شرح العقيدة الواسطية-01a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة الواسطية
مقدمة بين يدي الكتاب .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإن بين أيدينا كتاب مختصر يسمى * العقيدة الواسطية * ألفه حبر الأمة في زمانه : أبو العباس شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني رحمه الله المتوفى سنة 728 هـجرية .
ولهذا الرجل من المقامات التي يشكر عليها والتي نرجو من الله له فيها المثوبة، له من المقامات في الدفاع عن الحق ومهاجمة أهل الباطل ما يعلمه كل من تتبع كتبه وسبرها، والحقيقة أنه من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، لأن الله سبحانه وتعالى كف به أموراً عظيمة خطيرة على العقيدة الإسلامية .
هذا الكتاب كتاب مختصر سماه * العقيدة الواسطية * لأنه حضر إليه رجل من قضاة واسط، وشكا إليه ما كان الناس يعانونه من المذاهب المنحرفة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فكتب هذه العقيدة التي تعتبر زبدة لعقيدة أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالأمور التي خاض الناس فيها بالبدع وكثر فيها الكلام والقيل والقال.
وقبل أن نبدأ الكلام على هذه الرسالة العظيمة أو الكتاب الصغير حجما الكبير معنا نحب أن نبين أن جميع رسالات الرسل، من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام، إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم كلها تدعو إلى التوحيد كلها تدعو إلى توحيد الله عز وجل قال الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ )) وقال تعالى : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) وذلك أن الخلق خلقوا لواحد فقط وهو الله عز وجل خلقوا لعبادته لتتعلق قلوبهم به تألها وتعظيما وخوفا ورجاء وتوكلا ورغبة ورهبة، حتى ينسلخوا عن كل شيء من الدنيا لا يكون معينا لهم على توحيد الله عز وجل في هذه الأمور، لأنك أنت مخلوق لا بد أن تكون لخالقك قلبا وقالبا في كل شيء.
لهذا كانت دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى هذا الأمر الهام العظيم عبادة الله وحده لا شريك له، ولم يكن الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل إلى البشر يدعون إلى توحيد الربوبية كما يدعون إلى توحيد الألوهية، ذلك لأن منكري توحيد الربوبية قليلون جدا قليلون، وحتى الذين ينكرونه هم في قرارة نفوسهم لا يستطيعون أن ينكروه اللهم إلا أن يكونوا قد سلبوا العقول، العقول المدركة أي أدنى إدراك فإنهم قد ينكرون هذا من باب المكابرة.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإن بين أيدينا كتاب مختصر يسمى * العقيدة الواسطية * ألفه حبر الأمة في زمانه : أبو العباس شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني رحمه الله المتوفى سنة 728 هـجرية .
ولهذا الرجل من المقامات التي يشكر عليها والتي نرجو من الله له فيها المثوبة، له من المقامات في الدفاع عن الحق ومهاجمة أهل الباطل ما يعلمه كل من تتبع كتبه وسبرها، والحقيقة أنه من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، لأن الله سبحانه وتعالى كف به أموراً عظيمة خطيرة على العقيدة الإسلامية .
هذا الكتاب كتاب مختصر سماه * العقيدة الواسطية * لأنه حضر إليه رجل من قضاة واسط، وشكا إليه ما كان الناس يعانونه من المذاهب المنحرفة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فكتب هذه العقيدة التي تعتبر زبدة لعقيدة أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالأمور التي خاض الناس فيها بالبدع وكثر فيها الكلام والقيل والقال.
وقبل أن نبدأ الكلام على هذه الرسالة العظيمة أو الكتاب الصغير حجما الكبير معنا نحب أن نبين أن جميع رسالات الرسل، من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام، إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم كلها تدعو إلى التوحيد كلها تدعو إلى توحيد الله عز وجل قال الله تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ )) وقال تعالى : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) وذلك أن الخلق خلقوا لواحد فقط وهو الله عز وجل خلقوا لعبادته لتتعلق قلوبهم به تألها وتعظيما وخوفا ورجاء وتوكلا ورغبة ورهبة، حتى ينسلخوا عن كل شيء من الدنيا لا يكون معينا لهم على توحيد الله عز وجل في هذه الأمور، لأنك أنت مخلوق لا بد أن تكون لخالقك قلبا وقالبا في كل شيء.
لهذا كانت دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام إلى هذا الأمر الهام العظيم عبادة الله وحده لا شريك له، ولم يكن الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل إلى البشر يدعون إلى توحيد الربوبية كما يدعون إلى توحيد الألوهية، ذلك لأن منكري توحيد الربوبية قليلون جدا قليلون، وحتى الذين ينكرونه هم في قرارة نفوسهم لا يستطيعون أن ينكروه اللهم إلا أن يكونوا قد سلبوا العقول، العقول المدركة أي أدنى إدراك فإنهم قد ينكرون هذا من باب المكابرة.
بيان توحيد الربوبية.
الشيخ : توحيد الربوبية : هو عبارة عن إفراد الله سبحانه وتعالى في أمور ثلاثة : في الخلق، والملك، والتدبير. هذا هو توحيد الربوبية إفراد الله سبحانه وتعالى في ثلاثة أمور : في الخلق، والملك، والتدبير.
في أي شيء يا بخاري ؟ توحيد الربوبية إفراد الله بماذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا .
الطالب : بالخلق .
الشيخ : إي، أعنه يا عبد العزيز .
الطالب : بالخلق والملك .
الشيخ : والتدبير في الخلق والملك والتدبير هذا هو توحيد الربوبية دليل ذلك قوله تعالى : (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )) وجه الدلالة من الآية : أنه قُدِّم فيها الخبر الذي من حقه التأخير، والقاعدة البلاغية تقول : إن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
ثم تأمل افتتاح هذه الآية بـ(( ألا )) الدالة على التنبيه والتوكيد : (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )) لا لغيره، الخلق هذا هو، الأمر الذي هو التدبير، أما الملك فمثل قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )) فإن هذا يدل على انفراده سبحانه وتعالى بالملك (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )) وجه الدلالة من هذه الآية كما سبق تقديم ما حقه التأخير.
إذا فالرب عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير.
فإن قلت : كيف تجمع بين ما قررت وبين إثبات الخلق لغير الله مثل قوله تعالى : (( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين : ( يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) ومثال قوله تعالى في الحديث القدسي : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) فكيف تجمع بين قولك : إن الله منفرد بالخلق وبين هذه النصوص ؟!
