشيء أن يكون ذلك هلاكا له. فيتوقف وهذه من حكمة الله عز وجل. ثم قال تعالى : (( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )). وقال تعالى : (( يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).
وهذه من حكمة الله تبارك وتعالى وإلا فإن بعض الناس يقول لماذا جعل الله الإنسان وبين البشر بل والجن جعلهم على صنفين مؤمن وكافر. فإننا نقول هذا من الابتلاء والامتحان. ولولا هذا ما عرف أهل الخير من الشر لأن البلوى أو الابتلاء هي التي تظهر صدق القلب وصدق العامل.
لو كان الناس كلهم على الإيمان فمتى نعرف الكفر يعني ما في أحد يضاده ولو كان ولو كان الناس على مؤمن فقط دون كافر ما أقيم عَلَمُ الجهاد ولما عرف الصادق من الكاذب. وهذه من الحكم التي لا يبلغها إلا من أعطاه الله تعالى عقلا ثابتا وتفكيرا صحيحا راجحا.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يارب العالمين. وإلى هنا ينتهي هذا التسائل وبعده إلى اللقاء القادم إن شاء الله تبارك وتعالى. والله أعلم.