الجواب أن يقال : إن الخلق هو الإيجاد، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى فإنه ليس بخلق تام وإن سمي خلقا باعتبار التكوين لكنه في الواقع ليس بخلق تام لأن الخلق هو الإيجاد فمثلا : هذا النجار صنع من الخشب بابا يقال : خلق. لكن مادة هذه الصناعة من الذي خلقها ؟ الله عز وجل لا يستطيع الناس كلهم مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبدا ولا أن يخلقوا ذرة ولا أن يخلقوا ذبابا واستمع إلى قول الله عز وجل (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ )) شوف ربنا عز وجل يقول : (( فَاسْتَمِعُوا لَهُ )) لهذا المثل العظيم (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )) .
شوف الذين تدعون : اسم موصول يشمل كل ما يدعى من دون الله من بشر وحجر وشجر وملك وغيره كلٍ يدعو من دون الله (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) طيب وإن انفرد كل واحد بذلك من باب أولى (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ )) الله أكبر حتى الي يدعون من دون الله لو سلبهم الذباب شيئا ما استطاعوا أن يستنقذوه من هذا الذباب الضعيف لو وقع الذباب على أقوى ملك في الأرض نعم وقع على رأسه المضمخ بالطيب ومص من هذا الطيب يستطيع هذا الملك أن يستخرج الطيب من هذا الذباب ؟ ها أبدا أو وقع على طعامه فامتص منه شيئا يستطيع أن يستخرجه منه ؟ أبدا إذا لمن الملك ؟ لله عز وجل الله سبحانه وتعالى هو الخالق (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) فتبين الآن أن خلق ما يقال أنه خلق بالنسبة للمخلوقين يعتبر ليس خلقا حقيقيا لأن غايته أنه تحويل شيء ها إلى شيء أما العناصر والمادة فالذي خلقها هو الله عز وجل .
أيضا قلت : إن الله منفرد بالملك ولكن كيف تجمع بين قولي هذا وإثبات الملك للمخلوق مثل قوله تعالى : (( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ)) (( إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ )) ؟
الجواب : أن الجمع بينهما من وجهين لأن الجمع يظهر بالفرق :
الأول : أن ملك الإنسان للشيء ليس عاما شاملا لأنني أنا أملك ما تحت يدي ولا أملك ما تحت يدك فالملك ليس عاما أليس كذلك ؟ هذا الكتاب اللي عندي لي لكن الكتاب اللي عندك ليس لي والكل ملك لمن ؟ لله عز وجل فمن حيث الشمول مُلكُ الله عز وجل أشمل وأوسع، وهو ملك تام.
ثانيا : أن ملكي لهذا الشيء ليس ملكا حقيقيا أتصرف فيه كما أشاء وإنما أتصرف فيه كما أمر الشرع كما أذن المالك الأصلي الحقيقي وهو الله عز وجل لا أستطيع أن أتصرف فيه كما شئت لو بعت درهما بدرهمين أملك هذا ؟ لا أملك هذا ولا يحل لي ذلك، فإذا ملكي لهذا الشيء ملك قاصر حتى ما تحت يدي، كذلك هذا الملك كما لا أتصرف فيه شرعا إلا بإذن المالك الأول وهو الله عز وجل أيضا لا أملك فيه شيئاً من الناحية القدرية لأن التصرف لله هل أستطيع أن أقول لعبدي المريض : ابرأ من المرض فيبرأ ما يمكن إذا ما أملك ولا كان أملك أنه يبرأ .
هل أستطيع أن أقول لعبدي الصحيح الشحيح : امرض ها ؟ لا أستطيع لو قلت ما مرض لكن الله عز وجل لو يقول : ابرأ برئ لو يقول : امرض مرض إذا لا أملك التصرف المطلق شرعا ولا قدرا فملكي حينئذ قاصر من حيث التصرف وقاصر من حيث الشمول والعموم وحينئذ يتبين لنا كيف كان انفراد الله عز وجل بالملك واضح طيب.
التدبير : التدبير للإنسان تدبير ولكن نقول : هذا التدبير قاصر كالوجهين السابقين في الملك ليس كل شيء أملك تدبير فيه وإنما أملك تدبير إيش ؟ ما كان تحت حيازتي وملكي وأيضا لا أملك تدبيره إلا على وفق الشرع الذي أباح لي هذا التدبير.
وحينئذ يتبين أن قولنا : " إن الله سبحانه وتعالى منفرد بالخلق والملك والتدبير " أن هذا القول كلية عامة مطلقة لا يستثنى منها شيء ولا لا ؟ لأن كل هذا الذي أوردنا لا يعارض ما يثبت لله عز وجل من ذلك .
توحيد الربوبية قلت : إن الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يأتوا لتحقيقه لأنه لا ينكر حتى فرعون الذي قال لقومه : (( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ )) إلى آخره والذي قال لهم : (( أنا ربكم الأعلى )) يعترف بأن الله رب يعترف بربه قال الله تعالى : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )) لكن جحدوا بها ظلما وعلوا ولا هم في قرارة أنفسهم يعلمون أن فرعون ما هو رب ويعلمون أن هناك ربا سواه واضح طيب .
وقال له فرعون وهو يحاجه وقال له موسى وهو يحاج فرعون : (( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ )) هل أنكر وقال ما علمت ؟ لا ما أنكر ولا قال ما علمت وأما إنكاره في قوله : (( وما رب العالمين )) فلأن قومه عنده وكان يقول هذا تمويها فهو لم ينكر (( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )) شوف الكلام من كان بالله كان قويا بالله يقول أمام هذا الطاغية الكافر المستكبر (( وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )) فرعون ما يقدر أمام هذه الآيات يتكلم إلا بطريق القوة (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ )) الحاصل أن توحيد الربوبية ثابت في العقول والفطر السليمة ولا أحد ينكره الشيء الذي أخل فيه كثير من الناس وبعثت الرسل لتحقيقه هو توحيد الألوهية .
في أي شيء يا بخاري ؟ توحيد الربوبية إفراد الله بماذا ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا .
الطالب : بالخلق .
الشيخ : إي، أعنه يا عبد العزيز .
الطالب : بالخلق والملك .
الشيخ : والتدبير في الخلق والملك والتدبير هذا هو توحيد الربوبية دليل ذلك قوله تعالى : (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )) وجه الدلالة من الآية : أنه قُدِّم فيها الخبر الذي من حقه التأخير، والقاعدة البلاغية تقول : إن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
ثم تأمل افتتاح هذه الآية بـ(( ألا )) الدالة على التنبيه والتوكيد : (( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )) لا لغيره، الخلق هذا هو، الأمر الذي هو التدبير، أما الملك فمثل قوله تعالى : (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )) فإن هذا يدل على انفراده سبحانه وتعالى بالملك (( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )) وجه الدلالة من هذه الآية كما سبق تقديم ما حقه التأخير.
إذا فالرب عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير.
فإن قلت : كيف تجمع بين ما قررت وبين إثبات الخلق لغير الله مثل قوله تعالى : (( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين : ( يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) ومثال قوله تعالى في الحديث القدسي : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ) فكيف تجمع بين قولك : إن الله منفرد بالخلق وبين هذه النصوص ؟!
الجواب أن يقال : إن الخلق هو الإيجاد، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى فإنه ليس بخلق تام وإن سمي خلقا باعتبار التكوين لكنه في الواقع ليس بخلق تام لأن الخلق هو الإيجاد فمثلا : هذا النجار صنع من الخشب بابا يقال : خلق. لكن مادة هذه الصناعة من الذي خلقها ؟ الله عز وجل لا يستطيع الناس كلهم مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبدا ولا أن يخلقوا ذرة ولا أن يخلقوا ذبابا واستمع إلى قول الله عز وجل (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ )) شوف ربنا عز وجل يقول : (( فَاسْتَمِعُوا لَهُ )) لهذا المثل العظيم (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ )) .
شوف الذين تدعون : اسم موصول يشمل كل ما يدعى من دون الله من بشر وحجر وشجر وملك وغيره كلٍ يدعو من دون الله (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) طيب وإن انفرد كل واحد بذلك من باب أولى (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ )) الله أكبر حتى الي يدعون من دون الله لو سلبهم الذباب شيئا ما استطاعوا أن يستنقذوه من هذا الذباب الضعيف لو وقع الذباب على أقوى ملك في الأرض نعم وقع على رأسه المضمخ بالطيب ومص من هذا الطيب يستطيع هذا الملك أن يستخرج الطيب من هذا الذباب ؟ ها أبدا أو وقع على طعامه فامتص منه شيئا يستطيع أن يستخرجه منه ؟ أبدا إذا لمن الملك ؟ لله عز وجل الله سبحانه وتعالى هو الخالق (( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) فتبين الآن أن خلق ما يقال أنه خلق بالنسبة للمخلوقين يعتبر ليس خلقا حقيقيا لأن غايته أنه تحويل شيء ها إلى شيء أما العناصر والمادة فالذي خلقها هو الله عز وجل .
أيضا قلت : إن الله منفرد بالملك ولكن كيف تجمع بين قولي هذا وإثبات الملك للمخلوق مثل قوله تعالى : (( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ)) (( إِلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ )) ؟
الجواب : أن الجمع بينهما من وجهين لأن الجمع يظهر بالفرق :
الأول : أن ملك الإنسان للشيء ليس عاما شاملا لأنني أنا أملك ما تحت يدي ولا أملك ما تحت يدك فالملك ليس عاما أليس كذلك ؟ هذا الكتاب اللي عندي لي لكن الكتاب اللي عندك ليس لي والكل ملك لمن ؟ لله عز وجل فمن حيث الشمول مُلكُ الله عز وجل أشمل وأوسع، وهو ملك تام.
ثانيا : أن ملكي لهذا الشيء ليس ملكا حقيقيا أتصرف فيه كما أشاء وإنما أتصرف فيه كما أمر الشرع كما أذن المالك الأصلي الحقيقي وهو الله عز وجل لا أستطيع أن أتصرف فيه كما شئت لو بعت درهما بدرهمين أملك هذا ؟ لا أملك هذا ولا يحل لي ذلك، فإذا ملكي لهذا الشيء ملك قاصر حتى ما تحت يدي، كذلك هذا الملك كما لا أتصرف فيه شرعا إلا بإذن المالك الأول وهو الله عز وجل أيضا لا أملك فيه شيئاً من الناحية القدرية لأن التصرف لله هل أستطيع أن أقول لعبدي المريض : ابرأ من المرض فيبرأ ما يمكن إذا ما أملك ولا كان أملك أنه يبرأ .
هل أستطيع أن أقول لعبدي الصحيح الشحيح : امرض ها ؟ لا أستطيع لو قلت ما مرض لكن الله عز وجل لو يقول : ابرأ برئ لو يقول : امرض مرض إذا لا أملك التصرف المطلق شرعا ولا قدرا فملكي حينئذ قاصر من حيث التصرف وقاصر من حيث الشمول والعموم وحينئذ يتبين لنا كيف كان انفراد الله عز وجل بالملك واضح طيب.
التدبير : التدبير للإنسان تدبير ولكن نقول : هذا التدبير قاصر كالوجهين السابقين في الملك ليس كل شيء أملك تدبير فيه وإنما أملك تدبير إيش ؟ ما كان تحت حيازتي وملكي وأيضا لا أملك تدبيره إلا على وفق الشرع الذي أباح لي هذا التدبير.
وحينئذ يتبين أن قولنا : " إن الله سبحانه وتعالى منفرد بالخلق والملك والتدبير " أن هذا القول كلية عامة مطلقة لا يستثنى منها شيء ولا لا ؟ لأن كل هذا الذي أوردنا لا يعارض ما يثبت لله عز وجل من ذلك .
توحيد الربوبية قلت : إن الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يأتوا لتحقيقه لأنه لا ينكر حتى فرعون الذي قال لقومه : (( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ )) إلى آخره والذي قال لهم : (( أنا ربكم الأعلى )) يعترف بأن الله رب يعترف بربه قال الله تعالى : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )) لكن جحدوا بها ظلما وعلوا ولا هم في قرارة أنفسهم يعلمون أن فرعون ما هو رب ويعلمون أن هناك ربا سواه واضح طيب .
وقال له فرعون وهو يحاجه وقال له موسى وهو يحاج فرعون : (( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ )) هل أنكر وقال ما علمت ؟ لا ما أنكر ولا قال ما علمت وأما إنكاره في قوله : (( وما رب العالمين )) فلأن قومه عنده وكان يقول هذا تمويها فهو لم ينكر (( لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )) شوف الكلام من كان بالله كان قويا بالله يقول أمام هذا الطاغية الكافر المستكبر (( وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )) فرعون ما يقدر أمام هذه الآيات يتكلم إلا بطريق القوة (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ )) الحاصل أن توحيد الربوبية ثابت في العقول والفطر السليمة ولا أحد ينكره الشيء الذي أخل فيه كثير من الناس وبعثت الرسل لتحقيقه هو توحيد الألوهية .
بيان توحيد الألوهية.
الشيخ : فما هو توحيد الألوهية ؟
توحيد الألوهية : هو إفراد الله عز وجل بالعبادة بألا تكون عبدا لغير ربك لا تعبد نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا أما ولا أبا ولا شيخا ولا عجوزا، لا تعبد إلا الله وحده هذا هو توحيد الألوهية فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد ولهذا يسمى توحيد الألوهية ويسمى توحيد العبادة فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة.
والعبادة مبنية على أمرين عظيمين هما المحبة والتعظيم الناتج عنهما (( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً )) فبالمحبة تكون الرغبة وبالتعظيم تكون الرهبة والخوف، ولهذا كانت العبادة أوامر ونواهي أوامر مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى الآمر نواهي مبنية على إيش ؟ على التعظيم والرهبة من هذا العظيم، فالعبادة في الحقيقة مبنية على هذين الشيئين وهما المحبة والتعظيم فإذا أحببت الله عز وجل رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه وطلبت الطريق الموصل إليه وقمت بطاعته على الوجه الأكمل وإذا عظمته خفت منه كلما هممت بمعصية استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا )) إيش ؟ (( لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ )) فهذه من نعمة الله عليك إذا هممت بمعصية وجدت الله أمامك فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية لأنك تعبد الله رغبة ورهبة، فما معنى العبادة إذا ؟
العبادة : تطلق على أمرين : على الفعل والمفعول. تطلق العبادة على الفعل والمفعول كيف ؟ فعل ومفعول نعم تطلق على الفعل الذي هو التعبد فيقال : عبد الرجل ربه عبادة وتعبدا وإطلاقها على التعبد من باب إطلاق اسم المصدر على المصدر فتطلق إذا على الفعل ويش بعد ؟ وعلى المفعول ونعرفها باعتبار إطلاقها على الفعل بأنها : التذلل لله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه. تفعل ذلك ذلا له وخضوعا وكل من ذل لله عز بالله (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وللمؤمنين )) طيب .
وتطلق على المفعول أي : المتعبد به وهي بهذا المعنى تعرف بما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال رحمه الله : " العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " . أعرفتم ؟ هذا الشيء الذي تعبدنا الله به توحيد الله به ألا أصرفه لغيره الصلاة الصيام الزكاة الحج الدعاء النذر الخشية التوكل إلى غير ذلك من العبادات هذه لا يمكن أن أصرفها لغير الله لأن توحيد العبادة هو إفراد الله عز وجل بالعبادة أو توحيد الألوهية هو إفراد الله تعالى بالعبادة .
فإن قلت : كيف تقول إن الله تعالى منفرد بالألوهية مع أن الله أثبت ألوهية غيره ؟ نعم وقبل أن أورد هذا الإيراد أقول ما هو الدليل على أن الله منفرد بالألوهية ؟
أدلة كثيرة قبل قليل أوردنا آيتين : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) واستمع أيضا إلى آية ثالثة عظيمة (( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ )) الله أكبر لو ما يجيكم من طلب العلم إلا هذه المنقبة ما أخبر الله أن أحدا شهد بألوهيته إلا أولو العلم الله يجعلنا وإياكم منهم (( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ )) بالعدل ثم قرر هذه الشهادة بقوله : (( لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم )) فهذا دليل واضح على أنه لا إله إلا الله عز وجل.
أشهد أن لا إله إلا الله وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله، هذه الشهادة الحق .
إذا قال قائل : كيف تقررونها مع أن الله تعالى يثبت ألهة غير الله مثل قوله تعالى : (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ )) ومثل قوله : (( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ )) ومثل قوله : (( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ )) ومثل قول إبراهيم : (( أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ )) إلى غير ذلك من الآيات، كيف تجمع بين هذا وبين هذا ؟
فالجواب : أن ألوهية ما سوى الله ألوهية باطلة مجرد تسمية (( إِنْ هِيَ إِلاّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )) فألوهيتها باطلة هي وإن عبدت وتأله إليها من ضل فإنها ليست أهلا لأن تعبد وليست أهلا للألوهية فهي آلهة لأنها معبودة لكنها آلهة باطلة (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هو الْبَاطِلُ )) وفي الآية الأخرى : (( وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ )) هذا هو الجواب عما أثبت الله سبحانه وتعالى ألوهيتهم فيمن سواه، أنها ألوهية لكنها باطلة ولهذا وصفها الله تعالى في آية أخرى بأنها مجرد أسماء لأنها لا حقائق لها وإن عبدت فإنها لا تستحق أن تكون معبودة ومألوهة .
هذا النوعان من أقسام التوحيد أو من أنواع التوحيد لا يجحدهما ولا ينكرهما أحد من أهل القبلة المنتسبين إلى الإسلام لا سنيهم ولا بدعيهم ما أحد ينكرهم لأن الله تعالى موحد بالربوبية ويش بعد ؟ وبالألوهية، لكن نعم حصل فيما بعد أن من الناس من ادعى ألوهية أحد من البشر، كغلاة الرافضة مثلا الذين يقولون : إن عليا إله، كما صنع زعيمهم عبد الله بن سبأ حيث جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال له : " أنت الله حقا " أعوذ بالله لكن عبد الله بن سبأ أصله يهودي دخل في دين الإسلام بدعوى التشيع لآل البيت ليفسد على أهل الإسلام دينهم كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال : " إن هذا كما صنع بولص حين دخل في دين النصارى ليفسد دين النصارى " .
هذا الرجل عبد الله بن سبأ قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : " أنت الله حقا " علي ابن أبي طالب لا يرضى أن أحدا ينزله فوق منزلته حتى هو رضي الله عنه من إنصافه وعدله وعلمه وخبرته كان يقول على منبر الكوفة : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " يعلن في الخطبة وقد تواتر النقل عنه بذلك رضي الله عنه الذي يقول هكذا ويقر بالفضل لأهله من البشر كيف يرضي أن يقول له قائل : إنك أنت الله، ما رضي، ولهذا عزرهم أبشع تعزير أمر بالأخاديد فخدت ويش الأخاديد ؟ حفر في الأرض مثل السواقي نازلة عميقة ثم ملئت حطبا ثم أضرمت ثم أتى بهذا الرجل وأصحابه وقذفهم في النار وأحرقهم بالنار لأن فريتهم عظيمة والعياذ بالله ما هي بالهينة ويقال : إن عبد الله بن سبأ هرب ولم يمسكوه والله أعلم .
المهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحرق السبئية بالنار لأنهم ادعوا فيه الألوهية.
فنقول : كل من كان من أهل القبلة لا ينكر هذين النوعين من التوحيد وهما : توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وإن كان يوجد في بعض أهل البدع من يؤله أحدا من البشر.
توحيد الألوهية : هو إفراد الله عز وجل بالعبادة بألا تكون عبدا لغير ربك لا تعبد نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا أما ولا أبا ولا شيخا ولا عجوزا، لا تعبد إلا الله وحده هذا هو توحيد الألوهية فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد ولهذا يسمى توحيد الألوهية ويسمى توحيد العبادة فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة.
والعبادة مبنية على أمرين عظيمين هما المحبة والتعظيم الناتج عنهما (( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً )) فبالمحبة تكون الرغبة وبالتعظيم تكون الرهبة والخوف، ولهذا كانت العبادة أوامر ونواهي أوامر مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى الآمر نواهي مبنية على إيش ؟ على التعظيم والرهبة من هذا العظيم، فالعبادة في الحقيقة مبنية على هذين الشيئين وهما المحبة والتعظيم فإذا أحببت الله عز وجل رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه وطلبت الطريق الموصل إليه وقمت بطاعته على الوجه الأكمل وإذا عظمته خفت منه كلما هممت بمعصية استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا )) إيش ؟ (( لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ )) فهذه من نعمة الله عليك إذا هممت بمعصية وجدت الله أمامك فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية لأنك تعبد الله رغبة ورهبة، فما معنى العبادة إذا ؟
العبادة : تطلق على أمرين : على الفعل والمفعول. تطلق العبادة على الفعل والمفعول كيف ؟ فعل ومفعول نعم تطلق على الفعل الذي هو التعبد فيقال : عبد الرجل ربه عبادة وتعبدا وإطلاقها على التعبد من باب إطلاق اسم المصدر على المصدر فتطلق إذا على الفعل ويش بعد ؟ وعلى المفعول ونعرفها باعتبار إطلاقها على الفعل بأنها : التذلل لله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه. تفعل ذلك ذلا له وخضوعا وكل من ذل لله عز بالله (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وللمؤمنين )) طيب .
وتطلق على المفعول أي : المتعبد به وهي بهذا المعنى تعرف بما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال رحمه الله : " العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " . أعرفتم ؟ هذا الشيء الذي تعبدنا الله به توحيد الله به ألا أصرفه لغيره الصلاة الصيام الزكاة الحج الدعاء النذر الخشية التوكل إلى غير ذلك من العبادات هذه لا يمكن أن أصرفها لغير الله لأن توحيد العبادة هو إفراد الله عز وجل بالعبادة أو توحيد الألوهية هو إفراد الله تعالى بالعبادة .
فإن قلت : كيف تقول إن الله تعالى منفرد بالألوهية مع أن الله أثبت ألوهية غيره ؟ نعم وقبل أن أورد هذا الإيراد أقول ما هو الدليل على أن الله منفرد بالألوهية ؟
أدلة كثيرة قبل قليل أوردنا آيتين : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) واستمع أيضا إلى آية ثالثة عظيمة (( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ )) الله أكبر لو ما يجيكم من طلب العلم إلا هذه المنقبة ما أخبر الله أن أحدا شهد بألوهيته إلا أولو العلم الله يجعلنا وإياكم منهم (( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ )) بالعدل ثم قرر هذه الشهادة بقوله : (( لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم )) فهذا دليل واضح على أنه لا إله إلا الله عز وجل.
أشهد أن لا إله إلا الله وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله، هذه الشهادة الحق .
إذا قال قائل : كيف تقررونها مع أن الله تعالى يثبت ألهة غير الله مثل قوله تعالى : (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ )) ومثل قوله : (( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ )) ومثل قوله : (( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ )) ومثل قول إبراهيم : (( أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ )) إلى غير ذلك من الآيات، كيف تجمع بين هذا وبين هذا ؟
فالجواب : أن ألوهية ما سوى الله ألوهية باطلة مجرد تسمية (( إِنْ هِيَ إِلاّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )) فألوهيتها باطلة هي وإن عبدت وتأله إليها من ضل فإنها ليست أهلا لأن تعبد وليست أهلا للألوهية فهي آلهة لأنها معبودة لكنها آلهة باطلة (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هو الْبَاطِلُ )) وفي الآية الأخرى : (( وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ )) هذا هو الجواب عما أثبت الله سبحانه وتعالى ألوهيتهم فيمن سواه، أنها ألوهية لكنها باطلة ولهذا وصفها الله تعالى في آية أخرى بأنها مجرد أسماء لأنها لا حقائق لها وإن عبدت فإنها لا تستحق أن تكون معبودة ومألوهة .
هذا النوعان من أقسام التوحيد أو من أنواع التوحيد لا يجحدهما ولا ينكرهما أحد من أهل القبلة المنتسبين إلى الإسلام لا سنيهم ولا بدعيهم ما أحد ينكرهم لأن الله تعالى موحد بالربوبية ويش بعد ؟ وبالألوهية، لكن نعم حصل فيما بعد أن من الناس من ادعى ألوهية أحد من البشر، كغلاة الرافضة مثلا الذين يقولون : إن عليا إله، كما صنع زعيمهم عبد الله بن سبأ حيث جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال له : " أنت الله حقا " أعوذ بالله لكن عبد الله بن سبأ أصله يهودي دخل في دين الإسلام بدعوى التشيع لآل البيت ليفسد على أهل الإسلام دينهم كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال : " إن هذا كما صنع بولص حين دخل في دين النصارى ليفسد دين النصارى " .
هذا الرجل عبد الله بن سبأ قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : " أنت الله حقا " علي ابن أبي طالب لا يرضى أن أحدا ينزله فوق منزلته حتى هو رضي الله عنه من إنصافه وعدله وعلمه وخبرته كان يقول على منبر الكوفة : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر " يعلن في الخطبة وقد تواتر النقل عنه بذلك رضي الله عنه الذي يقول هكذا ويقر بالفضل لأهله من البشر كيف يرضي أن يقول له قائل : إنك أنت الله، ما رضي، ولهذا عزرهم أبشع تعزير أمر بالأخاديد فخدت ويش الأخاديد ؟ حفر في الأرض مثل السواقي نازلة عميقة ثم ملئت حطبا ثم أضرمت ثم أتى بهذا الرجل وأصحابه وقذفهم في النار وأحرقهم بالنار لأن فريتهم عظيمة والعياذ بالله ما هي بالهينة ويقال : إن عبد الله بن سبأ هرب ولم يمسكوه والله أعلم .
المهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحرق السبئية بالنار لأنهم ادعوا فيه الألوهية.
فنقول : كل من كان من أهل القبلة لا ينكر هذين النوعين من التوحيد وهما : توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وإن كان يوجد في بعض أهل البدع من يؤله أحدا من البشر.
بيان توحيد الأسماء والصفات.
الشيخ : لكن الذي كثر فيه النزاع والخوض هو القسم الثالث وهو توحيد الأسماء والصفات توحيد الله بأسمائه وصفاته هذا هو الذي كثر فيه الخوض فانقسم الناس فيه إلى قسمين بل إلى ثلاثة : مكذب، ومؤول، ومحقق والصواب أن نقول بدل مؤول محرف ومحقق انقسم الناس فيه إلى هذه الأقسام الثلاثة .
وأول بدعة ظهرت في هذه الأمة هي بدعة الخوارج بدعة الخوارج هي أول بدعة ظهرت في الأمة لأن زعيمهم خرج على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذو الخويصرة من بني تميم حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم ذُهبية جاءت فقسمها بين الناس فقال له هذا الرجل : " يا محمد اعدل " أعوذ بالله فكان هذا أول خروج خُرِج به على الشريعة الإسلامية ثم صارت بدعتهم في عهد الصحابة خرجوا على عثمان رضي الله عنه بل خرجوا لو شئنا لقلنا خرجوا على أبي بكر وعلى عمر وعلى عثمان وعلى علي ومازالوا يتوالون .
ثم بعد ذلك ظهرت بدعة القدر بدعة القدرية مجوس هذه الأمة الذين قالوا : إن الله سبحانه وتعالى ما قدر أفعال العباد ما قدرها وليست داخلة تحت مشيئته وليست مخلوقة له، بل كان زعماؤهم وغلاتهم يقولون : إنها غير معلومة لله ولا مكتوبة في اللوح المحفوظ، وأن الله لا يعلم بما يصنع الناس إلا إذا وقع ذلك إذا وقع منهم الشيء علم به، ويقولون : الأمر أُنف أي : مستأنف وهؤلاء أدركوا آخر عصر الصحابة فقد أدركوا زمن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعبادة بن الصامت وجماعة من الصحابة لكنه في آواخر العصر، عصر الصحابة .
ثم ظهرت بعد ذلك بدعة الإرجاء وأدركت زمن كثير من التابعين ويش الإرجاء ؟
الإرجاء الذين يقولون : إنه لا تضر مع الإيمان معصية، أنت مؤمن نعم ـ محمد انتبه ـ أنت مؤمن ؟ يقول نعم يقول لا يضرك المعصية مع الإيمان لا تضر المعصية تزني تسرق تشرب الخمر تقتل ما فيه شيء ما دمت مؤمنا فأنت مؤمن كامل الإيمان وإن فعلت كل معصية .
هؤلاء خرجوا لمقابلة الخوارج شوف البدعة كيف تجر إلى بدعة خرجوا لمقابلة الخوارج .
الخوارج ماذا يقولون ؟ يقولون : الكبيرة تخرج الإنسان من الإيمان إذا زنا الإنسان فهو كافر يستباح دمه وماله، إذا سرق فهو كافر يستباح دمه وماله هذا من ؟ الخوارج، هؤلاء أرادوا أن يقابلوهم ببدعة قالوا أبدا إذا كان مؤمنا بالله ورسوله واليوم الآخر وأصول الإيمان الستة فليعمل ما يشاء كل المعاصي وإن كبرت ما عدا الكفر والشرك فإنها لا تنقص الإيمان فضلا عن أن تخرج منه لا تنقصه فالإنسان مؤمن كامل الإيمان فجاء قوم من الأذكياء والله أعلم هل هم أزكياء أو لا ؟ هم أذكياء لكن الله أعلم هل هم أزكياء أو لا ؟ قالوا : نجمع بين القولين ونقول : الذي يفعل الكبيرة ليس بمؤمن كما قال المرجئة، وليس بكافر كما قال الخوارج بل هو في منزلة بين منزلتين كرجل سافر من عنيزة إلى الرياض نعم فصار في أثناء الطريق، ويش نقول له ؟ لا في الرياض ولا في عنيزة بل في منزلة بين منزلتين هم قالوا هكذا قالوا : لا نقول فاعل الكبيرة كافر ولا مؤمن كامل الإيمان في منزلة بين المنزلتين طيب وماذا تصنعون به في الآخرة ؟
هو مخلد في النار يوافقون الخوارج ولا لا ؟ يوافقونهم في الآخرة، لكن في الدنيا يخالفونهم .
ظهرت هذه البدعة وانتشرت ثم جاءت بدعة الظلمة والجهمة وهي بدعة جهم بن صفوان، الجهمية جاءت هذه البدعة لا تتعلق بمسألة الأسماء والدين مؤمن ولا كافر ولا فاسق ولا منزلة بين منزلتين لا تتعلق بذات الخالق، شوف كيف وصلوا تدرجت البدع المكفهرة في صدر الإسلام حتى وصلوا إلى الخالق جل وعلا وجعلوا الخالق بمنزلة جثة يشرحونها كما شاؤوا يقولون : هذا ثابت لله وهذا غير ثابت هذا يقبل العقل أن يتصف الله به وهذا لا يقبل العقل أن يتصف به فجاءت بدعة الجهمية والمعتزلة وهكذا .
وأول بدعة ظهرت في هذه الأمة هي بدعة الخوارج بدعة الخوارج هي أول بدعة ظهرت في الأمة لأن زعيمهم خرج على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذو الخويصرة من بني تميم حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم ذُهبية جاءت فقسمها بين الناس فقال له هذا الرجل : " يا محمد اعدل " أعوذ بالله فكان هذا أول خروج خُرِج به على الشريعة الإسلامية ثم صارت بدعتهم في عهد الصحابة خرجوا على عثمان رضي الله عنه بل خرجوا لو شئنا لقلنا خرجوا على أبي بكر وعلى عمر وعلى عثمان وعلى علي ومازالوا يتوالون .
ثم بعد ذلك ظهرت بدعة القدر بدعة القدرية مجوس هذه الأمة الذين قالوا : إن الله سبحانه وتعالى ما قدر أفعال العباد ما قدرها وليست داخلة تحت مشيئته وليست مخلوقة له، بل كان زعماؤهم وغلاتهم يقولون : إنها غير معلومة لله ولا مكتوبة في اللوح المحفوظ، وأن الله لا يعلم بما يصنع الناس إلا إذا وقع ذلك إذا وقع منهم الشيء علم به، ويقولون : الأمر أُنف أي : مستأنف وهؤلاء أدركوا آخر عصر الصحابة فقد أدركوا زمن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعبادة بن الصامت وجماعة من الصحابة لكنه في آواخر العصر، عصر الصحابة .
ثم ظهرت بعد ذلك بدعة الإرجاء وأدركت زمن كثير من التابعين ويش الإرجاء ؟
الإرجاء الذين يقولون : إنه لا تضر مع الإيمان معصية، أنت مؤمن نعم ـ محمد انتبه ـ أنت مؤمن ؟ يقول نعم يقول لا يضرك المعصية مع الإيمان لا تضر المعصية تزني تسرق تشرب الخمر تقتل ما فيه شيء ما دمت مؤمنا فأنت مؤمن كامل الإيمان وإن فعلت كل معصية .
هؤلاء خرجوا لمقابلة الخوارج شوف البدعة كيف تجر إلى بدعة خرجوا لمقابلة الخوارج .
الخوارج ماذا يقولون ؟ يقولون : الكبيرة تخرج الإنسان من الإيمان إذا زنا الإنسان فهو كافر يستباح دمه وماله، إذا سرق فهو كافر يستباح دمه وماله هذا من ؟ الخوارج، هؤلاء أرادوا أن يقابلوهم ببدعة قالوا أبدا إذا كان مؤمنا بالله ورسوله واليوم الآخر وأصول الإيمان الستة فليعمل ما يشاء كل المعاصي وإن كبرت ما عدا الكفر والشرك فإنها لا تنقص الإيمان فضلا عن أن تخرج منه لا تنقصه فالإنسان مؤمن كامل الإيمان فجاء قوم من الأذكياء والله أعلم هل هم أزكياء أو لا ؟ هم أذكياء لكن الله أعلم هل هم أزكياء أو لا ؟ قالوا : نجمع بين القولين ونقول : الذي يفعل الكبيرة ليس بمؤمن كما قال المرجئة، وليس بكافر كما قال الخوارج بل هو في منزلة بين منزلتين كرجل سافر من عنيزة إلى الرياض نعم فصار في أثناء الطريق، ويش نقول له ؟ لا في الرياض ولا في عنيزة بل في منزلة بين منزلتين هم قالوا هكذا قالوا : لا نقول فاعل الكبيرة كافر ولا مؤمن كامل الإيمان في منزلة بين المنزلتين طيب وماذا تصنعون به في الآخرة ؟
هو مخلد في النار يوافقون الخوارج ولا لا ؟ يوافقونهم في الآخرة، لكن في الدنيا يخالفونهم .
ظهرت هذه البدعة وانتشرت ثم جاءت بدعة الظلمة والجهمة وهي بدعة جهم بن صفوان، الجهمية جاءت هذه البدعة لا تتعلق بمسألة الأسماء والدين مؤمن ولا كافر ولا فاسق ولا منزلة بين منزلتين لا تتعلق بذات الخالق، شوف كيف وصلوا تدرجت البدع المكفهرة في صدر الإسلام حتى وصلوا إلى الخالق جل وعلا وجعلوا الخالق بمنزلة جثة يشرحونها كما شاؤوا يقولون : هذا ثابت لله وهذا غير ثابت هذا يقبل العقل أن يتصف الله به وهذا لا يقبل العقل أن يتصف به فجاءت بدعة الجهمية والمعتزلة وهكذا .
انقسام فرق أهل البدع في أسماء الله تعالى وصفاته.
الشيخ : فانقسموا في أسماء الله وصفاته إلى أقسام متعددة :
قسم قالوا : لا يجوز أبداً أن نصف الله لا بوجود ولا بعدم لا تقل موجود ولا معدوم طيب ويش يصير ؟ قال لا تقول لا موجود ولا معدوم، قاتلكم الله أين نذهب ؟ قال إن قلت موجود شبهته بالموجودات صار مثل زيد وعمرو الموجودين، وإن قلت معدوم شبهته بالمعدومات صار مثل الإنسان قبل أن يخلق فلا مفر طيب قولوا لي ماذا أقول ؟ قال : قل لا موجود ولا معدوم نعم طيب قال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية : " هذه القضية ممتنعة مستحيلة " يعني مستحيل أن يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما لماذا ؟ " لأن تقابل العدم والوجود تقابل نقيضين والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان " سلب وإيجاب لا يمكن أحدهما ولا بد أن يكون فإذا قلتم : إنه لا موجود ولا معدوم سلبتم عنه النقيضين وشبهتموه بماذا ؟ بالممتنعات المستحيلات فنحن إن قلنا موجود شبهناه بالموجودات أهون الموجودات ممكنة موجودة أو بالمعدومات شبهناه بالمعدوم ممكن أيضا أما بشيء لا موجود ولا معدوم ممتنع كل عقول بني آدم تنكر هذا الشيء ولا تقبله انتبه هؤلاء قالوا : لا موجود ولا معدوم .
قال : جاء ناس آخرين قال : لا صفه بالإثبات ولا تصفه بالنفي قصدي صفه بالنفي ولا تصفه بالإثبات يعني أنهم يجوزون أن تسلب عن الله سبحانه وتعالى الصفات لكن لا تثبت يعني لا نقول : هو حي ويش يقول ؟ قل : ليس بمبيت لا تقل حي لا نقول : عليم ويش يقول ؟ ليس بجاهل وهكذا. ليش ؟ قال : لو أثبت له شيئا شبهته بالموجودات لأن الشيء على زعمهم كل الأشياء الموجودة متشابهة فأنت لا تثبت له شيئا، وأما النفي فاملأ الدنيا كلها من النفي مع أن الموجود في الكتاب والسنة في صفات الله من الإثبات أكثر من النفي بكثير هم يقولون : لا املأ السماوات والأرض وما بينهما من النفي فيما تصف الله به ولكن لا تثبت له صفة واحدة أعرفتم، هؤلاء يصفون الله تعالى بالسلوب دون الإثبات .
طيب قيل لهم : إن الله قال عن نفسه سميع بصير إلى آخره قالوا : هذا من باب الإضافات يعني نُسِب إليه السمع لا لأنه متصف به ولكن لأن له مسموعا مخلوقا يسمع فهو من باب الإضافات فـسميع يعني ليس له سمع لكن له مسموع.
أو طائفة ثانية قالوا : هذه الأوصاف لمخلوقاته وليست له أما هو لا يثبت له صفة.
ثم جاء قوم دون هؤلاء فأثبتوا الأسماء دون الصفات وهذا أخذ به المعتزلة أثبتوا أسماء الله قالوا : إن الله سميع بصير قدير عليم حكيم إلى آخره لكن ليس له صفة أبدا ما له صفة ؟ أبدا سميع ويش معنى السميع في اللغة العربية ؟ سميع له سمع قالوا هم لا قل : سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم حكيم بلا حكمة مثل ما نقول نحن وزير بلا وزارة شوف والعياذ بالله هؤلاء يدعون أنهم عقلاء طيب هؤلاء أهون من الأولين ولا لا ؟ أهون .
جاءت طائفة رابعة قالت لا، نثبت له الأسماء حقيقة ونثبت له صفات معددة معينة دل عليها العقل وننكر الباقي طيب ماذا تثبتون له ؟ قالوا : نثبت له سبع صفات فقط نعم والباقي ننكره تحريفا لا تكذيبا لأنهم لو أنكروه تكذيبا كفروا لكن ينكرونه تحريفا وهو ما يدعون أنه تأويل.
طيب الصفات السبع هي مجموعة في قوله :
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
الحياة والكلام والسمع والبصر ويش بعد؟ العلم والكلام والقدرة، الإرادة والقدرة سبع صفات والباقي لا نثبته نعم .
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
هذه نثبتها والباقي لا نثبتها ليش ؟ قال : لأن العقل دل عليه وبقية الصفات ما دل عليه العقل فنثبت ما دل عليه العقل وننكر ما لم يدل عليه العقل وهؤلاء الأشاعرة آمنوا بالبعض وأنكروا البعض .
فهؤلاء، هذه أقسام الناس في إنكار الصفات وكلها متفرعة من بدعة الجهم ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) الدرس إن شاء الله يستمر.
البدع جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث وما أشبه ذلك تفرعت من بدعة الجهمية والمعتزلة .
قسم قالوا : لا يجوز أبداً أن نصف الله لا بوجود ولا بعدم لا تقل موجود ولا معدوم طيب ويش يصير ؟ قال لا تقول لا موجود ولا معدوم، قاتلكم الله أين نذهب ؟ قال إن قلت موجود شبهته بالموجودات صار مثل زيد وعمرو الموجودين، وإن قلت معدوم شبهته بالمعدومات صار مثل الإنسان قبل أن يخلق فلا مفر طيب قولوا لي ماذا أقول ؟ قال : قل لا موجود ولا معدوم نعم طيب قال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية : " هذه القضية ممتنعة مستحيلة " يعني مستحيل أن يكون الشيء لا موجودا ولا معدوما لماذا ؟ " لأن تقابل العدم والوجود تقابل نقيضين والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان " سلب وإيجاب لا يمكن أحدهما ولا بد أن يكون فإذا قلتم : إنه لا موجود ولا معدوم سلبتم عنه النقيضين وشبهتموه بماذا ؟ بالممتنعات المستحيلات فنحن إن قلنا موجود شبهناه بالموجودات أهون الموجودات ممكنة موجودة أو بالمعدومات شبهناه بالمعدوم ممكن أيضا أما بشيء لا موجود ولا معدوم ممتنع كل عقول بني آدم تنكر هذا الشيء ولا تقبله انتبه هؤلاء قالوا : لا موجود ولا معدوم .
قال : جاء ناس آخرين قال : لا صفه بالإثبات ولا تصفه بالنفي قصدي صفه بالنفي ولا تصفه بالإثبات يعني أنهم يجوزون أن تسلب عن الله سبحانه وتعالى الصفات لكن لا تثبت يعني لا نقول : هو حي ويش يقول ؟ قل : ليس بمبيت لا تقل حي لا نقول : عليم ويش يقول ؟ ليس بجاهل وهكذا. ليش ؟ قال : لو أثبت له شيئا شبهته بالموجودات لأن الشيء على زعمهم كل الأشياء الموجودة متشابهة فأنت لا تثبت له شيئا، وأما النفي فاملأ الدنيا كلها من النفي مع أن الموجود في الكتاب والسنة في صفات الله من الإثبات أكثر من النفي بكثير هم يقولون : لا املأ السماوات والأرض وما بينهما من النفي فيما تصف الله به ولكن لا تثبت له صفة واحدة أعرفتم، هؤلاء يصفون الله تعالى بالسلوب دون الإثبات .
طيب قيل لهم : إن الله قال عن نفسه سميع بصير إلى آخره قالوا : هذا من باب الإضافات يعني نُسِب إليه السمع لا لأنه متصف به ولكن لأن له مسموعا مخلوقا يسمع فهو من باب الإضافات فـسميع يعني ليس له سمع لكن له مسموع.
أو طائفة ثانية قالوا : هذه الأوصاف لمخلوقاته وليست له أما هو لا يثبت له صفة.
ثم جاء قوم دون هؤلاء فأثبتوا الأسماء دون الصفات وهذا أخذ به المعتزلة أثبتوا أسماء الله قالوا : إن الله سميع بصير قدير عليم حكيم إلى آخره لكن ليس له صفة أبدا ما له صفة ؟ أبدا سميع ويش معنى السميع في اللغة العربية ؟ سميع له سمع قالوا هم لا قل : سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم حكيم بلا حكمة مثل ما نقول نحن وزير بلا وزارة شوف والعياذ بالله هؤلاء يدعون أنهم عقلاء طيب هؤلاء أهون من الأولين ولا لا ؟ أهون .
جاءت طائفة رابعة قالت لا، نثبت له الأسماء حقيقة ونثبت له صفات معددة معينة دل عليها العقل وننكر الباقي طيب ماذا تثبتون له ؟ قالوا : نثبت له سبع صفات فقط نعم والباقي ننكره تحريفا لا تكذيبا لأنهم لو أنكروه تكذيبا كفروا لكن ينكرونه تحريفا وهو ما يدعون أنه تأويل.
طيب الصفات السبع هي مجموعة في قوله :
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
الحياة والكلام والسمع والبصر ويش بعد؟ العلم والكلام والقدرة، الإرادة والقدرة سبع صفات والباقي لا نثبته نعم .
" له الحياة والكلام والبصر *** سمع إرادة وعلم واقتدر "
هذه نثبتها والباقي لا نثبتها ليش ؟ قال : لأن العقل دل عليه وبقية الصفات ما دل عليه العقل فنثبت ما دل عليه العقل وننكر ما لم يدل عليه العقل وهؤلاء الأشاعرة آمنوا بالبعض وأنكروا البعض .
فهؤلاء، هذه أقسام الناس في إنكار الصفات وكلها متفرعة من بدعة الجهم ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) الدرس إن شاء الله يستمر.
البدع جاءت بدعة الحلول والاتحاد وإنكار البعث وما أشبه ذلك تفرعت من بدعة الجهمية والمعتزلة .
اضيفت في - 2007-02-04